التاريخ و الواقع المعاش

التاريخ و الواقع المعاش


12-20-2009, 03:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1261320547&rn=0


Post: #1
Title: التاريخ و الواقع المعاش
Author: مجاهد حسن طه
Date: 12-20-2009, 03:49 PM

تاريخ الامم هو اساس نهضتها و تطورها تبنى عليه حاضرها و مستقبلها وتستفيد من ايجابياته وتتعلم من سلبياته و تاسس عليه الحياة التى تريد ان يكون عليه حالها من تنمية و رفاهية و عزة و كرامة . و رغم ما يملكه تاريخنا من احداث و مواقف لا تملكها كثيرا من الامم التى تفوقنا حضارة و تقدم الا اننا ـ و فى ظل انعدام الهوية ـ لا نعير تاريخنا من الاهتمام و الدراسة ما يجعلنا نفتخر و نعيش فى الحياة التى يجب ان نعيشها وليس تلك التى نستجديها او نتظار من اجلها لدى الحكام و الاوضاع و الانظمة التى تحكمنا او تتسلط على واقعنا او مستقبلنا.الشعوب الواعية التى تبنى حضارتها و مستقبلها تحترم تاريخها و توثقه و تكتبه فى مناهجها الدراسية و تعلمه لاجيالها و تربطه بواقعهم و بحياتهم اليومية و تبنى و تاسس عليه الحاضر و المستقبل و لا تنتظر الصدف و مستجدات الاحداث و لا تتعامل مع ردود الافعال و لا تستجدى طموحاتها و امانيها عندما تفيق فجاة من سباتها و اهمالها لتاريخها . اين تاريخ السودان القديم حين كان مجموعات اثنية قبلية متفرقة و متى توحدت تلك المجموعات فى دولة واحدة و اين تاريخ المهدية و معاركها و انتصاراتها و اين ثورة ود حبوبة و المك نمر و اين ثورة المناضل على عبد الطيف و اين ثورة القرشى و رفاقه اين تاريخ و نضال المثقفين الاحرار ضد الاستعمار و اين نضال مؤتمر الخريجين و اسماعيل الاذهرى و محمد احمد محجوب و عبد الخلق محجوب . اين كل ذلك و غيره ممانملك في حياتنا اليومية و فى مدارسنا و شوارعنا و فى عقولنا و قلوبنا فى ملبنسنا و طعامنا و شرابنا و مجالسنا و ابداعاتنا و طموحاتنا . و ان شعبا يهمل تاريخه لا يستحق الاحترام والكرامة و يعش دوما فى المهانة . اين رصيدنا من الحضارة الذى نتكا عليه حين تداهمنا المصائب و مستجدات الاحداث و حين يحكمنا و يتسلط علينا كل من هب و دب . التاريخ الذى تسجله الدول المتقدمة ليس بالكم تقيسه و لكن بالقيمة الاثرية و الاضافة النافعة التى تبنى اساسا ثابتا راسخا و منهجا و اضحا تسير عليه لتبلغ الغايات الساميات للتطور و التقدم و الحياة الرفية الكريمة التى تليق بالانسان كما خلقه ربه . و البنيان المرفوع على دعائم ثابة و قوية ليس كالبنيان المؤسس على شفا جرف هار يسقط على رؤسنا كل مرة فنتباكى و نتلاوم و نستجدى و لا نملك البدائل و الحلول و الخطط المدروسة و لا حتى البدايات الصحيحة لكى لا نقع فى اخطائنا مرات و مرات و نبدا من حيث انتهينا . جميعنا نشترك فى الخطا و من واجبنا ان نقر به ونعمل من اجل اصلاحه و خاصة المثقفين و المتعلمين فى التاريخ و الاعلاميين و المدرسين فى مختلف المراحل و الواضعيين للمناهج و المهتميين بالفنون و الاداب . لابد ان يكون الكتاب الذى بين يدى الطالب فى مرحلة الابدائية مرسوم عليه صور تهراقا و المهدى وود حبوبة و على عبد الطيف و مهيرة بت عبود و تاجوج و لا بد ان تكون مادة التاريخ { تاريخ السودان } مادة اساسية فى كل المراحل و اجبارية اذا لم يجتازها الطالب بتفوق لا يستحق او ينال اي شهادة . عندها نعرف من نحن و من اين نبدا ونتلمس { هويتنا } سودانى افريقى عربى . و حينها نجد الحرية و الكرامة و لانستجدى احد و لا نترك مجالا للصدف و المستحيلات و لانخرج فى كل صيحة نطالب بحقوقنا اعطونا او منعونا و نحن نملكها و نموت من اجلها . و لنا عودة