الموتى يتكلمون .. تواصل بين عالمين ...

الموتى يتكلمون


توطئة
الرؤيا المنامية أو الأحلام .. هل هي وسيلة تواصل بين عالم الموتى وعالم الأحياء ؟ هل يشعر الموتى بما يحدث أو سيحدث لأقربائهم فيبادرونهم بزيارة منامية لتفقد أخبارهم أو اخبارهم بأمر ما .. خاصة اذا كان هنالك أمر سئ سيحل بأحد أفراد عائلة المتوفي ؟ الاجابة بنعم .. وهنالك العديد من القصص والشواهد التي تؤكد ذلك .

الاستشعار عن بعد
الزمان: سبعينيات القرن الماضي
المكان: مدينة الدامر
داخل احدى الغرف المظلمة .. محكمة الاغلاق .. في أحد اركان المنزل .. كانت هنالك نيف وثلاثون دجاجة تواجه الموت جوعا وعطشا بعد ان مات العدد الأكبر منها .. فقد توفيت في ذلك اليوم صاحبة المنزل التي كانت تقوم برعايتهم .. وفي خضم الحزن الذي خيم على المنزل المحتشد بالمعزين .. نسي أهل الدار أمر الدجاج وشغلتهم المصيبة عن كل شئ .. وعندما حل المساء وتعبت الأجساد من النحيب .. عدا بعض الأنات الكلمى التي تصدرها بنت المرحومة .. استسلم الجميع لسلطان النوم .. عند منتصف الليل استيقظت احدى قريبات المرحومة فزعة لتروي أغرب قصة .. فقد زارتها المرحومة في المنام وأخبرتها بانزعاج عن الدجاج المحبوس في الغرفة بلا ماء وطعام منذ البارحة .. وفور الانتهاء من حديثها هرعت النسوة ترافقهن ابنة المرحومة الى غرفة الدجاج وعندما قمن بفتحها وجدن معظمها قد نفق .. والقليل المتبقي منها في حالة احتضار .. فسارعن في انقاذه .

عام الجدري
عند حفر أساس أحد المنازل بحي السوق بالدامر .. تم العثور على بقايا قبر قديم مندثر .. قام أهل المنزل بجمع رفات الميت لدفنها .. وفي غفلة من الجميع قام شاب وهو طالب بجامعة الخرطوم وقتها .. قام ذلك الشقي بأخذ جمجمة الميت بغرض عرضها على أساتذة الجامعة لمعرفة تاريخ وفاة ذلك الشخص وفي أي عصر عاش .. وفي مساء نفس اليوم زاره في المنام رجل بجلباب أبيض تبدو على محياه امارات الغضب وخاطبه قائلا: اذا كنت ترغب في معرفة صاحب الجمجمة التي بحوزتك .. فأنا فلان بن فلان .. معلم بخلوة الشيخ فلان بالدامر .. توفيت في عام الجدري حيث ماتت أعداد كبيرة من الناس أنا من بينهم .. فما كان من الطالب بعد الرؤيا المنامية المفزعة تلك سوى الاسراع في اليوم التالي باعادة الجمجمة الى مكانها مع باقي الرفات .. وكفى الله المؤمنين شر القتال .
البعاتي
يقولون ان المدن كالبشر .. ينتابك احساس بالراحة والالفة وأنت تطأ أقدامك احدى المدن .. وتلفظك أخرى وأنت تضع أولى خطواتك فيها .. وينتابك احساس محايد وأنت تدخل لأول مرة مدينة ما .. ذلك الأخير كان احساسي وأنا أزور مدينة كسلا لأول مرة في حياتي .. لم أشعر بالالفة وكذلك لم أشعر بالنفور .. فدخلتها كعابر سبيل فاقد الاحساس بالمكان .. لم أجد الوقت الكافي للتعرف على المدينة وأهلها .. فطبيعة عملي لا تسمح بذلك .. فأكتفيت بالتعرف على الجيران الملاصقين لمنزلي .. في احدى الليالي المقمرة أويت الى فراشي باكرا على غير العادة .. فزارني في المنام رجل أسمر البشرة ذو شارب غزير .. خاطبني باسمي قائلا : ( يا ( م ) أنت لا تعرفني ولكني أعرفك .. فأنا أسكن على بعد شارعين من منزلك .. دخلت في غيبوبة فظن أهل بيتي أنني مت فأستعجلوا دفني وأنا لا زلت حيا .. فأرجو منك الذهاب الى بيتي واخبار ابني الأكبر بما ذكرته لك ليعودوا ويخرجوني ) .
لم أنم ليلتها حتى طلوع الفجر .. فسارعت بالذهاب الى المنزل الذي وصفه لي الرجل ذو الشارب الضخم .. لم أجد صعوبة في العثور على المنزل .. لا سيما أن هنالك جمهرة من الرجال أمام المنزل .. وصوت البكاء يعلو من داخل المنزل المزدحم بالنساء .. اقتربت من مجموعة من الرجال وسألتهم عن الابن الأكبر للمرحوم .. فتقدم نحوي شاب في العقد الثالث من العمر .. فأخذته بعيدا عن الحشد وأخبرته بزيارة والده لي في المنام وما ذكره لي بالتفصيل .. وما على الرسول الا البلاغ .. فنادى على أخويه وأستشارهم فيما قلته له .. فرفضا فكرة نبش القبر .. مبررين رفضهم بأنه حتى وان كان والدهم لا يزال على قيد الحياة وخرج من القبر حيا .. وهو أمر مستبعد ومستحيل حسب قولهم .. سينعته الناس بالبعاتي .. وهي صفة مكروهة وغير مستحبة .. رفض الأبناء نبش قبر والدهم حتى وان كانت فرصة بقاءه حيا كبيرة .. وطلبوا مني عدم ذكر هذه القصة لأي شخص أيا كان حفاظا على أسرار العائلة .. شاكرين مجيئي اليهم واخبارهم بأمر الرؤيا المنامية .. فهل أخطأوا ام أخطأت أنا .. ام أخطأ المجتمع آنذاك .. ام أننا جميعا كنا ضحايا رؤيا منامية ليس الا ؟؟

بالمناسبة كل ما ورد أعلاه قصص حقيقية
وليست من نسج الخيال كما سيتبادر الى أذهان
البعض .. فقط اقتصرت مهمتي في صياغتها في قالب
قصصي على ضوء ماذكره لي رواتها .. وما اكتنفتها من أجواء ...

سلام منتصر ...
اخذتنا معك حقيقة في هذا السرد الجميل ..
ارجعتني الي زمن كنت اقرأ فيه للدكتور احمد خالد توفيق في سلسلته ( ما وراء الطبيعه) روايات مصرية للجيب ...
وله كتاب بعنوان الموتي الاحياء يتحدث فيه عما نطلق عليه (البعاتي) ..
وفي انتظار كتاباتك التي يبدو انك تكتبها وانت تجلس علي الضفاف ولذا تأتي ندية رقيقة جميلة معبرة صادقة ...
لك التحية وفي انتظار حكايا الضفاف

عزيزي
ابراهيم الصغير

سعيد بمرورك .. هي فعلا من مجموعتي القصصية ( حكايا الضفاف )
وأنا الآن بصدد جمعها وتجهيزها للنشر اذا ربنا سهل .. اما بخصوص
الدكتور احمد خالد توفيق فهو مهتم في كتاباته بالأساطير والماورائيات
وطقوس القبائل البدائية .............. صادق الود

الأخ منتصر

لك التحية والاحترام

شدنى جدا ما كتبته لاننى مهتم بمثل هذه الاشياء ...
من وجهة نظرى اعتبر ان كل ما قلته صحيح جدا وقد يتكرر كثيرا ولكن التقاليد قد تمنع الناس من الخوض فى مثل هذه الاشياء وذكرها ولكن يقينى ان هنالك تواصل بين الارواح سواء كانت فى العالم الاخر او فى عالمنا هذا ولعل اهل الغرب اهتموا كثيرا وبحثوا كثيرا مثل هذه الاشياء فى علوم ما وراء الطبيعة والتى لم نعطها حقها ولم نجعلها ثقافة عامة بعد والا لتم انقاذ ذلك الرجل الذى زكرته فى كسلا وتحضرنى قصة رجل فى مصر كان فى غيبوبة فظن اهله انه مات وكتب الطبيب شهادة وفاة له فتم دفنه ولحن الحظ ان المصريين لا يقبروا مثلنا بل يضعوا الميت فى غرفة يحكم اغلاقها (مقبرة العائلة) وحينما خرج الرجل من غيبوبته وجد نفسه فى غرفه مظلمة فاصبح يصيح فجاء حارس المقبرة وفتحها ليفاجأ بالرجل وظن انه عائد من الدار الاخرة مما افقده عقله وذهب الرجل لاهله الذين ايضا ظنوا انه عاد من الدار الاخرة ولكنه اقنعهم انه لم يموت اصلا وانما استعجلوا دفنه ..

الموضوع شيق وذو شجون وارجو ان يدلو اهل العلم والمعرفة بدلوهم فيه ويقينا ان هنالك العشرات من حالات التخاطر بين ارواح الاموات والاحياء والاحياء والاحياء وبينهم مسافات بعيدة ..

ارجو ان يستمر هذا البوست لانه حقيقى دسم جدا ...

مع مودتى

ودي تكية ,,,,

للمتابعة

الأخ قرشو
ولك فائق التحايا والاحترام

نعم أتفق معك ان ثقافتنا لم تعطي ذلك الجانب حظه من الاهتمام
لأسباب قد يبدو بعضها غير منطقي .. فالعرف والتقاليد لهما دور
لا يستهان به في حياتنا .. يطغى أحياناعلى الدين نفسه ............ صادق الود

الاخ منتصر

لك التحية

ارجو ان يبقى هذا البوست عاليا ليراه الاخرون ويقينى ان الكثيرون لهم تجارب ولهم قصص جميلة ولكن السياسة غطت على ما سواها ..

ولكن سيعودون ويمتعونا بالحكايات المثيرة قطعا ...

حقيقى......... لا تعليق لكن...



تكية مع ابو عمار للمواصة


والمزيد

عمار عبد الله
و
محمد عوض

لكما خالص التحايا .. سنواصل باذن الله
حالما أنتهي من صياغة بعض ما سمعت بخصوص الموضوع ....... صادق الود

هل يمكن للقرين ان ينقل رسائل للاحياء ؟؟؟

نعلم جميعنا ان لكل انسان قرين من الجن وانه يبقى بعد وفاته


ترى هل هذا الامر وارد ؟؟؟؟