كم من سياسي ثري وأديب فقير !

الأديب صاحب وجدان وجمال ومشاعر فياضة، وحس مرهف وحضور ذهني وقدرة على التصوير والابتكار ،فهو يحاول أن يفرض أفكاره من خلال اعماله الأدبية ، ولا يمكن أن يغتني الأديب في مجتمع لا يستهلك من الكتاب المنشور لهذا الأديب أو ذاك حتى ولو كان مشهورا بما فيه الكفاية ببعض الآلاف من النسخ ... لأن القراءة والإطلاع ثقافة ضعيفة وإن وجدت فتمارس في أضيق الامكنة .
هم الكتابة ونشر الأفكار..
السياسي صاحب فكرة أيدلوجية وأحياناً يأتي صدفة أو هرولة يتمتع بثقل الدم وبرودة ولؤم الطبع فيمكث بين الناس رهقاً ، لا يعرف من القيم إلا من شحمة أذنه إلى مناخيره ، يتشدق ، ويعدل من عمامته ، ويدعي الإحاطة بكل شيء ، يتصيد منافعه حيث كانت دون أن يرجف له جفن ..فتجده يتبمسل ويتحوقل ويتعوذ ضرورة ومع ذلك يمتلك من رهق المساكين ودمائهم يمتص حياتهم وآمالهم وشهرته تكاد تطبق الأفاق فهو في موجز الأخبار ومفاصلها وختامها ، صوره تتناثر في الطرقات ...

هذه المقدمات قادني حال القراءة في السودان وواقع الأدباء والساسة ...لو اجرينا جرداً سريعاً بين سياسي وأديب لو وجدنا شعر ود الرضي فاق الأربعة دواوين ولا يمتلك فيلا في كافوري أو سيد عبدالعزيز أو محمد بشير عتيق ، ولو نظرنا إلى الساسة فالأمر مختلف جدا فهاهي البنايات قد تكاثرت أطباقها ابتغاء الربح والتعدد في النساء والتوسع في النسل وتوارث المناصب وإرضاء الأنساب والأحساب ..واما قبيلة الأدباء أمثال التيجاني يوسف بشير والهادي آدم والطيب صالح وحسن نجيلة ومعاوية نور فهم مجرد كتابات على رفوف المكتبات لم ولن تجد طريقها إلى الثراء !!

نرفعه فقط