المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...

المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...


10-19-2009, 07:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1255977429&rn=14


Post: #1
Title: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:37 PM
Parent: #0

( و أن أصنع الفلك بأعيننا يا نوح )
الفلك الذي سيحمل النبي الصالح و قومه و حيواناته .
سيكون وطنا مصغرا ينتقل من حالة إلى حالة ،
و من مكان إلى مكان.
و بدأ نوح نجارة الفلك من عدة أنواع من خشب الأشجار ( سنط و نيم و تبلدي و حراز و بان و مهوقني و أبنوس و شاف و طلح و نخيل و دوم ).
فكان الفلك في غاية الجمال ، يتلألأ تحت أشعة الشمس بعدة ( ألوان ) ، لم تجعله هذه ( التعددية ) في الألوان مشوها أو متنافرا، بل متماسكا و صلبا و متوازنا ، تتناغم ألوانه رغم ( التباين في درجاته ).
و أمر الله نوحا أن يأخذ من كل زوجين إثنين ( ذكر و أنثى ) ، لحفظ النوع من الإنقراض.
فأختار نوح أولا من بني البشر ، المؤمنين به ، بصرف النظر عن ألوان بشرتهم و سحناتهم.المؤمنين بوحدانية الله ، و المؤمنين بأن ( الفلك ) هو ( وطنهم ) إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

Post: #2
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:40 PM
Parent: #1

حملهم الفلك ،
و رغم (كثرتهم ) ، كانوا يحسون بأن هذا الفلك ( أكثر إتساعا ) من قراهم السابقة الواسعة الرحيبة.
و بالرغم من ( تنوعهم ) ، كانوا يتحدثون بلسان واحد ، يفهمون لغة واحدة ، هي ( لغة المحبة ) و لغة المصير الواحد.
و جاء دور الحيوانات التي كانت تشكل الأكثرية ،
و التي كانت تشكل الخطورة على السفينة لما يمكن أن تحدثه من ( فوضى و عراك و إفتراس ) و بالتالي إختلال للأمن بالفلك في عرض هذه الأمواج المتلاطمة من المياة .
إنه تلاحم حتمي يفرضه ( التجاور ) و ( المصالح المشتركة في حيز معلوم ).
و لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث.
سارت الرحلة تنساب بأمر ربها ، و بحكمة ( قائد ) واحد و بإلهام من ربه ، رغم أمواج المياه من تحتهم و المطر المنهمر من فوقهم ، و الرعد يزمجر و يكركر و البرق يكاد سناه يخطف الأبصار و تنخلع له القلوب

Post: #3
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:42 PM
Parent: #2

و نصحهم نوح بأن الأرض القادمة التي سترسو عليها السفينة ، أرض خير و بركة ،
و أن ( التعايش ) لا بد أن يكون بمبدأ ( الفقرا إتقاسمو النبقة ) ..
و أنه لا مكان هناك للأنانية و الطمع و الحسد و الحقد.
و عندما وصلوا .................
عرفت الديناصورات أنها لن تستطع العيش في عالمها الجديد ،
و أنه عالم لا يصلح للعمالقة من أمثالها ،
و أن ( النبق لا يكفيها كطعام )،
عندها ، إنقرضت الواحد تلو الآخر ، تاركة بصماتها في حيوانات تشبهها ( شكلا و طريقة كسب عيش )،
و لكن ليس ( حجما ).
و لحقت بها فصيلة الماموث ، و هي أيضا تركت فصيلة الأفيال التي ( تحاكيها ) شكلا و لكن دون ( فائدة ) تذكر.

Post: #4
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:44 PM
Parent: #3

و لحق بجيل العمالقة لفيف من الحيتان التي لم تتشرف بأن تعيش عصر ( يونس عليه السلام ) و تفخر بأن أحد أفراد فرع من الفصيل قد إبتلع نبيا بأمر الله.
و لكن كفاها فخرا بأن الحيتان ما زالت ( تجوب ) مياه ( العالم قاطبة ) تسبح بحمد الله بأن قيض لها هذا ( الهواء في الماء و على سطح البحار ) ، يستنشقونه ( دونما مضايقة كما يحدث لبقية خلق الله في البر ).

Post: #5
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:48 PM
Parent: #4

فقالت الأفيال وهي تدب بأقدامها الضخمة على اليابسة :
نحن ورثة العمالقة ، و البلد بلدنا و نحن ( ال بِنَفْجَخ ) ال بقيف في طريقنا.

و لكن الأُسُود لم تضيع وقتا في الحديث ، فقامت بإنقلاب دموي ضد الأفيال ، و أعتقلوا كبير الأفيال الرمادي .. و إغتالوا عددا من الأفيال التي أبْدتْ زمجرة مخيفة تردد صداها بين الأرجاء ..
و قام الأسود بتنصيب ( أبو لبدة ) ملكا عليهم ، و أعطوا اللبوة لقب ( أم الملوك ).
و في الإنقلاب إياه ، تم قطع عدد من خراطيم الأفيال ،
و إقتلاع كمية من الأنياب ( العاجية ) زيادة في إذلالها ، و تم (تحييدها) تماما ، و منْعها من الإشتراك في أي قتال ، فأكتفت الأفيال بتلك (الصيحة) التي تمزق طبلة الأذن أيما ممزق .
و إرتضتْ بالعيش في تخوم غابات تتاخم البحيرات.

Post: #6
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:51 PM
Parent: #5

و لكن الأسود ، و إحتراما (لحجم) الأفيال ،
و حفاظا على ( التوازن البيئي و توازن القوى ) ،
أطلقوا يد الأفيال في ( الغابات ) تفعل بها ما تشاء ،
كما إتفقوا عند (مشارف إحدى البحيرات) على أن تمتلك الأفيال ( ممرات آمنة لشرب المياه ليلا ، بشرط أن يكون القمر إبن أربعطاشر أو في رائعة النهار )
و الويل لمن يستعمل هذه الممرات في أوقات مرورها.
ثم حرموها من الإجتماع في قطيع يضم أكثر من ثلاثين فيلا في وقت واحد و في مكان واحد ،
و لا بد أن تأخذ إذنا من ( أبولبدة شخصيا ) ، أو ( من أم الملوك ) في غيابه. و الويل لهم إن أتوها
و هي ( مرضع ) أو تداعب ( أشبالها ) ، فهو الهلاك المحتوم ، لأن مزاجها حينئذ يكون عدوانيا.
فقبِلتْ الأفيال عن طيب خاطر و هي صاغرة ..

Post: #7
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:53 PM
Parent: #6

الذئاب و الضباع كانت طابورا خامسا للنمور و الفهود التي كانت تعد العدة لعمل إنقلاب مضاد
و لكن (أبو لبدة ) إكتشف المؤامرة غير أنه غض الطرف عن ( فكرة إعدامهم )
و أكتفى ( بنفيهم ) من ولاياته و تخومها.
لذا فإن الطابور الخامس أعلاه ، لا يدور في فلك الطبقة الحاكمة من ذوات المخلب و الظفر .
و رغم أنه محسوب عليها إلا أنه ظل خارج نطاق ( الهيبة ) في كل العصور ( الأسدية ) ،
و ظلت تخيف من هم أقل شأنا منها بإنتمائها ( للطبقة الحاكمة ) و أَن لها أياد و أنياب في العرين الملكي.
عليه ، فقد إنقسمت فصيلة السباع ( و التي هي من قبيلة السنور الكبيرة ) إلى عدة أقسام حسب (أنيابها و أظافرها) و ( لون جلودها ) و حسب حبها للحوم ( حمراء كانت أم بيضاء، طازجة كانت أم جيفا منتنة ).
و بقيت الفهود و النمور ، تتربص الدوائر بأبي لبدة و قبيلته ، و تنافسه فقط في ( الصيد ) و لكن إلى حين.

Post: #8
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:55 PM
Parent: #7

القرود كانت دائما في محل شك كل الحيوانات ( منذ بدء الخليقة و حتى قبل نظرية داروين ) ،
فهي لم تنل ثقة أي من بني جلدتها ( الغوريللا و البابون و هلم قِرْدا ) ،
ناهيك عن بقية الحيوانات ،
لذا ظلتْ ترتاد ( قمم الأشجار ) ،
مكتفية (بالمراقبة فقط )،
تقدم خدماتها للذي يدفع أكثر أو للذي يؤمِن لها الحماية.
و قد عوقبت أكثر من مرة لتقديمها معلومات مضللة ، و لقيامها بعمليات مزدوجة Double Agent
( كالمنشار ).

Post: #9
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:57 PM
Parent: #8

أما فصيلة الثعابين ( سيدة قبيلة الزواحف ) ،
فهي تعيش في ( كانتونات ) تحت الأرض ،
و لا تحتاج إلى مساعدة من أحد ،
مكتفية بما منحها الله من قوة ( في السم النقوع )،
و بينها و بين فصيلة السباع ( حلف غير موقع ) و لكنه ملزم ، إسمه ( الحلف المنزلق ) ،
و يتجدد الحلف كل سنة عند موعد تغيير الثعابين ( لجلودها الناعمة ) بالإحتكاك بالأشجار و الصخور.

Post: #10
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 07:59 PM
Parent: #9

الجوارح من الطيور ،
أقسمت ألا تعيش إلا ( خطْف لزْق ) ، معتمدة على النظر الحاد ،
و أخطر أنواعها هو ( صقر الرمة ) ، فهو يستطيع شم رائحة الجيفة ( من على إرتفاع شاهق ) ،
و رغم أن فصيله كبير العدد ، إلا أنه بجشعه لا يحدث أحدا بما ينوي أو ما يرى ، لذا تتعارك عند ما تلتقي على ( الجيفة ) ،
و تنشغل بالعراك حتى تأتي الضباع و الذئاب و تفوز بالغنيمة ،
فتجتمع يتلاومون و يتعاتبون و يضعون ميثاق شرف للتعاون و تبادل الخبرات و المعلومات ، و لكن ما أن تلوح في الأفق ( رائحة جثة ) ، حتى تتمزق الوثيقة قبل أن يجف مدادها.

أما الصقر الفريد من نوعه فهو ( صقر الجديان ) ، فهو ( مغبون ) من يومه ،
و حتى قبل أن يعرف أن أناسا سيأتون فيما بعد و يجعلون من ( الخرتيت ) رمزا لهم ،
و هو الذي قام ( جده الأكبر ) بإختيار ذلك البلد ليكون مستقرا له و لأفراد سربه الكبير مستقبلا.
لذا فإن إسمه مشتق من إسم جده الأكبر ( جديان ) الذي كان يؤمن بفلسفة ( وطن الجدود أنا هنا ، أو تدري من أنا ؟ ).

Post: #11
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 08:02 PM
Parent: #10

الحيوانات المائية و البرمائية ( هي أكثر المخلوقات حظوظا ) ،
و خاصة ( البرمائية ) فهي إن وجدت أن ( الجو ) غير ( ملائم ) برا ،
زحفت للماء و غاصت فيه مستمتعة ( بالأوكسيجين المذاب في الماء ).
تماما كالذي يحمل جنسيتين أو جوازيْ سفر ( كراع هنا و كراع هناك ) ، و يعيش في البلد الذي يكون أكثر إستقرارا.

Post: #12
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 08:04 PM
Parent: #11

زوجة نوح ، كانت من الغابرين ،
لم تكن تصلح أن تكون زوجة لنبي صالح كسيدنا نوح و لا أن تنجب له من صلبه أبناءا يرثون (حكمة الأنبياء) و حمل رساله الرب الأبدية.
ولدت له إبنا.
لم يكن مؤمنا. رغم أنه من صلب نبي.
من هنا جاءت الأضداد : العسل من تحت إبر النحل.
المسك من تحت إبط ( حيوان لا زال الغموض يكتنفه ).
ورود جميلة بأغصان شائكة.

Post: #13
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 08:07 PM
Parent: #12

علامة سيدنا نوح لركوب الفلك ، هو أن ( يفور التنور أو الفرن الذي في منزله و يخرج منه الماء ، إمعانا في الحذر ) ،
فيعرف أنها البداية فيتوكل على الله خالقه نحو سفينته مع أتباعه و مخلوقات الله.
زوجته ، رغم أنها رأت فوران التنور ، لم تتعظ ،
لم تعرف مغزى ( المعجزة ).
و إختارت أن تقف مع ( الباطل.) ،
بهرتها أفعالهم ، و أصنامهم ، و فسقهم و فسوقهم و فجورهم ، فأنجرفت معهم ، تاركة الرجل الجليل يعفر وجهه ( بنشارة الأخشاب وحده ) ، و نقل الأشجار مع المؤمنين الموحدين ، و وقفت تسخر منه مع الساخرين.
و إبنه ، الغرير ، قال : سآوي إلى جبل يعصمني من الماء.
و هو لا يدري أن الغضب الآتي لا توقفه حتى سلاسل من جبال.
و بجزع الأب ، قال نوح : يا رب إبني.
فقال له الرب : إنه عمل غير صالح.
فكان من المغرقين.
إذن .. يمكن أن يكون الولد من أصلابنا عملا غير صالح .. فيعصى أمرنا و يقف مع الباطل
سبحان الله

Post: #14
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-19-2009, 08:10 PM
Parent: #13

يقول العلماء ( مجتهدين في ذلك ) أن سفينة نوح رستْ على جبل الجودي جنوب تركيا ،
و يقول آخرون أنها رست شرق آسيا . مجرد إجتهاد.

و لكن في إعتقادي ( الجازم و الحازم )، و مستعملا أدواتا كثيرة في علم الإجتهاد التاريخي ،
أقول بأن السفينة رستْ في مكان ما وسط غابات الأشجار التي دخلتْ في صناعتها ،
و هو مكان لا يبعد كثيرا عن مكان غرق القوم الفاسقين ،
و لكن السفينة أرادت أن تقول بأنها عادت لجذورها ،
عادت لموطن الجذوع التي رسمت جسدها المتين.
تفرق القوم على ظهر تلك البسيطة الطاهرة ،
و عاشوا و هم يجترون ذكرى رحلتهم الرهيبة التي ( تقاسموا فيها الملح و الملاح )
و من ثم تزاوجوا و تكاثروا و فاخروا الأمم ، و صاروا مثلا يحتذى بين جيرانهم.
و لكن فليعلموا ، أن التنور لن يفور مرة أخرى.
و أن الأشجار لن تكفي لصنع سفينة لحمل الناس كلهم.
و أن الحيوانات لن ترضى بدخول السفينة إلا مجتمعة و ليس زوجين من كل نوع.
و في النهاية ، لقد إنتهى عصر الأنبياء.


***

إنتهتْ رحلة السفينة
جلال داود

Post: #15
Title: Re: المُتَسَللون خلسة لسفينة نوح ...
Author: ابو جهينة
Date: 10-20-2009, 02:03 PM

و من ثم تزاوجوا و تكاثروا و فاخروا الأمم ، و صاروا مثلا يحتذى بين جيرانهم.
و لكن فليعلموا ، أن التنور لن يفور مرة أخرى.
و أن الأشجار لن تكفي لصنع سفينة لحمل الناس كلهم.
و أن الحيوانات لن ترضى بدخول السفينة إلا مجتمعة و ليس زوجين من كل نوع.
و في النهاية ، لقد إنتهى عصر الأنبياء.


***

إنتهتْ رحلة السفينة
جلال داود