جهة ما غامضة تدعي اضطلاعها بمهمة اصلاح الاسلام و تصحيح القرآن!!

وصلني رابط هذا الموقع الموجود على شبكة الانترنت تحت مسمى :مسلمون ضد الشريعة و الذي يتصدر
صفحته الأولى "مانفيستو" هذه الحركة الاصلاحية و الذي يمكن تلخيصه في أن الدافع الاساسي لتحرك
هذه الجهة لاصلاح الاسلام هو أن معظم الاعمال الارهابية في العالم خلال الثلاثين عاما الماضية نفذت بواسطة مسلمين اصوليين !!! و انهم -اي مؤسسو هذا الموقع- قد ضاقوا ذرعا من هذا الامر. ثم تحدثوا في فقرة تالية عن ما اسموه بتناقضات القرآن ثم المقارنة بين الانجيل و التوراة و القرآن و القول بانه اذا جاز لنا الاعتقاد بتحريف التوراة و الانجيل اذن فمن الممكن أن نعتقد بتعرض القرآن الكريم للتحريف على ايدي المسلمين ثم تحدثوا بعد ذلك عن الحوجة الملحة للاصلاح . و يمكن أن تلاحظ لهجة سياسية واضحة في هذا الخطاب الاصلاحي .
يوجد على الموقع نسخة من القرآن المعدل بعد أن تم شطب كمية كبيرة من الايات منه و هي الايات التي تدعو للجهاد او تتحدث عن الاسلام هو الدين الوحيد الصحيح او تلك التي تتحدث عن كفر اليهود او النصاري..باختصار قاموا بحذف كل ما لا يعجبهم. و هنا مثال من المصحف المقترح :
سورة الفاتحة المعدلة
Surah 1: "The Opening"
In the name of Allah, the Beneficent, the Merciful.
• 1.1: All praise is due to Allah, the Lord of the Worlds.
• 1.2: The Beneficent, the Merciful.
• 1.3: Master of the Day of Judgment.
• 1.4: Thee do we serve and Thee do we beseech for help.
• 1.5: Keep us on the right path.
و كما يمكن الملاحظة فقد حذف منها "صراط الذين انعمت عليهم,غير المغضوب عليهم و لا الضالين"
السؤال هو هل هذه وسيلة جيدة لمحاربة الارهاب كما يظن القائمون على هذا الموقع ام انها دعوة لاثارة الناس و عامة المسلمين و تأكيد القناعة التي تحاول جماعات الاسلام السياسي غرسها في اذهانهم و هي أن هنالك استهداف للاسلام من قوى متربصة به و حاقدة عليه؟

http://www.reformislam.org/

up for more viewing

الأخ: سيف النصر محي الدين
تحيّة طيّبة

إن صحّ الأمر وكان القائمون على أمر الموقع مسلمين بالفعل، فهي لن تكون مجرّد حركة إصلاحية، بل حركة ثورية تصب في خانة الخطاب الديني وإصلاحه، وهذا أعتبره نقلة نوعية خطيرة وجيّدة للغاية ومتقدمة كذلك في الفهم الديني الإسلامي، وهو من شأنه أن يُغيّر خارطة مستقبل ما يُسمى بحوار الأديان والتعايش الديني السِلمي. بالفعل يحتاج المسلمون إلى إعادة النظر في مرجعياتهم ووضعها على طاولة النقد الموضوعي، والنظر إلى القرآن باعتباره مُنجزاً تاريخياً وثقافياً. هذه خطوة جريئة للغاية وبإمكانها (لو نجحت في مسعاها) أن تحدث نوعاً من التوازن بين الخطاب والسلوك الديني، وإخفاء هذه العناصر لهويتها أمر مُبرر في ظل مدّ الهوس الديني الذي قد يتهدد أمنهم الشخصي وبالتالي اللجوء إلى تصفيتهم الجسدية بدعوى تحريف القرآن أو المساس بثوابت الإسلام.

أشكرك على نقل الموضوع

شكرا يا هشام
حول اشارتك الى أن من يطرحون مشروعات الاصلاح الديني الاسلامي غالبا ما يتعرضون للقمع و المصادرة بل و التصفية الجسدية هي اشارة واقعية تماما و شخصيا اتمنى أن يتوفر لدينا الاطار العقلي
الذي يسمح بنقاش و الحوار حول القضايا الهامة و بالتأكيد أن كل طرح لا يسنده الحق و لا المنطق سيتهاوى و يزول و هناك اشارة قرآنية لذلك " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " .

سيف،
شكـرا وذهبت للموقع، وتابعت بعض الوصلات (خصوصا الإستبيان)، وأعتقد أن هـذه الحركة هى ضمن برامج الدول
الغربية لخلق رأى عام مسلم جديد، يتسم بالوسطية وعدم التطرف.. ولكن الموقع لم يكن موفقا أبدا فى محاول
حذف بعض الأيات، لأن هـذا يعتبر تزويراً للوثائق و تزييفا للتاريخ حتى بالمعايير الغربيـة. والغريب أن تبريرهم
كان أن التوراة والإنجيل أيضا تعرضا للتحوير والتبديل فلماذا لا يبدل القرأن.. ولكن الموقع لم يصر على هـذا
وترك خيارا اخـر بأن تعلم بعض الأيات على أنها فات أوانها.. والأخيرة وإن كانت تماثل رأى الجمهوريين ظاهريا
إلا أن الجمهوريين يعتمدون على تأويل وإعادة تفسيـر النصوص، وليس إلغائها طبعاً.