عندما كان الكريسماس مناسبة قومية...

عندما كان الكريسماس مناسبة قومية...


12-26-2009, 06:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1261804682&rn=3


Post: #1
Title: عندما كان الكريسماس مناسبة قومية...
Author: جمال المنصوري
Date: 12-26-2009, 06:18 AM
Parent: #0

مر علينا عيد ميلاد السيد / المسيح هذا العام مرورا جليلا، ووجب علينا ان نهنيء انفسنا وجميع الخلائق بهذا الميلاد المجيد، واتمني ان يعود العام المقبل والسلام والوئام والمودة قد غمرت الدنيا من اطرافها واقاصيها، فما احوجنا اليوم الي السلام مع النفس اولا، والاسرة ثانيا، والمجتمع من حولنا ثالثا، والعالم اجمع...

سادتي..
هناك ذكريات جميلة تعود بنا الي ما قبل 1983 العام الذي اقر فيه المشير نميري، قوانين سبتمبر البائسة، وقبل تقسيم المجتمع الي مسلم وكافر، ومن ثم اخو مسلم ثم مسلم ثم اهل ذمة، ومن ثم ما ملكت ايمانكم، اذكر قبل ذلك العام المشئوم كنا في مدينة عطبرة الجميلة، التي كانت يوما من الايام مضرب الامثال في انصهار الشعب السوداني كله في بوتقة واحدة، وبرغم ان الطابع المسيحي الغالب للمدينة كان من الاقباط الارثوذكس، والذين يحتفلون بميلاد السيد المسيح، في اليوم السابع من شهر يناير، الا ان نادي المكتبة القبطية كان الحاضن الرئيسي لأحتفالات المسلمين والمسيحين الغربيين في ليل اليوم الرابع والعشرون من ديسمبر، وهو عيد الميلاد حسب قواعد الكنيسة الغربية.. كانت الاسر تعد في هذا اليوم الكعك والبسكويت، والشاي، والزلابية استعدادا للأحتفال الذي كان يستمر حتي السابع من يناير مرورا برأس السنة الميلادية والذي كان يعتبر يوم ختان السيد المسيح حسب التقويم الجريجوري، كنا نلبس جمل ما عندنا برغم ان البعض كان لا ملك الا بنطالا واحدا، وقميص (عامر) والتسابق علي اشده لحجز مقعدا لك في النادي، وان كانت الاغلبية الغالبة من الشباب، تقف خارج السور لأن المقاعد يكون قد تم حجزها من الاسر العريقة، فقد كان الحجز يتم بنفس اسلوب الحجز علي قطار العمال المتجه الي الخرطوم، في ذلك اليوم لا يمكنك ان تفرق بين زيد وعمر، وجرجس وجون، الكل بالحب معجون، حيث لم يكن بيننا كافر قط ولا زنديق، فالشيوعيون كانو من اهل المبادرة، وكذلك الائمة، وبيننا كيزان لم ينفصلوا عن حياتنا ومعاشنا الا في العام 1989 قبلها كان جعفر كرار والعاقب دراج اخوة، وامير الكوكب وعادل حلمي والشايقي والجعلي والبقاري، والزغاوي، وادروب والشكري ، والعتمن ، والحلاوي، والشلكاوي، والبطحاني والدينكاوي، والحلفاوي، والبني عامر والحساني، والدنقلاوي، والكابي والفونج والمناصير اخوة، يجمعهم الحب وكان علي الارض السلام.. ان الله مد في الاعمار فحديث الذكريات سيمتد الي يوم القيامة (شم النسيم)..

مودتي..

Post: #2
Title: Re: عندما كان الكريسماس مناسبة قومية...
Author: طه جعفر
Date: 12-26-2009, 06:55 AM
Parent: #1

الاستاذ جمال منصوري كل عام و انت بالف خير
عندما كنت في المرحلة المتوسطة ربما 1981 كنت مارا جوار بيت عمنا عبد المسيح عند الطرف الجنوبي الشرقي لحي الجناين بالقضارف علي شارع كسلا .. خرجت علي مجموعتنا ربما شقيقة العم عبد المسيح و نادت علي قائلة روح لابوك و قل له ان عبد المسيح ربنا افتكروا .. قلت لها البركة فيكم و رجعت لاخبار ابي الخليفة جعفر الخليفة و كان ان قام بكل ما يلزم.
كان يؤم عزاءات الاسرة الاعمام جرجي دانيال و جوزيف دانيال و يقومون بقراءة الفاتحة علي مواتانا و كان والدي نفسه شريكا للعم مكرم جريس في البص السريع بين الخرطوم و القضارف .. و انا اصغر من تلك السن كان يزورنا في البيت العم جوزيف و هو من الشلك و كا اداريا في مياه القضارف .. و كنا نناديه بالعم جوزيف .. حدث و ان قلت لابي هل عم جوزيف كافر؟ كان ان تم الضرب و السؤال عن من قال لك هذا الكلام فاخبرت ابي بالذي قال و تم ضربه ايضا و تم توضيح ان العم جوزيف هو عمكم و ليس كافرا و ليس لكم اعمام كافرين.
ساد القضارف جو عظيم من الالفة و الصفاء بين المسيحيين و المسلمين كان بالقضارف كنيسة ديم النور بها قس اثيوبي و حدمة كهانة اثيوبية كاملة يؤمها اقباط مصر و كان الروم الكاثوليك يؤمون كنيسة ديم حمد.
انا اعلم بالعديد من الزيجات في القضارف التي افترضها جو التسامح الاجتماعي و في هذه الزيجات يكون الزوج مسيحيا و الزوجة سودانية شمالية مسلمة من اكارم اسر اهل القضارف .
تغير الحال بعد قوانين الشريعة و ضاقت الارض بالجميع ففروا الي منافي بعيدة

لا للدولة الدينية لانها تفرق و لا تلم

طه جعفر

Post: #3
Title: Re: عندما كان الكريسماس مناسبة قومية...
Author: جمال المنصوري
Date: 12-26-2009, 10:46 AM
Parent: #2

الأخ / طه جعفر

شكرا علي الزيارة، وكل عام وانت بخير،، نفعنا الله بجاه والدك الخليفة جعفر..

ذكرتني، ابوي ربطته صداقة شديدة جدا باحد اساقفة الكنيسة القبطية، كان بيزورنا باستمرار، واتذكر كويس جدا انو ما بجينا يدو فاضية، طوالي جايب معاه علبة حلاوة، والله يا طه نحن صغار كنا متعلقين بيه شديد، نلعب معاه ونركب فوق رقبتو وابوي ينهرنا، هو يقول ليه خليهم ديل احباب الله..

الله يعيدها ، كانت ايام سعيدة