رحل عن دنياناصحفي مصري خلاق ومؤسس أول صحيفة يسارية مستقلة/محمد السيد سعيد

رحل عن دنياناصحفي مصري خلاق ومؤسس أول صحيفة يسارية مستقلة/محمد السيد سعيد


10-12-2009, 06:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1255368640&rn=0


Post: #1
Title: رحل عن دنياناصحفي مصري خلاق ومؤسس أول صحيفة يسارية مستقلة/محمد السيد سعيد
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-12-2009, 06:30 PM

ووري الثرى في مدينةبور سعيدأمس علي هذا الجسد المصادم والفكر العميق في كل القضاياو بعد رحلة طويلة مع المرض، تاركاً مجموعة من الإنجازات والأفكار، بينها تأسيس أول يومية يسارية مستقلّة هي البديل
لقد رحل محمد السيّد سعيد (1950) بعد معركة مع المرض ليس فيها منتصر وخاسر. لم يكن المرض أشرس معارك المثقّف العتيد، ولم يكن ليتراجع أمام المرض. بل ظلّ يكتب ويعمل حتى آخر نفس، ثم عاد بقرار ذاتي إلى مصر منتظراً الموعد الذي لم يتأخّر. أسبوع واحد، ثمّ صدق الموت وعده حيث الصدق شرّ إذا ألقاك في الكُرَب العظام نعاه كثيرون وسينعون سعيد بوصفه المفكر اليساري العمق وبعضهم يعتبره الليبرالي لاكثر معاصرة وتجديد وآخرون سيمزجون بين هذا وذاك. والواقع أنّ في رحيل سعيد الآن بعداً رمزياً لا تخفى دلالته. إذ لا مكان للمركّب في واقع التسطيح، كما أن لا مكان للثقافة في عصر الميديا. الثقافة بمعناها العضوي وبوصفها تقليباً دائماً لتربة الأفكار، وابتعاداً عن فخ التبرير الاجتماعي. بهذا المعنى، سعيد لم يخجل من إعلان قطيعته مع الماركسية اللينينية، وبهذا لم يعد ماركسياً، ثم لم يعد عضواً في أي تنظيم يساري. وبالتالي، لم يعد شيوعياً. في سنواته الأخيرة، سلك السياسة من مدخلها المعرفي. مع ذلك، انتهز كل فرصة لتسجيل الفعل السياسي كما تيسّر له. في فرصة لقاء مع الرئيس حسني مبارك في معرض الكتاب، خرق إجماع المجاملة بحديث التعديل الدستوري فناله ما ناله من منعٍ ورقابة
صاحب مثال كهذا على قدر بديع من التنوّع لا يعني التناقض ثم يرأس وهو لم يكن صحافياًتحرير أول يسارية مستقلّة هي البديل فيخوض بها ومعها معارك العدالة الاجتماعية والتنوير. ولمّا يشتد عليه المرض، يتركها لصحافي من الجيل الجديد، قبل أن تتعثّر التجربة وينقطع الأمل بعودتها قبل أيام من رحيل المؤسّس. كأنها مفارقة أخرى، واجهت الجريدة نفس ما واجه سعيد من أسئلة قبل الرحيل وقبل التوقّف: ما هو اليسار الآن؟ وما مستقبل الاشتراكية؟ أسئلة لا توفّر المعاجم إجاباتها بل الوقت بصفته مادة الحياة، والواقع بصفته لغزاً عربياً كبيراً ومحزناً. من هنا لا يمكن اعتبار سعيد يسارياً إلّا بالمفهوم التقدمي، حيث المثقّف جملة من المواقف تواجه الظلم والفقر والرجعية. وتحاول استخلاص مفاهيمها الموقتة من كلّ ذلك، وإعادة إنتاجها بصورة مفهومة حتي للعامة
رحمه الله لقد فقدالفكر والصحافة العربية عقل خلاقا.