لن أبك هذه الليلة ...I won't cry tonight

لن أبك هذه الليلة .... I won’t cry tonight

الموسيقار الفاحم اللون يشدو بلحن عجيب ... ويجزم أنه لن يبك في تلك الليلة العاصفة. قلت له لا أظن أنك تستطيع البكاء حتى وإن أردت ذلك ... فالدموع لن تنهمر من مقلتيك حتى يأذن لها سلطان البكاء. كيف تبكي يا عزيزي وأنت في قمة النشوة .... إن كنت قطاً أو سنجاباً قد أجد لك عذراً ... ولكنك فنان تطرب السابلة. لا يهم ... فنان الأنفاق والطرقات هو أيضاً يطرب.

في هذه المدينة الفاضلة ما إن يبكى شخص إلا وأمتدت إليه ملايين الأيدي البيضاء لتكفكف دموعه ... الشخص الوحيد الذي يبكي في صمت هو الرئيس ... حينما يأوي الرئيس إلى مخدعه في ساعة متأخرة من الليل يجهش بالبكاء من فرط الألم ... المسئولية جسيمة والمحاسبة قاسية ... زوجته هي الوحيدة التي بوسعها مواساته في تلك المحنة التي سقط فيها سهواً. كل شيء هنا مختلف أيها الموسيقار ... في بلدك الذي وفد منه أسلافك أيها الفنان .........الكل يبكي إلا حفنة من أهل الجاه والسلطان ... كيف يبكي من بيده السلطان والصولجان!!

كيف تبكي أيها الموسيقار وأنت على بعد خطوات من قصر بكنغهام معتبق الأرجاء!! ما إن تسمع الملكة سليلة الملوك نحيبك حتى تهرع لنجدتك ومواساتك وربما تبكي معك إن كان مصابك جلل. ماذا تريد يا صديقي أكثر من ذلك؟ ... الإنسان بالنسبة لهم هو سر الوجود ... فلا بد من التعامل معه بهذه الكيفية ...

قوانين هذه البلدة الفاضلة لم يسمع بها بقية العالم ... خاصة من في مجاهل أفريقيا وآسيا ... حيث يعشعش البؤس والفساد ... يأتي الناس إلى هذا البلد الصغير بمقياس المساحة والعظيم بكل مقاييس العظمة من كل صوب وحدب باكين شاكين من سوء معاملة بني جلدتهم لهم ... يصغون لهم ويوفرون لهم المأوى حتى يستبين أمرهم. كل ذلك على حساب شعبهم العظيم الذى أبت نفسه إلا وأن يتصدى لتلك المهمة القاسية.