كُرَّاسَتَانِ كَبيرتَانِ .. ذَوَاتَا أسْطُـرْ .. ! .

***

تتبعني أيضًا تسميةُ ( الْجزَّار ) ، رُغْمَ أنِّي لا أقوَى على ذَبْحِ دَجاجتِنا الصَّغيرةِ الْحَمْراء ، الْوَاردةِ في كُتُبِ الْقِرَاءَةِ الصَّامتة ، ولا أعلم لمَ أسموْها هكذا بالـ ( صامتة ) ، فأراها أكثرَ نُطقًا ، حتَّى وإنْ قرأَها أحَدُنَـا سرًّا .

***

وكثيرًا مَا يُنَادونني في الْمدرسةِ الْوُسطى بقريتي – سليم - بـ ( الْقِصَيِّر ) ، وأظُنَّني مَعْدُومَ الطُّولِ حينَها ، وأحسبني لمْ أزَلْ ، إذْ لا يَراني النَّاظِرُ إلَيَّ إلا بعدَ إعمالِ نظرٍ وكثيرِ تحديق .

***

***

إنِّي ، ومنذُ الاِبتدائيِّ ، أهتمُّ كثيرًا بعلمِ النَّحوِ ودُرُوسِـه ، ومعرفَةِ الْمَفعولِ مِنْ الْفاعل ، ولَمَّا تَقَدَّمتْ بيَ سِنِيُّ الْعُمُرِ بِتُّ كثيرَ التَّسْآل ، أضَارِبٌ زيدٌ أمْ مَضْرُوبْ ؟.

يا صديقي العزيز .. كم نشتاق لك ولحروفك الباهيــة ...
حمداً لله على سلامتك ...
أها واصل ياني المتحكر هنا...

***

أنْبَأني بَعْضُ إخْوَةٍ لي في أنَّ تسميتي تلكَ ، تَعُودُ إلى أنَّ والدي أسماني على خالِهِ الَّذي يسكُنُ في بدايةِ الْقَريةِ ، وأنا مَا أزالُ أقطُنُ بقَعْرِها في بَيْتٍ وَصَفْتُهُ في إحْدَى قصائدي الَّتي كتَبْتُها سَنَةَ سَبْعٍ وتسعين وتُسْعُمائةَ وَألْف للميلادْ ، قائلًا فيه :

مَـنـْزلُـنَـا طَـيَّـبَ اللهُ ثـَرَاهْ
يَتَكوَّنُ مِنْ حَـائطَيْنِ قَـائمَيْنِ
وَثَالِثٍ شـِـبـْـهِ مُتهَدِّمْ ..!!
وَسـَـقـْـفٍ يُمَـكـِّـنـُكَ مِنْ
رُؤْيَـةِ السَّمَــاءِ بـِـلا
عـَـنـَاءْ .. !


***

Quote: يا صديقي العزيز .. كم نشتاق لك ولحروفك الباهيــة ... حمداً لله على سلامتك ... أها واصل ياني المتحكر هنا...

أيُّها العزيز الْوَفيُّ / أيمن مُبارك أبو الْحسن .
أهلًا بِكَ نِبْرَاسًا يُحتَذى به ، ولطيفًا من جَنباتِ حَرْفِهِ دَوْمًا يأتي الشِّفاءُ .

ويكفي أنَّكَ أخٌ كريمٌ فاضلٌ تُعانِقُ حُرُوفُهُ * أخَا طِمْرَيْنِ مِثْلي في أتراحِهِ ، وكذا الْمَسَرَّاتْ .

تَحيَّةٌ وَوُدٌّ لا يَعْدِلُهُ شَيءْ .

_______________________
* أخو طِمْرَيْنِ : هُوَ صاحبُ الأثْوابِ الْباليَة ، كما يقولُ الْقُدَامَى .

***

، * فَهْوَ يمتَهِنُ مِهنةَ الذَّبحِ في مجْزَرَةِ الْقَرْيَة ، والْعَجيبُ في الأمرِ أنَّ خالَ والدي هذا أيضًا اسمُ أبيهِ مثلَ اسمِ والدي ، فكنتُ وجَدِّي هذا متساويين في الاسم الأوَّل والثَّاني ، إذْ لا يفرُقنا إلا الجدّ الثّالث ، فَهْوَ مُخْتَلِفٌ عندَ كِلَيْنَا .



***



_________________________
* أنا هُنا حينَ سَكَّنْتُ حَرْفَ الْهَاءِ في ( فَهْوَ ) أنْحُو وأقْتَدي بِنَحْوِ الأمامِ الْكِسَائيّ في قِراءَتِهْ ، وكثيرٌ مِنْ الْقُرَّاءِ يَضُمُّونَ الْهَاءَ ، هكذا ( فَهُوَ ) وكُلُّهُ حكيمٌ وصحيحْ .

محمد زين الشفيع ..
حمدا لله على سلامتكـ ..








____________________________________________
لامن ألقى ليكـ عنوان ( بشفق ) على الضمة والسكون والشدة الثالثة الأخرى
تمتِع انت ياخي بجمال وصفكـ للأشيــــــــــاء

***

***

ومن طُرَفِ ذلكَ الاسمِ ، أنَّ أحدَ أصدقائي أرسلَ إلَيَّ ذاتَ مرَّةٍ خِطَابَ سلامٍ ومُعايَدَة ، فَقُرِيءَ على جدِّي الَّذي في أمامِ الْقرية ، وحينما علِمَ بأنَّهُ لا يَخُصُّهُ ، أرسلَهُ مفتوحًا لِعنايتي ، فـ :
* استغربْتُ أوَّلًا ، * فقرأتُ الْخِطَابَ ثانيًا ، * ثُمَّ ضَحِكْتُ حتَّى بانتْ نَوَاجِذي ثالثًا .

***

Quote: محمد زين الشفيع .. حمدا لله على سلامتكـ .. ____________________________________________ لامن ألقى ليكـ عنوان ( بشفق ) على الضمة والسكون والشدة الثالثة الأخرى تمتِع انت ياخي بجمال وصفكـ للأشيــــــــــاء

الْعَزيزُ / عمران حسن صالح .
أشْكُرُ لكَ أريجَ عَرْفِكَ الَّذي أخْبَرَني ودَلَّني على طِيبِ عُرْفِكَ ورَنْدِكَ يا صديقي .
وتحيَّتي لكَ ولصديقِنا الْمُشتركِ بيْنَنَا ذاكَ الْكريمِ ( الْباقي ) الْمَسْبُوقِ بـ ( عَبْد ) ، لكما الْوُدُّ حَافٍ وصَافٍ مِنْ أدرانِ الزَّمَانْ .

أخوك / محمَّد زين .
______________________

***

لَعَلَّها عادةُ الرِّيفيينَ في تسميةِ مواليدِهم - وأنا منهم - فكثيرًا ما تجدُ نفسَكَ في دائرةٍ منْ الأسماءِ لا يُعرَفُ أوَّلُها من آخرِها هكذا : ( علي أحمد علي أحمد علي أحمد علي أحمد علي أحمد علي أحمد ) ، وكلٌّ والدٍ منهم يَعُدُّ ذلكَ إيفاءً منهُ وعِرْفانًا بأبيهِ حينما يُسَمِّي ابْنَهُ عليْه ، والَّذي أعلمُـهُ فـي ذلك مِنْ بعدِ الْبَرِّ بِهِما في الدُّنيَا والْمُعاملةِ الْكريمةِ لهما : ( صدقةٌ جارية ، أو علمٌ يُنتَفَعُ به ، أوْ ولدٌ صالحٌ يدعو له ) .
حينها لا تَدري مَنِ الأبُّ فيهم ومَنْ يكونُ الابنُ أوِ الْجِدُّ الْخامس ! ، وَلَكَأنَّ هناكَ نُدْرَةً في الأسماءِ وَلَّدتِ التَّرادُفَ والتَّشابُهَ الْمَاثِلَ ذاك .

***

***


أكْمَلْتُ الْوُسْطَى وانتقَلْتُ فجأةً إلَى الْمَرْحلةِ الثَّانويَّة ، وأنا في كاملِ اندهاشي ! . داخليَّات : شرقيَّـة وغربيَّة ، مطعمٌ تدفعُ نفسَكَ بينَ الرَّكبِ دفعًا لتدخُلَه ، تأكُلُ واقفًا ومتعجِّلًا في آنْ ، كأنَّكَ تَودُّ أنْ تَسْبِقَ جارَك ببضعِ لُقيْماتٍ و عُلبةِ ( ساردين ) تأكُلُها أحيانًا وتحمِلُها لأهلِكَ أحايينَ كثيرة ، تنامُ مُجبرًا باللَّيل وقبلَها يكونُ رأسُكَ دائرًا بينَ نِدَاءَاتٍ عِـدَّة :
أ/ (وَلِّعوا النُّور دا ، دايرين نقرا ياخْ)
ب/ ( طَفُّوا النُّور دا ، دايرين ننوم ياخْ ) .
ج/ ونِدَاءٌ بيْنَ بَيْنَ ، خَوْفًا منْ أنْ يَزْدَرِدَها عَضَلٌ مَفْتُول .
ونَحيلُ جِسْمٍ مثلي يَطْمَعُ في نَوْمٍ غارقٍ في الاِنتظارْ .


***

***

إلَى أنْ يكونَ الْقرارُ لأصْحابِ الْعضلاتِ الْمتينةِ ، أوْ يَمُنَّ اللهُ عليكَ برحمتِهِ فتنام دُونَ اكْتِرَاثٍ لأحَدْ ، لكنَّ نومَكَ لا كما قالَ الْمُتنبِّي : ( مِلْءَ جُفُوني عَنْ شواردِها ) ، وبِكُلِّ تأكيدٍ أنَّهُ ( خَزَاز ) كما تَغَنَّى الْمُغَنِّي :
- " يا عُزَاز ، أنا نومي خزاز " .

تزورُ أهلَكَ كُلَّ خميس ، لتجلِسَ معهم بقايا خميسِكَ ذاكَ وجمعةً كاملة ، لتأتيَ شاردَ الذِّهْنِ قبلَ طابور السَّبتِ الصَّباحيّ ، وإلا فالصَّوْتُ والْجَلْدُ لك .

***

تُبُوعًا .

أولاً ...حمدا لله على سلامتك ...أخي محمد زين ...
أتابع طرحك الرزين وبوستاتك المفيدة ..دائما ..وإن لم تسنح سانحة للتداخل معك ..
فها هي البداية ..

Quote: مَـنـْزلُـنَـا طَـيَّـبَ اللهُ ثـَرَاهْ يَتَكوَّنُ مِنْ حَـائطَيْنِ قَـائمَيْنِ وَثَالِثٍ شـِـبـْـهِ مُتهَدِّمْ ..!! وَسـَـقـْـفٍ يُمَـكـِّـنـُكَ مِنْ رُؤْيَـةِ السَّمَــاءِ بـِـلا عـَـنـَاءْ .. !

شكراً ..لك وصفك الطريف الدقيق ...
وأرجو أن تأذن لي ..أن أفترع بوستاً ...لكلام مرصرص .. " نجرته " حول وصف البيوت .. جال بالخاطر ... بعد أن قرأت
خبر منزلكم ...طيب الله ثراه ..
هدية لشخصك الكريم ...وكرامة ...على السلامة ...

ودي لك فصيح ..تعجمه..الأشواق ...

وهديتك ..ها هي ..

)()(- -أنا والدجاجة والطشت والباب والعتلة - -)()( مهدا...د زين الشَّفيع أحمد

ساخنة ..لم تبرد بعد ...

الزين محمد الوين

مرور على سبيل التحية و المتابعة و الإتكاءة في ظل هذا البوست ذي الأسطر

Quote: أولاً ...حمدا لله على سلامتك ...أخي محمد زين ... أتابع طرحك الرزين وبوستاتك المفيدة ..دائما ..وإن لم تسنح سانحة للتداخل معك .. فها هي البداية .. Quote: مَـنـْزلُـنَـا طَـيَّـبَ اللهُ ثـَرَاهْ يَتَكوَّنُ مِنْ حَـائطَيْنِ قَـائمَيْنِ وَثَالِثٍ شـِـبـْـهِ مُتهَدِّمْ ..!! وَسـَـقـْـفٍ يُمَـكـِّـنـُكَ مِنْ رُؤْيَـةِ السَّمَــاءِ بـِـلا عـَـنـَاءْ .. ! شكراً ..لك وصفك الطريف الدقيق ... وأرجو أن تأذن لي ..أن أفترع بوستاً ...لكلام مرصرص .. " نجرته " حول وصف البيوت .. جال بالخاطر ... بعد أن قرأت خبر منزلكم ...طيب الله ثراه .. هدية لشخصك الكريم ...وكرامة ...على السلامة ... ودي لك فصيح ..تعجمه..الأشواق ...

أخي الْعزيز / إبراهيم فضل الله .
دُمتَ طيِّبًا أنيقًا ، وسَلِمْتَ مِنْ كُلِّ شَرّ .
أشكرُ لكَ زيارتَكَ هذه ، وأشكُرُ لكَ ثقَتَكَ وهديَّتَكَ الَّتي أهديْتنيها والَّتي طَرِبْتُ لها كثيرًا كثيرا ،
وأشكرُكَ أيضًا وأنتَ إذْ تستدعي دَوَاتَكَ وريشَتَكَ راسِمًا لَنا تلكَ الصُّورَ الْبائنَ جمالُها ، وتُشْرِكنا معك استنشاقَ ذاكَ الْعِطْر ، وسأضَعُ لكَ بقيَّةَ الْوصْفِ في قصيدتي تلك والَّتي بعنوان :
( كَلْبًا ، وَحِمَارًا ، وعَنْزَة ) .
في مَوْضُوعِكَ الْمَعْني ذاتِهْ .
تحيَّتي لك .

محمد يازين
صباحك نور وميعادك ضي
نقتبس منه مشعلا يعيننا
على الطواف حول خباء
متون مليحتك التي
تُنجب منها مالم ينجب
من قبل أن يفتضها قلمك
أيها الشنفري الذي يستحق
أن تُذَهّب حروفه وتُعلق
على كعبة عكاظ الأدب
لنشذب بها شعث جهلنا الكث

ألف حمدالله على سلامتك
وعودًا حميدا .

شكرا محمد
كتابة جميلة
شكل ومضمون

كتبتْ الشاعرة الأستاذة : سمية الحسن طلحة :

Quote: محمد يازين صباحك نور وميعادك ضي نقتبس منه مشعلا يعيننا على الطواف حول خباء متون مليحتك التي تُنجب منها مالم ينجب من قبل أن يفتضها قلمك أيها الشنفري الذي يستحق أن تُذَهّب حروفه وتُعلق على كعبة عكاظ الأدب لنشذب بها شعث جهلنا الكث ألف حمدالله على سلامتك وعودًا حميدا

***



الشاعر الذي مشى نثره على خُطى الشِعر :
الباهر : محمد زين
شكراً لجداولك الوادعة .
نهديك :
( أولْ بَشيل الضّمة ديكْ
وأبدا السُكون حَرف الوَقِف )

.

Quote: الزين محمد الوين مرور على سبيل التحية و المتابعة و الإتكاءة في ظل هذا البوست ذي الأسطر.

أبا جُهَيْنَةَ يَا صديقي .
ظَعَنَ الْهَجْرُ عَنْ داري بِدَارًا ، حينَ ثَوَى حرْفُكَ بِدَاري .
عِشْقٌ وتحيّة .

سلمت أخي محمد ، وسلم قلمك المبدع ...
أطراني إعجابك بهديتي ..فشكرا لك ..ما أطريت ..وشكراً لك ما قبلت ...
وشكراً لك ..ما رددت ...فنعم هذا وذاك.

أتابعك أخي محمد ..في هذا المنبر .. هنا ..وهناك ..بعيون ..الشوق ...
أرقبك .." كارس " كروس طفل سرح بخياله ..حجي الحبوبات البديع ..
تحت جنح الظلام ..
لا تطل الغياب ...فحجر الإنتظار يحمى بطول الجلوس..

انتظر هديتك ..بصبر نافذ...وأنا لك من الشاكرين ...

إنَّها شِنْشِنَةُ الزَّمنِ ، وقلَّ أنْ تتغيَّر .

Quote: محمد يازين صباحك نور وميعادك ضي نقتبس منه مشعلا يعيننا على الطواف حول خباء متون مليحتك التي تُنجب منها مالم ينجب من قبل أن يفتضها قلمك أيها الشنفري الذي يستحق أن تُذَهّب حروفه وتُعلق على كعبة عكاظ الأدب لنشذب بها شعث جهلنا الكث ألف حمدالله على سلامتك وعودًا حميدا .

أيْ سُمَيَّة .

خرجْتُ مَكْسُوًّا لَمَّا وَلَجْتُ دارَ حَرْفِكِ
عاريَ الْمَطَا ...
ورُغْمَ أنَّ الدَّهْرَ
عَثُورُ !،
والدُّنْيَا - يقولونَ –
غَدُورُ ! ،
قَدْ بِتُّ مَزْهُوًّا لمَّا أضْحَى سيْرَي في قِرَاءَةِ
وِرْدكِ أهدَى مِنْ الْقَطَا ...

فذاكَ يا سُميَّة * رَاحٌ على * رَاحٍ.

تحيَّتي .


_________________
* أقْصِدُ بالأُولَى : الْخَنْدريس ، وبالثَّانيةِ جمع راحة الْيَد.

Quote: شكرا محمد كتابة جميلة شكل ومضمون

أخي الأُستاذ ، محمَّد سيد أحمد .
تحيَّةَ تقديرٍ واحْتِرامْ .
وأشْكُرُكَ وأنْتَ تستدعي دَوَاتَكَ وتُنْشِيءُ رِسالَتَكَ في ذَا الْمِنبرِ لِتُمَيِّزَ بحِنكتِكَ بَيْنَ فائقِ الأقوالِ منْ مَائقِهَا ، فإنَّكَ بِذَا الْقَوْلِ تكونُ أوْفَى عَهْدًا مِن السَّمَؤالْ ، وأشكرُ لكَ حُسْنَ ظَنِّكَ بأقوالي الَّتي لَمْ إخلْها يومًا أنْ تكونَ بذلك التَّقديرِ مِنْ أمثالِكْ .
تحيَّتي يُرافِقُها احترامي .

Quote: الشاعر الذي مشى نثره على خُطى الشِعر : الباهر : محمد زين شكراً لجداولك الوادعة . نهديك : ( أولْ بَشيل الضّمة ديكْ وأبدا السُكون حَرف الوَقِف)

أُعْجِبْتُ كثيرًا حينَ رأيْتُ الشَّاعرَ جَاعِلًا السُّكونَ حرْفًا ، ولا أظُنُّ أنَّ النَّحويينَ يقبلونَها هكذا ، وحتمًا سيقولونَ له : قُلْها هكذا :
( وأبدا السُكون علامة الوَقِف) ، " لكن مادامَ أنَّها أفرحتِ الْكثيرينَ مِن الْحَزَانَى مِثْلي ، فلا عليكَ مِنْهم " هههههههه أمزح يا رجل .

صديقي - الأُستاذُ الْعزيز / عبد الله الشّقلّيني .
منذُ زمنٍ بعيدٍ وغيرِ قريب تجدُني أُجيلُ طَرْفيَ في أقوالِكَ دائمًا ، قُلْتُ لعلَّني أُرَوِّضُ طِرْفي لِمُجاراتِها ولا أجدني قادرا .
وأشْكُرُ لكَ إهْداءَكَ الْجميلْ ، ثُمَّ لكَ الشُّكْرُ وأنتَ كاملُ الْمُحيَّا مَتَى بانتْ حُرُوفُكَ واجتازَتِ النَّوَاحي
مِنَّا والْجهاتْ .
تحيَّتي .

Quote: سلمت أخي محمد ، وسلم قلمك المبدع ... أطراني إعجابك بهديتي ..فشكرا لك ..ما أطريت ..وشكراً لك ما قبلت ... وشكراً لك ..ما رددت ...فنعم هذا وذاك. أتابعك أخي محمد ..في هذا المنبر .. هنا ..وهناك ..بعيون ..الشوق ... أرقبك .." كارس " كروس طفل سرح بخياله ..حجي الحبوبات البديع .. تحت جنح الظلام .. لا تطل الغياب ...فحجر الإنتظار يحمى بطول الجلوس.. انتظر هديتك ..بصبر نافذ...وأنا لك من الشاكرين ...

الأُستاذُ الْحبيب / إبراهيم فضل الله .
شُكْرًا لكَ وأنتَ تَسُحُّ بحرفِكَ الدَّارَ والْمَدارْ ، وسأزورُكَ بعوْنِ الله.
تحيَّتي .

كراسين كبار مسطرات
هكذا كنا نقولها
تحية عبقة بطيب يماثل جمال الحروف
وحمدا لله على السلامة
أخي محمد زين يعلم الله العلي القدير أنني أبرنشق بقراءة حروفك إينما ابرنشاق
(لا تسألني أبدا عن معنى ابرنشاق) ولكني أكتب وسنوني بادية
وحين أدخل حدائق حروفك الغنية أحس ضآلة حالي وحاجتي للتعلم
لا تشفق علينا فالمحصلة الكلية إيجابية جدا

شكرا جميلا

***

الْمُهِمُّ في الأمرِ أنَّ تسميةَ الْجزّار بدأتْ تختفي عَنِّي حينَ وُلُوجي تلكَ الْمَرحلةِ الْجميلةِ والْجديدة ، وهذا في تقديري حَميدٌ وجميلٌ وجيِّد . والأعْجَبُ أنَّني ازددتُ طولًا ، فَانْتفَتْ عنـدَ بعضِ أصدقائي تَسميَتي الأُولَى : ( الْقِصَيِّرْ ) ، وصِرْتُ أحمِلُ فقط ، اسميَ الْحقيقيَّ والَّذي كنتُ أترَدَّدُ كثيرًا في قَوْلِ : * ( آيْ ) ، حينَ مُنَاداتي به ، لِغُرْبَتِهِ عنِّي زمنًا . وهَا هوَ ذا قد عادَ يحمِلُني فيهِ مِنْ جَديدْ .






______________________________
* آيْ : يَعيبُهَا علَيْنا كثيرٌ مِنْ النَّاسْ ، مَعَ أنَّني أرَاهَا – في تَقْديري - من فصيحِ اللُّغة ، غَيْرَ أنَّنا نَمُدُّ الْهَمْزَةَ بِفَتْحٍ لا كَسْر ، ومَا قَوْلُ رَبِّنا عَنَّا ببعيدْ ، فقدْ قالَ تعالَى :
( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أحَقٌّ هُوَ قُلْ إى وَرَبِّي إنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) ، الآيَة ، سورة يونس ( 53 ) .

Quote: كراسين كبار مسطرات هكذا كنا نقولها تحية عبقة بطيب يماثل جمال الحروف وحمدا لله على السلامة أخي محمد زين يعلم الله العلي القدير أنني بقراءة حروفك إينما ابرنشاق (لا تسألني أبدا عن معنى ابرنشاق) ولكني أكتب وسنوني بادية وحين أدخل حدائق حروفك الغنية أحس ضآلة حالي وحاجتي للتعلم لا تشفق علينا فالمحصلة الكلية إيجابية جدا شكرا جميلا

أخي وصَديقي ، جعفر مُحْيِ الدِّين .
وأنا ازددتُ طولًا بقُدُومِكَ يا جعفر ، ههههههههههههههه ، أضحكتَني بأقوالِكَ تلك أضحكَ اللهُ أسنانَكَ
كلَّها ، لا تَقُلْ لي : ( لا أملِكُ أسنانًا ) هههههههههه .

* وأمَّا عَنْ قَوْلِكَ :

Quote: ( أبرنشق ، ابرنشاق ) .

لعلَّكَ هُنا تُذَكِّرُني شيئًا مُهِمًّا في اللُّغةِ الْعربيَّةِ وهُوَ ( النَّحْت ) ، والنَّحْتُ في تقديري هوَ الإتيانُ بكلمةٍ واحدةٍ منْ اللُّغَةِ الْعربيَّةِ تكونُ جامِعَةً لِعُدَّةِ كلمات ، وأظُنُّ – واللهُ أعلم - أنَّ أوَّلَ مَنِ ابتَدَرَهُ وابْتَدَأه هُوَ : الإمامُ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ ، كرَّمَ اللهُ وجْهَهَه ، حينَ قال : ( مَا تَسَرْوَلْقَمْـتُ قَط ) ، حيْثُ كانَ يقْصِدُ بِها : ( ما لَبِسْتُ سُرْولًا قائمًا قط ) ، بمعنَى أنَّهُ لم يلبَسْ سُرْوالَهُ وهوَ في حالةِ وقوفٍ قَط ، وأظُنُّ يا أخي جعفر أنَّ لكَ خَيَالًا خَصْبًا يَذْهَبُ في ذاتِ الاِتِّجاه ، أتمنَّى لكَ التَّوْفيق .
تحيَّتي .

***

وبالْمحيريبا الثَّانويَّة ، تلكَ الْمَدينةِ الْفَاضلةِ الَّتي لا أتذكَّرُ ضبطًا متَى أتيْتُها قبلَ مَجيئي إلَيْها قَارئًا بثانويَّتِها الْخَالدةِ فِيَّ خُلُودَ التَّأريخ ، تَعَرَّفْتُ إلَى نَفَرٍ كَريمٍ مِنْ الْوَافدينَ إلَيْها مِثْلي ، فكانتْ لي نعمَ الصُّحْبَةُ ، الَّتي لَمْ تَزَلْ باقيةً إلى الْيَوم .
والطَّريفُ في ذَلِكَ أنَّ صديقي وزميلَ دراستي ، قمر الدّين عبد الله عجيب ، أعادَني بمزاحِهِ الْجميلِ معي إلى تلكَ التَّسمياتِ الْقديمة ، فهوَ من أبناءِ قَرْيَةِ ( الْوَلِي الْحَلاوين ) الأفذاذِ والفطاحِلَةِ في الْعِلم والتَّحصيلِ آنَذاكَ ومَا يزالْ .

قَمَرُ الدِّين :

*
*

كانَ عَلَمًا فينا ،

*
*

أذْكَانَــا ،

*
*

أوَّلَنا بالْفَصْلِ حينَ كنتُ الْخَامِسَ ،

*
*
*


لا يَقْرَأُ إلا نَادِرًا .

***


لمْ أرَ لَهُ دفاتِرَ يكتُبُ فيها تُذْكرُ ، ولا أتذكَّرُ على وَجْهِ الدِّقَّةِ أنِّي رأيْتُهُ يكتُبُ شيئًا معَ أنَّهُ وفي كثيرٍ من الأحْيَانِ يَضَعُ قلَمَهُ بيْنَ بُصيْلاتِ شَعْرِهِ كما يَفْعَلُ نَجَّارو الْخَشَبِ تَسْهيلًا لِمَهَمَّتِهِم في التَّخْطيطْ ، يغيبُ كثيرًا عنْ حِصَّةِ الدِّينِ ، وفي الْوَقْتِ ذاتِهِ يَتَحَصَّلُ على أكبرِ درجةٍ فيها حينَ الامتحان ، وإنْ حَضَرَ حِصَّةً فَمُسْتَمِعٌ جَيِّدٌ وَلَمَّاحْ ، فَذَكَاؤهُ بالنِّسبةِ لنا لمْ يَكُ عاديًّـا .

اتابع بمتعة وشغف ...
سلم اليراع ...

تستكين أعيننا هاهنا ..
ويطيب لها المكوث تحت أفياء حروفك الوريفة

نتابع بلهفة

Quote: أُعْجِبْتُ كثيرًا حينَ رأيْتُ الشَّاعرَ جَاعِلًا السُّكونَ حرْفًا

محمد زين
صباح الخير
ألا تتفق معي ان
الشاعر حسن الزبير
ضمته وسكونه غير ...؟
ماهو رأي مبتدر القول
أستاذي / الشقليني ؟

الاخ/ محمد زين
حمدلله علي سلامتك
الوصية عملت بيها
عشان كدة انا هنا
قلت ليك ماتنسة القشرة التقارير مواعيدها جات
تحياتي

*

أخي إبراهيم لا فُضَ فُوكَ ، وأظُنُّ أنَّ ( الْكُرَّاستيْنِ الْكبيرتَيْنِ ) قد أشاحَتْ بِوَجْهِهَا عَنِّي لِيَوْمينِ خَلَتْ ، وأنَا حينَها لا يُوجدُ عندي – مِنْ الْوَقْتِ - رِدْءٌ ولا مَعينْ .
فأشْكُرُ لكَ مُتَابَعتَك ووجودَكَ الضَّافي دائمًا يا صديقي .
تَحِيَّتي .

Quote: الاخ/ محمد زين حمدلله علي سلامتك الوصية عملت بيها عشان كدة انا هنا قلت ليك ماتنسة القشرة التقارير مواعيدها جات تحياتي

الأُختُ الْعزيزة / ناهد علي .
حمدًا للهِ أنْ رأيْتُكِ ( قادلةً ) من جديد على صفحاتِ هذا الْمنبرِ
الْعِملاق ، وشكرًا لصاحبهِ بكري الَّذي جعلَ سُبُلَ الْوصُولِ إلى
دِيَارِهِ مُمْكنةً ومُتَاحَةً ، والتَّحيَّة مِنْ بَعْدُ ومِنْ قَبْلُ للعَلَمِ أبي جُهَيْنَة.
* ( سوِّيلْنـا كرامـة بمناسبـة عَوْدة الباسوورد ، وما تعملي نايمة )

Quote: قلت ليك ماتنسة القشرة التقارير مواعيدها جات

راجعي بريدَكِ الإلكترونيّ ، تجدي طلبَكِ مُجابًا هُناك.
تحيَّتي وتقديري.


أخوك / محمَّد زين .
________________________

Quote: Quote: أُعْجِبْتُ كثيرًا حينَ رأيْتُ الشَّاعرَ جَاعِلًا السُّكونَ حرْفًا محمد زين صباح الخير ألا تتفق معي ان الشاعر حسن الزبير ضمته وسكونه غير ...؟ ماهو رأي مبتدر القول أستاذي / الشقليني ؟

أهلًا بِكِ أُخْتي سُمَيَّة وسَهْلًا ، وبِكُلِّ تأكيدٍ للشَّاعرِ مَعْنًى آخرُ يَقْصِدُهُ ويعلَمُه ، حيْثُ لا يَدْرِكُ ما بِبَطْنِ الشَّاعرِ إلا الشَّاعر ذاته ، وإنَّما ذهبَ قَوْلي مَذْهبَ الطُّرْفَة ليْسَ غَيْرُ ، والتَّحيَّةُ والتَّجِلَّةُ للشّاعرِ ، حَسَنَ الزُّبيْر ، الَّذي صاغَ وجدانَ النَّاسِ بمُفْرَداتِهِ الْجَزلَةِ السَّنِيَّـةِ هذه ، الَّتي لَوْ أنَّهُ لَمْ يَفُهْ بِبِنْتِ شَفَةٍ غيْرها لَكَفَانَا جَمَالًا ، والتَّحيَّةُ لكِ أيَّتُها الأديبةُ الْفِطَحْلُ الْفَطِنُ بِنْتُ ذاكَ الرَّجُلِ الَّذي أعْجَبَني ويُعجِبُني مِدَادُه ، والاِحْترامُ والتَّقديرُ للأريبِ الأُستاذِ أخينا ، عبدِ اللهِ الشّقلّيني ، جَمُومِ الْحَرْفِ ، والَّذي مَا رَأيْتُهُ وَنَـى يَوْمًا أوْ فَترْ ، حَتَّى وإنْ كانَتْ أوَاني الْحُرُوفِ * مَعْكُومَةً بِفِدَامِهَـا .
تحيَّتي.


أخوك / محمَّد زين .
________________________
* مَشْدُودة .

الْعزيزُ الْمُحترم ، د. مجدي أحمد الشَّيْخ .
أهلًا بِكَ يا دكتور ، مجدي ، فقدْ أضاءَني وجُودُكَ أيّما إضاءة ، فصِرْتُ أُسائِلُ السُّطُورَ وأستبينُ بهِ ملامِحَها .
كما أنِّي لا أجدُ هديَّةً أهديها لكَ تُضَاهي ما أتَيْتَني بهِ وتَزيد ، إلا صُور أبنائي ، فَدُونَكَ :
1/ سُجُود محمَّد زيـن ، ( مَضَى مِنْ عُمْرِها خمس سنوات ) .
2/ الْبُخاري محمَّد زين ، ( مَضَى مِنْ عُمُرِهِ ثلاثُ ونصف من تَمييزِ عُمُرِ أُختِه ) .

src=http://www.sudaneseonline.com/uploadpic/Nov09upload/sud...ansudansudan...2.JPG border=0 alt="sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan...2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com">


وهُمَا يُهْدِيَانِ إلَيْكَ ابتسامَتَيْهِما ، ويَقُولانِ لكَ بِلِسَانٍ واحد : إنَّا نُحِبُّك يا د. مجدي ، ويَرْجُوَانِ في الْوَقْتِ ذاتِهِ ألا يكونَ التقاؤُكَ بِهِما كالْتِقَاءِ * سُهَيْلٌ بالسُّهَى .
وتَقَبَّل ورودي وأزهاري ، ومِنْ ثَمَّ لكَ تقديري .
أخوك / محمَّد زين .
_________________
* الْتِقَاءٌ بعيدَ الْمَنالِ والْحُدُوثِ يَضْرِبُ بهِ الْقُدَامى الْمَثْلَ لوجُودِ أحدِهما بِجِهَةٍ والثَّاني بِجِهَةٍ مُخالِفةٍ للأُولَى .

http://www.sudaneseonline.com/uploadpic/Nov09upload/sud...sudansudansudan6.JPG









________________________
يا دكتور ، " معليش " :
فإنِّي * لمْ أُحْظَ برفعِها جيِّدًا في الأُولَى وأظُنُّني نجحتُ في الثّانية .

***

نُثَابِرُ على الْمُذَاكَرَةِ الْمَسَائيَّة ، و " قمرُ الدِّين " في أغْلَبِ الأحْوَالِ أجِدُهُ بالْغُرْفَةِ نَائمًا ، لا يَحْضُرُ في كثيرِ أمرِهِ إليْها ، وَبَعْضُنَا لا يُفارِقُ دُرجَهُ وكُرْسيَّهُ في استذكارِ الدُّروس ، لأجلِ أنْ يُدْرَجَ اسْمُهُ في الْعَشْرِ الأوائلِ أوْ أنْ يَمُرَّ بدرجاتِهِ دونَ رُسُوب ، وصديقي لا يقرأُ إلا فيمَا شَذَّ ونَدَرْ ، تبارَكَ ربِّي فذَاكَ ذَكَاءٌ حَادّ ، وشُكرًا لَهُ فقدْ كانَ ولمَّا يَزَلْ مِنْ أنْبَغِ الَّذينَ زَامَلْتُهم في دراستي .

***

***

صديقي قمر الدِّين هذا ، أعادَ إلَيَّ تلكَ التَّسميةَ الَّتي فَارَقَتْني بِشَكْلٍ آخرَ ، وبِطَريقةٍ أكْثَرِ حِدَّة مِنْ تَيْنَكَ التَّسْمِيَتَيْنْ ، مُنَاديًـا إيَّايَ مازحًا :
- تعال يـا ( عِقيرِبْ ) .
معَ أنِّي لمْ أكُ مُسِمًّـا إلى ذاكَ الْحَدِّ الَّذي ظَنَّهُ رَفيقي ، لكنِّي ! ، فقط ، صاحبُ طُرْفَة.
سألتُهُ مِرارًا عن سببِ مُنَادَاتِهِ لِي بتلكَ الْمفردة ، لكنَّهُ دائمًا ما يُجيبني بالضَّحِكْ ، ولا أعلمُ حَتَّى هذه اللَّحظةِ من أينَ أتى إلَيَّ بها ، وكُلُّ الَّذي أتذكَّرُه أنِّـي كنتُ لَسِـنًا مِحْجاجًـا ( بِتَاع نِقَّة أُوغُلاط ) ، وَأظُنُّ أنَّ صَاحبي اسْتَقَاها من ذَاكَ الْفَهْم ، فللهِ دَرُّهُ من رجُلٍ جميلْ ، فما يزالُ يذْكر تلكَ التَّسميةَ حتَّى حينَ تَقَابَلَ كِلانَا بجامعةِ الْجَزيرة ، حيثُ هُوَ بكُلِيَّةِ الطِّبِّ ، سُبِقَ اسمُهُ بِدَالٍ صَغيرة - د. قَمرُ الدِّين - جديرٌ هُوَ بِأمْرِها ، وأنا بالهندسةِ والتّكنولوجيا ، لَهُ التَّحيَّةُ فهُوَ رَجُلٌ نادِرٌ الطَّريقَةِ والْمِزَاجْ ، أوْ " نادرٌ على طريقتِهِ " أوْ كما يَقولُ عالمُ الرِّوايةِ والرَّاوِيَةُ – طَيَّبَ اللهُ ذِكْرَهُ - الطَّيِّب صالح .

***

أُحاوِلُ للمَرَّةِ الثَّالثَةِ ، لعلَّني أستطيعُ رفْعَ تلكَ الصُّورةِ جيِّدًا ..





تحيَّتي .

Quote: ستكين أعيننا هاهنا .. ويطيب لها المكوث تحت أفياء حروفك الوريفة نتابع بلهفة

الأُختُ / نهلة محكَّـر .
أهلًا بِكِ وبمُكوثِكِ بَيْنَ ظَهْرَاني حرفي ، كما أُرَحِّبُ بكِ وبمُتابَعَتِكِ دائمًا ،
ودُمْتِ مُسَدَّدَةً مُوَفَّقة .
تَحيَّتي .

***


وبالْمحيريبا الثَّانويَّةِ التقيْتُ أُستاذيَ : * عبدُ النُّور محمَّد الْماحي .. أُستاذَ النَّحْوِ هُنَاك ، قَدِمَ إلَيْنا من أرضِ ( شَرَفَـتْ الْحلاوين ) ، مُعَلِّمًا جديدَ الشَّبابْ ، يَزْدَادُ وضاءَةً وَعِلْما . مُرَتَّبٌ في الْقَولِ والْحديثِ والْهِنْدام ، جَادٌّ في أقْوَالِهْ جِدّا ، مُلتَزِمٌ في مَوَاعيدِهِ ، يَتَقَاطَرُ عِلْمًا وَدِرَايَةً في دُرُوبِ ذلِكَ الْعِلْمِ الصَّعْب ..
عَلَمًا في عِلمِهِ ، لا تُخْطِئُ مَسْلَكَهُ الْعُيُون ، مُمْسِكًا بزمامِ الْحَرْفِ نَحْوًا ومَعنى ، يُجيلُ النَّظَرَ في الْفَصْلِ فَيُدْرِكُ فاهِمَنَا من غيْرِه .

***



_____________________
* هُوَ الآنَ دكتورٌ ، ويعملُ أُستاذًا بكليَّةِ التَّربية - جامِعَة الْملكِ عبد الْعزيز بجدَّة ، قسمُ اللُّغةِ الْعربيَّة.

***

اسْتَفَدْتُ كثيرًا منهُ ، وأضافَ لِمُخيِّلَتي الصَّغيرةِ وقتَها الْكثيرَ ، مُنَظَّمٌ كَعَادتِهْ . رَجُلٌ يُنزِلُ الأزْمِنةَ والنَّاسَ مَنَازلَهم ، تَعْتلي وجْهَهُ سيماءُ وَسامةٍ باديَة ، * وابْتِسَامٌ وضيءٌ وبريءٌ يَنْدُرُ أنْ تَجِدَ مثلَهُ الْيَوْم .حينَها لأوّلِ مَرَّةٍ أعْلَمُ بقَريَةِ ( شَرَفَتْ ) تلك ، وأينَ تَقَعُ وَمَا هِيَ ، ولماذا أسْمَوْها هكذا ؟!، ذلكَ لأنَّ درايتي آنذاكَ بالْقُرَى الَّتي من حَوْلِنا ضعيفةٌ عَـدَا الْمُلاصِق لِقَرْيَتي ، وَلاحِقًـا عَلِمْــتُ أنَّ لَنَـا أهلًا بـهَا ، خاصّةً حينما أكملَ خَبَري فيهـا قريبي وزميل دراستي ، عبد العزيز عَبّاس ، لمَّا تعرَّفتُ إليْهِ بالْمـدرسةِ ذاتِها ، فَهْوَ مِنْ رَحِمِ أهْلِنا هُناك ، ووعدتُهُ بالذَّهَابِ مَعَـهُ إلَى تلكَ الْبَلْدَةِ الْعـريقة ، لِتَقْويَةِ وَشَائجِ الصِّلةِ بيْنَ كِلَيْنَا وَأهْلِينَا ، لكنْ يَبْدو أنَّني اسْتَقَيْتُ كثيرًا مِنْ مَوَاعيدِ عُرْقُوبَ ، الَّتي كُنَّا نقرؤها قديمًا ، حيْثُ لَمْ أُوَفَّقْ حتَّى الْيَومِ بِزِيَارَتِهْ .






__________________________
* ابْتِسَامٌ هُوَ مَصْدَرٌ للماضي الخُماسي ( ابْتَسَمَ ) ، لِذَلِكَ نُلاحِظُ أنَّ همزَتَهُ هَمْزَةُ وَصْْل ، وَكُلُّنا يَعْلَمُ أنَّ الْمَصْدَرَ ( ابْتِسَام ) يُمكنُ أنْ تُحالَ هَمْزَتُهُ مِنْ هَمْزَةِ وَصْلٍ إلَى همزةِ قَطْعٍ إنْ قُصِدَ بهِ تسميَةُ عَلَـمْ ، كأنْ نَقُولَ : جاءتِ إبْتِسَام ، أوْ دَرَسَتْ إبْتِسَامُ كُلِّيَّةَ الْقَانون ، وقِسْ على ذلكَ في ( انْتِصَار ، وإنتِصَار ) و ( اِنْشِرَاح ، وإنْشِرَاحْ ) ،وغَيْرها من المَصَادرِ الَّتي تُسْتَخْدَمُ كأعْلامٍ على أسْماء ، فَتتغيَّرُ هَمْزَتُها من وَصْلٍ إلَى قَطْع .

***

كانتِ الْحِصَّةُ نَحْوًا ، ونحنُ إذَّاكَ ، أظُنُّنا بالثَّاني الثَّانوي ، بفصْلٍ أسموْهُ تَيَمُّنًا بالْفِطَحْلِ / عبَّاس محمود الْعَقَّاد ، فاختصروها هَكَذا ( عقّـاد ) ، أتَانا أُستاذُ / عبد النُّور – كَدَأبِهِ - في ميعادِه ، يحمِلُ طُبْشُورَهُ بيمينِه ، وَاضِعًا قَلَمًا في جَيْبِ قَميصِهِ بالْجِهَةِ الْيُسْرَى ، وَكَعَادَةِ حَائكِي الأقمِصَةِ والْملابس ، تَعَارَفَ عِنْدَهم أنْ يَنْحُوا بالْجَيْبِ مِنْ ذاتِ الْجِهَةِ الَّتي أنِفَ ذِكْرُها ، وأحسبُها عِنْدَهُم عادةً وَتَقْليدًا لا أكثرْ ، ولَوْ أنَّ الْجِهَةَ الْيُمْنَى من الْقَميصِ تُجِيدُ فَنَّ الاِشتِكاءِ ، لَطَفِقَتْ تَشْتَكي للقمَاشِ تلكَ الْقِسْمَة الضِّيزَى ، ولأخْبَرَتِ النَّاسَ عَنْ ذاكَ الظُّلْمِ الْبائنْ !.

***

***

أتَى تُنيرُ ابْتِسَامَتُهُ الْوضيئةُ دَرْبَـه ، ليُعْطيَنَا دَرْسًا في ذاكَ الْعِلْمِ الْجَميل ، وفي آخِرِ الْحِصَّةِ ، أوْ هَكَذَا يَبْدو لِي ، سَألَنَا سُؤالًا في الإعْرَاب ، قائلًا :
- مَا إعْرابُ : ( لا بُدَّ ..) ؟ .
وعَلِمْنَا فيما بَعْدُ أنَّ هذا السُّؤالَ قد تمَّ توجيههُ أيضًا للْفَصْـلِ الآخرِ الْمُوَازي لفصْلِنا وهوَ ( مُتنبيء ) ، ولمْ يُجِبِ الأُستاذَ أحَدٌ فيه .
وهُوَ ينتظِرُ ارْتفاعَ أصابِعِنا إليْهِ للإجابة ، ويكَرِّرُ ويُرَدِّدُ :
- مَنْ يُعْرِب ؟ ، مَنْ يُعْرِب ؟.
وبعدَ مُضِيِّ دقائقَ في التَّفكيرْ ، ارتفعتْ إلَيْهِ يَدٌ نَحيلَةٌ ، عُرُوقُها بَائنةٌ ، واضحةٌ من شِدَّةِ الْوَهَنِ والضَّعف . إنَّهُ الْقِصَيِّر والْجَزَّارُ قَديمًا وَعِقيرِبُ وقتَذَاكَ ، يقُولُ : * هَأنَذَا .






________________________
* هَأنَذَا : يُخْطِيءُ بَعْضُنَا في كِتابَتِها هكذا : ( هَا أنَذا ) ، والصَّحيحُ أنْ تُكتَبَ : ( هَأَنَذَا ) ، ذلكَ لأنَّهُ تُحْذّفُ الألفُ الَّتي تَتْبَعُ لِهَـاءِ التَّنبيهِ " هَـا " إذا دَخَلَتْ على ضَميرٍ بُدِءَ بالْهَمْزة ، مِثْل : " أنَا "

***

وَحينَ أوْمأَ إلَيَّ بالْمُوَافَقَةِ لأَتْلُوَ إجَابَتِي ، وَجَدَني أقُول :
( لا ) : هيَ لا النَّافيةُ للْجِنْس ، وَهْيَ مِنْ أخوَاتِ إنَّ ، لَكِنَّ اسْمَهَا يكونُ مَقْصُورًا عَلَى النَّكِرَةِ دائمًا .
وَ ( بُـدَّ ) : اسم لا النَّافيةِ للْجِنْسِ مَبْنِي عَلَى الْفَتْح ....

***

فَأسْرَعَ أُستاذُ ، عبدُ النُّور ، إلَى نَاحِيَتي ، الَّتي لا تَبْعُدُ كثيرًا عن وقفتِهِ الأماميَّة ، بِحُكْمِ أنَّ طوليَ لم يَكُ كافيًا لأجْلِسَ وَسطَ الْفَصْلِ ، لأجْلِ ذَا حَرِصْتُ أنْ يكونَ مكانُ جلوسيَ أقْرَبَ إلَى الصُّفوفِ الأماميَّةِ منْهَا إلى الْخَلْفِ ، كَيْ تَتَسَنَّ لِي رؤيةُ الْكِتَابةِ على السُّبُّورةِ بوضوحٍ يُمكِّنُني من فَهْمِ الْحِصَّةِ ومحتواها ، شادًّا على يُمنَايَ الصَّغيرة ، فرحًا ، مُهنِّئًا مُباركًا مَا أتيْتُهُ بهِ من إعرابٍ كانَ ينتظِرُهُ مِنَّا ، مُتمنِّيًا لي التَّوفيقَ ، دَافِعًا إيَّايَ بِقَوْلِهِ ذَاكَ إلَى الأمام ..
ولكم كانتْ فرحتي حينما أهداني تلكَ الهديَّةَ الْمُعَبِّرَةَ حينها ، وإلَى الآن .

***

واعْلَمْ ، سيِّدي الْقاريء الكريم ، أنَّكَ ستستغربُ جدًّا ، إنْ أفْصَحْتُ لكَ عنْ مَكْنُونِ تلكَ الْهَديّة ، وقدْ تبدو لا قيمةَ لها عندَكَ ، خاصَّةً إنْ قارَنْتَها مَعَ مقاييسِ الْيومِ و " تكنولوجيا " هذا الْعصْرِ الْحديثة ، لكنَّها في نظري كانتْ من أقيمِ الْهدَايا الَّتي الَّتي ما تزالُ عالِقةً بذهني حتَّى لحظتي هذه ..
ولكَ أنْ تتخيّلَ مَا تلك الهديَّة ..؟.
إنَّها عبارة عن : كُرَّاستيْنِ كبيرَتَيْنْ ذَوَاتَيْ أسْطُـرْ ، تحوي كُلّ كُرَّاسةٍ في داخِلِها أربعًا وستينَ ورقةً بيضَاء ، فَحَاجَتي لَهَا مَاسَّةٌ ، وَطَلبي إلَيْهَا في تلكَ الْفَتْرَةِ مَسيسْ ، ولَعَمْري إنَّي لأَعُدُّ تلكَ الهديَّةَ مِنْ أقْيَمِ مَا لَمِسْتُهُ مِنْ هَدَايَا ، وبِحَقٍّ لقدْ دفعتْني في مستقبلِ الأيام لِقِرَاءةِ الْكثير ، ناهلًا من ذاكَ الْعِلْمِ بقَدْرِ ما أعْقِـل ، فاتِحًا لنفسي بَعْضَ دُروبٍ فيه ، كَتَزَوُّدي الدَّائمِ بِقِرَاءَةِ : مُغْنِي اللَّبيب ، وَشَرْحِ ابْنِ عَقيل ، وَأوْضَحِ الْمَسَالِك في شرحِ ألفيَّةِ ابْنِ مَالك ، والإنصاف في مسائل الخلاف بين النَّحويين ، وإعرابِ الْقُرْآنِ الْكَريمِ ومَعْرِفَةِ قِرَاءَاتِهِ الْعَشْـر ، وَكتابِ سيبويْه – الْكِتَاب - الَّذي أحْسَبُ أنَّ مُعْظَمَ كُتُبِ النَّحْوِ عِيَالٌ عَلَيْه .

Quote: مَعْكُومَةً بِفِدَامِهَـا .

"" ولو نال فَدم القوم لَثم فِدَامِها
لأكسبه معنى شمائلها اللثم ""
لك الشكر أخي محمد زين وأنت تسقينا مدامة إمام العاشقين بهذه الذكريات
والصور الجميلة لصغارك العصافير الحلوين ، حفظهم لك الله ،
والصور البلاغية الرائعة والنحو مع حلاوة المزحة والطرفة
وكان قصدي حينها بعض قصدك أيها الأديب الأريب والشاعر اللبيب

لك أطيب المنى .

Quote: "" ولو نال فَدم القوم لَثم فِدَامِها لأكسبه معنى شمائلها اللثم "" لك الشكر أخي محمد زين وأنت تسقينا مدامة إمام العاشقين بهذه الذكريات والصور الجميلة لصغارك العصافير الحلوين ، حفظهم لك الله ، والصور البلاغية الرائعة والنحو مع حلاوة المزحة والطرفة وكان قصدي حينها بعض قصدك أيها الأديب الأريب والشاعر اللبيب لك أطيب المنى .

أهلًا ببنتِ الْفِطَحْلِ – عَلَيْهِ شآبيبُ الرَّحمَةِ تَتَنَزَّلُ - ذي الْحرفِ الَّذي لا يُدَانَى ، فَيَا لَهُ في اللُّغَةِ مِنْ هِزَبْر ، ذَهَبَ آخِذًا مَعَهُ هَيْلَ الْبلاغَةِ مَعَ هَيْلَبَانِهَا في غَيْرِ نِدٍّ أوْ صِنْو ، وتَرَكَنَا نَحْنُ مِنْ بعدِهُ أيْدي سَبَأ في تَفَرِّقِ ألْسَنَتِنَا وإتْيَانِهَا بالْهَجينْ . وأمَّا بلاغَتي الَّتي تَرَيْنَها هُنَا فَمِنْ خِفَّتِها أرَاها – كما يقُولُونَ - هَيْلٌ بِلا كَيْلٍ ، إنْ وَضْعْناها بِجَانبِ ذاكَ الْجَليلِ * الْحَسَنِ بنِ طَلْحَة . وإنِّي أراكِ على طريقِ ذاكَ الإمامِ تسيرينَ وئيدَةَ الْخُطَى والْخَطْو ، وتشْرَبينَ بِمَاءٍ واحِدٍ مِنْ ذاتِ الْمَعينِ الَّذي لَمْ ولَنْ يَنْضَب . فأيْنَ أنا مِنْكُما يَا سُمَيَّة ، فأظُنُّني – كما يُقَال - مِنْ الَّذينَ ليْسَ لهُمُ في الْكِيرِ ولا في النَّفير .
وأمَّا قَوْلُ النُّحَاةِ فلا عَلَيْكِ مِنْ أقْوَالِهِم فهم دائمًا في شِجَارٍ وعِرَاكِ مَعَ الشُّعراءِ ههههههههههههههههه ، فقديمًا خَطَّأَ النُّحَاةُ أبا الطَّيِّبِ الْمُتَنبي حينَ قالَ :
إذَا الْجُودُ لَمْ يُرْزَقْ خلاصًا مِنْ الأذى **** فلا الْحَمْدُ مَكْسُوبًا ولا الْمَالُ باقيا .
وَعَابُوا عَلَيْهِ تَعْريفَ اسمِ لا الَّتي تعملُ عَمَلَ ليْسَ ، وذلكَ حينَ أتَى بـ ( الْحمد ) مُعَرَّفًا بالألف واللام ، والْمعروف – نَحَوِيًّا - أنَّ لا الْمُشَبَّهَةَ بليْسَ يكونُ اسمُها وخبرُها نَكِرَتَيْن ، ولا تَجُوزُ الْمَعْرِفَةُ في أحَدِهِمَا .
وكَذلِكَ معَ أحمد شوقي ، وغيْرِهِ مِنْ الشُّعَرَاء ..
أرَأيْتِ كيفَ لا يَدَع النَّحَويُّونَ الشُّعراءَ في حالِهِم ( هههههه ) .
الأديبةُ الأريبةُ : سُمَيَّة .
أقَرَّ اللهُ عيْنَكِ أُخَيَّتي سُمَيَّة برُؤيَةِ حَرْفكِ مُتَقَدِّمًا وفائزًا دائمًا وأبدا .
وعلَى مَسْرَحٍ مِن الْعَيْنِ أقولُ لكِ شُكْرًا بأنْ كانَ مَقْدَمُكِ إلى دارِ حَرْفي شَاهِرًا بيَانه ، فأضَاءَني .

تَحِيَّتي .


أخوك / محمَّد زين .





____________________________
* قَدْ نَظَمْتُ في ذاكَ الشَّيْخِ الْجليلِ الصِّفاتِ : الحَسَن بن طَلْحَة ، قَصيدةً
، وذلكَ حينَ اِطِّلاعي على بعضِ قصائدِهِ وسأضَعُها بإذنِ اللهِ على هذا الْمِنْبَرِ يَوْمًا .

***

أرأيْتُمْ مَا فَعَلَتْهُ بي تَانَكَ الْكُرَّاستَان ؟ وَمَا قدَّمَهُ لِي ذاكَ الأُستاذُ الْجَليلُ مِنْ فَائدة ؟.
مَدينٌ لَهُ أنَا بأكثر من هذا .
وأَرَاني مَا وَجَدْتُ أحَدًا يَذْكُرُ اسمَ تلك الْحبيبةِ ( شَرَفَتْ ) إلا وأنَا سَائِلٌ عَنْهُ ، فـ للهِ دَرُّهُ ، أكرِمْ بهِ مِنْ رجُلٍ انْتَحَى بأخطائي صَوَابَ السَّبيلْ ، فَمَا فَتِئْتُ أذْكُرهُ بِخَيْرٍ ، بَاعِثًا إلَيْهِ مِنْ أحْرُفي بعْضَ آياتِ وَفائي ، فَوَدِدْتُ أنْ أقُولَ على طَريقَتي :
شُكْرًا ...





- انْتَهَى -

انْتَهَى قَوْلي فيها بِتأريخ : 22 / 07 /2009 ، وعَدَّلْتُ فيها
بتأريخ 25/07/2009م.



***

جاءَ تَعقيبُ أُستاذيَ : د. عبد النُّور محمَّد الْماحي ، بتأريخ :
23-07-2009, 09:58 PM
قائلًا :

Quote: المحيريبا نضر الله تلك الأيام وهذه الأخرى كانت محطة صعبة التجاوز بعد مناقزا والمعيلق ودار العلوم وصحيفة (الأيام)، بشير محمد سعيد والمحجوبين ومحمد لطيف وعبد الرحمن الأمين، يُقسم أستاذ (مامون يوسف) (وَدْكِرَيْ)، وكان ساخراً، ولمّا يزل، والله ياعبد النور أولاد المدرسة دي (يقصد المحيريبا) كان مسكوهم الحكومة يسوسوها أفضل من هؤلاء، وكان أستاذ عبد الفتاح الجزولي(متعه الله بالصحة والعافية) يسمي الحكومة الجديدة آنئذٍ بعهد (أم قيردون) نسبة ً للجلالات العسكرية التي كانت تسكُّ الأسماع صباح مساء (أم قيردون الحاجة كلُّ سنة داجة)، ومن بعد طال التأصيل كلّ شيءٍ حتى أم قيردون،(أمريكا روسيا قد دنا عذابها عليَّ إن لاقيتها ضِرابها)، وأنّى له ملاقاتُها. في هذه الأجواء قذفت بي الأحداث إلى المحيريبا فهجرت الصحافة إلى التدريس، ولكن ما أعجب الزمن حين تأتلف سداه مع لحمة أحداثه لينسج لك نسيجاً متفرداً ، فجمعتني الأيام بأستاذ خاطر وأستاذ صلاح عبد الله وأستاذ مأمون وأستاذ عبد الفتاح وأستاذ رجب وأستاذ رحمة وأستاذ موسى الزين موسى، وأستاذ معاوية ، وغيرهم كثير يضيق المقام بذكرهم. وفيمن شَرُفْتُ بتدريسه كوكبة ألمعيّة منهم محمد زين الشفيع وأخوان هذا الطراز شهد الله جميعاً محفورين في أعمق أعماق ذاكراتي لن أنساهم ما بقيت كانوا ولا زالوا في غاية النباهة والذكاء والحضور والنشاط والجد والأدب وتحمل المسئولية، خبرتهم عن قرب إبان مسئوليتي عن الداخلية والعمل الثقافي، كنت ألمح فيهم مستقبلاً واعداً ، ذلك أنّ فئة قليلة منهم كانت تسعى في تجنيدهم لنظام جديد ، كانت تغريهم وتحفزهم ، ومع هذا كنت أرقب فيهم تريثاً وتثبتاً، أعجبني ذلك كثيراً، ليس لأنّه صادف هوى في نفسي فحسب ، بل كذلك لأنّي كنت أرى فيه نضجاً فكريّاً واعداً . الكلام كثير والذكريات تترى، والحديث ذو شجون ، وأنا ممنون ممنون لمحمد زين الشفيع وحبيب فضل الله وطارق مضوي وحاتم يوسف ، ومحمدنور قرشي، وكل من ذكرني بالخير، لكم وللمحيريبا أهالي وطلاب ومعلمين وعاملين وأهل وأصدقاء، عاطر الثناء وجميل العرفان على ما أولونا من تقدير وحب تتقاصر دونه هاماتنا، ونسأله تعالى أن يديم الحب والوفاء والعرفان، وأن يجزي كلّ من ذكرنا بخير عنا حسن الجزاء.

فلَهُ الْوُدُّ مَا افْتَرَّ ثَغْرُ صُبْحْ ، ومَا تَوَلَّجَ ليلْ ، كما لَهُ التَّحِيَّةُ والتَّقديرُ أيْنَما حَلَّ وارْتَحَل .
تَحِيَّتي .

النَّصُّ عَلَى اجْتماعْ ..

***

كُرَّاسَتَـانِ كَبيرتَـانِ .. ذَوَاتَا أسْطُـرْ .. !.

بِقَلَمْ : مُحَمَّد زين الشَّفيع أحمد.

***
تَتْبَعُني أيضًا تسميةُ ( الْجزَّار ) ، رُغْمَ أنِّي لا أقوَى على ذَبْحِ دَجاجتِنا الصَّغيرةِ الْحَمْراء ، الْوَاردةِ في كُتُبِ الْقِرَاءَةِ الصَّامتة ، ولا أعلم لِمَ أسْمَوْها هكذا بالـ ( صامتة ) ، فأراها أكثرَ نُطقًا ، حتَّى وإنْ قرأَها أحَدُنَـا سرًّا .
وكثيرًا مَا يُنَادونني في الْمدرسةِ الْوُسطى بقريتي – سليم - بـ ( الْقِصَيِّر ) ، وأظُنَّني مَعْدُومَ الطُّولِ حينَها ، وأحسبني لمْ أزَلْ ، إذْ لا يَراني النَّاظِرُ إلَيَّ إلا بعدَ إعمالِ نظرٍ وكثيرِ تحديقْ .
إنِّي ، ومنذُ الاِبتدائيِّ ، أهتمُّ كثيرًا بعلمِ النَّحوِ ودُرُوسِـه ، ومعرفَةِ الْمَفعولِ مِنْ الْفاعل ، ولَمَّا تَقَدَّمتْ بيَ سِنِيُّ الْعُمُرِ بِتُّ كثيرَ التَّسْآل ، أضَارِبٌ زيدٌ أمْ مَضْرُوبْ ؟.
أنْبَأني بَعْضُ إخْوَةٍ لي في أنَّ تسميتي تلكَ ، تَعُودُ إلى أنَّ والدي أسماني على خالِهِ الَّذي يسكُنُ في بدايةِ الْقَريةِ ، وأنا مَا أزالُ أقطُنُ بقَعْرِها في بَيْتٍ وَصَفْتُهُ في إحْدَى قصائدي الَّتي كتَبْتُها سَنَةَ سَبْعٍ وتسعين وتُسْعُمائةَ وَألْف للميلادْ ، قائلًا فيه :

مَـنـْزلُـنَـا طَـيَّـبَ اللهُ ثـَرَاهْ
يَتَكوَّنُ مِنْ حَـائطَيْنِ قَـائمَيْنِ
وَثَالِثٍ شـِـبـْـهِ مُتهَدِّمْ ..!!
وَسـَـقـْـفٍ يُمَـكـِّـنـُكَ مِنْ
رُؤْيَـةِ السَّمَــاءِ بـِـلا
عـَـنـَاءْ .. !

، * فَهْوَ يمتَهِنُ مِهنةَ الذَّبحِ في مجْزَرَةِ الْقَرْيَة ، والْعَجيبُ في الأمرِ أنَّ خالَ والدي هذا أيضًا اسمُ أبيهِ مثلَ اسمِ والدي ، فكنتُ وجَدِّي هذا متساويين في الاسم الأوَّل والثَّاني ، إذْ لا يفرُقنا إلا الجدّ الثّالث ، فَهْوَ مُخْتَلِفٌ عندَ كِلَيْنَا .
***


_________________________
* أنا هُنا حينَ سَكَّنْتُ حَرْفَ الْهَاءِ في ( فَهْوَ ) أنْحُو وأقْتَدي بِنَحْوِ الأمامِ الْكِسَائيّ في قِراءَتِهْ ،
وكثيرٌ مِنْ الْقُرَّاءِ يَضُمُّونَ الْهَاءَ ، هكذا ( فَهُوَ ) وكُلُّهُ حكيمٌ وصحيحْ .

***
ومن طُرَفِ ذلكَ الاسمِ ، أنَّ أحدَ أصدقائي أرسلَ إلَيَّ ذاتَ مرَّةٍ خِطَابَ سلامٍ ومُعايَدَة ، فَقُرِيءَ على جدِّي الَّذي في أمامِ الْقرية ، وحينما علِمَ بأنَّهُ لا يَخُصُّهُ ، أرسلَهُ مفتوحًا لِعنايتي ، فـ :
* استغربْتُ أوَّلًا ، * فقرأتُ الْخِطَابَ ثانيًا ، * ثُمَّ ضَحِكْتُ حتَّى بانتْ نَوَاجِذي ثالثًا .
لَعَلَّها عادةُ الرِّيفيينَ في تسميةِ مواليدِهم - وأنا منهم - فكثيرًا ما تجدُ نفسَكَ في دائرةٍ منْ الأسماءِ لا يُعرَفُ أوَّلُها من آخرِها هكذا : ( علي أحمد علي أحمد علي أحمد علي أحمد علي أحمد علي أحمد ) ، وكلٌّ والدٍ منهم يَعُدُّ ذلكَ إيفاءً منهُ وعِرْفانًا بأبيهِ حينما يُسَمِّي ابْنَهُ عليْه ، والَّذي أعلمُـهُ فـي ذلك مِنْ بعدِ الْبَرِّ بِهِما في الدُّنيَا والْمُعاملةِ الْكريمةِ لهما : ( صدقةٌ جارية ، أو علمٌ يُنتَفَعُ به ، أوْ ولدٌ صالحٌ يدعو له ) .
حينها لا تَدري مَنِ الأبُّ فيهم ومَنْ يكونُ الابنُ أوِ الْجِدُّ الْخامس ! ، وَلَكَأنَّ هناكَ نُدْرَةً في الأسماءِ وَلَّدتِ التَّرادُفَ والتَّشابُهَ الْمَاثِلَ ذاك .

أكْمَلْتُ الْوُسْطَى وانتقَلْتُ فجأةً إلَى الْمَرْحلةِ الثَّانويَّة ، وأنا في كاملِ اندهاشي ! . داخليَّات : شرقيَّـة وغربيَّة ، مطعمٌ تدفعُ نفسَكَ بينَ الرَّكبِ دفعًا لتدخُلَه ، تأكُلُ واقفًا ومتعجِّلًا في آنْ ، كأنَّكَ تَودُّ أنْ تَسْبِقَ جارَك ببضعِ لُقيْماتٍ و عُلبةِ ( ساردين ) تأكُلُها أحيانًا وتحمِلُها لأهلِكَ أحايينَ كثيرة ، تنامُ مُجبرًا باللَّيل وقبلَها يكونُ رأسُكَ دائرًا بينَ نِدَاءَاتٍ عِـدَّة :
أ/ (وَلِّعوا النُّور دا ، دايرين نقرا ياخْ)
ب/ ( طَفُّوا النُّور دا ، دايرين ننوم ياخْ ) .
ج/ ونِدَاءٌ بيْنَ بَيْنَ ، خَوْفًا منْ أنْ يَزْدَرِدَها عَضَلٌ مَفْتُول .
ونَحيلُ جِسْمٍ مثلي يَطْمَعُ في نَوْمٍ غارقٍ في الاِنتظارْ .

إلَى أنْ يكونَ الْقرارُ لأصْحابِ الْعضلاتِ الْمتينةِ ، أوْ يَمُنَّ اللهُ عليكَ برحمتِهِ فتنام دُونَ اكْتِرَاثٍ لأحَدْ ، لكنَّ نومَكَ لا كما قالَ الْمُتنبِّي : ( مِلْءَ جُفُوني عَنْ شواردِها ) ، وبِكُلِّ تأكيدٍ أنَّهُ ( خَزَاز ) كما تَغَنَّى الْمُغَنِّي :
- " يا عُزَاز ، أنا نومي خزاز " .

تزورُ أهلَكَ كُلَّ خميس ، لتجلِسَ معهم بقايا خميسِكَ ذاكَ وجمعةً كاملة ، لتأتيَ شاردَ الذِّهْنِ قبلَ طابور السَّبتِ الصَّباحيّ ، وإلا فالصَّوْتُ والْجَلْدُ لك .
الْمُهِمُّ في الأمرِ أنَّ تسميةَ الْجزّار بدأتْ تختفي عَنِّي حينَ وُلُوجي تلكَ الْمَرحلةِ الْجميلةِ والْجديدة ، وهذا في تقديري حَميدٌ وجميلٌ وجيِّد . والأعْجَبُ أنَّني ازددتُ طولًا ، فَانْتفَتْ عنـدَ بعضِ أصدقائي تَسميَتي الأُولَى : ( الْقِصَيِّرْ ) ، وصِرْتُ أحمِلُ فقط ، اسميَ الْحقيقيَّ والَّذي كنتُ أترَدَّدُ كثيرًا في قَوْلِ : * ( آيْ ) ، حينَ مُنَاداتي به ، لِغُرْبَتِهِ عنِّي زمنًا . وهَا هوَ ذا قد عادَ يحمِلُني فيهِ مِنْ جَديدْ .




______________________________
* آيْ : يَعيبُهَا علَيْنا كثيرٌ مِنْ النَّاسْ ، مَعَ أنَّني أرَاهَا – في تَقْديري - من فصيحِ اللُّغة ، غَيْرَ أنَّنا نَمُدُّ الْهَمْزَةَ بِفَتْحٍ لا كَسْر ، ومَا قَوْلُ رَبِّنا عَنَّا ببعيدْ ، فقدْ قالَ تعالَى :
( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أحَقٌّ هُوَ قُلْ إى وَرَبِّي إنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) ، الآيَة ، سورة يونس ( 53 ) .



***

وبالْمحيريبا الثَّانويَّة ، تلكَ الْمَدينةِ الْفَاضلةِ الَّتي لا أتذكَّرُ ضبطًا متَى أتيْتُها قبلَ مَجيئي إلَيْها قَارئًا بثانويَّتِها الْخَالدةِ فِيَّ خُلُودَ التَّأريخ ، تَعَرَّفْتُ إلَى نَفَرٍ كَريمٍ مِنْ الْوَافدينَ إلَيْها مِثْلي ، فكانتْ لي نعمَ الصُّحْبَةُ ، الَّتي لَمْ تَزَلْ باقيةً إلى الْيَوم .
والطَّريفُ في ذَلِكَ أنَّ صديقي وزميلَ دراستي ، قمر الدّين عبد الله عجيب ، أعادَني بمزاحِهِ الْجميلِ معي إلى تلكَ التَّسمياتِ الْقديمة ، فهوَ من أبناءِ قَرْيَةِ ( الْوَلِي الْحَلاوين ) الأفذاذِ والفطاحِلَةِ في الْعِلم والتَّحصيلِ آنَذاكَ ومَا يزالْ ،

قَمَرُ الدِّين :
*
*
كانَ عَلَمًا فينا .
*
*

أذْكَانَــا .

*
*

أوَّلَنا بالْفَصْلِ حينَ كنتُ الْخَامِسَ ،

*
*
*

لا يَقْرَأُ إلا نَادِرًا .
*
*

لمْ أرَ لَهُ دفاتِرَ يكتُبُ فيها تُذْكرُ ، ولا أتذكَّرُ على وَجْهِ الدِّقَّةِ أنِّي رأيْتُهُ يكتُبُ شيئًا معَ أنَّهُ وفي كثيرٍ من الأحْيَانِ يَضَعُ قلَمَهُ بيْنَ بُصيْلاتِ شَعْرِهِ كما يَفْعَلُ نَجَّارو الْخَشَبِ تَسْهيلًا لِمَهَمَّتِهِم في التَّخْطيطْ ، يغيبُ كثيرًا عنْ حِصَّةِ الدِّينِ ، وفي الْوَقْتِ ذاتِهِ يَتَحَصَّلُ على أكبرِ درجةٍ فيها حينَ الامتحان ، وإنْ حَضَرَ حِصَّةً فَمُسْتَمِعٌ جَيِّدٌ وَلَمَّاحْ ، فَذَكَاؤهُ بالنِّسبةِ لنا لمْ يَكُ عاديًّـا .
نُثَابِرُ على الْمُذَاكَرَةِ الْمَسَائيَّة ، و " قمرُ الدِّين " في أغْلَبِ الأحْوَالِ أجِدُهُ بالْغُرْفَةِ نَائمًا ، لا يَحْضُرُ في كثيرِ أمرِهِ إليْها ، وَبَعْضُنَا لا يُفارِقُ دُرجَهُ وكُرْسيَّهُ في استذكارِ الدُّروس ، لأجلِ أنْ يُدْرَجَ اسْمُهُ في الْعَشْرِ الأوائلِ أوْ أنْ يَمُرَّ بدرجاتِهِ دونَ رُسُوب ، وصديقي لا يقرأُ إلا فيمَا شَذَّ ونَدَرْ ، تبارَكَ ربِّي فذَاكَ ذَكَاءٌ حَادّ ، وشُكرًا لَهُ فقدْ كانَ ولمَّا يَزَلْ مِنْ أنْبَغِ الَّذينَ زَامَلْتُهم في دراستي .
صديقي قمر الدِّين هذا ، أعادَ إلَيَّ تلكَ التَّسميةَ الَّتي فَارَقَتْني بِشَكْلٍ آخرَ ، وبِطَريقةٍ أكْثَرِ حِدَّة مِنْ تَيْنَكَ التَّسْمِيَتَيْنْ ، مُنَاديًـا إيَّايَ مازحًا :
- تعال يـا ( عِقيرِبْ ) .
معَ أنِّي لمْ أكُ مُسِمًّـا إلى ذاكَ الْحَدِّ الَّذي ظَنَّهُ رَفيقي ، لكنِّي ! ، فقط ، صاحبُ طُرْفَة.
سألتُهُ مِرارًا عن سببِ مُنَادَاتِهِ لِي بتلكَ الْمفردة ، لكنَّهُ دائمًا ما يُجيبني بالضَّحِكْ ، ولا أعلمُ حَتَّى هذه اللَّحظةِ من أينَ أتى إلَيَّ بها ، وكُلُّ الَّذي أتذكَّرُه أنِّـي كنتُ لَسِـنًا مِحْجاجًـا ( بِتَاع نِقَّة أُوغُلاط ) ، وَأظُنُّ أنَّ صَاحبي اسْتَقَاها من ذَاكَ الْفَهْم ، فللهِ دَرُّهُ من رجُلٍ جميلْ ، فما يزالُ يذْكر تلكَ التَّسميةَ حتَّى حينَ تَقَابَلَ كِلانَا بجامعةِ الْجَزيرة ، حيثُ هُوَ بكُلِيَّةِ الطِّبِّ ، سُبِقَ اسمُهُ بِدَالٍ صَغيرة - د. قَمرُ الدِّين - جديرٌ هُوَ بِأمْرِها ، وأنا بالهندسةِ والتّكنولوجيا ، لَهُ التَّحيَّةُ فهُوَ رَجُلٌ نادِرٌ الطَّريقَةِ والْمِزَاجْ ، أوْ " نادرٌ على طريقتِهِ " أوْ كما يَقولُ عالمُ الرِّوايةِ والرَّاوِيَةُ – طَيَّبَ اللهُ ذِكْرَهُ - الطَّيِّب صالح .

وبالْمحيريبا الثَّانويَّةِ التقيْتُ أُستاذيَ : * عبدُ النُّور محمَّد الْماحي .. أُستاذَ النَّحْوِ هُنَاك ، قَدِمَ إلَيْنا من أرضِ ( شرفت الْحلاوين ) ، مُعَلِّمًا جديدَ الشَّبابْ ، يَزْدَادُ وضاءَةً وَعِلْما . مُرَتَّبٌ في الْقَولِ والْحديثِ والْهِنْدام ، جَادٌّ في أقْوَالِهْ جِدّا ، مُلتَزِمٌ في مَوَاعيدِهِ ، يَتَقَاطَرُ عِلْمًا وَدِرَايَةً في دُرُوبِ ذلِكَ الْعِلْمِ الصَّعْب ..
عَلَمًا في عِلمِهِ ، لا تُخْطِئُ مَسْلَكَهُ الْعُيُون ، مُمْسِكًا بزمامِ الْحَرْفِ نَحْوًا ومَعنى ، يُجيلُ النَّظَرَ في الْفَصْلِ فَيُدْرِكُ فاهِمَنَا من غيْرِه .



_____________________
* هُوَ الآنَ دكتورٌ ، ويعملُ أُستاذًا بكليَّةِ التَّربية - جامِعَة الْملكِ عبد الْعزيز بجدَّة ، قسمُ اللُّغةِ الْعربيَّة.


***


اسْتَفَدْتُ كثيرًا منهُ ، وأضافَ لِمُخيِّلَتي الصَّغيرةِ وقتَها الْكثيرَ ، مُنَظَّمٌ كَعَادتِهْ . رَجُلٌ يُنزِلُ الأزْمِنةَ والنَّاسَ مَنَازلَهم ، تَعْتلي وجْهَهُ سيماءُ وَسامةٍ باديَة ، * وابْتِسَامٌ وضيءٌ وبريءٌ يَنْدُرُ أنْ تَجِدَ مثلَهُ الْيَوْم .حينَها لأوّلِ مَرَّةٍ أعْلَمُ بقَريَةِ ( شَرَفَتْ الْحلاوين ) تلك ، وأينَ تَقَعُ وَمَا هِيَ ، ولماذا أسْمَوْها هكذا ؟!، ذلكَ لأنَّ درايتي آنذاكَ بالْقُرَى الَّتي من حَوْلِنا ضعيفةٌ عَـدَا الْمُلاصِق لِقَرْيَتي ، وَلاحِقًـا عَلِمْــتُ أنَّ لَنَـا أهلًا بـهَا ، خاصّةً حينما أكملَ خَبَري فيهـا قريبي وزميل دراستي ، عبد العزيز عَبّاس ، لمَّا تعرَّفتُ إليْهِ بالْمـدرسةِ ذاتِها ، فَهْوَ مِنْ رَحِمِ أهْلِنا هُناك ، ووعدتُهُ بالذَّهَابِ مَعَـهُ إلَى تلكَ الْبَلْدَةِ الْعـريقة ، لِتَقْويَةِ وَشَائجِ الصِّلةِ بيْنَ كِلَيْنَا وَأهْلِينَا ، لكنْ يَبْدو أنَّني اسْتَقَيْتُ كثيرًا مِنْ مَوَاعيدِ عُرْقُوبَ ، الَّتي كُنَّا نقرؤها قديمًا ، حيْثُ لَمْ أُوَفَّقْ حتَّى الْيَومِ بِزِيَارَتِهْ .





__________________________
* ابْتِسَامٌ هُوَ مَصْدَرٌ للماضي الخُماسي ( ابْتَسَمَ ) ، لِذَلِكَ نُلاحِظُ أنَّ همزَتَهُ هَمْزَةُ وَصْْل ، وَكُلُّنا يَعْلَمُ أنَّ الْمَصْدَرَ ( ابْتِسَام ) يُمكنُ أنْ تُحالَ هَمْزَتُهُ مِنْ هَمْزَةِ وَصْلٍ إلَى همزةِ قَطْعٍ إنْ قُصِدَ بهِ تسميَةُ عَلَـمْ ، كأنْ نَقُولَ : جاءتِ إبْتِسَام ، أوْ دَرَسَتْ إبْتِسَامُ كُلِّيَّةَ الْقَانون ، وقِسْ على ذلكَ في ( انْتِصَار ، وإنتِصَار ) و ( اِنْشِرَاح ، وإنْشِرَاحْ ) ،وغَيْرها من المَصَادرِ الَّتي تُسْتَخْدَمُ كأعْلامٍ على أسْماء ، فَتتغيَّرُ هَمْزَتُها من وَصْلٍ إلَى قَطْع .
***

كانتِ الْحِصَّةُ نَحْوًا ، ونحنُ إذَّاكَ ، أظُنُّنا بالثَّاني الثَّانوي ، بفصْلٍ أسموْهُ تَيَمُّنًا بالْفِطَحْلِ / عبَّاس محمود الْعَقَّاد ، فاختصروها هَكَذا ( عقّـاد ) ، أتَانا أُستاذُ / عبد النُّور – كَدَأبِهِ - في ميعادِه ، يحمِلُ طُبْشُورَهُ بيمينِه ، وَاضِعًا قَلَمًا في جَيْبِ قَميصِهِ بالْجِهَةِ الْيُسْرَى ، وَكَعَادَةِ حَائكِي الأقمِصَةِ والْملابس ، تَعَارَفَ عِنْدَهم أنْ يَنْحُوا بالْجَيْبِ مِنْ ذاتِ الْجِهَةِ الَّتي أنِفَ ذِكْرُها ، وأحسبُها عِنْدَهُم عادةً وَتَقْليدًا لا أكثرْ ، ولَوْ أنَّ الْجِهَةَ الْيُمْنَى من الْقَميصِ تُجِيدُ فَنَّ الاِشتِكاءِ ، لَطَفِقَتْ تَشْتَكي للقمَاشِ تلكَ الْقِسْمَة الضِّيزَى ، ولأخْبَرَتِ النَّاسَ عَنْ ذاكَ الظُّلْمِ الْبائنْ .

أتَى تُنيرُ ابْتِسَامَتُهُ الْوضيئةُ دَرْبَـه ، ليُعْطيَنَا دَرْسًا في ذاكَ الْعِلْمِ الْجَميل ، وفي آخِرِ الْحِصَّةِ ، أوْ هَكَذَا يَبْدو لِي ، سَألَنَا سُؤالًا في الإعْرَاب ، قائلًا :
- مَا إعْرابُ : ( لا بُدَّ ..) ؟ .
وعَلِمْنَا فيما بَعْدُ أنَّ هذا السُّؤالَ قد تمَّ توجيههُ أيضًا للْفَصْـلِ الآخرِ الْمُوَازي لفصْلِنا وهوَ ( مُتنبيء ) ، ولمْ يُجِبِ الأُستاذَ أحَدٌ فيه .
وهُوَ ينتظِرُ ارْتفاعَ أصابِعِنا إليْهِ للإجابة ، ويكَرِّرُ ويُرَدِّدُ :
- مَنْ يُعْرِب ؟ ، مَنْ يُعْرِب ؟.
وبعدَ مُضِيِّ دقائقَ في التَّفكيرْ ، ارتفعتْ إلَيْهِ يَدٌ نَحيلَةٌ ، عُرُوقُها بَائنةٌ ، واضحةٌ من شِدَّةِ الْوَهَنِ والضَّعف . إنَّهُ الْقِصَيِّر والْجَزَّارُ قَديمًا وَعِقيرِبُ وقتَذَاكَ ، يقُولُ : * هَأنَذَا .





________________________
* هَأنَذَا : يُخْطِيءُ بَعْضُنَا في كِتابَتِها هكذا : ( هَا أنَذا ) ، والصَّحيحُ أنْ تُكتَبَ : ( هَأنَذَا ) ، ذلكَ لأنَّهُ تُحْذّفُ الألفُ الَّتي تَتْبَعُ لِهَـاءِ التَّنبيهِ " هَـا " إذا دَخَلَتْ على ضَميرٍ بُدِءَ بالْهَمْزة ، مِثْل : " أنَا "



***



وَحينَ أوْمأَ إلَيَّ بالْمُوَافَقَةِ لأَتْلُوَ إجَابَتِي ، وَجَدَني أقُول :
( لا ) : هيَ لا النَّافيةُ للْجِنْس ، وَهْيَ مِنْ أخوَاتِ إنَّ ، لَكِنَّ اسْمَهَا يكونُ مَقْصُورًا عَلَى النَّكِرَةِ دائمًا .
وَ ( بُـدَّ ) : اسم لا النَّافيةِ للْجِنْسِ مَبْنِي عَلَى الْفَتْح ....
فَأسْرَعَ أُستاذُ / عبدُ النُّور ، إلَى نَاحِيَتي ، الَّتي لا تَبْعُدُ كثيرًا عن وقفتِهِ الأماميَّة ، بِحُكْمِ أنَّ طوليَ لم يَكُ كافيًا لأجْلِسَ وَسطَ الْفَصْلِ ، لأجْلِ ذَا حَرِصْتُ أنْ يكونَ مكانُ جلوسيَ أقْرَبَ إلَى الصُّفوفِ الأماميَّةِ منْهَا إلى الْخَلْفِ ، كَيْ تَتَسَنَّ لِي رؤيةُ الْكِتَابةِ على السُّبُّورةِ بوضوحٍ يُمكِّنُني من فَهْمِ الْحِصَّةِ ومحتواها ، شادًّا على يُمنَايَ الصَّغيرة ، فرحًا ، مُهنِّئًا مُباركًا مَا أتيْتُهُ بهِ من إعرابٍ كانَ ينتظِرُهُ مِنَّا ، مُتمنِّيًا لي التَّوفيقَ ، دَافِعًا إيَّايَ بِقَوْلِهِ ذَاكَ إلَى الأمام ..
ولكم كانتْ فرحتي حينما أهداني تلكَ الهديَّةَ الْمُعَبِّرَةَ حينها ، وإلَى الآن .
واعْلَمْ ، سيِّدي الْقاريء الكريم ، أنَّكَ ستستغربُ جدًّا ، إنْ أفْصَحْتُ لكَ عنْ مَكْنُونِ تلكَ الْهَديّة ، وقدْ تبدو لا قيمةَ لها عندَكَ ، خاصَّةً إنْ قارَنْتَها مَعَ مقاييسِ الْيومِ و " تكنولوجيا " هذا الْعصْرِ الْحديثة ، لكنَّها في نظري كانتْ من أقيمِ الْهدَايا الَّتي الَّتي ما تزالُ عالِقةً بذهني حتَّى لحظتي هذه ..
ولكَ أنْ تتخيّلَ مَا تلك الهديَّة ..؟.
إنَّها عبارة عن : كُرَّاستيْنِ كبيرَتَيْنْ ذَوَاتَيْ أسْطُـرْ ، تَحْوي كُلّ كُرَّاسةٍ في داخِلِها أربعًا وستينَ ورقةً بيضَاء ، فَحَاجَتي لَهَا مَاسَّةٌ ، وَطَلبي إلَيْهَا في تلكَ الْفَتْرَةِ مَسيسْ ، ولَعَمْري إنَّي لأَعُدُّ تلكَ الهديَّةَ مِنْ أقْيَمِ مَا لَمِسْتُهُ مِنْ هَدَايَا ، وبِحَقٍّ لقدْ دفعتْني في مستقبلِ الأيام لِقِرَاءةِ الْكثير ، ناهلًا من ذاكَ الْعِلْمِ بقَدْرِ ما أعْقِـل ، فاتِحًا لنفسي بَعْضَ دُروبٍ فيه ، كَتَزَوُّدي الدَّائمِ بِقِرَاءَةِ : مُغْنِي اللَّبيب ، وَشَرْحِ ابْنِ عَقيل ، وَأوْضَحِ الْمَسَالِك في شرحِ ألفيَّةِ ابْنِ مَالك ، والإنصاف في مسائل الخلاف بين النَّحويين ، وإعرابِ الْقُرْآنِ الْكَريمِ ومَعْرِفَةِ قِرَاءَاتِهِ الْعَشْـر ، وَكتابِ سيبويْه – الْكِتَاب - الَّذي أحْسَبُ أنَّ مُعْظَمَ كُتُبِ النَّحْوِ عِيَالٌ عَلَيْه .
أرأيْتُمْ مَا فَعَلَتْهُ بي تَانَكَ الْكُرَّاستَان ؟ وَمَا قدَّمَهُ لِي ذاكَ الأُستاذُ الْجَليلُ مِنْ فَائدة ؟.
مَدينٌ لَهُ أنَا بأكثر من هذا .
وأَرَاني مَا وَجَدْتُ أحَدًا يَذْكُرُ اسمَ تلك الْحبيبةِ ( شَرَفَتْ ) إلا وأنَا سَائِلٌ عَنْهُ ، فـ للهِ دَرُّهُ ، أكرِمْ بهِ مِنْ رجُلٍ انْتَحَى بأخطائي صَوَابَ السَّبيلْ ، فَمَا فَتِئْتُ أذْكُرهُ بِخَيْرٍ ، بَاعِثًا إلَيْهِ مِنْ أحْرُفي بعْضَ آياتِ وَفائي ، وَوَدِدْتُ أنْ أقُولَ على طَريقَتي :
شُكْرًا ...


- انْتَهَى -
انْتَهَى قَوْلي فيها بِتأريخ : 22 / 07 /2009 ،
وعَدَّلْتُ فيها بتأريخ 25/07/2009م.

***

سلام على روحك الطيبة
أتابع في إهتمام يا صديقي
أما بعدْ وبعد البعد بُعدٌٌ أبعد!!
وهاأنا مقيم على ضلالي القديم أقرأ وأتمعن وأنبش ما بين السطور للإفادة ولا يب إني عائد بغيمة فنعن نتعلم حتى نبلغ إما أرذل العمل أو نبلغ القبر ودار البقاء .. عليه سأكون من أواخر المتداخلين وأنت تعلم يا صديقي ما أن يحل أشعب بدار أولم اهلها وليمة دسمة قد تزخر بأطايب المأكل والمشرب ليتلذ بمطايبها وهو نهم طفيلي لا يشبع حتى يقضي عليها أوحتى يوقن أن الضال من الكلاب والمسعور من القطط قد عافي بقاياها وحالئذٍ يُسر ويبدأ إتقاد ذهنه وتوهج ضلاله فأما يتحدث رجزاً وكفراً أو برداً وسلاماً ؛ ومرد ذلك مقتضى حال أو بما إحتوت الوليمة .. والحال هذه فإني أدعوك أن تصبر عليّ حتى أفرغ وأهضم فأكون قد أعطيت العمل حقه بذمة الله فأنا ما زلت مشمر الكمين يتذوق لساني وتطحن أسناني ويزرد حلقي وبقي أن تهضم معدتي بدءً من مرور المحتوى من المرء والبلعوم والإثنى عشر ( قصاصة: لماذا سميت الإثنى عشر فإن كان هذا طولها بالأمتار فهل ما عند شعب يزيد في الطول أم فقط حجم القطر؟!) ومشغول بما أمامي من المشتهى وإياك إياك يا ابن الزين من غضبتي وهجائي فدعني يا بني ألتذ بما أشتهي فهذا رزق قد ساقه الله إليّّ رغم أن المتطفلين هم أكثر خلق الله عملاً بأمر المولى عز وجل إذ قال في محكم التنزيل (واسعوافي مناكبها..) الآية..


*
سلام لا ختام..

Quote: أهلًا ببنتِ الْفِطَحْلِ – عَلَيْهِ شآبيبُ الرَّحمَةِ تَتَنَزَّلُ - ذي الْحرفِ الَّذي لا يُدَانَى ، فَيَا لَهُ في اللُّغَةِ مِنْ هِزَبْر ، ذَهَبَ آخِذًا مَعَهُ هَيْلَ الْبلاغَةِ مَعَ هَيْلَبَانِهَا في غَيْرِ نِدٍّ أوْ صِنْو ، وتَرَكَنَا نَحْنُ مِنْ بعدِهُ أيْدي سَبَأ في تَفَرِّقِ ألْسَنَتِنَا وإتْيَانِهَا بالْهَجينْ . وأمَّا بلاغَتي الَّتي تَرَيْنَها هُنَا فَمِنْ خِفَّتِها أرَاها – كما يقُولُونَ - هَيْلٌ بِلا كَيْلٍ ، إنْ وَضْعْناها بِجَانبِ ذاكَ الْجَليلِ * الْحَسَنِ بنِ طَلْحَة . وإنِّي أراكِ على طريقِ ذاكَ الإمامِ تسيرينَ وئيدَةَ الْخُطَى والْخَطْو ، وتشْرَبينَ بِمَاءٍ واحِدٍ مِنْ ذاتِ الْمَعينِ الَّذي لَمْ ولَنْ يَنْضَب . فأيْنَ أنا مِنْكُما يَا سُمَيَّة ، فأظُنُّني – كما يُقَال - مِنْ الَّذينَ ليْسَ لهُمُ في الْكِيرِ ولا في النَّفير . وأمَّا قَوْلُ النُّحَاةِ فلا عَلَيْكِ مِنْ أقْوَالِهِم فهم دائمًا في شِجَارٍ وعِرَاكِ مَعَ الشُّعراءِ ههههههههههههههههه ، فقديمًا خَطَّأَ النُّحَاةُ أبا الطَّيِّبِ الْمُتَنبي حينَ قالَ : إذَا الْجُودُ لَمْ يُرْزَقْ خلاصًا مِنْ الأذى **** فلا الْحَمْدُ مَكْسُوبًا ولا الْمَالُ باقيا . وَعَابُوا عَلَيْهِ تَعْريفَ اسمِ لا الَّتي تعملُ عَمَلَ ليْسَ ، وذلكَ حينَ أتَى بـ ( الْحمد ) مُعَرَّفًا بالألف واللام ، والْمعروف – نَحَوِيًّا - أنَّ لا الْمُشَبَّهَةَ بليْسَ يكونُ اسمُها وخبرُها نَكِرَتَيْن ، ولا تَجُوزُ الْمَعْرِفَةُ في أحَدِهِمَا . وكَذلِكَ معَ أحمد شوقي ، وغيْرِهِ مِنْ الشُّعَرَاء .. أرَأيْتِ كيفَ لا يَدَع النَّحَويُّونَ الشُّعراءَ في حالِهِم ( هههههه ) . الأديبةُ الأريبةُ : سُمَيَّة . أقَرَّ اللهُ عيْنَكِ أُخَيَّتي سُمَيَّة برُؤيَةِ حَرْفكِ مُتَقَدِّمًا وفائزًا دائمًا وأبدا . وعلَى مَسْرَحٍ مِن الْعَيْنِ أقولُ لكِ شُكْرًا بأنْ كانَ مَقْدَمُكِ إلى دارِ حَرْفي شَاهِرًا بيَانه ، فأضَاءَني . تَحِيَّتي . أخوك / محمَّد زين . ____________________________ * قَدْ نَظَمْتُ في ذاكَ الشَّيْخِ الْجليلِ الصِّفاتِ : الحَسَن بن طَلْحَة ، قَصيدةً ، وذلكَ حينَ اِطِّلاعي على بعضِ قصائدِهِ وسأضَعُها بإذنِ اللهِ على هذا الْمِنْبَرِ يَوْمًا .

محمد زين الشفيع أحمد
ملأ الله قلبكم بالسعادة
وجعل جميع أيامكم أعيادا

.

سلام على روحك الطيبة
أتابع في إهتمام يا صديقي
أما بعدْ وبعد البعد بُعدٌٌ أبعد!!
وهاأنا مقيم على ضلالي القديم أقرأ وأتمعن وأنبش ما بين السطور للإفادة ولا يب إني عائد بغيمة فنعن نتعلم حتى نبلغ إما أرذل العمل أو نبلغ القبر ودار البقاء .. عليه سأكون من أواخر المتداخلين وأنت تعلم يا صديقي ما أن يحل أشعب بدار أولم اهلها وليمة دسمة قد تزخر بأطايب المأكل والمشرب ليتلذ بمطايبها وهو نهم طفيلي لا يشبع حتى يقضي عليها أوحتى يوقن أن الضال من الكلاب والمسعور من القطط قد عافي بقاياها وحالئذٍ يُسر ويبدأ إتقاد ذهنه وتوهج ضلاله فأما يتحدث رجزاً وكفراً أو برداً وسلاماً ؛ ومرد ذلك مقتضى حال أو بما إحتوت الوليمة .. والحال هذه فإني أدعوك أن تصبر عليّ حتى أفرغ وأهضم فأكون قد أعطيت العمل حقه بذمة الله فأنا ما زلت مشمر الكمين يتذوق لساني وتطحن أسناني ويزرد حلقي وبقي أن تهضم

Quote: معدتي بدءً من مرور المحتوى من المرء والبلعوم والإثنى عشر ( قصاصة: لماذا سميت الإثنى عشر فإن كان هذا طولها بالأمتار فهل ما عند شعب يزيد في الطول أم فقط حجم القطر؟!) ومشغول بما أمامي من المشتهى وإياك إياك يا ابن الزين من غضبتي وهجائي فدعني يا بني ألتذ بما أشتهي فهذا رزق قد ساقه الله إليّّ رغم أن المتطفلين هم أكثر خلق الله عملاً بأمر المولى عز وجل إذ قال في محكم التنزيل (واسعوافي مناكبها..) الآية.. * سلام لا ختام..

الْغالي : أبا بكر يوسف إبراهيم .
شُكْرًا لكَ وأنتَ تُخَيِّمُ هُنا وتلقي بعصا رَحْلِكَ بجانبِ أمتعتي ، فإنَّهُ لمْ يَمنعْني الْقُرْبَ منكم في الأيامِ الْماضياتِ إلا الظُّروف الْقـاهرة ( ليستْ بنت مِصْـر ، هههههههههه ) ، وأحْسَبُ أنّ هذا لم يكُ إقناعًا شافيا لي فما بالُكَ لأحَدٍ غَيْري ، فغُفْرانَكَ سيِّدي .
مودّتي كاملة .