الحُـكم بمــا أنزل الله

منذ أول دولة (إسلامية)، وهى الدولة الأموية، وإلى آخر إدعاءات الحكم بالإسلام، أي الدولة الإنقاذية، وما بينهما من نماذج كثيرة كدولة بني العباس، الإمبراطورية العثمانية، ثورة الآيات في إيران و و و و، ظلت تجارب ما يعرف بحكم الشريعة الإسلامية تمثل قصوراً واضحاً في التطبيق، وجهلاً، أو تجاهلاً جلياً متعمداً لنصوص القرآن وجوهر الدين وروحه، فكانت بالتالي وبالاً، وكارثة على الشعوب التي حكمتها فسامتها سوء العذاب بإسم الدين الذي ما بُعث إلآ لمصلحة، رفاه ورفعة الفقراء والمستضعفين.

دون عناء محاولات التوغل في التجارب العديدة السابقة ، ودون الحاجة إلى الذهاب بعيداً في التاريخ لجلاء ذلك الأمر، تظل التجربة الإيرانية والتجربة السودانية نموذجاً ساطعاً طازجاً، وضاجاً للوى عنق الدين وإمتطاءً لصهوته تحقيقاً لمآرب وأعراض دنيوية زآئلة، والأدهى والأمر أن يتم كل ذلك بإسم الدين وبإدعاء أنه من أجل الدين، وتكون ثالثة الأثافى ليس مصادقة رجال الدين وعلمائه للذى يُرتكب بإسمه فقط، بل فى شحذهم لشفرات الدين وإشهار أسلحة التكفير والمروق والزندقة فى وجه كل حادب على مصلحة الدين والوطن، دون خوف من الله ولا إستحياء من البشر، ودوننا ما جادت به قريحة علماء السودان مؤخراً، وما تجود به قرائح المفتى الأكبر الإيرانى فى دعمه لأحمدى نجاد على حساب الدين والحق، ناسين أن العدل من أكبر صفات الله، وأن الذى أخرج الناس ويخرجهم سوى أن كان هنا أو فى إيران هو الظلم، ومبدأ الملك العضوض الذى يزيّنه شياطين الإنس والجُن للسادة الحُكّام.