بايدينا نبني بلدنا

قدمت بعض الملا حظات في بوست سابق حول مشاركات بعض الاخوة في منتدي سودانيزاونلاين وعبرت فيها عن اعادة وتكرار نفس السياسة التحريرية لمحطات التلفزة والصحف العالمية الرامية لابراز الجانب السئ والصورة المشروخة لوطنا الحبيب وذلك بقصد من بعض الاخوة اعضاء المنتدى او بدون قصد . ولم يقتصر الامر على الاخوة السودانيون هنا في هذا المنبر وانما يشمل ذلك حتى مراسلي الصحف والمحطات العربية والاجنبية الموجودين في السودان والذين هم ايضا سودانيين ينتمون لتراب هذا البلد ويتمتعون بكافة مزايا المواطن السوداني .
حقيقة كانت فكرة البوست عبارة عن خاطرة او مجموعة ملاحظات اعطيتها عنوان (بايدينا نبني بلدنا ) استلهاما من نشيد الاحفاد الشهير ، لم تمض مدة طويلة حتى فجعنا بخبر استشهاد العقيد شرطة في حادث ابوسعد ، الفاجعة ليست في اغتيال ضابط الشرطة فحسب وانما في التناول الاعلامي للقضية وتغطيتها الخبرية من احد مراسلي جريدة الشرق الاوسط كمثال لا الحصر فانتم كما تعلمون اخوتي هي جريدة دولية وواسعة الانتشار ؛ لقد اوردت الصحيفة على لسان مراسلها في الخرطوم ان الضابط قد اغتيل اثناء القاءه القبض على متهم باختطاف فتاة من بنات الجنوب تم تقديم بلاغ جنائى ضده واتى الضابط لتنفيذ القانون ،الى هنا والخبر موضوعي . اما الغير موضوعي فوصف المراسل السوداني لامر اختطاف الفتاةبانه امر عادي يحدث عند بعض القبائل الجنوبية في السودان وذكر كذلك موت احد منسوبي حركة العدل في السجن عقب اعتقاله على خلفية احداث ام درمان وادانة منظمة العفو الدولية لمسلك الحكومة في سجن هذا المتمرد الذي اتى غازيا ام درمان ولم يكن مسالما بل ساهم مع غيره في ترويع الامنين ولم يمت بالسيف في الميدان وانما بالسل داخل السجن .
المهم في الامر ان بعض اخوتنا السودانيين العاملين في الاجهزة الاعلامية الخارجية او رواد المنتديات يكونون في بعض الاحيان ملكيين اكثر من الملك ، فمثلا تجد احد المراسلين يقف على خلفية قذرة كمقلب قمامة اوشارع مهترئ ويبعث بذلك لمحطته الدولية اما كان الاجدر به ان يقف امام منظر جميل وبلادنا تذخر بالمناظر الخلابة ؛ انظروا للمصريين في درامتهم واخبارهم يبرزون دائما المناطق السياحية والشوارع النظيفة والوجه الجميل لبلادهم مع ان الكاميرا لوتحركت قليلا في زقاق واحد من ازقة وسط البلد او ارض اللواء وغيرها لرأينا اقذر المناظر ولكنهم يجيدون فنون الاعلام برسم الصور الذهنية الجميلة عن بلادهم .
عندما اغتربت احدى المذيعات في تلفزيون السودان قبل سنوات الى الخليج تركت ارتداء الحجاب وخبرها قديم ومعروف ولكنها عندما سئلت في احدى اللقاءات الصحفية عن هل هذا طلب المحطة التي تعمل بها اجابت بلا،فهي هنا كما قلت ملكية اكثر من الملك لانها رأت رصيفاتها حاسرات الرأس فلماذا لا تكون مثلهن او ربما تستغنى عنها القناة ونسيت بانها لو التزمت بخمارها ربما كانت قدوة حسنة ولاعطت انطباع ان السودانيات محتشمات والغريبة ان مذيعة من مذيعات قناة الجزيرة تحجبت رغم انها كانت غير ذلك .
ان وجود الوسائط الاعلامية والفرص التي اتاحتها ينبغي ان نستفيد منها في ابراز الوجه المشرق لبلادنا لا ان نستخدمها اداة هدم ودمار لذواتنا؛(بعض الدول توظف رجال مخابرات يتغلغلون داخل الاجهزة الاعلامية الدولية لخدمة بلادهم )،ولكن نحن نقدم خدمات مجانية للاعلام الدولي ودون حتى ان يطلب منا ذلك.
مع مودتي

up