متلازمـــة الشــتاء .. والحــزن ..!!

سنوات عديده وأنا أكره مقدم الشتاء ..
أكره من فصل الشتاء أوله وتلك النسمات المقيته التي تهب اعلانا بمقدم ذلك الضيف الثقيل ..
عندما تهب تلك النسمات عند العصر, مشبعة ببعض بروده ورائحة ذكريات عميقه تأتي بها من مدافن الذكريات المتبعثره لسنوات فانيه خلت,

عندها تتحرك أوراق شجر النارنج في منزلي وتتثني كأنها تولول حزنا علي فراق بعضها,
تودع المصفره المشرفه علي الموت ,
لتنتزعها النسمات القاسيات وتلقي بها أرضا دون رحمه,
وينبعث من الأشجار ذلك الصوت الجنائزي الحزين تشييعا لأوراقها التي فنت لتعبث بها النسمات علي الأرض دون مأتم يليق بها ..
فتنصرف نسمات العصر منذره بمقدم اخر غدا لتحمل أوراقا أخريات أزف أوان فنائهن ..

وعندها تنتبه خلايا الذاكرة عندي وتستشعر الضيق لمقدم شتاء اخر يحمل اليأس لروحي كل عام بانتظام ,
وتتحرك في ذاكرتي كل الحكايات القديمه فأمقتها جميعها دون استثناء,
[IMG] -0 [


لحين عوده ..

يعني لي الشتاء الموت ..
في بلادي التي بات الشتاء مؤخرا يزورها في أيام معدودات, وقد يتعجل في يومين أو يتأخر ولا اثم عليه ..
مازالت نسمات العصر المقيته تزورنا -وان قل الشتاء أو كثر- مؤذنه في الناس بالبؤس .. فينقبض قلبي وتمل روحي ..
وأري الناس حياري وماهم بحياري .. وتصبح الليالي طويله .. كئيبه .. لاسعه ..
وتتذمر روحي في قلق بحثا عن انس الحياه ..

مابال كل شئ في بلادي تغير حتي الشتاء ؟؟!!
أذكر سنوات طفولتي الباكره, وكم كان الشتاء قارسا مهيبا .. ربما لذلك وليس لغير ذلك انطبعت صورا حزينه في مخيلتي عن الشتاء ..
في أيام الاجازات كنا نختبئ في الغرف تحت الأغطية الثقيله, ونرتدي ما ثقل وزنه من الثياب,
ولا نتمكن من الخروج بحريه وخفه الي فناء المنزل, لممارسة شقاوتنا اليوميه التي عجز الرادعون عن ثنينا عنها,
وحده الشتاء كان يثنينا عن التقافز بين الأشجار, والمطاردات التي كنا نمارسها أنا وأخي الأكبر لبعضنا البعض,
يثنينا عن سقي الأشجار, واعتلاءها :) وأمي ترقبنا حينا وتنتهرنا أحيانا عده ..
وفي أيام الدرس كان الاستيقاظ باكرا للذهاب الي المدرسه عبئا لا يضاهيه عبء
يجلدنا الهواء البارد علي خدودنا وأنوفنا حين وقوفنا في طابور المدرسة الصباحي,
والرياح الصباحية البارده تصفر فينا ونحن وقوف عنوة نردد نشيد العلم من بين أسنان تصطك وأبدان تتراجف, في ثبات مصطنع لئلا يجلدنا سوط اخر أشد وأنكي ..
وما أن ينقضي ذلك الطابور اللعين حتي نفر الي فصولنا هاربين بحثا عن الدفء والثبات :),
وحين ينادي الجرس المدرسي ايذانا بتناول الفطور كنا لانبرح الفصول ونظل مختبئين بدلا عن التقافز في فناء المدرسه الحبيب -ألم أخبركم أني أكره الشتاء؟-

ثم مساءا كانت نسمات الشتاء سوطا اخر يرغمنا علي شرب الشاي الدافئ والاختباء باكرا بين ثنيات الملابس والكتب المرصوصه والواجبات ..

لكل هذا وغيره ظل الشتاء يعني لي الحزن والبؤس والملل ..

---
التعديلات لأنو الصور عذبتني :) ...

اليوم ماعاد الشتاء شتاءا ..
ففي بلادي التي تغير طقسها حتي حسبتها من دول التصنيع الكبري التي يتحدث علماؤها عن الاحتباس الحراري وثقب الأوزون وماشابه من أشياء لايجب أن تعنينا من قريب أو بعيد ..
ومصانعنا المحدودة العدد والمنتوج, تقبع متكدسه في مساحات محدوده من شبه المدن في بلادي, وماعدا ذلك فرمل وفضاء وخلاء ..
لم يعد الشتاء يزورنا كفصل مكتمل النصاب !!!

كنت قد رحلت شرقا قيل أيام قليلة خلت لتقبل العزاء وتقديمه في عم لي ساقته يد المنون ..
وعلي طول الطريق شرقا علمت أن بلادنا ماهي الا مليون ميل من اللاشئ الكبير ..
هناك علي طول الطريق لا ماء ولاكهرباء ولا غذاء .. ولاشتاء ..
وهنا في شارع المليون تائه يتكدس الكل ويتزاحمون في مساحة محدوده من اللاشئ أيضا ..

والناس في بلادي لا يرتدون ملابسا مخصصة للشتاء,
وان جاء الشتاء في شكل هجمة قويه وانخفاض مفاجئ حاد في درجات الحراره بسبب تغير المناخ الذي سببته الدول العظمي
وندفع ثمنه نحن سكان الدول البائسه التي تقبع تحت الصفر النموي ..
حتي اذا اشتد البرد واعتلّت صدور كبار السن والأطفال وبعض الشباب لنقص في المناعه وفقر في مضمون ومحتويات الغذاء -ان وجد-
بحثوا في صندوق ملابس قديم ملقي لسنوات في مخزن متهالك,
وأخرجوا ما أتي به أخ أو ابن مغترب من بلاد الصقيع أو الخليج من بلوفرات اهترئت و شكت من عدد السنين والحساب ..
فتدثروا بحياء حتي تنقضي تلك الهجمه غير العنيده :) بينما ظل كثر بملابسهم العاديه في اصرار وربما شجاعه مفتعله ..

أما المتشردون فيتدثرون بأجسامهم المتكدسه علي بعضها البعض في ساعات الليل الطويله,
وما أن يأتي الصباح حتي يخرجون بحثا عن أشعة الشمس, لتدفئ الأجساد النحيله الضعيفه,
وعن بضع -سليسيون- ينسيهم لسعتي البرد والجوع ..

الله ما أقبح الشتاء في بلادي

إذا أتى الشتاء

وحركت رياحه ستائري

أحس يا حبيبتي

بحاجة إلى البكاء

على ذراعيك

على دفاتري

*****

إذا أتى الشتاء

وانقطعت عندلة العنادل

وأصبحت

كل العصافير بلا منازل

يبتدئ النزيف في قلبي

وفي أناملي

كأنما الأمطار في السماء

تهطل يا صديقتي في داخلي

عندئذ يغمرني

شوق طفولي إلى البكاء

على حرير شعرك الطويل كالسنابل

كمركب أرهقه العياء

كطائر مهاجر

يبحث عن نافذة تضاء

يبحث عن سقف له

في عتمة الجدائل

********

إذا أتى الشتاء

واغتال ما في الحقل من طيوب

وخبأ النجوم في ردائه الكئيب

يأتي إلى الحزن من مغارة المساء

يأتي كطفل شاحب غريب

مبلل الخدين والرداء

******

من أين جاء الحزن يا حبيبتي ؟

وكيف جاء؟

يحمل لي في يده

زنابقا رائعة الشحوب

يحمل لي

حقائب الدموع والبكاء

- نزار قباني -

كامل التضامن معك يا أ. أماني على
هذه المتلازمة اللعينة، الحزن والشتاء.

والشتاء بثلوجه، حيثُ أقيم، يجلب
الحزن والأسى ولكننا جُبلنا عليه، فما
ان يأتي بكلكله حتى نبذل له المطارف والحشايا،
ونلوذُ بكهفٍ مؤقت حتى يأتينا الربيع
الطلق يختال ضاحكاً....!

هذا البوست يمكن أن يكون برعاية من يقطنون
كندا والشمال الأميريكي ودول الأسكندنافيا
والقطب الشمالي وألاسكا، وهم الذين يعرفون
هذه المتلازمة اللعينة....

خيطٌ سأزوره بين الفينة والأخرى، إن لم
يقتلنا البرد كما قتل البرد الغفاري بناحية
الربذة...!

Quote: أما المتشردون فيتدثرون بأجسامهم المتكدسه علي بعضها البعض في ساعات الليل الطويله, وما أن يأتي الصباح حتي يخرجون بحثا عن أشعة الشمس, لتدفئ الأجساد النحيله الضعيفه, وعن بضع -سليسيون- ينسيهم لسعتي البرد والجوع .. الله ما أقبح الشتاء في بلادي

لم أحس بالشتاء و لكن قتلتني كلماتك يا بت الأمين , كوني امينة بعيدا عن الشتاء...

يا الهي ما أجملك يا أماني واصلي و نحن لك بالمرصاد في كل شتاء جديد....

استغفري يا بنية..

_____
ما أجمل تغيير الفصول.. وصفحات الذكريات..
وما احلاها اولى نسمات الشتاء المشاكسة..

ويا لعذوبة القهوة بالحليب في الصباح الشتوي..

والمشي..

رجعت الشتوية
ضل افتكر فيي
رجعت الشتوية

يا حبيبي
الهوى مشاوير
وقصص الهوى
مثل العصافير
لاتحزن
يا حبيبي
اذا طارت العصافير
وغنية
منسية
ع دراج السهرية
رجعت الشتوية

رجعت الشتوية
ضل افتكر فيي
رجعت الشتوية

يا حبيبي
الهوى غلاب
عجل وتعى
السنة ورا الباب
شتوية
وضجر
وليل
وانا عم بنظر ع الباب
ولو فيي
يا عينيي
خبيك بعينيي

رجعت الشتوية
ضل افتكر فيي
رجعت الشتوية

فيروز

http://www.youtube.com/watch?v=clJew164hD8

الأعزاء المرور ..

جئت علي عجاله لأخبركم أن مروركم قد أسعدني ..




سأعود لاحقا للتعقيب كل علي حدا ..

الأخ الصديق العوض الطيب :

شكرا كتير علي الأغنيه ..
أحب فيرز حد الادمان, وأحب هذه الأغنيه تحديدا جدا ..

عاجزه عن الشكر ..

نجوان !!

Quote: ما أجمل تغيير الفصول.. وصفحات الذكريات.. وما احلاها اولى نسمات الشتاء المشاكسة.. ويا لعذوبة القهوة بالحليب في الصباح الشتوي.. والمشي..

بل الكسل يا بنيه :)
ما رغبت أبدا في مبارحة فراشي في الشتاء ..
هو فصل يصبح للنوم فيه ذائقه أشبه بمخدر غرف العمليات ..
ومبارحة المنزل لا تكون الا للضروريات التي لاتستقيم بدونها الحياه ..

حاسداك :)

Quote: لم أحس بالشتاء و لكن قتلتني كلماتك يا بت الأمين , كوني امينة بعيدا عن الشتاء... يا الهي ما أجملك يا أماني واصلي و نحن لك بالمرصاد في كل شتاء جديد....

يالله ..!!
مجنون الكتابه شخصيا !!
حافظ يا أخي الذي أتمني .. أستمتع بكل حرف من كتاباتك العميقه ..

أما عن الشتاء "ياصديقي شئت أم أبيت :) "..
فلي بضع شتاءات قضيتها خارج الوطن في طفولتي .. وأخري تغرّبت فيها مؤخرا .. وبضع شبه شتاءات عصفت ببلادنا في سنين بعيده ..
كلها كانت السبب في مقتي لهذه الشهور الكئيبه ..
تدخل روحي في بيات شتوي مكرهه لا راغبه ما استشعرت نسمات المساء البارده الكئيبه ..

ويقبع جسدي عند الباب ينتظر الصحو من هذا البيات اللعين ..

كن بخير وزد في جنونك ..

شاعرنا عبد الاله زمراوي:
مرحب بيك ..

Quote: هذا البوست يمكن أن يكون برعاية من يقطنون كندا والشمال الأميريكي ودول الأسكندنافيا والقطب الشمالي وألاسكا، وهم الذين يعرفون هذه المتلازمة اللعينة....

معك حق ..
فهناك تكون الشتاءات مكتملة التفاصيل ..
شتائي السابق كان في احدي دول الصقيع وكان أكثر ما يكون بؤسا ..
تساقطت كل أوراق الأشجار, ومع كل ورقه تصفّر لتسقط كانت روحي ترغب في الخروج من جسدي,
كل الشوارع حولي اكتست لون الموت, اتخذت الأشجار لفروعها لونا أسودا كئيبا حتي كرهت النظر اليها,
وغابت عن الحدائق ألوانها الزاهيه البهيه, واستبدل غطاء الأرض الأخضر بغطاء بلاستيكي أسود اللون يحفظ الجذور والسيقان الي حين عودة الحياه ..
المتسكعون في الطرقات بتكاسل تقافزوا هربا من لسعة البرد, حتي خلت الطرقات من الماره والمشاه ..
حتي ملابسهم غابت عنها الألوان البهيه واستبدلت بألوان قاتمه مثل لون الأرض والأشجار,
وأنا ياصديقي أعشق الألوان, أعشقها كلها بجميع تدرجاتها الزاهيه البهيه, وأكره توحدها ..

ثم هبط الثلج ياصديقي, أصابني ببعض فرح للونه الناصع البياض الجميل,
ولكن ما أن بدأ في الذوبان حتي غابت فرحتي مرة أخري,
فقد اتخذت الأرض لونا رماديا كئيبا ..
لم أشعر بالارتياح الاحينما شاهدت براعم الأزهار بدأت في الخروج, في ربيع مكتمل البهاء ..
"تعلم أننا لانعرف هذا الفصل في بلادنا ولاينبغي لنا :)"
حينها شعرت بالحياه تدب مرة أخري في روحي قبل المدينه ..

لا أخفيك سرا أني غادرت المدينه حين اشتداد البؤس (الشتاء) وعدت الي بلادنا الاستوائيه ابتغي الدفء والسرور,
ثم تزودت من شمسنا المحرقه وحملتها في داخلي حين عودتي الي هناك ..

تحيات طيبات,
وسعيده جدا بمرورك الكريم ..
وفي انتظار زياراتك المتعدده الي البوست ..

اماني يا صديقتي العذبه ...

اوووووووعك تغلطي على (الشتاء) دا ..!!
ياخ انا بحب الشتاء وبمووووت فيهو .. البرد .. السقط البيجيك الصبااااح داك ..
واحلى حاجه عارفاها شنو ؟؟ انو اي (بارفان) او (عطر) ترشيهو بيكون عندو (طعم) تاني ... طعم بيخش جووووه القلب طوالي ...

الاحلى من كده عارفاهو شنو ؟؟ انو (العشق ) بيكون جميل جد ا ... الحب يكون مختلفا ..له رائحه (شتويه) ...!!!
عليييك الله كان لاقيتي (...) , قولي ليهو دلوشه بتسلللللم عليك , وقالت ليك (البرد) جا ...!

تحياتي منينه ...

دلوشه ..

Quote: ياخ انا بحب الشتاء وبمووووت فيهو .. البرد .. السقط البيجيك الصبااااح داك ..

لازمك عدد واحد (شتاء) من النوع الصاح ..

Quote: عليييك الله كان لاقيتي (...) , قولي ليهو دلوشه بتسلللللم عليك , وقالت ليك (البرد) جا ...!

عمو الكباشي داليا بتسلم عليك وقالت ليك البرد جا



سلامات كتارات يا بت يا عسل ..

Quote: تساقطت كل أوراق الأشجار, ومع كل ورقه تصفّر لتسقط كانت روحي ترغب في الخروج من جسدي,

أهو صفصاف الشتاء، ما يتساقط من الشجر؟

جاثياً أبكي على غَيمُ الشتاءْ

لمْ أحتملْ زهوَ الحروفِ
على قرابينِ الرِّياءْ،
الأناشيدَ التي تأتي
على نارِ المساءْ،
وعصافيري التي
أفرخها القلبُ فنامتْ
عندَ أحزانِ الضياءْ!

أيُّها المذهولُ
من رَهقِ الرَّجاءْ
أنبىءِ القلبَ
عنِ الوجدِ الذي
ما أنفكَّ مصلوبًا
على خَدِّ اللقاءْ!

زمِّليني يا مطاراتِ التَّسكُع
أحمليني لبلادي
ودَعيني أحملُ البشرى
لشمسِ الأستواءْ!

دثِّريني بحريرٍ من سَناها
يوقظُ الصَّمتَ الذي رَانَ
على صمتِ السَّـماءْ!

بالذي بعثرَ في ليلي
شموسًا من دموعٍ
وحنينٍ ورجاءْ!

وسقاني من كؤوسٍ
أسكرَتني، ساومَتني،
ألْجمَتني بحريرٍ من بهاءْ!

فقرأتُ الكَفَّ والغيبَ
وأسرجتُ بُراقي
عندَ سدرِ الاشتهاءْ!

داوني بالعزِّ
والعزُّ صنيعُ الكبرياءْ
لا تَكِلْني للبشاراتِ التي
أشعلها القلبُ
أنينًا وبُكاءْ!

أيُّها الوطنُ الذي
داسَ على جلاَدِه
وتسامَى شامخًا
نحوَ السَّماءْ!

أيُّها الوطنُ الذي
قد صالَ في عُرصَاتِه
جيشُ أحزاني
وخيطٌ من دماءْ!

يا بلادي
أنتِ تقتاتينَ مِن صبري
على رَهقِ الغناءْ!

زمِّليني بالذي
أسرجَ في ليلي
قناديلَ البهاءْ
وخُذيني مثلَ برقٍ
من عيونٍ لا تراني
جاثيـًـا أبكي
على غَيْـمِ الشتاءْ!

جئتُ لك بهذا النص لأنه كُتب في شتاء مكفَّهر
كانت درجة الحرارة فيه خمسون تحت الصفر.
وكنت أراقب سقوط الورق من نافذتي، على الأرض مولولة، تبكي
فبكيتُ معها حزناً وتذكرتُ بلادي فبكيتُ أكثر..!

علّه هذا النص يخفف علينا وعليك وعثاء وعناء هذه المتلازمةاللعينة...!

___________________________________
لتصحيح كلمة إملائياً

Quote: في بلادي التي بات الشتاء مؤخرا يزورها في أيام معدودات, وقد يتعجل في يومين أو يتأخر ولا اثم عليه .. مازالت نسمات العصر المقيته تزورنا - وان قل الشتاء أو كثر- مؤذنه في الناس بالبؤس .. فينقبض قلبي وتمل روحي ..

منوية سلامة روحك يا ستى


لكن بالغت معانا

انتى اكيد ما قاصدة السودان لانه اساساً ما فيه شتاء

والايام المعدودة الانتى بتقولى عليها دى نحن بننتظرها بفارق الصبر

للتخلص من سخانة الليل البتحمى النوم وريحة النهارية البتوقف القلب

ولنسيمات العصرية الباردة (نوعا ما) نشتاق لشراب شاى المغربية ومعاه عود طلح

لاضافة عبق الشتاء الجميل.


ياااخ انا بحبها جدا الايام دى



محبتى وودى لك عزيزتى

فاديه ازيك ..

Quote: ولنسيمات العصرية الباردة (نوعا ما) نشتاق لشراب شاى المغربية ومعاه عود طلح لاضافة عبق الشتاء الجميل.

بحب نفس الطقوس دي في الخريف .. فصلي المفضل ..
بحب المطر يا فاديه والألوان والحياه ..



المهم برضو حاسداك ..

شاعرنا عبد الأله زمراوي:
الشكر أجزله علي القصيده الجميله

Quote: زمِّليني يا مطاراتِ التَّسكُع أحمليني لبلادي ودَعيني أحملُ البشرى لشمسِ الأستواءْ!

أعجبني جدا هذا المقطع ..

Quote: جئتُ لك بهذا النص لأنه كُتب في شتاء مكفَّهر كانت درجة الحرارة فيه خمسون تحت الصفر. وكنت أراقب سقوط الورق من نافذتي، على الأرض مولولة، تبكي فبكيتُ معها حزناً وتذكرتُ بلادي فبكيتُ أكثر..!

أحمد الله أنني لن يزورني مثل هذا الشتاء هذا العام,
هي فقط تلك النسمات المسائيه اللعينه وبعض فصول الذكريات ..

هل لي أن أطمع في المزيد من أشعارك, قبسا يدفئ وينير عتمة الدواخل ..

Quote: مابال كل شئ في بلادي تغير حتي الشتاء ؟؟!! أذكر سنوات طفولتي الباكره, وكم كان الشتاء قارسا مهيبا .. ربما لذلك وليس لغير ذلك انطبعت صورا حزينه في مخيلتي عن الشتاء .. في أيام الاجازات كنا نختبئ في الغرف تحت الأغطية الثقيله, ونرتدي ما ثقل وزنه من الثياب, ولا نتمكن من الخروج بحريه وخفه الي فناء المنزل, لممارسة شقاوتنا اليوميه التي عجز الرادعون عن ثنينا عنها, وحده الشتاء كان يثنينا عن التقافز بين الأشجار, والمطاردات التي كنا نمارسها أنا وأخي الأكبر لبعضنا البعض, يثنينا عن سقي الأشجار, واعتلاءها :) وأمي ترقبنا حينا وتنتهرنا أحيانا عده .. وفي أيام الدرس كان الاستيقاظ باكرا للذهاب الي المدرسه عبئا لا يضاهيه عبء يجلدنا الهواء البارد علي خدودنا وأنوفنا حين وقوفنا في طابور المدرسة الصباحي

الأخت أماني
سلام على روحك الطيبة

ما أقسى أن تتبدل حتى حال الفصول فما تعود تلك التي ألفناها وما بالك بما آل إليه البشر تزامناً مع تغير أحوال الفصول ، حال أورثتنا الحزن فترحمنا على الأزمنة الجميلة حتى مع شتاء ينم عن سبات نقاومه بدفء الأرواح أما اليوم فحتى الأرواح ما طفقت تشتكى مآلآت الفصول للإحباط فتنزوي في حسرة وألم!!.. تصويرك فيه تشخيص حالة وبكاء على ماضٍ!! تقديري

Quote: هل لي أن أطمع في المزيد من أشعارك, قبسا يدفئ وينير عتمة الدواخل ..

لا أعرف إن كان النواحُ في الشتاء سيكون قبساً منيراً. إذن نقول نعم مؤقتا
ونلقي على مسامعك أجزاء من (صلاةِ العشق)، وهي صلاة ليست كالتي نعرفها وإنما
هي تزيد عليها بممارسة طقوس العشق، متوحداً مُحلِّقا في سماوات الأخيلة والرؤى،
بوهيميا حد الثُمالة، وغارقاً في التأمل، لمقاومة خروج الروح من الجسد، كما تفضلتِ
بالقول آنفاً....!

مَا بَيْنَ مَسْرَايَ وَمَنْفَايَ
رَهَنْتُ قَصيدتي
وَنَقَشْتُ قَافيتي
عَلَى هدَبِ الرجَاءْ!

يَا أيُّها
الْوَطَنُ الَّذي
نَاجَيْتُه وَبَكَيْتُ
مِثْلَ النَّوْرَسِ الْبَحْريِّ
عِنْدَ سَمَائِهِ الزَّرْقَاءْ!

وَنَشَرْتُ أجْنِحَتي
عَلَى شَفَقٍ
مِنْ الأحْلامِ وَالْبُشْرَى
وَأغْويتُ الغِناءْ!

وَطَنٌ ، تَحَدَّيْتُ
الْمَجَرَّاتِ الْبعيدَةَ
وَارْتَقَيْتُ إلَى
صَلاةِ الْعِشْقِ،
حَدَّثْتُ السَّمَاءْ!

وَرَسَمْتُ عِنْدَ سَمَائِهِ
طُولِي وَعَرْضي،
وَانْتِمَائي
وَاقْتَفَيْتُ
خُطَى الصَّلاه!

وَحَمَلْتُ مَسْغَبَتي
عَلَى خَطْوِي
وَطُفْتُ عَلَى الْبسيطةِ
مِنْ أقَاصي الثَّلْجِ،
جَمَّلْتُ الْمَكَانَ،
عَزَفْتُ ألْحَاني
على وَطَنِ الْبُكَاءْ!

حُزْنٌ رَمَادِيٌّ
تَمَدَّدَ في
سُقوفِ الْلَّيْلِ
حَتَّى نَامَتِ الأَفْلاكُ
وَاختبأتْ
مَصَابيحُ الضِّيَاءْ!

يَوْمٌ شَقِيٌّ آخَرُ،
حُزْنُ الْعَصَافِيرِ
عَلَى أعْشَاشِهَا،
وَالْهُدْهُدُ الْبَاكي،
وَأحْلامي الَّتي
أوْدَعْتُهَا وَطَنًا،
رَهَنْتُ الْعُمْرَ عِنْدَ
طُلُولِهِ الْفَيْحَاءْ!

يَا طَيْفيَ الْوَثَّابَ
اُحْلُلْ عُقْدَةً
مِنْ نَظْمِ شِعْري
عَلَّني أجْتَازُ
صَخْرَ الاِنْكِفَاءْ!

يَا وَيْلَهُ الْقَلْبُ
الْمسَربَلُ فِي الْمُنَى
"كَافِ" التَّثَاؤبَ
وَانْفَلِقْ
كَالذَّرَّةِ الصُّغْرَى
وَامْدُدْ سِكَّتي
قَدْ شَاخَ
عُمْرُ الاِخْتِبَاءْ!

يَا وَيْلَهُ
الْقَلْبُ الْمُعَذَّبُ يَفْتَرِش
زيفَ التَّرَقُّبِ رَيْثَمَا
تَأْتي خُيُولُ الْقَابضينَ
عَلَى حُشَاشَاتِ الْغِنَاءْ!


هَاهُوَ الْعُمْرُ أمَامَكْ
وَالرُّؤى تَنْسَابُ
رَقْرَاقٌ خَيْالُكْ
أيُّهَا الْمَخْبُوءُ
فِي جُحْرِ الْخِبَاءْ!

قَدْ حَسِبْتَ الْلَّيْلَ
يَصْطَافُ عَلَى
نَهْرِِ الْمُنَى
وَارْتَهَنْتَ الْعُمْرَ مَمْدُودًا
عَلَى بَحْرِ الرَّجَاءْ!

أيُّهَا السَّاقي كَظِلِّي
أيْنَ كَأْسي؟
لا أرَى كَأسي
وَرَاحِلَتي تَدُبُّ
دَبيبَهَا خَبًّا،
وَهَذَا الْعِشْقُ يُسْكِرُني
إلَى حَدِّ الْبُكَاءْ!

عَاشِقٌ أنْتَ
فَلا تَشْقَى،
وَإنْ رَانَ
عَلَى الدَّرْبِ شَقَاءْ!

رَاهِبٌ أنْتَ
عَلَى الْغَارِ
فَلا تَأْسَ،
صَنَعْتَ الْمَجْدَ
أدْمَنْتَ الْبَقَاءْ!

_________________________________________________________________
وقد كتب هذا النص ذات شتاءٍ في ليل من ليلي المنفى وكانت الأشجار
تتأرجح يمنةًويسرةً من هول البرد وقسوة الشتاء.

شاعرنا عبد الاله زمراوي:

سعادتي بنثر كلماتك الأنيقه نجمات ينرن ظلمة المكان ومزاجه القاتم لاتوصف ..

شكرا لمؤازرتك و

Quote: وَطَنٌ ، تَحَدَّيْتُ الْمَجَرَّاتِ الْبعيدَةَ وَارْتَقَيْتُ إلَى صَلاةِ الْعِشْقِ، حَدَّثْتُ السَّمَاءْ! وَرَسَمْتُ عِنْدَ سَمَائِهِ طُولِي وَعَرْضي، وَانْتِمَائي وَاقْتَفَيْتُ خُطَى الصَّلاه!

يالله كم هي جميله كلماتك هذه ..
امنت أن الشتاء نصلا يشحذ الروح ويعرّيها فتنطق صدقا وجمالا ..
ليت لي مثل ما وهبك الله من نظم وتعبير,
فأخرج ما تراكم من فعل الشتاء وغربة الروح دررا كما تفعل ..

تحياتي واحترامي الأكيدين ..

الأخ أبوبكر:
تحيه وترحيب ..

Quote: ما أقسى أن تتبدل حتى حال الفصول فما تعود تلك التي ألفناها وما بالك بما آل إليه البشر تزامناً مع تغير أحوال الفصول ، حال أورثتنا الحزن فترحمنا على الأزمنة الجميلة حتى مع شتاء ينم عن سبات نقاومه بدفء الأرواح أما اليوم فحتى الأرواح ما طفقت تشتكى مآلآت الفصول للإحباط فتنزوي في حسرة وألم!!..

كلامك أحسست به صادق حد الصدق ..
الحسره في القلب علي حالنا كبيره ..
اتغيّر الطقس - سياسي - اقتصادي - اجتماعي - بيئي - ونحن اتغيرنا معاه ..

شكرا علي لمس الأوجاع ..

مرورك أسعدني للغايه ..