واشنطن وسياسة الاستخفاف..العصا والجزرة

واشنطن وسياسة الاستخفاف..العصا والجزرة


10-20-2009, 09:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1256025724&rn=1


Post: #1
Title: واشنطن وسياسة الاستخفاف..العصا والجزرة
Author: فدوى الشريف
Date: 10-20-2009, 09:02 AM
Parent: #0

سياسة واشنطن..السؤال مازال قائماً
منقول من الاحداث 20 اكتوبر 2009



بعد طول ترقب كشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن استراتيجية جديدة تجاه السودان ، وعرض حوافزاً إذا عملت الحكومة على احلال السلام ، إلا أنه أضاف أن الخرطوم ستواجه خطوات صارمة إذا لم تتحرك ، محذراً من أن البلد سيقع في مزيد من الفوضى إن لم يكن هناك تحرك سريع ، وأوضح أوباما أنه سيجدد العقوبات عل السودان هذا الاسبوع ، مردفاً في بيانه إنه إذا تحركت الحكومة من أجل تحسين الوضع على الأرض والعمل من أجل السلام ستكون هناك حوافز ، وإن لم يحدث لك فسيكون هناك ضغط متزايد من جانب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي أول ردة فعل لها قابلت الخرطوم الاستراتيجية بهدوء وقالت أنها ستدرسها عبر الاجهزة المعنية بعناية قبل أن تدلي بكلمتها النهائية بشأنها - وفق إيجاز صحفي ، لكنها بشكل أولي عابت عليها خلوها من أية خطوات ملموسة تلتزم بها إدارة أوباما التي افترضت أن الافعال تأتي فقط من ناحية السودان - حسب الايجاز الصحفي - وإن دورها هي تقييم هذه الأفعال والرد عليها ، مبدية أسفها لكون أمريكا ما زالت تصر على استخدام وصف الابادة الجماعية ، ونبه البيان الصحفي المقتضب الى أن ذلك سيجعل واشنطن معزولة من جميع دول العالم حول وصفها للحقائق في دارفور ، إلا أنها أشارت الى أن الاستراتيجية خلت من الافكار المتطرفة التي كان يروج لها بعضهم عن العقوبات على السودان من التدخل العسكري الى فرض منطقة حظر للطيران مما يعد من الاتجاهات الجديدة للرئيس أوباما.
إذاً فالحكومة نجت من أسوأ الاحتمالات التي تحسبت لها ، وقالتها صراحة في شأن توقعها حتى الحظر الجوي والتدخل العسكري الذي لطالما لوحت به الادارة السابقة ، وبات قاب قوسين أو أدنى في أوقات كثيرة ، وبدت راضية عن مجمل سياق الخطة لفوزها بتأييد الفريق الأمريكي العامل بالشأن السوداني معربة عن أملها في أن يؤدي هذا التأييد الى انهاء التنازع داخل الادارة الامريكية تجاه السودان ، وأن يفكر المسؤلون بعقل واحد ويتكلمون بلسان واحد ، وقال مستشار الرئيس د.غازي صلاح الدين في تنوير صحفي عقب إعلان إدارة أوباما الخطة الجديدة "نحن نؤمن بأن مشاكل السودان يحلها السودانيون أنفسهم ، وسنظل نعمل وفق هذا المبدأ ، ولكن أي مساهمة نزيهة للمساعدة في معالجة تلك المشاكل نقبل بها وسنتعامل مع امريكا وفقاً لذلك ، مقيدي في ذلك بمبادئنا ومصالحنا الوطنية" ، معرباً عن أمله في أن يكون التطبيق التفصيلي للاستراتيجية أفضل من مضمونها النظري ، وقال "نحن ندرك الفرق بين الأفعال والأقوال ، وسنتابع التطبيق بمنهج تفاعلي يهتم بالنتائج العملية ، مشيراً الى أن الحكومة سبق وأن تلقت العديد من الوعود من الادارة الامريكية ولم تتحقق على أرض الواقع. وأكد أن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب والعقوبات الاقتصادية من أولويات مطالب الحكومة من الادارة الامريكية في الحوار المباشر" ، مضيفاً "أنه لا يمكن أن نتصور دوراً ايجابياً لامريكا في حل مشاكل السودان إذا كانت تبني مواقف تصنف السودان عدواً" وشدد غازي على أن امريكا لن تكون شريكاً في أي عملية نزيهة الا اذا التزمت بالحد الادنى من هذه المتطلبات ، معتبراً تأكيد الادارة الامريكية من خلال الاستراتيجية بالتعامل مع جميع الاطراف على حد السواء يعد تطور خلافاً للادارات السابقة التي كانت تتعامل بانحياز معلن لطرف دون الاخر ، وجدد غازي رفض الحكومة لسياسة امريكا منح المنح والجوائز ، قائلاً " إن الادارة الامريكية لا تقدم مطالبات وإنما يقدمون وصفاً عاماً لما ينبغي أن يعمل ونحن نرفض ذلك" ، وأوضح أن الوضع الطبيعي أن يلتزم كلا الطرفين بمعطيات ، واصفاً إشارة الارهاب في الاستراتيجية بأنها منازعات داخل الادارة الامريكية خاصة وأن تقاريرها نفسها تشير الى ان السودان لم يكن متورطاً في أي عمل من أعمال الارهاب. وشدد على رفض السودان لسياسات الضغوط ، وقال مبدأ العصا والجزرة فيه استخفاف ، مشيراً الى أن الحكومة ستتعامل مع الادارة الامريكية وفق تعاملها معها.
على صعيد الحركات المسلحة في دارفور ظفر المسلحون بابقاء ادارة أوباما على مصطلح الابادة الجماعية التي تتحاشاه الخرطوم بشدة ، لكنهم لم يحصلوا على الادانة الكافية التي كانوا يرجونها أو العقوبات التي ظلو يدعون لها مثل التدخل العسكري أو تعليق الحوار أو تشديد العقوبات وأبدت حركة العدل والمساواة ارتياحها للسياسة الصادرة واتفقت على لسان متحدثها الرسمي أحمد حسين ادم مع موقف الحكومة من ايجابية التناسق في الادارة الامريكية ، لكن احمد حسين أظهر في حديثه لـ(الأحداث) قلقه من أن تتخذ الخرطوم مسألة الحديث عن الحوار معها ذريعة لكسب الوقت ، معتبراً شمول النظرة الامريكية للحل بادرة جيدة ، لكن ينبغي أن تستصحب التعاون مع الاطراف الاخرى وعدم الاكتفاء بالحكومة ، وأوضح حسين أن الحركة ستدرس الاستراتيجية وتصدر رأيها في وقت لاحق ، من ناحيتها قالت حركة وجيش تحرير السودان (القوى الثورية) - تجمع سبعة فصائل في ليبيا- إنها ترحب بالسياسة الامريكية الجديدة في السودان وضرورة تحقيق العدالة وكذا عدم رفع العقوبات وعدم إزالة اسم السودان من قائة الدول الراعية للارهاب ما لم تدفع الحكومة استحقاقات السلام في الشمال والجنوب ، مضيفة وفق بيان باسم القيادي محجوب حسين أن الظروف الدولية للولايات المتحدة باتت تدفع بحل أزمة دارفور ، وتحذر من أي محفزات قبل احلال السلام الكامل في دارفور والجنوب.