السودان...لاحكومة تريح البال..!! ولا معارضة تسر العين!!

ظلت الساحة السياسية السودانية وعلي طول العقود الماضية تعيش حالة من العجزوالوهن
الذي يبرز بوضوح عجز القادة في الحكومة والمعارضة، وضعف خيالهم
في ابتكار أساليب ووسائل تتوافق و آمال وطموحات الامة السودانية.

المؤتمر الوطني...
طبق فكرة نهاية التاريخ وانتهاء (الاحزاب) لفوكاياما...
اي ان ما جاء به هو الخير المحض ولا يسطيع اي فرد او جماعة ان تأتي بافضل من هذا..
فهو نهاية الانتاج العقلي والفكري لامة بكاملها..
خاصة وانها مستندة علي الوحي والالهام السماوي..
فكانت فكرة الوعاء الجامع ومن ثم من معنا فهو قديس وكل من هو ضدنا ابليس...

لقد اضعف هذا المنهج الاقصائي..المعارضة باغلاق كل المنابر فبعدت عن المشاركة والاتصال الجماهيري..
فنشأ جيل باكمله لايعرف الا السير في اتجاه واحد او الوقوف علي اطراف الخط والاكتفاء بالمشاهدة..

وبالرغم من الحكومة نجحت في تحقيق غاية (التمكين) الا ان ضعف
المعاضة قلل من مناعتها السياسية فهي تخشي السقوط حتي من حركة رياح المعارضة الخفيفة غير المشبعة باي برنامج سياسي واضح او التفاف جماهيري عريض...

ده شغل طابور خامس
خلوا عاملين فيها ماسكتن العصايه من النص!

خليك في حكومتك احسن

لما المعارضه ما بتسرك وحل عن سماءنا.

وبعدين انت ما راجل طول بعرض

ما تصنع معارضتك براك لو شايف انها ما بتسرك

مش تقعد تندب زي الولايا!!

تراجي..
سلامات...ان كان هذا هو مقدار سعة صدر المعارضة في قبول النقد واتاحة الفرصة للنقاش والحوار..فاذن ما الفرق بينها بين الانقاذ؟...
عفوا لم افهم...الولايا...

الحركة الشعبية التي نظر اليها قطاع عريض من الشعب السوداني بانها نواة السودان الجديد في ظل قيادة الراحل الدكتور قرنق وذلك لخطابها السياسي الذي تحسس وجدان الشعب وهمومه وطموحاته..هذه الحركة تمثل سندا قويا للمعارضة لان خطابها وبرنامجها يكاد يكون واضحا...
غير انها تعاني حالة من الارتباك في الممارسة السياسية..
ففي التاريخ السياسي لم نسمع بان حزبا ما يشارك في الحكومة في ذات اللحظة هو معارضا لها!!!
الحركة الشعبية هي حليفة لأحزاب التجمع وشريكاة للمؤتمر الوطني!!!
تنادي بالسودان الجديد وتفضل انفصال الجنوب..فهل السودان الجديد هذا هو المفصل جغرافيا ام هو القائم بحدوده الحالية ولكن بنظام حكم جديد ورشيد...؟!!

الهادى

تراجى دى اديها من التقيل عليكـ الله ..

هذا الموقف السياسي المتردد من الحركة ربما يضعف احزاب المعارضة..
كما انه ادي -بالاضافة الي عوامل اخري مثل موت قرنق- الي تراجع جماهيرية الحركة...

معاوية مساء الخير..
الافكار الرائدة والعميقة...غالبا ما تشوه بالطرح والممارسة السطحية..
فان كان مشروع السودان الجديد ينطلق بحس المراة السودانية بعدم استعمال الكريمات...!!! فانه سيحتاج لقرن ليصل الي توعيتها بممارسة سياسية ناضجة تقبل فيها الراي والراي الاخر..

لكن شعار السودان والحريات انهار اولا في الجنوب تحت بطش وجبروت الحركة الشعبية...
التي ضاق صدرها بنشاط الفصيل المنشق منها بل بالمؤتمر الوطني الشريك...
الامر الذي احرج دعاة السودان الجديد..

الحركة الشعبية تريد الحريات في الشمال لتفعل كل شئ في ذات اللحظة تصادر حرية المواطن الجنوبي واختياراته السياسية. بذات القدر يصادر الموتمر الوطني الحريات ويتباكي علي تضييق نشاطه السياسي في الجنوب.!!