أزمة الخطاب السياسي الرسمي ...كلمة الايام

أزمة الخطاب السياسي الرسمي ...كلمة الايام


10-29-2006, 02:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=255&msg=1186557994&rn=1


Post: #1
Title: أزمة الخطاب السياسي الرسمي ...كلمة الايام
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 10-29-2006, 02:13 AM
Parent: #0

أزمة الخطاب السياسي الرسمي

نشرت صحيفة القارديان البريطانية أمس الأول نص مقابلة أجرتها مع الرئيس عمر البشير حول الاوضاع الراهنة في السودان وقد حملت (الأيام) بالأمس ترجمة كاملة لتلك المقابلة التي أجاب فيها الرئيس البشير على اسئلة هامة تتعلق بأزمة دارفور والعلاقات مع الأمم المتحدة . ولا شك ان كل من يقرأ تلك الاجابات يجدها بعيدة كل البعد عن الاندفاع العاطفي الذي كثيراً ما يميز الخطاب السياسي الرسمي وانها صيغت بأسلوب دبلوماسي حصيف وان المواقف إتسمت بالمرونة والعقلانية وانها تفتح ابواباً واسعة للحوار – وكل ذلك يختلف تماماً عن الخطب المحلية التي تتسم باللغة الحادة وبالاندفاع العاطفي وتغلب عليها الشعارات وكثيراً ما تجافى المنطق. والكثيرون يعتقدون انه ما زال هناك مجال لخطاب داخلي للاستهلاك المحلي وخطاب خارجي يتسم بالمعقولية والرصانة ويفوتهم انه لم يعد هناك في عصر تكنلوجيا الاتصال الحالية اي مجال لمثل هذا الفصل وان خطاباً حماسياً يلقيه مسئول في اي قرية نائية من قرى السودان يمكن ان يصبح خبراً رئيسياً بعد ساعات في كل وسائل الإعلام. الدولة السودانية محتاجة لان تعيد النظر في خطابها، وهي لاتستطيع كحكومة ان تتحدث بلسانين ولا بد من توحيد الخطاب السياسي داخلياً وخارجياً وان يجئ الخطاب مسترشداً بقواعد خطاب الدولة وأن تترك الانفعالات والشعارات والخطب الحماسية لمسئولي الحزب لا لمسئولي الدولة. وكل من يتابع صورة السودان الخارجية والمواجهات التي يخوضها السودان يدرك الأثر الكبير الذي يخلفه الخطاب الحماسي المنفلت والمبنى على ردود الافعال عندما تجئ من موقع رسمي، لان الخطاب يعتبر مؤشراً للمواقف الحقيقية للحكومات.ولقد أشرنا بالأمس إلى الخلل في صناعة القرار الحكومي مما جعل نصف الحكومة يتخذ القرار ونصفه الآخر يعارض ذلك القرار كما وضح جلياً في قضيتي القوات الأممية وطرد مبعوث الأمم المتحدة، وقد دخلت المعارضة على الخط عندما أعلن حزب الأمة وبعض أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني معارضتهم – واذا قرأنا هذا الواقع مع خطابات رسمية منفلتة إستبان لنا لاي مدى وصلت الأمور الآن – المطلوب معالجة على المستويين : إستراتيجية جديدة تقوم على التشاور والمشاركة الفاعلة في صنع القرار، وخطاب سياسي منضبط، واذا لم يتوفر هاذان العنصران فان الأزمة الحالية ستتفاقم.