يبحث عن وطن ...

المراحل الدراسية التي رضع من أثدائها العلم والاخلاق كانت غاية في التميز ،
ومحطات صباه كانت مثالاً في التربية ، فالمدرسة الابتدائية التي نهل منها
أساسيات حياته التعليمية خرجت من قبله عشرات النافذين والنابغين ، من بينهم
تربع اثنان على قائمة الأوائل في الشهادة السودانية ،
وعلى ذلك سارت مراحل حياته الدراسية المختلفة التي تدرج فيها كأول لدفعته
في كل فصولها الدراسية ... الأساسية والمتوسطة والثانوية .
كانت رغبته وهوايته قبل الجلوس لامتحانات الشهادة الثانوية دراسة الطب ،
ولكن ظروفه المعيشية والأسرية اتجهت به لاختيار العلوم الهندسية لما لها من
مستقبل قريب في التحصيل المادي والأكاديمي ... أو هكذا خيل له .
وبفضل الله ثم اجتهاده أحرز درجة رفيعه مكنته من دخول الكلية التي ظلت تعتلي
جامعات السودان وكلياته الجامعية من حيث علو نسب القبول لسنوات عدة ،
فتخرج ببكالريوس الشرف من جامعة الخرطوم كلية الهندسة الكهربائية قسم الاتصالات
بتقدير جيد .
ومن نافلة القول عن هذه الكلية أن الدراسة فيها لايفوقها صعوبة إلا القبول لها ،
ويكفي أن هذه النسبة بلغت 92,3% في هذا العام مما وضعها في قمة ترتيب كليات
وجامعات السودان في سجل كتيبات القبول .

تخرج المواطن الأخ الصديق (بكري ) منذ العام 2002 ، وكان في مخيلته
أن الوصول لعالم الوظيفة في وطنه سيكون أسهل من البحث عن صديق من
بين أصدقائه الكثر ، كيف لا وسيرته تتقدمها شهاداته الدراسية المرموقة
وخبراته الجيدة في الحياة وأخلاقه الكريمة التي كات مثار اعجاب زملائه
واساتذته في كل مراحله الدراسية .
بعد تخرجه أنجز ضريبة الخدمة الوطنية فوراً حتى تكون مفتاحا لعمل وطني ،
وبعدها بحث عن الوظيفة كمن يبحث عن ابرة سوداء في كومة من الصوف في ليلة
ظلماء متربة ، ورغم الفرص التي لاحت له بفضل شهاداته ومهاراته الا انها ضاعت
لسوء الطالع - كما يقول معلقوا كرة القدم - ولسوء الطابع - الذي في نفوس الحكام - ،
ويكفي انه في آخر وظيفة اجتهد فيها خلال شهر رمضان المبارك ، وبعد ان اجتاز كافة
المعاينات لدى الشركة شبة الحكومية ، أفضى إليه رئيس لجنة المعاينة – كتبرئة لذمته
في شهر الفضائل – أن هذه الوظيفة لايمكن الوصول إليها حالياً ، لأنها مخصصة
لابن اخت المدير العام ، وما كانت هذه المعاينات إلا اجراء روتيني تغطي به
الإدارة جزء من فشل اجراءات العمل لديها .

قابلته بعد تخرجه من جامعة الخرطوم وهو يجري وراء فتاة احلامه (الوظيفة) ،
وتخيلت حينها أطناناً من الهوان يرزخ تحته كل خريج من كل عام بسبب هذه (اللاوظيفة) ،
وعندما لم يجدها جاءني يبحث عن وطن ... يجد فيه وظيفة .
نعم ...
فلقد بدا هذا المسكين يجهز كفن اقامته بالخارج متبرئأ من كل أفضال ترابه عساه أن
يجد في وطن غيره وظيفة يسد بها عطالته ، بعد أن عجز وطنه عن ذلك ..
وللمعلومية ، فهذا المكافح - كغيره - لم يقنع من العطالة بالقعود و الكساد ،
بل ظل يعمل في كل ما جادت به الفكرة والضراع ، تخلى عن شهاداته المرموقة
واختار كل مجال متاح ، ختامه كان عمله في مجال الطرق والجسور والذي اكسبه
خبرات جيدة في إدارة الخلاطات والكسارات وغيرها من الأعمال المدنية ،
وبعد اكثر من عامين من العمل (بوظيفة متدرب) عجز فيها المرتب عن بلوغ الاكتفاء
الذاتي بتكاليف ترحيله ، ترك فضيلة (التدريب) التي يمارسها كل خريج إلى غير رجعة ،
وآثر ممارسة القراءة من جديد لاكتساب المزيد من علوم الهندسة حتى يتوفاه الوطن .
بكري الآن يرتب أوراقه من جديد ويتجول في خارطة العالم بحثا عن وطن سديد ،
ويرجو من عموم البورداب مساعدته في اختيار وطن بمواصافات عادية ،
لا تزيد عن موازين جيدة للعدل في اختيار الوظائف ومن ثم لقمة للعيش الكريم
يكسبها من خلاصة فكره وعرق جبنيه...
هو لا يكره وطنه ، ولكنه بحث فيه عن وظيفة وجدها من كانوا دونه ،
فلما لم يجدها عدل بحثه عن وطن .

هذه باختصار قصة المواطن بكري ،
وهو يهدي قصته للسيد رئيس جمهورية وطنه القديم (السودان) ،
والسادة رؤساء أوطان الآخرين الذين لا يبخلون على مواطنيهم بوظيفة
كريمة يسدون بها رمق شهاداتهم الجامعية ، كما يهديها للسيد
وزير التعليم العالي ، عرفانا بما اتاحه من فرص تعليم عالي وداني عاجل غير آجل ،
ويهديها لكل وزير ومدير وصاحب مؤسسة قويمة وقلب سليم ،
ويناشد الجميع بالبحث معه ... لا عن وطن فقط ، بل عن وظيفة في وطن ،
وهذا عنوانه [email protected].

ويح أمه إن وجد منا
مثل ما قد وجد ...

المضيع حبيب، تمــــر سنة و ينساه ،،

و المضيع دهب، الدهب فى السوق بيلقاه ،،

لكن المضيع وطــن، ويــن الوطن بلقاااه ....
-----------------------------------------------------------------------

آجـــرنا الله فى الوطن،
ضيعناه منذ أن وطأت أقدامنا سلم الطائرة المغادرة فى 1979

------------------------------------------------------------------------
الأخوان عمر و بكرى أبناء العمومة (التاج)
الرسالة وصلت ....

أنسخ مداخلة للزميل /أيمن الطيب من بوست سابق (التحية لأيمن و لصاحب البوست)
طلب مساعدة في إيجاد وظيفة عمل

ركّز مع الروابط دى وحّفّر فيهاشديد,,خاصة الموقع الأول ,,

http://www.gulftalent.com/home/recruitment-and-jobs-in-qatar-1.html

http://www.gulftalent.com/home/index.php

http://www.bayt.com/

http://www.totaljobs.com/

http://qatar.monstergulf.com/[/left]
------------------------------------------------------------------------

و أضيف
http://domino1.qgpc.net/qp.nsf/jobs?openview


موفق بإذن الله




ش

Quote: المضيع حبيب، تمــــر سنة و ينساه ،، و المضيع دهب، الدهب فى السوق بيلقاه ،، لكن المضيع وطــن، ويــن الوطن بلقاااه

شكراً شكري
أسأل الله أن يهبك ثوابا ووطنا ..
بكل تأكيد ستكون هذه الروابط
عوناً لكل من يبحث عن وظيفة ...
أو ... وطن .
عميق ودي يا أستاذ ...

ماذا تبقى للوطن إذا وجد أمثال (بكري) وطناً غيره ؟

أخوتي :
مازالت فكرة البحث عن وطن تراود ثلة من خيرة خريجي جامعاتنا الفتية .

بكري الآن لملم أوراقه وينوي الرحيل ‏
إلى الأمارات العربية المتحدة ...‏
يا بورداب الأمارات .. نرجو يد العون من استطاع سبيلا
فبكري خرج من وطنه اليكم ..‏
يحمل فكره وكفنه ...‏

كان الله فى عون بكرى وأمثاله
الذين أحسبهم بالملاييين .
وكان الله فى عون الوطن الطارد
الطريد المطارد .


عمر التاج لك الشكر