المؤتمر الوطني هل يعيش منسأته السياسية ؟؟؟؟

{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ
فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}
(14) سورة سبأ

المؤتمر الوطني يعيش أحرج أيامه التنظيمية تلك الخاصة بإختيار مرشحيه النهائيين لمناصب الولاة ...ولغة المرشحين تُنبئ بخطورة القادم فالباشمهندس محمد ألامين كباشي رفض التعليق على تسريبات إختيار الحزب للدكتور محمد طاهر إيلا وقال فيما معناه أننا سنرد على ما يحدث في حينه ... لم يقل ما هو مفترض قوله من تصريحات الدبلوماسية من عينة إحترام الكل لقرارات التنظيم وحيث يوضع العضو يعمل , بل أطلق ما يشبه صيحة حرب مكتومة وبالمقابل جزم بدرالدين طه بنزوله مستقلاً ضد مرشح المؤتمر الوطني أيّا ماكان بل وزاد أن أطلق كل الهواء الساخن وقال بأن المؤتمر الوطني يديره ثلاثة أو أربع قيادات تتحكم في قراراته يتزامن ذلك مع إعلان د. مالك حسين الخارج من رحم الحركة الإسلامية منافسة مرشح المؤتمر بولاية الجزيرة وقد سبق للدكتور مالك أن قام بإسقاط البروف الزبير بشير طه في دائرة رفاعة بآخر إنتخابات ويترقب كرم الله عباس بولاية القضارف القرار النهائي وهو يلوح بكروت المستقلين ضد المنتسبين من المؤتمر الوطني

سبق أن تسائلنا عن طبيعة الصراع بداخل المؤتمر الوطني وهل هو صراع حول المفاهيم والرؤى السياسية العامة أم إنه صراع حول كراسي السلطة ؟؟؟
في الإعتقاد أن أسوأ ما قامت به الحركة الإسلامية هو إطاحتها بحكومة ديمقراطية شرعية في وقت كانت الحركة تتقدم بخُطى واثقة نحو الحكم , وقد جربته تحالفاً
ولكن الإنقلاب على سُلطة الصادق المهدي كان هو الخطأ الإستراتيجي على مستويين أولهما هو الإعلان الصريح عن ضيق الحركة الإسلامية بالممارسة الديمقراطية ووصمة ستظل عالقة بجبين الحركة السياسي إلى أزمنة لاحقة ومستقبلية الخطأ الثاني هو دخول الحركة للسلطة في وقت لم تكن مهيأة له تماماً فحشرت الخدمة المدنية بدهاليز الحزب أو المؤسسة السياسية وأدخلت عليها كثير من خارج الحركة لمحاولة سد الفراغات الخدمية ممن أُطلق على بعضهم المغفل النافع أو (م ن) إصطلاحاً والتي أفروتها سياسة التمكين فإلتصقت الدولة مشيمياً بالحزب وتضخم الحزب إلى دولة ظهرت حتى في الإعلام الرسمي الذي فشل في التفرقة بين انشطة الحزب وأنشطة الدولة !!!!!!!

لنعود إلى الصراع الداخلي بحزب المؤتمر الوطني وهو الغطاء السياسي للحركة الإسلامية والتي تظل أكثر تماسكاً بكثير من الحزب ومقيداً لحركته
ومرجعاً لكثير من قراراته مع خلاف بين الإنقاذيين والإسلاميين حول الأكثر أحقية بالحكم فالإنقاذيون وإن تقاطعوا مع الحركة في عدد من الهياكل الحاكمة والمقررة للمسألة السياسية إلا أنهم يتجاذبون حبل الإدارة بينهما مع حرص كاف من الطرفين على ألا ينقطع الحبل وتقع المنظومة بكلياتها والصراع حول الحكم يتمدد حتى بداخل الحركة الغسلامية نفسها وإن كانت وتيرتها تبدوا أقل ولكنه يكون موجوداً وحاضراً وينقل الهواء الساخن من النفوس إلى فضاءات الإعلام لتتداولها الألسن ....

هذه الصراعات الداخلية تصل حتى أعلى مستويات القيادة العليا ويجنح الخيال السياسي الشعبي لوجود خلافات بين جماعة الرئيس وجماعة النائب
ويغلو لحد القول بوجود نية إعادة هيكلة الحزب للإطاحة بهذا أو ذاك أو إحتمال بروز حزب جديد بقيادة الرئيس إلخ , كلها مؤشرات تؤكد بما لا يدع مجال للشك بوجود الصراع الذي أكده كثرة (المهددين) بالنزول مستقلين ومنهم صناع للحركة الإسلامية من امثال عبالباقي بالمناقل وبدرالدين طه بالخرطوم وكرم الله عباس بالقضارف ود. مالك حسين بالجزيرة ومحمد الامين كباشي بالبحر الأحمر بخروج شبة جماعي من الحزب وحتى تظن ان المؤتمر الوطني كالسمكة التي شبعت فقزت إلى خارج المياة ليتلقفها الآكلون ......

شكرا الاستاذ احمد لهذا البوست المهم

Quote: شكرا الاستاذ احمد لهذا البوست المهم

شكراً عمر عبدالله للمرور ...


لم تخلو ولاية من ولايات السودان المختلفة من إعتراضات على شكل الممارسة الداخلية لإنتخابات الولاة حيث يتم ترفيع 7 ويتم تقليصهم إلى 5 ث/ غلى 3 ثم يختار منهم المركز 1 فيقبل بعض المبعدون ويرفض بعضهم ويهددون بالنزول مستقلين في بادرة تظل هي الأسوأ في الممارسة السياسية من منسوبي حزب يفتؤرض بهم الإنضباط التنظيمي والسياسي وجُلهم من الخبرات السياسية المتراكمة ليعيد السؤال إطلالته مرة أخرى (هل الصراع بداخل الحزب على الفكرة أو السُلطة؟؟؟) وتنير الأحداث جزءاً مضاءاً بالأساس لأجابة السؤال ليجد الحزب أنه ينافس الحزب بأردية الإستقلال ويبرز رجالات الإنقاذ على سطح الأحداث مرة اخرى فيظهر إسم فيصل مدني مختار مرشحاً مستقلاً بولاية سنار

وعودة فيصل مدني مختار بسنار ود.مال حسين بالجزيرة تهديد حقيقي لمحور من أهم محاور المؤتمر الوطني بوسط البلاد بما عُرِف بمحور حمدي
ويعيد صياغة السؤال : لماذا يعارض الإنقاذ أبنائها ؟؟؟ .... الشيخ بدرالدين طه يجيب بتلمسه تغيرات كبيرة في شكل الممارسة بداخل الحزب وكيف كانت تُدار المسائل بالحزب في السابق وكيف إحتكر ثلاثة أو أربعة القرارات وفق مزاجية خاصة وضرباً للمؤسسبة بداخل المؤسسة ومرارات الشيخ بدالردين طه مع الحزب ومرارات عودته وما لحقها من تفسيرات وحكايا ليس من بينها القناعة التامة وحب اللشيخ للشيخ الكبير وربما الصراع الكبير الداخلي بذهنية الشيخ بدرالدين كل ذلك تبقى مبررات لتشكيل ضغط نفسي وذهني وعصبي عليه يجعله يعجل بالإنفجار ولكن المبررات السوية منها وفير السوية لدواعي إخراج الشيخ لمسائل تنظيمية داخلية لا يلغي أهمية مناقشة تلك القضايا بعيداً عن مبرراتها وقريباً من وضعها في إختبارات صدق ما يقول ....