الحركة الشعبية ... هي التي سوف تقرر مصير السودان ... وحدة أم إنفصال

نعم ... إستقر مشروع السودان الموحد أو المجزأ بين يدي الحركة الشعبية, وصارت الحركة الشعبية هي لجنة المحلفين { jurors} على إستمرار السودان كما كان أو إنفصال الجنوب وإقامته لدولته الوطنية الخاصة به.

نعم ... وصل تطورنا أو تدهورنا السياسي والإجتماعي, إن شئت, إلى طاولة الحركة الشعبية, وعليها أن تختار وتفصل في الأمر بما تراه مناسبا ... فلا غلو ولا غلواء ... وليس الوقت للعزاء وتفريق الدم بين القبائل ... إنما هو وقت أن نعتصر شيئا من قلوبنا ... فرحا أو حزنا ... ثم يمضى كل لحاله ... أو أن يكون حالنا ... جميعا.

نعم ... إقتربت القافلة السودانية العطشى لكل شئ, أن تحط رحالها على بر ما, فلا تستأذنوا الغفلة بلا طوع ولا تبروا نجما بلا طوق ... فقط ... أستعدوا للأسوأ ... وربما الأفضل ... ما تيسر.

نعم ... فحصادنا دنت مواعيده, ولا يهم مستوى قطافه, لكن يهم الجميع ... أي ناحية من الوطن يأتجرون ... وأي فرع فيه يعتلون.

نعم ... أرخت مسيرتنا السياسية في سوداننا الحديث سدولها على فصل { عجيب } في رواية السودان, وأحالت ذاتها وموضوعها إلى ناحية, نود إستعلامها وقراءة أحوالها ... في الحركة الشعبية.

نعم ... تواصينا من حيث ندري أو لا ندري على مشروع مفاصلة, أو وحدة, نعرف إستحقاقات كل أي منهما, لكننا عجزنا عن الوفاء بتلك الإستحقاقات ... وأذنا لمن يمكن أن ينوب عنا { كسودانيين } لتحديد مصيرنا , كأقصى ما توقدت به قريحتنا السياسية ... في بؤسها الضالع نحو المجهول ... والمغامرة الغير محسوبة العواقب.

نعم ... فليفتح التاريخ ذراعي كتابه ... ليسجل ضمورنا لهذا الحد ... وبالجد ... فقد أزف الزمان السوداني ما كان مشروطا بساعة الشريكين الأظلعين ... خفرة السلطة والثروة ... وغفرة السودان الكبير.

نعم ... تتحمل الحركة الشعبية اليوم عبء تحديد مصير السودان, لكونها السلطة القائمة بأمر الجنوب, وبلا تحدي ولا منازع ... إلا من أطراف قلال ... ولا تنسوا أن سوف يصوت في تقرير المصير ... الجنوبيون فقط . ولسنا بهذا نقدم خدمة مجانية ... بقدرما نتطلع لوطن الجميع.

نعم ... فالحركة الشعبية هي الأسيد سلطة وسلطانا على جنوبنا السوداني, وغض النظر عن ملاججاتها مع المؤتمر الوطني, بل هي الحركة السياسية الوحيدة في تاريخ السودان التي أتيح لها التنفذ حكما ومعارضة, كما هي التي تملك القوة والبأس العسكري منه والسياسي والإقتصادي كذلك ... فليس هناك من يقاربها شأنا ... ومشئونية, لتستدعي كامل موجباتها وصلاحياتها, خاصة في أرض الجنوب , والتي قل أن تعرف معنى السلطة الرسمية ... وتضاعيف الصراع, غير أيلولته القبلية... والرعي المتجاوز في أفضل الأحوال.

نعم ... فمصير السودان سوف يقرره أهل جنوب السودان لا غيرهم ولا معهم ولا ضدهم, فيما لا تتقرر أحوال المواطن الجنوبي وبطبيعة الحال إلا عبر مقيد أو منيب إجتماعي, وهؤلاء هم قادة القبائل ورثوثها وراجحي أوزانها قبليا وبالمقابل سياسيا. فليس في الجنوب تجربة سياسية تنبئ بغير المحصول آنف الذكر ... ولحسب التاريخ والواقع.

نعم ... فيما تقرر الحركة الشعبية { موضوعيا } مستوى التأثير على الزعامات والحلقات القيادية لمجتمعات الجنوب, أي أن الحركة الشعبية هي التي سوف تضعهم على طريق الخيار الذي يروق لها, وحدة أم إنفصال... مع إحتمالات ضعيفة لوجهات نظر مضادة للحركة الشبعية ... فهي الأقوى ... على الأقل... وأتمنى أن تستجيب الحركة الشعبية بعقل ما كان لهم أضداد في الجنوب ... فهذه هي الديمقراطية التي يعيبون قصورها في الشمال... فكونوا الأحسن واستهدونا التجربة الأفضل.

نعم ... لن تكون الوحدة جاذبة بين عشية وضحاها, وكمان في ظل تنفذ أقصى مشروع مغاير لتصورات الحركة الشعبية. لكن ... الأمل معقود على مستقبل أفضل سيرا على طريق التحول الديمقراطي, وهذا مسار يحتاج إلى خيال عقلاني وليس إبتساري وشرطاني جحوف. بل كيف تكون الوحدة جاذبة في عنق الزجاجة؟ ... مش أفضل إكون في براح سياسي وزمني كافي لتجربة مختلفة وفي إتجاه مختلف وعلى طريق الديمقراطية؟ وهذه دعوة لأن تفصل الحركة الشبيعة بين غث الشراكة ...و ثمين السودان.

ففي كل الأحوال ... فالحركة الشعبية على كرسي إتخاذ القرار ... وفي كل الأحوال آمل أن تستمسك شعوب السودان بالديمقراطية ... فهي طوق النجاة وإمارة الفعل الإيجابي ومنفذ الخروج من الأزمات والتداعي نحو الأرحب والأكرم.

... مع وافر تقديري

... إلى حين عودة.

السيد حيدر قاسم,

يا استاذ, انت شايف الفيل و تطعن فى ظلو? وحدة السودان تقررها المؤتمر الوطنى و بقية الاحزاب الشمالية. على الحركة ان تنادى بان يكون السودان موحدا على اسس عادلة, (نظام علمانى), و على ال Northern Status Quo جعل تلك الوحدة جاذبة للجنوبين. و لكن اذا بقى الانفصال جاذبا فى الجنوب,حيث لم يكن يوما غير جاذبا رغم حملات الابادة و الاسلمة و التعريب, فان الحديث عن جذابة الوحدة يكون فارغ المحتوى.