المفسدون أكلوا المال وها هي كلابهم تأكل العيال

المفسدون أكلوا المال وها هي كلابهم تأكل العيال


01-17-2010, 08:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1263714004&rn=0


Post: #1
Title: المفسدون أكلوا المال وها هي كلابهم تأكل العيال
Author: Nasruddin Al Basheer
Date: 01-17-2010, 08:40 AM


السودان بلد العجائب.. يمكن أن تتخيل أن يحدث في كل شيء ولكن لن يجرؤ أحد على الكلام.. شعب استكان لكافة أنواع القهر و الإذلال من الحكومة والموالين لها وأصبح لا يبالي بما يحدث له من مصائب وكأن الأمر لا يعنيه..
المفسدون اللصوص نهبوا خيرات البلد وتاجروا واغتنوا ولعبوا بأموال الشعب المسكين، وفي الوقت الذي يزداد فيه الشعب فقراً وفاقة ومرضاً وجهلاً، يزداد فيه المفسدون غنى وجاهاً ونفوذاً، فعم فسادهم كافة القطاعات، المشاريع الزراعية والاستثمارية، الطرق والكباري، الطيران، البترول، الاتصالات، الزكاة، الجمارك، المنظمات الطوعية والخيرية، التجارة الداخلية والخارجية وغيرها من القطاعات.
ولأنهم يدركون أن المال والبنون هم زينةً الحياةِ الدنيا، وبما أن المال مذكور أولاً في الآية فقد قضوا عليه أولاً وها هم قد بدأوا في أكل العيال، حيث روعت أسرة سودانية تقيم بمحلية كرري في طفلها الرضيع، إذا نهشه أحد الكلاب الضالة التي ظلت تثير الرعب في نفوس الأسر لأكثر من أسبوعين والحكومة صامتة عن اتخاذ أي إجراء ضد رجل الأعمال الذي استورد هذه الكلاب..
تقول بعض المصادر إن أحد كبار التجار المعروفين (بالجشع طبعاً) قد استورد هذه الكلاب للحكومة لاستخدامها ككلاب بوليسية، وبعد أن أدخلها إلى الدولة رفضتها الجهة الحكومية المعنية بدعوى أنها غير مطابقة للمواصفات (الكلاب نفسها راحت كلبيتها في خبر كان وأصبح غير معترف بها لأن الكلاب البشرية صارت أكلب منها)..
وانتظر رجل الأعمال طويلاً حتى يجد فرصة لتسوية الموضوع مع الجهة المختصة بتوسط أحد النافذين مثلاً، ولما لم يتمكن من معالجة الأمر وأرهقه إطعام الكلاب التي ظل يحتفظ بها في ضواحي الخرطوم، اضطر لأن يعمل بمبدأ (عليّ وعلى أعدائي) وأعداؤه هم بالتأكيد المواطنون، فقام بإطلاق الكلاب التي تكاثرت وتوالدت في خلال فترة الاحتفاظ بها، أطلقها بكل سهولة وكأنها أستاذ تربية بدنية يخرج تلاميذه في حصة الرياضة..
الكلاب الآن خارج أقفاصها وهي تجوب الشوارع وتدخل البيوت بحثاً عن طعام (حتى لو كان طفل رضيع) فالجوع كافر والجيعان محللة ليهو الفطيسة، والناس مصابون بالذعر في بيوتهم والكل يتوقع أن ينام ويستيقظ فيجد نفسه في بطن كلب ضال، فيكون موقفه حينها في غاية الإحراج وتفوت عليه مشاهدة بقية مباريات أمم أفريقيا..
لم نسمع فتوى حتى الآن من هيئة علماء السودان حتى ولو فتوى تبيح لهذه الكلاب أن تأكل الناس بدعوى أنها مضطرة وغير باغية، لكي لا تأكل هذه الكلاب في بطونها اللحم الحرام..
والله العظيم لا استغرب أن يترشح هذا التاجر مستورد الكلاب ويفوز في نفس الدائرة التي أكلت فيها كلابُه مرشحيه، فالسودان بلد عجيب وغريب، يحدث فيه المستحيل ويصعب فيه حدوث الممكن..