الميدان 22 ديسمبر 2009 .. كلمة العدد: شعبنا لن ينكسر

الميدان 22 ديسمبر 2009 .. كلمة العدد: شعبنا لن ينكسر


12-23-2009, 01:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1261527863&rn=1


Post: #1
Title: الميدان 22 ديسمبر 2009 .. كلمة العدد: شعبنا لن ينكسر
Author: sultan
Date: 12-23-2009, 01:24 AM
Parent: #0




الميدان 22 ديسمبر 2009


كلمة الميدان

شعبنا لن ينكسر


غني عن القول أن الشعب السوداني عرف النظم الشمولية منذ الاستقلال، وأنه عاش تحت النظم الدكتاتورية سنوات مقدارها أضعاف سنوات تمتعه بالديمقراطية.

وللشعب السوداني تجارب غنية في التعامل مع الدكتاتوريات والحياة في ظلها. وقد استطاع هذا الشعب العملاق أن يطيح بدكتاتوريتين يمكن وصفهما بدون مبالغة بأنهما كانا نظامين قمعيين دمويين. ففي عهد عبود الذي قهر شعبنا ست سنوات ثم إعدام خمسة ضباط وسيق إلى المعتقلات والمنافي آلاف المواطنين وصدرت أحكام جائرة بالسجن ضد أكثر من ٦٠٠ مواطن. ولم يكسر هذا العسف روح شعبنا الذي انتفض في أكتوبر ١٩٦٤م وأطاح بعبود وزمرته.

وفي العهد المايوي أعدم المعارضون دون حساب. وحقيقة لا نعرف على وجه التحديد كل الذين جرت تصفيتهم في دبك أو الجزيرة أبا أو الحزام الأخضر أو وادي الحمار أو جبل أولياء أو في أماكن أخرى. كما لا نعرف تحديداً أعداد الذين اعتقلوا وسجنوا وأرسلوا إلى المنافي، ولا عدد الذين فصلوا من أعمالهم أو من دراستهم. كما لا نعرف ما نهب أو دمر من المال العام. ولكن الشعب السوداني صارع نظام نميري حتى صرعه في انتفاضة ١٩٨٥.

ومنذ ٣٠ يونيو ١٩٨٩ يرزح شعبنا تحت «التوجه الحضاري» الذي ابتدعته الجبهة الإسلامية وما صاحبه من تدابير من أجل «التمكين» - تلك التدابير التي شملت الخداع والكذب واعتقال القيادات النقابية والسياسية وفصلها من العمل بالعشرات ثم الآلاف، كما شملت الترويع بالإعدامات لضباط رمضان وﻟﻤﺠدي وجرجس وفتح بيوت الأشباح التي شهدت أصنافاً من التعذيب الوحشي واغتيال الشيوعيين، وإشعال الحرب الأهلية في الجنوب وجبال النوبة ثم في الشرق ثم في دارفور وما صاحبها من أهوال.

إن العالم يعرف مدى المقاومة التي أبداها وما زال يبديها شعبنا لذلك التوجه الحضاري، وما ترتب عليها من نتائج سياسية بينها اتفاق نيفاشا وما صحبه من تغيرات في موازين القوى. وهي نتائج ينبغي أن تقنع كل من له عقل أن المزيد من البطش والعسف لن تكون لها سوى آثار كمية، بينما تمضي مسيرة شعبنا في طريقها الموضوعي نحو الانتصار.

لكن القائمين على أمر قانون الأمن الوطني يعتقدون غير ذلك. فهم يحاجون علناً ودون أي محاولة للتمويه بضرورة منح جهاز الأمن مخالب وأسناناً «حتى يكون فعالاً». ويدافعون بصورة مكشوفة عن سلطة مطلقة للجهاز للاعتقال لأمد غير معلوم النهاية. فهل للأسنان واﻟﻤﺨالب هنا أي معنى غير سلطة التعذيب دون قيود؟

لكن شعبنا لن ينكسر.

-------------------------
السودان لكل السودانيين
المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان