لماذا لا يكون زماننا جميلا

تتردد على مسامعنا دائما عبارة الزمن الجميل مقرونة بالماضي كأن يقول لك احدهم (ياحليل زمن الستينات )ايام كانت الايام خوالي ومترعة وكأن ايامنا هذه حالكة السواد مع ان الزمن تقدم وزادت سبل الرفاهية ،تجد اخر يستعذب معاناة الثمانينات مع ما فيها من ندرة الخدمات والسلع هل التطور الحادث الان في شتى ضروب الحياة سبب النغمة التي يحس بها البعض..هل التغيرات الديموغرافية والمناخية حتى هي سبب الشعور بالاحباط ،هل اذا تقدم الزمن سنوات وعقود اخرى للامام سنشتاق لحاضرنا الاني بمعنى ان ذلك غريزة في الانسان الحنين للماضي ..هذي دعوة للتفاكر لماذا لا نحتفي بحاضرنا كما نحتفي بماضينا، وكما قال الشاعر الهادي ادم : قد يكون الغيب حلو انما الحاضر احلى

يا اخوي دا كلام عجايز ساكت ما تشتغل بيهو , والله كل ما اتذكر ليك التمنينات وصفوف العيش وصفوف الغاز وصفوف البنزين وصفوف التعاون وصفوف اي حاجة واي حاجة مافي احمد الله علي الايام الجميلة

up

الاخ اساسي لك التحية ونشكرك على المرور
فعلا فترة الثمانينات كانت قاسية على السودان فهي شهدت بداية وزروة حرب الجنوب في مرحلتها الثانية بعد اتفاقية اديس ابابا ،كما شهدت عدم استقرار سياسي وذلك بترنح نظام مايو وقيام انتفاضة ابريل ثم فترة الصادق التي شهدت تدهورا مريعا في كافة الاصعدة
بعد هذا كله نجد من يتباكى على هذه الحقبة

في اعتقادي مصطلح الزمن الجميل تتدخل في بروزه عدة عوامل :
# انهيار بعض القيم الروحية مقابل التطور المادي.
#حدوث فجوة بين الجيل القديم والجيل الجديد فرضتها الطفرة التكنولوجية الهائلة في السنوات الاخيرة وعدم استجابة الجيل القديم لها بنفس وتيرة استجابة الجيل الجديد.
#سرعة ايقاع الحراك الاجتماعي ومتطلبات العصر،ابعد عنصرالاستمتاع بالاشياء رغم توفر كل الذي كان محروما منه في الماضي.
# بداية انهيار المؤسسات الاجتماعية التقليدية (الاسرة الممتدة)وبالتالي الادوار التربوية لها.
# التشاكس السياسي ،ولد عدم ثقة بالمؤسسة السياسية مما افرزتمردا اجتماعيا تمظهر باشكال عدة(ازياء فاضحة ،سلوكيات غريبة على المجتمع المحافظ ...وغيرها).
عاليه مجتمعا ولدللبعض الحنين الى الزمن الماضي الذي كان يخلو من بعض تعقيدات الحاضر.

كتب د.عبد اللطيف البوني:
(وهكذا ما أنْ يطل شخص من الستنيين والسبعينيين (إذا قلنا الخمسينيين فإن رأس السوط سوف يصلنا) فما أنْ يطل أي واحد من هؤلاء، أكرر واحد وليس واحدة، لأنه لا توجد عندنا إمرأة في السودان وصلت ذلك العمر، إلا وُصف بأنه قادم من الزمن الجميل، وبعد ذلك يعجبك ذلك المطل، إذ يتكلم وكأنه قادم من كوكب آخر، فيعدد لنا إنجازاته وإنجازات جيله، وكيف أنّ الحياة على أيامهم كانت أحلى وأروع وأجمل، ولن ينسى أنْ يرثي على حالة الأجيال الحالية، لا بل وينعاها وهي حية، لقد أصبحت هذه المسلمات، أي أنّ سودان الستينيات والسبعينيات وما قبل ذلك وبعد ذلك بقليل، كان جنة الله في الأرض في كل شيء.. فنون مزدهرة، أغاني ما منظور مثيلها، كرة قدم ولا البرازيل، شعر ولا زمان الوصل في الأندلس، دراما تبكي الخواجة. في تقديري أنّ هذا (الأكلشيه) المسمى الزمن الجميل يحتاج لمراجعة، لأنه أصبح سلاحاً يرهب الأجيال الحالية. وأود أنْ أزعم هنا أنه لم يمر زمن جميل على البلد المسمى السودان، ولم يشهد السودان عهداً ذهبياً لا في الغناء ولا في الكرة ولا في الدراما ولا في الشعر، فالحساب ولد، لا بل يمكنني أنْ أقول أنّ أبناء هذا الزمن(أولاد الزمن دا) أكثر إجادة لكثير من ضروب الإبداع من أسلافهم، لابل حتى في الأكاديميات أزعم أنّ أولاد الزمن (أشطر) من رجال (الزمن داك). لا يعني ما ذكرناه آنفاً التقليل أو تبخيس ما أنجزه الرواد في كافة الصُّعُد المذكورة أعلاه،)

الابن الحبيب عبادى
تحية واحتراما
وبعد
نعيب زماننا
والعيب فينا
لكننى على نحو خاص يا ايها الحبيب
درست وابناء جيلى مجانا كل مراحل التعليم من الابتدائى وحتى الجامعى "التلميذ / المعلم / الطالب/كل له حدوده وله متطلباته من كتب وكراسات وحتى الوان يمسح بها وجه الورق لتغدو جميلة
كان فى بلادنا السكة الحديد التى تصل كل جهة بكل جهة
العلاج مجانا لكل الناس دون فرز
لامستشفيات خاصة ولااطباء بلا ادوات
المدارس كانت مفتوحة للجميع ليس من مدارس خاصة الا بالعدد وهؤلاء كانوا يخلون منا نحن ابناء مدارس الحكومة
الحياة رغم طابعها الذى يبدو رتيبا لكنها متناسقة طرديا والايقاع العام
ثمة اجهزة فى الدولة منها "وزارة الاشغال ، وهذه مهمتها صيانة المبانى الحكومية"
الافنديةكانوا ملح الارض
المدرسين كانوا البذرة النقيةالتى تتمنى ان تنتمى اليها
الخدمة المدنية كانت من العظمة بمكان
كل شئ كان يسير وفق جدول مرتب
ولك ان ترى ما يحدث الان من فوضى شهدتها بعينى رغم اغترابى لعدد من السنين
كان هناك البريد والبرق خدمة للمواطنين من اقصى الى ادنى البلاد
تسير كما الساعة
اليس جميلا ان تدرس وتشتغل فى بلاد كانت الخدمة المدنية فيها مثالا؟
اين كل هذا الان ؟
مجرد تساؤل
متعك الله بالصحة والعافية

اخر كلام
علمتنى ابنتى الشغل على الكومبيتر لكننا الان صنوان
وهذا ما كتبته انت

Quote: حدوث فجوة بين الجيل القديم والجيل الجديد فرضتها الطفرة التكنولوجية الهائلة في السنوات الاخيرة وعدم استجابة الجيل القديم لها بنفس وتيرة استجابة الجيل الجديد.

يشير البعض الى ان مميزات الزمن الجميل (اي زمن الخمسينات الى السبعينيات اصطلاحا)‘تتمثل في في ان الناس كانت متراحمة ومتساهلة وبعيدة عن التعصب ،ومنصرفين الى اعمالهم واتقانهاوالميزة الاخرى وجود صفوة وان كانت قليلة العدد ولكنها مؤثرة ووجدت من الفرص في كل مناحي الحياة مالم يتوفر للجيل الحالي هذا بصفة عامة وبالتطبيق على حالة السودان كما اشار د.البوني في عموده لم يشهد السودان زمنا جميلاكما يشاع ففي عهوده كلها شهد شظفا في العيش وصل حد الكفاف منذعهد السلطنة الزرقاء مرورابالحكم التركي وضرائبه الباهظة وتضييقه على العباد بشتى السبل الى الثورة المهديه التي كانت اغلب سنواتها حروبا ومجاعة حتى الاستعمار الانجليزي الذي بدات تظهر فيه طبقة الافندية والنخب المتعلمة عاش فيه بقية الشعب على الهامش خصوصا المزارعين والطبقة العمالية استمر هذا الوضع حتى في العهود الوطنية المتعاقبة

الاخت سلمى لك التحية والاسرة الكريمة وانت في ارض المهجر
ماقصدته بحدوث فجوة بين الجيل القديم والحالي هو ان ادوات المعرفة تغيرت بسرعة هائلة وذلك بحكم التطور التكنولوجي والتحول للحداثة وما بعدها دون تدرج مما افرز تباطؤ اذا شئنا ان نسميه في استيعاب الجيل القديم لهذا التغير فهم محكومين بخلفيات التنشيئة هذا لايعني انهم غير موهوبين أوفطريا غير مؤهلين لاستيعاب ما هوجديد بدليل انك قلت انك تعلمت الكمبيوتر من ابنتك ولكن هل في طفولتك كان يوجد كمبيوتر ...
اما اشارتك لتحسن الخدمات وانضباط في الخدمة المدنية وغيرها في الماضي ،فارجو ان تطالعي البوست السابق فيه اجابة لتعليقك.
عموما سعدنا بمداخلتك التي اثرت البوست ونتمنى دوام التواصل

up

up

دعوني أتوكّل على الله وأفتي أن ليس هناك زمن جميل!! هناك فعل جميل، وفعل قبيح، في كل زمان ومكان. الزمن الجميل مجرد وهم في خيالاتنا!!. اسألوا أهل الزمن الجميل كلهم ستجدونه مجرد حنين للماضي لا أكثر. قال المتنبيء
(أتى الزمان بنوه في شبيبته
فسرّهم وأتيناه على هرم)
هذا الشعر الرائع أسعفني في معرفة كُنه الزمن الجميل.
------------------------------------------------------------------------------------------
هذى خاتمة لمقالة بعنوان :وهم الزمن الجميل للكاتب الصحفي عادل البازنشرت في موقع سودانايل
يشير المقال لاعتداد كل جيل بزمانه ويخلص الى انه لايوجد زمن جميل او قبيح انها اوهام وانما توجد افعال جميلة في كل حقبة ليس الا

اذا كان الجيل القديم يحن لماضيه لماذا لانحتفي بحاضرنا وفيه من الاشراقات الكثير