دقاق النوبة .

ــــ
دقاق النوبة:

دقاق النوبة إسم مركب وهوتشبه دقيق لفخد الدجاج ويكاد يرضي العقل ,بل فكرته مستوحاه منه آي الفخد إبتكره السودانيين المتصوفة .مكوّن من عصا تحسب بالسنتمترات وخرقة من القماش تنسج بعانية فائقة في أحدي أطراف تلك العصا. فالشخص الذي يحذق تلك الصنعة من (أهل القوم) يميل إليها بكل جوارحه في مزاولتها بل يجد المتعة فيها كفن فيهذب الطرف الثاني من العصا بطريقة تجعل من (يقمط) عليه يكون في الوضع المريح حتي يأتي ضربه جيّداً ,الطريف في أمر السودانيين من يتميّز في ضرب النوبة يطلق عليه دقاق النوبة وفخد الدجاج آيضاً يطلق عليه دقاق النوبة .

ــــ
لدي صديق نشأ في بيئة _ دق _ ودقاقات _النوبة فحملته النوبه علي كتفتها وجنباتها قبل أن يحملها هو.

ـــ
كل ماأتي من فراغ في طفولته إلا وشغله بدق النوبة حتي أن أصبح خبيراً بيها.و بعد أن تخرج من كليةالهندسة المدنية مازال شغوفاً بهالدرجة الولع.

ــــ
ومن عنت العمل الجاف وشاق بالمواقع الإنشائية ومن صلابة حجارة الخيرصانة والشيكات الطائرة وقوة الحديد وسخونته وإرتفاع وهبوط مواد البناء , يجيد صديقي الهروب منها بساعة من يوم الجمعة لعلهاالنوبة ودقها يروي حنيناً بالوجدان من عطشاً.

ـــ
قادته سيارته وهو يرتدي بنطال في أصيل جمعة إلي صوت معشوقته حتي وصل شوارع ثورات أم درمان فتوقفت الحركة عند أعرق الزوايا.

ــــ
ما أن رآها بعينه حتي تحرك كل جسده لعناقها وحضنهاأما كل الخلق , فقد بداء بمغازلة (دقاق النوبه) ونظرات من التفحص في وجه هذا الدقاق, في أثنافترة إستراحة قصيرة بين مدحة ومدحة.

ــــ
من هو مسؤل من الزاوايا يسمي في لغة القوم (مقدم) فقد خطف منه (دقاق النوبة) بل خطف حلم بكامله من صديقي.

ـــ
خرج صديقي من حلقة الذكر وهو يجر خيبة أمل ضاعة ولم تجدي المفاوضات الوقتية مع المقدم فقد ظن إنه يريد أن يتعلم دق النوبة وخاصةً وأن يرتدي بطال يبعده مهما تقرب وتودد لذلك المقدم.

ـــ
وفي أول سانحة من الفرصة التي كان مشغولاً فيها (المقدم) بعيداً عن (المداح) وحلقة الذكر عاد صديقي كرّه مرة ثانية وتدثر برباطه النوبة دون أن يراه المقدم.

ـــ
وداخل نفسه يقول كم أشتاق إليك ؟ أشتاق إلي (الثقيل والخفيف والمتلت والديمشقي) تلك هي أنواع العزف من الإنغام تأتي حسب الكلمات التي يرددها المداحون.

ـــ
ما أن (رفع القصيد) هؤلاء المادحون بقصيدة (عقلي المشتاق أنا وحباب في طريق القوم) للشيخ محمد ودرحمة فقد أخذ صديقي قسطاً كافياً من الطمأنينة لن يفارق دقاق النوبه إلا برضاه.

ــــ
ما أن أنتهت القصيدة إلا وقد وقف كل الناس علي (الأوتاد) يعني الحلقة أصبحت كلها مكتمله وعاد المقدم ودهش لدقاق النوبة أبو بنطلون فلا أحد يجيد الدق مثله أبداً, وهذا ما قالوه المادحون أنفسهم
أما صديقي فقد وضع النوبة عن كتفه وخرج من الحلقة.

ـــ
وفي الجمعة التي تلتها حضر الصديق مبكراً وأول وصوله فقد بادره (المقدم) يا زول هوي إنت دقاق النوبة وهاااااك النوبة والدقاقتحت إمراتك.