المقدم شرطة ( م ) محمد عبدالله الصائغ يكتب قصيدة رثاء لزوجته الراحلة مها سيد سليمان

مرثيه في حقَ امرأة خاصَة جدَا

مها سيَد سليمان .. سلام عليك في الخالدين

شعر محمَد عبد اللَه الصَايغ

قبر بحمد النيل وشاهدان
وواد غير ذي زرع
جحافل الدَموع تحجب المدينه
بعض صبَار رعته الريح فوق سكون هذا الموت
تثور بوجهه وترقَ حينا
وقيد قبرها
، بكلَ دفئها وعنفوانها ،
ترقد امدرمان ههنا سجينه

كلَ شيئ هادئ في ذلك الصبح الخريفيَ المهول
رقصة الموت أفاقت
بعد حفل صاخب بالامس
نضت عنها خلاخلها ..
وأوغلت
في صمتها المذهول

كما في صحوها وحضورها النَاريَ
مرهفة حتَى ..
في نومها الآبديَ سيَدتي
كترابنا المغسول بالاسحار
خمريَه
فارعة بطول النيل علَقها
على شطأنه
أغلى جداريَه
وعمَدها هسيس الموج والاصداف
في الاعماق حوريَه

محقا يعودنا تمَوز هذا العام
مغموسا بحدَ النصل في وجعي .. يعود
بأنياب وأظفاروأكفان
تلفه في عشره الاولى
وبالكاد تراه
كل يوم فيك يا تمَوز يستدعي الى ألمي صباه
وبنيَة هتكت حجاب الموت حدَ الموت بفراق .
لم يبق في أفقي سواه
وبنيَة هتكت حجاب الموت حدَ الموت
في جلد
ما زال يكبر في دواخلنا صداه
هو القدر المحقَق
ليته قد طاش عن دمنا أذاه

ذات أمسية
على كثبان عينيها تلاقينا
وغنَيت لها :
" وأنظر لا أرى بدرا أأنت الَليلة البدر "
وغنَيت لها :
" انت سلبت روحي وانا روحك بريدا
لو طيفك يزورني في الَليله السعيده "
البدر جالسنا في كوخه الفضَي
و رافقنا
في رحلة خرساء ..
اعتصرت شموخ " القبلي "
وانهمرت قصيده

أوَاه يا هذي المنون
في ذلك الَليل البهيميَ افترقنا
وافترشنا غابة الصبَار أيتاما
تناوشنا اللَهاث
وأسدل صمته بعد السكون
كنَا
قد تحادثنا طويلا قبل ساعات ..
الصَغار .. تحلَقوا حولي
في ظلَ بسمتي ، الاخيرة ،
يهجعون

من سيلقم الغابات أثداء البنفسج مرَة أخرى
من سينادم ضعفنا :
" كيف أمسيتو .. كيف أصبحتو ..
كيف الغربه والمجهول ؟ "
من سيعلَق المصباح
عند الجانب المنسيّ من دمنا
من سيقضَ مضجع صمتنا
ولو قسرا سيحملنا
الى الامل الذي ما عاد يذكرنا

قبر بحمد النيل وشاهداه
وواد غير ذي زرع
دمعي تهجَد قطره كمسبحة
وانداح في أعماقه اليبسى فروَاه
وبنيَة هتكت حجاب الموت حدَ الموت
ورحيل صامت .. متعجَل
ما عاد في أفقي سواه...

اللهم أرحم عبدك الطاهر مها سيد سليمان ..
وأغفر لها وأرحمها .. وتغمدها بواسع رحمتك وأرزقها الجنة ...
وألهم زوجها وأبنائها عبدالله و زهيرة ووالديها وأهلها وكل محبيها الصبر والسلوى ..
آمين ..

قلبي معك حمدي الصايغ

رحم الله اختنا مها وجعل قبرها روضا من رياض الجنة

والزم اهلها الصبر الجميل

للفقيدة الرحمة و المغفرة و لزميلنا حمدى الصائغ
و ابنائه الصبر و حسن العزاء
انا لله و انا اليه راجعون

عادل

ربنا يجبر كسرك يا سيد حمدى , ومن غيرك يا رجل يتحمل
مثل تلك المصائب فى جلد وثبات , لراحلتنا العزيزة عالى الجنان
فى معية المصطفى والصالحين من عباد الله , لك وللصغار الصبر
الجميل وحسن العزاء ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .

.. يالهول ما حدث !

.. و يا لعظمة الإنسان و هو يتجاوز ذاته، و يتقدم جسورا و جميلا" نحو الآخرين مترجما" أحزانه عطاءا" و إبداع

نعم
شهقت ضفاف نيلنا الخضراء على جانبي الموردة و توتي اخي حمدي
و عصافير الصباحات الندية، المتكاثفة في تلك الجزيرة المقابلة لضريح (بر ابو البتول) قد خضها حجر القدر اللعين الطائش

.. رعاك المولى و آمنك انت و أبناءك
صادق عزائي و تقديري لك و لكل احبابك و اصدقائك
اللهم ارحمها رحمة واسعة لا تنقطع، و اجعل خيرها و إشراقها جاريا و باقيا في ابنائها

الأخوان الأعزاء ..
أحمد عبدالله
فخرالدين عوض حسن
عادل حمزة
فيصل عثمان الحسن

لكم مودتي .. وشكراً على مروركم الجميل ..

ونيابة عن الأخ حمدي الصائغ ..
أقول عسى أن لا يريكم الله مكروهاً في عزيز لديكم ..

ودمتم بألف خير ...

الأخ العزيز أحمد طراوة ..
لك كل الود ..
وشكراً على مداخلتك القيمة ..

Quote: اللهم ارحمها رحمة واسعة لا تنقطع، و اجعل خيرها و إشراقها جاريا و باقيا في ابنائها

اللهم آمين ....

اخى العزيز
حمدى الصايغ
هذى قصيدة يدمع لها القلب قبل العين
وجزاك الله خيرا على صبرك الجميل وعلى
طيب مااخترت وانا لله وانا اليه راجعون ...

القصيدة تم نشرها بصحيفة سودانايل ....