في نهاية هذا الشهر يتم الأستفتاء هل تريدون مساجد بمأذن في سويسرا !!!

في نهاية هذا الشهر يتم الأستفتاء هل تريدون مساجد بمأذن في سويسرا !!!


11-02-2009, 02:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1257167069&rn=1


Post: #1
Title: في نهاية هذا الشهر يتم الأستفتاء هل تريدون مساجد بمأذن في سويسرا !!!
Author: زهير عثمان حمد
Date: 11-02-2009, 02:04 PM
Parent: #0


نهاية نوفمبر الحالي، سيجري في سويسرا الاستفتاء شعبياً على مبادرة لتضمين مادة في الدستور تمنع بناء المآذن، أطلقها تيار في حزب الشعب المسيحي (يميني متشدد) في الأول مايو 2007، معتبراً المآذن لا تمثل مطلباً تعبّدياً بقدر ما ترمز للشريعة التي تخالف في نظرهم القانون السويسري. ووفق هؤلاء، فإن المآذن تمثل السيوف، والقباب ترمز لخوذات المصلين، فيما المصلون هم المقاتلون أنفسهم... وأن الأرض التي بها مئذنة هي أرض للفتح الإسلامي!ويسمح الدستور السويسري بالاستفتاء الشعبي لتعديل بعض مواده، ولكنه يرهن ذلك بجمع 100 ألف توقيع، وهو ما استطاع أصحاب المبادرة إنجازه بعد جمعهم 113 ألف توقيع.
ما يلفت النظر في الجدل الدائر حول هذه المبادرة هو ردود الأفعال في العالمين العربي والإسلامي، التي اتسمت، على غير السائد في كل الأزمات التي تتصل بقضايا تمس الإسلام ديناً أو هوية، بكثير من الهدوء والتعقل ولكي نفهم هذا الوضع الذي يبدو استثنائياً، لا بد من أن نستحضر الإحساس العارم بالغضب والمهانة الذي طالما سيطر على المسلمين في كل الأزمات التي كان طرفها الغرب وتعلق موضوعها بالإسلام. فقبل سنوات، خرجت التظاهرات بطول العالم الإسلامي وعرضه ضد الدنمارك التي أصبحت، وفق عدد من استطلاعات الرأي، في صدارة الدول الأكثر عداءً للإسلام والمسلمين، متساوية مع الولايات المتحدة حيناً، ومتقدمة عليها في بعض الأحيان، بعدما كان ينظر إليها كدولة صديقة أو على الأقل محايدة. حدث ذلك بعدما نشرت صحيفة دنماركية محدودة الانتشار مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام ولشخص الرسول. وما زالت تداعيات الحدث مستمرة بعد أكثر من أربع سنوات. شيء قريب من ذلك تكرر مع هولندا، بعد فيلم مسيء للإسلام، للنائب البرلماني المتطرف خيرت فيلدرز، أصر على عرضه في إحدى المناسبات الدينية الإسلامية. فرنسا أيضاً دخلت في قائمة الدول الأكثر عداءً للإسلام بعدما أصدرت قانوناً يمنع المحجّبات من دخول المدارس بالحجاب، ثم بدأت في طرح نقاش واسع بشأن إمكانية الحظر القانوني للنقاب والبرقع على الأراضي الفرنسية. ولحقت بها ألمانيا بعدما قتل أحد مواطنيها سيدة مسلمة طعناً بالسكين في قاعة إحدى المحاكم التي لجأت إليها السيدة من أجل منع هذا المتطرف العنصري من التعرض لها وإهانتها بسبب حجابها.
كان ردّ الفعل مختلفاً مع حالة المبادرة السويسرية، التي ليس من الصعب وضعها في سياق موجة «الإسلاموفوبيا». وفي أسباب هذا الاختلاف، نرصد جملة عوامل، أوّلها ومدخلها هي الطريقة التي تعرّف بها العالم العربي والإسلامي على القضية المثارة في سويسرا. كان القسم العربي في موقع «سويس أنفو» الإخباري الرسمي هو النافذة الأولى والأهم التي تناولت قضية مبادرة حظر المآذن. وكانت منهجية الموقع وأسلوبه في تغطية القضية مسؤولة كثيراً عن الهدوء الذي قوبلت به المسألة، وخاصة أن الغالبية العظمى من المنابر الإعلامية العربية اعتمدت اعتماداً شبه تام على ما نقلته «سويس أنفو» وليس علي رأي الاقلية المسلمة التي تعيش هناك
كان الموقع دقيقاً في التغطية التي قدمها للحدث. فالمبادرة ليست رسمية بل تأتي من بعض المنتمين للتيار اليميني المتشدد، والمتابعة الخبرية تؤكد باستمرار أن الموقف الرسمي، بل الشعبي العام، هو ضد المبادرة. علاوة على ذلك، لم يتردد الموقع، إبان أزمة الرسوم الدنماركية، في نشر تقرير يحسم موقف الحكومة الفدرالية الرافض للرسوم بعنوان لا لبس فيه: «إثارة مشاعر المسلمين أمر غير مقبول».