فاروق جويدة ...كان لي قلب

فاروق جويدة ...كان لي قلب


09-23-2006, 08:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=255&msg=1186408353&rn=0


Post: #1
Title: فاروق جويدة ...كان لي قلب
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 09-23-2006, 08:51 AM

Quote: دنياي!

أنفاس الشتاء تهزني

و يضيق صدري

من سحابات الدخان

و يخيفني شبح الزمان..

فمدينة الأحزان تقتلني..

لا شيء فيها.. لا حياة.. و لا أمان

و أنا بها شيء من الأحزان

يمضي علي العمر وحدي في السكون

يوم مع الآلام يمضي في مدينتنا و آخر.. للجنون

* * *

القلب يا دنياي يقتله الجليد

لا شيء في عمري جديد

لو كنت أرجع مرة

و أشم عطر مدينتي قبل الزفاف

كانت طهارتها تشع النور في هذي الضفاف

يا ليتني يوما أراها في ثياب حيائها

لكنها.. قتلت جنين الحب في أحشائها

و مضت تعيش حياتها بين الذئاب

و على ضفائر شعرها نام العذاب

و بجلدها الفضي أنفاس و عطر.. و اغتصاب

و زوابع الصيف الحزين

تجيء حبلى بالتراب

و مدينتي الحيرى بقايا.. من شباب

* * *

و أمام دخان المدينة

صار قلبي.. يحترق

تتعثر الأنفاس في صدري..

و صوتي يختنق

و أعود أذكر قريتي

كم كان طيف الحب يملأ مهجتي..

و أنامل الأشواق كم عزفت لشدو طفولتي..

و جدائل الصفصاف كم نظرت إلينا في الخفاء

و حياؤها الفطري يمنعها

و تجذبها حكايات اللقاء

يا ليتني يوما أعود لقريتي..

الناس فيها كالطيور الراحلة

يمشون في صمت و ينسون السفر..

و يداعبون الليل و الأغصان.. في ضوء القمر

فيهم وفاء الطيبين المخلصين من البشر

أما أنا.. قد كان لي قلب

و ضاع على الطريق

و غدوت فيك مدينتي مثل الغريق..

و مضيت في الطرقات أحكي قصتي..

قد كان لي قلب يعيش الحب طفلا

مثله مثل البشر

قد كان لي وتر مع الأحزان ينسيني..

و حطمت الوتر

قد كان لي أمل تبعثر في الليالي.. و اندثر

قد كان لي عمر ككل الناس..

ثم مضى العمر

ماذا أقول؟؟!

Post: #2
Title: Re: فاروق جويدة ...كان لي قلب
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 09-23-2006, 07:44 PM
Parent: #1

شكرا لك
و رمضان كريم.
ماذا نقول؟
انه العملاق فاروق جويدة.

Post: #3
Title: Re: فاروق جويدة ...كان لي قلب
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 09-24-2006, 06:14 AM
Parent: #1

Quote: شكرأ شهاب على المرور والتهنئة برمضان اعاده الله علينا والوطن يرفل في ثياب التعافي ولك ومن معك موداتي وأخرى هدية............لك ولكم ورمضان كريم,,,
عيناك أرض لا تخون
********
ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ

خلفَ قضبان الحياهْ

وتعربدُ الأحزان في صدري

ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه

وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي

ويظل ما عندي

سجيناً في الشفاه

والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي

فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ

وجدائل الأحلام تزحف

خلف موج الليل

بحاراً تصارعه الجبال

والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي

ويسقط ضوؤها

خلف الظلالْ

عيناك بحر النورِ

يحملني إلى

زمنٍ نقي القلبِ ..

مجنون الخيال

عيناك إبحارٌ

وعودةُ غائبٍ

عيناك توبةُ عابدٍ

وقفتْ تصارعُ وحدها

شبح الضلال

مازال في قلبي سؤالْ ..

كيف انتهتْ أحلامنا ؟

مازلتُ أبحثُ عن عيونك

علَّني ألقاك فيها بالجواب

مازلتُ رغم اليأسِ

أعرفها وتعرفني

ونحمل في جوانحنا عتابْ

لو خانت الدنيا

وخان الناسُ

وابتعد الصحابْ

عيناك أرضٌ لا تخونْ

عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ

عيناك نهر من جنونْ

عيناك أزمانٌ ومرٌ

ليسَ مثل الناسِ

شيئاً من سرابْ

عيناك آلهةٌ وعشاقٌ

وصبرٌ واغتراب

عيناك بيتي

عندما ضاقت بنا الدنيا

وضاق بنا العذاب

***

ما زلتُ أبحثُ عن عيونك

بيننا أملٌ وليدْ

أنا شاطئٌ

ألقتْ عليه جراحها

أنا زورقُ الحلم البعيدْ

أنا ليلةٌ

حار الزمانُ بسحرها

عمرُ الحياة يقاسُ

بالزمن السعيدْ

ولتسألي عينيك

أين بريقها ؟

ستقول في ألمٍ توارى

صار شيئاً من جليدْ ..

وأظلُ أبحثُ عن عيونك

خلف قضبان الحياهْ

ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ

إن ثار في غضبٍ

تحاصرهُ الشفاهْ

كيف انتهت أحلامنا ؟

قد تخنق الأقدار يوماً حبنا

وتفرق الأيام قهراً شملنا

أو تعزف الأحزان لحناً

من بقايا ... جرحنا

ويمر عامٌ .. ربما عامان

أزمان تسدُ طريقنا

ويظل في عينيك

موطننا القديمْ

نلقي عليه متاعب الأسفار

في زمنٍ عقيمْ

عيناك موطننا القديم

وإن غدت أيامنا

ليلاً يطاردُ في ضياءْ

سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ

أن يرجع الإنسانٌ إنساناً

يُغطي العُرى

يغسل نفسه يوماً

ويرجع للنقاءْ

عيناك موطننا القديمُ

وإن غدونا كالضياعِ

بلا وطن

فيها عشقت العمر

أحزاناً وأفراحاً

ضياعاً أو سكنْ

عيناك في شعري خلودٌ

يعبرُ الآفاقَ ... يعصفُ بالزمنْ

عيناك عندي بالزمانِ

وقد غدوتُ .. بلا زمنْ