التحية والعرفان لابراهيم سعد وبقية أعضاء لجنة جالية واشنطن دورة 2007-2009

حينما يخلق الخلاف فى الرأى فى أمر عام عداوات شخصية ، فيجب علينا مراجعة أنفسنا ومدى وسع صدورنا للخلاف. فأحيانا ما يولد الخلاف فى الرأى مشاعر سلبية تعمى الأبصار وتُضفى غشاوة على الأعين تجعلنا لا نرى محاسن ما ننقد.

وتتكشف نوايا النقد عن هدم وليس بناء على أسس سليمة. وفى مجال العمل العام أرى أن التطوع له يحتاج الى إراداة قوية وإيمان بخدمة العامة والتأثير فى حياتهم بصورة إيجابية ، وهذة خاصية إمتاز بها القليل ويجب علينا أن نقف كثيرا وقفة تقدير عند من وهبوا أنفسهم للعمل العام وخدمة الباقون من نتاج إنتخابات ديمقراطية. ويستحضرنى هنا لجنة جالية واشنطن لدورة 2007- 2009 بقيادة أخى السيد – إبراهيم سعد وبقية أعضاء اللجنة التنفيذية، فلقد نالوا كل الإحترام والتقدير على ما بذلوة من جهد ووقت ومال فى خدمة الأخرون وتطوير حياتهم فى بلد ينال فيها التاس حقوقهم من خلال التجمعات لا التفرقات.

فى تلك الدورة لم تبخل أقلامنا فى نقد لتصحيح المسار فهيهات أن تبخل بالشكر لمستحقيه ، لا يدرى الكثيرون منا كم من التضحيات الفردية التى قام بها أعضاء اللجنة التنفيذية ، كم من المرات ضنا أعضاء اللجنة التنفيذية على أسرهم بتفضيلهم العمل العام ، كم من المرات أصبحت حافظة نقودهم الخاصة فى متناول العمل العام. كم من المرات تجاهلوا صياح أبنائهم بقضاء وقت خاص معهم. ولاننا مجتمع قل حظة من الممارسة الديمقراطية لذلك قصر فهمنا عليها فى المشاركة المحدودة والنقد السلبى وبخلنا على مجتمعنا من أهم خواص المجتمع الديمقراطى وهو المشاركة الفعلية فى العمل سواء أن كان بالجهد أو بالمال.

التحية للجنة السابقة فى وقوفها بصلابة ضد محاولات إستقطابها وإبتذاذها سياسيا من قٍبل سفارة النظام اللاديمقراطى ومن قٍبل بعض التنظيمات السياسية ومنها مكتب الحركة الشعبية بواشنطن الذى لا زال يمارس دور الطفل المدلل فى الساحة السودانية هنا وهناك. يسنحضرنا هنا موقف اللجنة التنفيذية من قبول أموال من سفارة النظام لكى لا يقع فريسة فى مرض" قتل القلوب عن طريق ملء البطون والجيوب" الذى يبدو أنه أصاب الكثيرون. ولن أنسى كلمة السكرتير العام السابق أخى صلاح الزين حينما كشف الآعيب سفارة النظام فى تخطى اللجنة التنفيذية الى مدارس الجاليات وإعطائها مبالغ نقدية . وعلى حد قولة " إذا لم نقبل الأموال من القتلة الكبار ، فكيف نقبلها من القتلة الصغار؟؟".

وإن كنت قد إختلفت مع اللجنة التنفيذية السابقة فى قبولها تبرعات عينيه من ساوند سيستم من مستشار سفارة النظام ولكن يبقى الحكم النهائى على اللجنة التنفيذية فى التصدى لمحاولات الإستقطاب وتحييد المنبر الثقافى للجالية وجعله منار للرأى والرأى الأخر. التحية لك أخى إبراهيم سعد وبقية أعضاء اللجنة التنفيذية فى التنحى جانبا وإفساح المجال لآعضاء جدد ليحملوا الرأية بالرغم من أن لديكم الكثير والمفيد والخبرة . فهذة الأيام يتأثر بعضنا بمرض الأضواء والوجاهات وتمسك بالمناصب. فالخالق وحده قادر على جزأكم.

واللذين يقرأون هذا المقال ويعتقدون أننا نحاول توجية مسار أو تسييس الجاليات بهذا المقال، أقول لكم أن العكس هو الصحيح ، فبعد أن قطعنا الألأف الأميال لنتشفى من مرض القهر السياسى وتحجيم الأجيال وعدم إحلالها، فبعد أن هجرنا وطن جريح بداء الحكم العسكرى الذى يقسم الناس الى طائفتين : طبقة المغضوب عنهم والمرضى عنهم. بعد أن هجرنا وطن يجعل وسيلة الإرتزاق الوحيدة هى موالاة النظام أو السكوت عن ظلمه.

هذا النظام إختار أن يطاردنا أعلى البحار لكى يذيد ضلاله السياسى ولكى يُجمل وجهه الغير قابل للتجميل من مجازره وتصرفاته الهوجاء. وبعد أن علم النظام بأن إرادتنا قد تحررت منذ وطأت قدمانا أرض تمثال الحرية وأن زمن العبودية والتهديد بالسحل وقتل المعارضين وإرهابهم قد فقد تأثيره للبعد الجغرافى. ويستخدم النظام فى تلك المحاولة المكشوفة شتى السبل منها: خلق العلاقات الأجتماعية مع قيادات الجاليات وأصحاب الشأن فى التجمعات وذلك من خلال الظهور فى المناسبات الأجتماعية سواء أن كانت أفراح أو أكراه. ومحاولات إستغلال الحوجة المالية للجاليات بالتبرعات المالية والعينية .

والمقام هنا ليس مقام حوار عن علاقة الجاليات بالسفارات ولكن إنها حقا وقفة إجلال وتقدير للجنة التنفيذية السابقة وقائد ركبها الأستاذ- إبراهيم سعد فى ما بذلوها من جهد وتصدى لمحاولات تسييس الجاليات من قٍبل سفارة النظام وذلك بخلق الإستقلالية المالية وعدم الوقوع فى بركان الخطئية وهى الحوجة المادية التى غالبا ما تؤدى الى رهن الإرارت أو أقلها : الصمت المميت.