حديس التلاتاء (53)

شاطىء الشؤم..
ويدلف حديس التلاتاء باب عامه التاني..يتاتي..يتاتي..زي قدلة جنى الوزين..مرة تشده الفصيحة أمل كرار..ومرة يمسك بيديه الصغيرتين أحدكم..وهكذا..يدلعه جميع اعضاء المقيلة..زي وليدا وحيد "عند أمو"..وماغاب عن همه السودان..وما نام يوما ولم "تزاول" له كردفان..ويهضرب بها في احلامه دون اضغاث..وتغريه بجمالها الشاهق وجبالها..كجزء من الجمال الباطش حق بت عمك ابراهيم داك..تنمو شدرتنا المقيلة..بجهودنا جميعا ومعاناتنا..كأنها شدرة هبيل "بطرقها" العريض الضليل..ومن فريعاتها عيدان لحفر الدخان..والتي لا نتمنى لها أن تنطفي بمطافئ ختام الوردية..في سهولنا في كردفان شدر الهبيل.."يتجوز" الرمال..زواج ينتهي بموت احدهما..وتدوم الذكرى إلى الابد..زحف الصحراء تكفل "بكتل" الهبيل..وترك الرمال لا تعرف ان تتوقف..ترحل لتنسى ببُعد المكان وما تنسى ولن تنسى..في خريفنا كانت الطرفة البكاي..والنترة..والمطر يشيل الليل "يكب" شووووو..بقى اليوم ينقط بس..طج..طج..طج..كدموع مواسير مدينة الأبيض..في هذا العهد البائس..والتي خدعوها بانها عروس..ولا تزال تنتظر الفارس..وهي ترتدي ثوب زفاف من الزمن القديم..و"متحننة" ومتمحنة ايضا وقااااعدة..ولم تغير اسماءها..الميرم..اب جهل..أب خمسة..اب شرى..كما يظنون..تنتظر فارسا لا يمشي في شوارعها "بعربية" آخر موديل ليستفزها.. بل يمشي كداري..كلقطة احتجاج على عدم وجود الشوارع..خليك من المشي بعربية الحكومة وعكس الشارع ..وحبس رجال المرور من عيد اطفالهم..ونساءهم اللائي تتدخن لهم بحطب الهبيل..والذي اضحى نادرا حتى نساء الخرتوم يشتهين الدخان منه..لأن طعم دخان الهبيل "جاذب"..بأناقة..واليضوقو ما بخليهو.."تب"..
- ناس المرور غلطانين..الوالي يعكس الشارع..يعكس الاتجاهات..مثلا25مايو تصبح 30 يونيو انتو مالكم..
- مرحى يا شلوبة مرحى.. دافع عن ناسك ديل وغلطاتهم "النية"..يا اخي الواحد كان لازم يغلط..اليغلط غلطة "نجيضة"..لكن والله تعجز وتقعد في الواطة دي..ورايك يكمل..و"يعوعي" ديكك..كان تابعت الناس ديل..أفرض وقع حادث ومات زول..مسئولية منو؟..
- يكون غلطان المرحوم..وبعدين دا افتراض غير واقعي..والوالي دا جبتو انتو..ناس الأبيض؟
- صحيح جابتو الدكتاتورية..لكن طيب ليه انتو تفترضوا مثلا ان المراقبين الدوليين للإقتراع إن تم.. سيسعون لفتنة كفتنة زمبابوي..وكأنه افتراض واقع ليس له دافع..
- عشان ..عشان..في الحقيقة..والشاهد أنو..وعدد مقدر..وفي هذه السانحة..والصهيونية العالمية.."يتبع"

Quote: ..كدموع مواسير مدينة الأبيض..في هذا العهد البائس..والتي خدعوها بانها عروس..ولا تزال تنتظر الفارس..وهي ترتدي ثوب زفاف من الزمن القديم..و"متحننة" ومتمحنة ايضا وقااااعدة..ولم تغير اسماءها..الميرم..اب جهل..أب خمسة..اب شرى..كما يظنون..تنتظر فارسا لا يمشي في شوارعها "بعربية" آخر موديل ليستفزها.. بل يمشي كداري..كلقطة احتجاج على عدم وجود الشوارع..خليك من المشي بعربية الحكومة وعكس الشارع

الصديق عبد الرحيم

واصل احاديسك الطاعمة
حضور ومتابعة

تحاياي

فارس الكلمة والحوبة واخو الأخوان عبد الرحيم

واصل يا أخى واتحفنا. فى خضم المتضادات والمتتاليات والمتواليات
المترادفات والمتطابقات تذهب بخيالنا وتبعدنا عن التحليل المنطقى
ولكن الكلام الرصين الذى كان نتاج وعصارة فكر يعيد اليك التوازن ياصديقى

احتفاظنا بالتوازن فى هذا (البحر) الجارى الذى يأتى بالمفيدوالمالح والطالح
وان كان بحرنا لايجرى فيعتليه الركود والدكانة التى تخفى الصيد الثمين ولكن يا صديقى

سفرك ورسولك هذا كالشب الذى يزيل الغباشة من الماء العكر لنشرب ماءا صافيا وان اعتراه
ملح البحر الذى أبحرناه فواصل يا عزيزى وأتحف.

تغوص آليات الحفر أعماق المناجم لا لجلب وتعدين الفحم فقط ولكن فى الأعماق والتمنيات
بالتعثر والانكفاء أمام ماسة غائصة وملبدة والماس لايخفى ياأديبى العزيز ونحن لك قراء.

أخي الشاب الأديب سيف..شكرا على غشوتك حلتنا..وبتشجيعكم نمضي بقدر ما تتيح لنا "مقدرتنا"..ونعرض بضاعتنا..والتي ندخل فيها همومنا..ورؤيتنا..ونتسلى..ونتعلم من الجميع..شكرا لك مرتين..وان تتداخلت علينا التلاتات من المشغوليات..

صديقي الامين الأمين..شكرا غشوتك حلتنا..وكلما تطل يطل خريفنا ايضا..شكرا مرتين..

شكرا فتحي..كلامك يخفي كلام..انا افهمه..لك تقديري..شكرا مرتين..

لما كانت اليابان معزولة..وعندما ثار الجدل هناك..حول مواصلة العزلة..أو الإنفتاح..قال أنصار العزلة..أن المجموعة المناوئة تسعى بان يعودوكم ايها اليابانيون على أكل "لحم الخرفان"..ولحم البقر..والنعام..وأنتم المعتادون ابدا على أكل السمك..ولعمري هذه ضلالة..ورد الجانب الآخر..بانه لا يمكن ان تعيش في العالم لوحدك..وتنكر جارك..وتاكل "البليلة" براك..أما الإمبراطور "ميجي"..فقد اتخذ قراره..ولم يهتم بالجوطة القايمة..وسما على المعارضة والحكومة معا..وقام بارسال مجموعات من الطلبة "الشاطرين" وابتعاثهم إلى..المانيا..فرنسا..وبريطانيا..وأمريكا..وضمان عودتهم..وكلو على حساب الدولة..مش يبني فلل امبراطورية .. ويخوت..وفي غضون اقل من (20) عاما ابتعث آلاف الطلاب..كما "جلب" افضل المدربين..الحكم الإمبراطوري..يحتوي على جرعات عالية من الدكتاتورية وتضاريسها..وكذلك الحكم العسكري..لكن "جماعتنا" زي طير "أم كرورو"..في بوادي كردفان ومروجها..يمرح هذا الطائر في مجموعات صغيرة..خمسة..ستة..يعيش من خشاش الأرض..ويحدث صوتا منكرا مثل اسمه تماما عندما يُقلع..ويحتفظ باسراره "لجماعته" فقط..ويأكلوا "بليلتهم" براهم..وكأن المروج "أنفالهم"..غنائمهم..لوحدهم..الطيور الأخرى التي تعيش معنا في الوادي..نعرفها جيدا..ونأكل بيضها..وفراخها..وتأكل هي زرعنا..والجروح عفو..ونعرف انواع الغزل و"الكشب" الذي تبديه الضكور منها للإناث الى ان تصل الى "الشِباك".."وتسفد"..في هواء الله الطلق..وتضري..ونفرح بغتاتة العيال لرؤيتها في ذلك الملعب..ملعب الطبيعة..وتوريث الأجيال..ونتبسم من وراء سنيناتنا ونتمنى..إلا "أم كرورو" الحقارة..تحرمنا..وهي فالحة في المسيرات..والمظاهرات..السد..السد..عندما يمر "صقر" في اجوائها..او يلوح بارق "تخاله" من التوجس..يخلخل صواميل سيطرتها على الوادي..
- يا أخي نحنا مالنا ومال أم كرورو بتاعتك دي..نحن دايرين نأكل عيش..ونكرع..
- تأكل السم يا شلوبة..أنا اقصد لو الحكومة وخلال الـ 20 سنة اختارات افضل عناصر من شبابنا..لدراسة التخصصات المختلفة.."وجلبت" المدربين..واحترمت عقولنا..لما حصلت فجوة في "العيش"..ونقص وزن الرغيف..وهو الرغيف الوحيد في العالم الذي يقوم يإجراء "رجيم".. وكان قدرت كرشك الكبيرة دي..تكرع "وتقرطع" يوميا عند ست النفل..
- بس عاد انتو خليتوها..؟؟
- الحكم ليس شغلة واحدة..متل "فتل" الحبال يا شلوبة..الحكم يحتاج لافكار تخترق المستقبل..مش تكنكش في الدولة "وشطورها" التسعة..وتمصمص..ماشفت كيف تصرف عمنا الامبراطور "ميجي"..بحياد كأنه حلاق..وتسمى تلك الفترة "الميجية" في تاريخهم..
و الآن وبدون إذن من أحد..تعلم وتدرب كتير من شبابنا من جيوب اسرهم ومعاناة ذويهم..ونالوا خبرات مصقولة في العالم..وعشان أوريك "الفهم" السالب يا شلوبة..عندما اندلعت حرب 67 كان هناك "عدد مقدر" من الشباب السوداني المبتعث لامريكا..قررت الحكومة عشية الحرب سحبهم من هناك..احتجاجا على المساندة الامريكية لاسرائل..طبعا امريكا "بالت" على رجولها نتيجة لتصرف قادتنا حينئذ..!!..يا حليلكم..ورؤياكم..!!..و"شارع المعونة"..هو شارع المعونة الأمريكية "في الحقيقة"..والواقع..!!
- خلاص تعالوا أرجعوا بخبراتكم "وحبيبات" قريشاتكم..يا ناس "إلاّ"..الداير يعارض يعارض..والداير "يستسمر" يستسمر..
- مشكلتك يا شلوبة..إنك لا بتتعلم..ولا بتتألم..
- آها قمنا للشتيمة..
- لا يا شلوبة.. انا فقط اصف حالك..ويعز علي ان اشتمك.. وبعدين ات عليك الله في محل في شكلك المكعوج دا "يشتموك فيهو"..التعلم من التجارب ما عندك..اقل "كشكشة" ترجع للمربع الأول جري..الدفاع الشعبي..والإحساس بألم ومعاناة الآخرين ما عندك.."عرس الشهيد"..الفصل التعسفي..غربة السودانيين في بلاد سقط لقط..اسوي ليك شنو..
- والبلد ما صينية غداء تعزموا عليها الناس..تخلصوا من القوانين المقيدة للحريات..واليناقش العلماء قوانين الاستثمار..وخلونا نتظاهر ضدكم..واعترفوا بالفساد..ووطنوا النفس على محاربته..ونبدأ بانفسنا..انا غايتو دخلت "رسيفر" يا شلوبة بالدس..
- خلاص نحاكمك فورا..يا عبضرحيم..!!
- "معجلنك لموتي"..القصة..مالكم ما حاكمتوا وصال المهدي..؟؟؟ في الكلام القالتو عن الفساد..وحددت الناس كمان واحد ..اتنين..تلاتة..؟؟..
الحكم الدكتاتوري كان يمكن أن يكون كما حكم الامبراطور ميجي..الذي وقف بين مناصريه ومعارضيه..وكان ينظر للوطن فقط..أو مثل كوبا التي تنام تحت أقدام الوحش..وتحصد الجوائز في الرياضات..وفي الصحة..والتعليم..ونحن "نقع" عند بدء الجري..ولم نقترض من الدكتاتورية غير "كنتوش" وطن ملئ بالآلام..والفساد..والفجوات الغذائية..لقد "انقدت" سلة غذاء العالم..بخرم كبيير قدر كدة..ومن تحت كمان..
ولكن وفي مكان ما من البلد الأكبر من البرش دا.. وبعد دخان هبيل كااااااارب..تم انجاب احدهم يخلصنا..انا أومن بذلك..معقول جسارة جدودنا دي كلها تطلع ساكت يا جماعة..حيث أننا لم نغادر شاطئ الشؤم منذ "الإستغلال"..ولكن انتظروا وانا ايضا، معكم من المنتظرين..!! داااااك نور بطارية..أظن!!sss