طراطيع القصر الجمهوري !!

.

لم يلفت إنتباهي أسلوب المذيع الذي قدم إحتفال القصر بعيد الإستقلال،
بقدر ما أدهشني دوي الإنفجارات الهائلة والفرقعة العظيمة لتلك "الطراطيع" فوق مباني
القصر الحزين .. وعلى رؤوس الضيوف الأشهاد!

.


* الطراطيع: الألعاب النارية عند أهل الخليج العربي وصغارهم.

.

.

كما لم يدهشني عدم التعريف بالضيوف الذين حضروا الإحتفال وصفاتهم،
إنتبهت للأعمدة التي تقوم وسط الحضور، وعلق عليها صندوق ضخم يرشد الضيوف الأكارم
بالمكان المخصص لجلوسهم .. في معمعة إجراءات "البرتكول" أبو صرة!

وسط ذلك المهرجان الحزين ..
فات على المذيع مقدم الحفل "المجتهد" أن يقول: الان نترككم في فاصل من الطراطيع الشجية!

.

.

وأنا بعد لم أندهش لمقادرة الرئيس وجوقته وإنفضاض الحفل قبل أن يختم وردي أغنيته،
ولكني تألمت وحزنت، لوردي وهو يصعد بصعوبة لمنصة التكريم .. متعه الله بالصحة العافية.

.

Quote: .ولكني تألمت وحزنت، لوردي وهو يصعد بصعوبة لمنصة التكريم .. متعه الله بالصحة العافية

انا شايف انو وردي بعد دا يراعي لحالتو الصحية بعد العملية حتي صوتو ذاتو بقي ما ياهو
عشان ما ينزل من القمة



ملحوظة
وردي فناني المفضل

.

Quote: انا شايف انو وردي بعد دا يراعي لحالتو الصحية بعد العملية حتي صوتو ذاتو بقي ما ياهو عشان ما ينزل من القمة

الأخ بكري عباس
تحياتي ..

وردي مازال قادرا على العطاء، على ذات الهيبة والبريق والنكهة الخاصة
أمنياتنا له بالعافية وطول العمر،

ولكن ..
في زمان غير هذا، كان الفرعون لا يقبل أن يقطع وصلته الغنائية صخب الطراطيع وفرقعتها!

شكرا لمرورك الكريم


سيف اليزل

.

.

وفي ذلك لم أستعجب من غناء وردي على ساحة القصر الجمهوري، فذلك حق له
ولمن أراد من سكان القصر وضيوفه..
ولكن .. تعجبت كوني ولأول مرة وجدت الغناء الوطني عند وردي ماسخاً!!
فجاءت الطراطيع ضغثا على إبالة!


سيف اليزل

.

.

كما وأني لن أندهش لو كان تركيز منظمي الإحتفال من سدنة القصر،
على فقرتين فقط هما: خطاب الرئيس، والطراطيع.
لكني تعجبت من أن المسافة بين المسرح والحضور كانت أكبر بالقدر
الذي تعذر على الجماعة إجراء عملية النظافة العادية عليها، إلا أن يكونوا قد
تحسبوا عدم مضايقة الحضور الكريم بوابل الطراطيع!!
فإن كان ذلك كذلك، فحق لسدنة القصر أن يجلبوا الطراطيع ولو من الصين.



.

.

ولم أندهش كذلك لحالة الإحباط التي بدت على تقاسيم الإمام الصادق المهدي،
ولكني تعجبت من كونه لم يتكلم قط يومها، ولم يعلق وللآن على دوي الطراطيع!!
وعند الإمام الصادق المهدي على وجه الخصوص، يكون في الصمت أبلغ الكلام!
يخطر ببالى ألف تعليق أحسب أنه كان يدور بذهنه.. فماذا قال الإمام ساعتها؟


.

Quote: وسط ذلك المهرجان الحزين ..

الاستاذ الفنان سيف اليزل

تحيات تخلو من الطراطيع ..!

هذا المقطع (فوق) الذي ذكرته أنت يختزن كل شيء ..

فقد غالبت نفسي لشيء يعلمه الله حتى أشاهد "الحفل الحزين"
وأكثر ما لفت انتباهي أن رئيس الحكومة كان في قمة الحزن والغضب والانفعال
والقنوط والحيرة .. وقد حاول أن يخفي تيارات نفسه، فجاء حديثه كمن يغالب البكاء ..

باختصار كان حديثه خطبة وداع ..

ماذا سوف نجد لو ربطنا ذلك بزيارته الأخبرة للملكة العربية السعودية ..
والتي تشبه إلى حد بعيد آخر زيارة قام بها جعفر نميري لأميريكا ..
ثم ربطنا ذلك بالصراع المرير الذي يدور بين أقطاب حكومته ..
وربطنا الحزمة بما حوت باحتمالات الهزيمة في الانتخابات ؟؟!

هل حزم الرجل أمره بالمغادرة قبل وقوع التداعيات وانفصال الجنوب؟
أم أن واشنطن قدمت له "حزمة" مغادرة تتضمن طي ملف الجنائية الدولية..
وإقامة طيبة في أرض مهبط الوحي؟

كل ذلك جائز .. و"المطره مربط عجيل" كما بقول أهل كردفان

حاشية:
(عجيل مصغّر عجل لمن لا يعرف العامية السودانية .. والمثل يرتبط بمواقع السحاب
في زمن الخريف .. وعندما يطل السحاب من هذا المربط يكون المطر شبه مؤكد
حتى لو أطلت سحابة صغيرة .. وهناك نكته يتداولها الناس في سهول كرفان عن ذلك
الخواجه الذي أصر على السفر برغم أن سائق اللوري حذره نسبة لوجود سحابة في
مربط عجيل. لكن الخواجه قال إنها سحابة صغيرة .. والنتيجة أن المطر ضربهم في
الخلاء وبقوا اياما .. وتمر السنوات وإذا بنفس الخواجه يطلب من السائق عدم التحرك
لأنه شاهد سحابا كثيفا .. فقال له السائق السحاب ده ما بجيب مطر لأنه ليس من جهة
مربط عجيل.. فقال الخواجه للسائق أن الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يربط العجل في
أي ركن من أركان السماء .. !!!. الحكايه رواها لنا أستاذنا الجليل الراحل محمد أحمد سالم
فقد عاش سنين عددا في تلك المناطق الرائعة من سوداننا الحبيب)

تحياتي

.

المبجل الأستاذ سالم أحمد سالم
تحيات نديات ..

وما أدراك ما القصر ..!
خلا إرتباطه بالحكم الإستعماري التركي والبريطاني، وبروتكول رفع علم الإستقلال،
فإن مشاعري نحو البناية في عضمها لا أعرف لهاإتجاها.. وأحسب أن كثيرين مثلي لايحفلون
كثيرا بالنظر إليه، حتى جاء اليوم الذي رمي فيه بالطراطيع! وفي رواية أخرى بالطماطم
والبيض الفاسد.. فتعجب!

سأعود لبقية حديثك

.

.


.

أنا لا أندهش بالطبع لكامل مظاهر "الهيلمانة" التي يقيمونها ولا يقعدونها بخصوص متحف القصر،
وما يحفظ بجوفه من إهداءات وأوسمة وأنواط ، إلى تذكارات الرؤساء الذين أسعدتهم "على شقاوتهم"
صروف الحياة السياسية بزيارة ولا في الحسبان للقصر الجمهوري .. فربما كانت تلك من دواعي
ما يلوكونه عن السيادة الوطنية ..

ولكني، أتعجب! من القداسة الكاذبة التي يطلون بها جدران القصر ..
والسرية التي يضربونها بين الشعب وما يمور داخل ردهات القصر وغيرها
وغيرها من مظاهر الكتمان والحراسة المشددة حتى على الاسوار!

أستاذي الجليل سالم أحمد سالم
نعم كان المهرجان مثقلا بالحزن، لكأن الجمع بلا إستثناء قد جاء يمني النفس بأمسية حزينة
غير مأسوف عليها، وشتان بين حزن الرئاسة وحزن الضيوف وأحزان الشعب!
وقد قيل أن الرئيس الذي لا يتمتع بموهبة إخفاء مشاعره الحقيقة عن الناس،
لا يعيش طويلا على دست الحكم، إلا في حالات إستثنائية نادرة ..
ولذلك كلما سمعت تعليقات بعض الذين يتعاطون السياسة على ذمة نشرة أخبار التلفزيون
الحكومي يقولون : الرئيس طيب والفي قلبو على لسانو .. أشفقت على الرجل!

زيارة الرئيس التي إمتدت لثلاثة أيام بالمملكة العربية السعودية،
ربما مكنت رجال الدولة السعودية من وضع الكثير من الملح على جروح الأزمة
السياسية لحالة السودان، والذي يميز هؤلاء هو تعاطي السياسة من باب الوضوح
في القضايا الكبيرة والحكمة في المعضلات الوطنية،
الحكمة التي نلجأ إليها ونبحث عنها عند الإيرانيين والأتراك،
ولا نعود للإراضي المقدسة إلا حجاجا ومعتمرين للمغفرة .. فتأمل!


سأعود


سيف اليزل

.