ما الذي تنتظره أحزاب جوبا ، أطلال تبكي عليها أم هزيمة تبكي منها؟

ما الذي تنتظره أحزاب جوبا ، أطلال تبكي عليها أم هزيمة تبكي منها؟


01-23-2010, 08:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1264232236&rn=0


Post: #1
Title: ما الذي تنتظره أحزاب جوبا ، أطلال تبكي عليها أم هزيمة تبكي منها؟
Author: ودقاسم
Date: 01-23-2010, 08:37 AM

هذه الأحزاب التي تسمي نفسها تحالف جوبا ، مضافا إليها الحزب الاتحادي الديمقراطي ، لم تحسن الأداء أبدا خلال تاريخها البعيد والقريب . كلها أحزاب جوفاء وخرقاء ، وتستحق الحال الذي هي عليه . هذه الأحزاب أسهمت بضعفها أحيانا وبقوتها أحيانا أخرى في إضعاف السلطة التي كانت تمسك بها هي نفسها . ويمكنكم مراجعة تاريخ الحركة السياسية في السودان منذ الاستقلال لتتفقوا معي في هذا الرأي . فكم مرة آلت السلطة إلى هذه الأحزاب وكم مرة فرّطت هي في هذه السلطة؟ هي استلمت السلطة من الاستعمار ، لكنها أعانت الانقلابيين على هدم سلطة الشعب فسلمتها لهم ، ثم عادت تستنجد بالشعب مرة أخرى وتتباكى على السلطة وعلى الديمقراطية. وعدنا بعد أكتوبر 64 لكن حالنا لم ينصلح فدخلنا إلى البرلمان نتبارى في الخطب والهمز واللمز ، ثم دبّرنا المكايد والمؤامرات فكان السقوط ، وعادت الديكتاتورية المتربصة بالشعب وسلطته ، ثم انطلق النحيب من جديد ، وتباكت الأحزاب فوق اللبن المسكوب ، ولكن هيهات ، فالسنوات التي مرت كانت طويلة جدا ، وكانت مملة جدا ، وكادت الأحزاب أن تنسى ، وانخرطت في مصالحات ومكايدات من نوع جديد، وكانت التضحيات كبيرة وغالية .. لكن الشعب انتفض ، واسترد حقّوقه السياسية وعادت الأحزاب إلى حالها . جدل بيزنطي ، تعديلات وزارية ، حلّ الحكومة ، تبديل المواقف ، التردد القاتل تجاه مسألة الحرب والسلام ، وتآمر حزب على اخوته ، واستلم السلطة ، ودخلنا في أطول سيناريو يفرضه علينا أحد الآحزاب .. أطلت الجبهة الإسلامية وكأنها قطعة من جهنم ، تنكّرت لكل مبادئها كحزب كان يعتبر شريكا في العملية الديمقراطية حتى قبل قراءة البيان رقم واحد . نسي الإسلاميون كل ما ساقونا إليه وأقنعونا به من قبل - ونحن طلابا - إلى مواجهة سلطة مايو العسكرية . نسوا أنهم ظلوا مستهدفين من الحكومات العسكرية وأن الشعب والجماهير ظلت تحميهم وتدافع عنهم ليس حبا فيهم ولكن باعتبارهم مواطنين لهم حقوق المواطنة ولهم تطلعاتهم وآمالهم .

Post: #2
Title: Re: ما الذي تنتظره أحزاب جوبا ، أطلال تبكي عليها أم هزيمة تبكي منها؟
Author: ودقاسم
Date: 01-23-2010, 10:52 AM
Parent: #1

الشعب قال ، وظلّ يقول كلمته ، وبعد تضحيات عديدة وعمل شاق تأكد تماما أن كلمة الشعب هي العليا وأن لا سلطة إلا بالشعب ، وأن قوة السلاح والبطش قوة زائفة .
ثم ولجنا إلى السلام واتفاقيته المعروفة باتفاقية السلام الشامل ، ومستحقاتها . فكان تعديل الدستور والقوانين ودخلنا إلى مراحل الانتخابات .. وانتهت مرحلة التسجيل ، ودخلنا إلى مرحلة الترشيحات .. فما الذي تفعله أحزابنا؟ ظلت غافلة ، مترددة ، منقسمة على نفسها لا تحسن في العمل السياسي شيئا .
هذه الأحزاب لم تبذل جهدا كبيرا في التسجيل كما فعل المؤتمر الوطني . بل اكتفت بمناشدة هنا وهناك دون حراك فعلي في حين أن المؤتمر الوطني كان حريصا على تسجيل كل عضويته وكل من يتعاطف معه ، وجهلت بقية الأحزاب عضويتها ، وتناست بعضها ، وهمّشت البعض الآخر من العضوية .
والآن تتهافت الأحزاب على تسمية مرشحيها ، وهي كعادتها لا تحسن اختيارا ، وتقدّم فقط المقربين من القيادات والحواريين ، لكنها لا تتلمّس رغبات الجماهير ولا تجسّ نبضهم ، ولا ترجع إليهم . كما أنها نسيت أنها جلست في جوبا ، وخرجت بميثاق غليظ لكنها سرعان ما رضعت ثديها وعادت إلى ضعفها الأول وعادت إلى طبيعتها التآمرية وإلى أدائها المترنح .
والحركة الشعبية التي ظننا أنها حزب جديد مبرأ من أمراض الأحزاب القديمة والتي تسمى أحزابا تاريخية ، تجدها أيضا قصيرة النفس ، مترددة ، ومتقلبة المواقف ، وتعتمد منهج المناورات ، يوما تحسب حسابا للمؤتمر الوطني ويوما آخر تنقلب عليه .كما أنها لم تقم بأي نوع من التوعية الجماهيرية ولم تقم بالعمل الكافي وسط الجماهير ، حتى إذا عددنا الندوات السياسية التي أقامتها الحركة منذ توقيع اتفاقية السلام فسنجدها محدودة للغاية ، فظلت فكرة السودان الجديد فكرة حبيسة في نفوس وعقول القياديين من الحركة دون أن يتم تمليك الفكرة للجماهير لتمكينها من تبنيها والدفاع عنها والانتصار لها عبر صناديق الاقتراع.
والحال هكذا ، فإن ضعف الأحزاب واضح والأمل فيها ضئيل ، ولن تكون عند حسن ظن أفضل الظانّين بها وهم أقلّ من القليل . وسنبين ذلك .