"من أين لك هذا" مبدأ قانوني وديني أصيل لابد من تفعيله لإجتثاث جذور الفساد في السودان

الزائر للخرطوم لأول يكاد يصاب بدوار من فرط المتناقضات التي تملأ هذه المدينة. هنا مناظر لبعض الضاحيات الراقية حيث فخامة العمران والسيارات الفارهة الرابضة عليها.... وبالإبتعاد قليلاً من أهل القصور والدور العالية تنحدر بك رجلك إلى أسفل سافلين حيث الشوراع القذرة والبيوت المتهالكة والوجوه الواجمة المنهكة.... تلك هي الصورة التي خلفتها الإنقاذ بعد عشرين عاماً من الحكم والتي تعتبر فترة تمكين فعلية .. ولكن تمكين من نوع آخر ليس لله بل للسلطة والجاه تمكين لفئة إستأثرت بخيرات البلاد فتوالدت وتكاثرت تكاثر الأميبيا نتج عنها ظهور ما يعرف بالرأسمالية الجديدة وأخفت بذلك أسماء كانت كالنجوم في سماء الخرطوم من أمثال أبو العلا والشيخ مصطفى الأمين والبربري وآل عبد المنعم وخلافه.... لتحل محله قيادات التنظيم الشابة التي ليس من ماضيها ولا حاضرها إلا الولاء .. تلك الكلمة الجذابة والعصا السحرية التي حولت التراب لهم ذهباً فطفق هؤلاء يجمعون في نهم شديد الأموال ويكدسونها في بنوك محلية وعالمية ويشترون بها كل زاوية من زوايا العاصمة بالتركيز على أفضل المواقع وقطع الأراضي والعقارات فارتفعت بذلك أسعارها إلى السماء السابع حتى أضحى المتر المربع في الخرطوم يتجاوز أكبر وأغلى المدن العالمية....

كل تلك الثروات لم يحصلوا عليها هؤلاء القوم بالوراثة من أبائهم الأغنياء بل هي جهد وعرق الشعب السوداني الفقير الصابر بعد أن نهبوها بعدة طرق منها:

إجراءات تبديل العملة وما تبعها ، العمولات ، التسهيلات والرخص التجارية من وزارة التجارة والبنوك التجارية والاعفاء من الضرائب ، المضاربة في العقارات والاراضي والاستثمار في المشاريع بالإحتكار والاستيلاء علي مؤسسات تسويق الماشية ، تجارة العائد السريع من تخزين مواد وسلع وسوق سوداء وتجارة عملة وسمسرة ألخ)

لقد هيمنت تلك الفئة علي مفاتيح الاقتصاد في البلد وإحتكرت كل أبواب ارزق التجاري وغيره وتجمعت في أيدي مستجدي النعمة نعمة فاقت تصوراتهم من خلال مئات الشركات والمؤسسات ةوالمسميات التجارية المختلفة..... التي تحمل من الإسلام عناوينه وأسماءه تدر هذه الشركات أرباح خيالية وأرقام فلكية جعلتهم يتبخترون تيها وعجرفة بأن الحكم في السودان أصبح في أيديهم وفي جيوبهم فطفقوا يشترون به الولاءات ويستهدون به العداءات وكل من يقف في طريقهم من أجل أن يظلوا هم على هذه الحالة حتى يلج الجمل في سم الخياط ...

أما الجانب الآخر هو آخر من يعمل له حساب ... لأنهم منشغلون في ذاتهم وتركم ثرواتهم ففشلت هذه الفئة في إحداث النهضة الزراعية المأمولة والصناعية والاجتماعية والثقافية ، بل عجزت عن تكوين دولة مؤسسات والمحافظة على ما تبقى من إدارة مدنية وحكم القانون واحترام حقوق الانسان وحرياته الاساسية، ورفع مستويات المعيشية وتطوير خدمات التعليم والصحة ودعمها، ودعم خدمات الكهرباء والمياه، وتوفير البنيات الاساسية اللازمة للنهضة والتطور حتي اصبح السودان في ذيل قائمة الدول الاكثر تخلفا في العالم ، رغم امكانياته وموارده الاقتصادية والزراعية والحيوانية والبترولية والمعدنية.
كل ذلك يدعو العاقلين والوطنيين من أبناء الشعب الفضل ... أصحاب الأيادي النظيفة والحد الأدني من الأخلاق الشريفة أن يتنادوا ويتحدوا فيما بينهم لإسقاط هذه الفئة المتسلطة وإستبادالها بقيادة جديدة تحمل هم عامة الشعب وتعيش معه يومه ومعاناته وتعبر عن سواده الأعظم والأهم من ذلك كله تفعيل قانون " من أين لك هذا لإسترداد الحقوق المسلوبة فالحق لا يسقط بالتقادم ولن ينسى الشعب أن له حقا لابد أن يسترد لأن دولة الظلم إلى زوال بإذن الله ...

سلام أخى الطيب,,


أكثر ما يحيرنى هم من ينكرون هذا الواقع الفاسد المرير,,
يحيروننى أكثر من الواقع الغريب نفسه,,

والمحير أكثر أن الدولة لم يبقى لها غير أن تعترف بأن
الفساد قد ضرب أركانها الأربع ولكن لا سبيل لمنعه فالكل
محمى والكل ممنوع لمسه!!!!!!!!

تحياتى,,

خلعتنى ياابوالطب ,انا قلت الطيب مصطفى بتاع( سخيفةالغفلة)جن ولا شنو؟
الأسم سالم ياحبيبنا.
مع تحياتى .

Quote: والمحير أكثر أن الدولة لم يبقى لها غير أن تعترف بأن الفساد قد ضرب أركانها الأربع ولكن لا سبيل لمنعه فالكل محمى والكل ممنوع لمسه!!!!!!!! تحياتى,,

وكفى

شكرا أيمن على التعليق :
الآن مطلوب الشجاعة نعم أن نقولها بملئ أفواهنا كفاية على القيادات الحزبية الأخرى أنت تقف موقف حاسم من أجل عامة الشعب عليهم العمل من الآن لإعداد أنفسهم للفوز بالإنتخابات حتى يتمكنوا من إسترداد الحقوق لأهلها.. أخي أيمن لابد للشرفاء أن يكون لهم دور غير دور المتفرج لابد من العمل وبشدة على إسقاط هؤلاء أولا ثم عدم تركهم يذهبون بما أخذوا وليحاكمهم الشعب بعد ذلك وليثبتوا براءتهم إن إستطاعوا

عارف يا قلقو أنا إسمي ده جايب لي هوا كلما أتعرف على واحد يقول لي شنو؟؟ إسمك منو؟؟ ولابد من أتبعها بعبارة موش بتاع الـ.. الأتوبيس... حتى أتخارج

Quote: أما الجانب الآخر هو آخر من يعمل له حساب ... لأنهم منشغلون في ذاتهم وتركم ثرواتهم ففشلت هذه الفئة في إحداث النهضة الزراعية المأمولة والصناعية والاجتماعية والثقافية ، بل عجزت عن تكوين دولة مؤسسات والمحافظة على ما تبقى من إدارة مدنية وحكم القانون واحترام حقوق الانسان وحرياته الاساسية، ورفع مستويات المعيشية وتطوير خدمات التعليم والصحة ودعمها، ودعم خدمات الكهرباء والمياه، وتوفير البنيات الاساسية اللازمة للنهضة والتطور حتي اصبح السودان في ذيل قائمة الدول الاكثر تخلفا في العالم ، رغم امكانياته وموارده الاقتصادية والزراعية والحيوانية والبترولية والمعدنية.

وكيف أمانينا الجميلة حلت الآهـآت مكانه !!

( مع الإعتذار للشعب السوداني والأغنية والامة العربية والإسلامية )




هشام

الأخ هشام باقي الأغنية تقول ..كفاية أشوفك بخيالي وأستعيد أحلى الليالي أين تلك الليالي راحت مع هؤلاء

يحدثني أحد الأصدقاء القادمين من السودان حديثا أن الحالة المعيشية في تدهور مستمر ولا يستبعد حدوث مجاعة على نطاق واسع