الدكتور احمد دالى يتحدث فى واشنطن عن الوضع الراهن ومستقبل الدولة السودانية 2-2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 00:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2010, 01:45 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدكتور احمد دالى يتحدث فى واشنطن عن الوضع الراهن ومستقبل الدولة السودانية 2-2

    الدكتور احمد دالى يتحدث فى واشنطن عن الوضع الراهن ومستقبل الدولة السودانية 2-2


    الاستاذ محمود قال نحن سودانيون ودعا للانسحاب من الجامعة العربية

    العنصرية كانت ولا زالت مكونا مهما فى سياسات الدولة السودانية

    كيف يأتمن الناس الجبهة الاسلامية على دينهم ولا يخوّنونها فى شأن دنياهم ؟

    الحيرة التى عليها الشعب السودانى حاليا افضل من قيادته الى المجهول

    القرأن كتاب الانسانية وقصة الحياة و ليس كتابا للمسلمين كما يفهمون



    واشنطن : علاء الدين بشير



    تحدث القيادى الجمهورى، الدكتور احمد المصطفى دالى ضمن منبره نصف الشهرى بمنطقة واشنطن الكبرى عن الوضع الراهن ومستقبل الدولة السودانية. وكنا قد نشرنا الجزء الاول من الندوة، وفي هذا الجزء الاخير ننشر مداخلات الحضور ورد الدكتور دالى عليها.

    السودان .. جدل العروبة والافريقانية

    اكوك مادوت، عرّف نفسه على انه عضو فى الحركة الشعبية ولكنه اوضح انه يتحدث انابة عن نفسه. وقدم مداخلته بمزيج من اللغتين الانجليزية والعربية، قال انه جاء ليسمع عن الرؤية الدينية للجمهوريين ولكن المحاضر لم يتحدث عنها وانصب جل حديثه عن المشاكل الراهنة فى السودان وهى معلومة بالنسبة للبعض منا ، واتفق مع المحاضر على ان السودان الان فى مفترق طرق ولكنه تساءل عن الحل من وجهة نظر مقدم الندوة. واضاف: الدكتور دالى قال ان الوضع الراهن قاتم فهل المستقبل ايضا قاتم؟. واكد ان مشكلة السودان فى شماله وليس جنوبه مشيرا الى عبارة اثيرة لزعيم الحركة الشعبية الراحل والنائب الاول السابق لرئيس الجمهورية، الدكتور قرنق والتى قال فيها انه لا يمكن لشخص ان يجلس فوقى ويتهمنى فى الوقت نفسه باننى غلطان لأننى قبعت تحته لأن عليه ان يرفع نفسه عنى اولا ثم نأتى لننظر فى من منا يتحمل مسؤولية الاعتداء على الاخر. وتابع مادوت : ان مشكلة الشمال مع الجنوب تتمثل فى العروبة والاسلام، واقر بأن للجمهوريين حلا وسطا لقضية الاسلام، ولكنه تساءل عن موقفهم من العروبة والتى قال انه لا يقصد بها العروبة كهوية وانتماء وانما كفكر للسيطرة على الدولة السودانية واقصاء غير المنتمين للعروبة فيها، مشيرا الى ان نائب رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار رغم انه مسلم واهله (فُقرا) ولكن لا يسمح له بأمامة الصلاة ملمحا الى ان ذلك قد يكون بسبب انه ليس عربى، وطرح مادوت سؤالا مباشرا: هل السودان دولة عربية فى منظور الجمهوريين؟. واكد ان شعب جنوب السودان سيصّوت للانفصال اذا رغبت الحركة الشعبية فى ذلك ام لم ترغب لأن الامر خارج عن سيطرتها وهو خيار شعبى، طالبا من شعب شمال السودان استدراك الامر واللحاق به قبل فوات الاوان.

    وفى رده على المداخلة قال الدكتور دالى انه يعى جيدا حجم التضحيات التى قدمها الجنوبيون، فقد كانت الحرب دائرة فى اراضيهم طوال السنوات الماضية ما افقدهم الاساس لأى حياة طبيعية، حيث تشردت اعداد كبيرة فى المهاجر البعيدة وفى دول الجوار ونزحوا الى اقاليم السودان المختلفة. واكد ان نظام الجبهة عمّق المشكلة و اوصلها الى نهاياتها ولكنها مشكلة قديمة وموروثة منذ بداية الحكم الوطنى، واوضح ان الاستاذ محمود اول من قال ان المشكلة مشكلة شمال، وان مشكلة الشمال فى قصور النظر وفقدان المذهبية الرشيدة لإدارة الاتساع الجغرافى والتباين الدينى والاثنى والنوعى وقد حلل ابعاد الازمة فى كتاب (جنوب السودان.. المشكلة والحل) منذ عقود طويلة، وقد طرح الحل لذلك فى كتاب (اسس دستور السودان) منذ العام 1955، الذى دعا فيه الى الحكم الفيدرالى وتقسيم السودان الى 5 ولايات تتمتع بسلطات شبه مستقلة عن المركز وتقسيم الولايات الى مقاطعات تتمتع ايضا بصلاحيات كبيرة وهكذا تمضى الفيدراليه عنده فى المستويات الادنى حتى حكومة القرية، وطرح من اجل ضمان ذلك الفصل الصارم بين السلطات الثلاثة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) فى جميع مستويات الحكم، ثم دعا الى تطوير التشريع الاسلامى لتلافى مأزق تطبيق الشريعة الاسلامية عند المسلمين التى تصادر برأيه -ان طبقت فى سياق حديث- الحقوق الدستورية للمسلمين انفسهم وخاصة النساء فيهم ، ثم غير المسلمين ، وبيّن كيفية توطين مبدأ المواطنة فى بلاد متعددة الاديان ولكن غالبية سكانها من المسلمين، ودعا الى دولة سودانية ديمقراطية اشتراكية يتساوى فيها الناس من حيث انهم ناس بغض النظر عن اديانهم او اعراقهم او نوعهم، واكد دالى ان الاستاذ محمود جاء بكل ذلك من داخل القرآن، وعنده ان القرأن ليس كتاب المسلمين كما فهم المسلمون وغيرهم وانما هو كتاب الانسانية وقصة النفس البشرية وهو يحكي قصةالحياة منذ صدورها وحتى اوبتها الى بارئها، واشارالى ان كل ذلك مفصل ومبوب فى منشورات وكتب الجمهوريين المختلفة وموجود على ال web site الخاص بهم وهو www.alfikra.org .

    وبخصوص مسألة العروبة اوضح دالى ان للاستاذ محمود رأى مغاير منذ وقت مبكر فى هذه القضية، فقد دعا الى خروج السودان من جامعة الدول العربية، واعتبر الدعوة للعروبة والقومية العربية دعوة عنصرية متخلفة، وقال اننا سودانيين بكل تنوعنا ونظر لهذا التنوع كمصدر قوة وثراء وخصوبة، وقال اننا موجودون فى قارة افريقيا وبذا فإننا افارقة، ودعا للتعامل مع الانسان من قلبه وعقله وما يحويانه من خير او شر، واضاف دالى : نحن نعرف رأى العرب فينا جيدا، وتابع ان الانسان فى الفكرة الجمهورية لا منتمى (كلكم لادم وادم من تراب) الحديث النبوى. واكد ان الحديث عن العنصر حديث متخلف وان الاستاذ محمود طرح مسألة هوية الانسان وانتمائه بصورة راقية ومتقدمة وهوقول مفصل فى كتاب (رسالة الصلاة). وقال دالى ان من تاخذه العزة بأصله القبلى او العنصرى، هو (امرؤ فيه جاهلية) كما جاء عن النبى محمد عليه افضل الصلاة والسلام، وان الجاهلية التى عناها النبى الكريم هى ما شرحه الاستاذ محمود عن اصل الانسان وتاريخه على ظهر هذا الكوكب. واوضح دالى ان علماء الانثروبولوجى والجيولوجيا المعاصرين اثبتوا فى اخر الابحاث ان الحياة بدأت فى افريقيا، مبينا ان الاستاذ محمود كان قد اوضح هذه الحقيقة منذ وقت مبكر للغاية وذكر ان افريقيا هى موطن الانسان الاول وان رحلة كرامة الانسان على ظهر هذا الكوكب ستبدأ ايضا من افريقيا، واستدرك دالى: لكن افة بلادنا ان الجهل مسيطر حتى الان كما قال الاستاذ محمود.

    وقال دالى ان مالك عقار لا يصلى بالناس ربما لأنه ليس عربى كما المحت، ولكننى ايضا غير مسموح لى بأمامة الناس لأننى كافر فى المفاهيم السلفية للدين الاسلامى، والاستاذ محمود كذلك وقد قتلوه بناء على هذه المفاهيم، واضاف: ان مادة الردة فى القانون الجنائى موضوعة خصيصا للجمهوريين. واكد دالى انه لا ينفى ان العنصرية مكونا اصيلا من مكونات تفكير النخبة الاخوانية الحاكمة فى السودان الان واغلب نخب الشمال التى حكمت من قبل وقد مارسوها سلوكا فى الدولة، ولكنه يختلف ايضا مع من يريد ان يطرح حلولا لقضايا البلاد من زاوية عنصرية مضادة مشددا ان ذلك لن يضيف شيئا سوى بقائنا فى مؤخرة ركب الامم.



    الصراع السياسى وتهويم الجمهوريين

    ابراهيم على ابراهيم، الامين العام للحزب الاتحادى الديمقراطى (الاصل) قال فى مداخلته، ان نقاشا مطولا دار بين القوى السياسية السودانية المختلفة فى الولايات المتحدة، حول الموقف من الانتخابات والاجتماع فى السفارة بخصوصها وان بيننا من رفض الذهاب، ولكن اغلبية الاحزاب شاركت فيه، وقد طالبنا بزيادة مراكز التسجيل الى 50 مركزا ومد الفترة الى 3 اشهر وعمل مراكز متحركة، وقد وافق السفير على 7 مراكز وامر بتحركها فورا. واضاف ابراهيم: انه يتفق مع المحاضر فى تحليله للاوضاع فى السودان وفى حقيقة انه لا توجد دولة وانما عصابة، ولكنه يختلف معه فى انه لا يعترف بالصراع السياسى كحقيقة وطبيعة بين البشر وفى ان المحاضر لا يرى ضوءا فى نهاية النفق. واوضح ان كثير من القوى السياسية حملت السلاح ونازلت هذا النظام فى الميدان وفشلت، ولكن المحاضر ولأنه لم يكن حاضرا فى خضم ذلك الصراع لم يفشل. واكد ان الانتخابات لم تكن خيارا لنظام الجبهة كما حاول ان يوحى المحاضر وانما فرضت عليه بالضغوط الداخلية والخارجية وحتى الان خيار المقاطعة مطروح بالنسبة لنا اذا رأينا ان العملية غير نزيهة. وتابع: نحن ايضا نعرف نظام الجبهة الاسلامية جيدا وانه لا يطبق اى شريعة الان وانما توجد عصابة ترفع هذا الشعار فقط من اجل السيطرة على الدولة ومواردها. وختم مداخلته بأن هناك صراع سياسى بيننا وبين نظام الجبهة الاسلامية كما ان ذات الصراع يعتمل ايضا فى احشاء الجبهة الاسلامية بفعل الضغوط المختلفة المفروضة عليها واختلافهم على كيفية التعاطى معها.

    وفى رده على المتداخل تسأل الدكتور دالى عن لماذا لم يخبره الناشطون السياسيون الذين اجتمعوا فى السفارة السودانية حول الانتخبات رغم انه من اكثر الناس نشاطا سياسيا فى منطقة واشنطن؟. وبخصوص حمل القوى السياسية للسلاح ضد النظام وفشلها، قال دالى اننا لم نشارك فى العمل لأننا لا نؤمن باستعمال العنف في التغيير و نعلم فشلكم منذ اليوم الاول الذى قررتم فيه هذا الاتجاه، واردف: لا احتاج ان أطأ الجمرة طوال هذه السنوات لأعرف لاحقا انها تحرق. وقال ان الصوفية يقولون (من لم يسر الى الله بلطائف الاحسان قيد اليه بسلاسل الامتحان)، وقد احتاجت المعارضة لسلاسل الامتحان حتى تصل الى خلاصة ان طريقها السابق هو الذى قادها الى الفشل.

    وشرح دالى موقفهم من الدخول فى تحالف سياسى مع الاحزاب مبينا انه ليس بينها وحدة فكرية وانها تلتقى على برنامج الحد الادنى وحتى فى هذا فإنها مقصرة، ضاربا المثل بأن السيد الصادق المهدي قد قال إن قوانين سبتمبر لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به و لكنه تقاعس عن تغييرها حينما كان متاحا له ذلك . و كذلك قال إبان قضية تكفير الحزب الشيوعى الاخيرة انه لا مانع لديه من التكفير اذا جاء عبر محكمة مؤهلة ، مشيرا الى ان محكمة الردة التى كفرت الاستاذ محمود عام 1968 كان حزبا الامة والاتحادى الديمقراطى هما السلطة، كما انه –الصادق المهدى- قال فى اتفاق التراضى الوطنى انه متفق مع نظام الجبهة الاسلامية على (قطعيات الشريعة) واوضح دالى ان الشريعة الاسلامية كما نفهمها هى مفهوم تأريخى للدين الاسلامى فهى تفرق بين المسلم وغير المسلم وتقر قتل المخالف فى الاعتقاد ولا تساوى بين الرجال المسلمين والنساء المسلمات ، و ان قصورها عن استيعاب طاقات الانسانية المعاصرة راجع الى قصور فهم المسلمين عن معرفة الحكمة من وراء ذلك و ان الله لا يشرّع لكمالاته و انما لنقص البشر الذين تتطور حاجاتهم و تتسع طاقاتهم فى كل وقت و لذا فأن القفزة التى بلغتها الانسانية المعاصرة كانت اكبر بصورة لا يمكن ان يستوعبها اى شكل من اشكال الاجتهاد او القياس او غيرها من الاليات المتبعة و المعروفة عند فقهاء المسلمين ، سوى ما دعا له الاستاذ محمود بضرورة تطوير التشريع الاسلامى بالانتقال من ايات الفروع التى قامت عليها احكام الشريعة و بعث ايات الاصول التى كانت منسوخة ، وتساءل دالى عن السبب الذى يجعله يمضى فى تحالف سياسى هذا هو تفكير قيادته ؟. وشدد دالى على انه لن يتورط مع تحالف معارضة ويقود الناس الى ا القتل ثم يعود بدم بارد ليتفاوض حول حصته من السلطة، ووصف هذه الطريقة فى العمل السياسى بأنها غير ذكية لأن الذكاء عند الاستاذ محمود مقيد بالاخلاق وبهذا المعنى وحده يكون الانسان مفكرا تفكيرا استراتيجيا. و تساءل : الا يكفى الأحزاب السودانية تجربة تحالفهم في ليبيا وحربهم لنظام نميري ثم عودتهم ليتصالحوا الواحد تلو الآخر ، ثم ماذا عن تحالفهم بعد انتفاضة و الإتفاق على العصيان المدني في حالة حدوث أنقلاب عسكرى على النظام الديمقراطي فيما عرف بميثاق الدفاع عن الديمقراطية . ثم ماذا ايضا عن تحالفهم في اديس ابابا وارتيريا والقاهرة فيما عرف بتجربة التجمع الوطنى المعارض ثم عودتهم ليتصالحوا مع نظام الإنقاذ ويتوالى بعضهم مع نظام الجبهة الاسلامية تاركين مصالح الشعب وراء ظهورهم ، بل وتاركين مصالح مقاتليهم وراء ظهورهم ، و اضاف دالى : من اراد بعض التفاصيل عليه سؤال ما يعرف بعناصر جيش الامة الذين إحتلوا دار الحزب الى جانب عناصر سياسية اخرى فى الحزب ، اضافة لما عرف بعناصرقوات الفتح التابعة للحزب الأتحادى الديمقراطى .

    وحول رؤية المتداخل التى قال فيها انه لايرى شريعة الان مطبقة من قبل نظام الجبهة وانما محض راية ترفع للتكتيك السياسى، اوضح دالى ان هذا اقرار بأنهم يكذبون على الله والرسول، ومع ذلك فإن كثيرون منكم لا يتورعون عن الصلاة خلف الاخ المسلم اذا جاء وامّ المصلين، وتساءل عن كيف لا تأتمنون الاخوان المسلمين على دنياكم وتنازعونهم على السلطة لدرجة حمل السلاح ضدهم ثم تأتمنونهم على دينكم؟. وقال دالى أنه قيل (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ولكن الصادق المهدى لدغ اكثر من ثلاثة مرات من نظام الجبهة ولم يتعلم حتى اليوم وكذا بقية القوى السياسية (تجرّب المجرب) دائما وتفشل، مشيرا الى الاتفاقات الكثيرة المبرمة مع نظام الجبهة وشكوى موقعيها الان من عدم تنفيذها، فقل لي بربك أين اتفاقية المشاركة في الثروة والسلطة مع الحركة الشعبية واين الأتفاق مع مني اركوى ومع الصادق المهدي ومع الميرغني. الى جانب شكوى الحزب الشيوعى الذى له ممثلين فى البرلمان من تقديمه لعشرين طلبا من اجل اقامة ندوة سياسية جماهيرية ولكن ترفض السلطات له ذلك، متسائلا عن جدوى تقديم الطلبات المتواصل هذا منذ الطلب السابع مثلا، قبل ان يصل العشرين؟ وما ادرى القوى السياسية ان نظام الجبهة الاسلامية سيفى هذه المرة تحديدا باى اتفاق او اى قواعد مرعية بينه وبينها من اجل تنظيم التنافس السياسى؟. ووجه دالى سؤالا لممثلى القوى السياسية الذين اجتمعوا بالسفارة بخصوص الانتخابات عن ماذا سيكون موقفهم اذا لم يستجب السفير والجهات التى خلفه للمقترحات التى طرحوها عليه ؟. وابدى دالى حيرته من معارضة تريد دخول الانتخابات ولم تسم مرشحها للرئاسة حتى اليوم .

    و اكد دالى ان الجمهوريين من اكثر الناس تفاؤلا بالمستقبل على عكس ما ذهب اليه المتداخل ، ولكنه رهن تحقيق ذلك التفاؤل بإقتناع الناس بما يدعون اليه ، وشدّد على ان طريق الجمهوريين فى العمل العام هو توعية الشعب ليعرف قضيته واذا ما اقتنع وتم التغيير يمضى هو للحكم بالقيادات التى يفرزها ويختارها فى خضم معركة التغيير وليس نحن . وراى انه بخلاف ذلك فإن الحيرة التى عليها الشعب الان افضل من قيادته نحو المجهول.

    و بخصوص الصراع داخل نظام الجبهة قال دالى ان هذا الحديث لا يقال لمثله لانه تحدث عنه فى مقهى النشاط بجامعة الخرطوم منذ بواكير سبعينات القرن المنصرم، وكان ذلك هو رأى الاستاذ محمود الذى قاله لهم، ولأنها التجربة التأريخية ايضا فى الصراع من اجل السلطة مبينا انه لم يشذ عنها حتى اصحاب النبى محمد عليه الصلاة والسلام حينما تقاتلوا عليها وواجه فيها سيدنا على بن ابى طالب السيدة عائشة فى ميدان القتال، وقتل بسببها ثلاثة من الخلفاء الراشدين.

    أزمة بيئة صالحة للحوار

    طارق محمد عثمان، رفض فى مداخلته ما اسماها طريقة تأنيب الضمير التى قال ان الجنوبيين والمتعاطفين معهم يمارسونها على الشماليين بدعاوى الاضهاد وغمط الحقوق مبينا ان التجربة السودانية فى هذا الخصوص ليست بدعا بين تجارب الامم الاخرى التى وجدت فيها مجموعات داخل الدولة الواحدة ونتيجة لظروف تأريخية معينة نفسها فى وضع افضل من الاخرى. وانتقد تبنى دالى للاحصاءات التى اوردتها الامم المتحدة والمنظمات الدولية حول اعداد القتلى فى دارفور واهماله للارقام التى تتحدث بها الحكومة مشيرا فى هذا الخصوص ان الرئيس البشير ذكر ان عدد القتلى لا يتعدى عشرة الاف قتيل. كما انتقد ايضا مفهوم دالى للسلفية وربطه لها بالارهاب والتفجير. كما رأى ان الجمهوريين ايضا يمكن ان يصنفوا كأصوليين من قبل البعض طالما انهم يدعون الى الدين مثلهم مثل الجماعات الاسلامية الاخرى

    وفى رده على المداخلة قال الدكتور دالى ان التنازع على الارقام بالنسبة للقتلى فى دارفور لا تعنى له شيئا كبيرا لأن قتل نفس واحدة بغير حق هو امر جلل عند الله (لأن تنقض الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم) كما قال النبى عليه الصلاة والسلام، بينما يقول نظام الجبهة الذى يدعى انه يحكم بما انزل الله ان عدد القتلى فى دارفور 10 الاف فقط.

    وقال دالى انه لا مانع من ادعاء من يشاء لعروبته ف(الناس مصدقون فى انسابهم) ، لكنه اوضح ان المرفوض عنده هو ان تنبنى امتيازات على هذا الادعاء او تسن قوانين وسياسات تهدف الى اقصاء اخرين لا يدخلون فى تصنيف العروبية هذا، مقرا بأن العنصرية حقيقة اجتماعية حتى اليوم سواء فى السودان او مناطق اخرى من العالم غير انه اعتبر ان المشكلة تكون أكبر حينما تنسب العنصرية والفساد الى الدين.

    وبخصوص السلفيين قال دالى ان المفاهيم التى يحملونها فى ادمغتهم تجعلهم ارهابيين مع وقف التفيذ فهم يفهمون ايات السيف فى القرآن كما هى فى القرن السابع ولا يعرفون الحكمة من نزولها فى هذا المستوى فى القرن السابع، واضاف دالى: سوى ذلك فإنهم يفجرون عمليا وليس قولا فقط من منابر المساجد التى تدعو ليل نهار الى قتل الكفار وتيتيم اطفالهم وترميل نسائهم وجعل اموالهم غنائما للمسلمين.

    و اقر دالى بأن الجمهوريين اصوليين من جهة انهم يدعون الى تنزيل اصول القرآن فى التشريع الاسلامى لانها تناسب حاجة وطاقة انسانية القرن الواحد والعشرين لانها تدعو الى السلام والاسماح ونبذ العنف.

    ارجوك ماير (مرجان) عرف نفسه على انه عضو بالحركة الشعبية، قال فى مداخلته ان المؤتمر الوطنى نجح فى ايصال الناس الى حالة من الانحطاط حينما يتناولون قضاياهم وجعل الناس يتبنون لغته الهابطة فى استرخاص ارواح الناس فى اشارة الى حديث المتداخل السابق.

    وقال ماير ان هناك حركات كثيرة قامت من اجل اسقاط المؤتمر الوطنى فى الانتخابات القادمة التى يرونها الوسيلة الوحيدة والفرصة الاخيرة للتخلص من حكم الجبهة الاسلامية ومن بين هذه الحركات حركة شباب (قرفنا). واعترض ماير على ربط المحاضر للانتخابات بانقاذ الرئيس من المحكمة الجنائية مبينا ان الانتخابات منصوص عليها فى اتفاقية السلام وهى جزء من عملية تنفيذ الاتفاق الذى هو سابق على ازمة الرئيس مع المحكمة الدولية. وتساءل عن ما يطرحه الجمهوريون بديلا للانتخابات؟

    وفى رده على المتداخل اتفق دالى معه على حالة الانحطاط التى طالت حتى اللغة مشيرا الى حديث الرئيس وكبار المسؤولين عن لحس الكوع وغيرها من الالفاظ التى ادخلت في قاموس السياسة السودانية، وارجع دالى هذا الانحطاط الى غياب المنابر الحرة التى ترفع وعى الشعب وترقى حسه ووجدانه وتخاطب الانسان فيه، مبينا فى هذا الخصوص ان من عمره 45 عاما اليوم لم يعش فى مناخ حوار صحى وانما فى ظلام نتيجة حقب الحكم الديكتاتورى منذ نميرى ومرورا بحكم الاحزاب وانشغالها بالصراع على السلطة واهمالها الشعب ثم تجربة نظام الجبهة التى عمقت الازمة واوصلتها الى نهاياتها ولذا فإن كثيرين منهم لم يسمعوا بالفكرة الجمهورية، واردف: يتم تشكيل وعى هؤلاء الان من قبل عبد الحى يوسف ومحمد عبد الكريم وفقهاء السلطة حيث تشرع لهم المنابر المختلفة ووسائل الاعلام، وضرب دالى المثل على حالة غياب الوعى وبؤس مستوى الحوار من بوست فى منبر سودانيز اون لاين طرح فيه (دينق) سؤالا وجيها عن المساواة بين المسلم وغير المسلم فى الشريعة الاسلامية، ولكنه لم يتلق اى اجابة صريحة وواضحة حول سؤاله وانحط اخرون بمداخلاتهم فى البوست الى مستويات غاية فى البؤس. واكد دالى ان الجمهوريين يعتقدون ان الحق فى الفكرة الجمهورية، واذا ما كانوا يعتقدون ان الحق فى غيرها لخرجوا منها، ولكنه قال مع كل ذلك فهو ديمقراطى لا يضيق بالرأى الاخر ويستمع الى كل الاراء الناقدة لفكره ويرد عليها واذا ما اقنعه اى شخص بعدم جدوى الفكرة الجمهورية فإنه مستعد لتركها والمضى معه فى قناعاته، واوضح ان حل ازمة السودان من منظور الجمهوريين هو عن طريق التربية والتوعية للشعب، واضاف اننا نرى ان ذلك اقصر الطرق بينما يراه الاخرون طريقا طويلا وشاقا مشيرا الى مقولة الصوفية (سيرك منك وصولك اليك) وتابع: اذا لم اغير نفسى واربيها فأنا عن تغيير الاخرين اعجز،(إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وقال ان الاستاذ محمود بيّن لنا ان ما يحدث فى البيئة الخارجية من فساد او صلاح هو انعكاس لما يعتمل داخل الانسان من فساد او صلاح، مستندا فى ذلك على فهمه للاية القرأنية (سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق). وخلص دالى فى هذا الخصوص الى انه بخلاف هذا الطريق فان التجارب المبذولة ستكرر نفسها سواء من دعاة تحكيم الشريعة الاسلامية امثال حركة الاخوان المسلمين من لدن حسن البنا وحتى حسن الترابى ونظامه القائم حتى اليوم او حركة طالبان، مبينا انها تجارب عايش الناس خيباتها، او من دعاة العلمانية او تطبيق الماركسية التى رأى الناس ايضا انهيارها فى كامل المعسكر الشرقى. واوضح دالى ان بديل الجمهوريين مطروح منذ العام 1946 ونحن نراه راية الحق وسننصبها ونجلس تحتها حتى يقرر الله فى امرها وامرنا ا.

    و اعتبر دالى عبارة (قرفنا) من اشكال الانحطاط باللغة ايضا لا تليق بحركة ناهضة من اجل التغيير نحو الافضل، وقال ان الجمهوريين يريدون تعريف الشباب بأساليب الجبهة الاسلامية حتى لا ينخدعوا بفرية الانتخابات و انها ليست غاية و انما وسيلة الى الحرية و الحرية و سيلة الى غاية اسمى هى الحياة الخصبة ، و لذا فأنها –الانتخابات- ان لم تتم وفقا لشروط النزاهة المعروفة لن تقود الى هذا الاتجاه و انما ستكون اسهمت فى تعطيل عقارب ساعة التغيير اسهاما كبيرا ، كما يريد الجمهوريون ايضا اعطائهم الموضوع من اخره بأن تغيير النفس هو الطريق الى تغيير الواقع الخارجى، وبعد ذلك فإنهم احرار وليمضوا فى طريقهم الى الانتخابات كما هى قناعتهم وسنرى الحصاد.

    Playing politics

    عادل على صالح، عرف نفسه على انه من حزب المؤتمر السودانى، وصف السفارة السودانية بواشنطن بانها غير مستقلة وانها اداة من ادوات السلطة ولذلك السبب فانهم فى حزب المؤتمر السودانى قرروا عدم المشاركة فى الاجتماع الذى انعقد فيها، واوضح عادل ان اتفاقية السلام رسمت الطريق الى الانتخابات بأن يتم تعديل القوانين بما يتواءم مع الدستور الى جانب اصلاح البيئة السياسية وفك هيمنة المؤتمر الوطنى على وسائل الاعلام، لكن هذا لم يحدث، واضاف عادل: ان اجراءات التسجيل فى الخارج كانت غير منصفة خاصة للسودانيين المقيمين فى اوربا وامريكا لأنها تطالبهم بإقامة وجواز سفر سارى المفعول. واعتبر عادل ان الاحزاب تلعب سياسة بمستقبل السودان اذا ما قررت المشاركة فى الانتخابات وفقا للتدابير التى تمضى بها العملية، وابدى اسفه على ما اعتبره تفريطا منهجيا فى وحدة البلاد من قبل نظام الجبهة الاسلامية مشيرا فى هذا الصدد الى حديث النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية للسودانيين فى امريكا ابان احدى زياراته لها مؤخرا ان الرئيس البشير قال له بأنهم لن يقيموا مشاريع تنمية فى الجنوب لأن الجنوبيين سيصوّتوا للانفصال فى كل الاحول. واعتبر حديث الامين العام للحزب الاتحادى، بواشنطن، ابراهيم على ابراهيم بأن الشريعة غير مطبقة فى السودان حديثا غير دقيق خاصة وانه رجل قانونى.

    وفى رده على المتداخل، قال دالى انه لا يختلف مع الاتجاه العام لحديث الاستاذ عادل، مبينا انه وللتأكيد على ان نظام الجبهة لن يقيم انتخابات نزيهة يمكن ان تطيح به من السلطة ،الحديث المنسوب لعدد من مسؤوليه عن انهم لن يسلمون السلطة الاّ لعيسى، وتساءل: هل بعد ذلك يحتاج الناس الى دليل ليعرفوا طبيعة الجبهة الاسلامية وتمسكها بالسلطة، وقال دالى انه لا يدرى حلا لمستوى الخراب الذى حل بالبلاد الاّ ان يدعوا الناس ونفسه الى اتباع المنهاج النبوى من اجل اصلاح دواخلهم من اجل معرفة الخراب الذى حل بالخارج والارتباط العضوى لعملية الاصلاح بين الاثنين.

    يوسف ابو القاسم، قال فى مداخلته انه لا يرفض رؤية الدكتور دالى للاصلاح الداخلى والذاتى للانسان ولكنه يتساءل عن ما اذا كان هنالك حل اخر اكثر عملية لمواجهة الازمة الراهنة ؟، واضاف: لماذا لا نضع ميثاقا يحدد التزاماتنا جميعا حينما ندخل الى حلبة العمل العام؟، مبينا اننا جميعا بشر ومهما ارتقينا فى مدارج السمو الذاتى سنظل نخطئ ايضا.

    و تساءل يوسف عن رؤية الجمهوريين للفتاوى المتضاربة فى قضايا كبيرة والتى تصدر عن مجامع الفتوى ورجال الدين فى الدول الاسلامية المختلفة والتى تحدث تشويها كبيرا للدين؟.

    وفى رده على المتداخل شدّد الدكتور دالى على ان التربية ضرورية حتى للالتزام بالقوانين و المواثيق ، مبينا انه يمكن للانسان ان يلتوى بالقانون من اجل السيطرة على الاخرين، وللتدليل على اهمية التربية المتواصلة ومراقبة النفس اشار دالى الى تجربة اصحاب النبى عليه أفضل الصلاة والسلام على جلالة قدرهم فى النزاع على السلطة بعد انتقال النبى للرفيق الاعلى حينما ارتد بعضهم عن الاسلام حتى حاربهم ابوبكر الصديق، الى جانب ان الخلفاء الراشدين الثلاثة عمر وعثمان وعلى، قتلوا على ايدى اشخاص مسلمين فى نزاع جوهره على السلطة. واكد دالى ان الجمهوريين يطرحون فكرة الاستاذ محمود للتغيير وحينما يقتنع الناس بها يذهبون للحكم وليس نحن، ورأى ان الاجماع او التحالف وغيرها من صيغ العمل المشترك من اجل التغيير السياسى لا تكفى بدون وحدة فكرية وبرامجية وقد جربت فى اكتوبر 1964 وابريل 1985 وميثاق الدفاع عن الديمقراطية ولكنها فشلت ومحصلتها ما عليه الناس اليوم من تخبط وما وصلت اليه البلاد من انحطاط. واقر دالى بأن ما يطرحه الجمهوريون يبدو صعبا للوهلة الاولى على الناس لأن الانسان بطبعه لا يحب مواجهة نفسه بالحقائق المؤلمة ولم يتعود على فعل ذلك بالجدية اللازمة.

    و بخصوص الفتاوى التى تشوه الدين، قطع دالى بأنه لن تكون هنالك فتوى موحدة على الاطلاق وارجع السبب فى ذلك الى الفساد الكبير فى النفوس لدى المسلمين حتى اصبحوا غثاءا كغثاء السيل لا يبالى الله بهم كما انذر من قبل النبى محمد عليه الصلاة والسلام، ونوه دالى ان المسلمين لا يحتاجون فى الاصل الى فتاوى ولا الى رجال دين، مبينا ان الاصل ان يكون كل مسلم ومسلمة رجل دين وامرأة دين، لأن تخصيص جماعة معينة من الرجال والنساء للعناية بأمر دين الناس يخلق طبقة معينة من الناس وينشأ حولها اقتصاد وتأكل الدنيا بالدين كما نرى فى مجامع الفقه ودور الافتاء على مدار العالم الاسلامى وخاصة فى السودان حيث يستغل الدين اسوأ الاستغلال من اجل تبرير الظلم والفساد والخروج عن الدين نفسه.

    ثورة شعبية

    جعفر كنجم عرف نفسه على انه عضو بالحركة الشعبية ورأى فى مداخلته ان الاحزاب الشمالية اذا ارادت حلا وتحولا ديمقراطيا حقيقيا فأن عليها الا تتعامل مع النظام واعتبر الذهاب الى السفارة جزءا من الخطأ، ووصف الانتخابات والاجراءات التى تمت بخصوصها حتى الان بأنها مسرحية هزلية ولن يفوز بها سوى المؤتمر الوطنى، ودعا كنجم القوى السياسية فى الشمال الى تعبئة قواعدها من اجل ثورة شعبية شاملة، واعتبر الطريقة التى تدير بها الاحزاب فى الشمال العمل السياسى بانها فرقت الشعب السودانى وجعلته لا يتعاطف مع قضايا وطنه فى المناطق المختلفة من البلاد. وتوقع الا تحل مشاكل السودان بالسرعة التى يتوقعها الناس، واضاف: جربنا الحلول السهلة من قبل ولم تثمر، مشددا على ضرورة الثورة الشعبية الاجتماعية.

    وذكر كنجم انه تحدث الى الدكتور غازى العتبانى فى ندوته التى عقدت مؤخرا بواشنطن وقال له انكم حكمتم عشرين عاما ولم تستطيعوا توحيد السودانيين وامهلتكم اتفاقية السلام فرصة اضافية ولكنكم لم تحسنوا استغلالها ايضا، والان السودان يمضى نحو الانقسام فلماذا لا تتركوا السلطة لأخرين لديهم القدرة على توحيد البلد، واوضح كنجم ان العتبانى رد عليه بأن سؤاله هذا (مزعج) ولكنه مع ذلك يدعو السودانيين للتصويت لحزبه فى الانتخابات القادمة لأن ذهابهم عن السلطة يعنى تقسيم السودان الى ست دويلات وليس دولتين فحسب.

    و قال كنجم انه ايضا غير مقتنع حتى الان ان نموذج الدولة الدينية التى يدعو اليها الجمهوريون يمكن ان تكون الخيار الامثل لحل مشكلات السودان.

    وفى رده على مداخلة كنجم، جدد دالى بأن الثورة الشعبية تحتاج الى فكرة جامعة او اتفاق حد اعلى وليس ادنى، مبينا انه لا توجد هذه الفكرة لدى القوى التى تتصدى الى التغيير حتى الان مشيرا الى أن غياب الفكرة الجامعة افشل من قبل ثورتى اكتوبر وابريل.

    و بخصوص نموذج الدولة الدينية كما يدعو لها الجمهوريين، قال دالى انه مفهوم لديهم ان تجربة الدولة الاسلامية كما فى بعض النماذج التى طبقت وخاصة فى السودان وطالبان هى التى نفرت عن خيارها وعن امكانية اشتقاق حلول لمشاكل المجتمعات من داخل فضاء الدين الاسلامى على وجه التحديد، واوضح دالى ان الجمهوريين يدعون الى دولة يتوفر فيها ما يطالب به دعاة الدولة العلمانية التى يرون انها تصون الحريات ونعتقد انه بمستوى ارقى مما هو متوفر فى النماذج العلمانية المطبقة، واكد دالى ان الدولة التى يدعون لها وسيلتهم اليها الاقناع والاقتناع وليس الانقلاب. ووجه دالى سؤالا لرافضى الدولة الدينية هل ينطلقون فى موقفهم هذا لمجرد رفض الدين كدين ام لانه مورس عن طريقه نوع من الاقصاء والقهر على المختلفين معه؟ وتابع: الناس فى الجنوب قبلوا المسيحية مثلا رغم ان السيد المسيح شرق اوسطى والمبشرين الذين ادخلوهم المسيحية غربيين. وذكر دالى ان الجمهوريين يدعون الى نموذجهم بالاسماح، وهو نموذج يدعو الناس الى انفسهم و الى الاجابة على السؤال الوجودى: من أين اتى الانسان والى اين سيذهب؟. . واكد انه و من مراقبته للتجارب الماثلة لمس ان الناس لم ترفض الدين لأنه دين وانما لأنه استغل من البعض لأهدار الحقوق، مبينا ان الاستاذ محمود جاء بفكرته من داخل الدين وهى فكرة تقدمية لا نرى ان هنالك فلسفة اجتماعية فى الغرب او الشرق توفر الكرامة للانسان مثلها. وجدد ان ضمانة الدولة التى يدعو لها الجمهوريون هى اقتناع الناس بها وانتخابهم لممثليهم ومراقبتهم فى الحكم، مشيرا الى ان الاستاذ محمود شدّد على ان ثمن الحرية هو سهر الناس لحمايتها. وخلص دالى الى ان ما طرحه الاستاذ محمود ليس له شبيه فى التأريخ وقد كانت كثير من المسائل التى طرحها مرفوضة حتى من قبل الكنيسة من فرط تقدميتها.

    الصحفي صلاح شعيب قال فى مداخلته ان المسألة الاخلاقية هى رسالة الانبياء وسيكون صعبا الاتفاق على مفهوم واحد للاخلاق ومرجعياتها، وتساءل عن الكيفية التى سيقبل بها معتنقوا الاديان الاخرى الفكرة الجمهورية التى خرجت من الاسلام؟ ، ورأى شعيب انه حتى يصل الناس الى القناعة بالفكرة الجمهورية فإن ذلك يحتاج الى مرحلة متقدمة من الوعى، ووصف حال السودان الان بأنه مثل القطية التى تحترق والكل يهرول من اجل اطفائها، فهل يعقل ان نقول لهم انتظروا الاخلاق ثم عاودوا الاطفاء؟.

    وفى رده على المداخلة، قال الدكتور دالى ان السودان يحترق فعلا ولكن نقطة اختلافنا مع من يحاولون اطفاء الحريق هى فى نوع المادة المستخدمة فى الاطفاء، فنحن نرى انها ستفاقم الحريق وتجارب التأريخ القريب تبين صحة ما نقول.

    و بخصوص قبول غير المسلمين للفكرة الجمهورية التى منشأها الدين الاسلامى، قال دالى اننا نعتقد ان ما دعا اليه الاستاذ محمود هو نقطة التقاء الاديان جميعا حيث تنتهى العقيدة ويبدأ المستوى العلمى للاديان ولذا فإننا متفائلون بأنه سيأتى يوما قريبا بإذن الله يتلاقى فيه المسلمون والمسيحيون واليهود مستدلا بالاية القرأنية (وقالوا: الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء). ورأى دالى ان دعاة العلمانية ينظرون الى نموذجها فى التجربة الغربية، ولكنه قال ان العالم الغربى رغم تقدمه والحسنات الكثيرة التى فيه ولكنه يحتوى ايضا على اخطاء قاتلة ما يجعله يتحاشى تكرارها.
                  

01-03-2010, 02:34 PM

عبدالوهاب علي الحاج
<aعبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور احمد دالى يتحدث فى واشنطن عن الوضع الراهن ومستقبل الدولة السودانية 2-2 (Re: Deng)

    بقيت نقلتي متطور تخم ساي وتجي تكب هنا
    يلا اصلها بقت جبانة هايصة البفهم والمابفهم واحد
                  

01-03-2010, 08:32 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور احمد دالى يتحدث فى واشنطن عن الوضع الراهن ومستقبل الدولة السودانية 2-2 (Re: عبدالوهاب علي الحاج)

    الكلب المتصابي.

    أخرج من هنا يخرج جلدك يا أحقر البشر.
                  

01-03-2010, 08:57 PM

عبدالوهاب علي الحاج
<aعبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور احمد دالى يتحدث فى واشنطن عن الوضع الراهن ومستقبل الدولة السودانية 2-2 (Re: Deng)

    Quote: يخرج جلدك
    دي كيف دي هههههه
    ماقلت ليك انت احسن حاجة فيك بلادتك دي
    اسمها يمرق جلدك فهمت يا......
    طبعا انت غيرت جلدك زمان من بتاعنا الخشن دا
    لواحد امريكي اكثر نعومة ومليان كريمات وكدا

    ______
    الكلام الفوق دا انت قريتو ولا خميتو جيت كبيتو هنا سااااااي
    ولو قريتو هل فهمتو يابليد ما اظن
    تحوم تلقط في كلام ما فاهم ليهو اي حاجة
    لمن الجمهوريين ديل يوم يشيلوك قربة مقدودة
    تكب ليك في راسك وتعمل انفلونزا خنازير تموت علينا ساي
    نحن لسه محتاجين ليك هنا ما بنلقى واحد طرطور زيك بالساهل هههههه
    اها ياحبة اصحى للون وخليك
    ما تبقى نقلتي وهم وفي النقلتية نوعية الدقسو الترزي ههه عارفها ولا احكيها ليك
    فتك بعافية يافردة وخليك صاحي احتمال اجي راجع في اي لحظة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de