سلطات الأمن تعاملت مع حدث يوم الإثنين كما الساحر الأمريكي

الساحر الأمريكي كريس آنجلز يقوم في أحد أكبر فقراته المثيرة للعجب بالظهور على ظهر فيل هندي مستانس ثم يطلب من المشاهدين أن يلتفوا في دائرة حول الفيل ثم يقوم برفع سواتر من القماش حول الفيل. ويدير هذه السواتر ويديرها والناس ينظرون وما أن يزيل هذه السواتر حتى نلحظ أن الفيل قد اختفى وسط دهشة الجميع . علماً بأنه لا يظهر الأسفلت اي مباني تحتية.ويتساءل الجمهور حقاً أين اختفى الفيل؟ويتعجبون.
هكذا تعاملت الحكومة مع الحشد الذي كان من المفترض أن يحتشد أمام ساحة المجلس الوطني كي يقدم عريضة احتجاج لأعضاء البرلمان.فقد اخفت الأجهزة الأمنية ذلك الحشد. .
قامت الأجهزة الأمنية- كما ذكر غير واحد من أعضاء المنبر هنا ومن الصحفيين- بتعطيل الحياة العامة في المدارس والمكاتب يوم الإثنين وبالزعم بأنه لم يتم التصديق بالتجمع أمام المجلس الوطني وبمطاردة الجموع المتوجهة نحو موقع الحشد وبتعطيل الحركة فوق الجسور المتجهة إلى أم درمان ؛ وبإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي في دور تلك الأحزاب التي ستشارك عضويتها في المسيرة وباعتقال قيادات ، بمصادرة كاميرات ، بالإعتداء بالضرب المبرح على مشاركين وبالتخويف وبمنع غالبية المتوجهين نحو مقر المجلس الوطني الإقتراب من منطقة حي الموردة أو بانت أو شارع الأربعين. أوشكت سلطات الأمن أن تفرض حظرها حتى على الاسماك الواردة من منطقة مبنى المجلس الوطني المجاورة لسوق الموردة؛ كي لا تشارك تلك في الحشد؛ وعلى النسيم الذي يتردد كي لا يبطل مفعول البمبان!
ثم جاء إعلام الموالين ليقولوا لنا: أين المسيرات ؟أين التجمهر؟ أين الحشد ؟أين الآلاف ؟ أين اختفى يوم الإثنين ؟
حقاً إن في قادة الإنقاذ السوداني لسحرة ، أشد إدهاشاً من ذلك الساحر الأمريكي فقد اخفوا الفيل . لكننا نعلم أن هذا الفيل موجود .وهو ليس مثل فيل ابرهة فالإنقاذ ليست كعبة إلا إذا كانت (كعَبة ) في التعبير السوداني عن القبح : كعبة بمعنى نقيض (سمحة).

Quote: أوشكت سلطات الأمن أن تفرض حظرها حتى على الاسماك الواردة من المنطقةمبنى المجلس الوطني المجاورة لسوق الموردة كي لا تشارك تلك في الحشد؛ وعلى النسيم الذي يتردد كي لا يبطل مفعول البمبان! ثم جاء إعلام الموالين ليقولوا لنا أين المسيرات ؟أين التجمهر أين الحشد ؟أين الآلاف ؟ أين اختفى يوم الإثنين ؟ حقاً إن في قادة الإنقاذ السوداني لسحرة أشد إدهاشاً من ذلك الساحر الامريكي فقد اخفوا الفيل . لكننا نعمل أن هذا الفيل موجود .وهو ليس مثل فيل ابرهة فالإنقاذ ليست كعبة إلا إذا كانت (كعَبة ) في التعبير السوداني عن القبح عن نقيض (السمحة).

العزيز الصديق بشرى
تحياتى اضحكتنى رغم الماساوية التى انسابت من الكلام
كوميديا سوداء كاملة الدسم
شكرا لك ايها الكاتب العظيم وانت تسوقنا الى "محل بيوجع"

Quote: ثم جاء إعلام الموالين ليقولوا لنا أين المسيرات ؟أين التجمهر أين الحشد ؟أين الآلاف ؟ أين اختفى يوم الإثنين ؟ حقاً إن في قادة الإنقاذ السوداني لسحرة ، أشد إدهاشاً من ذلك الساحر الأمريكي فقد اخفوا الفيل . لكننا نعلم أن هذا الفيل موجود .وهو ليس مثل فيل ابرهة فالإنقاذ ليست كعبة إلا إذا كانت (كعَبة ) في التعبير السوداني عن القبح : كعبة بمعنى نقيض (سمحة).

فوق

العزيزة سلمى أولاً أعزيك في الصديق المشترك المستشار القانوني نجم الدين محمد نصر الدين. حكى لي الأخ محمد عبدالمنعم أن مجموع السيارات التي وصلت لمطار الخرطوم لاستقبال الجثمان من غير أهل الفقيد الراحل كانت لا تقل عن الثلاثمائة عربة توزع فيها المعزون الراجلون وذهبت بهم في موكب لأربجي مشابه لموكب جثمان الراحل مصطفى سيد احمد ذاك الذي توجه لود سلفاب
شكراً فقد اهديتني اخطائي حين قرأت تنصيصك فصححتها في الأصل .
تعرفي الصورة التراجيوكوميدية التي وصلتك وأنت سيدة العارفين بخبراتك المسرحية هي الشكل المناسب لتصوير أداء الأنظمة الديكتاتورية فأنا أزعم أن هذه الانظمة كمابعض الناس مصابة أيضاً بالشيزوفرينيا.هذه الانظمة لا تصاب بالشيزوفرينيااثناء تنكب طريق الحكم الشاق، بل تأتي مصابة بها من قولة تيت. وذلك لأن بها مجموعة من العقول المستبدة بعضها يتشدد وبعضها يتردد وبعضها يتودد وبعضها يتهدد وبعضها يتبدد وبعضها يشيخ ويتزهمر ثم يتجددوبعضها يتوحد وبعضها يتعدد.

من كان يظن أن كتابة كتبتها قبل دقيقة في جدة على شاطيء البحر الأحمر تصل إلى كاتبة في ىيوا بامريكا؟- هل لا زلت بها- لولا هذه الساحرة الجديدة الشبكة الدولية. هذه هي ملاعب الجنة التي عناها المتنبي.

عزيزي محمد على حسن
فليكن طلابك ( فوق) هذا طلاباً لوطننا كله فيرفعه شعبنا في كل يوم فوق مؤامرات الديكتاتوريين.تحياتي

الاقلام الواعيه تنحاز لقضايا الحق والوطن والمواطن دوما
شكرا دكتور بشري الفاضل

عزيزتيDoma
ما قلته صحيح وهو ينطبق عليك وعلى الوطنيين في كل زمان ومكان وأتمنى أن ينطبق علي الدوامعلى شخصي ما حييت ، فلا أحيد وإن اغراني أي نظام ديكتاتوري - مهما كان- بجبال من القوت والياقوت.
شد ما يحز في نفسي تحولات بعض المثقفين السودانيين من الهجرة تجاه الشعب إلى الهرولة تجاه الأنظمة الشمولية فينافقونها بمعسول الكلام الذي لا يلبث أن يدهمه سيل الشعب عقب كل انتفاضة ثم ينزوي أولئك المرتزقة في انتظار ديكتاتورية جديدة كي ثقوم (حليمة) أشواقهم بالعودة إلى (قديمها).

الأستاذ الكبير بشرى لك كل التقدير والتحايا العطرة .
ما خطته أناملك هنا لهو أدق وأصدق وصف لما حدث يوم الأثنين المشهود من كل المعمورة .
مهما حاول الظلاميون وسدنة الطغاة طمس معالم الطريق فالأحرار قادرون على شق طرق
حتى ولو كانت أكثر وعورة .
لقد حاول الطغاة اتباع اسلوب السحرة فعلاً لمنع الجمع من أن يلتئم وجاءوا بذلك التكتيك الذى
ختموه بإراقة الدماء ولكن أبناء هذا الشعب الأصيل لقادرون على إبتكار الترياق لكل تكتيكاتهم
الشيطانية . وليل الظلم لابد أن يعقبه نور الفجر .

عزيزي محمد احمد إدريس
احيي فيك هذه الروح وهي موجودة لدى الكثيرين هنا ولدى الملايين من ابناء شعبنا الذين لا زال يعوزهم التجميع.
على ذكر الدماء فقد قرأت تصريحاً للأتساذ فاروق أبو عيسى في الصحف ، قال فيه أن هناك شاب استشهد.الاستاذ فاروق لا يلقي الكلام هكذا على عواهنه نرجو إن كنتم بالسودان موافاتنا باسم هذا الشاب .

د. بشرى الفاضل
صورة اخرى ادبية رائعة توصف ما حدث بالضبط ...

عارف طوال سنوات الانقاذ لم يسمح لغير الانقاذيين بالتجمهر
او التجمع لاى غرض ,, عن تجربتى الشخصية انا لا ازكر
الانتفاضة ولا ازكر اننى رايت تجمعاتها .. عشان ما اكذب عليك واقول
ليك ناسها كانت كتيرة ولا شوية !!
لكن طوال عهد الانقاذ العاصرناهو ، التجمعين الوحيدين الحصلوا لقوى غير انقاذية
دون التصدى لهم وتفريقهم وضربهم او التهديد بحظرهم كانو اتنين
شاهدت الحدث الاول بعينى وكان التجمع لقوى المعارضة لا ستقبال د. جون قرنق !
التانى كنت خارج السودان وشاهدته فى الميديا وكان استقبال محمد عثمان الميرغنى
و جثمان شقيقه احمد الميرغنى قبل سنه اظن ..

اها الداير يعرف عدد معارضين الانقاذ ال ممكن يخرجوا فى الشارع
يقيس على ديل فقط لا غير ..







ـــــــــــــــــ
لكن عمو الفيل دا يوم لو غدروا لانقلب السحر على هذا
الساحر مهما كان امريكى ..

الابنة دينا خالد
يمكنك أن تضيفي إلى ما ذكرت مظاهرة الانصار وحزب الامة وجماهير المعارضة عامة في استقبال الصداق المهدي وقادة حزب الأمة و مظاهرات الجامعات مثل سبتمبر96 و مظاهرات طلابية شهدتها بنفسي قبل خروجي من السودان عام 93 في ذلك الحين والإنقاذ في اشد حالات قمعه كان الطلاب يوقفوننا قرب كلينيك جامعة الخرطوم ولا يسمحون لنا بالمرور إلا إذا أجبنا على السؤال التالي :
- إنت زول واللا جبهة.
في تلك السنوات كانت الحركة الطلابية قد توحدت .لكن مرت مياه كثيرة تحت الجسر بعد ذلك.
ما ذكرته عن مظاهرة استقبال جون قرنق صحيح ويعتقد مراقبون أن تلك المظاهرة امها حوالي ستة ملايين.سمعت بعض قادة الحركة الشعبية يقولون أن قوامها كان 8 ملايين ومهما كان الرقم فهي في ظني أكبر تجمهر شهده السودان منذ المهدية قياساً بالنسبة المئوية من تعداد السكان. فبخلاف الحشود الملتفة حول المهدي و يوم الإستقلال وذروة ثورة اكتوبر وذروة انتفاضة أبريل لم يجتمع السودانيون بمثل ذلك الإجماع الذي تم يوم استقبال جون قرنق وللاسف كان الإستقبال أخرس فقد قطعت عنه الطاقة .
في يوم انتفاضة ابريل العظيم احتشد الشعب من أم درمان الثورات حتى سجن كوبر ببحري مروراً بشارع القصر وكل الجسور ووجد الحشد المندفع نحو سجن كوبر أن بوابة السجن بدفعة ودفعتين تنفتح على مصراعيها .هذا ما عبر عنه محجوب شريف وكان معتقلاً وقتها بصورته الشعرية (السجن ترباسو انكسر).قال احد قدامى المعتقلين بكوبر وقد سمعنا ذلك منه في ندوة بعد ابريل أنه وجد نفسه فوق اعتاق الجماهير كل مجموعة تسلمه لأخرى وفي سرعة فائقة لا تكاد تصدق حتى انتهى به المطاف أخيراً إلى الشارع قدام بيتهم بام درمان تسبقه ذبائح لا حصر لها كانما اتت بها مردة من الجن.
يوم الإثنين الماضي لم تكن به انتفاضة لكن كانت هناك شرارات من نذرهافالسلطات الديكتاتورية اخشى ما تخشاه هو تجمع المعارضة وتكتلها تحت شعارات بسيطة عميقة في معناها: الحرية والخبز. ف

الإنتفاضة حريق هائل .وذروة الانتفاضة لهيب تكون دائماً السلطة فيه بيد الشعب . ومن علامات الإنتفاضة أن المشاركين فيها يفكرون بصوت مسموع في استعاضة عن القيادة التي يتخطونها جراء سرعة الفعل ؛ افتجد المشاركين في الإنتقاضات يتصايحون بكلمات قليلة كالشعارات إلى القصر... إلى السجن ...إلخ.. .

ظهر الصحفي النابه أتيم سايمون أمس في قناة النيل الأزرق ، والحلقة كانت معادة اليوم يحاور ثلاثة من الصحفيين الموالين للإنقاذ في برنامج يديره مذيع مفوه لكنه إنقاذي أيضاً وبذا أصبح البرنامج (إتجاهاً معاكساً) مكون من أربعة مقابل واحد.
عبثاً حاول الصحفي الشاب سايمون إفهام الصحفيين الكبار (إثنان منهم رؤساء تحرير والثالث صحفي ذو خبرة طويلة في كتابة الأعمدة المدافعة عن الإسلاميين) عبثاً حاول أن يقنعهم بأن ما تم يوم الإثنين لم يكن يهدف إلى انتفاضة أو أكتوبر جديدةتتم في يوم ، وإنما كان مجرد حشد أمام المجلس الوطني كي يرفع عريضة لأعضاء المجلس الوطني بمطلوبات معلومة ومعلن عنها، لكن التجمهر تم قمعه.
عبثاً حاول أتيم لكن صوته كاد يضيع بين الأصوات (أربعة ضد واحد) فالمذيع الهمام وإن حاول لم يكن محايداً.
هذه الصورة توضح بجلاء أن المعارضة ستواجه بإعلام منحاز وماكر ، يخفي الحقيقة وسط معمعان الحجج المشتبهة والمعلومات الحكومية المضللة.المعارضة -وقد بح صوتنا- بحاجة لفضائية وهي تسطيع أن تحصل عليها ولو بالإيجار . وأعتقد أن فترة الشهرين المسموح بها للدعاية الإنتخابية قد اقتربت لو صممت المعارضة على خوض الإنتخابات.
بقي على أن أوكد رأي الصحفي من الحركة الشعبية أتيم سايمون وأحييه هنا، بأن ما كانت تهدف إليه قوى إعلان جوبا في 8 ديسمبر كان حشداً سلمياًً أمام البرلمان.لا تظاهرات ولا مسيرات وبالطبع لم يكن أكتوبر أخرى.