Post: #1 Title: عطر الأمكنة... Author: اميمة مصطفى سند Date: 01-17-2010, 11:49 AM Parent: #0
(1)
يا صديقي... ها أنا ذا أعود للكتابة من جديد عن العطر.. والمكان.. ألم أخبرك من قبل بأنني مهووسة بالكتابة عن الأمكنة والحواف وما تفعلاه بي.. في صباحات "جدة" المدينة ذات الوجهين دوما تفاجئني رائحة طفولتي جائلة.. فتقفز إلى الحيز (جدتي) التي حدثتك عنها مرة. وكيف كانت تسلم روحها للحنين.. تمزج الصباح بالمساء وتبادل الوحدة بالضوضاء...بسيطة بلا أسرار تصاحب الجميع.. قبل أن أخطو خارج فراشي أشعر بأن هذا الصباح ليس عاديا... أعرف بأن المدينة التي تدوخني في أحايين كثيرة غافلت الأعين... تسللت من عتمتها حافية القدمين لتمارس الحياة بشغف، فإنعكس فجرها نديا على مزاجي... وهناك صباحات بلا ملامح ومتعبة حد الوجع تعبر العروس... بوجه يصاحبه شحوب وعينين مثقلتين بالأرق... يتآكلك نهارها ويزعجك فتشعر بأنها ليست أكثر من أنثى رائحتها خافتة.. أهلكتها الرغبة حتى البؤس فباتت ليلتها وحيدة.. أو أن رجلها مضغها لثواني قليلة ثم بصقها من فمه وكأنه يتخلص منها مع ماء حياته، بإتفاق ضمني أن يلتقيا جسدين تصادقا على الفراغ.. الصباح البارد يلفني فأتمنى أن تحتضننى مهما كانت درجة حرارة روحك.. أسحب من ذاكرتى وشاح له رائحتك وألف به عنقى وأغرق أنفى داخلك... أعبس عندما أتذكرك كرجل غامض مستمر فى فنون الإغواء.. أملك لك الكثير من المشاهد والتواجد .. سأظل بجانبك لأنى أريد .. ولأنك جميل تبعث بى الجمال ولأن الحياة كلها لا تساوى أكثر من صحبة جميل لكائن جميل يعشق جماله .. الحياة أقصر من ونس .. أضعف من وحدة .. أشقى من توقع لليوم القادم برهبة وتوجس... يا صديقي.. أشتاق لأن أذوب حلما وأنت مثقلاً بذاكرة متعبه.. تمارس عادات الرحيل والنسيان ببراعة متناهية.. ألا تعرف بأنني وفي مواسم عطشي لنبعك أشتاقك بجنون كل إناث الأرض... أتذكرك وضحكاتك واختلاجات وجهك...وذاك الجرح القديم على وجهك يغريني بتلمسه.. تتراقص بداخلي أزمنتي الحلوة على ارتعاشة أناملك..
تحياتي أميمة كتابة مريحة حد التعب و متعبة حد التمدد في كل منحنى
أما بعد العطر
الحياة أقصر من ونس .. أضعف من وحدة .. أشقى من توقع لليوم القادم برهبة وتوجس...
الحياة أقصر من ونس ... لذا نحاول أن نكمل باقي الثغرات باجترار الذكريات و أحلام اليقظة أضعف من وحدة : نعم ... فالوحدة هشاشة في الروح و ضمور في التخيل أشقى من توقع لليوم القادم برهبة التوجس : و ما أقسى هذه الرهبة ... كمن نجلس على فوَّهة بركان خامد إلى حين جنونه.
Quote: أملك لك الكثير من المشاهد والتواجد .. سأظل بجانبك لأنى أريد .. ولأنك جميل تبعث بى الجمال ولأن الحياة كلها لا تساوى أكثر من صحبة جميل لكائن جميل يعشق جماله ..
Quote: في صباحات "جدة" المدينة ذات الوجهين دوما تفاجئني رائحة طفولتي جائلة.. فتقفز إلى الحيز (جدتي) التي حدثتك عنها مرة. وكيف كانت تسلم روحها للحنين.. تمزج الصباح بالمساء وتبادل الوحدة بالضوضاء...بسيطة بلا أسرار تصاحب الجميع.. قبل أن أخطو خارج فراشي أشعر بأن هذا الصباح ليس عاديا... أعرف بأن المدينة التي تدوخني في أحايين كثيرة غافلت الأعين... تسللت من عتمتها حافية القدمين لتمارس الحياة بشغف، فإنعكس فجرها نديا على مزاجي...
Quote: مهرة اجثو على رمالك , منهكة من طول المسافة والحلم وراحة كف الايام الخشنة تصفعنى وتتمرد افراس عمرى ولن ادير خدى الآخر يا يسوع,- انتهى معك زمن التسامح والطيبة والغفران- ألاجل كل هذا غريبة انا فى هذه الارض؟!! كل ماتفعله المهرة ان تحرك ساقيها طواحين هواء تسكن فى الليل حيث تأتى ياحبيبى مشعا بالتأمل, فاتحا آخر كوة فى السماء ليطلق الطائر الوليد اجنحته مودعا بؤس العالم والى الابد.. هناك.. حيث نقطة التنويم تصحينى .. حيث انطلق بك ومعك من فوهة النيران الشتوية, تحبل منى سر اللغة وسحرها, وطنها ومنفاها اكور بطن العالم بصمتك وصدى زيئرك يعودنى من غابات تتصفح وجه ايامى واتصفح دروبها, منعرجاتها, سفوحها, مطباتها, رحمتها, لعنتها, بحورها , صحرائها, سرابها وحقيقتها. اتصفح تواريخ جسدك واعيد كتابتها بمزاج حقولى النبيذية وابصمّ عليه {بعشرة الايام} ولظى المعرفة والخلق ونبوءة جسد التكوين
اظل على عطشى واعمل ان ابقى ظامئة ابدا, فالظمأ يفتح شهية الابحار فى غموض الرمل تبحث طيور قلبى عن قمحها, تمنحها الترانيم وقدرة التحليق وتترك لىّ عذاب انتظار اليانغ..
أنت ياكتابى.. ياحبيبى.. ياقلمى.. ياكبد الاعصار عود بى الى بدء المزامير لاصنع عالمى, دافئا, متصالحا, ظامئا وهائما فى رحم الأبدية!!
yin _ yang ونبوءة الجسد
آخر طقوس روحية مارستها قبل ان يكف الضجيج واعلاه جزء صغنون منها- محض جنون يا اميمة
Post: #33 Title: Re: عطر الأمكنة... Author: اميمة مصطفى سند Date: 01-24-2010, 07:52 AM Parent: #14
وصالنا الحبيبة
اكتشف أن الذاكرة مازالت تحمل الكثير
عندما تتسلل لأنفي رائحة الصباحات القديمة
التي تحمل ملامح طفولتي
محبتي
أكيد على الوعد
Post: #15 Title: Re: عطر الأمكنة... Author: Adil Osman Date: 01-18-2010, 01:13 PM Parent: #1
Quote: أتذكرك وضحكاتك واختلاجات وجهك...وذاك الجرح القديم على وجهك يغريني بتلمسه..
سنبحث الآن فى وجوه القوم عمّن يحمل جرحآ قديمآ من طفولة شقية ربما، أو من مراهقة بها عنف التنافس أو من وقعة بعد ليلة حافلة (بالفرح المعبأ). سنبحث عن الضحكة وعن قدرة الوجه على التعبير عن المشاعر وعن ما يغرى باللمس. والوجه مفتاح الجسد. من أضاع المفتاح قضى ليلته خارج بيت الحب أو على عتبة الحلم أو فى كنبة الانتظار.
Post: #29 Title: Re: عطر الأمكنة... Author: اميمة مصطفى سند Date: 01-20-2010, 09:45 AM Parent: #18
ماما doma
في مدن تزيح الستار بينكم خفيفة على القلب تعشقها من أول نظرة وتبادلك عشق بعشق تغرقك في لحن يسرى فى العروق فيدفع فيك الدماء ويدفعك للوقوف خلف نافذة روحك المنغلقة عليها منذ حين.. فتتسمعي بوهن لذيذ لأنفاس حبيب..
محبتي
Post: #32 Title: Re: عطر الأمكنة... Author: اميمة مصطفى سند Date: 01-24-2010, 07:06 AM Parent: #15
العزيز عادل الأشياء كلها تستحق البحث عندما تعلم أن لك بين ذراعين ما حياة ما.. وأنك ستظل مغترب طوال الوقت بدونهما...
Quote: قبل أن أخطو خارج فراشي أشعر بأن هذا الصباح ليس عاديا... أعرف بأن المدينة التي تدوخني في أحايين كثيرة غافلت الأعين... تسللت من عتمتها حافية القدمين لتمارس الحياة بشغف، فإنعكس فجرها نديا على مزاجي...
الله، الله ،الله !
أطلقها كصوفي، (غرق) في بحر بوحك الخافت، مهذّب اللغة ! حتى علامات التنقيط لديك، تأتي في بعثرة مرتّبة وكأنها إيقاع نوبة يعزفه ضارب غاية في المهارة ! أعشق مثل هذه اللغة الأنيقة حد الثمالة.
Quote: يتآكلك نهارها ويزعجك فتشعر بأنها ليست أكثر من أنثى رائحتها خافتة.. أهلكتها الرغبة حتى البؤس فباتت ليلتها وحيدة.. أو أن رجلها مضغها لثواني قليلة ثم بصقها من فمه وكأنه يتخلص منها مع ماء حياته، بإتفاق ضمني أن يلتقيا جسدين تصادقا على الفراغ..
حيّ ، حيّ ، حيّ !
حيّ هذا النصّ لكأني أرى جدة أمرأة لها قدمين تجول بهما خلال كتاباتك في تراخ كيفما أتفق!
العود أحمد حقا ، ولمثل هذا كنا ننتظر يقينى انك ما انك تعودى حتى تملأى المنتدى ابداعا وروعة وتنسينا ما عانينا فى ايام بعادك
الف اهلا بك وبروائعك ويراعك الجميل
Post: #31 Title: Re: عطر الأمكنة... Author: عمر علي حسن Date: 01-20-2010, 06:25 PM Parent: #26
ي ابنة الشاعر الجزل العبارة والمتدفق حسا ..
أورثك العبارة والحس .. فما ضيعت منهما شيئا .. لابد أنك حريصة علي إرثك العظيم وأنك استثمرت قطرة منه في هذه القطعة الادبية النادرة النفيسة ..
كم ذا نخاطب المدن .. ولكنك حركت فيها أنوثة لم يحركها الرجال .. وايقظت فيها من لم ينم
نقرأ أحيانا فنشم ونحس ونلمس ونذوق ويجمح بنا الخيال فلا يردنا للواقع غير وهن الخيال وخيالك في جموح لا يعتوره وهن .. فاذهبي بنا حيث شئت والبسينا ثوب الجدة والرفيق المكره علي المعاشرة والحبيب الذي ""يجعل الحياة كلها لا تساوى أكثر من صحبة جميل لكائن جميل يعشق جماله"" ..
ليتنا نحيا بهذا الرهف ويسقط عنا عنت الحياة ..
خاطرتك جميلة .. وناقصة ، فيما أحسست ، جزءا او جزئين .. فلا تطيلي انتظارنا .. واكملي جميلك وجمال رؤاك