الاستاذ وأمريكا والمشروع الحضاري .. بقلم: د. معتصم سيد احمد القاضي

الاستاذ وأمريكا والمشروع الحضاري .. بقلم: د. معتصم سيد احمد القاضي

د. معتصم سيد احمد القاضي
أستاذ سابق بالجامعة الأمريكية في بيروت


الناس نيام فى وطني *** والوطن جريح يتحسّر

قيل المشروع حضاري *** فتكلّس طفلاً وتحجّر

الوطن الواعد منقسمٌ *** والفتنة فيه تتجذّر

وبرغم الخير بباطنه *** قد صار الأجدب والأفقر

والعالم ينظر فى عجب *** لا يعرف يبكي ام يسخر

وهناك ملامح أوطان *** في الغرب بعيداً تتبختر

ترفل بدلال فى مرح *** تتباعد عنا لا تظهر

أحرار فيها فى دعةٍ *** والناس هنا أشعث أغبر

أحلام ضاعت من زمن *** والباقي منها يتبخّر

هل يبقى وطنى متحداً *** أم يصبح جزراً يتفطر؟

قد صار الدين يكبّله *** بقديم فيه لا يقهر

وبفقه جل مقاصده *** عورات المرأة أن تستر

و سماء الوطن به عُري *** صاروخ يبصر يتخيّر

قد ذاق الوطن شريعتهم *** فتضوّر جوعا وتقهقر

وبربك هل يصلح شرع *** أو دين يفرض بالعسكر؟

المصحف فيه رسالات *** ليجاري زمناً يتغيّر

والدين سياتى منبعثاً *** من ذات المصحف والمنبر

آيات أصول قد برزت *** وفروع منها تتقهقر

من صلّى جوّد تقليداً *** فصلاة اصالته تظهر

لا تسقط أبداً عن أحد *** معراج العبد الى الأكبر

لا تسمع فيها تشويهاً *** بل إقرأ عنها وتنوّر

من جوّد زكّى مقداراً *** إنفاق العفو به أجدر

والمرأة إن صانت نفساً *** بلباس حجاب لا تجبر

و زواجك واحدة أصل *** ولها كحقوقك لا تضجر

والعصمة حق مشترك *** لا أحد فيه يتجبّر

والاصل الرحمة بينكما *** لا بيت الطاعة والمخفر

وجهادك نفسك أن ترضى *** لا قتل الناس به تفخر

ومرادك أن تصبح حراًً *** من خوف القادم تتحرر

وتحب الناس بلا طمع *** من ظلمك منهم أو أنكر

فدروب الحب الى قلبك *** تستعصي عنه إذ تقصر

ويقينك أنك فى شك *** والشك يقين يتمظهر

وترى فى البعد ملامحه *** والبعد قريب فى الجوهر

والجوهر سرٌ تدركه *** بفؤاد القلب إذا أبصر

الدين سياتى منبعثاً *** من ذات المصحف والمنبر

وسيأتي رغم غرابته *** و برغم العسكر والأزهر

إن شئت الفضل لمحمود *** أو شئت لأمريكا !!تصوّر!!

http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...9-17-14-27&Itemid=55

عزيزي عمر،
شكراً على نقل القصيدة الرائعة.
والتحية والشكر عبرك لنسيبنا الدكتور معتصم القاضي.
لخصت القصيدة تطوير التشريع بصورة بديعة وفي سلاسة
رائعة.

شكرا أخي د. حيدر
أحي معك الدكتور معتصم على هذه القصيدة الرائعة التي جسدت بحق المعاني الراقية التي نادت بها الفكرة الجمهورية في قالب شعري بديع
وهو أمر ليس بغريب على الدكتور فقد سبق وأن أطرب مسامعنا بقصيدة أخرى هي من أعمق ما قرأت في تمجيد موقف الأستاذ محمود
أمام قضاة السوء وسدنة الظلم .. أهديها للجميع هنا:

الي العارف بالله الأستاذ محمود محمد طه
د. معتصم محمد سيد أحمد (القاضي)

يا صاحب الطوفان هذا شرعهم * من لم يكن منهم يكن زنديقا

مصوا دماء الشعب فهى قصورهم * طالت علوا شاهقا و سحيقا

آتاك ربي العلم فكرا صادقا * فبخلق أهل الحق كنت خليقا

لم يسمعوك و لم يعوا ما قلته * بل زوروه و كذبوا تلفيقا

جعلوا أكفهم على آذآنهم * و أتوا بران بالقلوب لصيقا

لبسوا لباس الدين للدنيا هوى * ورأوا بصدقك عا ئقا ومعيقا

فتدبروا أمرا فنضح اناؤهم * وأتوا عليك بحكمهم تطويقا

ودوا لو أنك ساجدا مستشفعا * فيباد جمعك كله تفريقا

فجهرت قول الحق في قاعاتهم * بهت القضاة مشيرهم و فريقا

لا خوف لا طمع بقلبك سيدا * متعبدا حرا فصرت طليقا

فكشفت عن حوض المعارف حجبها * و سلكت درب العارفين طريقا

ترجو الاله وسالك في دربه * فدنوت من قوسين كنت مطيقا

حسبوك من حبل المشانق جازعا * فشددته لله أنت وثيقا

حشروا فنادوا تلك أبشع موتة * وكذا سيذهب فاسقا هرطيقا

سترون نعلا طائشا من محدث * عاض لسانا بارزا و مريقا

ناداك ربك عندها من تحتهم * أن الق حبلك غالبا صديقا

فوقفت بالوادي المقدس في تقى * رجلا نقيا طاهرا و أنيقا

و خلعت نعلك للاله تأدبا * و مشيت نحو الله أنت رفيقا

ما زاغ بصرك في المنصة ما طغى * هي سدرة للمنتهى تصديقا

جاء التجلي عندها في نوره * وكساك ثغرا باسما ورقيقا

فصعدت في المعراج لطفا رائعا * وذهبت اسراء له تحليقا

وأتاك كوثر عابقا في مسكه * وسقاك مختوما صفا و رحيقا

و الروح كانت في المقام بقربه * و مقام محمود كفى تشويقا

Ustaz Omer

wish you & your family all the best
"Eid Mubarak"

Quote: مصوا دماء الشعب فهى قصورهم * طالت علوا شاهقا و سحيقا