إستخدام تكنولوجيا نظيفة .... أصبح أمراً ضرورياً للعمليات العسكرية الأمريكية.

الهواء حول قاعدة باغرام الأمريكية في أفعانستان أصبح سميكاً وملوثاً برائحة وقود القاذفات كما أن هدير المقاتلات المحملة بالقنابل التي تقلع بين الحين والآخر وأزيز مولدات الكهرباء المتواصل أحدث ضوضاء لا تحتمل في تلك المنطقة. وحينما تسرح الطرف خارج أسوار القاعدة العسكرية ترى قوافل الشاحنات المحملة بالوقود تسطف في طابور متعرج تنتظر لحظة تفريغ حمولتها من الوقود الذي نقل بصعوبة بالغة عبر أحراش باكستان وأواسط آسيا. تلك الشاحنات تعد طرازاً حديثاً للبغال التي استخدمت ذات يوم لنقل الإمدادات العسكرية التي كانت هي نفسها علفاً لتلك الحيوانات.

الجيش البريطاني يقول إنه ينبغي إستهلاك سبعة جوالين من الوقود لإدخال جالون واحد إلى أفغانستان ... الحرب الحديثة تصبح مستحيلة بدون توفر كميات هائلة من الوقود الذي يحرك كل شيئ من الدبابات إلى المقاتلات إلى مولدات الكهرباء التي تشغل شبكات إتصالات جيوش التحالف الغربي علاوة على الحاجة إلى تكييف ثكنات الجنود لتخفيف وطأة المناخ القاسي في أفغانستان والعراق وذلك بتبريدها في حالة الحر الشديد وتدفئتها في حالة البرد القارس.

القوات الأمريكية تستهلك مليون جالون من الوقود يومياً في أفغانستان وكمية مماثلة من الوقود في العراق أيضاً. وحتى وقت قريب كان القادة وواضعي الخطط العسكرية يعتقدون أن الوقود متوفر ويمكن الحصول عليه بسهولة ويسر. المصفحة (همفي) تسير أربعة أميال فقط بالجالون أما الدبابة (ابرامس) تحرق أربعة جوالين لتتحرك ميلاً واحداً في بعض الظروف. ورغم أن القوات المسلحة الامريكية تسعى هذه الأيام لإصلاح أساليب إستهلاكها المفرط للوقود إلا أن اللون الأخضر لم يعد هو لون أزيائهم العسكرية.

نواصل

ماذا تغير اذن؟؟ خلال غزو العراق في عام 2003 كثيراً ما وجد مشاة البحرية أنفسهم وقد نفدت مخزوناتهم من الوقود. الجنرال جيمس ماتيس قائد الجيوش الأمريكية وقتئذ توسل دون جدوى قائلاً (فكو عناننا من الوقود) وحينما طوقت المقاومة القوات الأمريكية أصبحت قوافل الإمدادات هي الهدف المفضل بالنسبة لها. وفي يوليو 2006 أرسل الجنرال ريتشارد زيلمر قائد البحرية الذي كان مسئولاً عن القوات الأمريكية في غرب العراق طلباً عاجلاً لتزويده بألواح شمسية وتوربينات الرياح وأجهزة أخرى لخفض الحاجة إلى الوقود السائل وذلك لأن جنوده يتعرضون للخطر والأذى في كل مرة ترسل فيها قافلة. وأردف قائلاً: لا بد من تفريغ عدد كبير من الجنود من واجباتهم الأساسية للدفع بهم لحماية قوافل الإمدادات.

كما أن الإرتفاع الجنوني في أسعار البترول عام 2008 أحدث شرخاً كبيراً في الميزانيات العسكرية وأدى إلى إرتفاع فاتورة إحتياجات البنتاغون من المواد البترولية من 13 بليون دولار للعام 2007 إلى حوالي 20 بليون دولار. لذا فإن الحاجة إلى مصادر بديلة للطاقة ليست مسألة حماية للمناخ المتغير ولا لتقليل الإعتماد على البترول المستورد ولا حتى تمشياً مع أجندة الرئيس أوباما الخضراء ولكنها ضرورة عسكرية ملحة.

ففي العراق 40% من الوقود يستخدم لتشغيل مولدات الكهرباء ولتقليل الإستهلاك من الطاقة استحدثت معالجة سريعة وذلك بطلاء الخيام العسكرية بطبقة سميكة من الرغوة العازلة مثل النوع المستخدم لطلاء الحيطان الجوفاء في المنازل وتغطيتها بمانع تسرب لحمايتها من الأشعة فوق البنفسجية. جوزيف سارتيانو المسئول بالبنتاغون يقول هذه المعالجة أسهمت في خفض الطاقة المطلوبة لتشغيل مكيفات الهواء بنسبة 50% كما سددت قيمتها خلال ثلاثة إلى ستة أشهر. وفي حالة توصيل المولدات العديدة بالقاعدة الجوية في نظام (شبكة ذكية) تعمل على تحسين أداء تلك المولدات وتوزيغ الكهرباء على المجالات ذات الأولوية مثل معدات الإتصالات فإن ذلك سيوفر طاقة إضافية بنسبة 20%.

وقد أجري إختبار وفحص لتلك الشبكة الذكية بقاعدة عمليات الجيش النموذجية الأمامية في فورت إروين بولاية كلفورنيا مع نماذج لمحطات طاقة محمولة هجينة تعمل بألواح شمسية وتوربينات الرياح ومولدات تقليدية. وقد أنشأ مشاة البحرية الأمريكية نموذجاً أصغر لقاعدة العمليات الأمامية بمقرهم في كوانتيكو بالقرب من واشنطن دي سي لأختبار تلك الأنظمة بغية نشرها في أفغانستان في منتصف عام 2010.

الفكرة الأخرى التي تمت تجربتها في معسكر النصر (كامب فيكتري) القاعدة الرئيسية للقوات الأمريكية في بغداد هي تحويل النفايات إلى طاقة كهربية. إذ أن الكتيبة المؤلفة من خمسمائة جندي تخلف طناً من النفايات التي يمكن معالجتها بواسطة ماكينة تسمى (تي جي إي آر) التي تعمل على تسخين النفايات الصلبة لإنتاج غاز صناعي يحتوي على خليط من الهيدروجين وأول أكسيد الكربون وتعمل على تحويل المواد المتخمرة إلى كحول وبمعالجة الإثنين كيمائياً نحصل على وقود ديزل حيوي يستخدم لتشغيل المولدات الكهربائية. ماكينة الـ (تي جي إي آر) تنتج حوالي 64 كيلوواط من الطاقة وهي كافية لتشغيل مركز قيادة كتيبة.

تلك التدابير تقلل كمية الوقود اللازمة لإنتاج الكهرباء ولكن المشكلة أن أغلب وقود البنتاغون يخصص للقوات الجوية إذ أن التقليل من إستخدام وقود الطائرات المصنع من البترول بأي طريقة كانت يعد أكثر صعوبة وتعقيداُ. القوات الجوية بدورها تعمل على تحديث كل طائراتها لتتمكن من إستخدام الوقود الصناعي المنتج من الفحم الحجري أو الكتل الحيوية وذلك بإستخدام طريقة فيشر تروبش التي أستخدمتها ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. وبحلول عام 2016 تخطط القوات الجوية لإستخدام مزيج بنسبة 50% وقود صناعي و50% وقود عادي لنصف متطلبات طيرانها داخل أمريكا. إلا أن التحول إلى الوقود الإصطناعي أثار إنتقاداً شديداً حيث يعتقد البعض أنه حينما يصنع مثل هذا الوقود من الفحم ومن ثم يحترق في محركات الطائرات يؤدي إلى إنبعاث غازات إحتباس حراري أكثر من تلك التي تنبعث في حالة إحتراق الوقود العادي المنتج من البترول. إضافة إلى أنه لا يساعد على خفض الطلب في مناطق الحروب.

نواصل

المصدر: مجلة الإيكونوميست الإسبوعية .. للفترة من 12 - 18 ديسمبر 2009

هذا من باب الحنين إلى المهنة القديمة إمتثالاً لقول الشاعر (نقل فؤادك حيث شئت من الهوى فما الحب إلا للحبيب الأول)

تحياتي

القوات البحرية الأمريكية من جانبها تثق بالوقود الحيوي وقد أجرت إختبار للوقود الحيوي المصنوع من نبات الكاميلينا في طائراتها الهورنيت اف 18 والخطوة التالية لذلك هي إختباره في توربينات البوارج الحربية. كما تسعى لتركيب لوحات أكثر صلابة في عرباتها البرمائية لتقليل الوقود بنسبة 2 ألى 3% وتسعى أيضاً لإستخدام طلاء أفضل للحد من نمو الطحالب على أبدان القوارب والعربات البرمائية التي تشكل عائقاً يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود.

ففي أكتوبر الماضي كانت بارجة الإقتحام البرمائية (يو اس اس ماكين أيلند) هي الأولى من 12 بارجة تعمل بالطاقة الهجين تجرب فعلياً في المياه حيث وفرت ما يقارب 2 مليون دولار من تكلفة الوقود في رحلتها الأولى. فهي حينما تسير ببطء تستخدم مولد كهرباء يشغل بواسطة توربيناتها المساعدة وعندما تسير بسرعة عالية تتحول إلى التوربين الرئيسي. وتعتبر هذه خطوة لتحقيق طموحات القوات البحرية التي تسعى حثيثاً لتطوير قوارب وسفن حربية تعمل كهربائياً. ويقول الأدميرال فيليب كولوم المسئول عن جاهزية الأساطيل البحرية إنه حينما تخصص السفن للصواريخ الدفاعية فإن البعض منها يوجه 40% من طاقته التشغيلية للأجهزة الكهربائية. ويقول أيضاً عندما تكون السفن كهربائية بالكامل فإن القبطان يستطيع أن بأمر في أي وقت بتحويل الطاقة الكهربائية لتشغيل الأسلحة بدلاً من تشغيل المحركات.

الحصول على تكنولوجيا نظيفة في المستقبل المنظور يكون من خلال القطاع التجاري الذي بدوره يمد به القطاع العسكري لكن بمرور الوقت فإن التكنولوجيا الحديثة مثل تلك المستخدمة في أجنحة الطائرات المولفة والمواد ذات التركيبة الجديدة ستعد في المختبرات التي تمولها الهيئات العسكرية. وعلى أقل تقدير من المتوقع أن تكون القوات المسلحة هي أول من يتكيف في الحالات الحرجة على استخدام التكنولوجيا الخضراء الجديدة عالية التكلفة.

ويروج البعض لمفاهيم مغايرة أخرى ترتكز على تسعيرة الوقود المستخرج من البترول. فهم يقولون إن جالون الوقود السائل عادة يباع بدولارين أو ثلاثة ولكن حينما يصل إلى مناطق الحرب يكون السعر أكثر إرتفاعاً أي حوالي 15 دولار عند تسليمه لقاعدة أمامية نموذجية كبيرة في أفغانستان. ويرتفع أكثر حتى يصل إلى ما يقارب الـ 400 دولار عند ترحيله بطائرات الهيليكوبتر إلى المخافر والنقاط المتقدمة وتلك التلكفة المثقلة للوقود بدأت تتسرب إلى حسابات واضعي الخطط العسكرية. تلك المفاهيم تحاول وضع تصور لتكلفة الإمدادات العسكرية أكثر من تصورها للأثر البيئي لها وحينما يصبح القادة العسكريون جاهزون لوضع أسعار حقيقية للوقود فإن الأمريكيين الآخرين سيفعلون مثلهم كذلك.

تحياتي

هذا الموضوع ذو إرتباط وثيق جداً بموضوع الساعة وهو مؤتمرالتغييرات المناخية الذي يعقد جلساته منذا اسبوعين في العاصمة السويدية كوبنهاجن حيث توصل فيه زعماء العالم أخيراً إلى إتفاق غير مسبوق بضخ ستين بليون جنيه استرليني سنوياً لمساعدة الدول الفقيرة لتتمكن من التغلب على خطر الإحتباس الحراري على الحياة في كوكب الأرض. تقول الصحف البريطانية يعد هذا الإتفاق إنتصاراً لرئيس الوزراء البريطاني قوردون براون الذي قدم هذا الإقتراح وساندته بقية الدول وعلى رأسها أمريكا وفرنسا.

العقبة الأساسية تمثلت في عناد الصين التي تعتبر من أكبر الدول الصناعية في العالم علاوة على أنها أكبر دولة من حيث السكان. أخيراً قبلت الصين على مضض أن تسمح للعالم بقدر من الشفافية وذلك بالسماح بإجراء تقتيش على كمية الإنبعاثات الغازية فيها والتي تتسبب في زيادة الإحتباس الحراري.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند يقول يجب على الصين أن تقبل بالسماح بإجراء تفتيش على الإنبعاثات الغازية فيها. الصين تقول إنها دولة لا تحب أن يخبرها أياً من كان ما ينبغي عليها فعله.

صحيفة (الصن) البريطانية عرضت صورة للرئيس قوردون براون وهو ينكت مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي كانت تضحك ملئ فيها .... الصحيفة تقول لنظيرها وزير الخارجية البريطانية (ألحس قلبك يا ميليباند).

صديق عزيز هاتفني وقال لي يا أخي إنت في شنو والناس في شنو؟؟ .... الناس في السودان بتتكلم عن قانون الأمن الوطني والإنتخابات والإستفتاء على إنفصال الجنوب .... المشاكل الحساسة اللي حا تودي السودان في ستين داهية ...

قلت له يا أخي موضوعي أنا دا أيضاً في غاية الأهمية ... يعني الإحتباس الحراري دا حا يودي العالم كله في ستين داهية ....

قال لي طيب أنحنا في سوانيز أون لاين نعمل إيه عشان نقلل من الإنبعاثات وغاز ثاني أكسيد الكربون دا؟؟

قلت له يا أخي أسلم حاجة الواحد فيكم يشتري ليهو عجلة (بسكليت) يمشي بيها الشغل ويقضي بيها مشاويرو القريبة قريبة .... يعني العربية ما يستعملها إلا عند الضرورة .... رأيكم شنو في إقتراحي المتقشف دا؟؟؟

تحياتي

محمد هارون وين الحى بين يا زول؟؟؟

اظهر وبان عليك الامان

محمد هارون ازيك وكل سنة وانت طيب بالعيد والسنة الجديدة

شكرا جزيلا لهذا البوست فلقد اضفت لنا معلومات جديدة

فى انتظار المزيد

مودتى

(محمد هارون وين الحى بين يا زول؟؟؟

اظهر وبان عليك الامان)

أستاذة حواء شكراً على الطلة البهية .... كيف أبان مع البرد والثلوج دي؟؟

لو لقينا فرصة في إجازة الكريسماس ممكن نهبر عليكم هبرة قصيرة كدا.

تحياتي يا ست الكل.

(شكرا جزيلا لهذا البوست فلقد اضفت لنا معلومات جديدة

فى انتظار المزيد)

صحبي ود القرشي الظريف كيف حالك من الغربة؟؟ يا أخي مشتاقين والله ... دكتور حسان ضرب لي وهنئني بعيد الأضحى ... كانت مفاجأة سارة بالنسبة لي.

يا أخي إنتو دكاترة حلوين وفنانين ... ربنا يحفظم ويوفقكم.

خليك متابع.