الحرب الجزاشرية المصرية

من نعم الإله على عبده الفقير أنه ليس من مشجعي كرة القدم .. ولا أتابع أخبارها وتجدني الهث حتى من مجرد مشاهدتهاعلى التلفاز .. ولكن ما يجري اليوم على الساحة الرياضية وكثرة الحديث عما يجري (أو سيجري) إضطرني إلى متابعة غير لصيقة.. ليس من أجل نصرة فريق.. أو الإنحياز لجنسية، ولكن لنصرة القضية ، وإنحيازا للشخصية السودانية.
وحسب معلوماتي (وهي دون المتواضعة) ان مشكلة بين المشجع الجزائري والمصري أو بين الدولتين سببت حساسية وتوترا جعلت إقامتها في المكان المقرر (القاهرة أو الجزائر) غير مأمونة النتائج مهما كانت النتيجة .. وهذا مجرد تحليل وليس من واقع متابعتي الرياضية .. وربما كان الواقع غير >لك
ولا ادري لماذا وقع الإختيار على الخرطوم لإقامة تلك المباراة المعضلة .. أليس هناك مكان أكثر حيادية من الخرطوم؟ والتي ما أن سمعت بمثل هذا الحدث حتى تشيع أهلها وتحزبوا وانحازت كل فئة لفريق.. ليس من منطلق رؤية كروية ولكن هو إنحياز عاطفي بحت.
تساءلت لماذا السودان وليس قطر أو سويسرا أو أي دولة أخرى حيادية رياضيا على الأقل؟ وتخيلت أن العرض قد قدم لدول أخرى فأشفقن منها وحملها السودان إنه كان ظلوما جهولا.. السودان يريد أن يستمتع بالجدل الذي سيدور ما بعد المباراة، فتراهم في الشوارع والأسواق يتجادلون حولها.
لا أعرف سببا واحدا يجعلنا نشجع فريق دون الآخر إن كنا نريد أن نستمتع بمشاهدة لاعبين محترفين وهم يؤدون مباراة رائعة أمام جمهورنا بعيدا عن التوترات والمشاحنات والتي يكفينا منها ما نعانيه سلفا
وسواء كانت مصر أو الجزائر فمالذي سنجنيه من نتيجة المباراة؟ وهل سيؤهلنا فوز أحد المنتخبين الى البطولة .. ام انها مجرد جنازة لكي نشبع فيها لطما وولولة
سوف تقام المباراة اليوم ولا احد يدري ما سيجري.. وإذا كانت تشنجات هلال مريخ هي شأن أسري.. إلا أن التشنجات هذه المرة هي دولية وهي سلفا متوترة.. ولو إنحصر الأمر بين أبناء الجاليتين لكان أهون ضررا.. ولكن أهلنا الطيبين ناس المديدة حرقتني سيزيدون الحرب إشتعالا.. ونتيجتها على أرض الملعب ليست مهمة بقدر نتيجتها على أرض الواقع
وبهذه المناسبة فقد فتحت المسنجر ووجدت دعوة من مشتركة بأسم آمنة.. تطلب مني إضافتها إلى قائمة أصدقائها. وقد فعلت ظنا مني أنها آمنة أعرفها.. لأكتشف أنها آمنة من الجزائر.. ترى هل ستطلب مني بعض المؤازرة والمناصرة . على كل حال هذا سبب كاف يجعلني أنحاز لأحد الفريقين وأشجعه فوق رأي.. ولكن ذلك عبء جديد حيث علي متابعة المباراة والمذاكرة جيدا حتى أستطيع مشاطرتها الأحزان أو الأفراح حسب الموقف من موقف العالم ببواطن الأمور .. ولا بأس من معرفة أسماء اللاعبين الأساسيين.
على كل حال المنافسة حساسة والنتيجة قاتلة لإحدى الفرقتين بلا شك.. ولكن المشكلة التي دخلنا فيها هي أنه في حالة وقوع حرب بين مصر والجزائر فسيكون الضحية هو السودان لأنه سيكون قد كسب عداء الدولتين، ولن يعرف في أي جبهة سيحارب.
كان هذا ما كتبته بالامس وحالت ظروف الشبكة العالمية دون نشره في المنتدى. وحال فارق التوقيت دون مشاهدتي للمباراة او نتيجتها.. وأول حاجة عملتها صباح اليوم هي تشغيل التلفزيون على قناة النيل لتتأكد لي مخاوفي من وقوع حرب بين مصر والجزائر ومصر يكون ميدانها الخرطوم

أولا نأسف للخطأ الطباعي في العنوان.. ونعود الى موضوعنا
طبعا اتجهت الى قناة النيل الاخبارية لقلة القنوات العربية في فضائنا.. ولأن مصر هي الاكثر اهتماما بالموضوع من بينها.. وهاهي القناة لا تخيب رجائي وأملي .. ومن أول برنامج عرفت نتيجة المباراة وعواقبها
مصر.. ليس في أستاد ا لمريخ وحده.. ولكن في شوارع الخرطوم أيضا..
ولا أدري ما هي المشكلة بين البلدين .. وهل هي >ات خلفية سياسية ام رياضية ام اجتماعية .. ولكن المؤكدأن ما حدث من قبل الجالية الجزائرية في شوارع الخرطوم سيجعلني أتردد في قبول دعوة تلك المواطنة الجزائرية.......