االـ ما عندو ضهر ... و الواسطة بين زمنين

خشم باب الواسطة :

اللغة النوبية عبارة عن تصريح مرور ..
و جواز سفر دولي ..
و واسطة ما بتقع الواطة.
أهلنا الطيبين .. في أي مكان في السودان أو خارج السودان لو قابلوا واحد بيتكلم لغتنا ..
فهذه دعوة إلى الحميمية و التعاطف الصادق.
أنا شخصيا لغتي النوبية أنقذتني في مواقف كثيرة .. آخرها ذات سفرية براً و بحراً ...ففي سواكن .. كان الصف طويلا .. و العفش أطنان .. و الحر يلحم ..
فإذا برجل توسمت فيه أنه من أهلنا ..
توكلت على الله و خاطبْته باللغة النوبية .. فما كان منه إلا أن عانقني و حمد الله على سلامتي ثم في دقائق كنت في الفندق مع كامل عفشي دون أن يفتحوا أي شنطة.
هذا يقودنا إلى :
الماعندو ضهر ، ينضرب على بطنو ، و ربما في أماكن أخرى من جسده لو ما عندو وجيع كمان.

والواسطة يبدو أنها قديمة قدم التاريخ،
فيحكى أن الخليفة عمر بن عبد العزيز لما تولى الخلافة ، وفد إليه الشعراء من كل حدب و صوب ،
و وقفوا ببابه أياما لا يؤذن لهم ،

فجاء ( رجاء بن حيوة ) و كان من خطباء أهل الشام ، فلما رآه جرير داخلا على عمر ، قال له :

يا أيها الرجل المرخي عمامته ** هذا زمانك فإستأذن لنا عمرا

و يبدو أن ( رجاء ) هذا كان واصلا و مستوصلا ، وبيلف العمة مرخية بطريقة ود اللحو ( جاري العزيز ) ، و واسطته ما بتقع الواطة.

فدخل الخطيب ( رجاء ) عند عمر و لم يذكر من أمر الشعراء الملطوعين برة شيئا ..
( شوفوا الغتاتة ، برضو الغتاتة قديمة قدم الكسرة ، لإنو كان عاوز يطلب حاجة من الخليفة ، فلو ذكر الشعراء ربما ضاعت حاجته وسط الزحمة. ).

ثم مر بالشعراء ، الشاعر ( عدى بن أرطأة ) فقال له جرير :

يا أيها الراكب المزجي مطيته *** هذا زمانك إني قد مضى زمني
أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه ** أني لدى الباب كالمصفود في قرن
لا تنس حاجتنا لقيت مغفرة ** قد طال مكثي عن أهلي و عن وطني

بالضبط كما يحدث الآن ، تقيف ملطوع قدام باب مسئول ، والله ما تدخل إلا يدخلك المراسلة أو السكرتير أو مدير المكتب.

بعدين شوفوا المسكين جرير دة ، سايب أولادو كم يوم و يمكن فارش ليهو فروة و قاعد راجي مقابلة الخليفة ، و طبعا لا موية باردة و لا ساندويتشات ولا موبايل يطمن وليداتو.

فدخل عدى على عمر و قال : يا أمير المؤمنين ، الشعراء ببابك و سهامهم مسمومة و أقوالهم نافذة

طبعا يقصد إن الصحافة الحرة برة ، و ناس المعارضة منتظرين يعملوا معاهو مناظرة سياسية، و أحسن تدخلهم ( قبل ما يمرمطوك ) .

فأنظروا لثقة الحاكم و إعتداده بعدله و ثقته بحكمه الذي يستند فيه إلى حجة القرآن و السنة.

قال عمر : ويحك يا عدى ، مالي و للشعر ؟

قال عدى : أعز الله أمير المؤمنين ، إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مدحه الشعراء فأعطى ، و لك في الرسول أسوة حسنة .

قال فكيف ؟

قال : إمتدحه العباس بن مرداس السلمي فأعطاه حلة قطع بها لسانه.

قال عمر : أفتروي من قول عباس هذا شيئا ؟
قال نعم و أنشد :

رأيتك يا خير البرية كلها نشرت كتابا جاء بالحق معلما
شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا عن الحق لما أصبح الحق مظلما
أقمت سبيل الحق بعد إعوجاجه و كان قديما ركنه قد تهدما

قال عمر : ويحك يا عدى ، من بالباب منهم ؟

قال : عمر بن أبي ربيعة.

قال الخليفة عمر : أليس هو الذي يقول :

ثم نبهتها فهبت كعابا طفلة ما تبين رجع الكلام
ساعة ثم إنها بعد قالت ويلتا قد عجلت يا إبن الكرام
أعلى غير موعد جئت تسري تتخطى إلي رؤوس النيام

فكما هو واضح من الأبيات ، فإن الشاعر بن أبي ربيعة ، أتى متسللا ليلا بعد نوم ناس الفريق لهذه الطفلة و أيقظها من النوم و هي التي عاتبته لعدم إخبارها بهذا القدوم المفاجيء و أنه أتى مبكرا قبل أن ينتصف الليل ، و القصيدة طويلة و بها من المجون الكثير ..

لذا فإن الخليفة عمر قال :
فلو كان عدو الله إذ فَجَرَ كتم نفسه ، لا يدخل علي و الله أبدا .

أنظروا للحسم ، يلا بلا صحافة و بلا معارضة ، مادام فاجر و يتبجح بهذا الإثم ، لا يدخل ولو ملأ الدنيا شعرا و ضجيجا. مافي مجاملة تب.

ثم قال الخليفة عمر : ، فمن بالباب سواه ؟

فقال عدى : همام بن غالب ( و هو الفرزدق الشاعر المعروف ، و يساوي الآن قناة الجزيرة و السي إن إن ، لأن شعره كان سهما قاتلا و هو من أفصح الشعراء ).

فقال الخليفة عمر : أوليس هو القائل :

هما دلتاني من ثمانين قامة ** كما أنقض باز أقتم الريش كاسره
فلما إستوت رجلاى بالأرض قالتا *** أحَيٌّ يرجى أم قتيل نحاذره

و المعنى واضح ، و لا داعي لشرحه حفاظا على البوست.

قال الخليفة : و الله لا يطأ بساطي.
منتهى الحزم .

قال : فمن سواه بالباب ؟

قال عدى : الأخطل

قال الخليفة : أيا عدى ، أيدخل عندي و هو القائل :

و لست بصائم رمضان طوعا و لست بآكل لحم الأضاحي
و لست بزاجر عنسا بكورا إلى بطحاء مكة للنجاح
و لست بقائم كالعير يدعو قبيل الصبح حى على الفلاح
و لكني سأشربها شمولا و أسجد عند منبلج الصباح


الأخطل ، لو خيروه ، فلن يصوم شهر رمضان ،
ولا حيروح الزرايب يشتري ضبيحة و ياكل لحمها
و لا حيصلي الملعون.
يذكرني هذا بقصة واحد ( برضو من عندنا ) طول عمرو عايش في مصر ، عمرو ما صام يوم واحد إلى أن بلغ من العمر عتيا ،
و رجع للسودان قي قريته بالشمال و شهر رمضان على الأبواب ،
فقال له أهله : لا بد لك من الصوم ، هنا عدم الصوم عيب ، و دي قرية صغيرة و ما زى مصر واسعة .

المهم صام أول يوم ،
و لسوء حظه ، الشمس من ( قولة تيت ) ملهلبة ،
الساعة عشرة لسانو بقي زى أم فتفت المغسول بي موية حارة ، و متدلدل لى نص صدرو،
الساعة إتناشر ، جاب كل أحفادو ،
و الشايل بشكير و باليهو بي موية و الشايل ملاية مبلولة، و الشايل كيس مخدة ،
كلهم يمصروا فوق راسو ،
المهم المغرب كان قطع الإرسال و الإستقبال ، و الشوف بقى طشاش ،
أها أدوهو صينية فطور رمضان و قالوا ليهو روح المسيد مع الرجال ،
و هو مارق لفح ليهو منجل و ختاهو في الصينية ،
لما سألوهو ناس المسيد المنجل لي شنو ،
قال ليهم : علي الطلاق و علي اليمين ، تاني واحد يقول لي صوم إلا أفتح كرشو بالمنجل دة. أنا العطش الدخل فيني الليلة ، عمرو ما حيمرق مني.

نرجع للخليفة عمر الذي قال : و الله لا يدخل علي و هو كافر ، فهل بالباب سوى من ذكرت ؟

قال عدى : نعم ، الأحوص.
قال عمر : أليس هو الذي يقول :

الله بيني و بين سيدها يفر مني بها و أتبعه

أحوص الشوم دة ، لايوق لياقة تغيظ ، يعني الجارية ال هو متكسر فيها دي ، كلما سيدها يزوغ بيها حتة ، صاحبنا دة وراهم. ( كراد عديل ..) ...

أنظروا إلى إلمام الحاكم بما يقوله المحكومين قبل توليه الخلافة ،

كان يسمع و يحفظ و يحكم على الشاعر من شعره ،
دون اللجوء إلى مخابرات و مباحث و أمن مركزي و إستجواب ،
كان يستطلع و يسمع و يحفظ و يقيم الشعر لوحده إلى أن تولى الخلافة.
و لكن لم يكن ليفتح السيرة لولا وقوفهم ببابه.
المهم لم يدخل الأحوص عليه.

ثم صار يذكر له الشعراء ، و الخليفة عمر يذكر أشعارهم المجونية إلى أن أتى على ذكر جرير ، فقال عمر : أليس هو القائل :
طرقتك صائدة القلوب و ليس ذا حين الزيارة فأرجعي بسلام

فقال عمر : فإن كان لابد من دخول شاعر ، فليدخل هو.
فأذن لجرير فدخل ،
فقال عمر : ويحك جرير ، إتق الله و لا تقولن إلا حقا.

فقال جرير :

أأذكر الجهد و البلوى التي نزلت أم قد كفاني ما بلغت من خبري
كم باليمامة من شعثاء أرملة و من يتيم ضعيف الصوت و النظر
ممن يعدك تكفي فقد والده لفرخ في العش لم ينهض و لم يطر
يدعوك دعوة ملهوف كأن به خبلا من الجن أو مسا من النشر
خليفة الله ماذا تأمرون بنا لسنا إليكم ولا في دار منتظر
مازلت بعدك في هم يؤرقني قد طال في الحي إصعادي و منحدري
الخير ما دمت حيا لا يفارقنا بوركت يا عمر الخيرات يا عمر

و القصيدة طويلة و جميلة من أروع قصائد المدح ،

و لكن اللافت للنظر ، أن جرير ، و هو يدخل لأول مرة على الخليفة ،
لم يطلب قطعة أرض درجة أولى ،
أو مزرعة ،
أو منصب حكومي ،
إنما طلب منه أن يلتفت إلى الأيتام و الأرامل ،
يعني يلفت نظره إلى شريحة من المجتمع تحتاج بالفعل إلى إهتمام الخليفة و بيت المال ،
و هي لفتة بارعة من الشاعر ،
لأن الشاعر يعرف أن عمر رجل دولة من الطراز الأول و لا يمكن أن تمدحه ثم تخرج محملا بالدنانير و الدراهم دون وجه حق.

فقال له عمر : يا جرير ، لا أرى لك هنا حقا.

فقال جرير : بلى يا أمير المؤمنين ، أنا إبن سبيل و منقطع.

فأعطاه عمر من حر ماله مائة درهم .
أعطاه من جيبه الخاص و ليس من خزينة الدولة

ثم خرج جرير

فسأله الشعراء الواقفين بالباب : ما وراءك ؟

فقال : ما يسوءكم و الله و يكدر يومكم. فقد خرجت من عند أمير يعطي الفقراء ، و يمنع الشعراء و أنا راضٍ عنه.

يعني بمعنى آخر بلغة اليوم ، سأله الشعراء :

أها إن شاء الله خير ، الزول دة من وراهو في فايدة ؟

فقال لهم جرير : سجم خشمكم لو راجين حاجة ، الفقير يخش ، و الشاعر يفرتق ولا يشتت.


***

إنتهتْ واسطة زمان

( جلال داود )

Quote: إنتهتْ واسطة زمان

الأديب الأريب /أبوجهينة
القريب الما غريب
كيفنك
دي واسطة أعدل الناس
حفيد أعدل الناس
عمر حفيد عمر
عدل يرفد بعضه البعض
من إبن الخطاب لإبن عبد العزيز

أمتعتنا بهذه السياحة الجميلة بين عرب ونوبة أمتعك الله .

لكن رأيك في وساطة ناس زمان الباقية لي هسع دي شنو ؟:

Quote: فدخل الخطيب ( رجاء ) عند عمر و لم يذكر من أمر الشعراء الملطوعين برة شيئا .. ( شوفوا الغتاتة ، برضو الغتاتة قديمة قدم الكسرة ، لإنو كان عاوز يطلب حاجة من الخليفة ، فلو ذكر الشعراء ربما ضاعت حاجته وسط الزحمة. ).

لك وللأسرة الكريمة أطيب التحايا
ودمت .

أبوجهينة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..طرقت باباً وليهنأ الطارق بالمطروق ...فالمطروق قديم متجدد وقد أصبح الخطر الذي يهدد الكيان والنسيج الاجتماعي في وطن بحجم السودان وأصبحت وزارات وشركات ومؤسسات مصرفية عامة ملك لقبيلة بعينها في السودان حتى صار الناس يتندرون بغلاسة هؤلاء الناس وغتاتهم في سرقة الكحل من العين وقتل المتوفى والسير في جنازته ..ولعل مكمن الخطر اليوم ماثل في هذه الواسطة ..فقد سرت إلى إحدى دوائر الحيكومة في خرتوم الترك واكاد أحلف على مصحف ان كل طاقم العمل من قبيلة واحدة ( سحنة ولكنة ) وحز في نفسي ماحز إذ تذكرت أبناءنا العطالى وهم أعضاء في الاتحاد الاشتراكي ( المؤتمر الوطني ) أها الجماعة قالوا لي ما بشنتغل لانو نحنا ما من قبيلة بجير وباجل ..والحكاية فيها خيار فقوس وما الحزب إلا يافطة ...والماعندو واسطة الرماد كالو ...واصل لينا في سردك السمح دا
تحياتي لكم وأسرتكم ومن بطرفكم

صديقي العزيز و أخي عبد الرحمن الحلاوي

تحية أخوية صادقة

Quote: طرقت باباً وليهنأ الطارق بالمطروق ...فالمطروق قديم متجدد وقد أصبح الخطر الذي يهدد الكيان والنسيج الاجتماعي في وطن بحجم السودان وأصبحت وزارات وشركات ومؤسسات مصرفية عامة ملك لقبيلة بعينها في السودان حتى صار الناس يتندرون بغلاسة هؤلاء الناس وغتاتهم في سرقة الكحل من العين وقتل المتوفى والسير في جنازته ..ولعل مكمن الخطر اليوم ماثل في هذه الواسطة ..فقد سرت إلى إحدى دوائر الحيكومة في خرتوم الترك واكاد أحلف على مصحف ان كل طاقم العمل من قبيلة واحدة ( سحنة ولكنة ) وحز في نفسي ماحز إذ تذكرت أبناءنا العطالى وهم أعضاء في الاتحاد الاشتراكي ( المؤتمر الوطني ) أها الجماعة قالوا لي ما بشنتغل لانو نحنا ما من قبيلة بجير وباجل ..والحكاية فيها خيار فقوس وما الحزب إلا يافطة ...والماعندو واسطة الرماد كالو ...واصل لينا في سردك السمح دا

تمام

تعرف يا عبد الرحمن هناك مقولة قالها الملك فيصل آل سعود و هي مقولة موغلة في منطقها و عقلانيتها ... حيث قال :

كل شيء مقدور عليه في الدولة .. إلا الواسطة

بمعنى يمكن مراقبة أي فساد .. إلا الواسطة فإنها تسري سريان الكهرباء في الأسلاك
سعدت بمرورك
تحياتي للأسرة الكريمة

Quote: أأذكر الجهد و البلوى التي نزلت أم قد كفاني ما بلغت من خبري كم باليمامة من شعثاء أرملة و من يتيم ضعيف الصوت و النظر ممن يعدك تكفي فقد والده لفرخ في العش لم ينهض و لم يطر يدعوك دعوة ملهوف كأن به خبلا من الجن أو مسا من النشر خليفة الله ماذا تأمرون بنا لسنا إليكم ولا في دار منتظر مازلت بعدك في هم يؤرقني قد طال في الحي إصعادي و منحد الخير ما دمت حيا لا يفارقنا بوركت يا عمر الخيرات يا عمر

ياسلام يا أبوجهينـــة
أجمـل ما كتب جرير كان الشعر وقتها يعكس نبض الشارع
جرير يعلم أنه لاخير فيه ان لم يصدع بكلمة الحــق التي
ليس من ورائها غرض 0
والخليفة العادل عمر يعلم أنه لاخير فيه ان لم يسمعها
اما ناسكم ( دول) واسطتم واصلة كان نطقوا بها أوبغيرها 0
تقبل خالص تحياتي

Quote: فدخل الخطيب ( رجاء ) عند عمر و لم يذكر من أمر الشعراء الملطوعين برة شيئا .. ( شوفوا الغتاتة ، برضو الغتاتة قديمة قدم الكسرة ، لإنو كان عاوز يطلب حاجة من الخليفة ، فلو ذكر الشعراء ربما ضاعت حاجته وسط الزحمة. ).

يا ابوجهينة أضحك الله سنك
طريقة فكهة وممتعة في التعبير
الواسطة قديمة قدم السنين
بس كانت مواسم
الان مستفحلة والبلد خير مثال

شكرا علي جمال المساحة

الأستاذة هند

سلام كبير

Quote: الواسطة قديمة قدم السنين بس كانت مواسم الان مستفحلة والبلد خير مثال

تمام
الواسطة بقت مرتبطة بحالتين
إما تعنصر
إما علاقات بمختلف أنواعها بما فيها تبادل المصالح
إما رشوة

سعدت بمرورك

الأستاذ الأديب / جلال داود أبوجهينة) ...

هكّر في أننجه تو ...

تحية ملؤها التقدير والاحترام وعسى أن تكون أنت وجميع من حولك بخير وعلى أبدع ما يكون ... وكل عام وأنتم بخير ....

حقيقة يا حبيبنا هذه نزهة فكرية ممتعة وددت الا تنتهي ... وقد جملتها كثيراً بأسلوبك الجميل الشيق وشرحك الأخاذ ... بالله يا ابو جهينة كتر لنا من زي ده ...

ياخي بصراحه كده انت زول حكّاي جنس حكي ... دمت لنا أخي قلماً ينثر العطر والرياحين .. وجدولاً ينساب خلاله الابداع بلا تكلف ولا إدعاء ...

والله يديك ألف عافيـــه ....

إدريس محمد إبراهيم

سكرفي وووو أوني تيروني ؟

سلام مربع

سعدت جدا بكلماتك الطيبة في حقي و بمداخلتك الثرة
دمتم أبدا

محمد الحسن
زول الزومة الزين

سلام كبير

Quote: أجمـل ما كتب جرير كان الشعر وقتها يعكس نبض الشارع جرير يعلم أنه لاخير فيه ان لم يصدع بكلمة الحــق التي ليس من ورائها غرض 0 والخليفة العادل عمر يعلم أنه لاخير فيه ان لم يسمعها

تمام التمام

Quote: اما ناسكم ( دول) واسطتم واصلة كان نطقوا بها أوبغيرها 0

سأحكي لك فيما بعد واسطة ناسنا بيني و بينك

دمتم و شكرا للمرور

الأستاذة الموقرة سمية الحسن طلحة
تحية كبيرة و تقدير
كل سنة و إنت و الأسرة الكريمة بألف خير

Quote: دي واسطة أعدل الناس حفيد أعدل الناس عمر حفيد عمر عدل يرفد بعضه البعض من إبن الخطاب لإبن عبد العزيز

نعم ... عدالة و إلمام بأحوال رعيته و كرم

Quote: لكن رأيك في وساطة ناس زمان الباقية لي هسع دي شنو ؟:

Quote:

Quote: فدخل الخطيب ( رجاء ) عند عمر و لم يذكر من أمر الشعراء الملطوعين برة شيئا .. ( شوفوا الغتاتة ، برضو الغتاتة قديمة قدم الكسرة ، لإنو كان عاوز يطلب حاجة من الخليفة ، فلو ذكر الشعراء ربما ضاعت حاجته وسط الزحمة. ).

أها دي ال ما ممكن تتزحزح قيْد أنملة من أي شعب

سعدت لمرورك الثر فشكرا كثيرا

تحياتي

وما عندو ضنب يحاحيلو رب العالمين

تحياتي يا ريس
ظهورك دائما رائع وممتع

Quote: إلا الواسطة فإنها تسري سريان الكهرباء في الأسلاك

الكهرباء يمكن التحكم بها بمفاتيح وقوابس ..اما الواسطة فهي أشبه بإنفونزا الخنازير ..تحياتي

ابو النسب

صباحك خير


رحماءُ بينهم ..!

Quote: أُُناسٍ تحسبهم من بني جلدتك، ومن جنسك، وممن يخالطونك، يستظلّون السماءِ التي تظلّك، ويتنسّمون الهواء الذي تتنسّم، همومك أقربُ إلى همومهم، ومشاعرك من نسيجِ مشاعرهم، وعاداتك من أصل عاداتهم، يقلقهم ما يقلقك، ويؤذيهم ما يؤذيك .. لكن سرعان ما يكونُ لهم رؤوس الضواري، وأنيابُ الوحوش، وأظفار الجوارح إذا ما كانت في أيديهم مصلحةٌ تسعدك أو منفعة تسرّك..! حينها تشفُّ أنفسهم عمّا يعتملُ في قلوبهم من أحقاد ، فلمجرّد أمرٍ يسهلُ قضاؤه ، يقلبون لك ظهر المجن، ويكدّسون لك العثرات، ويحيكون لك الأفخاخ كي تعيق طريقك ، وتسقط تدبيرك، فتسأل نفسك: من هؤلاء؟ أليسوا من أهلي؟ أليسوا من وطني ؟ أليسوا من البشر الذين يشبهونني، أليسوا ممن أخالطهم في المسجدِ، والسوقِ ، والمجالسِ ، والبيوت ، والشوارع .. فنفسي وأنفسهم سواء في الضراءِ والسرّاء ؟! ألا يجمعنا الإسلام فيرقق قلب هذا على أخيه ذاك ..؟ وتستذكر قوله تعالى وهو يصف "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" سورة الفتح /29.. فتقولُ أولا يقتدي هؤلاءِ بأولئك العظماء؟! أوَ لسنا على النهجِ ذاته ، والمظلّةِ ذاتها ؟! ينتظرون في العملِ زلّةً منك ، أو هفوة .. بل عجباً تشاهدهم وهم يحطّمون مجاديفك ، ويمزّقون أشرعتك ، فتقولُ من هؤلاءِ ؟ من أين أتوا ؟ .. تكتشفُ أن شهيّة الافتراس كامنةٌ فيهم ، فهم متربصون بك كي يفترسوك لأدنى عثرة .. فتقول من هم ؟ لأي صنفٍ من البشرِ ينتمون؟. إن حبّ الأنا التي تطغى على هذا الصنف من النّاس ليجعلهم يرفعون من شأنهم، ويحطّون من قدرِ غيرهم ، فلا يرون أمام أعينهم سوى ما يعرقل مصالح غيرهم ، يقول ستيفن كوفي في كتابه "العادة الثامنة": التكاتف الحقيقي حيث الكل أفضل من مجموع الأجزاء. إن الناس الذين لا يعيشون وفقاً لضمائرهم لا يشعرون بهذا الانسجام الداخلي وراحة البال، أولئك الأشخاص يجدون الأنا الخاصة بهم تحاول السيطرة على الآخرين باستمرار، وحتى لو تظاهروا باللطف والتعاطف من حين إلى آخر فإنهم سيمارسون أشكالاً خفيّةً من التحكم بالآخرين ، وقد يذهبون إلى حدِّ الانخراط بسلوكٍ ظاهره اللطف لكنه ديكتاتوري في حقيقته" هذه هي حقيقة هؤلاء الناس مكشوفة حتى لو حاولوا إخفاءها فإن التجارب تبيّنها، وتفضحها ..! وكم لي أتمنى أن يغادر التزّمت النفوس، وتنتشر الأريحيّة بين الناس، فلا تكونُ في معاملاتهم فظاظة، ولا تكون في علاقاتهم غلظة ..! إنّما يبتدرونك بالابتسامةِ الصافيةِ، الصادقة، فلا خير في وجهٍ كالحٍ حينما تراه تبتئس، وتسودُّ الدنيا في وجهك، فلا الابتسامةُ تعرف وجهتها إليه، ولا البشاشة تتلمس طريقها فيه ..! وجهٌ جامدُ القسمات، صلب الجلدِ لا يلين ..! أينه من وجهِ من قال فيه الشاعر زهير بن أبي سلمى: تراه إذا ما جئته متهلّلاً .. كأنك تعطيه الذي أنت سائله ..!! إننا لنواجه بكثيرٍ من هذه الوجوه الكالحةُ ، الجامدة في أعمالنا ، في أسواقنا ، في مناشطنا ..! الوجوه التي لا تستطيع حتى تصنّع الابتسامة، وكأن الأرض ضيّقةٌ على الآخرين، وواسعةٌ لها ..! الوجوه التي لا تبتدرك بالسلامِ ، ولا بالكلامِ ، ولا بالابتسامْ ..! فظّةٌ ، غليظةٌ ..! وإن الحياةَ لتجمعنا بأناسٍ قلوبهم من الحجرِ لا تلين بل "وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "البقرة/74، فكيف لمسلمٍ يؤدي فرائضه لا يعرف الرحمةَ قلبه ؟! وكيف بأسارير وجهه لا تنفرج؟ هل حرّم ديننا بشاشة القلوبِ والوجوهِ وهو دينُها ..يقول صلى الله عليه وسلم "تبسمك في وجه أخيك صدقة" رواه الترمذي، وقال عبد الله بن الحارث:ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحينما تذهبُ لقضاءِ مصلحةٍ في دائرةٍ من الدوائر يواجهك بعض الموظفين ذوي الوجوه الجامدة فيقولون لك بفظاظة: نعم ، ماذا تريد؟ أو يتجاهلونك فلا يلقون لك بالاً وكأنّك قد انتزعتَ منهم حقّاً، أو غصبتَ منهم مالاً، أو جئت تشحذ منهم نقداً ..!! ويتكرّر صنف هؤلاءِ النّاسِ في المتاجرِ، في الشوارعِ، في مختلفِ المصالح ..! أفلا يدري هؤلاء أن الخير في خدمة الناس ، يقول صلى الله عليه وسلم" أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس " ، ويقول الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ يخبرني أحد الأصدقاء أنّهم ما إن كادوا ينتهون من بناءِ منزلهم حتى تفاجأوا بإحدى المصالحِ تشرعُ في بناءِ مرفقٍ لغرضٍ من الأغراض غير مكترثةٍ بتشويهه لواجهةِ البيت، وإعاقته لدربه، وغير مستجيبةٍ لالتماساتهم ، ولكنّها بعد ذلك نقلت المرفق استجابة لجهةٍ أُخرى قررت أن هناك متّسعاً لهذا المرفق بعيداً عن البيت..!! ويخبرني أحدهم بأنّه تلقّى اللّومَ والتقريع من أحد الموظفين ، ثم اكتشف لاحقاً بأن هذا الأخير كان يسعى من وراء تقريعه للحصولِ على مكسبٍ شخصي ..!! إن خدمةُ الناس من أسمى الأخلاقِ ، فكيف بها تكون عند أُناسٍ مما يستبدّون به على الخلقِ ، ومما يزيدهم نفوذاً عليهم ، وتحكّماً في شؤونهم؟! وإنني لأشاهدُ في الغربِ كثيراً من السماحةِ في التعاملِ، واللطفِ في الكلام لصاحبِ حاجةٍ يدخلُ مؤسسةً من المؤسسات، فأتمنى أن تعمَّ مؤسساتنا هذه المعاملة: أن يعامل الموظفُ المراجعَ بلطفٍ وسماحةٍ، فليس هو أفضلُ منه في شيءٍ ، بل هو مستأمنٌ لقضاءِ حاجته، ومكلّفٌ بخدمته، ويعامل البائع المشتري وهو منشرُح الوجهِ ، سموح .. أقول أتمنى ذلك لأن "الدين المعاملة" ولأنني أحسبُ أن المسلم سَمْحٌ في تعاملهِ، كيف لا وقد رقّق الإسلام طبعه، وألانَ بأسه.. ولكني أرى أن الغلَّ استفحل في بعض النّاسِ ، فأوحشَ قلوبَهم ، وزادها قسوةً وجفوةً على إخوانهم ، وليت هؤلاء ممن قال الله تعالى فيهم:"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم" الحشر/ 10. إن الغلّ داء ، وما لم يترفّع الإنسانُ بخلقهِ، ويدرّب نفسه على الإحسان للناسِ فلن يغادر الغلُّ قلبه بل يزداد وحشةً وقتامة، وحينها لن تقوم للمجتمعاتِ قائمة ، ولا توحّدُ الناسَ غاية..!

صالح الفهدي

جريدة الوطن العمانية الصادرة صباح هذا اليوم 12 اكتوبر 2009 م

أبو النسب الطيب

سلام كبير

شكرا للمرور و إيراد هذا المقال الثر

دمتم

الحبيب جلال
سلامٌ على روحك الطيبة
قيل إن أحببت أخاك فناده بما يحب وكنَّهِ ولكن لست أدري لماذا أستعذب مناداتك بإسمك ؛ ألحاجة في نفس يعقوب ؟ أم لأن للجلال هالة وهامة؟!

الواسطة كانت يومذاك شفاعة لمُتَشفّع به؛ ولكنها اليوم لم تعد كذلك ،الأمر الذي نعده تغولٌ واغتصاب لحق من يستحق ليذهب لمن لا يستحق ، لأننا نعده بغيضاً مفصولاً عن سنن الكون في العدل ؛ ولأنه يومذاك كان من ضروراته تحقيق مقولة ( الرحمة فوق العدل) وكان من اجمل صفات جمالها في معنى الابداع، فالمتشفع يأتي بما يرق له القلب الحازم ليصبح رحيماً.. أما اليوم فتغير المصطلح لتتحول " الشفاعة " إلى " واسطة " والبون بينهما شاسع فتلك " رحمة " وهذه "إفساد" أي إنه نوع من التمرد على الإنسجام والإتساق الأخلاقي .. إنها شهوة " الظلم " تتغول على نعمة "العدل"؛ فعندما تتطلع نفوسنا إلى شيء ما لسنا مالكيه يكون محبباً وجميلا وحبيباتدفعنا إليه رغبة الإستحواذ وإغتصاب مالا نملكه شرعاً؛ وعندما ننظر في حق رُزِقناه ولا نكتقي ولا نقنع به عندها نتصوره بغيضاً وقبيحاوأقل من ما نستحق لأن وازع القناعة في النفوس -التي لا ترضي - قد توحش ولا ترضى إلا أن تنال ما ليس لها إنها - نفس أمارة بالسوء - لذا نبرر ونشرعن فعلتها بإغتصاب حق الآخرين حتى لا تشعر جزافاً بوخز ضمير.. لا وخز لضمائرهم لأنها ميتة ولكن لا يشعرون ويعترفون .. نوعٌ من شرع الغاب!!

ود البوش

تحياتي أخي العزيز

مشكور على المرور البهي

دمتم

ود البوش

تحياتي أخي العزيز

مشكور على المرور البهي

دمتم

عزيزي أبوبكر

سلام كبير يليق بمحبتنا لك و تقديرنا

Quote: قيل إن أحببت أخاك فناده بما يحب وكنَّهِ ولكن لست أدري لماذا أستعذب مناداتك بإسمك ؛ ألحاجة في نفس يعقوب ؟ أم لأن للجلال هالة وهامة؟!

أعرف تماما أن حاجتك التي في نفسك هي توقير لأخيك جلال و ما توقيرنا لك إلا لأنك فينا الموقر... فلك الشكر الجزيل
و مشكور على المداخلة الثرة
كن بألف خير و عافية
أين أنت الآن ؟