وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)

وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)


10-05-2009, 11:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1254781732&rn=0


Post: #1
Title: وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)
Author: مريم بنت الحسين
Date: 10-05-2009, 11:28 PM

لم يجد الاستاذ جبر الله عمر الامين اسماً يتناسب مع حجم ما اختزنته الذاكرة لأعوام طويلة، حول كارثة إنسانية، سوى الاسم المباشر لكل لحظة عاشها في تلك التجربة... سأورد لكم مقتطفات من هذا الكتاب الشهادة على مهانة الإنسان وذلّه حين لا يجد ما يقتات به..

أهدي هذا البوست إلا أهلنا في الشرق، آه كم تحمّلتم...



jjj.jpg

Post: #2
Title: Re: وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)
Author: رقم صفر
Date: 10-06-2009, 10:25 AM
Parent: #1

شكرا لك وجبرالله عمر الامين


هل من مزيد ؟

Post: #3
Title: Re: وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)
Author: naeem ali
Date: 10-06-2009, 10:31 AM
Parent: #2

بكرة احلي

Post: #4
Title: Re: وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)
Author: مريم بنت الحسين
Date: 10-06-2009, 12:13 PM
Parent: #3

رقم صفر.. ونعيم.. تحية لكما.. سأقدم بعض المقتطفات من الكتاب

"في الصفحات التالية أقدم واحدة من تلك الأحداث ـ مجاعة شرق السودان 1984/1985م. لأن ما عايشته وشاهدته هناك ظل يلاحقني ويلح علي أن أوثقه. وها أنا أفعل .. لاكثر من سبب:
الأول: لأزيح عن صدري عبئا أخلاقيا ظل يؤنب ضميري. ويشعرني بالتقصير في أيصال صوت أناس كنت شاهد عيان على مأساتهم للرأي العام في وطنهم لأن ما نشرته كان خارج السودان.

ثانيا : أحساسي بهذا العبئ ناتج عن أنني كنت الشاهد الوحيد الذي أتيح له من بين شهود آخرين صمتوا أو لم يكن بمقدورهم إسماع صوته أن يتكلم ويكتب عن ماساة ترقى في رأيي الى مستوى الجريمة.

أما السبب الثالث: فقد كان المسئولون السودانيون الذين التقيتهم ووسائل الإعلام السودانية ـ في ذلك الوقت ـ يصرون على تسمية ما حدث في جبال ووديان البحر الأحمر وحول مدينة بورتسودان بأنه "جفاف وتصحر". فأريد أن يحكم لهم التاريخ إن كان الأمر كذلك. أم أنه مجاعة تكتموها فتسببوا بتكتمهم ذلك في مقتل مئات إن لم يكن آلاف الأشخاص. سواء في شرق السودان أو في غربه الذي لم تتح لي فرصة الوصول إليه. وهل ما حدث فعلُُُ يستوجب المحاسبة؟.
"

Post: #5
Title: Re: وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)
Author: كمال ادريس
Date: 10-06-2009, 01:55 PM
Parent: #4

جبرالله الامين جريدة اليوم بالشرقية ولله زول تاني!!!


في مأساة المجاعة عشناها ونحن طلاباكانت لنا رحلة قافلة طبية اجتماعية الى القرى في المناطق النائية... اكتشف الززملاء المجاعة بمأساتها وتم تصوير العديد من الحالات
حملنا الافلام الى المحافظ حينها فطالبنا بالفيلم واطلق تحذيرا ان وجدت تلك الصور طريقها الى الصحافة المصرية فلن يدخل السودان احد من الرابطة بعد ان حرق الفيلم من الكاميرا.

Post: #6
Title: Re: وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)
Author: مريم بنت الحسين
Date: 10-06-2009, 09:32 PM
Parent: #5

الاخ كمال إدريس تحية... إنه امر مؤسف على أن يكون الانسان أرخص من التراب في السودان... والغريب انه وبعد توالي الحكومات وبعد مُضي ما يزيد على العشرين عاماً، لازال الحال هو الحال..

نعم يا أخ كمال، هو الأستاذ جبرالله الأمين.. الذي يعمل في دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر، في الدمام المنطقة الشرقية..

أترككم مع هذه المقتطفات

"بدأ السعوديون يرسلون شحنات إغاثة تستقبلها جهات شعبية في بورتسودان.وتقوم بتوزيعها.ويبدو أن الذين يشرفون على هذا الجهد أحسوا أن هناك محاذير تعيق توسيع عملهم.فهداهم الله أن يتوجهوا إلى وسائل الإعلام فجاءوا إلى جريدة" اليوم" السعودية.وهي في الدمام على الخليج العربي في أقصى شرق المملكة العربية السعودية بعد ان رأوا كيف يتعامل الإعلام السوداني مع الوضع.
وحتى اليوم لا أعرف لماذا إختاروا جريدة"اليوم". وهناك صحف أخرى في وسط وغرب المملكة. لكني أستطيع أن أزعم أنه كان إختيارا موفقا. وسع مساحة نشر أخبار المجاعة لتصل إلى شرق وشمال المملكة.وإلى دول الخليج المجاورة. فقد سبق أن وصل الخبر الى سكان المنطقتين الغربية والجنوبية على البحر الأحمر ولهما اتصال مباشر بشرق السودان. وإلى المنطقة الوسطى. ثم لعل مشيئة الله أيضا أرادت أن تُسْنَد هذه المهمة لأشخاص يكونون شهدوا يوثقونها ثم يبلغونها إلى أهلها.
وهكذا كانت البداية في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر عام 1984 عندما استدعاني رئيس التحرير(1) الى مكتبه.
"

بنت الحسين

Post: #7
Title: Re: وأخيراً... الجوع والموت... الأستاذ جبرالله عمر الأمين (إلى شرقنا الحزين)
Author: مريم بنت الحسين
Date: 10-07-2009, 10:24 AM
Parent: #6

نواصل

" معسكر تهاميم
كان معسكر إيواء النازحين في تهاميم الذي وصلناه في الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة28/12/1984 أكبر مخيمات الإيواء التي أقيمت لإستقبال القادمين من وراء الجبال هربا من الجوع والموت باتجاه المدن وقريبا من المناطق المكشوفة ليراهم الناس فيقدمون لهم ما يستطيعون.
يبعد المعسكر بحوالي مائتي كيلو متر تقريبا عن مدينة بورتسودان. وأقيم على بعد عدة أمتار من طريق بورت سودان الخرطوم السريع. وعلى مقربة من محطة السكة الحديد بمحاذة الشارع. كان يوم زيارتنا له يأوي حوالي ستة الاف شخص (ألف ومائتي أسرة. متوسط الأسرة خمسة أشخاص تقريبا) حسب تقدير القائمين على المعسكر.وصلوا قبل أربعة أشهر من زيارتنا المعسكر. جميعهم من المواطنين السودانيين الذين لجأوا إليه من الجبال والوديان المجاورة أو تم نقلهم بطريقة او اخرى اليه.
المعسكر في معظمه عبارة عن ما يشبه الخيام الصغيرة. ملتصقة بالأرض. مفتوحة من جميع الجوانب.لا تقي من حر ولا برد.إرتفاع الخيمة من سطح الأرض حوالي متر ونصف المتر.على مساحة ثلاثة أمتار تقريبا أو أقل . مصنوعة من قطع البروش القديمة. ومزق البطاطين المهترئة وبقايا الخيش القديم .أو مسنودة الى شجيرة صحراوية جافة تشكل عمود إرتكاز الخيمة.
داخل هذه الخيام إن جازت التسمية، رأينا ما لم تصدقه أعيننا ولا نعتقد أننا نستطيع وصفه. حتى الكاميرا خذلتنا في أن تنقل ما أردنا توصيله إلى قرائنا. فهي وإن نقلت الهياكل والأشباح التي ترونها في الصور. فقد فشلت في نقل المعاناة
النفسية والفقد والحرمان والألم الذي رأيته على الوجوه.وشبح الموت الذي تحس وجوده قريبا. يقف ويجلس ويرقد ويحوم حول كل من تنظر إليه أو تتحدث معه.

لم نستطع نحن ولا الكاميرا تصوير تلك المأساة التي رأيت فيها إنسانا عرفناه عاش كل عمره أبيا عزيز النفس.. قنوعا لا يسأل الناس. ولا ينحني حتى لمجرد التحية. جموحا هزم أجداده جيش أقوى الإمبراطوريات في الحرب العالمية الثانية. إعِتَقَد أنه أقوى من الجوع فطواه بين ضلوعه.ولاذ بشعاب الجبال ومفارق الخيران.وعندما رأى الكل يموت غلبته الحيلة فجاء مثل قائد هزمته أدواته في حرب لا يملك أسلحتها.ولم يكن أمامه غير أن يستسلم.
"