قرشي جيب ما فيهو !!!!!

الشارع السوداني ـ الساسة والمثقفاتية حدهم هنا ـ شارع ذو تقاطعات شائكة وليست هناك علامات مرور إلاّ بقدر ما يحمله المواطن في داخله، فهناك من إشارتهم خضراء وهؤلاء (ماشين طوااااااااااالي).. يسمحون لغيرهم بالتخطي، ويسيرون بثقة. وحتى إن جار عليهم الزمن فهم متماسكون وراضون بتغيير إشارتهم.. وهناك من يحملون الإشارة البرتقالية وهم في حالة استعداد حذِر للتدخل أو عدمه في أي شيء لأجل لا شيء، وفي حالة لجلجلة وعدم استقرار مع قدر غير يسير من الاستعجال. وهذا النوع هو الذي يتردَّد في التقاطعات، ربّما لسوء تقدير، او لان اشارته احيانا تميل للاحمرار أو أن يكون سارحاً مع مصاريف البيت وفي الغالب لا تلفق معه فيتمّها (موية).. وللأسف هذه هي الطبقة الوسطى التي كانت ما بين الجنّة والنار فأصبحت ما بين النار والنار.
أما أصحاب الإشارة الحمراء فهؤلاء تنعكس إشارتهم حتى في عيونهم (حمرا وشرارة)، لا يفسحون الطريق لغيرهم، غاية في الحسد ولا يُحبّون أن يفوتهم أحد، وإذا تخطيتهم فلابدّ أن تسمع (يا حيوان!) (اتعلمتها وين!!) (الرخّص ليك منو؟).. هؤلاء يستميتون في الحياة للبقاء عليها أطول مُدّة ممكنة - ليأكلوا رزقهم ورزق غيرهم - والاستماع بملذّاتها ومناصبها.. لهم أظافر وأنياب، ولهم القدرة أيضاً على النفاق والتملُّق.. إذا تقاطعت مع الواحد منهم فإن ذلك الواحد يمكن أن يدهسك بلا رحمة بل يستلذ لذلك ، فتلفّت جيدِّاً قبل أن يصير لك ما صار مع صاحب الإشارة البرتقالية - وهو سائر بحذر في الشارع- فإذا بمُحمِّر الإشارة (يطقشه) من حيث يدري ولا يدري، فما كان منه إلاّ أن وجَّه له الحديث قائلاً: إن العربة التي أقودها ليست ملكي، ولا والبنطلون، ولا القميص ولكن (إن جا أبوك الشارع ده حقي).
وما سبق ذكره ينسحب على الرجال، أمّا النساء فذاك عالم مختلف.. إشارتهن تحمل كل ألوان الطيف مع اختلاف الدلالات، فالمرأة يمكن أن تعبر في الأحمر وتستغرب للبرتقالي منتظرة اللون الأخضر لا لكي تعبر، ولكن لتؤكد وقوفها بل وإعجابها به.. وفي الأثر أنّ إمرأة توقفت عند الإشارة الحمراء ثم أخذت وضع الاستعداد ولمّا اخضرّت الإشارة ظلّت واقفة، فإذا باحتجاج من خلفها يُنبِّه رجل المرور الذي أتاها وقال لها (سوري يا مدام ما عندنا ألوان غير دي)، فإشارات النسوان حرجلية وبصلية وطوبية لتصل إلى لون زينب، وربما اختلطت كل هذه الإشارات بحيث تربكك انت فلا تعرف أن تقف أو تقعد ولا تواصل السير (وكلو أووب). أمّا صديقي صاحب الإشارة البرتقالية الذي اتصلت به زوجته فلقد ردّ عليها مسرعاً مرتبكا (والله قرشي جيب ما فيهو).
وقد رصدنا في حالات غير قليلة تغيُّر بعض الإشارات من برتقالي إلى أخضر أو العكس، ولكن لم نشهد إشارة حمراء تغيَّرت لدي صاحبها إلاّ لمزيد من الإحمرار( قوة عين وسوء أدب). والله نسأل أن (يَخضِّر) إشاراتكم ولا يريكم إشارة حمراء في طريق لديكم .

سندي خالد ما فيه

وينك ياجميل
لك التحايا وشوق( شحمان)
والباقي على الماسنجر

مودتي

سلام استاذ عبده

عارف واحد فرنسي مستغرب انه السودانيين بقطعو شارع الظلط من اي حتة

وواحدة من النسوان عشان تقطع الشارع بتعد لغاية تلاتة والبحصل يحصل

والسوداني اذا كان قاطع الشارع وشعر انه العربية قريبة منو ممكن يسرع لكن ما ممكن يجري

تحياتي

.