مهرجان الجاز في بيروت

بدأ هذا المساء مهرجان الجاز في بيروت 2009 بعد توقّفٍ عقب دورته الأولى دام خمس سنوات كما قيل لي كان يُفترض أن يمثّل إعلان الحدث بشرى سارّة لمحبّي الموسيقى عامةوالجاز خصوصاً لكن يبدو أنّ هذا المهرجان سيمثّل فقط موعداً جذّاباً لروّاد أسواق بيروت المستحدثة التي تقام الحفلات في أرجائها البراقةغير الشعبية أي وسط بيروت الذي تم أعماره في مهرجان الجاز في بيروت 2009 لا يمثّل البرنامج المطروح حدثاً على المستوى المرجو أو الذي كان المتوقَّع، إذ من المنطق أن يدعوَ مهرجانٌ متخصّصٌ في نمط معيّن رموزاً عالمية تكون في مستوى أو حتى أبرز من الأسماء التي تدعوها المهرجانات غير المتخصِّصة أو التي تقدّم لقاءات وأبداع جديد وواجهة البرنامج هذه السنة هو الفنان اللبناني توفيق فروخ الذي ينتمي إلى خانة الأسماء العربية التي اشتغلت على رواجها غربياً مثل ربيع أبو خليل والأسماء الأخرى هي إمّا معروفة محلياً، أو مغمورة وغير معروفة عالمياً. أما مادياً فليس هناك عائقٌ على الإطلاق بما أنّ الجهة المنظمة هي سوليدير الانشائية الضخمة والحفلات تقام في المساحات التي حولتها الي مراكز تجارية وعمائر علي النسق الاروبي وزيادة علي ذلك الوضع الأمني السياسي المستقر نسبياً الذي لا يمثّل حساسيّة لفناني الغرب المرموقين من هنا وحتي العرب لا مبرِّر لأن يضم برنامج المهرجان أسماءً تتخطّاها قيمةً تلك التي تدعوها لجنة مهرجانات بعلبك الذي يقام فب بعلبك سنويا أيضا أو «ليبان جاز»أو جاز لبنان أو حتى بعض الحانات البيروتية التي تهتم بهذه الموسيقى البديعة وكان البرنامج حافلاً في الخمس سنوات التي مضت كما يقولون شهد مرفأ اليخوت في منطقة سان جورج (مارينا) حفلة لعازف البيانو الفرنسي العالمي جاك لوسييه وفرقته والأخير المعروف بمقاربته الجازية الشعبيّة للأعمال الكلاسيكية (وخصوصاً أعمال باخ) وأخرى لعازف الغيتار جون ماكلافلن إلى جانب صديقه عازف الطبلة الهندي زكير حسين وآخرين، إضافة إلى أمسية مع عازفة البيانو والمغنية البرازيلية تانيا ماريا كما هذه المراة مبهرة في موسيقاها وهنالك مواعيد مع أسماء محلية إبراهيم جابروله محاولات عبقرية كثيرة حتي في الليالي يفضله الزملاء كعازق جيتار مميز و رندا غصوب أيضا مهوسة موسيقي ومثقفة راقية وأنثي أجلهاكثيرا وجويل خوري وهي لها محاولة تعريب أنغام الجاز بخلطة مابين الايقاع العربي الراقص وموسيقي الجاز ذات الايقاع المفرح وعربية عالمية ذات رؤية فنية هجينة مثل عابد عازرية والتي عزفت في مهرجان أصيلة في ليلة الطيب صالح تحددا
في هذا المساء كانت بداية أنغام الجاز وجنون عشاق في أسواق «سوليدير» مع عازف الساكسوفون والمؤلف الموسيقي توفيق فرّوخ وفرقته Absolute Orchestra، تلها الليلة أيضاً عازف الغيتار اللبناني وليد إتيّم وأصدقاؤه. وغداً موعدان، الأول مع عازف الدرامز وليد طويل وفرقته الرباعية، والثاني مع الفرقة الإنكليزية Matt Bianco التي بات مجدها المحدود أصلاً من الماضي البعيد (الثمانينيات) و نهار الجمعةهناك لقاء مع موسيقى البلوز بنكهتها اللبنانية مع الفرقة الأشهر محلياً The Real Deal Blues Band، وآخر مع مغنية جاز أميركية من الصف الثاني تدعى Ilene Barnes. أما ليلة السبت، فستكون أرمنية الهويةإذ تتخللها حفلة لعازف البيانو الأرمني المقيم في بيروت آرتور ساتيان، بعدها Koharapayl التي عُرِّف عنها بأنها فرقة جاز أرمني. هنا يجب أن أشير إلى أني لا أعرف شيئاً عن الفرقة، لذا أستثنيها من التقويم العام الذي ورد إذ قد تكون مشاركتها في المهرجان مفاجأة سارّة، أو غير ذلك
ويختتم المهرجان مع مغنية الجاز اللبنانية رندا غصوب التي أعشقها بجنون وفي نفس الليلة الفنان الذي يراهن المنظّمون على شهرة شقيقه لدى الجمهور اللبناني إنه Freddy Cole المغني وعازف البيانو السبعيني، شقيق الأسطورة Nat King Cole المعروف عالميا ورغم أستغلال شركة سوليديرهذا الحدث للدعاية عن المساحات المتوفرة للبيع والايجارألا أني كنت في هذه الليلة غاية المتعة ماأجمل موسيقي وليل بيروت .