من الخائف من الشعب ؟

من الخائف من الشعب ؟


12-14-2009, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1260805368&rn=1


Post: #1
Title: من الخائف من الشعب ؟
Author: emad altaib
Date: 12-14-2009, 04:42 PM
Parent: #0

ـــ
Quote:
صحيفة أجراس الحرية » الأخبار » الراى » خالد فضل


خلق المشاكل والعجز عن حلّها
بواسطة: admino
بتاريخ : الإثنين 14-12-2009 07:59 صباحا

ـ لنبدأ مباشرة وبدون مقدمات في الاشارة الى أن المؤتمر الوطني، أو الانقاذ، أو بعض مراكز القوى الحاكمة الآن بصورة مستبدة وظالمة وباطشة هي التي تخلق في المشاكل على أرض السودان، ثم يتضح عجزها البائن عن حل ما تم خلقه من مشاكل، وبالنتيجة أصبح السودان دولة ظالمة فاشلة ومنهارة كما في وصف دقيق للسيد باقان أموم، ولنبدأ باستعراض بعض نماذج تلك المشاكل التي أصبحت مزمنة كالسرطان في جسد الإنسان يتم تهدئة آثاره ويصعب علاجه.

ـ بدأت الإنقاذ منذ العام 1989م بداية خاطئة، اذ انقلبت الجبهة الإسلامية ـ أحد الأحزاب التي حكمت خلال فترة الديمقراطية القصيرة (86 ـ 1989م) لكنها وفي أول ممارسة لخلق المشاكل انقلبت على النظام الديمقراطي الدستوري الشرعي المنتخب عبر ارادة الشعب بأغلبية كاسحة، فاذا وضعنا في الإعتبار أن حزبي الأمة القومي والإتحادي الديمقراطي وحدهما قد حازا على حوالي 164 مقعداً من جملة مقاعد الجمعية التأسيسية التي كان عدد نوابها حوالي 250 عضواً، وأن الحزب الإتحادي الديمقراطي منفرداً قد حاز على أعلى عدد من الأصوات من مجموع أصوات الناخبين السودانيين رغم حصوله على عدد أقل من المقاعد، لعرفنا أن أول مشكلة خلقتها الإنقاذ هي قلب موازين وقواعد اللعبة السياسية الراشدة، اذ تم فرض حكم الأقلية على الأغلبية، فقد كانت مقاعد الجبهة الإسلامية حوالي 52 مقعداً، 28 منها عن طريق مقاعد الخريجين و24 تقريباً عن الدوائر الجغرافية، وحتى مقاعد الخريجين نجد أن غلبة الجبهة تحققت عبر طريق أصوات المغتربين التي صبَّ معظمها بخطة محكمة لصالح الجبهة رغم ضالة منسوبيها داخل السودان، فاذا أخذنا الدوائر الجغرافية وهي محك الاختيار الشعبي الحقيقي، نجد أن الجبهة قد حازت على ما يقل عن ربع مقاعد حزب الأمة، وثلث مقاعد الاتحادي الديمقراطي. هذه الأزمة ظلت مستمرة منذ أول يوم لإنقلاب الإنقاذ ولم تكتسب السلطة الشرعية إلا عشية توقيع اتفاقية نيفاشا ـ (يناير 2005م) لهذا فإن من صحيح النظر أن يراهن بعض العقلاء في المؤتمر الوطني على هذه الإتفاقية باعتبارها منقذهم الأول من وصمة (اللاشرعية) وعوضاً عن السعي الحثيث لتقويضها وانهيارها فإن عليهم التمسك بها لأنها طوق نجاتهم الأوحد، فانهيار الإتفاقية يعني مباشرة نهاية أمر شرعيتهم المحدود والذي ابتدأ قبل (4) سنوات فقط، ولأن ما يتمشدق به الآن بعض النافذين من مراكز القوى المتعددة داخل المؤتمر الوطني من رسوخ وثبات وجماهيرية إنما هي أوهام يعرفونها حق المعرفة، بل ويدل عليها سلوكهم المرتعب من أية بادرة تحرك جماهيري سلمي حُر، فتراهم يسخرون أجهزة القمع الرسمية لوأد هذا التحرك، ويصرون على تكبيل منسوبي الأجهزة الحكومية بقيود هيمنتهم وسطوتهم حتى صار دولاب الدولة لا يمثل أحداً من الشعب عدا منسوبي المؤتمر الوطني والمستفيدين من حكمه، وهذا الانفصام بين جهاز الدولة وجماهير الشعب هو أحد أبرز المشاكل التي خلقها المستبدون في نظام الانقاذ وعجزوا عن حلها كذلك. لقد سمعت أن من ضمن دعاية الموالين للمؤتمر الوطني للتسجيل في السجل الانتخابي، ان عدم التسجيل يفقد المتقاعس الحق في الترقيات والعلاوات والمخصصات، هذا بالنسبة للعاملين في أجهزة الدولة، وقد حدثني أحد الشبان المهنيين نقلاً عن زميلة له طبيبة تعمل في مستشفى حكومي، انها اضطرت للتسجيل مرة اخرى في خيمة المؤتمر الوطني وتسليم ديباجة تسجيلها التي استلمتها من موظفي مفوضية الانتخابات، بعد أن تمت اشاعة جو من التخويف بأن من لم يفعل ذلك سيعرض نفسه لمتاعب في محل عمله، هذه هي بعض ونذر يسير من ممارسات جهاز الدولة الحالي. وقد نقل الزميل النشط حمزة بلول ـ الاحداث ـ صورة حية من مركز تسجيل بمدينة الحصاحيصا تمثل طريقة وممارسة المؤتمر الوطني المتدرع بجهاز الدولة، ولذلك باتت علاقة أي مواطن عادي بجهاز دولته عبارة عن علاقة شد وجذب، فطالب أي خدمة مهما صغرت عليه البحث أولاً عن "واسطة" فلم يعد للحق أي وجود في قاموس التعامل الرسمي مع دولاب الدولة وأجهزتها، اذ أصبحت الحقوق العادية حكراً على المؤتمر الوطني وأضحى نيلها يتطلب اراقة ماء الوجه والتزلف والانصياع واظهار الموالاة فعم النفاق وتسيد الساحة الخداع والغش والتدليس، وأصبحت العملة السائرة هي الكذب والرياء، فانحطت القيم الرفيعة وسادت الفهلوة وتفشت كل مظاهر الانحلال الأخلاقي وتهتك القيم، وهذه مشكلة خلقها المؤتمر الوطني وفشل وما يزال في معالجتها.

ـ وخلق نظام الانقاذ ومراكز قواه المستبدة أزمة دارفور بسياساتهم الخطأ وممارساتهم العنيفة وباتباع أسلوب العمل العسكري والحل الأمني، فكانت النتائج تكوين المليشيات على أسس عرقية، وانتشار السلاح بين أيدي العصابات المتفلتة والمتنقلة، وتم حرق وتدمير وقتل وتشريد وتهجير ملايين الناس من قراهم الى حيث معسكرات النزوح واللجؤ وتطاولت المعضلة وتأزمت، وأصبحت مليشيات الجنجويد غصة في حلق أهل دارفور وشوكة حوت في حلق المؤتمر الوطني لا تبتلع ولا تفوت، حتى صار أمر رئيس الدولة وبعض قادة المؤتمر الوطني وقادة المليشيات في حكم المتهمين بجرائم حرب دولية ومطلوب حضورهم للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية، وهي معضلة من المعضلات التي خلقها المؤتمر الوطني ويقف عاجزاً عن حلها تماماً، بل انه وايغالاً في العجز تم ربط مصير كل الشعب والبلد ومستقبلها بمصائر هؤلاء الأشخاص من قادته وهي وضعية وتجربة فريدة في التاريخ البشري حتى الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء الحيرة التي تلف الناس داخلياً وعالمياً حول حل هذه العقدة، وتبدو الجهود المبذولة هنا وهناك وكأنها تحاول تجريب حل اذ ربما تنجح الصدفة في اكتشاف علاج، كما يفعل العلماء في مختبراتهم!!

ـ وكما أسلفنا القول، فإن امكانيات الانقاذيين المهولة في خلق المشاكل لا تقف عند سقف، كما أن عجزهم المتطاول مما يزيد من حالات الجمود وتراكمها حتى تبلغ درجة الانفجار، ففي بعض مظاهر وممارسات أفعالهم تجاه اتفاقية نيفاشا، وأبوجا والقاهرة، وحتى الشرق آخذين ما قام به والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا تجاه السيد موسى محمد احمد مساعد رئيس الجمهورية، فإن ممارسات هذه الفئة المستبدة من المؤتمر الوطني وبراعتها في خلق المشاكل، يقابلها تضاؤل دور العقلاء وتكميم أفواههم، لدرجة أن هاتف الأستاذ علي عثمان محمد طه مثلاً، وهو محسوب منذ توقيع نيفاشا، على تيار يمتلك أفقاً أفضل ظل هاتفه مغلقاً أمام اتصالات نائب رئيس حكومة الجنوب د. رياك مشار حسبما أشار السيد باقان اموم ـ أجراس الحرية ـ 10/12/2009م" فما هي دلالة هذا الصمت ان لم تكن أن ثمة تيار (لا عقلاني) ومتهور يعتد فقط بما حازه من أجهزة قمع رسمية وخاصة باعتبارها وحدها الكفيلة بردع وحسم أي مطالب مشروعة يطرحها الآخرون حتى لو كان ضمن هؤلاء الآخرين شريك الحكم.. هذا التيار هو المسيطر والمهيمن والمحرك للمشكلات وخلقها مما يعجز عن حله العقلاء منهم، وكان الأستاذ ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة للقطاع الشمالي، ورئيس كتلة نوابها في المجلس الوطني الانتقالي، قد صرّح أنه كاد التوصل لإتفاق سياسي في اطار اللجنة السياسية المشتركة مع الأستاذ علي عثمان، بيد أن هناك من أحبط هذا الإتفاق من داخل المؤتمر الوطني، هذه اشارة مهمة تؤكد عمق الهوة التي باتت تفصل بين مراكز القوى المتشرذمة والمتناحرة داخل قيادة هذا الحزب، وهذه مشكلة أخرى اضافية من ضمن سلاسل المشاكل التي برع في خلقها هذا الحزب وعجز ويعجز عن حلها، ومع ذلك تسمع وتقرأ ممن يواليهم عن عجز الآخرين وخيبتهم وفشلهم وخوفهم من الإنتخابات.. بالله عليكم، هل فقد غالبية السودانيين عقولهم حتى يختاروا من أذلّهم وورطهم في كل هذه المشكلات ويقف عاجزاً عن حلها، من يخاف حقيقة من اختيار الشعب، من يدعو لمسيرة سلمية في وضح النهار لتسليم مذكرة بمطالب محددة للمجلس الوطني الإنتقالي، أم من يشرع البمبان والضرب والإعتقال والقهر والترويع في وجه المطالب المشروعة من الخائف من الشعب؟ من يقوده الى فجر الحرية والخلاص واسترداد الحقوق، أم الجلاد الذي يعلم أنه مطلوب في أي شبر في أرض السودان، بل مطلوب حتى خارج الحدود قل لي بربك من أولى بالخوف من خيارات الشعب!!


Post: #2
Title: Re: من الخائف من الشعب ؟
Author: emad altaib
Date: 12-14-2009, 04:48 PM

ــ


الرابط ..

أجراس الحرية