Post: #1
Title: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 01-12-2008, 06:48 PM
Parent: #0
.....وصلاح شعيب من الكتاب القلائل فى هذا المنبر ,ممن يمكن أن تدلف إلى ما يكتبون وأنت متأكد سلفا بأنك ستضيف إلى قاموسك المعرفى والمفاهيمى واللغوى كل ما هو جديد ومفيد....لذا ظللت بإستمرار أقف مشدوها ومحاصرا بحالة من الصوفية العميقة وأنا أطالع كتاباته وإفاداته بين الفينة والاخرى,إن كان عبر الفضاءت الإسفيرية أو عبر ما يخطه يراعه فى جريدة الصحافة. وأعجب أيما إعجاب بمفرداته الأنيقة وأفكاره المرتبة وأطروحاته الجزلة...هو هكذا عندى قمة من قمم الكلم وقامة من قامات الكتابة,ومثل أعلى فى فى عوالم المثاقفة والجدل الفكرى والسياسى. وقبل أن أهم بكتابة هذا البوست الإستحلافى ضجت دواخلى بمنازعات ومعارك على مستوى الذات فحواها ومفادها أننى قد أمارس إعتساف فى حق الأستاذ صلاح شعيب إن أنا فكرت فى إقحامه فى موضوع قد يتمظهر جهويا وهو الموسوم(أعنى صلاح)بكتاباته ومخطوطاته ذات الأفق الإنسانى الواسع,وهو المتعاطى مع ازمات الدولة السودانية بوعى قومى يحلل من خلاله المشكل بمنظور متواسع ويرفض ضمنيا الإنزلاق إلى مربعات العرق والجهة والإثنية ,لانها خطابات لايجيد صنعتها وحياكتها ولايجيد فى المقام الأول التعاطى معها,ولم يعرف ترممتر الوعى عنده ماهية المداخل إليها,وهذه محمدة وحالة من الإستنارة يحتاج النفاذ إليها مقدرات إستثنائية وأفق عالى. قلت أن الذات عندياتى قد مار بديالكتيك داخلى مابين رفض إقحام الأستاذ صلاح فى براثن الجهوية ومابين مقولات الحاجة تبرر الوسيلة أحيانا,وللامانة حسم المنلوج بتؤاطئ منى لناحية أن أقحم الاستاذ فى موضوع ذو صبغة جهوية,ولكن لا ينفك على الإطلاق عن الهم القومى لناحية أنه قد يكون النفاج العقلانى لتحجيم مشكل الدولة السودانية,وخاصة أننى أرى أن العطب الذى ضرب الدولة السودانية لم يعد متاح ترميمه إلا من خلال مخاطبة المشكلات الجزئية التى فى تصورى كانت بمثابة الأرضية للازمة الكلية للدولة السودانية.أى بمعنى ضرورة الشروع أولا فى مخاطبة مشكلات الهامش المتمثلة أولا فى غياب التنمية البشرية التى توفر الإحتياجات الأساسية للإنسان مثل التعليم والصحة والسكن.والتنمية الإنسانية التى تخاطب متطلبات جوهرية لاتقل عن متطلبات التنمية البشرية وهى متمثلة فى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وعليه أحاول جاهدا(جرجرة) صلاح شعيب لمربع التعاطى مع أزمة دارفور بإعتبارها إحدى تلك الأزمات الجزئية للدولة السودانية...قلت أحاول أن أحثه للتعاطى مع أزمة دارفور بطاقة زائدة بعض الشئ ترتقى لمستوى المالات المحدقة بالاقيلم أنسانا ومواردا.واحثه للبحث عن طوق للنجاة ولو فى المستوى النظرى,وفى بالى وذاكرتى أنه من أبرز المثقفين الدارفورين الفاعلين فكريا وثقافيا.ويجب أن يسمع صوته بعد أن فشلت أصوات الساسة فى الخروج بالازمة إلى بر الامان. وعليه أستحلفك بالله ياصلاح شعيب أن تسعى لجهة تدشين(جبهة تحديث دارفور) تهدف لبلورت تصور لإنجاز شر ط تحديث دارفورمن خلال حشد أراء وتصورات المستنيرين من أبناء الإقليم والذين توصلوا لإستحالة رفع الظلم التاريخى من كاهل أبناء دارفور رهانا على العمل المسلح لوحده,وكل ذلك بالإحالة إلى المالات الإنسانية والأخلاقية والكلف المتعاظمة الواقعة على دارفور إنسانا ومواردا جراء إنعدام التعاطى مع الأزمة إلا عبر الية حمل السلاح.وعلى أن تبحث تلك الجبهة عن ميكنزمات فعالة تحدث شرط الحديث والنهضة والتقدم إلستنادا على توطين أخر المنجزات القيمية والمادية للحضارة الإنسانية فى عقلية إنسان دارفور,مكدخل أول للإنعتاق من أجواء الازمة.جبهة تنشط فى قراءة أزمة دارفور.قراءة للمرة الثانية,قراءة عقلانية تمحص فى الأسباب الحقيقة للتخلاف الذى ضرب الأنسان الدارفورى وجعله على الرصيف فى كل المستويات(تعليم\معرفة \صحة)وتطرح حلول لاترى فى إعادة هيكلة الثروة والسلطة والتمثيل فى مؤسسة الرئاسة هو جوهر الحل,بل ترى أن الحل وحده يكون فى توطين مدخلات التحديث(مؤسسات تعليمية\مؤسسات مجتمع مدنى\رفع الوعى بأهمية التعليم كرافعة عقلانية لفعل النهضة) لان الشاهد فى إنعدام هذه المدخلات حتما ستكون المخرجات إعادة لذات السيناريوهات الرتيبة على شاكلة تخلف وتناحر بين أبناء الاقيلم وصراعات عرقية بين المزارعين والابالة وإختزال الازمة فى التهميش السياسى.جبهة تحاول ترتيب أولويات إنسان دارفور,وترسل إليه إاشارات مفادها إن الإنكباب على العمل المسلح لوحده لايمكن أن يحرز إنتصار نهائى لجهة وقف الظلامات التأريخية.وتبصر أبناء دارفور أن المدخل المنطقى لوقف الظلامات التأريخية و والظلم الإعتساف الرذيمارس ضدهم من قبل الدولة المركزية لمن يتم إلا عبر التسلح بترسانة المعرفة والوعى الذين ينهلان من اخر مدارس الفكر الإنسانى,ومن خلال تدشين ثورة دارفورية على غرار الثورة الفرنسيةوتدشين عصر تنوير دارفورى على غرار عصر التنوير الأوربى ,ذلك العصر الذى كان بمثابة الروشتة العلاجية التى ضمنت لاوربا الشفاء النهائى من التخلف والظلم والظلام. إذا أستاذى صلاح شعيب: ولان التأريخ لايرحم...أستحلفك بالله بأن تسعى لتدشين هذه الجبهة ...وأستحلفك بالله أنت وغيرك من مستنيرى دارفور أن تحاول الفكاك من حالة توصيف الازمة والتعليق عليها لناحية البحث عن حلول نهائية لها.وارى فى ماأرى ان تدشين هذه الجبهة التفاكرية قد يكون المدخل العقلانى لمحاصرة الأزمة وقد يكون الفعل الذى سنحاجج به التأريخ بكل قوته ...فهل لك ان تستجيب... خالد بحر
|
Post: #2
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 01-12-2008, 06:55 PM
Parent: #1
أستاذى /صلاح عيد سعيد...وقادمك بنكهة الانناس وعبق الياسمين ..وعفوا إن جاءت المعايدة متاخرة بعض الشئ ولكن حسبى أننى سودانى ...والسودانى فى نسخة الزمن الانى يهوى التأخير ..وهودوما يعانى من فروقات فى الزمن وقطيعة حادة مع الاتيكيت....لك من الود ماهو خاص...ولك من الامانى ماهو غير مستهلك...
|
Post: #3
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-13-2008, 03:53 AM
Parent: #2
زميلي خالد بحر
أراك وضعتني في مقام يحاول إنصافي بما يخجلني ـ بلا شك وفي ذات الوقت تسعى بذكاء معرفي استنطاقي فيما يخص أزمة الوجود: دارفور، ولكني با خالد ـ مع الإطراء الزائد ـ تراني أضع ـ أو أعد نفسي مثلك ومثل كل الزملاء هناـ في خانة المتأملين في المسألة الوطنية من ناحية عامة وفي هذا فأزمة دارفور عندي تمظهر لأفرازات هذه المسألة العامة، لا حل لها إلا ضمن حلول غير مبتسرة لأزمة المسألة الوطنية ذاتها المحقونة بجرثومة الاسلام الاصولي وأثننة دولة القوم، قد يحاول بعض الزملاء من أبناء دارفور وغير ابناء دارفور التطرق للمأساة بمناهج تختلف عما ارى وترى أنت، ولكن المهم هو ليس خطأ تقديري او تقديرك او تقديرهم..المهم هو إلى اي مدى يكشف الواقع عن نجاعة أو حتى فائدة ما نطرح في حل الاشكال الذي أرقنا وقطع أوصال مودتنا، وأيضا يبقى السؤال إلى أي مدى إنفلتت عنا الرؤياوبالتالي بارت العبارة وضاقت..إن لم يكن البائر هو "سلعة كتباتنا" بعلاتها، وبعيدا من حقيقة كونك حمري أو برقداوي أو جعلي فإن للكتابة شروط، سواء كانت عن دارفور او حتى عن سيرتك الذاتية، إذ هي مسؤولية وتجربة تعامل مع الحرف..ذلك أن حرفا زائدا يمكن أن يحرق الاديم، ثم أن "الكتابة ضد الهدف أو مع الهدف" ينبغي أن يسبقها الوعي الكافي والاستقامة الفكرية والانسانية قبل الاسراف في مضاجعة فكرة" تأتي كيفما إتفق".. يا مواطني خالد: دارفور هي الجرح الوطني النازف التي تجاوزتني وأنت وهم وكلهم..الدليل هو: أن هناك الالاف من نخبة دارفور، ناهيك عن النخبة السودانية كلها، يتحدثون بأكثر من لسان عند النظرة للازمة ولكن ليس للاسف هنالك "نسيجا سياسيا أو خيطا فكريا واحدا يجمعنا كدارفوريين لمكافئة الأزمة..نحن أبناء دارفور هنا يا خالد "شذرات.. مذرات "..فهل لديك "توليفة سحرية" لتوحيد خطابنا" هنا..ربما أنت تستطيع ما دام أنك كما رأيتك في غير ما محل تسعى لارهاق نفسك حتى تخلص إلى الكتابة "أم دق"..أي الكتابة التي تجبرك على مراجعتها مرة ومرات حتى لا تظلم سلامة التركيب الصياغي/العقلاني..,التسامحي..و..و.. إلخ المرتكزات التي ينبغي للكاتب مثلي ومثلك أن يكون حذرا في كيفية تضمينها في النص..كان سياسي ..كان ثقافي..كان .. وكان ..وكان..والكتابة كتابات..كما الدارفوري دارفوريين..فيهم الاخو المسلم ..والشيوعي ..والاسلامي ..والعنصري..والمستقل ..والحزب امة..والحركة الشعبية..وفيهم الملحد حتى..
نعم أراك ترهق نفسك بنبل من أجل "كتابة صعبة" في حين كان يمكنك أن تكتب بوست سهل وجالب للعداد كهذا: طظ في الوسط النيلي" أو "عمر البشير: أنت تافه" أو " "ليكم يوم يا جلابة" وغيرها من البوستات التي تنتهي بدون حلول للازمة.. الكتابة يا خالد من "أشق هدايا السماء"
على أية حال شكرا للتحدي وربما سأعد طرحا ردا على ما أثرت هناوسأجهز نفسي من الآن لبلورة الرأي الذي قصدت ان تسمعه مني..وإلي ذلك الحين دعنا يا خالد نقول أن رأيي بالضرورة في أزمة دارفور يمثل عقلي كأنسان ولا عاطفتي كدارفوري ولعلك تدري أن العاطفة لا تحل الأمر الذي يمثل جزء من الاشكال الوجودي التي وضعت دارفور نفسها فيه أو تم وضعها عليه..بهذا الاساس المنهجي أرى أن طرحي لأزمة أهلي، على هذه الناحية الخصوصية، قد يفيد في حل أزمتهم وأزمة كل السودانيين أكثر من أن لو قادتني عاطفيتي للتعامل بضغينة تجاه الذين فاقموا الازمة من قبل الحكومة المركزية ومن قبل الدارفوريين أنفسهم.. هذا عربون ..أتمنى أن يكون "فرشة" لما كلفتني به..مع كل تقديري..ويا ريت يا خالد لو كان العنوان أكثر بعدا من طرح أسمي لمناقشة ماهو موضوع عام يتجاوزني كفرد ناشط في جبهة الكتابة لا أكثر ولا أقل، ويكون معنيا مثلا بنخبة دارفور أجمعهم. مع تحياتي
ولدي أقتراح بأن نترك هذا البوست يصير إلى حتفه من دون مداخلات أخرى، على أن يكون مضمون ما طرحت في بوست لك يكون عنوانه مثلا: نخبة دارفور بالمنبر استحلفكم بالله..ومن ثم أقوم بنقل مداخلتي هذه.. أبني الاقتراح هكذا على أعتبار أن الامر يهم كل ابناء دارفور في المنبر والذين ينشطون في معالجة قضيتها، وربمت بهذه المحاولة نوسع دائرة النقاش حول آداء بعضنا البعض تجاه القضية كتابة وتعليقا.. مع تحياتي يا خالد
|
Post: #4
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: HAYDER GASIM
Date: 01-13-2008, 06:11 AM
Parent: #3
أخي ... خالد بحر ... تسلم,
أوجعتني بكلماتك هذه أكثر من لظايا لهب يحط على الأرض, وكان فى الإمكان أن نورد قوافل العرب فى دارفور إلى رحلة ظعنهم ونشوقهم المعهودتين تاريخيا, وكان فى الإمكان أن يتصل أمر زراع الجبل ومناطق التحصيل الزراعي بمبتغاهم الذي يعلمون. وهذا كله لجهة { إعادة توقيع } الأحوال وفيما يشرف عليها التاريخ.
أما مرشحاتي الأفضل مما هو كائن, فهي مكافحة { التخلف } الإقتصادي والإجتماعي أينما يقوم وفي أي رقعة من سوداننا, وإذ تشيئ الظروف أن تكون دارفور هي الضحية وهي المثال الأعجل لتقديم الحل الأوفق. فبصراحة لم أكن معجبا بتلك الرحلة العابرة لسقوف متعددة تحت الشمس لأجل { حيوان } وكأنما يسخر هذا الحيوان إرادة الإنسان أو هو ذلك, كما لم يكن كافيا أن يستدر { الجبل } خيراته عبر نوبات إستزراع على طريقة { ما يقيم الأود }
أقول بذلك ولن { أحشر } قضايا التنازع الثقافي ومحلقاته العنصرية بذات المجرى ... لأن هنا يحضر كل السودان ... أي هنا مصاف آخر ومدخل مختلف.
فقبل إعادة التثاقف ... فالأولوية لوقف الحرب فى دارفور ... وأظنها تتوقف تدريجيا, لكنها تستحق توقفا { رسميا } وهنا حيث أود أن يحتشد كل أهل السودان وفي مقدمتهم أهل دارفور بطبيعة الحال ... دون أن يقلل ذلك من ندائك { الموضوعي } والناده صوب دارفور وأبنائها ... فهنا سقف إقليمي له خصوصية ديمقراطية بالمناسبة ... وكما تقتضيها حالات الحكم الفيدرالي { الديمقراطي } فى عالم اليوم... والذي نتوخاه للسودان.
صلاح شعيب ... تسلم,
أظنك مرشح لأعلى مما تقيم, إنت قايل نصاحة الرأي { والفصاحة } ده ساكت ... فهناك مقابل إجتماعي لكل سطر تخاطب فيه العقل, وهناك تفاعل موضوعي مع كل موقف ترشحه للموضوعية.
تراني أؤيد دعوة الأخ خالد بحر لشخصك {to step up} ولترفع عقيرة العقلانية فى أخلاط الصراع الدارفوري, ولما أثق فى تقديرك الراشد لكلا حالي دارفور والسودان... وبموجب ذلك فلا أرشح هذا البوست { للموت الطبيعي } لذنبه الحامل لإسم صلاح شعيب دون الآخرين .
مع مودتي
|
Post: #5
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-13-2008, 09:38 AM
Parent: #4
صديقنا وزميلنا حيدر قاسم
أعلم تضامنك معي هنا حيث لا حيلة لي وأنا الضعيف إلي ربه في مقابل مملوكات لسلطة مركزية وحركات مسلحة وغير مسلحة تصنع هذه القعقعة الثمينة.. أماالنزال بينهما فيفضي إلى ما يفضي من دمار وموت بإبادة وتقطيع نسيج محلي وقومي وهرق حبر لا يعوضه منصب رئيس حتى ولا مليارات الدولارات..الانسان ليس له سلعة معلقة على رقبته.. ثم فجأة فجع أخوك صلاح شعيب وغير صلاح شعيب في هذا الجزء من العالم بأمر الواقع..ولكن زميلنا خالد بحر، أبحر الله بقلمه في شاطئ الخلد، خطب شيئا من منتجات مخيخنا، عله بحسن نية يريدني أن أعطي وصفة ربما تمثل مخرجا ..أو مرشدا في طريق أهلي الدارفوريين خصوصا وأهلي السودانيين عموما ولا أدري هل ما أنا بصدد كتابته يشفي غليله أو يكون إضافة للتأزيم وصب زيت في النار المشتعلة. ما أخشاه يا حيدر ليس هو عدم مشكلة دارفور وإنما عدم حل مشكلة الخرطوم."القلب النابض"..مع الاعتذار لزميلتنا..الترابي قال قبل ايام أن مناوي يمثل كومبارس، ولكن نسي الترابي أننا لا نحتاج لهذا "الاكتشاف غير الخطير"..المسألة يا سيدي ليست في مناصب تبذل هكذا ..فمن خلال معرفتي البسيطة بالخرطوم وصلت إلي نتيجة أن الذي يحكم السودان ليس هو الرئيس أو مجلس الوزراء وإنما ثقافة دولة مركزية راسخة وإلا لكان هناك وزير خارجية من الجنوب في زمن الصادق أو كان هناك رئيس وزراء من الشرق أو كان هناك وزير دفاع من جبال النوبا ..أو ..أو ..السلطة المركزية علاقات أرضية ولذلك وجدت الحركة الشعبيةنفسها بعد تجربة نيفاشا" لافة صينية" لا عندها زول في التلفزيون أو الرادي ولا عندها صحيفة ولا صحفيين ولا مراكز قوى في وزارة الدفاع أو المالية.أو ..أو.زيمكن أن تحصل على كرسي يا مناوي ويمكن أن يجد عبد الواحد منصب الرئيس حتى ..ويمكن لدريج أن يكون رئيس مجلس الشعب ويمكن لشريف حرير أن يصبح وزير التعليم العالي إذا كنا نظن أن عبقريته كمفكر ستحيل هذه الوزارة إلي أهم الوزرات في السودان وهي كذلك ..ولكن ماذا عن الميزانية..؟ ويمكن للدكتور خليل ابراهيم من العدل والمساواة أن يكون وزيرا للصناعة..ويمكن لزميلنا محمدين أسحق أن يكون حاكما لولاية دارفور ..نعم كل ذلك ممكن..؟
ولكن السؤال الحقيقي، وخلي بالك ياحيدر..ماذا عن "البنيةالداخلية" للمركز في حال عدم تكسيرها..بنية الامن المتعدد الاشكال ..بنية الاقتصاد الاسلاموي/الجشعي..بنية الخدمة المدنية التي يحكمها "الكادر..بنية ثقافة الفساد داخل هذه الخدمة..بنية الاعلام بكافة قطاعاته...بنية الجيش..البنية التجارية والاستثمارية..بنية المنظمات الاهلية/المدنية..وهكذا يمكن أن نعدد عشرات البنيات التي إرتوت تاريخيا ما بعد دولة الاستقلال..ولاحظ إنو المرجعية التي تحكم هذه الدولة هي التي تجعل مناوي جالسا في القصر بغير قدرة على المشاركة في صنع القرار..والامر ينطبق على سلفاكير..وجماعته..
في تقديري الخاص إنو مشكلة دارفور مؤشر لانشطارات قادمة كما كان تمرد الجنوب مؤشرا يتعلق بضرورة اصلاح نظرة الذين يصنعون القرار من أبناء الوسط النيلي ولكن العناد والمكابرة اتت بتقرير المصير وحتى هذه اللحظة فالعناد هو جوهر دولة المركز ..والسبب بسيط وهو إنو "البنيات" التي ذكرتها آنفا تمثل نسيج ذاخلي يحكم البشير وحتى علي عثمان طه إذا أصاب البشير مكروها..بل وستحكم مناوي نفسه إن صار رئيسا..
مأساة دارفور أوجدتها الحكومة المركزية ولا يجادل أحد في دورها المخزي في إيصالها لدرجة أن تكون هناك إبادة جماعية لبعض المجموعات العرقية...وإذا أردت أن أعدد أخطاء الحكومة فإنه ييمكن عمل عذة مجلدات..ولكن لعبنا نحن كدارفوريين دورا في مفاقمة نتائجها..قد يقول البعض أن الحكومة المركزية قادتنا لهذا الامر..وهذا صحيح..ولكن الصدق يقتضي القول إن أبناء دارفور لعبوا دورا كبيرا في تدهور الاوضاع ..أبناء دارفور في الحركات المسلحة والاخرين الموالين للسلطة..
أخونا خالد وهو داخل السودان يدرك بعض التفاصيل التي قد تعيننا في الامر وفي هذا فهو الادرى بالامر في جزئيته التي يعايشها..ولكن مع ذلك ينظر إلي بسطامنا وهو هناك تتمظهر له التفاصيل أكثر من ناس كندا وامريكا ولا شنو يا حيدر.. حقيقة يا حيدر الحديث عن ماساة دارفور ليس ذو شجون..
|
Post: #6
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 01-13-2008, 08:04 PM
Parent: #5
أستاذى /صلاح شعيب ...لك كل الود على سريع إستجابتك...ولك كل ماتريد بخصوص أن نجعل هذا البوست يموت موتا طبيعيا...على ان نستقطع مساحة بوست أخر يكون فيه النداء أعم واشمل...ولكنى رغم ذلك سأعود للتنقيب فى دهاليز ما كتبته هنا....لك كل مودتى
|
Post: #7
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 01-13-2008, 08:08 PM
Parent: #4
الاستاذ/حيدر قاسم ......عيد سعيد...ولك من الشوق كميات... وتشكر على المرور والمشاركة فى إثراء النقاش...ونتمنى أن نسمع اصوات أمثالكم ززلنا المحنة واحدة .........لك ودى
|
Post: #8
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: AMNA MUKHTAR
Date: 01-14-2008, 01:30 AM
Parent: #1
الجماعة ديل ما فاضين ليك....ولقضية دارفور وضحاياها
الأستاذ صلاح شعيب..وولد الشرق محمد جميل أحمد مشغولين فى الطبطبة على ( الأديبة والشاعرة والانسانة والناشطة والمرهفة ) مارى انطوانيت فى منبر الصفوة.. وكل همهم أن يطيبوا خاطرها ويرفعوا معنوياتها ويتضامنوا معها ضد هجوم الرعاع من الأطراف..
حاجة عجيبة تحير الما بتحير..
|
Post: #9
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-14-2008, 02:31 AM
Parent: #8
Quote: الكتابة يا خالد من "أشق هدايا السماء" |
What a statement! Greetings to all of you, Khalid, Hayder, and Amna. Thanks for your seriousness in approaching one of our most chronic existential problems.
|
Post: #10
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: Mohamed Suleiman
Date: 01-14-2008, 03:05 AM
Parent: #9
كتبت العزيزة آمنة مختار :
Quote: الجماعة ديل ما فاضين ليك....ولقضية دارفور وضحاياها
الأستاذ صلاح شعيب..وولد الشرق محمد جميل أحمد مشغولين فى الطبطبة على ( الأديبة والشاعرة والانسانة والناشطة والمرهفة ) مارى انطوانيت فى منبر الصفوة.. وكل همهم أن يطيبوا خاطرها ويرفعوا معنوياتها ويتضامنوا معها ضد هجوم الرعاع من الأطراف..
حاجة عجيبة تحير الما بتحير..
|
يا خالد بحر .... قضية دارفور لا تحتاج الي عزومة أو جرجرة لأحد من أحد ..... أمثال الأخ صلاح شعيب للأسف هم من يجسدون مأزق المثقف الدارفوري ( و السوداني ) .... فبلادهم تحترق و يحزم مثقفوا و صحافيوا العالم أمتعتهم ليأتوا و يسجلوا مشاهداتهم عن مدي ظلم الفئة الحاكمة . و يعود هؤلاء المثقفون الأغراب و يقولونها صراحة و بلا مواربة : لابد من معاقبة حكومة الخرطوم و كل الجناة و كل من تستر علي جرائمهم . و لكن أمثال صلاح شعيب يحرصون علي عدم إغضاب المؤسسة الحاكمة حتي تستمر في نشر ما تسطره أقلامهم بحبر باهت و كلمات لا طعم و لا لون و لا رائحة لها . صلاح شعيب لا يستطيع أن يدلي برأي قاطع عما يجري بدارفور .... لذلك فهو يفضل أن يلقي مثل بوستك هذه حتفه بالسقوط الي القاع . أمثال صلاح شعيب كما قالت أختنا آمنة مختار مشغولون بتقديم قرابين التقرب من مؤسسة ماري أنطوانيت التي تري حركات دارفور أوباش و تتار و مغول .... صلاح شعيب يحتاج دائما الي تذكيرنا أنه من دارفور أبا و أما كما فعل في إحد البوستات .... ( يشيل ليهو يافطة مكتوب فيها انا من دارفور ) .... ليعرفه الناس ... خمسة سنوات و كتاب و مثقفين من دارفور سخروا أقلامهم لشراء رضاء مؤسسة القهر و القتل و السحل ... و الثمن : دماء أهل دارفور ... هل تعتقد يا خالد بحر أن المقاتل المعسكر في صليعة قرب الجنينة سينتظر نصيحة من مثل صلاح شعيب ؟؟؟!!!
قضية دارفور ستنتصر إن تبناها كل دارفوري كقضيته الشخصية و أن يفعل كل الذي بوسعه لنصرة ذلك الدارفوري الذي حاق الظلم به ... هناك في دارفور ... و أن يواجه الظلمة علي عينك يا تاجر بلا بحث عن كلمات ناعمة أو مراعاة لشعوره ...... لنقتص منهم كلنا من أجل أهل دارفور .....
|
Post: #11
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 05:02 AM
Parent: #10
Quote: الجماعة ديل ما فاضين ليك....ولقضية دارفور وضحاياها
الأستاذ صلاح شعيب..وولد الشرق محمد جميل أحمد مشغولين فى الطبطبة على ( الأديبة والشاعرة والانسانة والناشطة والمرهفة ) مارى انطوانيت فى منبر الصفوة.. وكل همهم أن يطيبوا خاطرها ويرفعوا معنوياتها ويتضامنوا معها ضد هجوم الرعاع من الأطراف.
حاجة عجيبة تحير الما بتحير.. |
الزميلة آمنة مختار
شكرا لهذا النقد والأمل أن يعزز قبولي للرأي الآخر
|
Post: #12
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 05:06 AM
Parent: #11
Quote: أمثال صلاح شعيب كما قالت أختنا آمنة مختار مشغولون بتقديم قرابين التقرب من مؤسسة ماري أنطوانيت التي تري حركات دارفور أوباش و تتار و مغول ....
|
الزميل محمد سليمان
شكرا ونطمع في المزيد من النقد الذي يفيد قضية دارفور.
|
Post: #13
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 05:11 AM
Parent: #12
Quote: Greetings to all of you, Khalid, Hayder, and Amna. Thanks for your seriousness in approaching one of our most chronic existential problems. |
د. حيدر بدوي صادق
تحيات كثيرات لك وأنت تشاطرنا هذا الهم القومي المحلي والامل أن تسهم معنا في هذا الحوار الدارفوري /الدارفوري بالشكل الذي أراده زميلنا خالد والزملاء محمد سليمان وآمنة مختار ويا حبذا لو أن ساهمت بدلوك فالقضية لها أبعادها القومية أيضا.
مع تحياتي
|
Post: #14
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: Mohamed Suleiman
Date: 01-14-2008, 05:42 AM
Parent: #13
Quote: فالقضية لها أبعادها القومية أيضا.
|
قول واحد ....
يا صلاح شعيب قومية شنو و بطيخ شنو ؟
منو الآن غير أهل دارفور ضربوا بالانتونوف و شردوا ليهيموا و لخمسة سنوات في صحراء دارفور و المحظوظون منهم يتكدسون في خيام كلمة و أبوشوك و هبيلة و فرشانة ؟؟؟ مش في الأول تلم ديل و ترجعهم لبيوتهم و تضمد جراحهم و بعد داك تتفلسف عن أبعاد القضية القومية ؟؟؟ تفتكر اليوم لو الشوايقة أو الجعليين هم المشردين كان إنتظروك خمسة أيام ( خليك من خمسة سنوات ) لتثرثر لهم عن أبعاد القضية القومية ؟؟؟؟
علينا بالإهتمام أولا بذلك الدارفوري المشرد .... فهو ليس له وجيع غيرنا .... القومية هذه لها كل السودانيين و من ضمنهم أولئك الذين يسكنون في قري نموذجية حديثة مجهزة بالإنترنت و خطوط التلفون و حولهم بني تحتية ضخمة قيد الإنشاء توفر لهم الحياة الرغدة السعيدة بينما يتبخر أهل دارفور في معسكرات من صنع آل ماري أنطوانيت .
أكبر كذبة يرتعب منها مثقفو دارفور : يجب أن لا نغضب الآخرين فنخسر تأييدهم لقضية دارفور !!!
أوكي .... لنضع أسوأ الفروض ... أفرض خسرنا تأييدهم ... و أصبح تأييدهم لقضية دارفور صفر كبير ..... هل سيكون الحال بدارفور أسوأ مما هو عليه الآن ؟؟؟؟
|
Post: #15
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: معتز تروتسكى
Date: 01-14-2008, 06:43 AM
Parent: #14
خالص التحايا الزميل العزيز بحر وكل الحضور على رأسهم الود الجميل شعيب أولا اعتذر يا خالد عن المد معك لظروف الزحمة والعمل ولكن اهو أثمرت الفكرة المطروحة ، وكما قلنا صلاح لن يخب لنا املاً..
الشى الأخر.. عزيزي محمد سليمان ، قد تكون لك وجة نظر في طريقة صلاح أو غيرو من حقك ، لكن فقط إذا كانت اى طريقة تؤدى إلى حل المشكلة بغض انظر عن اختلافنا أنت تعارضها يعنى شكلك زى البقت عليك [لا ترحم لا تخلي رحمة ربنا... ] .. عزيزي لك مطلق الحق في طريقتك وان اختلفنا ولى أن أقول وجهة نظري كما تقول أنت أيضا ، لكن أيضا ليس كسر رقبة بان ارضخ لما أنت بصدده ، يعنى يا إما معك أو حتى أصبحت من المتفرجين أيضا يلاحقني اللوم ويطولني!!!!.. ماهو شي طبيعي أن لاتفق في كل شي !!!!
* عموما عذرا للخروج لكن أوعد بالمواصلة ما سمح الزمن.. التحايا النواضر..
|
Post: #16
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: Mohamed Suleiman
Date: 01-14-2008, 07:07 AM
Parent: #15
معتز تروتسكي
أعتقد الإرشيف هنا يشهد تسجيل مواقفنا في الحوار بيننا عن قضية دارفور في الأعوام 2005 - 2006 .... فما تجي هنا تعمل فيها واعظ و زول خلوق ..... هل نسيت أن مواقفك كانت تتطابق مع مواقف و طريقة عصلم دهب ؟؟؟؟
أعتقد الأخ صلاح شعيب يملك من أدوات اللغة و المقدرة علي الرد في الحوار و ( بطريقته) يمكنه أن يبرز قوة حجته و سداد منطقه ... و لا يحتاج الي ( حجازين) مثلك ( ذئاب في ثياب الحمل ) ..
المهم ... لا أريد أن أطيل معك و أهدر زمنا و أنا أعرف سلفا أنه من عادتك الإختفاء فجأة ... في بيات شتوي طويل .
|
Post: #17
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 07:40 AM
Parent: #16
كتب زميلي محمد سليمان هذا:
Quote: صلاح شعيب لا يستطيع أن يدلي برأي قاطع عما يجري بدارفور .... لذلك فهو يفضل أن يلقي مثل بوستك هذه حتفه بالسقوط الي القاع |
وهنا أورد هذه الوثيقة التي هي واحدة من عشرات المواد التي كتبتها عن أزمة دارفور بما فيها حوارين مع الاستاذ احمد إبراهيم دريج حول الشأن الدارفوري والاستاذ مني أركوي .الحلقة الاولي نشرت في الصحافة "حلقتين" والمادة الثانية مع مناوي نشرت حلقتين في "الصحافة" والحوارين تم نشرهما فيما بعد في "سودانايل" و"المنبر العام" وسأسعى لجلب كل هذه المواد التي ربما لم يتمكن الزميل محمد سليمان قراءتهاوبالتالي أعذره وأغفر له كوني لم أستطع ادلي برأي قاطع عما يجري في دارفور.. وحين طلبيت من الزميل خالد بحر ترك هذا البوست ليلقي حتفه إنما هذا يتسق مع قناعتي بأن شخصي لا يحتاج لإطراء..المرة الاولي التي كتب صديقي ضياء ميرغني "بوست" عني شكرته ورجوته أن يلقي البوست حتفه ..المرة الثانية حينما كتب عني زميلي وجاري بريمة "بوست" عن الوظيفة التي تحصللت عليها بمركز دراسات الشرق الاوسط بواشنطن رجوته أيضا أن يلقي البوست حتفه بقناعة أن الامر لا يستحق وأن توفير المنبر للقضايا العامة أفضل ..وحين قرأت مادة خالد بحر في مبتدأ هضا البوست رأيت أنه أعطاني ما استحق ـ ربما ـ وما لا أستحق وقلت له في كلمتي أنه ينبغي أن يفتح "بوست آخر" وإقترحت له عنوان "أبناء دارفور بالمنبر استحلفكم الله" بحيث أن تعم القضية ولا تخص ونناقش أزمة دارفور بجماعية ولنرى الاخفاقات والسلبيات التي لازمت تغطيتنا لكل ما يتعلق بدارفور في هذا المنبر بعيدا عن التشنج والتخوين والاتهامات وما أسهل إنتاج مثل هذه "المجانيات". أخي وزميلي محمد سليمان أود أن أبوح لك أنني أخشي في في مجال العمل العام شيئين، الاول عدم احتمال الرأي الآخر وعدم العفو..
http://aafaq.org/search_details.aspx?id_arch=7874&id=ملفات%20خاصة
دارفور: فشل النظام المركزي في السودان
مشكلة إقليم دارفور الواقع في غرب السودان والتي راح ضحيتها أكثر من 400 ألف شخص وتشريد أكثر من مليوني مواطن، كما تقول بعض التقديرات الأولية، انبثقت عن صراع محلي حول الموارد المائية بين الرعاة والمزارعين في بادئ الامر.
ولما فشلت السلطات الاقليمية والمركزية في حلها عبر النظم المتبعة إداريا في السودان، انفجرت عبر تكوين حركة تحرير السودان والتي دشنت نشاطها بتمرد عسكري لأبناء المزارعين والذين يتحدرون من أصول أفريقية وسعوا إلى احتلال مدينة الفاشر، عاصمة الاقليم، غير أن هذا التمرد قاد الحكومة السودانية إلى مواجهته بحملات عسكرية ساحقة بدلا من التفاوض مع متمردي دارفور، على النحو الذي اتبعته في التمرد الذي قاده العقيد جون قرنق في عام 1983 وانتهى بتوقيع الجانبين لمعاهدة سلام نيفاشا في عام 2005.
بيد أن الحملة العسكرية التي شنتها الحكومة السودانية أثارت الرأي العام العالمي كون إنها انطوت على الابادة الجماعية، كما تقول بعض الدول الغربية، لبعض القبائل ذات الجذور الأفريقية التي تحترف الزراعة. فضلا عن ذلك فإن تنظيما من القبائل الرعوية والتي تتحدر هي الأخرى من أصول عربية كان قد تم توظيفه من قبل الحكومة السودانية وتجنيده للقيام بمساعدة الجيش النظامي السوداني وأخذت هذه القوات مسمي الجنجويد.
وفي هذا الاطار فإن رفض القيادة السودانية التفاوض مع حركة تحرير السودان المتمردة انبنى عليه قتل ذلك العدد الكبير من الجانبين إضافة إلى المدنيين ونزوحا غير مسبوق إلى دول الجوار.
كما أدت المعارك العسكرية إلى إفساد المناخ الامني في الاقليم واصبح يلقى تأثيرا سلبيا على المنطقة، وحينها تعالت أصوات محلية وأجنبية بضرورة الاستعانة بقوات خارجية لحفظ الامن وإعادة الاستقرار ولإنهاء النزاع والتمهيد لتفاوض الجانبين.
وقد أثمر هذا التحرك الاقليمي والدولي عن الاستعانة بجنود من الاتحاد الافريقي، بعد موافقة الحكومة السودانية، لحفظ الأمن في دارفور والعمل على حماية المدنيين من دون التدخل المباشر واستخدام أسلحتها، ولكن فشلت قوات الاتحاد الافريقي المكونة من سبعة آلاف جندي في إحراز تقدم على الصعيد الأمني لأسباب لوجستية، حيث أن تواجدها مقصور على كتابة تقارير عن تجاوزات الجانبين إزاء وضع المدنيين.
بدء المفاوضات وبعد رفض متكرر من جانب الحكومة السودانية اقتنعت في العامين الأخيرين بإجراء مفاوضات مباشرة مع المتمردين في العاصمة النيجيرية أبوجا وتحت رعاية الاتحاد الافريقي للوصول إلى سلام. غير أن المفاوضات بين الجانبين قد تعثرت بسبب إصرارهما على عدم التنازل. وأخيرا تمكن الاتحاد الافريقي من إجبار الطرفين للوصول إلى مرحلة توقيع سلام.
ولكن بدا أن توقيع رئيس حركة تحرير السودان "مني أركوي" قد سبب صدعا في تنظيم الحركة حيث يرى بعض قادتها أن الاتفاق لا يلبي طموحات أهل دارفور وفيما بعد انشق القائد عبد الواحد محمد نور وعدد من قادة الحركة من التنظيم الموحد وكونوا فصيلا عسكريا رافضا للاتفاقية، وأكدوا إنهم لا يعترفون بالاتفاقية وسيواصلون نضالهم ضد الحكومة السودانية برغم الضغوطات الكثيفة التي تعرضوا لها للالتحاق بقطار السلام والتوقيع من دون شروط مسبقة مع الوعد بأخذ ملاحظاتهم حول بنود الاتفاقية في الاعتبار.
وكانت الحركة الجديدة برئاسة عبد الواحد محمد نور قد عقدت مؤتمرا صحافيا قالت فيه أن "..الاتفاقية لا تلبي الحد الادنى من مطالبنا.. ليس المقصود ان نوقع على ورق ثم تعود الأمور الى سابق عهدها. الوثيقة تحتاج الى تغيير جذري، اذ لا بد من اعطاء ابناء الأقليم حقهم في العيش في إقليم واحد غير مجزأ وإزالة التهميش. وفي مجال السلطة لا بد من اعطاء منصب نائب رئيس من دارفور في مؤسسة الرئاسة، كما لا بد من تمثيل شعبنا في كل مستويات الحكم في السودان وفي أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية وفق نسبة السكان، خاصة اذا علمنا ان اصل المشكلة هو سياسي.
وفي مجال توزيع الثروة، نريد تعويضات عادلة، فالجميع يعرف ان الجيش السوداني والشرطة، وأجهزة الدفاع الشعبي والجنجويد مارسوا عمليات إبادة وتطهير ضد أبناء دارفور، فمن الواجب ان ينالوا تعويضات عادلة لما فقدوه من ممتلكات.
وقد أدت 4 سنوات من الحرب الى تدمير البنى التحتية خاصة في مجال التعليم، ولا توجد الآن مدرسة واحدة قائمة في دارفور، لذا كانت مطالبنا بإعادة هذه المدارس إلى الحياة، ومنح تعويضات في مجال التعليم. وقد طالبنا أيضا في هذا المجال ضرورة إدخال اللغات واللهجات المحلية في مناهج التعليم في المنطقة أسوة باتفاقات الجنوب، وجبال النوبة، كل هذه الأشياء تجاهلتها الاتفاقية...".
فشل اتفاق السلام غير أن المشهود هو أن المعارضين لاتفاقية أبوجا لم ينضووا فقط تحت لواء قيادة عبد الواحد وإنما تم تكوين أكثر من 20 فصيلا جديدا في العامين الماضيين وكان بعض قادة هذه الفصائل من الموقعين على الاتفاقية ولكنهم اختلفوا فيما بعد مع رئيس الفصيل الموقع "مني اركوي".
ومع فشل اتفاق السلام الموقع في بسط الأمن في دارفور وتزايد الاضطرابات الأمنية بسبب وجود فصائل متمردة متحاربة فيما بينها ساءت ظروف المدنيين الذين هجروا قراهم وأقاموا في صقيع وهجير المعسكرات، حيث قامت حملات إعلامية مكثفة بعكس مساوئ الحرب على النطاق الدولي وأصبحت أزمة دارفور تتصدر وكالات الأنباء والصحف العالمية وتزايد الاهتمام بالصراع من قبل منظمات المجتمع المدني الغربي.
هذا الاهتمام أدى إلى الضغط على الحكومات الغربية لاتخاذ خطوات عملية من بينها التدخل العسكري الأممي لإيقاف النزاع وحماية المدنيين وكذلك اتخاذ إجراءات ضد الحكومة السودانية التي تغطي على انتهاكات قوات الجنجويد فيما يتعلق بحقوق الإنسان وتدمير وحرق القرى واغتصاب الفتيات واغتيال بعض الناشطين من الدارفوريين وأثمرت هذه الضغوطات إلى تبني مجلس الامن لمشروع قرار مقدم من الولايات المتحدة حمل الرقم 1706.
غير أن الحكومة السودانية رفضت القرار جملة وتفصيلا ولم تنجح مناشدات وضغوطات عربية وافريقية وعالمية لحملها على الموافقة على دخول قوات أممية للمساعدة في حل النزاع وتحقيق سلام دائم في الإقليم.
محاكمة الجنجويد في لاهاي وفي هذه الاثناء أكد لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أن مجلس الأمن الدولي قد فتح تحقيقات بحسب قوانين الأمم المتحدة حول مذكرات الاعتقال بحق أحمد هارون وزير الدولة السوداني ووزير الدولة للشؤون الداخلية السابق وعلي كشيب أحد قادة الجنجويد للاشتباه في تورطهما في جرائم حرب ارتكبت في دارفور، موضحا أنه يتعين على مجلس الأمن اتخاذ قرار الآن.
ويؤكد أوكامبو أن القضاة هم الذين يقررون إصدار المذكرات وليس المدعي العام، وإنهم قدموا الأدلة التي تظهر تورط المسؤولين السودانيين. حيث كان أحمد هارون مسؤولا عن المكتب الأمني لدارفور، وكان يشرف على عمليات التنسيق بين قوات الأمن والجيش والاستخبارات وأيضا بين ميليشيات الجنجويد. كما كان لديه دور أساسي في تجنيد وتسليح وتحريض ميليشا الجنجويد.
ويقول المدعي العام عن علي كشيب إنه أحد قادة الجنجويد وهو معروف جدا في غرب دارفور، مشيرا إلى أن الأدلة التي وصلت إليه توضح علاقاته مع هارون، وكيف قاد الهجمات الأربع التي وقعت في غرب الإقليم في الفترة ما بين أغسطس/آب 2003 ومارس/آذار 2004، وكذلك أدلة تظهر كيف كان كشيب يرتكب عمليات القتل والاغتصاب بنفسه، وقد أصدر القضاة قرارهم بعد تقييم الأدلة.
من جانبه رفض السودان الاتهامات، كما أكد وزير العدل محمد علي المرضي موضحا أن بلاده لن تسلم المتهمين لأنها لم توقع على ميثاق روما.
بوادر حلول عملية برغم البوادر التي تلوح في الافق بأن أزمة دارفور في طريقها للحل، بعد موافقة السودان غير المشروطة على دخول ما تمت تسميتها إنها قوات "هجين" لحفظ الأمن في الإقليم المضطرب، إلا أن هناك مصاعب جديدة بدأت تلوح في الافق حول إمكانية الوصول إلى تسوية سياسية بين الفصائل المسلحة والحكومة السودانية.
فمن جهة ترى بعض القوى الدولية أن موافقة الحكومة السودانية لا تعني قناعتها في الأساس بالمساعدة لإنهاء النزاع السوداني الذي دخل عامه الخامس، خصوصا بعد تصريحات للقيادة السودانية تؤكد فيها إنها لا تسمح للقوات الدولية المقترحة في التدخل في شؤونها.
فضلا عن كل هذا فإن بعض المراقبين يرون أن عودة الحكومة السودانية لقصف المواقع الآهلة بالسكان سيكون عقبة أمام تحقيق السلام في البلاد وكان المبعوث الاميركي آندرو ناتسيوس قد قال يوم الجمعة 13/07/2007 إن الحكومة السودانية استأنفت قصف مواقع مدنية في إقليم دارفور وتحديدا منطقة جبل مرة معقل عبد الواحد محمد نور زعيم إحدى الجماعات المتمردة، غير أن الحكومة السودانية نفت هذه الأنباء.
وجاء الاتهام الأمريكي والرد السوداني في وقت وزعت فيه بريطانيا وفرنسا وغانا مشروع قرار لتشكيل قوة أفريقية دولية من أجل دارفور قد تستخدم القوة ضد من يهاجم المدنيين وعمال الاغاثة ومن يعوق جهود السلام.
وكانت الحكومة السودانية قد وافقت أخيرا على السماح بنشر 20 ألف جندي في دارفور بعد أشهر من الضغوط من جانب المجتمع الدولي. وكان حوالي 200 ألف شخص قد لقوا حتفهم وفر حوالي 2.4 مليون آخرون من سكان دارفور منذ اندلاع الصراع في الإقليم عام 2003.
ومن الجهة الاخرى فإن الحركات المسلحة والتي تجاوز عددها أكثر من عشرين فصيلا لا تملك التوحد في أجندتها للتفاوض مع النظام الحاكم في الخرطوم وذلك ما حدا بالمنظمة الدولية والاتحاد الافريقي إلى عقد مؤتمر يوم الاحد 15/07/2007 بالعاصمة الليبية طرابلس، حضره ممثلون عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والدول المانحة والدول المجاورة للسودان.
تعقيدات إزاء حل الازمة يبدو أن حل أزمة دارفور سيطول في ظل الاصرار الحكومي السوداني على عدم الاعتراف بالمظالم التي رفع متمردو دارفور السلاح من أجلها. كما أن مماطلتها إزاء وضع حل جذري للصراع بعد فشلها في استتباب الامن وإيقاف هجمات الجنجويد على القرى والقصف العسكري لها سيعزز من فرص الاصطدام المباشر مع المجتمع الدولي وقواته الميدانية التي ستصل إلى الاقليم وفقا لقرار الامم المتحدة القاضي بتشكيل قوات "هجين".
بالإضافة إلى ذلك فإن رفض الحكومة السودانية تسليم المتهمين للمحكمة الدولية سوف يقود الأمم المتحدة لاستخدام بنود الفصل السابع من ميثاقها لتغيير طبيعة قواتها ومنحها صلاحيات أكبر بشأن دارفور في محاولة لإجبار الحكومة السودانية على الإذعان للقرار الصادر من المحكمة الدولية بلاهاي وتسليم المتهمين أحمد هرون وعلي كوشيب.
إن الصراع الدائر في دارفور، والذي بدأ ـ كما رأينا ـ بسبب تغييرات في مناخها الجغرافي أدى إلى نزوح الرعاة إلى مواقع المزارعين في ظل فشل السلطات الادارية هناك للتوسط لخلق بدائل للموارد المائية، باتت له امتدادات إقليمية ودولية.
ويبقي الأمل في الضغوط على كل اللاعبين الرئيسين في المشهد الدارفوري للتنازل عن أجندتهم السياسية والاقتصادية لصالح إنسان المنطقة.
|
Post: #18
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 07:52 AM
Parent: #17
http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147511079&bk=1
Quote: و لكن أمثال صلاح شعيب يحرصون علي عدم إغضاب المؤسسة الحاكمة حتي تستمر في نشر ما تسطره أقلامهم بحبر باهت و كلمات لا طعم و لا لون و لا رائحة لها . |
أخي محمد سليمان هل هذا الذي عاليه وأدناه من ما تسميه بالكلام الباهت والذي لا لون له ولا رائحة .هل يا محمد هذا هو مضمون إعلام الثائرين على الظلم والتهميش وإحقاق العدل والمساواة ودعاة الوعي وإحترام الآخر .هل هذا هو فكر السودان الجديد الذي يجعل من "الآخر " مادة للتجني ومخاطبته بالاسلوب الذي يطور بلادنا..وهل ..وهل..وهل..غفر الله لك دنيا وآخرة
تغذية معطيات الإنفصال في دارفور إن ظروف أزمة دارفور التي نعايش مضاعفاتها الآن لم تأت عفواً، فهي محصّلة للتقاعس المجتمعي دون تحقيق حلم الدولة القومية المبنية على عناصر التنوع، وما هذا الفكر الانغلاقي للسلطة القائمة والذي يحاول نفي الآخرين عن الاسهام في إدارة البلد وبنائه إلا السبب الأساسي لإستدامة مختلف أزماتنا ووصولها إلى مرحلة الانفجار الذي يصعب بعده تدارك الأمور. فالاستناد على الأصولية العسكرية واستدعاء ذاكرة العرق للتعامل به في هذه الدولة المتباينة إثنياً ودينياً لا يجلب إلا الخراب والدمار، ولأن هاتين الوسيلتين لا تحققان الحكم الراشد على الاطلاق فإن الناتج المتوقع من أي سلطة تحترف إتباعهما هو تدمير مشروع الوحدة الوطنية بالحروب والضغائن والتفخيخ الموقوت، وإن لم تذهب هذه العقبات بشوكة الدولة اليوم فإن المستقبل حتماً سيحيق بها، ومهما استطاعت الطاقات السياسية أو العسكرية أو الامنية للدولة قمع الاضطرابات الاجتماعية الحتمية التي يفرزها غياب أسس متينة ومتعقلة للفعل السياسي فإن ضمانات إستمرار هذه الدولة القامعة مثل الضمانات التي يصعب جنيها لإخماد التفاعلات الجيولوجية التي تفاجئنا بحمم البراكين المستعرة. هذا هو واقع دولتنا السودانية الحالية الذي ولد ثم عمق حرب الجنوب وجبال النوبة ثم ولد ثورات دارفور والشرق وأصاب الشمال الاقصى بالغضب بسبب حادثة كجبار، وطبعا من السهل أن يبادر المدافعون عن الدولة للقول إن سدنتها لم يشعلوا فتيل هذه الثورات وإن القوى الاجنبية هي التي سعت لمحاربة «المشروع الحضاري» واستهدافه وإرهاقه بهذه الحروبات ذات الجلاجل، ولكن الحقيقة الداخلية التي أفرزت هذه المعطيات الجديدة في إشتعال هوامش السودان هي التي يجب أن تكون محل إعتراف وتمحيص بدلاً عن إعتناق نظرية التآمر عند كل منعطف أثيم، وإلا فإن الازمة ستكون مستدامة ومتبلورة جيلا إثر جيل. لقد تعمّقت حرب الجنوب بسبب هذه الفهوم واللهوج الخاطئة للحكومات السابقة وبدلاً عن التبكير بالاعتراف بالحقوق التي طالب بها الاخوة الجنوبيون سلمياً تم التعامل معهم بمثل هذا الذي واجه حركات دارفور المسلحة، وشيئا فشيئا قويت شوكة المقاومة الجنوبية وإضطررنا للاعتراف مؤخراً بأنهم شعب يستحق دولة رغم أن كل ما طالبوا به آنذاك هو الفيدرالية -وليس الكونفدرالية- ضمن السودان الموحد. بالاضافة لمليارات الدولارات وملايين الارواح التي حدثت لها «البعثرة» هنا وهناك فإن النهج السياسي غير الاخلاقي الذي مارسناه لشق صفوف الجنوبيين عن طريق وظائف ولطائف ورشاوى وغناوى لبعض ضعاف النفوس منهم لم يساعدنا في قمع «أبجدهوز» مطالبهم ولم يمنحنا الوحدة التي نشدناها، بل وجدنا أنه بعد نصف قرن من الزمان أن «تعنتنا المبدع» -والذي كلفنا ما كلّف، دون الاستجابة الكاملة لإرجاع الحقوق لأهل الجنوب- خلق لنا غياباً كلملاً للتنمية في كل ربوع البلد حتى أن وجد بعض الثائرين القدرة للتمرد على السلطة المركزية نازلوها هنا وهناك وبالتالي بدأت بقية الأطراف تطالب بذات مطالب الاخوة الجنوبيين الذين منحناهم ما لم يكن منشوداً من جانبهم في فجر تاريخ مطالبتهم. وللأسف بدلاً من التأسي بتجربة الجنوب والتعامل بعقلانية مع مشكلة دارفور والشرق وكجبار عادت دولتنا إلى إستخدام نفس المنهج الذي فشل في تغييب الصوت الجنوبي المتظلّم وإسكات بنادقه. ولما كان من سوء الحظ أن نبتلى بدولة شمولية إنشطرت إلى عصبة متقوقعة نافية للأقوام الآخرين فإنها بدت مستقيلة عن توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في القطر وعقدت جميع المشكلات التي ورثتها من قبل السلطات المركزية السابقة. والثابت أن هذا المنهج الذي لا أظنه بقادر على بناء أساس متين لدولة، تعاني ما تعاني من أزمات عضوية، سيؤدي إلى الانحدار بالدولة إلى الفناء ما لم ينتبه السودانيون جميعهم لتدارك خطورة هذه الهيمنة الشمولية التي تتخذ شفرات العرق في إدارة شؤونهم. والخوف أننا سنبكي يوماً على تضييع السودان ما لم تنهض أيضاً مؤسساتنا الحزبية من سباتها ومن ثم تتجه لتفعيل المعارضة السياسية عبر تحالف عريض يضم كل المكتوين بنار السلطة، وذلك لممارسة الضغط عليها وإجبارها على تغيير ذلك المنهج السياسي الذي تتبعه في التعامل مع السودانيين الذين تشردوا خارج القطر ومورس على من بقي بالداخل أسلوب الاقصاء والهيمنة والقمع والاعتقال. وصحيح أن أزمة دارفور التي وصلت قمتها إنما هي في الأساس أكبر شاهد على فشل الدولة في التعامل العقلاني مع المشاكل الموروثة ولكنها أيضاً أكبر دليل على فشلنا كلنا كمجتمع وكنخب وكأفراد في التصدي لازمات وطننا بالشكل اللائق، وطالما أصبح تعاطي السلطة مع أزمة دارفور بهذا المنهج فإنها سوف تقود الحركات المسلّحة لتغيير مطالبهم التي ستتجاوز الاندماج ضمن سودان موحد إلى التفكير في طرح أمر تقرير المصير، كما حدث للاخوة الجنوبيين، والذين يتلمّسون في الواقع كل المبررات التي تجعلهم يسعون لتقرير مصيرهم بالتصويت لقيام دولة تغنيهم هذا البؤس والنكد المؤسس. ولقد بدأت بالفعل أصوات من أبناء دارفور تنادي بالانفصال عن المركز بعد أن شاهدوا في الواقع أن حكومة السودان التي ليس هناك ما يدل على أنها تمثلهم لا تهتم بالتجاوب مع المطالب التي قادت إلى حمل السلاح، بل ويلحظون كيف أنها تتمادى في نقض العهود والاتفاقات التي لم يجف مدادها وتراوغ لاستدامة الخلل في التركيبة السياسية للدولة، بل وتوظف كل سياساتها لتقطيع أوصال أهل دارفور وتمشي بينهم بالفتنة وتتبع سياسة حرق الأرض وتفقير النسيج الاجتماعي والاستعانة بسكان من الدول الأخرى لتوطينهم في أراضي الغير وكذلك تهميشهم في المركز وظائفياً وملاحقتهم أمنياً وقضائياً بالصورة التي تشي عن ثأرات إثنية ضدهم. والمتابع لكيفية هذه الملاحقات يلحظ أن الدولة تقتل في أبناء دارفور الروح القومية -كما تعاملت مع الجنوبيين- وعبر كل هذا لا يوجد ما يؤكد أنها تنمي فيهم حلم الاسهام الصادق في بناء دولة مواطنة يحسون فيها أنهم شركاء أصيلون وليسوا تبّعاً لنسيج سياسي قائم بالضرورة على التدجين والتهميش والاستغفال وتوطين عوامل الفروقات الاجتماعية بدلا عن إنجاز مفاهيم العدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد. إننا لا نؤيد مبدأ إنفصال دارفور ولا نرى أنه يمثّل حلاً للصراع القائم بين المركز والهامش، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار أن هناك إمكانات عملية متوافرة لتأسيس دولة قائمة على التعدد الحقيقي في كل شيء برغم هذه الأوضاع المأسوية، كما أننا لا نظن أن تركيبة أهل دارفور مهيأة الآن للتوحد من أجل المطالبة بالانفصال ناهيك عن إمتلاك وسائل عملية لإنجاز هذه الدولة التي يتصورها الاخوة الانفصاليون من أبناء دارفور، ومع ذلك نتفهم هذا الغبن الذي يسري في الأوصال بسبب السياسات الحكومية التي تعمّق الفرقة بينهم وتنمي فيهم التعامل برد الفعل العرقي تجاه أهل الشمال حتى يتيسّر لها توظيف الأمر لحسابات بقائها. إن المرء يرى أن ذات معطيات التعامل التي قادت إخوتنا الجنوبيين لإنجاز حق تقرير المصير بعد هذه المرارات التي أحسوا بها من المركز لا تزال قائمة تعيد إنتاج نفسها بطرق مختلفة وربما قد تقوى بعض الحركات المسلّحة للتفكير في وضع بند الانفصال على طاولة المفاوضات سواء كان ذلك لغايات تفاوضية تكتيكية أو لقناعات توصلوا إليها بعد أن رأوا أن الدولة اليوم تراوغ كل السودانيين وتقصيهم عن المشاركة في صنع القرار السياسي. نعم، بتخير المنهج الذي تتبعه الحكومة في مسايسة الأمور عامة، وأزمة دارفور خاصة، فإنها في الواقع تمهّد الفرصة للحركات المسلّحة وقطاع عريض من أبناء دارفور لتعلية سقوفهم في التفاوض، وذلك ما يعقّد التوصل بسرعة إلى حلول عملية لإنهاء أزمة أهل دارفور. وربما يلاحظ المتابعون للنضال الجنوبي أن أمر تقرير المصير لم يكن هدفاً أساسياً يسعون إليه وأنهم كانوا قد دخلوا في إختلافات وإحترابات دموية فيما بينهم بسبب شق الحكومة لصفهم ولكنهم عادوا الآن للتوحد من أجل هدف واحد ألا وهو إنتزاع هذه الحقوق عبر سودان موحد أو من خلال دولة مستقلة. ولعلنا رأينا كيف أن الذين إعتمدت عليهم الحكومة وضمتهم إليها بالوظائف قد إنسلخوا منها وإنضموا للحركة الشعبية وباتوا يتناغمون مع برنامجها السياسي. صحيح، إن الحركات المسلحة ملامة في عدم توصلها إلى تنظيم موحد يعبّر عن مطالب أهل دارفور، وملامة أيضاً كتنظيمات متناثرة تفتقد الخطة السياسية الفاعلة والمؤثرة التي تقنع جميع أهل دارفور الذين تم تفرقتهم إلى «عرب وزرقة» للإنضمام إليهم، ولكن لا يمكن تبرئة دور الحكومة في شق صف هذه الحركات، وقد يقول قائل إن المسؤولية تبقى معلّقة على هؤلاء المسلحين طالما سمحوا للحكومة أن تدخل وسطهم وتفرّقهم إلى تنظيمات قبلية؟ ومع موضوعية هذا الحكم، فإن الواقع المعاش في أزمة دارفور -وكذلك الذيول الداخلية والخارجية التي ارتبطت بها- يؤكد أن الذي سيدفع ثمن هذا التشظي في وحدة الحركات المسلحة هو السودان كله، فمن ناحية نجد أن ما يسمى بإتفاقية أبوجا التي انتصرت فيها الحكومة لحظياً لم تُنه الازمة وكلّفت دافع الضرائب السوداني الملايين من الدولارات لقمع غير الموقعين عليها، هذا بغير الأرواح التي فقدت في الجانبين بعد أيام من التوقيع عليها، ولو كانت الحكومة جادة في الوصول إلى حلّ قبل أبوجا وحرصت على مشاركة الفصائل غير الموقّعة فإنها ستحقق الاتفاق الجامع ومن ثم ستكون اليوم في مأمن من المضاعفات التي صاحبت توقيع الاتفاقية التي لم يسبقها فكرة انفصال لدارفور أو المطالبة الجادة بحكم ذاتي. إن الارهاق الفكري والمعنوي والمادي الذي أصاب السودانيين جميعاً بما فيهم أعضاء ومؤيدو الحكومة نفسها في تفادي المطبات التي خلقها إتفاق ابوجا هو حاصل جمع الوسائل التي إتبعتها الحكومة في تشتيت شمل الحركات وضرب وحدتها، كما أن السمعة السيئة التي لحقت بالسودان في المحافل الدولية ما قبل الاتفاق وبعده بسبب الوضع المأسوي للمواطنين والذي تعكسه وسائل الاعلام الاجنبية هي مردودة لكل السودانيين، فالحكومة كما قال الاستاذ محمد إبراهيم نقد قد «فرّجت علينا الدنيا» ووضعت سمعتنا في الحضيض. صحيح، إن الظلم الذي لحق بأبناء دارفور وجبال النوبة والأنقسنا والجنوب في محاصصة التوظيف منذ الاستقلال لا يحتاج لمصطلحات تعرّفه غير أنه ينبغي ألا يتعامى أبناء الهوامش المنتفضة من مراءاة ومراعاة التهميش التنموي الذي لحق أهلنا ببربر والدامر وشندي ودنقلا لا لمجرّد أن قلة من أبناء هذه المناطق وأكرر «قلة» قدّرت لهم «الحتم السيوسيولج/ التاريخاني» وحده الاستمساك بالجزرة والعصا في ترغيب وترهيب القائلين بظلم العرق وعدم حياديته في القرار القومي التاريخي. إذا كان ما تقدّم يشكل مجالاً للحوار فإن «الطريقة» السياسية للدولة السودانية الحالية غير قادرة جذرياً على رد مظالم التهميشين الأفقي أو الرأسي ولعل الأصوات الجديدة المطالبة بتقرير مصير دارفور، إختلافاً أو اتفاقاً معها، تمثل شاهداً على فشل تلك الطريقة في التعامل مع مراحل الضيم الدارفوري المتصاعد. مستصحباً كل هذا الرهق السياسي والاجتماعي والقومي الذي جاءت به الأزمة في دارفور، أرى أن الحل الوحيد الذي يحاصر هذه الأصوات قبل أن تقود الدارفوريين إلى رأي عام حول الانفصال هو تكوين لجنة قومية من كل الاحزاب لطرح مشروع حل سياسي للأزمة لا يستهدي فقط باتفاقية أبوجا وإنما بمجمل الظلامات التي تطرحها الحركات الدارفورية المسلّحة ومعرفة كذلك رأي أبناء دارفور في طرق الحلول. ولا شك أن القوى السياسية في المعارضة وبعض الأصوات المستقلة في الحركة الإسلامية يمكن أن تلعب دوراً في هذا الجانب بدلاً عن سعي الأحزاب فرادى للإلتقاء بالحركات المسلحة والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يسع النافذون في هذه القوى السياسية في التفكير منذ فترة للعمل مجتمعة بما يمهّد للحل السياسي عبر ضغطها على الحكومة والحركات المسلحة للوصول إلى خريطة طريق بدلاً عن التفرّج من مواقع المراقبين نحو الأزمة ونحو مشاريع حلول سياسية تأتي بعد انتظار من الجيران وما وراء البحار. إن الحس الوطني العالي في هذه المرحلة لهو مطلوب بشدة إذا أردنا محاصرة الأصوات التي تدعو لتفكيك البلد بعد اليأس الذي لازمها في كبت جراحاتها بما فيها من الألم الشخصي والأسري والقبلي والجهوي والقومي، وماذا يفيد المرء حين تضعف كل هذه المكوّنات نفسياته ولا يلمح في الأفق إلا المزيد من التنائي عن مخاطبة جوهر الازمة من قبل السلطة لسبب بسيط وهو أن لا قريب في العرق أو الصحبة يتأثر بالمحرقة؟ صلاح شعيب [email protected]
|
Post: #19
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 08:05 AM
Parent: #18
مني اركو: خليل رجل آيديولوجي ولا بد أن ينفذ أوامر (شيخو)
مني أركو مناوي يتحدث ل"السوداني":
حركتنا ليست لصالح الزغاوة وهي لصالح عموم أهل دارفور والسودان إتهموني وشريف حرير بزيارة إسرائيل وكان ذلك محض إفتراء وتشويه الحركة عربيا جبهة الخلاص مثل كسوف الشمس او الزواج الاضطـــــــــــــراري الجنجويد لا يمثلون القبائل العربية وهي مليشيات حكومية من كـــــــــــل القبائل د. خليل رجل ايديلوجي ومندوب التــــــرابي ولا بد ان ينفذ أفكار شيــــخه منصور خالد وحسن ســـــــــاتي لديهم مؤهلات فـــــــــــكرية منصب رئيس الجمــــــــــهورية لا يعوضنا خســــــــــــــائر دارفـور
أجراه في واشنطن: صلاح شعيب
حين تواجه السيد مني اركو مناوي وجها لوجه تحس ان هذا الشاب الذي قاد ويقود حركة تحرير السودان قد امتلك " شيئا ما" خارقا, ما جعله يقلب موازيين القيادة السياسية السودانية ومواصفاتها, فهو من جهة صادف ميلاده قيام إنقلاب مايو 1969 والذي اطاح بجيل القادة السياسيين لاحزابنا الرئيسية. ومن جهة اخري فان اركوي لم يتلق تعليما جامعيا , حيث كانت وظيفته السابقة بعد اكمال المرحلة الثانوية معلما في المدارس الابتدائية ولم يحظ بسابق خبرة في العمل السياسي . علي إنه رغم تلك الاطاحة التي طالت الزعامة السياسية لثورة اكتوبر والتي يؤرخ لها بميلاد اركوي إلا أن ذلك الجيل مايزال يمسك بمقاليد القيادة الحزبية إلي يومنا هذا, بينما أن مرور مايقارب الاربعة عقود لم يفرز جيلا جديدا من القادة الجدد لاحزابنا سواء من جيل مني اركو أو الجيل الذي قبله.. هذه الميزة في القيادة السياسية هي التي ربما تجعلك تحس بصغر سن اركوي الذي قاد الحركة عسكريا ثم يقودها الآن سياسيا بعد أن وقعت علي إتفاق ابوجا. استقبلنا السيد مني اركوي بمقر اقامته بواشنطن بكثير من ترحاب وبدا لنا رغم سنه التي لم تتجاوز الثمانية والثلاثين ان مساعديه الذين يفوقونه سنا بعقد وأحيانا عقدين يعطونه احتراما ملحوظا وينادونه ب "السيد الرئيس" وهو بعد يخفي وراء تواضعه وهدوءه بعض مزايا تنظيمية إستطاع بها أن يقود حركته وسط ظروف سياسية بالغة التعقيد تتراوح بين رفض الحركات المسلحة الاخري للاتفاق الذي وقعه مع الحكومة في ابوجا وسلطة سياسية عصية في مناوراتها السياسية. فالي مضابط الحوار الذي شاركني فيه بالاسئلة الزميل حاتم ابوسن وهو الذي سهل لنا مقابلة مناوي وجعل هذا الحوار ممكناً.
كيف بدات حركة تحرير السودان, ولماذا جاءت في ذلك التوقيت؟
حركتنا لم تكن الاولي للظهور في غرب السودان كانت هناك حركات مسلحة وسلمية قبلنا وكلها تنادي بتغيير السودان بصفة عامة ودارفور بصفة خاصة, من ضمن تلك الحركات كانت هناك اللهيب الاحمر وحركة سوني ومظاهرات 1983 والتي أطاحت بالطيب المرضي حاكم الاقليم وقتها ثم أخيرا حركة بولاد..مشكلة دارفور لم تكن من صنيعها وإنما هي مشكلة المركز في دارفور والاسباب التي ادت الي حرب الجنوب والنيل الازرق والشرق وجبال النوبة وكذلك الحركات العسكرية للمعارضة السودانية هي من ذات الاسباب التي دعتنا للاتيان في الزمن المناسب لتكوين حركتنا والدعوة بنفس الاهداف من اجل التغيير, وإذا عدنا لهذه الاسباب لوجدناها ذات علاقة بالتهميش السياسي والاقتصادي وأضف إلي ذلك مناخ القهر والنزاعات القبلية التي سببت نزيفا حادا ومتواصلا في الاقليم وكل ذلك تم بسبب السياسة المركزية للسلطات المتعاقبة, وكما تعرفون أن الرئيس البشير رفض الحوار واقتصره علي الذين يحملون السلاح وقال انه لن يتحاور الا مع من يحملون السلاح.. هذا يعني اننا سعينا للحوار واذكر في مايو 2001 إننا وقعنا علي مذكرة مطالبين فيها بضرورة ايقاف تسليح القبائل وحرق القري والعمل بسياسة فرق تسد, وبعدها قررت الحكومة القبض علي الموقعين علي الذكرة ولم يكن امامنا الا الاختباء والهروب بعد الملاحقات الامنية التي طالت الموقعين علي المذكرة... وفيما بعد انفجرت ثورتنا بصورة طبيعية .. هل هناك خصوصية لدارفور تجعلها مكانا لتفجير ثورتكم, خصوصا وان التهميش الذي تقولون به في ادبياتكم يطال كل السودان والسودانيين؟.. خصوصية دارفور تأتي في انها جزء كبير من السودان, كما ان شعبها يشعر بالغبن والكبت من قبل الحكومات المختلفة وكانت هي فقط عبارة عن دوائر جغرافية , وحتي بعد الانتخابات تعاني من مشاكل كثيرة.. ودارفور كانت في حد ذاتها دولة وتحتوي علي 98 قبيلة تتحدث بمختلف اللغات, كما إنها تسهم في الجانب الاقتصادي من خلال المحاصيل النقدية ..علي كل الاقليم يتمتع بثقل سكاني وسياسي واجتماعي , ولذلك نادينا في الحركة بوحدة السودان وسمينا دارفور السودان المصغر, ولم نطالب بتقرير المصير, بل أنا الذي قلت متساءلا : لمن نترك السودان؟ حين كان الاقتراح بتسمية الحركة بمسمي حركة تحرير دارفور, لذا سعيت لتغيير التسمية لتأخذ الاسم الذي عرفت به. ثورتكم لم تستفد من قطاع كبير من ابناء دارفور , لذا ووجهت ببعض الانتقادات قبل توقيع الاتفاق وبعده ثم كيف أمكن لكم الحصول علي هذا المدد العسكري؟ عملية الثورة كانت متشجعة بالمعطيات, حيث كان تذمر الناس من الاوضاع هو الذي اشعلها, المشاورات لهذه الثورة ما كان لها أن تتم علي الملأ, فالثورة جاءت كشئ طبيعي لواقع الظلم الحادث وتراكم التهميش, ولهذا لم يكن صعبا الحصول علي السلاح فهو بالكاد متوافر في دارفور التي كانت مرتعا خصبا لجماعات حسين هبري وإدريس دبي والفيلق الاسلامي وساعد في ذلك ايضا توافردارفور علي حدود مع الجنوب وبعض الدول التي عاشت صراعات مسلحة. هناك حديث مثار حول الجنجويد, نود أن نسال هل هؤلاء الجنجويد يمثلون أو يتكونون من القبائل ذات الاصول العربية في دارفور , خصوصا وأن حركتكم قاعدة وقيادة تضم معظم القبائل ذات الاصول الافريقية هناك, كما أن الاعلام العالمي يوصف هؤلاء الجنجويد بانهم مدعومين من القبائل العربية والحكومة؟ الجنجويد ليسوا كلهم من القبائل العربية..إنهم مجموعات من المليشيات التي تسلحهم وتدربهم الحكومة وفيما بعد تمولهم و " تصطحبهم" في المعارك ضدنا. هل معني هذا إنهم ليسوا عربا في غالبهم؟ قد يكونوا من أية قبيلة..ولدينا كثير من ذوي الاصول العربية في حركتنا برايك هذا كأنك تود أن تقول أن حركتكم ليست داعية للافريقانية أو لاستحواذ عرقية ما في دارفور؟ الحركة "ملونة" من كل السودانيين وتضم جميع القبائل والاعراق في دارفور, وغالبية العناصر النشطة من العرب, ووفدنا الآن يتكون من جميع قبائل دارفور, فالناطق الرسمي هو مصطفي جميل وهو من الرزيقات وهناك يحيي مادبو ومريم تقس من المعاليا وهؤلاء من اصلب عناصر الحركة.. الترويج القبلي الذي واجهته الحركة لم يكن صحيحا ولا يمكننا إستخدام مصطلح عربي وافريقي في دارفور " لحظة واحدة".. نأتي لموضوع الحركات المسلحة الاخري, لماذا لم يوقع قادتها علي اتفاق ابوجا, د. خليل وعبدالواحد خصوصا؟ بصراحة لا ادري لماذا لم يوقع عبدالواحد وخليل..والمعروف ان خليل كان وقع اتفاقا مع صلاح غوش في ليبيا وكذلك وقع عدة اتفاقيات اخري..وربما لم يوقع خليل لانه لم تكن هناك مساومات..خليل يملك افكار غير استقرار ومصلحة دارفور, فهو رجل ايديلوجي ولا بد أن ينفذ أوامر" شيخو" ..أما لو كان مقدرا لي أن أكون أنا عبدالواحد ووجدت أن مني قد وقع فإنني سأوقع تلقائيا.. بعض المراقبون وقادة الحركات يرون أن اتفاق ابوجا لم يلب المطالب التي من اجلها قامت الحرب, ويضيفون أن الخسائر وتضحيات النضال اكبر مما حققتموه بالاتفاق؟ تضحيات النضال والخسائر التي الحقت بدارفور لا تتناسب حتي مع منصب رئيس الجمهورية لو تم منحه لنا..فانت في نضال لابد أن تتحمل الضحايا..الآن التغيير قاب قوسين أو ادني..والمهم ليس هو الحصول علي مناصب أو مسمياتها ولكن المهم هو كيف يحدث التغيير الجذري الذي ينص عليه الاتفاق وذلك من اجل خلق سودان آخر يتم فيه التحول الديمقراطي وانجاز حقوق الانسان وكذلك التعويضات. بخصوص التعويضات لماذا لم تشددوا في هذا الموضوع خصوصا وان المواطنين قد قتلوا بالالاف وتشردوا بالملايين وجاء الاتفاق ضعيفا وغير واضح في تعويضهم؟ لقد كنت من اكثر الناس تشددا بأن يتم تنفيذ كل مطلب علي حدة والغريب ان الذين يتحدثون عن التعويضات ينسون انني تفاوضت مع الحكومة قبل عبدالواحد وخليل واللذان لحقا بي في الميدان, فما المانع الذي يجعلهم ألا يلحقوا بنا للتوقيع..الجانب الآخر لماذا الاصرار علي الصبر لقتل ألف شخص من اجل مسمي "نائب رئيس" طالما ان صلاحياته سيملكها مساعد الرئيس..ثم ما هي مساهمة هؤلاء في فاتورة الحرب حتي يكون الاتفاق اقوي مما هو عليه..عبدالواحد كان يريد ان يفض التنسيق ويسعي للتوقيع مع الحكومة..نحن بدأنا الحرب مجبورين..ووقعنا بغير ضغط وبعقل مفتوح وبقية المطالب ستحقق عبر الديمقراطية. ولكن هناك جهة عسكرية جديدة في دارفور سمت نفسها بجبهة الخلاص ورأت أن الاتفاق الذي تم في ابوجا لا يحقق المطالب الاساسية التي دعت لحمل السلاح وهذه الجهة اصدرت بيانا وقالت إنها حررت بعض المناطق في دارفور من وجودكم فيها؟ جبهة الخلاص مثل كسوف القمر..وكم يأخذ هذا من الوقت..؟ لا يوجد شئ اسمه "جبهة الخلاص"..هذا زواج إضطراري ويمكن ان يحدث الطلاق بسبب اضطراري ايضا..جبهة الخلاص ليس لديها قوات في الارض وإنما تخوض حربا بمساعدة دولة اجنبية..وأعتقد ان دريج أخطأ في نهاية عمره وهو رجل محترم لدي ابناء دارفور وابوي ومايزال كذلك..واتمني ان يأخذ هذه الصفة دائما لا ان يدفع الثمن في تحالفه مع الاجانب.. ولكن جبهة الخلاص تضم د.خليل وعددا كبيرا ممن كانوا معك أيضا؟ د. خليل هو مندوب الترابي في دارفور..خليل ليس لديه حركة, ماتسمي بجبهة الخلاص هي جبهة الترابي والقوات الاجنبية.. كثير من الناس ربطوا بين الترابي وحركتكم ويرون إنه يدعم ثورتكم لخلافه الشهير مع الرئيس البشير. بصراحة هل كانت هناك اية علاقة بينكم والترابي؟ هو لم يتعشم الاتصال بنا..ولكن "كان له مناديب". عرفنا من خلال ماكتب ان السيد عبدالواحد لديه ميول علمانية ود.خليل معروف بأسلامويته ولكن لا نعرف لك اتجاها او رأيا حول الدين والدولة؟ أنا لا علماني ..ولا اسلامي..أؤمن بالدين كدين واؤمن بالدولة كدولة..والدولة لكل شخص يعيش في اراضيها..علمانية عبدالواحد او اسلامية خليل لا تعنيني..ولكل شخص رأي..ورأيي هو إنه لابد من فصل المؤسسات الدينية من المؤسسات السياسية. لم يكن الناس يتوقعون أن يجد إسمك شهرة بهذه السرعة؟ أسمي ليس غريبا..كلما كان يظهر انقلابا كان ياتي باسماء جديدة..وأنا لست في في حجم اي قائد ساسي لاعمرا ولا تعليما ولا خبرة..ولكن هناك ظروفا خلقتني, فقد ولدت في "فوراوية" بمحافظة شمال دارفور عام 1969 ودرست الابتدائية بها والمتوسطة بكورما وأكملت عاما بالفاشر الثانوية وعامين بمدرسة دارفور الثانوية..بعدها عملت معلما في المدارس الابتدائية ولم أكن أحلم بان اكون سياسيا ولكن الظروف هي التي قادتني للمقاومة والتي لاتحتاج الي بلورة أفكار, فالافكار تتبلور من خلال البيئة. هل هناك من شكر أن تقدمه لسياسي سوداني يعتبر مثلي اعلي لك في الجانب السياسي؟ حتي هذه اللحظة لا استطيع أن اتقدم بالشكر لاي سياسي سوداني..هناك بعض الكتاب الذين قرأت لهم مثل منصور خالد وحسن ساتي وأعتبرهم من أميز الكتاب ويمتازون بالمؤهلات الفكرية..وعلي المستوي العالمي هناك رجال مرموقين أعترف بهم أمثال مانديلا وجيشي جيفارا وكوامي نكروما ومن دارفور اعجب بشخصية علي دينار وكان دريج من ضمن الشخصيلت التي نشأت في الذهن. ماهو الفرق بين حركتكم والحركة الشعبية التي قادها قرنق؟ خطاب جون قرنق كانت متقدما جدا ومانزال نتمسك به رغم انه لم تكن هناك آليات لتنفيذ فكرة السودان الجديد, فالخطاب الذي طرحه يناسب مجتمعنا لانه حدد المشاكل التي نواجهها ولكننا الان نواجه ازمة حقيقية في السلطة وفي كيان الدولة وعليه لابد من تلاحم كل الجهات وتنسيقها لتحقيق رؤي الدكتور جون قرنق وتحقيق وحدة السودان. بعض الدوائر الحكومية يرون أن حركتكم تعمل لصالح قبيلة الزغاوة ويتهمون القبيلة إنها سببا لمشكلة دارفور , كيف تدحض هذه الاتهامات؟ أنا لا استطيع ان اقول ان الرسالة المحمدية عربية, فجدي مثلا لم يشارك في الجهاد ومناصرة الرسول الكريم ولكنه مسلم بالرسالة ليس لانها عربية وإنما للناس كافة وكانت المهدية قد اتت بقيادة الامام محمد احمد المهدي المولود في دنقلا ولكنها تناصرت بجهد كل السودانيين..ولذلك فإني اري أن ثورتنا هي ثورة الهامش وليست ثورة قبيلة ضد اخري وصحيح ان اي ثورة لابد ان تنطلق من مجتمع ما ونعم كان الذين قادوها قد صادف إنهم من الزغاوة وحتي هذه اللحظة هناك عددا كبيرا من الزغاوة ممن ينتمون لهذه الثورة ولكن حركتنا كانت لعموم اهل دارفور وهناك اغلبيات لقبائل اخري غير الزغاوة نتشارك معهم في تحقيق اهداف الحركة, ولقد خضت الحركة لمدة عام ثم اتي السيد عبدالواحد وصار رئيسا له ولان الحركة كبرت توافق كل المؤتمرين فيما بعد باختياري رئيسا في ظل هروب السيد عبدالواحد وعدم حضوره المؤتمر في حسكنيته لشعوره انه ليس لديه ما يقدمه وتم انتخابي بصورة حرة وأشاد بالمؤتمر حتي الامريكان كما ان عدد القبائل التي شاركت تجاوزت 73 قبيلة وتم إختيار رئيس المجلس التشريعي من البرتي والناطق الرسمي من البرنو, ولذلك كانت هذه الدعايات مقصودة لضرب الحركة وخمد حركتها وهي في مسارها النضالي. نلاحظ أن الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق استقطبت بعض ابناء الشمال في الحركة, السؤال هو لماذا لم تسعوا لاقناع بعض ابناء الشمال بالانضمام للحركة طالما إنها لتحرير السودان؟ هذا ليس صحيحا.. لقد كان معنا الشهيد علي عبدالرحيم وهو شايقي والذي قاد معنا المعارك وكان من كبار القيادين في الحركة وهناك الان عادل طيار وهو مسؤول شؤون الضباط بالحركة وعدد آخر من ابناء الشمال.
زيارتكم الحالية الي واشنطن والالتقاء بالرئيس بوش جاءت مثيرة في توقيتها, فأنتم لم تقومون بأداء القسم وبعض المراقبون يقولون أن الولايات المتحدة لم يسبق لها إستقبال وفدا من حركات مسلحة ثم ما هو الغرض من الزيارة؟ الزيارة لم تكن مثيرة لان إهتمام امريكا بما يجري في السودان طبيعي ويمكن للرئيس بوش ان يجتمع ويستقبل كرئيس اي سوداني آخر لديه اهتمامات بالسياسة ..وأمريكا إستقبلت جون قرنق قبل تحقيق إتفاق نيفاشا, إن الغرض من الزيارة مطالبة الشعب الاميركي بالوقوف مع ازمة دارفور ومساعدة الضحايا وبالفعل قدموا لنا 40 الف طن من المواد الغذائية. ولكن الحكومة تقول إنه لم يكن لديها علم بالزيارة؟ هذا ليس صحيحا لقد قابلت السيد مجذوب الخليفة بالفاشر وكان علي علم بالزيارة. كانت هناك اتهامات من دوائر حكومية أن حركتكم لديها علاقات مع اسرائيل وتجد الدعم منها وأن الدكتور شريف حرير قد زار اسرائيل..بصراحة نود ان نعرف الحقيقة؟ هناك مثل انجليزي يقول "أمنح كلبك أسوأ الاسماء ثم أقتله".. كانت هذه الاتهامات محض إفتراء..د. شريف لم يذهب الي اسرائيل..ومن أطلق هذه الاشاعة يعرف أن ذلك كذب ليس إلا..وقالوا ايضا إنني ذهبت الي اسرائيل وإتضح فيما بعد أن تلك الاكاذيب كان الهدف منها التأثير السلبي علي قضية دارفور وسط العالم العربي وإجهاض المطالب الاساسية التي كنا ننادي بها. ولكن ماذا عن الاتهامات حول المنظمات اليهودية الداعمة؟ أن المنظمات التي تنسق معنا في المساعدات الانسانية في دارفور إنما هي منظمات معروفة في هذا المجال منها الاسلامية والمسيحية واليهودية ولكنها تأتي عن طريق الخرطوم وتقدم هذه المنظمات مساعدات لكل ضحايا الحرب في دارفور وفي غير دارفور. الآن تتحولون من حركة مسلحة إلي حركة سياسية وهناك احزاب بدأت الاستعداد للانتخابات باكرا, هل تنوون اقامة تحالفات حزبية في المستقبل؟ إذا كانت هناك انتخابات فلا بد من التحالفات, ومن أجل ان تتحالف لابد أن تصنع الملك أو تكون أنت الملك..ولدينا تصوراتنا لهذا الامر. الملاحظ هو أن بعض الذين يناصرونكم يحملون الشماليون ازمة التهور السوداني ولكن ماذا عن المظالم التي يعاني منها ابناء الشمال؟ أعتقد أن شعب الوسط النيلي مظلوم.. وأن النخبة المسؤولة عن تدهور السودان إنما هي نخبة ايديلوجية تتكون من بعض الشخصيات السياسية والانتهازية. هناك تقديرات متنوعة عن عدد الذين ماتوا في دارفور منذ قيام حركتكم بالمواجهة مع الحكومة, ماهو في تصوركم العدد المضبوط لهؤلاء الضحايا.؟ العدد الكلي هو 30 ألف قتيل. ماذا تود ان تقول في خاتم هذا الحوار؟ أتمني توحيد السودان وتحريره من السياسات القديمة حتي يواكب العالم والعلم والعولمة.
|
Post: #20
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 08:11 AM
Parent: #19
Quote: أمثال صلاح شعيب كما قالت أختنا آمنة مختار مشغولون بتقديم قرابين التقرب من مؤسسة ماري أنطوانيت |
نقلا عن السوداني وسودانايل والمنبر العام
ثوار دارفور وإمكانية فهم آلية الصراع
بعد كل هذه السنين من الحرب الضارية بين ثوار دارفور والسلطة المركزية يتيقن المرء أن السلاح لم يستطع تحقيق كل الرغبات السياسية لدى الطرفين. الثوار -أو المتمردون، أو كيفما اتفق للحكوميين- كانوا يريدون تحقيق بعضٍ من أهداف سياسية مهما كان الثمن، فيما كانت السلطة تريد سحق هذه الرغبات الاقليمية ولو أدى ذلك إلى كوارث إنسانية. واذا كان الثوار قد مارسوا شكلاً من التضحيات بأنفسهم وأهليهم، فإن السلطة مارست أيضاً، في مواجهتهم، نحرا للرصيد الاجتماعي السلمي في دارفور. وإذا كانت السلطة قد واجهت الإدانة جراء قمعها لمعارضيها عوضاً عن إدارة حوار سياسي معهم كيلا تتشعب المسألة الوطنية، فإن ما يقدح في فهم الثوار هو غياب الوضوح الفكري والسياسي في طرحهم ما أدى إلى إصطراعهم بشكل مقيت في ظل إفتقاد الآلية القيادية المتحدة التي تعصمهم من تعدد مراكز إتخاذ القرار وتوحدهم بعيداً، أو مع إنتماءاتهم الايديولوجية والقبائلية. إن إنهزام مشروعهم الحربي عند تصفح إتفاق أبوجا، والذي وصف بالضعف حتى من قبل زعيمهم السابق مناوي، لم يكن إفرازاً لاختراق حكومي أو لضغط دولي فقط، وإنما كذلك لقصر نظر القيادة السياسية للحركة التي هي موسومة بقلة الخبرة في العمل السياسي، علاوة على أنها تفتقد عنصر الانسجام والوئام القبلي، الذي بدأ منذ ما سمي بمؤتمر (حسكنيته). إن الاختراق الحكومي والضغط الدولي ما كان لهما أن يجدا أرضاً خصبة لو أن توحداً قيادياً صامداً حدث بين القادة الثوار أو أن حواراً حقيقياً متجرداً تم حول الاتفاق قبل التوقيع عليه. إن الحديث عن الاختراق أو الضغط يعطي إنطباعاً وكأن تنازلاً مبدئياً تم حول (مطالب الحركات) التي دائماً ما تربط في سياق مشروعية العمل العسكري بأماني أهل دارفور، هؤلاء الذين صار يتحدث باسمهم أكثر من أربعة من الفصائل العسكرية، وعليه بدت مفردة (أهل دارفور مستخدمة في صراع الفصائل بعضهم البعض، كما يستخدم الأصوليون مفردات الغيبيات لتتقوى حججهم، وهكذا إنتهينا إلى شيع وطوائف دارفورية أقل ما يقال عنها إنها جميعها لا تملك مشروعاً مدروساً للهم القومي أو مشروعاً خلاقاً حول كيفية إعادة ترميم دارفور، ليس ذلك فحسب وإنما بقيت دارفور تعيد إنتاج الأزمة العراقية التي أصبح وقود نارها فصائل إثنية ومذهبية. إن ما يكذب قدرة القيادات الثورية في الانتصار في حالات الحرب والسلم مع المركز ليس هو الخلوص إلى مناصب إنتهازية يتهافتون عليها كما الفراش، وإنما تعقيدات المشكل السوداني والتي سيحسون بها حين يمارس النظام المد والجزر معهم حول تنفيذ الاتفاق كما حدث ذلك مع المعارضة الشمالية والحركة الشعبية. سيدرك الثوار أن هذه التعقيدات السياسية السودانية -والتي لم يصدروا بشأنها خطابا للمعالجة- تتطلب وعياً أساسياً بطبيعة الظروف الداخلية للسلطة المركزية نفسها والتي لم يغير الاتفاق شيئاً في بنيتها، وهي على أية حال سلطة تتحكم بخيوط اللعبة السياسية وتفاصيلها، وأنها الجسم الصلب المتماسك والمتحرك بالألغاز والسحر والرشاقة السياسية في الالتفاف على الآخرين، والواقع يقول إنه ما لم يحدث تغيير بنيوي في خارطة جسم هذه السلطة، فإن الذين يأتون لاصلاحها عبر الاتفاقيات سيصبحون فيما بعد جزءاً من تركيبة تعاملاتها المشفرة، والسؤال هو كيف يفلح إصلاحيو دارفور، الذين لا يملكون الآليات السياسية والاقتصادية والاعلامية والقانونية والدباوماسية، كي يحرروا السودان؟ بل وهم في خاتمة المطاف يستعينون بهذه السلطة -ضمن عطيات المزين- من أجل الاستمرار في الحياة، قبل الاستمرار في تحقيق المشروع السياسي الجديد. ثم ما هو الضامن للاتفاق؟ وإذا كان ثمة شئ يذكر، فإن الشئ الذي جعل الحركة الشعبية لتحرير السودان قادرة على الوصول إلى أهدافها هو صمودها أمام إغراءات ومناورات واستهدافات السلطة المركزية، ولم يكن ذلك الصمود إلا المصد الاولي، إزاء التخاذل داخل محليته والإغراءات والإختراقات المركزية المتعددة والضغوطات الإقليمية التي جابهها العقيد جون قرنق بثاقب نظر ودهاء التفكير والإصرار على تجاوز الذاتي إلى الموضوعي في نضاله، وصحيح أن الحركة الشعبية لاقت ذات تشويهات المركز لقضيتها العادلة، ومن ثم تعرضت إلى هزات عسكرية وسياسية أطالت تحقيق حلمها، وذلك بسبب الانقسامات الحادة التي لازمتها، غير أن صلابة جون قرنق وتوافره على قدرات ومزايا نادرة في توظيف التضادات المحلية والقومية والاقليمية والدولية أتاحت إستقراراً خلاقاً في المحافظة على المبادئ والأهداف الاستراتيجية. بالنسبة لثوار دارفور، ونسبة لإفتقارهم للميزات القيادية العسكرية والسياسية الملهمة وخلوهم من الكاريزما، لم يفكروا في خلق هيكلة عسكرية/ تنظيمية يتجاوزوا بها الطموحات أو الإختلافات الايديولوجية والشخصية والقبلية، فضلاً عن ذلك فإن التكوين العفوي للتنظيم لم يستتبعه تنظير عميق يستقطب كادرات دارفور المتدربة في شؤون التنظيم السياسي والاعلامي والقانوني، وبدا أن الذين يديرون العمل السياسي لم يكونوا يمتلكون إلا الحماس الشديد للثورة، بينما الثورة ليست عملاً شعورياً رافضاً للظلم فحسب، إنها الرؤية التي تجسد البدائل للواقع الجديد عبر إستلهامها من الماضي وقراءتها لتفاصيل الحاضر بذهنية تقدمية. إن القيادات الثورية لم تكن لتحظى بالقدرة الفكرية في تأسيس الرؤية حول ما يجب أن يكون عليه واقع السودان بعد تحقيقهم للسلام الجزئي مع سلطة مركزية، هي محل فشل فيما يتعلق بإدارة القطر وهو ذات الفشل الذي دعاهم وآخرين إلى الثورة لتغيير الوضع برمته وليس النظام فحسب. إن القيادات الثورية التي عرفناها عبر الاعلام تعاني فقراً فيما يخص التقعيد الفكري السليم للقضايا السودانية التي أرقت مضاجع مناضلي المركز قبل الهامش، وأهرق الكثير من حبر المعالجة للأزمات، نقول هذا خصوصاً إذا ربطنا بين إلتزام الثوار سودانوياً كما بدا ومسمى حركاتهم التي تأخذ شكلاً قومياً، وأيضاً إذا دلتنا أدبيات بعضهم أن السودان الجديد إنما يقوم على عدالة الواقع ومساواة الناس. بعد أن تنتهي أزمة دارفور سوف يعود كل ثوارها إلى مربع سؤال (كيف السبيل إلى إصلاح المركز حتى تنصلح دارفور؟) وعندها سوف يبدأون التفكير حول حزم من تعقيدات بالجملة ما كانوا ليتوقعونها لاسيما عندما يجلسون في الكراسي الوثيرة التي لا تحل ولا تربط وحدها، ذلك أن السلطة في السودان لها أسرارها وتقاليدها الراسخة، ولم يكن موظفوها من أبناء دارفور على بينة من الأسباب التي تساعدهم في تملك الوظائف المفصلية -إلا القلة التي فهمت أن (المسألة) تحتاج إلى قدر من شطارة د. خليل أو علي الحاج أو صلاح علي الغالي أو صافي النور، ولكن المشكلة أن هؤلاء وحدهم لم يستطيعوا خدمة دارفور أو السودان، كون أن تفكيرهم كان دون التفكير القومي الرسالي، المفقود الآن عند بعضٍ مدسوس من ثوار دارفور، والذين حتماً يفكرون حول حجم وظائف ومستحقات ما بعد الخدمة، أكثر من التفكير حول إصلاح المركز الذي يصلح دارفور. إلى ذلك ستكون من خيبات الأمل لو أدرك مناوي إنه يستطيع أن يفعل شيئاً لدارفور إن لم يفعل إصلاحاً في مربع المركز أولاً، ذلك أن مصير دارفور رهن بمصير الاصلاح السياسي العام، الذي نعتقد أنه هو الذي سيصنع الاستقرار في آليات وأجهزة مناط بها تطوير السودان، أما إن كان يأمل وبعض أفراد تمت مكافأتهم بالمنصب السعي ليجعل من وظيفتيه المركزية والاقليمية سبباً للوصول إلى زملائه السابقين في الميدان والاستماع إليهم حتى يسهم قومياً في تجنيب دارفور مزيداً من الدماء فإنه بذلك يكون قد مهد شيئاً مهماً نحو الاصلاح المركزي، فمنصبه الجديد يتطلب جهداً قومياً عادلاً طالما نشده في فترات الحرب، وطالما أن الفهم الجديد الذي يجب أن يضيفه لمؤسسة الرئاسة هو الابداع السياسي لا الثأر مِنْ مَنْ يقاتلونه في الميدان بقناعات مثلما كان هو يقاتل بقناعاته.
|
Post: #24
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 08:38 AM
Parent: #22
قال أخي وزميلي ومواطني العزيز محمد سليمان:
" أكبر كذبة يرتعب منها مثقفو دارفور : يجب أن لا نغضب الآخرين فنخسر تأييدهم لقضية دارفور !!!.."
هل المكتوب أدناه على صلة بما قال الزميل الهمام.؟
في ظل صمت سلاح الأغلبية الشمالية: هل تنهي دارفور تاريخ براغماتية السلطة المـــــركزية وتجعل الهوامش مكانا ً للقرار القومي؟
صلاح شعيب: واشنطون
المرجعية السياسية التي إعتمدتها الحكومة الحالية في التعامل مع قضية دارفور إنما تعبر عن/ وتغزي تاريخ طويل لثقافة المركز في التعامل مع ما يسمي بالهامش, ولعله بالحسابات السياسية البراغماتية فإن حكومة الإنقاذ ــ ولكونها شمولية ـــ ما كان أمامها إلا خيار مرجعية التشويه والتضليل والتخوين إزاء ثورة دارفور أو كما تسميه تمردها, فالثابت هو أن عناصر البراغماتية السياسية المعتمدة علي آليات الاعلام لبث مفاهيم التشويه قد جربناها في كل مراحل حكمنا الوطني في الاختلاف السياسي السلمي والحربي ونجحت ظرفيا ً ولكن فشلت في الناتج العام سواء فيما يتعلق بإضفاء الشرعية علي سلطة أحادية, أو إتخاذ قرار حرب مثلا وللاسف لم تجد الانقاذ في إرثنا السياسي سوي هذه البراغماتية, كما أن جماعة الإنقاذ هم من أنجبتهم الدائرة الحضارية العربسلاموية التي هم بالضرورة يفكرون داخلها من خلال التعقيل السائد ولايفكرون وفق النموذج المثقف لابن حنبل أو ابن رشد أو الحلاج أو الجرجاني .غير إنه, أيضا ً, علي المدي البعيد بقيت هذه البراغماتية وباء ً وبالاً علي مستوي القضايا الوطنية , بل وعلي من سنوا أو قننوا لوائحها, فالآن يدفع رموزنا السياسيين ومعظم الاتجاهات السياسية ثمن براغماتيتهم في الهيمنة الحزبية والوصول بها إلي السلطة وإساءة إستخدامها , السلطة التي تهينهم علي المستوي الشخصي الآن إن كانوا يدرون بذلك أم لا, بينما تدفع جموع الشعب السوداني ثمنا ً باهظا ً لتكاليف هذه البراغماتية السياسية التي إنتهت إلي تهديد أمنهم ووجودهم معا ً. وبحسابات التاريخ فإن الانقاذ التي " أبلت الترابي " وعلي الحاج ببراغماتيتهما فإنها ستنبلي علي طريقة " نكالا ً لما إغترفت أيديهم " ليس هذا بسبب مشكلة دارفور فحسب وإنما بسبب النهج البراغماتي الذي مارسته وفاقت فيه أمريكا, وهذا النهج إستبان علي مستويات التقنين الدستوري لسلطتها غير الشرعية, وطبعا ً الشرعية السلطوية في أي زمان ومكان محكومة بأطر الاجماع القومي وليس بقوة التحايل علي الواقع, ومارست الانقاذ النهج البراغماتي أيضا ًحين سعت لتفكيك المؤسسات القومية وإحلالها بكادر أيديلوجي وتفتيت أنسجة الوئام القبائلي حتي يبدو أن هذه القبيلة تبايع بينما تلك الأخري فلا. أما علي ناحية الجغرافيا والتاريخ السودانيين, فإن السودان بقي محليات معزولة خلقت عظماء نفاق لدي المحليين تنتهي في جيوبهم الريع الضرائبي وشحيح من موارد آتية من جهة المركز, وعلي مستوي التاريخ تم إختزال السودان في سنار في إشارة إلي أن الايديلوجيا الاسلاموية الي تحققت في ذلك الزمان إنما يمكن إعادة إنتاجها الآن لتحقق الرفاه والطمأنة, إن أمكن, لشعب السودان ومن ثم يجدون في سنار الاسطورة المجتمعية الملهمة في ظل غياب الاسطورة السودانية التي من جهة تحفز الذاكرة الاجتماعية لشعب السودان أمام وعثاءات الزمان ثم تلهمهم في العمل والانتاج علي الجهة الاخري . فكر الاسلاميون هكذا برغم أن جغرافيا سنار لم تكن لتشمل إلا تلك الرقعة الضيقة من السودان العريض وأن المهدية بمقارنة المساحة الدولتية والمشاركة السودانية مثلت النموذج المتقدم وطنيا ًعن سنار ولكن لم يرتكز الاسلاميون علي المهدية لصوفيتها وإرتباطها بوجدان غرمائهم الانصار وإنما قفزو بتناقض نحو سنار غير المحروسة أنصاريا ً, وربما يأتي هذا التناقض في أن فكرالحركة الإسلامية يكن عداء ً محكما ً لما هو صوفي وشهدت ممارساتها إصطدامات معلومة مع أركان الحركة الصوفية في السودان التي إستدركت محاولات الاستقطاب والتدجين عبر مؤتمر الذكر والذاكرين الذي إنعقد برعاية الاستاذ علي عثمان محمد طه في النصف الاول من التسعينات. فالاسلام الصوفي لدولة سنار هو من جنس الاسلام الذي يري الاسلاميون أنه قعد المصحف في رفوف المساجد بينما لم يلتحق مضمونه بحيوات وحراكات الناس اليومية, وعليه إنتهي الاسلام طقوسيا ً لافرق بينه والشعائر الكنسية وذلك علي حد قول المنظر الاساس للحركة الاسلامية السودانية. علي هذه الخلفية التناقضية وخلفيات أخري بالطبع, جاءت دارفور بما يعكر صفو هذه البراغماتية الإسلاموية. جاءت في الوقت الذي تنفست الانقاذ الصعداء من حرب الجنوب وبدت وكأنها قد عززت براغماتيتها بست سنوات من الإستمرارية التي تتآذر بمجهودات الحلفاء الجدد. وتعزيزا ً لبدء, إن تلك المرجعية اعتمدتها السلطة المركزية في التعامل مع دارفور لم تختلف أو تتعلم اوتتألم من مشكلة الجنوب, والدليل إنه حين بدأ التمرد الجنوبي الاول وكذا الثاني تجاهلت السلطة المركزية آنذاك الاسباب التي خلقت هذا التمرد ولكنها أخيرا ًرضخت لشروط الحل الذي أخذ منها ولم يعطها شيئا ً غير براغماتية الوجود, إن الفهم هو أن المركز, تاريخيا ,ً ظل ينظر لثورة الهامش وتمرده بوصفه أداة لتفتيت وحدة السودان, وفي هذا أهرق حبرا ً كثيرا ً وبرامج إذاعية وتلفازية وإحتشادات ومسيرات لنشطاء إنتهازيين وذلك للطعن في مصداقية قضية هذا التمرد أو ذاك, هذا بغير الإفناء الذي بذله المركز علي مستوي موارد التحشيد وأرواح الفداء, كما أن المركز نفسه قد سعي ليستند علي إرث الدين والعروبة لتجييش عواطف السودانيين ضد التمردين الجنوبيين وتغبيش رؤيتهم والربط إشاريا بإسرائيل, العدو المحوري للمسلمين, والربط كذلك بإفساد قيم المجتمع عبر أهداف التمرد, وهذا الربط يتم رغم أن السلطة المركزية السودانية لم تكن في يوم من الأيام بأفضل من رصيفاتها التوتاليتاريات من الدول العربية والاسلامية التي تآمرت ضد شعوبها والفلسطينيين وتنكبت عن جادة الطريق نحو إرساء قيم الاسلام والعروبة نفسها, إذا ً ما كان للسلطة المركزية السودانية أن تنتصر بشروطها في معركتها في الجنوب ودارفور والشرق لطالما أن المسوغات الحضارية والسياسية والثقافية التي تعتمدها لمحاشاة ما أسمتهم كواسرالنهب المسلح وقوي النصرانية ومدنسي همشكويب لم تكن صادقة حينما نتفحص الخطابات السياسية لحركات التمرد , والتي كان ومايزال مضمونها يدور حول تحقيق مثل العدالة الإجتماعية والتنموية لا شئ خلافهما, ولعل الدليل الأكبر علي ذلك هو أن إتفاقات السلام التي تحققت وستتحقق فيما بعد لم ولن تحتو علي بند واحد يتعلق بضرورة إزالة قيم الاسلام أو إجتثاث علامات الثقافة العربية أو طرد العرب أو ضرورة التعاون مع إسرائيل أو تجذير المسيحية في شمال السودان أو فتح أجهزة الاعلام أمام العري الغربي. إن الحديث عن دارفور ــ ثورتها أوتمردها أو مهما إتفق للسلطة ــ ينبغي ألا يرتبط بإدانة سلطة الانقاذ وحدها, وإنما إدانة التفكير التاريخي لهذه السلطات المركزية حول الهامش, فمنذ الاستقلال كان هم السلطة المركزية هو تجفيف المواعين الفكرية لمنظمات مجتمع الهامش, إن سعت قوي الطائفية إلي هزيمة أو إستقطاب التيارات العلمانية والتحديثية التي تهدد مصالحها في المستقبل إنما سعت أيضا ً إلي هزيمة وإستقطاب رموز هذه المنظمات , فماتت جبهة نهضة دارفور وإتحاد جبال النوبة وإتحاد البجا وبالتالي حرمت الساحة السياسية من منظمات مدنية للرقابة وترتيب أولويات الهامش والحس بأوجاعه وإسماع صوته وصون حقوقه وربط هموم المواطنين بمن هم في الجانب التشريعي والتنفيذي في المركز والتنسيق معه علي جهة المصالح, علي إنه بطبيعة حال الانظمة الشمولية فإنها وظفت كوادر الهامش في أجهزتها التنفيذية وقتلت أية إمكانية لهم للدفاع عن مناطقهم ولم تسمح بوجود جيوب فكرية تعبر عن قضايا الجغرافيات البعيدة, وإن وجدت فإنها أصبحت بوقا ً للسلطان, والغريب أن السلطة المركزية ظلت علي الدوام تصر علي قوميتها, في الوقت الذي يقوم فكر المركز وممارسته علي جهد إتجاه سياسي بعينه ويضم نخبا ً لا يمثلون كل تيارات المركز حتي وإنما قسما ً آيديلوجيا ً واحدا ً, فكيف تكون سلطة المركز قومية بأحاديتها التي تقضم كل خيارات الجماعة, ثم ماذ لو إنشقت هذه السلطة نفسها, علي نحو ما رأينا في تجربة الانقاذ, لتحرم نصفها المنشق عن ضرورة الحياة و" الكسب" وحق التعبير وتنتهي ــ وفقا ً عليه, أي الانقاذ ــ إلي سلطة تيار من آيديلوجيا العربسلاموية, وهو التيار الذي أنهي قومية الحركة الاسلامية وظل يخلط بين فكر الايديلوجيا والاثنية. والحق يقال أن مثقفي دارفور أمثال يوسف تكنه وعلي الحاج وشمار ومسار وعبدالله صافي النور وأمين بناني وابراهيم سليمان واللواء صلاح الغالي كانوا أدوات طيعة لمن خدموهم, حتي أن قادة الحركة أمثال د. خليل لعبوا دورا ً في خدمة سلطة المركز ووظفتهم الحكومات في قمعها العام للصوت المعارض من أبناء دارفور وابناء السودان الآخرين ولاتعصمنا ثورية د.خليل وجماعته من القادة المناضلين من التذكير بإسهامهم الضارعبر مشاركتهم مع الانقاذ. ولا أعتقد أن إعتذارا واحدا ً صدر من هؤلاء الثوار حول دورهم الماضي بعد أن إكتشفوا خطل الإنقاذ , وهذا مايقلقني ويقلق جموع كثيرة من أبناء دارفور الذين تشردوا في المنافي أثناء ما كان بعض هؤلاء الثوار حكاما ووزراء داخل سلطة الانقاذ. وسأعود إلي موضوع الاعتذار عبر مقال خاص عن ضرورة إعتذار إسلاميو دارفور الثوريين عن مشاركتهم في الإنقاذ كأمر ضروري يرتبط بأخلاقية الثوريين. إلي ذلك, فإن الانقاذ التي فقدت ورقةً رابحة في أزمة دارفور, وهي ورقة الدين والعروبة, فخلفية دارفور الثقافية لم تكن خارج المحيط العربسلاموي الذي تقتات منه سلطة الانقاذ, ومامن شك أن المركز لم يشكلهذه الخلفية ولم يستطع أن يصبغها ببراغميته, فدارفور شكلتها هجرات تاريخية من شمال أفريقيا وغربها وإرتبطت بمصاهرات وعلاقات مصالح وقبائل لاتفصل بين الافريقية والعروبية بالطريقة الحادة التي سعي المركز لتجذيرها, وربما يري المرء أن دارفور قد لعبت دورا محريا ً في تشكيل الاسلاموية الجهادية للمركز وأسهمت في خلق جينات التكوين الاولي للسودان عبر جهادهم الاسلاموي للتحرر من نير الإستعمار, كما إنه تجدر الاشارة أن سلطنة الفور ظلت قبل وجود السودان الحالي تتبني قيم الاسلام والثقافة العربية وتحاول تبيئتهما لاكثر من خمسمائة عاما وأن قبائلها العربية لم تكن من إنجاب المركز وإنما إمتدت تخومها من شمال أفريقيا وتشاد فيما نجد أن قبائلها الإفريقية الجذور لم تجد غير العربية لسانا ً للتخاطب مع رصيفاتها العربية ونشأت علاقات مصاهرة معها للدرجة التي يصعب فيها ‘ستخدام مفهوم القبائل العربية والافريقية بالصورة التي رسختها السلطة والاعلام العالمي, إذ أن القبائل العربية نفسها لم تطرح يوما ً مفهوما نقيا ً لعنصرها لتستعلي به أو تنعزل في علاقاتها, وما يبقي نتاج هذه الفتنة التي دفعت بها الحكومة في دارفور إلا صراعا ً عابرا ً يعيه مثقفو دارفور تماما ً ومن هم حملوا السلاح. أن المتوقع الذي يمكن أن تضيفه ثورة دارفور إذا ما أفضت إلي تحقيق نتائجها هو أن تنهي أسطورة المركز السوداني ومما هو مسرب من أخبار المفاوضات يلحظ المرء أن السلطة ساعية لإشراك دارفور في المركز عبر سلطات واسعة, ولو خرج الشرق بمفاوضاته بنصيب مماثل من قسمة السلطة العادلة فإن السلطة المركزية ستكون سلطة هامش, هو الذي يقرر وينفذ جنبا ً إلي جنب مع الجنوب والشمال ــ ولكن الشمال الانتهازي وليس الشمال الأغلبية. فالواقع هو أن الصمت المطبق لسلاح الأغلبية الشمالية المتضررة في الجزيرة وعطبرة وشندي والدامر ودنقلا لا يتيح لها مجالا ً لأخذ حقوقها من فك أسد السلطة, فهي من جهة لم تنتخب هذه السلطات الشمولية ولم تحرر لها صك لممارسة شؤونها , ومن الجهة الثانية أن النضالات التي قدمتها هذه أغلبية الوسط النيلي ضد المركز نفسه لم تنجب إلا بعض إنتهازيين علي مستوي الأحزاب والحكومات وقادة سلطة لا ينفكون من التصريح أنهم لايفاوضون إلا من حمل السلاح.
|
Post: #23
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 08:29 AM
Parent: #17
قال زميلي ومواطني العزيز محمد سليمان:
Quote: صلاح شعيب يحتاج دائما الي تذكيرنا أنه من دارفور أبا و أما كما فعل في إحد البوستات .... ( يشيل ليهو يافطة مكتوب فيها انا من دارفور ) .... ليعرفه الناس ...قضية دارفور ستنتصر إن تبناها كل دارفوري كقضيته الشخصية و أن يفعل كل الذي بوسعه لنصرة ذلك الدارفوري الذي حاق الظلم به
|
أرجوا ألا يكون دعمنا لأركوي ودريج بإبراز آرائهما نوعا من من عدم التبني الشخصي لقضية دارفور..وبالعدم فالتبني حيكون قومي .وفي كلا الحالات يرانا الزميل محمد سليمان "شايلين لافتة مكتوب فيها أنا من دارفور.."
هذا الحوار نشر على حلقتين بجريدة السودان..ربما لم يطلع عليه الزميل محمد سليمان او لربما لشئ في نفس يعقوب فعل ما فعل.
دريج في حوار مطول وصريح: يجبرونا علي الانفصال ومستقبلنا في الوحدة, توجد صور
أحمد إبراهيم دريج في حوار مختلف ل" السوداني": 2من2 الحكومة تجبر أهل دارفور علي الانفصال..ولكنني أري المستقبل في الوحدة.. محمد عثمان الميرغني عرض علي وزارة في الحكومة الحالية فرفضت.. الامة والاتحادي تآمروا علي إنتخابيا ً وهزمتهما..والتجمع سيطر عليه السودان القديم ليس لدي حزبا ً وأصبح دوري هو نشر التوعية السياسية لكل السودانيين قدمت النصح لأركوي وخليل وعبدالواحد وحاولت توحيدهما.. ولكن
حاوره في واشنطن: صلاح شعيب
عندما كان يدرس في الدويم الريفية توفي والده, رحمه الله, فرأت القبيلة أن تجتمع لتقرر من هو سيبقي " الشرتاي" وكان عمره آنذاك أحدي عشر عاما, فإستقر الرأي علي أن يتسنم هذه المسؤولية, ولكن لصغر سنه قرر الانجليز أن يكمل دراسته وفيما بعد يؤول له المنصب عندما يكون إكماله للثانوية قد حدث وعندها أيضا ً سيكون إبن الثامنة عشر الذي بلغ الحلم, والحال هذه قرروا أن يقوم واحداً من الاهل بإدارة شؤون القبيلة وبعد بحث حصيف عمن هو أهل للقيام بالشؤون إستقر الرأي علي عمه آدم عبدالشافي, ولكن فيما بعد إتضح إنه كان من الطامعين" فضرب التموين " وأحالوه, وما لبث أن أتوا بعمه أرباب أحمد شطة ..سارت الامور علي ذلك النحو الدرامي ..بيد أنه حين أكمل الثانوي إنتهت نتيجته الدراسية كأول للفصل وكابتنا ً للالعاب الرياضية بحنتوب وكان مستر براون يعرفه شخصيا, فحثه أن يكمل الجامعة وقال لي "..بعد ذلك سيقلنا الطائر الميمون إلي حاضرة الفاشر لأحث مدير دارفور هندرسون للاهتمام بهذا الامر وكذا بوستين مدير زالنجي.." وقد كان .. ذهب الفتي الذي سيصبح زعيما ً لمعارضة برلمان ما بعد إكتوبر عوضا ً عن أن يكون زعيما ً لإثنية الفور الحاكمة ــ إلي الفاشر ثم زالنجي وسؤل مستر بوستين عن الشرتاي شطة فقال أنه مايزال يصرف الشؤؤون العامة بشكل جيد وعلي مايرام, فقال هندرسون: "..طيب إذن تمشي الجامعة وتنضم لكلية الاداب فذاك أنجع لك من الشرتاوية المحصورة في سلطاتها وتخومها, وأردف بوعد ثمين للفتي إنه وبعد التخرج سوف يأتي به كنائب مأمور لدارفور وحالما يكتسب الخبرة سيكون حاكما لقبائل دارفور جميعها, ويسترجع الفتي طويل القامة الذي مارس قزف "شبكات السلة" بالكرات إن الانجليزي هندرسون قال له "..إنني أنصحك كأب وليس كمدير لدارفور بأن المستقبل في التعليم وأنه أفيد لك من أن تكون شرتاييا ً بل وأن التعليم سيفيدك لخدمة وطنك الذي سيكون مستقلا لربما بعد عقد ونيف, ولكن هندرسون قال له: ومع ذلك لديك الخيار ويمكن أن نسلمك الوظيفة الان إن كان لعابك يسيل لها..ومع هذا الموقف وجد الطالب إنه أميل لطلب التمدد بوعي يظن أن الجامعة ستمنحه أياه بشكل أكثر من الوظيفة, فقرر مواصلة مشوارالذي ران في قلبه إنه مقدسا ً, ولم يبال الفتي أن يمتطي اللواري المليئة بجوالات الشطة والبندورة والتي في حال الخريف وهطول رزازات من المطر يتصاعد صوت القحة طالما أن "الجلابة" وهم تجار تلك المرحلة حريصون في تغطية الجوالات هذه بما فيها من طلبة وركاب وربما خرفان.. ويذكر الطالب إنه حين أتي لقريته " كارقلا" وهي من إنتاج زالنجي ظن الاهل أن إبنهم جاء للتتويج وما دروا حكم الانجليز وثاقب نظرهم, فقرر أعمامه توا ً أن يعقدوا قرانا ً ويكمل دينه طالما أتي ليكون مدشنا ً للوظيفة كشرتاي يحكم حول نزاع مراعيهم وجبراكاتهم ويفض دواسهم فأقاموا مهرجانا ًفي تلك القرية الواعدة علي صفح الجبل, وقد كان ولكن الفتي الحالم سرعان ما أنجب طفلا حلوا ً ثم طفلة خدارية وأخذت قوامه أيضا ً, وفيما بعد ظلت الزوجة تقيم مع الاسرة أثناء سفره لمواصلة الدراسة, غير أن أهلها قالوا إنه أطال المدة دونها ومشي " لقراية الترك" كما كان يقهقه الحساد ولكن الواقع إنه كان في داخليته ينسج لمصيره ولم يكن ليظفر بإصطحاب أمورته هناك, وحرض المقهقهون أهلها فأخذت أبنائها وذهبت لاسرتها, وفيما بعد أسلمها قسيمتها, ومنها لم يتزوج إلا تلك الاوربية وبعد أن أكمل الدراسة التي قادته لأن يكون أمير سياسيي دارفور وأحد أبنائها الذين ينشطون قوميا عبر زعامة المعارضة في البرلمان وعضو قيادي بالتجمع. في هذا الحوار يحدثنا السيد أحمد ابراهيم دريج رئيس الحزب الفيدرالي السوداني.
السيد دريج, إذن, كيف كانت بداية علاقتك بالعمل السياسي وكما ندرك أن لكم خبرة مطولة في هذا المجال قاربت نصف قرن من الزمان؟
بدأت العمل السياسي بعد تخرجي من الجامعة وترشحت كنائب مستقل عن طريق نهضة دارفور في إنتخابات 1965 ولكن قرر نواب دارفور آنذاك عقد إجتماع بنيالا وفي الاجتماع طالبوني أن إنضم إما للاتحادي أو الامة وذلك لانهم يرون إنني كنائب مستقل لا استطيع أن أحقق أية إنجازات لدائرتي لان الاحزاب سوف تحاربني, وقالوا أن إنضمامي لأحد الحزبين سيفيدني في طرح قضاياي, والمعروف أن الحزبان أثناء فترة الانتخابات ٍرأيا إنني أمثل خطرا ً عليهما بإستقلالي عنهما وسعيا لاسقاطي , وكما حدث للترابي في دائرة الصحافة ــ جبرة, تكالب الحزبين علي ترشيحي وإتفقوا مع إبن خالت ي هرون جمعة ليترشح ضدي وأعطوه كل الامكانيات, ووقتها لم أملك إمكانيات كتلك التي للحزبين إذ إنني كنت موظفا صغيرا ُ بالاحصاء وأضطررت لبيع عربتي وقيادة غمار المعركة الانتخابية لعمل دعاية وسط ضجيج دعاية الحزبين, ولكن كان أهلي قد تمسكوا بي لانهم لم يكونوا من الانصار فهم يتبعون الطريقة التجانية ولا يعرفون شيئا عن الطريقة الختمية, ففزت بالدائرة .. إمام إصرار الانضمام للحزبين, كما كان ذلك جو إجتماع نيالا, قررت الانضمام لحزب الامة.
ماهي ملابسات تكوين جبهة نهضة دارفور ونحن كما ندرك تزامنها مع حركات أقليمية أخري آنذاك مثل إتحاد مؤتمر البجا وإتحاد جبال النوبة, هل كانت هذه الحركات مطلبية جهوية أم ماذا؟
في الواقع أن تكوين جبهة نهضة دارفور يؤرخ له منذ عام 1963, أذكر إنني عدت من بريطانيا بعد التحصيل الاكاديمي العالي وكانت لي جلسة مع العميد "م" أحمد عبدالقادر أرباب , رحمه الله, حيث يسكن في منزل موسي الله جابو في حي الضباط وكان وقتها طالبا ً في الكلية الحربية , أما أنا وبكري عديل وقنديل ابراهيم سكنا بجواره وكان يحضر في يومي الخميس والجمعة .. عندما حضرت من الخارج قلت لاحمد أنا "مفكر أعمل حاجة زي تنظيم لابناء دارفور.." , ندافع به عن أهلنا , وسألته من من مثقفي دارفور يمكن الاتصال بهم في هذا الشأن..؟وفذكر لي علي الحاج والطلاب محمود موسي وعبدالرحمن دوسة وكانا طالبان بشمبات وفيما بعد أصبح كل منهما بروفيسيرا ً, وذكر لي الاستاذ محمد عبدالمنان والذي عاد من تحصيله العلمي في الخارج وأصبح أستاذا في المعهد الفني, وآخرون منهم سليمان أحمد ود اب تكية ومحمد صالح الفكي.. قررنا فيما بعد أن نجمعهم في اول إجتماع في منزل مالك الزاكي والذي كان بمعهد القرش الصناعي, وحدث إنني قلت في الاجتماع إنني أتيت من بريطانيا وزرت دارفور ووجدت أهلنا هناك بلا ماء ولا كهرباء وإننا كمثقفين يجب ان نلعب دورا لتذليل مشاكل أهل دارفور بدلا من تمتعنا بوظائفنا في الخرطوم وان يكون هذا الدور عبر تنظيم سياسي يبرز قضية دارفور واذكر أن حي العشش كان وقتها عامرا فعملنا مهرجانا بنادي السباق لأبناء دارفور وحضروا بمختلف مشاربهم القبلية والسياسية وحضر الاجتماع محافظ الخرطوم وعبر ذاك المهرجان كونا فروعا في الاحياء وإستمر النشاط إلي أن جاءت مايو.
إلي أي مدي تحققت أهداف نهضة دارفور؟
كان الهدف من الجبهة توعية نوابنا في البرلمان وربط القاعدة الشعبية والطلابية بالسياسة عموما ومشاكل دارفور خصوصا , كان تنظيمنا ليس حزبيا, إنما هو تنظيم للتوعية السياسية وهدفنا هو ألا يكون العمل السياسي لابناء دارفور تبعية عمياء للطائفية , وأن من هم يريدون خوض الانتخابات يجب أن يفهموا في حال فوزهم أن تمثيلهم إنما للقاعدة التي إنتخبتهم وليس للسادة و كما تعرفون أن نوابنا كانوا نواب إشارة ولذا تخلفت دارفور, كنا نحث النواب أن يهتموا بدوائرهم وإحتياجاتها وإقناع أحزابهم بتقديم الخدمات والتنمية لقراهم ومدنهم..إن عملنا لم يكن ضد الاحزاب بالدرجة الاولي , كان مهمة فكرية.. والآن مازال برنامجنا في التحالف الفيدرالي يستلهم من تلك الادبيات, والتحالف الفيدرالي الذي اقوده ليس حزبا سياسيا ً كما ظللت أقول, إنه تطوير لتلك الاهتمامات بالريف وتطور فكرنا وأصبحنا نعبر عن السودان كله ونسعي لتوعية السودانيين بضرورة الفيدرالية التي تتيح لهم حكم أنفسهم بانفسهم.. الآن نتحدث عن الدولة الوطنية ومقوماتها وعقباتها وكيف يكون الولاء لها قائم علي اسس ومعايير.
ولكن ألا تري أن الاحزاب القومية تملك هذا الحس السياسي الذي تتحدثون عنه,؟
بالنسبة لي أري أن الاحزاب ليس لديها تصورا موضوعيا لحكم البلد, إن حزب المؤتمر مايزال يؤمن بالنهج الاسلامي وحزب الامة يؤمن بنهج الصحوة الاسلامي والاتحاديون يومنون بالجمهورية الاسلامية في قرارة نفسهم..إذن ما هو الفرق بين هذه الاحزاب ..؟ وكيف يتقبلهم المسيحيون؟ إنهم غير مقبولون لديهم منذ أمد , لذا سيستمر الصراع .
ألا تري أن القاعدة السياسية لحزبي الاتحادي وحزب الامة قد تغيرت وما عاد فكر الصحوة والجمهورية الاسلامية واردا في واقع ممارستهم؟
نعم القاعدة تغيرت, ولكن للأسوأ.. لقد ضربت الانشقاقات الاحزاب الكبري , وهذا دليل للاختلاف الفكري العميق بين هذه النخب حتي الآن..كما أن الصحوة الاقليمية قد ضربت معاقل الاحزاب, دارفور التي كانت معقلا لحزب الامة , ما عاد الحزب قادرا علي التأثير في مستقبلها والذي يتخلق الآن وأظن أن التنظيمات التي تحمل السلاح الآن سترث الوضع هناك وليس أمام حزب الامة إلا أن يجدد فكره ورؤيته للاطراف والهوامش , هذا إذا أراد الحزب أن يتكسب من دارفور في المستقبل, ونفس الشئي ينطبق علي الشرق , حيث أن مؤتمر البجا والذي يحمل السلاح هناك لا يحارب من أجل الاتحاديين وإنما لمصلحة أهل الشرق ودفاعا عنهم, وما لم يحاول الاتحاديون أيضا تجديد فكرهم ويضعوا برنامجا ً للاهتمام بالاطراف فإنهم سيخسرون في مستقبل العملية السياسية ويفتقدون قاعدة جوهرية لهم, والواقع أن لنا عبرة, فأبناء الشرق قد تمردوا من قبل علي الحزب وإستطاع نواب مؤتمر البجا أن يحصدوا الكثير من الدوائر في برلمان 1965 وأذكر من الزملاء النواب آنذاك محمد الامين ترك, محمد كرار كجر , هاشم بامكار, عبدالقادر عكير وكباشي عيسي, وحتي أبناء دارفور تمردوا علي الحركة الاسلامية في الديمقراطية الاخيرة فعقد فاروق أحمد آدم وعبدالجبار حسين مؤتمرا ً في الهيلتون وأعلنا فيه الانسلاخ عن الجبهة الإسلامية القومية وإنضما للاتحادي وقد قالا وقتها أن حزب الامة له ضلع في أحداث دارفور آنذاك وأتذكر إنه اثيرت مسألة مستعجلة عن إقتحام القوات الليبية لدارفور ,وأشاعوا جوا من المشاكل مع الرعاة والمزارعين, وفي البرلمان قال رئيس الوزراء أنه لا توجد أية قوات أجنبية في دارفور بينما كذبه وزير داخليته سيد أحمد الحسين وكذلك كذبه وزير خارجيته الشريف زين العابدين الهندي.. السؤال هو هل ما زالت أحزابنا تفكر بذات تلك العقلية؟ أعتقد ان الاجابة تكون بنعم..عليه إذا كان مايزال تفكيرهم بذاك المنهج فإن علي قواعدها السلام , وذلك علي ضوء ما هو جار ٍ في دارفور والشرق..
ولكن سيد دريج ألا تري أن فترة المعارضة الطويلة التي بذلتها الاحزاب ضد الانقاذ قد خلقت تحولا نوعيا في رؤيتها لمشاكل السودان , أقول هذا وأعرف أنك كنت عضو قيادة في التجمع الوطني حين كان مقره في القاهرة, وهو التجمع الذي أنجز الكثير في مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا والذي مثل مشروعا فكريا متقدما آنذاك لحلحلة القضايا الملحة لشعب السودان ؟
التجمع الوطني كان يضم عنصرين, عنصر السودان القديم, وعنصر السودان الجديد, والاخير هذا ينشد تغييرا ً جذريا علي مستوي الهيكلة السياسية ومضمونها السوداني, أما المعسكر القديم فهو يعتقد أن الحكومة الحالية قوضت الديمقراطية وأن الوضع السوداني بالنسبة لهم جيد, فقط يجب أن يحكموا..وكانت معارضتهم بألا تحكم الجبهة بديكتاتورية وإنهم يجب أن يعودوا لحكمهم السابق كشرعية ديمقراطية, لذا إهتموا فقط بعودة التعددية الديمقراطية وكانوا لايرون أن تركيبة السودان تحتاج إلي إعادة نظر سياسية ومنهجية, الاحزاب الكبيرة إلتقت بالحركة الشعبية وآخرين لانها رأت إنها ــ والبقية ــ تساعدهم فقط في إزالة الحكومة, وحتي إتفاقية أسمر وقعوا عليها علي مضض, وذلك لأن تطبيق مؤتمر القضايا المصيرية سيضر بمصالحهم, لقد تكون التجمع من الاحزاب والنقابات وقوي المجتمع المدني, وجاء ت الحركة الشعبية للانضمام عام1991, فعاتبناهم علي هذه الخطوة وكان مندوبيها منصور خالد ولام كول وآنذاك كنا نجتمع كأبناء دارفور مع داؤود بولاد وإتصلت بخالد وكول وحضرا إجتماعاتنا وقلنا لهما أنه مالم تكن هناك تغييرات جذرية في الافكار والتصورات الحزبية فإن السودان الجديد الذي ينادون به لن يقبل حزبيا, وقلنا لهما أيضا إنهما أتيا ليدخلا في فكر السودان القديم والذي ليس فيه حديث حول الحكم الفيدرالي والدين والاستعلاء العرقي , وأضفنا إنهما يشجعان هذه القوي في سودانها القديم وقلنا لهما إنه كان ينبغي للحركة الشعبية أن تتبني الهامش, فقالوا لنا " مافيش قوي سياسية خلاف القوي السياسية الموجودة في الساحة" فقلنا لهم أمشوا إنضموا إليهم ومبروك لكم, وصدق حدسنا فوجد الجنوبيون حقهم في ميشاكوس التي تتحدث عن دولة بنظامين وهي خروج أكيد عن إعلان المبادئ , فتنكرت الحركة لإتفاقيات اسمرا وإلتقي حزب الامة بالنظام في جيبوتي, ومحمد عثمان الميرغني والشيوعيون إنضموا للبرلمان بعد الضغوط المصرية, وبعد تلك الضغوط عقدنا إجتماعا للتجمع وبدأوا بالقول لنا أنه يجب أن نفكر كيف نتفاهم مع الحكومة للمشاركة في السلطة, وبدأ الحديث عن كم من الوزارات سيحصدها التجمع , ونسينا الاحديث المطولة والاتفاقات حول ضرورة هيكلة السودان, فإختلفنا معهم وكان رأينا كإتحاد فيدرالي ومعنا إتحاد البجا والاسود الحرة أن الاجتماع ليس له علاقة بإعلان المبادئ في اسمرا وقلنا إنكم ذاهبون للالتحاق بالحكومة وأذهبوا مبروك عليكم, ومنذها لم نحضر اي إجتماع, فواصلوا هم في الاجتماعات حتي وصلوا مرحلة الوزارتين وثمة مقاعد في البرلمان..ورغم مقاطعتي للتجمع وإجتماعاته إتصل بي مولانا محمد عثمان الميرغن فقال لي "..يا فلان أدونا وزارتين وقرننا تكون واحدة من نصيبك" وقلت له "..شكرا أنا خرجت من السودان لأعيد وضعه السودان إلي المسار الصحيح ضمن نضال الآخرين, وأن هذه اشياء أساسية بالنسبة لي ولن تتغير وسأظل اكافح من أجلها.
لنتحدث عن دارفور وهي قضية الساعة الآن, هناك حديث طويل يدور عن دارفور, الحكومة لها مالها من سياسات لمعالجة تداخلاتها مع العالم في دارفور والحركات المسلحة لها أجندتها الثورية والسياسية في التعامل مع القضية والمجتمع الدولي يسعي للتدخل في محاولة لإنقاذ مايسميه بالابادة وغيرها من المسوغات, وهناك قطاع عريض من أبناء دارفور ينشطون ــ كل علي شاكلته لحل القضية ــ أين دريج وهو حاكم سابق للاقليم وأحد المثقفين الاوائل لدارفور وسط هذا الزحام ولماذا لايشارك بخبرته وقوميه طرحه في هذا النزاع؟
أولا إن الدخول في المفاوضات لا أحدده أنا, تحدثت مع اللاعبين الدوليين الأساسيين في الازمة, وقدمت من النصح ما يساعد في حل المشكلة, وقالوا لي أن قاعدة الحوار لا تشملني وإنما تشمل فقط طرفي النزاع, وفي الواقع لست وحدي بعيدا عن الدخول في المفاوضات فهناك تنظيمات دارفورية كثيرة ناشطة في القضية ولم تشمل وكذلك أحزاب التجمع .. إن الاتحاد الافريقي وضع أسس المفاوضات والحوار إنطلاقا ً من تجربة نيفاشا التي حلت مشكل الجنوب ووافق الامريكان علي ذلك "الموديل"..لذا إختصروا الحوار بين الحكومة وحملة السلاح, وأبعد من ذلك قالوا لي إنك لديك قوات تقاتل مع التجمع في إرتريا وما عندك قوات في دارفور وأعلن المجتمع الدولي أن همه هو إيقاف القتال ثم الاتيان بنا للمساعدة في وضع حلول للمشكلة.
ألم يوجه لك حملة السلاح من أبناء دارفور الدعوة للحوار والمشاركة في المفاوضات في مسعي للاستفادة من تجربتكم السياسية والتسريع بحل المشكلة وإنقاذ دارفور؟
كان أولادنا الذين يحملون السلاح لا يستعينوا بنا ولربما إعتقدوا إننا سنغطي علي دورهم ودور الحركات التي قاموا بها.. ولكن في مايو من العام الماضي دعوني من قبل تنظيم العدل والمساواة فرفضت الدعوة كونها تضعني في مآذرة لهم وقلت لهم إذا دعوتموني كتنظيمات مجتمعة علي أساس قومي فإنني سأحضر وأقدم النصح والمشورة, فذهب لهم التيجاني السيسي, وفيما بعد دعاني د.خليل ومني أركوي وعبدالواحد وجلسنا نتناقش, وقلت لهم أن لقضية دارفور شقين, الاول إنساني وهو وإنه نتيجة لحربهم مع الحكومة تشرد المواطنون في المعسكرات في الوقت الذي كنا نحن نناضل ونطالب لهم بحقوقهم وهم في بيوتهم آمنينين, يأكلون ويشربون ويمارسون زراعتهم ورعيهم, وهذه الحرب جعلت الحكومة تشق الدارفوريين إلي شقين وتضربكم وكذلك القري التي تظن إنكم مندسون فيها ثم تسلط عليكم مليشياتها من الجنجويد لتبعث بقري أهلكم وقلت لهم إنني أشك أن هؤلاء الجنجويد من القبائل العربية وإنما هم بضع أناس من قوات الدفاع الشعبي التي تستخدمها الحكومة التي تضرب الناس ولاتفرق بين حملة السلاح والمواطنين, لذا هذا الوضع خلق مأساة إنسانية لأهل دارفور, وقلت لهم بهذا الافق لابد أن تطالبوا المجتمع الدولي بإغاثة المواطنيين. أما الشق الثاني وهو حواري, حيث إنكم لابد أن تطالبوا في مفاوضاتكم مع الحكومة بضرورة مشاركة إنسان دارفور في القرار القومي وإنجاز التنمية والخدمات والمطالبة بفدرالية النظام السوداني وليس لدارفور فحسب, وقلت لهم أيضا إنكم ليس لديكم تجارب في المفاوضات ولابد أن تشركوا أهل دارفور ممن لهم المعرفة والمقدرة السياسية وإنهم وحدهم ليسوا ندا ً للحكومة من أبناء دارفور.. في ذاك الاجتماع قفز صوت عبدالواحد وقال لي أنا ليبرالي واؤمن بفصل الدين عن الدولة و" خليل ده إسلامي و انا لاأتفق معه ".. خليل من جانبه رد علي عبدالواحد وقال له" إنت شيوعي وأهل دارفور ديل مسلمين ومابيقبلوا بشيوعيين.." وأصبحت هناك مشادة بينهما, فتدخلت وقلت لهما أن نقاشهما إنما هو خارج الموضوع وان ضمن أهل دارفور من هو شيوعي وجبهجي وإتحادي وحزب أمة وبعثي ومن جميع ألوان الطيف السياسي يتشكل الدارفوريين, وعليه ".. إنكم لا تستطيعون حل المشكلة علي اساس عقائدي أو حزبي مستقصي للآخر..ولازم تتجردوا من الولاءات دي وتنقذوا الناس الفي المعسكرات وتشوفوا حل للمشكلة, وقلت لهم أيضا نحنا في النهاية سودانيين برضو ولا نستطيع كأهل دارفور أن نفرض الشريعة الاسلامية أو العلمانية علي أهل السودان الكبير..دي حاجة حلها يتم علي المستوي القومي لان السودان لايقرر مصيره الدارفوريين ولا الجنوبيين ولذلك حلوا خلافاتكم ووحدوا أنفسكم من أجل قضية دارفور..أما ولوبقيت القضية طموحات.. ده يبقي الرجل الاول.. وكده وكده, فدي حاجة تانية.." وبعدها إرتفع صوت د.خليل وقال ".. مني أركوي ده أنا ما بتعاون معاهو لانو بضربني في دارفور , ولكن عبدالواحد ده ممكن إتعاون معاهو.." فقلت له هذا كلام متناقض , فأنت تقول إنك لا تتعاون مع عبدالواحد لانه شيوعي والآن تحاول أن تسند نفسك به ضد مني, وقلت لهم أذهبوا وإتفقوا وتعالوا لي عند صبح اليوم التالي لنصل لإتفاق, ولكن في ذلك الصباح أتي الليبيون بطائرتين وأخذوا د.خليل ومني أركوي, وتركوني هناك ولما لم يحضروا حملت حقائبي وقفلت راجعا ً, وفي وجودي ببتسوانا إتصلت بي جماعة أركوي وقالوا لي أن وجودي مهم وإنهم إتصلوا بالاتحاد الافريقي وأرسلوا لي تذكرة للحضور , فقلت لهم إنني لست بحاضر, لأنهم عمقوا المشكلة بمؤتمر حسكنيته ووسعوا الشقة وإنه في حالة حضوري فإنني أكون كمن يناصر تنظيما ً علي آخر, وأضفت إنني لست مع الاجنحة والتنظيمات وأصدرت بيانا ً في هذا الصدد.
د. خليل عقد مؤتمرا ُ صحافيا في الاسابيع الماضية قال فيه إنه في حال تلكع الحكومة وفشل الجولة القادمة للمفاوضات فإنهم سوف يطرحون موضوع إنفصال دارفور , إلي أي حد تثمن مثل هذا التصريح, وهل ينتهي تاريخ السودان بإنفصالات وتقرير لمصائر بهذه السهولة, هذا في الوقت الذي توجد فيه إمكانية للحلول..؟
هذا ليس حديث د. خليل فحسب, فهناك كما أعلم أحاديث بين شريحة من أبناء دارفور..هم يرون أن الحكومة لو أجبرتهم بسياساتها التي تعزل أهل الغرب الآن عن القرار القومي فإنهم يرون أن كل الاحتمالات واردة , حتي الانفصال, وحجتهم أنهم لايجدون شيئا ً منها ويقولون ".. وحدة شنو دي النحنا ما لاقين منها حاجة.." ويرون أن دارفور كانت في السابق بمثابة الدولة, يكاتبها نابليون من خلال السلطان تيراب, ولديها أوقاف في الازهر مع سنار فقط من بين جميع مناطق السودان وإنها الدولة التي تكسوا الكعبة لمرتين وهذا ما لم تفعله حتي الخرطوم, وأن ملوكها كانت لديهم ولاحفادهم أوقاف ماتزال في السعودية , كما كانت لدارفور علاقات تعاون مع الدولة العثمانية مباشرة.. يظنون أن هذه المقومات يمكن أن تنمي, طالما إنها مقومات دولة والاقليم غني أيضا بثرواته المعدنية والزراعية والاقتصادية والحيوانية وأن لديه من خبرات أبناءه ربما تفوق خبرات الجنوبيون وساهموا من قبل في إستقرار السودان.. والغريب أن الجنوبيون يقولون لنا إنه لولاك جنود دارفور في المؤسسة العسكرية لما طال نضالهم.. نعم الدارفوريون يقولون إذا كانت الحكومة تضرب المواطنيين بطائراتها وتشرد مايقرب مليوني شخص, وحين يأتي المجتمع الدولي فإن الحكومة ترفض, فهذا إجبار علي الانفصال..
ولكن ماهو رأيكم سيد أحمد..؟
أنا شخصيا رجل قومي وبرنامجي في التحالف يعود خيره لجميع أهل السودان لو وعي الناس به..وأعتقد أن دارفور إرتبطت عضويا ً بالشمال وكل أجزاء السودان, ولماذا تنفصل..؟.. إن أهالي دارفور يمكن أن يلعبوا دورا ً كبيرا من خلال السودان الواحد بثقلهم السكاني والمكاني..وأذكر إنه في إنتخابات جرت عام 1968 إتصل بي أحمد مختار جبرة الذي تقاعد كضابط ورشح نفسه كمستقل في دائرة خشم القربة وأرسل لي تذكرة لعمل دعاية له ليفوز بالدائرة, خصوصا وإنه وجد سندا كبيرا من أهالي دارفور هناك والذين لهم إسهامات في المشاريع الزراعية في القضارف والدمازين والنيل الازرق وحتي الخرطوم وسنار وصاروا ثقلا إنتخابيا كبيرا ً يمكن أن يكون له دور الترجيح.. ولهذا السبب وأسباب أخري فإن مستقبل دارفور في وحدتها مع أجزاء الوطن..
كيف تري إتفاقية نيفاشا التي أوقفت نزيف الحرب في الجنوب ألا تنفع أن تكون إطارا ً عاما لحل يقية مشاكل السودان؟
نيفاشا لن تحل المشكلة لانها قسمت الشمال إلي عربي ــ مسلم والجنوب إلي مسيحي ــ أفريقي, والواقع فإن الشمال لم يكن كله مسلما ولا عربيا, في الشمال يوجد المسيحيين ايضا ً ويوجد في الجنوب المسلمين أيضا ً, واذكر إنني كتبت ورقة وقدمتها للحكومة الامريكية والبريطانية والفرنسية ودول الايقاد ونسخة لسفارة السودان بلندن, وقلت لهم أن إتفاق نيقاشا لن يحل مشكلنا وإنه سيؤدي إلي تفتيت السودان, لان الحكومة متمسكة به لان الاتفاق إعترف بها كحكومة أصولية يمكن أن تطبق الاسلام في الشمال وما تراه مناسبا في حكم السودان, هذا إعتراف بوجود الحكومة وهي فرحة بذلك لانها علي الاقل تضمن سته اعوام أخري في الحكم.. الجنوبييون إعتبروا الاتفاقية إنها ميزتهم بشكل ديني وإثني مختلف واعطتهم الحق للانفصال..وهم فرحون لذلك.. نيفاشا ستسبب في تفتيت السودان..
كيف ستفتت السودان والاتفاقية أخذت مسمي السلام الشامل؟
لا .. لا هي من أجل السلام الشامل..هذا المسمي غير صحيح, كيف يكون هناك سلاما شاملا ً والشرق ودارفور في حالة حرب. هل هذا يعني أن الوسطاء والحكومة والحركة لم يدركوا المسمي الصحيح للاتفاقية؟ هم إعتقدوا أن حل مشكلة الجنوب سياتي بهذا السلام الشامل, ولكن قلبت دارفور الموازيين وصحيح أن تمرد الشرق كان قبلها ولكن ما أزعج العالم أن تمرد دارفور بدأ دراميا ً ولم يكن الناس يتوقعون أن تغزو جماعة ما عاصمة الاقليم ويحرقو الطائرات الحربية وياخذوا المعدات العسكرية ويعتقلوا ويغتالوا الجنود, هذا لم يحدث في الشرق, كما أن رد فعل الحكومة كان وحشيا تسبب في هجرة الملايين ووفاة مئات الالاف. ولكن يقال أن جانب من مشكلة دارفور يعود إلي أهل دارفور؟
نعم بدأت المشكلة بين المواطنيين والواقع أن الظروف البيئية اثرت علي الرعي في الاقليم فكان لابد للمزارعين من إيجاد بدائل في وقت الصيف فأتوا إلي مناطق المزارعين مما ساعد ذلك علي وجود تعارك بين الزارع والراعي, وكان يمكن أن تحل هذه المشكلة لو كانت هناك حكومة رشيدة تنظر للازمة من ناحية بيئية وتضع لها الحلول.
إذن هل كان لديكم علم مسبق بتمرد دارفور ؟؟
إطلاقا لم يكن لدي علما ً..ولكن كنت أعرف أن هناك أناس بدأوا يتسلحون لحماية قراهم ومزارعهم, ولعل هذا التسليح بدأ من أيام الصادق المهدي.
هل بهذ تقصد قوات المراحيل التي تم تكوينها حينما كان فضل الله برمة ناصر وزير دولة للدفاع وعبدالرسول النور حاكما ً لكردفان؟
لا ..موضوع المراحيل لاينطبق علي دارفور , فقوات المراحيل بدأت في كردفان حيث إتخذتها الحكومة ذريعة لانهاء التمرد في جبال النوبة حينما تمرد يوسف كوه .ولكن ربما إستفادت بعض الجهات من تجربة قوات المراحيل في تمرد دارفور واذكر أن "الطيب سيخة" ــ قالها هكذا ــ كون ما يسمي بكتيبة الفرسان للوقوف ضد تمرد بولاد.
هل قابلت الراحل قرنق؟
في عام 1985 دعاني قرنق للانضمام لتمرده, فإجتمعت به وقلت له إننا في دارفور ليست لدينا مشكلة كما ترونها أنتم, فنحن كما قلت له مسلمون وعرب وإننا لانستطيع أن نهاجم المسلمين والعرب بتلك الحدة.. نحن نستطيع أن نقول الحكومة أصولية ولا نستطيع مهاجمة الاسلام..لان أهلنا لايقبلوا بذلك ولن يتبعونا, الشئ الاخر أن لدينا قبائل من أصول عربية وأخري زنجية فلو إنضممنا للحركة سنخلق فتنة داخلية مثلما هو حادث الآن..
بين الفينة والاخري تتري إتهامات من حكومات المركز ضد قبيلة الزغاوة وهناك تحركات ضد قبيلة الزغاوة من قبل المؤتمر الوطني وقول بأن لديها مخطط لدولة زغاوة الكبري, فماذا تقول..؟
لا أؤمن بدولة الزغاوة, ولاتستطيع قبيلة واحدة أن تحكم أي جزء من السودان أو السودان جميعه.. صحيح أن كل من يحكم السودان سيكون لديه قبيلة, ولكنه لايحكمه بقبيلته.. أعتقد أن هناك بعض قرائن أحوال يحكم الناس عليها ويعتقدون إنها صحيحة.. إن الزغاوة برهنوا علي إنهم ناجحون في المجال الاقتصادي وعلموا أبنائهم وبرهنوا علي أنهم مقاتلين بدليل مساندتهم لإدريس دبي, ولبعض افرادهم الخصال الممتازة للقيادة التي تكفل لهم الحكم ولكن كقبيلة فلا أظن إنهم سيحكمون. إإنهم لو عملوا في نطاق المجموعات بشخصياتهم وبرامجهم التي يمكن أن يقنعوا بها الناس ربما يستطيعوا أن يحكموا ..و " ليه لا" وهناك من يتهمون الحكومة الحالية إنها مكونة من الجعليين والشايقية.. وطبعا ً هذا كله ليس صحيحا ً, فليس كل جعلي أو شايقي هو حاكم الآن.. ليس من حقنا أن نعيد الناس إلي قبائلهم ونصف حكمهم بها اللهم إلا لو برهنوا إنهم يعملون لقبائلهم وليس السودان.. يقال أيضا ً إنه تم خلع عبدالواحد من الرئاسة لصالح رئاسة الزغاوة للحركة..؟ هم يقولون أن خلافهم مع عبدالواحد تم إداريا ً رغم أن كل القبائل قد إرتضت به لقيادة الحركة.. ولا يأخذون علي عبدالواحد علي أنه فوراوي.. ويتحدثون عن غيابه عن الميدان وتركه للناس بلاقيادة في أحايين كثيرة.
في خاتم المطاف هل تري أن قيام حركات مسلحة في دارفور ضد السلطة المركزية صحيح من أساسه , خصوصا ً وإننا لحظنا إنك لم تفكر في هذا الامر طيلة وجودك خارج السودان؟
إن الحركات الدارفورية قامت كرد فعل لأوضاع موجودة, ويبحثون في الواقع عن برنامج سياسي علي مستوي السودان وحركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة قومية التوجه, لكن المجتمع الدولي يعتبر إنهما حركات قامت من أجل دارفور ولذا يتوقع منهم برنامجا لحل المشكلة علي هدي نيفاشا التي إعتمدت علي مسائل الدين والهوية ونظام الحكم ولذلك تم في نيفاشا إشراك الشماليين في حل المشكلة كممثلين لحزب المؤتمر الوطني .
وماذا تثمن مطالبة المفاوضيين الدارفوريين بمنصب نائب الرئيس؟
أنا إختلف مع أبناء دارفور في ضرورة إعطاء منصب نائب الرئيس لدارفور .. ولكن فإن المنصب إذا اصبح واقعا ً لدارفور فيجب أن يكون بصلاحيات دستورية..صحيح إنه يمكن أن نأتي بأحدهم من دارفور للمنصب ولكن سيفشل إذا لم يجد المسؤوليات المقننة والامكانيات المقتدرة.. لماذا نرضي بالنيابة .. ألا يكون لدينا الطموح لرئاسة السودان ..إذا قبلنا بالمنصب فلن تكون لنا الفرصة الاكبر لحكم السودان.. أعتقد أن الموضوع سيفتح بابا ً لأهل الشرق وجبال النوبة كذلك.. أتمني أن يكون هناك مجلس سيادة تتناوب فيه كل جهات السودان برئاسته دوريا.ً
هناك أيضا ً إتهامات أن الاسلاميين المنشقين من صفوف المؤتمر الوطني يلعبون دورا ً في تمرد دارفور؟
أيضا الناس تحكم علي قرائن الاحوال والتي هنا واضحة إذ أن قيادات التمرد من الاسلاميين المعروفين, فعندما إنشق الحزب ربما وجدوا فرصة في إستغلال مشكلة دارفور للضغط علي الحكومة, ولكن ليس لدينا يقينا ً تاما ً لأن الاسلاميين في الحركة ينكرون هذا الاتهام.
سيد دريج لديك برنامج للتحالف الفيدرالي, ومن خلال معطياته يستشف إنك تدعو لنظام علماني سوداني, أنت كأحد أبناء دارفور و حيث أن سكانها مسلمون مئة في المئة, هل تري أن العلمانية ستكون حلا ً لقضاياهم؟
أنا برنامجي السياسي واضح حول هذا الامر.. فكلمة علمانية يستخدمها الاسلاميون كعصا في وجه الذين ينادون بها وضد كل من يقف ضد تعصب الدين .. أنا أري أن هناك إعتدالا ً في الدين, وأنا معتدل ومستعد لمجادلة الاسلاميين بالدين نفسه وأقول أن كثيرمما يفعلونه يخرجهم من اصول الدين مثل العنف وقتل المسلمين.. وكمسلم ومؤمن بديني لا يمكنني مهاجمة الاسلام,,والشئ الثاني أن الدين موجود في وجدان كل مسلم ويؤثر في سلوكياته وأخلاقياته ومن الناحية هذه فإن تعاملي الاخلاقي وتعبيرات حياتي اليومية والسياسية مستمدة من الاسلام ود. جون قرنق لديه كلام بسيط عن الدين ويقول أن الدولة لا تذهب إلي الكنيسة أو المسجد, وإنما هناك افرادا ً يذهبون للجامع والكنيسة, والدولة في ظني جهة إعتبارية.. إذا ً الدين شئ والحكومة شئ آخر.. والحكومة جاءت لتعدل بين الناس وتحقق السلام بين المواطنين وتنصر الضعيف .والقرآن الكريم منع الناس من قتل بعضهم البعض ومنع السلب بالعنف.. فهم أن العلماني ليس لديه دين هو الخطأ بعينه.. العلماني يعتقد أن الدين بين الانسان وربه والدولة أتت لتحقق مطالب الناس في الدنيا وتخلق المجتمع المتجانس والمسالم.. وحين يموت الانسان يسعي لملاقاة ربه والذي يمكنه أن يدخله النار أو الجنة.. ولكن لا ينبغي أن يأتي شخصا ويستغل الدين ويصل به للسلطة ويبقي هو ممثل الله في الارض يقتل من يشاء ويعذب من يشاء"..مش ممكن".. الدين يثير أزمة دائما عند المجتمعات المتخلفة .. الاوربيون أنفسهم مروا بهذه التجربة في القرون المظلمة وكانت الكنيسة تقتل الناس وتكفرهم لو مارسوا الشكوك حول عملها السياسي, وجاء عصر النهضة وتطورت العلوم وبدأ الناس يفكرون في الطبيعة ويفسرونها علميا وليس غيبيا.
إختارك النميري حاكما ً لاقليم دارفور في أعقاب التظاهرات التي أدت بالاطاحة بالطيب المرضي والذي كان محافظا ً لشمال دارفور ثم ترقي حاكما ً في ملابسات الحكم الاقليمي الذي طبقه النميري في عام 1983 , كيف كانت القصة من بدايتها, وكيف إتصل بك النميري لاداء هذاه الوظيفة؟
كنت قد عدت من الخليج واسست شركة الشرق الاوسط العالمية للتجارة وبدأت في التجهيزات الاولية وإستوردت طاقما كبيرا من شاحنات "البارلية" ثم مرة ذهبت لمهدي مصطفي الهادي وكان وقتها محافظا ً للخرطوم وطلبت أن يصدق لي بجراج لصيانة الناقلات, وقد كان , ثم عدت أدراجي للمكتب نهارا ً في المنطقة الصناعية ببحري, ووجدت أن الشركة كلها تقف " علي رجل واحدة"..وقالوا لي أن اللواء عمر الطيب إتصل بي أكثر من مرة وقال للسكرتيرة إنه يريدني ضروريا ً, فإستغربت بادئ الامر وأخذت أفكر..هل يريد أن يعتقلني أم ماذا..؟ خصوصا وأن مظاهرات الفاشر ضد حاكم الاقليم الطيب المرضي بلغت أوجها, قتوكلت علي الحي الدائم ووركبت عربتي الفلوكسواجن وذهبت وكانت تنتابني الوساوس حتي إنني وجدت نفسي لا أعرف مبني جهاز الامن, فسألت حتي دلوني علي المبني, أوقفت عربتي في باب الجهاز ولم تقف الوساوس ودخلت مكتب اللواء عمر وحدثت السكرتير بالامر وأذن لي بالدخول, فلما رآني حياني وقال لي دعنا نذهب.. قلت إلي أين ..؟ فقال لي: الرئيس عايزنا في إجتماع.
وهل كنت تعرف النميري قبلها..هل قابلته..؟
كنت أنا في الصف الاول في حنتوب بينما هو كان في الصف الثالث, وبحكم الرياضة أصبحنا زملاء, كان هوكابتن فريق حنتوب لكرة القدم, ورياضيا ً نعرف بعضنا البعض.وكنت أيضا رئيس الالعاب الرياصية بحكم مزاولتي لالعاب القوي, وحينما نلعب مع المدارس كنت أرأس الفرق وكان فريق كرة القدم من ضمن مسؤوليتي وكان يعرفني بهذا .. وأعرفه كلاعب كرة ممتاز ويقود خط هجوم كرة القدم.
وهل سنحت لكما ظروف الحياة أن تتلاقيا بعد إكمال مرحلة حنتوب؟
نعم تلاقينا " بصورة عجيبة" وحينها كنت زعيما ً للمعارضة, وأذكر إنني قررت مرة الخروج من جو الخرطوم, وشحنت عربتنا في القطار وكنا متوجهين للشرق, وحينما وصلنا القضارف توقف القطار في المحطة وفجأة رأيت النميري مقبلا نحو "كمرة" الدرجة الاولي, فسلم علي بطريقته المعهودة "..دريج إزيك" وهو بملابسه كعقيد, فحييته وقال لي إنه عرفني إنني كنت مسافرا ً بهذا القطار وأحب أن يسلم عليك, فجلس و"تونسنا" وسلم علي زوجتي وحيا ابنائي, وحينما أطلق القطار صافرته ودعني وإنطلق, ووقتها لم يكن يتبادر في ذهني إطلاقا ً إنه سوف يقوم بإنقلاب بعد شهور عدة, منذ ذلك الوقت لم نتلاق إلا في القصر..
ثم ماذا حدث؟..
هناك في القصر رحب بي ..ثم قال أن لديه مشكلة كبيرة في دارفور, وأذكر إنه همس لي "..ناس دارفور ديل أنا بعزهم جدا ً ولي أصحاب من دارفور وذكر لي من بينهم" ملين" والذي كان يحب تربية الخيل ويلعب البولو معه وبخلاف هذا الشخص ذكر لي افرادا عديدين..وأفاض أنه كان لديه وضعا ً إستثنائيا في دارفور حين عين الطيب المرضي حاكما للاقليم, حيث كانت هناك المشكلة الليبية ـ التشادية وقال لي أن القذافي كان يستهدفه, وكان لابد أن يكون لديه حاكما عسكريا ً بخبرة الطيب المرضي الاستخباراتية, وقال لي أن أهل دارفور فهموني خطأ. بعدها شكرته وقلت له إنني لا اقدر علي آداء هذه الوظيفة, وذكرت له إنني قد طردت من المنزل الحكومي بعد الانقلاب وأتيت مرة ووجدت أن أسرتي قد طردت من المنزل بعد الفشل في تسديد الايجار وكان وقتها 60 جنيها, ولذلك ذهبت إلي الخليج ثم عدت بعد أن فتح الله لي كمستثمر , وقلت له أن أموالا كثيرة إستثمرتها فإذا ذهبت كحاكم وأكلت أموالي فأكون قد ضيعت مستقبل أبنائي.. واقترحت له أن نجتمع مع أبناء دارفور و"نشوف الزول المناسب" وفي الحادية عشر صباحا آتيته بالخبر اليقين..ومنها ذهبت إلي د.آدم مادبو وحدثته عن دعوة نميري لي وحكيت له كل مادار بيني وبينه.وقلت له مادام النميري قد غير رأيه ويريد أن ينصف أهل دارفور فلابد أن نستفيد من السانحة , فإتصلنا بالاستاذ عبدالله آدم خاطر بحكم تعاوني السابق معه ودعونا أبنائنا لاجتماع, وجاء كثير من أبناء دارفور, وأصروا في ختام الاجتماع أن أقبل بالوظيفة وقالوا لي إنك كونت نهضة دارفور وإنني وقتها أملك المال وبالتالي رأووني كرجل مناسب إستطيع أن أكون مؤتمنا ً علي مال الاقليم.. وفي الصبح ذهبت للنميري , وضمنت له الموافقة وقلت له أن لدي شروطا ً قبل القبول بالوظيفة, من ضمنها ألا يتدخل في السياسية التي إتبعها لتطييب الخواطر, فرد في الحال"..ياخي ديل الناس الدايرنهم.. لكن القاعدين معاي ديل دايرني أقول ليهم يعملو شنو في اي حاجة" ..الشرط الثاني أن أختار من هم الذين يتعاونون معي وألا يقول لي لا اريد هذا أو ذاك..والشرط الاخير أن أعمل حاكما مجانا بلامرتب أو "مليم", فقال لي لقد قبلت بشروطك..ذهبت ثم عدت له بقائمة الوزراء فإعترض علي المهندس محمود بشير جماع ود. علي الحاج والمهندس مأمون محمدي, وقال لي أن جماع حرض الطلبة بأن الطيب المرضي من كردفان وأن فضل الله حماد كذلك من كردفان وهو الذي إخترته محافظا لنيالا فيما بعد.. وقال لي " علي الحاج ده ماعايزو لانو أخو مسلم"".. وإعترض علي المرحوم محمدي بإعتبار إنه نديم للكأس .. فقلت له ".. أنا إشترطت ..وكلمتك وزراي ما تتدخل فيهم لاني عملت موازنة بالخبرة والتعليم".. وقلت له أن المهندس مأمون محمدي حفر جميع آبار السودان ودارفور تحتاج له في موضوع المياه . وجماع كان رجلا ذو خبرة ووكيل وزارة الري بمدني. وأن علي الحاج رجل متعلم وإن المصالحة أتت بالاخوان المسلمين وأن أهل دارفور خليط من الاسلاميين والانصار ومن بينهم الشيوعي.." وبعدها قال لي.." أنا وافقت وخد ناسك وامش"..ذهبت إلي دارفور وفجأة واجهني أهل الاتحاد الاشتراكي وبدأوا في كتابة التقارير ضدي وقالوا له إنني همشتهم مع التنظيم السياسي وإنني لا أعترف به.. أما الاسلاميين بقيادة الشفيع أحمد محمد فرأوا إنني " جيت ولقيتها جاهزة وما مفروض أكون هناك" وبدأت كل هذه الاتجاهات تعاكسني, ثم جاءت المجاعة, وقلت لوزرائي أن مشكلة المجاعة أكبر من دارفور وإنني ذاهب إلي الخرطوم لطلب المساعدة لانها أكبر من حجمنا.. سعيت لوزير المالية وطلبت مبلغ 7 مليون جنيه لشراء جوالات ذرة لأن الموطنين ليست لهم المقدرة لشراء الذرة وبعض منهم باعوا مواشيهم.. في الخرطوم واجهت المعاكسة أيضا ً وبعض المسؤولون قالوا "..دريج ده بفتكر نفسو شنو.. يدوه قروش ليه " وحدثوا النميري إنني لا أعمل باسس الاتحاد الاشتراكي وغير معترف به, فرفض مقابلتي وبقيت شهرا في الخرطوم أطارده ووسط هذه الظروف أقسمت إنني لن أعود إلي دارفور ما لم أجد الدعم المناسب.. ولحسن الحظ جاءنا إخطارا ً كحكام أقاليم أن نجتمع بالرئيس مع وزراء مجلس الوزراء .. وحمدت الله.. وبدأ الاجتماع وكان النقاش يدور حول الامن ولم أكن ألقي بالا .. وفجأة رفعت يدي وكنت منفعلا ً فقلت للرئيس".. أنت حينما إخترتني حاكما ً لدارفور قلت لك لازم تديني الامكانيات..والآن المجاعة ضربت دارفور وفي ناس بيموتو من الجوع وإنو الجفاف سيمر بكل دول الساحل ولابد أن تعلن المجاعة حتي يساعدك المجتمع الدولي, وحكيت له إنني ظللت شهرا ً بالخرطوم من أجل المقابلة.. اسعي بين قصر الصداقة وأتودد للسكرتيرة كلتوم ومرة السكرتير محمد الحسن في مجلس الوزراء .. وقلت له "لازم تعمل لينا خط ساخن كحكام أقاليم شان نلقاك".. وقبل أن أكمل حديثي قام وإنفعل وقال ".. دي ثورتي وماعايزة الناس تكلمني كده وتمشي تشوف شغلك.." فقلت له وسط إستغراب الحضور".. دي ثورتك وإنت عملتها وأنا ما فيها .. وأنت كلفتني لما إحتجت لي..وأسي تحدثني بطريقة زي دي.." ..ثم لملم أوراقه وقفل الباب ورائه وذهب بينما كان الحضور يراقب هذه الدراما..ثم ".. قمت بالراحة ولملمت ورقي وسقت عربتي ووصلت المنزل وحكيت لزوجتي مادار في الاجتماع وقلت لها ".. نميري يروح يحكم دارفور ولو في طيارة أروح اليوم""..وكانت زوجتي فرحة لانها رأت إنني لا أنوم الليل من أرق المشكلة ومرة قالت لي إنك ستموت بسكتة قلبية..وبعد بحث وجدوا أن الطائرة البريطانية ستغادر في الثانية صباحا وتم الحجز لي وإنتهت إجراءات وزن العفش, إصطحبني السائق إلي داخل المطار وبعد أن أكملت الاجراءات وقاربت ساعة السفر أعطيته الجواز الدبلوماسي وركبت الطائرة وكنت مرهقا جدا , وكنت متخوفا ً من أن يعرف رجال الامن سفري ولم أطمئن إلا بعد حلقت الطائرة فوق الخرطوم..." ودي المرقة" حتي يومنا هذا..
ما الذي حدث بعد ذلك, هل إتصلوا بك في لندن.. هل كنت تفكر حول العودة بطريقة ما..؟
في لندن ذهبت للاقامة في الفندق ولم أسع إلي شقتي, ومكثت هناك حتي لا تلاحقني التلفونات في الوقت الذي كانت السفارة تبحث عني ليل نهار.. ولكن دعاني د.منصور خالد في جلسة ضمت الصحاب د.محمد ابراهيم خليل وبشير محمد سعيد ودعا كذلك سفيرنا عبدالله الحسن, فقال لي السفير".. ياخي إنت وين" والواقع إنني كنت أعرفه منذ أن كان نائبا ً للمأمور في زالنجي وكان هو صديقنا وزميل المسامرة.. ولما إنتهت جلستنا قال لي "..علي الطلاق" أوصلك ورأي محل إقامتي.. وما أيام إلا إتصل بي اللواء عمر محمد الطيب وقال لي "..ياخي الرئيس متأسف وعنده تقدير خاص ليك.. ووحياتك تجي .." ورديت بإني سوف أعود ولكنني سلفا ً قررت أمري..
وما الذي جري في دارفور بعد ذلك..؟
أعتقد إنهم أرسلوا علي شمو وإجتمع ببرلمان دارفور, وحاول أن يؤثر علي البرلمان ليقيلني ولكن قال له الاعضاء أننا نرفض هذا الاتجاه فربما يعود يوما ً.. وما شهور إلا وإنتهت مايو. لم تعد بعد مايو ولكن خاطبت المجلس العسكري الانتقالي كما علمنا وقتها؟ نعم لم أعد ولقد أرسلت رسالة للمجلس الانتقالي ورؤساء الاحزاب وعنونتها ب"من أجل نظام جديد للحكم" وقلت فيها أن جيلنا الذي تصدي لحمل الرسالة من جيل الرواد الذي صنع الاستقلال مسؤول عن العمل من أجل وقف الانحدار وهي مسؤولية جسيمة تتطلب في الدرجة الاولي الالتقاء حول أسس ومبادئ تكون في مجموعها قاعدة للحكم السليم قائمة علي كيان جديد يأخذ في الاعتبار أن عودة السلطة للاقاليم هو الطريق الوحيد لتحقيق الوطنية الشاملة التي تشكل الاساس لانظلاقة كبري علي طريق التنمية , ذلك أن النظام الفدرالي الذي اثبت قدرته علي الصمود والبقاء في دول كثيرة تتشابه ظروفها الموضوعية مع ظروف السودان إنما هو في تقديرنا المخرج الوحيد من أزمة الحكم الدائمة التي ظلت تعرقل مسرة شعبنا وهو أمر نطرحه للنقاش الموضوعي بعيدا ً عن هستيريا التشنجات السياسية وردود الفعل العفوية والانتماءات القبلية والاقليمية والحزبية الضيقة.
|
Post: #25
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 08:43 AM
Parent: #23
الزميل محمد سليمان نشر البوست الاول والثاني في هذا المنبر تضامنا مع مأساة المهندسين.
أين الصراخ السياسي السوداني من مأساة مصر: الميرغني, الصادق, الترابي, نقد , سلفاكيرـ نموذجاً
العالم كله يتحدث عن مأساة السودانيين في مصر..ما عدا السودان..
|
Post: #26
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 09:01 AM
Parent: #25
مكرر
|
Post: #27
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 09:30 AM
Parent: #26
|
Post: #28
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: صلاح شعيب
Date: 01-14-2008, 09:51 AM
Parent: #27
الزميل محمد سليمان
لا أريد أن أغرق البوست بمساهماتي المتواضعة في قضية دارفور بعد الحرب، أما قبل الحرب فأنت لم تكن لك صوتا حينما كنا نكتب عن دارفور وأهلها ونحاور رموزها السياسيين والمفكرين والمثقفين والادباء ولم يكن لك صوتا ضد هذا النظام حينما كنا نحاربه في الداخل وفي صحف القاهرة..محمد سليمان أشكر النت اللي أداك صوت وأداني كمان صوت فوق الاصوات الداخلية اللي بتوصل كلامي عن دارفور .يا محمد سليمان لا أريد أن أجلس لأفكك "كل ما كتبت" عاليه وولكن فقط قصدت أوضح ليك إنو الكتابة دي عايزة وعي وعدم استعجال وعدم كتابة اي كلام والسلام..ووالله العظيم إن أحتجت إرشيفاعمما قدمت لدارفور ساسعى بتكليف أحد الشباب ليطبع كل هذه المواد التي احتفظ بها في السودان ويرسلها لي في "ديسك" لتعرف أن ما تقوله هو عين عدم المعرفة بمعرفة مضمون الكتابة ..ووالله أعذر ذهنك بعد ده كلو..يا محمد سليمان نحنا ما جديدين في عصر النت شان تجي تقيمنا بدون معرفة ..تجربة العشرين سنة الفاتت دي يا محمد كان هم دارفور واحد بس من هموم قومية وانسانية واقليمية ومع ذلك ما تعانيه دارفور يا محمد طعنة نجلاء في خصرنا كدارفوريين وسودانيين كلنا وليس أنت بمفردك..يا اخي القضية مش في الكلام المجاني ولكن القضية في كسب الناس لقضيتك وإذا كان دا تعاملك مع زول قريب ليك ومال كيف تقنع الاخرين بدفع قضيتك للامام..وإذا لم تكن أزمة دارفور قومية ..ماذا تكون..؟ هل اتقطعت من السماء في المسا..ما هي نتاج "البروسيس التاريخي للدولة المركزية يا محمد" وحتحلها كيف..ظ ما لازم تحلها بشكل قومي ..زي ما حاول مني أركوي وحتحاول كل الحركات.. وما التفاوض ببقى مع مين..هل مع ناس من جزر القمر ..ما ياهو مع الناس البتسميهم جلابة ديل..ولا شايقية ولا جعليين زي ما بتكتب وتألب القبايل ضد قضية دارفور وما بتعرف إنو في شايقي مات مع الثوار ودارفوري زي كوشيب بقيف مع احمد.. طيب أنتا بتخاطبنا وبتقول بلغة مجانية :
يا صلاح شعيب قومية شنو و بطيخ شنو ؟
طيب يا محمد "أواليات" الحل شنو لو شايف كلامنا فلسفة وفلقسة..وطيب إذا ما كان بتعترف بالفلسفة ماشي تكون سياسي وثوري كيف يا جيفارا..وماشي تفهم التهميش كيف و"العدل والمساواة" كيف..ولو ما عايز تكون قومي ناسك الدارفوريين في الخرطوم ديلك حتخدمم كيف ..ولو ما عايز تكون قومي حتحتج على ميزانية السنة دي ولا ديك البتظلم دارفور كيف..ويا محمد الرصيد السوداني ولا "السودانوي" المساكن ليك والي أهلك الدارفوريين متممدين فيهو توظفو كيف لحلول سريعة لقضيتك من دون ما يصل رقم الضحايا لنصف المليون..أخشى يا محمد أن تكون أنت ثائر دارفور ولا تعرف "ماهية" كوني أنا قومي فيما خص القومي ودارفور فيما خص الدارفوري وبينهما امور مشتبهات..لامن أقول ليك الموضوع ما بتحل إلا بشكل قومي أعني أن الفيدرالية ولا تقرير المصير ولا الكونفدرالية اللي ممكن واحد دارفور يحبذ واحد منها بتجي بالمدخل القومي زي ما عملوا الاخوة الجنوبيين واللي في النهاية ما كان عندهم حل ما دام الانتصار لم يتحصلوعليه إلا يجلسوا مع الجلابة ديل يا محمد وبعدين يا محمد جلابة الخرطوم ديل ياكا بتقاسم معاهم البلد لو كانوا جيبهجية ولا شيوعية ما عندك حل..واسأل مواطنك مناوي القاعد في القصر يقرا الجرايد ويضرب التلفونات وقول ليهو منو الجلابي المعاك شان ينفذ معاك مشروع خدمة دارفور..طيب يا محمد كلكم بتركزو على حل مشكلة دارفور من زواية إعطاء مناصب ووزارات قومية واقليمية وكده ولكن لامن نقول ليكم نحنا قوميين وشايفين حلولكم دي بتزيد الازمة بتقول لينا بطيخ..ويا هو فتحة خشمنا تكبو "فوقا" التراب فاكرين إنو طريقة "كتابة الكيبورد البتطلع بضغينة تهليل تدمير..وليس "تأملا صبورا" بتخوفنا وبتخوف أخوانك الجلابة..يا جماعة أقعدوا في الواطة وأقروا شوية وتأملوا في القضايا من جذورا قبل ما بس تدخلوا البورد زي داخلين كمين..وياهو دا "فكركم البطيخي" البخليكم تلملموا أولاد دارفور في جميع الولايات المتحدة وبتجوا واشنطن وبتكتبوا هنا وبتقولوا عملتوا ورشة لكل الناشطين في قضية دارفور استمرت أيام وليال وبتستسخروا تضربوا تلفون لينا شان تشوفوا رأيي كزول من دارفور المساهمات الفوق دي بتؤكد إنو لينا كتابتنا ولو اختلفتوا معاها.زوبعد ده كلوا يا محمد تفتشوا في شماعات وتلقوا صلاح شعيب المسكين ده القاعد في واشنطن ولا ليهو أيد ولا كراع في النصف المليون الماتوا ديلك وتقولوا نحنا سبب الازمة .زياخي أنا مشيت حملت سلاح ضربت لي زول ولا ضربت زول بالانتنوف ولا أغتصبتا زولة مسكينة .زيا خي ما تركز قضيتك على الناس الكتلوا ناس دارفور العزل وهاجم الخرطوم زي ما عايز تهاجم بدل إنك تسكت كلوا زول وترهبوا إنو جلابي ومتواطئ مع الجلابة.هل هو دا نضال يا محمد بجيب لناس دارفور حقهم وهل بالطريقة دي عايز تخدم ناس دارفور وأشمعنا إنتا بتتكلم عن التهميش والاستعلاء وجاي واشنطن وأنا اخوك من دارفور على بعد خطوات وبتهمشني في مؤتمر دعيتو ليهو كل ناس الولايات.وهو التهميش ده كيف يا محمد..وطيب البطيخ البتتكلم عنو كمقابل موضوعي للقومية حيوصل قضيتك لوين ولمتين والضحكة ضاعت كيف.. يا محمد بتقول خلاص يا هو ده النضال وأبقوا عليهو عشرة ما دام مشورتنا بتجيب ليكم الهوا وما دام إنتو طالعين في كفر قضية دارفور بالشكل دا خلونا في تقييمكم لينا وحشاشكم بملا شبكتو والايام دول؟
أما إذا أردت أن نتحاور بأدب واحترام حول ما يلمنا كدارفوريين أولا بدون اتخاذ منهج الهجوم وتبخيس الناس وعدم ايجاد مدخل متسامح للحوار معهم فنحن جاهزين ومتسامحين وما عندنا ضغينة ضد زول.
|
Post: #29
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: الزوول
Date: 01-14-2008, 11:43 AM
Parent: #28
السلام عليكم من أمثال الجلابة الجاري وراك ...كان ما لحقك !! بيتوّر نَفَسك ......................... الأخ صلاح شعيب تحية واحترام لا أظنك بحاجة لتتعرف على محمد سليمان فلم تتعب نفسك في إقناعه ؟ ومن أعطاه حق محاسبة الناس على أعمالهم ؟ وهل تحتاج حقاً لصك اعتراف منه لتثبت أنك لم تقصر في مناصرةأهلك؟ لن يرضى عنك محمد سليمان وشلته ولو أتيته بقراب الأرض كلمات ومقالات تصديت فيها لمشكلة دارفور لآتاك بقرابها تسفيهاً واستصغاراً لما تفعل ولن يرضيه عنك شيء الا أن تقول قوله وتسلك مسلكه ............................. وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
|
Post: #30
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 01-14-2008, 04:05 PM
Parent: #29
.......عدنا....
|
Post: #47
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 01-15-2008, 11:50 AM
Parent: #29
الاخ/الزول ...تشكر على المرور....وننتظر إفادت فى الموضوع المطروح للنقاش ........لك ودى..........
|
Post: #79
Title: Re: ًًًًصـلاح شـعيب أسـتحلفك بالله...
Author: محمد عكاشة
Date: 02-03-2008, 10:58 AM
Parent: #17
[QUOTE].....وصلاح شعيب من الكتاب القلائل فى هذا المنبر ,ممن يمكن أن تدلف إلى ما يكتبون وأنت متأكد سلفا بأنك ستضيف إلى قاموسك المعرفى والمفاهيمى واللغوى كل ما هو جديد ومفيد....لذا ظللت بإستمرار أقف مشدوها ومحاصرا بحالة من الصوفية العميقة وأنا أطالع كتاباته وإفاداته بين الفينة والاخرى,إن كان عبر الفضاءت الإسفيرية أو عبر ما يخطه يراعه فى جريدة الصحافة. وأعجب أيما إعجاب بمفرداته الأنيقة وأفكاره المرتبة وأطروحاته الجزلة...هو هكذا عندى قمة من قمم الكلم وقامة من قامات الكتابة,ومثل أعلى فى فى عوالم المثاقفة والجدل الفكرى والسياسى |
الاخ خالدبحر التحيات النواضر..وللصديق صلاح.. مودتى
|