عجوز مصري ماسح للاحذية يمازحني هل تقرأ للطيب صالح ؟ وهذا راي في طه حسين

كعادة المصريين اذا اردت ان تمسح حذائك .. تاتي وتضع قدمك وانت واقفا
امام ماسح الاحذية على مكان مخصص لوضع القدم من دون ان تخلع حذائك او نعليك
فيقوم الماسح بوضع الدهان ومن ثم القيام بكل خطوات المسح المتعارف عليها.

بمناسبة اعلان جائزة الاديب الروائي الطيب صالح
مر بي موقف غريب في مصر
ففي يوم من الايام اردنا انا وصديقي محمد عبد الله مسح احذيتنا
بالدهان من عامل ( بتاع الورنيش ) في مصر الجديدة
وكالعادة وقفنا امامه واستاذناه ان يمسح لنا الاحذية
فطلب مني وضع الحذاء بالطريقه المصرية
فرفضت وقلت له انا لا احبذ هكذا طريقه وافضل ان اخلع الحذاء
واعطيك اياه وانت قم بما لزم من الامر
فضحك العجوز حتى بانت نواجزه وقال لي ( من اين انت يا ابني )
قلت له انا من السودان

بعد ذلك دار بيننا هذا الحوار الذي اعتز به ايما اعتذزاز
لا لانه كان عن شخصية روائية سودانية يعرفها الكل ويحترمها حتى ماسحي الاحذية
ذوي الفكر النير ممن جبلتهم الظروف على امتهان مهنة هامشية ربما يحقرها الكثير من الناس
ولا يدرون ان من مدرستها تخرج المشاهير منهم من ترأس دولة افريقية واخر اعتلى عرش كرة القدم منذ ظهورها وحتى الان والكثير ممن جعلهتهم اللقمة الحلال والهنية يبحثون عن الهوامش من المهن والوظائف . يعتزون ويفتخرون بما سطرته الاقدار لحالهم . انهم الشرفاء من اديم الارض وكفى
سألته : هل زرت السودان يا خال ؟
قال لي لا
قلت له وماذا تعرف عن السودان
رد علي بسؤال : هل تقرأ للطيب صالح ؟
قلت له وبتعرف شنو يا خال عن الطيب صالح ؟
قال لي : اعظم روائي يتحدث اللغة العربية ولن ياتي العرب بافضل منه
وهو مازال ممسك بالحذاء
قلت له : اظنك ملم بالثقافة السودانية
وما ان قلت له هكذابدأ يتحدث لي عن الدكتور الطيب صالح حديث العارف وعدد لي
رواياته وانه كذا وكذا وكذا
وازداد الحديث تشويقا حينما
قلت له الطيب صالح مظلوم لانه لم يمنح جائزة نوبل للاداب حتى توفى عليه رحمة الله
قال لي
منحوها للملحد طه حسين

قلت له ولماذا لم تمنح للطيب صالح في رايك ؟
قال لي: السبب لأنه ناصر القضايا القومية و العربيةببساطة
وامتد الحديث ليشمل جوانب اخرى ولكن ما ادهشني المام هذا العجوز وما يعرفه عن هذا الروائي
فخر السودان بحق وحقيقة
وصراحة طلعت بدروس وعبر كثيره من هذا الحوار