( سودانيون مطلوبون للعدالة) ................. انا ذاتي من ضمنهم

( سودانيون مطلوبون للعدالة) ................. انا ذاتي من ضمنهم


10-27-2009, 01:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1256646774&rn=0


Post: #1
Title: ( سودانيون مطلوبون للعدالة) ................. انا ذاتي من ضمنهم
Author: ghariba
Date: 10-27-2009, 01:32 PM

قرأت في جريدة الوطن السعودية الصادرة اليوم

مصدر المقال : سودانيون مطلوبون للعدالة
Quote: سودانيون مطلوبون للعدالة
لماذا لا يتبادر للذهن إلا المعاني السلبية عندما نسمع: فلان مطلوبٌ للعدالة؟ ألا تحمل هذه العبارة إدانةً مسبقة للمطلوب؟ ولماذا لا يكون المعنى: أنه مظلوم لم ينصف ومن العدالة أن تذكره وتشيد بما قدَّم عند أجيالٍ: ربما لم تسمع به؟ وعلى هذا المعنى فالسودانيون جميعاً مطلوبون للعدالة - ماعدا "جعفر عباس" - ولكن المجال لا يتسع إلا لقلَّةٍ نادرةٍ منهم، يأتي على رأسها الفريق/ "عبدالرحمن سوار الدهب"، الذي قام بالانقلاب على الرئيس/ "جعفر نميري" سنة 1985م، ووعد بتسليم السلطة للمدنيين خلال عامٍ واحدٍ فقط، ووفى بوعده - صدِّقوا أو لا تصدقوا - فكان أول عربي يترك المنصب قبل أن يتركه، ويخرج من "عجَّة" السلطة نظيف الوجه، واليد، واللسان! واليوم، وبعد ربع قرن، يسأل التاريخ - وهو يؤدي "تعظيم سلام" له -: هل كانت السنة كافيةً لتصحيح الوضع، وبدء صفحةٍ جديدة؟ ألم يكن الأحرى به أن يبقى لبضع سنوات؛ حتى يطمئن على صلابة الأساس الديموقراطي الذي يطمح له كل السودان؟ هل كان يخشى "سكرة" السلطة، التي لعبت برأس الجنرال/ "فرانسيسكو فرانكو"، ليحكم إسبانيا حكماً عسكرياً ديكتاتورياً قرابة الأربعين عاماً (1936- 1975)؟ ولكن الإسبان غفروا له كل شيء ل-مّ-ا أفاق وأعاد السلطة الدستورية للملك "خوان كارلوس"، وأصبح بقرارٍ واحد بطلاً قومياً حقيقياً! أما "سوار الدهب" فكان سيكون "ديجول" السودان بلا منازع؛ حتى لو ظل محيطاً بمعصم الكرسي للأبد! نقول هذا بعد ربع قرن، ولكن من كان يستطيع أن يقنعه به وهو يقطع وعده على الملأ؟
وعلى المعنى السلبي: فلا بد أن يقدَّم الفريق/ "سوار الدهب"، وأعضاء حكومته الانتقالية - وعلى رأسهم الدكتور/ "الجزولي دفع الله" - للعدالة، ليس لتحميلهم مسؤولية تسليم السودان لتجربة لم تنضج أو لم ينضج السودان لها؛ بل لإثبات نسبهم العربي، ومعرفة "وش يعوِّدون": فلا هم من "عرقوب"، ولا من "أشعب"؟
أما "الزول" الآخر فهو "نور الهدى" الناشر الذي يلقِّبه عارفوه بـ"مدبولي" الثقافة السودانية! ظلَّ يعمل في هذه المهنة "المشؤومة عربياً"، منذ تخرج من الجامعة منتصف الستينات الميلادية، رافضاً أي مهنة أخرى، هازئاً بكل العقود المسيلة للعاب، للعمل في السعودية والخليج أو لندن، إيماناً منه بأنها رسالته الأولى والأخيرة، وفي السودان - لا خارجه - يجب أن يؤديها حتى الرمق الأخير!
وهو - ككل السودانيين - معارضٌ سياسي لكل الأنظمة التي مارست لعبة الكراسي، وتعرض للاعتقال في جميع المراحل بلا استثناء، ومع هذا - صدقوا أو لاتصدقوا - رفض عدة عروض بمنحه حق اللجوء السياسي، وفضَّل جحيم الوطن، وظلم ذوي القربى على نعيم "لندن" - مثلاً - وعدل ذوي "البُعْدى"! فلابد أن يقدَّم للعدالة، ولكن ليحلف "بالطلاق" لوزارة الداخلية - "المدام" ما غيرها - إجابةً عن سؤالها: من هي "نور الهدى" هذي؟