رسمت خيوط الفجروجها في الفضاءات

رسمت خيوط الفجروجها في الفضاءات


10-21-2009, 08:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1256155179&rn=1


Post: #1
Title: رسمت خيوط الفجروجها في الفضاءات
Author: salah ismail
Date: 10-21-2009, 08:59 PM
Parent: #0



10-21-2009


وتمر اعوام من النخل وينساب الزمن

لم يكن نيلا ليرحل او يظل كما هو
من قاعه الارواح تطفح كل عام مرتين
يفيض حزنا...
يدخل الدمع القري ويظل حتي اخر اللحظات من
برد الشتاء علي الضفاف
كان يعلم هاجسا يجتاح اروقة النفوس الطيبه
الدفء في ضحكات اطفال بفصل للدراسة
عرشه كانت سماء
يقتل الشعراء عشقا نازعا ضوء النهار من الازقة
والشوارع والحوانيت الصغيرة...
وطن تعلم ان يصارع في النفوس الانهزام
ولا يخاف...
بكل شهر قامة الاشجار تعلو...
يحلب الاطفال نور البدر عطرا للتطيب
يلعبون علي التلال بما تبقي
من ظلال
وكأن الهمس من ومض النجوم اذا انتهي في اعين
الضعفاء يفتحها...
لتدمع صمتها
ويصبح الفجر سؤال...
عجفت سنون الوقت والتهبت حقول الانتظار ليثمر الليل
مدينه
او تصبح الشمس علي الاطراف من جدران سور حوله
حتي الظلال توجست خوفا قدوم العسكر
المتلثمين
تغوصت اغصان اشجار الطريق تنهدت اوراقها
صارت حزينه...
والنيل من قيعانه الارواح تطفح كل عام مرتين
والعهد ان مدارس الاطفال كانت تجمع الفرح البقية
في الشوارع والحقول...
عند ابواب المتاحف والمعابد ..المصلين العراة
يألهون البندقيه
عشرون عام من سجود
عشرون عام من ركوع
عشرون عام من خشوع
والف عام دون اسم او هويه
يتناوب المتعسكرون مقاعد العرش الوثير...
والنيل من قيعانه الارواح تطفح كل عام مرتين
وبما تبقي من نساء صارت السنوات من غبن
تثور...
وتحدثت عن مهرجان الموت نجمه
ضلت مدار رحيلها منذ الولادة واستقرت تنبض الاحرف شعرا
في عيون من زجاج
كان قنديل الاماسي يتأني يحضن في اقفاصه
حنقا وظلمه...
رسمت خيوط الفجروجها في الفضاءات
البعيدة عن نشيد الانفصال...
متعسكرون تمردوا ليلا ومروا بالمخازن كالحريق
وما تبقي من رمال الامس سوي اتجاه
للشمال..
تشير اليه امواج من النهر العجوز تميل نحو حقوله تندس تحت السار
تهتف خلف مأموم المصلين العراة الساجدين
عشرين عاما من خشوع
وابتهال
لن تنتهي هذي الصلاة الازليه
فالهكم مازال يلبس قبعه
يحتاج هذا الرب جيشا حول مقعده الوثير...
لا بأس ان صلي العراة و استقاموا
خلفه هو نفسه
او مدفعه
والجيش الهة اخري للموت والتعذيب و الاعدام
تلبس اقنعه
النيل من قيعانه الارواح تطفح كل عام مرتين
وبما تبقي من نساء في المدينة
صارت الاعوام في غبن تغني...
عند المساء نشيدها
(كان اكتوبر في امتنا منذ الازل
كان خلف الصبر والاحزان يحيا صامدا منتظرا
حتي اذا الصبح اطل...
اشعل التاريخ نارا واشتعل)
فلعل من بين المصلين العراة يفيق منهم
من يفيق
ويسمعه
عند الافق المتتد اسراب السحاب الراحله
البعض محتقن بالصمت يهمي ويئن
ومن خلال الودق شمس وحريق
تمطر السحب النداء علي المصلين العراة الساجدين
غاضب رعد تحدث نازعا من صدره غل البروق
عشرين عاما من ركوع
وبما تبقي من نساء كانت الخطوات في الصحراء
والغابات تبحث عن طريق