مشروع الجزيرة ... العملاق يترنح

مشروع الجزيره من المشاريع التي قامت مبكرا
يتمدد المشروع عبر ولايتى الجزيرة وسنار بطول 300 كيلو متر ويروى رياً إنسيابياً من خزان سنار والغرض من انشائه إستقلال الموارد الأرضية ، المائية ، البشرية في مجال الإنتاج الزراعي .
والإرتقاء بالمستوى المعيشي لسكان المنطقة وخلق فرص عماله .
وزيادة حصيلة البلاد من النقد الأجنبي بالتوسع في محاصيل الصادر
تقع المنطقة في نطاق السافنا خفيفة الأمطار في السهول الطينية ذات الأراضي المنبسطة وتتميز بوجود تربة خفيفة في الشمال تتدرج الي طينية ثقيلة متشققه كلما إتجهنا جنوباً . تتراوح معدلات الأمطار السنوية بين 300 ملم في الشمال الي 600 ملم في الجنوب مما يساعد في تأسيس المحاصيل المختلفة .
الي وقت قريب وحتي بداية تصدير النفط كانت الدوله مهتمه بالزراعه لأنها كانت العمود الفقري لأقتصادها..(ارجو المرور علي مشاركتي بعنوان النفط والزراعه الخوازيق ستأتي في هذا المنتدي).
وعبر كل الحكومات كانت لا توضع ميزانية الدوله الا بعد ان يعرفون ماذا عن مشروع الجزيرة..
اما الان وبعد تصدير النفط وانصراف الدوله عن الزراعه
اصبح مشروع الجزيره مجرد حطام..
انتهت البنيه التحتيه التي اسسها الانجليز....
انتهي نظام الاداره الذي كان سائدا..
لم نعد نسمع الصمد والغفير..
ولا نري القناطر..
ومنظر الغفير وهو راكبا علي (حماره) لاحظو (حماره) وليس عربته ينظر للترع والجداول وابو عشرينات ليري مواضع الخلل ليتم اصلاحة في نفس اليوم...
ارجو ان ترجعوا قليلا لبداية الموضوع وتقرأوا تللك العباره(ويروى رياً إنسيابياً من خزان سنار)..
هل تعلمون ان المشروع في نهاية الموسم الشتوى الماضي تحول من الري الانسيابي الي الري الالي؟؟؟
وعلي نفقة المزارع؟؟؟؟ وفي استطلاع لي لاحد المزارعين قال( ان خسارتي لهذا الموسم 20 مليون جنيه اتوقع ان احصل علي 10 مليون منها فقط ولكن لا بد ان ازرع)
شحت المياه وانعدمت امتلات الجداول والترع بالحشائش لغياب الصمد والغفير..
بل لغياب الدوله لانها هي التي تمتلك الاليات التي تستخدم في النظافه...
القصة او( الغصه) ان قانون 2005 الغي مسؤلية الدوله تماما عن عن الزراعة..
اعطي المزارعين حرية التنوع المحصولي..
فألغي نظام الدوره الزراعيه.
فتجد الحواشه فيها اكثر من محصول مزروع الشئ الذي يؤدي الي انهاك التربه ويلغي نظاما وجدو عليه المشروع ولا تري قصادا يترك بور ويزرع السنة القادمة..
وسأرفق بعض الصور التي التقطتها كاميرتي وانا هائم علي وجهي اعد تحقيقا عن العطش الذي ضرب انحاء عديده من المشروع نهاية الموسم الشتوي الماضي وليعذرني الجميع وانا اعرض بعض المآسي لكني اطمأنهم باني يوماسأنقل اشياء جميله لو مد الله في عمري وعمرهم

يا ليتة ترنح اخى ابراهيم ولكنه تهاوى من عليائة التى صمد بها اكثر من خمسة وثمانون عاما

لك العتبى حتى ترضى يا سيد المشاريع الزراعية لم نحسن خاتمتك ولم نوفيك الجزاء العادل الذى تستحقة

وليس آخر المشاريع الضائعة هو مشروع الجزيرة..
فهنالك مشاريع كثيرة ضائعة..
واخري ستضيع..
هنالك مشروع السليت الزراعي الذي نزعت اراضيه ووزعت علي المستثمرين الاجانب ومن غير ان يعرف المزارع علاقة الانتاج..
وهنالك حوض البسابير الذي يعثر فيه كل عام 100 مزارع..
وابوحبل..والقاش..وحوض السليم وغيرها..
الدولة اتجهت بكلياتها الي النفط واهملت الزراعة فهل نتوقع نتيجة خير من هذه؟؟؟

هكذا تكون المياه بداية الموسم (ميجر المسلمية)

وهكذا تصبح نهاية كل موسم (ود البر الخوالدة منطقة لم تعرف العطش في تاريخها ارض خصبة وانتاجية عالية في كل المحاصيل علي مر العقود والسنوات)

ليتحول نظام ري المشروع وبقدرة قادر من الري الانسيابي الي الري الآلي وتبدو الطلمبة واضحة (احد المزارعين بطيبة شرق)

الفول المصري محصول نقدي في المشروع ما كان له ان يكون بهذه الخضرة لولا الري بالطلمبات (اربجي)

القمح وفشل زريع في اعادة توطينه في المشروع مقلصا مساحات القطن باكيا علي موطنه ومناخه الاصلي في الشمال البارد .. سنابل خالية من الحبوب (الحمرات اكتر الاقسام التي تأثرت بالعطش)

ولا يملك المزارع الا الشكوي لمن يسمع صوته المسؤلين في الخرطوم (يا تري هل يعلمون ما يجري هنا؟؟)

ويحكي رئيس قسم المسلمية عن ان (الحال احسن من زمان)

والله يا ابراهيم أخوي

من انتهت السكة حديد عرفت انو الدور علي مشروع الجزيرة

فالمصائب لا تأتي فرادى ................

صادق الود

ابدأ كتابة هده السطورعلي أجد السلوى حينما يشترك البعض الهم . ان الادارة البريطانية عندما انشأت مشروع الجزيرة العملاق كان الهدف تزويد مصانعها بمانشستر بالقطن الجيد . وان ماكان يزرع الي جانب القطن من ذرة أو بقوليات أو أعلاف كان لها الفائدة الجمة لانسان المشروع وماشيته . ومما هو مفهوم للجميع ان الاقتصاد كان الدافع بالدرجة للسياسة وواقع الحال فقد استفاد سكان المشروع على مختلف اعراقهم وقبائلهم لدرجة ان اختفت من قاموسهم ذكر القبائل واصبح نموزجا لخير المجتمعات من حيث الثقافة والتعليم والوعي . ومن هنا نرفع شكوانا لما آلت اليه الحال من حيث بيع المنشآت او عرضه للبيع كلية . اشياْ غير قابلة حتى للتصور.


ولكم ودي

عبدالعظيم بدري

انهم لايعرفون معني مشروع الجزيرة يا نورالدين....
هذا ما اكرره دائما ...
لو عرفوه لما فعلوا به كل هذا...