كتيبة الجنقو

كتيبة الجنقو


10-05-2009, 07:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1254768300&rn=92


Post: #1
Title: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-05-2009, 07:45 PM
Parent: #0

وقتها كنت في السنة الثالثة من المرحلة المتوسطة , مراهق باعنف ما يكون, عضلاتي برزت دون أذن أحد مصحوبة بكم أخر خفي من التغيرات الجسمانية , شكي صار أكثر وضوحاً و كذلك خوفي من مجهول غير محدد المعالم صار جلياً.... اللوري متوقف امام أحد دكاكين القرية و هو دكان حاج النور ... هذا الدكان ايضاً في أخر أيامه أصيب بعدوي الضمور و التلاشي تلكم العدوي التي لم ينجا منها احد, حيث لم يتبقي فيه سوي المسحوق الكيمائي الذي بفعله تنجح الملابس البيضاء في إحتفاظها بلونها الاول, إضافة الي مسحوق الظهر هنالك حبوب الصداع و أشياء أخري غير ذات قيمة مما حدا بصاحبه البحث عن مهنة أخري تسد جزء من الرمق. و لوقت ليس بالقصير كان دكان عمي الحاج أحد زكريات القرية التي تلاشت ,,, اللوري متوقف أمام هذا الكنتين و يطلق بوقه بين الحين و الأخر في قلق واضح بينما عمي سعيدو يجوب القرية بحثاً عن عمال لحصاد سمسم صاحب اللوري المتوقف ...هنا قررت ان اكون ضمن كتيبة الجنقو و فعلاً قد كان بعد حوار لئيم مع أمي الشرسة و صمت حزين من ناحية أبي المصاب بداء الفرنديد وقتها ... حسب ناموسنا البيتي علي ابي ان يكون ضمن تلكم الكتيبة التي تسمي سعودية منجل و ليس انا, و سعودية منجل عبارة عن كود عمالة حصاد السمسم .... أبي حزين بما يكفي و أمي متنمره في ذهابي مع هذه الكتيبة و لا يعادل تنمرها الزائف إلا حزن ابي الحقيقي , و لكن هذا التنمر كان شكلي جداً فكل الحال يدعو ان أكون ضمن تلكم الكتيبة, إخوتي الذين يكبروني أحدهم في الجامعة و الأخر في حرب ضروس أن يدخل جامعةالخرطوم مفخرة أمي, كما أن ابي متورم القدم بفعل تلكم الدودة اللعينة التي تسمي الفرنديد فهو لا يستطع الوصول الي الحمام بمفرده ناهيك ان يكون ضمن هذه الكتيبة التي عملها الاساسي يكمن في القدرة و القوه علي المسير , رضخت أمي في النهاية و ليس هنالك خيار أخر سوي الرضوخ و لكن مع هذا الرضوخ كان هنالك تهديد ووعيد لا يخفي علي أحد :
أمي: شوف انت براك قلت طاير قطع السمسم دا , و ما في زول جبرك , لكن والله العظيم المدرسة تفتح و تتم اسبوعين ما تجي و الله الحقك هناك....

بواصل بأذن الله و أذنكم

Post: #2
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-05-2009, 07:59 PM
Parent: #1

رضخت لهذه الموافقة المشروطة و في الحال بدأت أمي في ترتيب امتعتي للسفر,,,, أمي تؤمن بالتعليم لدرجة المرض ... فعندما كنا بالمرحلة الإبتدائية أختي و شقيقي الأصغر و أنا, و نحن دوماً ثلاثة في المرحلة الابتدائية نكون و ذلك لغياب حبوب منع الحمل حينها. وحسب التخطيط الدراسي فإن المدرسة تفتح في بداية الحصاد من كل عام وهي أحرج فصول السنة علي الاطلاق و هذا التاريخ الحرج لم يغيره أو يسعي لتغيره أحد من قبل حتي أستاذه مني , كل ما نعرفه وقتها عن ست مني هي أستاذه من الخرطوم و تقوم بإجراء بحث عن التربية و التعليم و لكن بعد أن بلغت من الكبر عتياً إكتشفت أن ست مني يجب ان تكون من سكان الموردة أو العباسية و علي اقل تقدير تكون من ساكنات أحد الديمين فمني تمشي في الأرض واثقة الخطو ولها ضحكة أكثر ثقة من خطواتها الثابتة ...فهذه الأستاذه بعد بحث مضني و رتيب في سجلات الطلاب التي لم تعد صالحة للإستخدام قررت أن تقيم ندوة عن قضايا التعليم في المنطقة , الندوة كانت بالمدرسة الابتدائية فهذه المني حامت علي كل القري التي تخدم بواسطة هذه المدرسة و ركزت أكثر في دعوتها للندوة علي النساء ....الثوب الأبيض المحلي بنقشات خفيفة من لونه, شعر أكرد علي ما أعتقد و مصفف للوراء بعناية و دون تكليف, منضدة مهترئة أمام مني و مدير المدرسة ذو الكرش المتهدل,,, حيت أستاذه مني الحضور بابيات من الشعر تمجد التعليم و استرسلت في التعليم و أهميته الي أن وصلت موضوع الندوة الرئيسي حينما سألت قائلة:
يا جماعة انا ملاحظة حاجة كل الطلبة الخلوا المدرسة بخلوها بين شهر عشرة و حداشر و أنا داير أعرف منكم بالضبط الحاصل شنو في الشهر دا؟
أحد أعيان القرية كالعادة أخذ أول فرصة للرد, فهذا الرجل كثير الحركة و الكلام,,, يتهافت علي الضيوف ليس بدافع الكرم و لكن بدوافع أخري ...بدأ حديثه بكلمات متداخلة بفعل التسارع حيث بدأ و هو يحرك كل جسمه حتي يتم الكلمات التي طارت جسدياً ...بدأ عربياً فصيح قائلاً:
(يا أستاذه إن أهل هذه المنطقة ليست لديهم أهتمام بالتعليم إطلاقاً وهذه الشهور التي زكرتيها شهر اكتوبر و نوفمبر هي شهور ..... وهنا طار موسم الحصاد و معه ايضاً طار إنتهاء الخريف كما ان لغة الجسد لم تسعفه ... و في النهاية رجع الي أصله الأول مردفاً: هذه الشهور هذه الشهور هي الدرت) و هنا عج الحضور بالضحك حتي مني لم تتمالك نفسها من المشاركة في كرنفال الضحك ....و إستدركت الموقف قائلة:
يا جماعة ما في مشكلة الزول دا قاعد يقول في كلام مفيد بس نخليهو يكمل عشان كلنا نستفيد ... و بعدين ما مطالبين لازم نتكلم عربي فصيح يعني أي زول يقول رأيه باللغة البتعجبه و لو في حد داير يتكلم بالرطانة يتكلم بس بشرط انو في واحد منكم يترجم لي.....واصل يا أستاذ و معليش أني قاطعتك ....
الأستاذ: الشهور دي الدرت و الناس ديل ما عندهم اهتمام بالقراية عشان كدا الواحد بدل يقولوا لولدو امشي المدرسة يقول ليهو ورح الخلا و يتم إسبوعين ما يجي المدرسة قوانين المدرسة لازم تفصلوا...
جمعت مني كل الأراء و كان المشترك فيها الدرت أو موسم الحصاد و في النهاية صار غياب اسبوعين أو أكثر في شهر إكتوبر لا يفصل الطالب , فماذا فعلت تلكم المني الله و شيخ الحلة يعلمان.
كما ذكرت فإذا تغيب الطالب اسبوعين متتالين فانه يفصل اوتوماتيكياً دون إخطار لأي ولي للأمر و لكن في أحيان كثيرة يرجع المفصولون بالحاح و إصرار أولياء الأمور و الذي دوماً قد يكون قليلاً او منعدم ذاك الإصرار في معظم الأحيان, لان طموحات معظم القرية في التعليم تنتهي عندما يصير التلميذ قادراً علي كتابة الجواب أو قرأته , لكن من غير العادة أمي و أخرون في القرية كانوا يطمحون الي ما بعد كتابة الخطابات و لكن ماذا بعد الخطابات علي ما أعتقد تلكم الصورة لم تكن بوضوح كافي في أذهان هؤلاء الأخرون...فكانت هذه الأم البراغماتية تتحايل علي القانون الدراسي الذي يفصل الطالب إذا تغيب إسبوعين متتالين, فكانت أمي تتحايل علي القانون بأن يرافقها الي المزرعة اثنان منا و الثالث يجب ان يذهب الي المدرسة و دوما الواحد منا يعاقب علي انه غائب يومين و هكذا الي ان تنتهي فتره الحصاد و نكون قد خرقنا اللائحة المدرسية ولكن بشكل قانوني.... وضعت أمي كل الأشياء المطلوبة في شنطة مصنوعة من جولات البلاستيك.... وضعت في تلكم الحقيبة التي تعلق في الظهر بعصاة , في تلكم الحقيبة وضعت ملابس ابي التي يستخدمها في الحصاد ( و علي الان أن اعيش في جلباب ابي), اضافة الي ذلك كان هنالك بعض أواني الطبخ و لكن عن قصد لم تضع بعض الأشياء السرية , مثل تلكم التي تجمع بينها و أبي ذاكرة حميمة (ود قليل أدب) ,,,, وضعت هذه الاشياء و معها كانت وصاياها العشر التي لم تخرج عن اهمية التعليم و التهديد بالحاق بي إذا لم أتي في الفتره المحدده

Post: #3
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-05-2009, 08:04 PM
Parent: #2

عندما ودعت ابي لم أحرز حتي الان هل كان يبكي أم يهذي من الحمي بفعل تلكم الدودة اللعينة التي تسمي الفرنديد .... ودعني هذا الأب و هو مغطي من شعره الي أخمص قدميه,,,, ودعني بكم من الوصايا الغير مجدية و زودني بعرق مضاد للعقرب و أخر للثعبان كما أنه ركز علي كثيراً أن اسمع و أطيع ما يقوله رئيس التايه مهما كان ,,,, لأول مره أري أمي تبكي من غير مأتم رسمي , ربما أمثل الجنازه في نظرها تلكم اللحظة , بكت أمي كما لم تبكي من قبل و أنا أنظر اليها بغضب موتور ,,, فكم يوترني البكاء و خاصة عندما يصدر عن أمي التي كانت مصدر قوتي في ذاكم الحين .... بكت و من خلال هذا البكاء ترجتني و لم تهددني لأول مره ايضاً... رجتني قائلةً:
سالي (سالي كان من نتاج لسانها الذي لايجيد الحروف الجافة مثل الصاد و الحاء) ... سالي عليك النبي و عليك الرسول كان تخلي المدرسة لشغل الجنقو .... عليكم النبي انتو كان دايرين تقشو دمعتي و دمعة ابوكم ما تخلوا المدرسة.... و الله انتو ما بتعرفو ابوكم دا بعرفوا انا .... والله ما عارفين الراجل دا مغلوب قدر كيف .... مغلوب قدر كيف و هو ما قادر يشتغل عشان العياء يا سالي .... عليك النبي يا وليدي تجي مقبل لمدرستك
انا: كويس يا أمي والله بجي راجع... قلت هذه الجملة بغضب متسارع
أمي: خلاس يا سالي امشي لابوك يأفي منك ....
أبي عيونه تحولت الي قطع من اللحم , وجهه مكفهر منكسر , وفي هذه اللحظة ادركت انه كان يبكي .... عانقته بشده .... بكي أبي بنحيب مكتوم و شاركته هذا الفعل أمي و كذلك أختي خارج القطية .... بكي كل هؤلاء و لم أبكي أنا , فالبكاء لا يليق بالابطال , لم أبكي انا و أنما ربت علي كتف أبي بحنية مطمئناً اياها اني قريب سأعود للمدرسة , و اني الان رجل شب عن الطوق و لذا يجب ان لا يخاف علي.... انتهت مسرحية البكاء و ناولت أبي المبلغ المالي الذي يدفع كمقدم (سلفية) , رفضه أبي و أشار الي أن امنحه لتلكم الأم المتجبره ,,, فأمي كانت المدير المالي و الاداري كما كانت الجلاد و الحكم في ضيعتنا التي تسمي أسره , ناولتها تلكم السلفية و إنصرفت مهرولاً حتي لا اري اي دموع أضافية.....
نظرت الي أمي بإعجاب حزين و انا محمل بالشنطة المصنوعة من البلاستيك علي كتفي بواسطة عصا , الاعجاب مصدره انا صرت رجلاً و الحزن ان هذه المهنة غير لائقة بي علي الاطلاق, فدوماً تحتج أمي لكائن غير مرئي عندما ترانا نقوم بالأعمال التي يمارسها ابي و الاحتجاج بكلمتين و هما (ما كفاية ابوكم).... أمي تريدنا ان نكون عمال و أفندية في أن واحد و قد خيبنا ظنها علي ما أعتقد و لم نكن أي من الاثنين ... حملت هذه الحقيبة التي تسمي قوقو متجهاً الي حيث يقف اللوري المنوط بها ترحيلنا الي مكان لا أعرفه ,,, و بين الحين و الاخر تتلاقي نظراتي مع أمي و أختي المودعتين .... فكانت نظرات مستجدية من قبل أمي ان أعود قبل ان تنتهي المهلة المحدده لفصلي عن الدراسة ,,,, أما من جانب أختي التي تكبرني و قائدتي في المرحلة الابتدائية , نظراتها لم تكن مقرؤة و علي اقل تقدير بالنسبة لي......


يتبع

Post: #4
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-05-2009, 08:46 PM
Parent: #3

خلوا البوست دا فوق لمن أجي

Post: #5
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: GeerTor Tong
Date: 10-05-2009, 09:05 PM
Parent: #1

Quote: ...هنا قررت ان اكون ضمن كتيبة الجنقو

وأول حلة كانت كم ساعة ؟
واصل الروعة وما تنسى وصف الكجيك ، والظاهر عليك ما ح تكون قاص فقط
بل عليك بالترجمة احياناً
مع تحياتي
قير تور

Post: #6
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-05-2009, 09:14 PM
Parent: #5

قير تور ما حتصدق كم سعيد انا بمرورك هنا

Quote: وأول حلة كانت كم ساعة ؟


يا تور بالله بتعرف الحلة ام 400 كليقة و 100 تكل , التكل ب 4 كليقات؟

أنت ما تسأل عن أول حلة كانت في كم ساعة لكن أسال الحلة كانت بكم ... موضوع الكجيك و الفسيخ , البني كربو, الشاي نص الطعام كله جايهو يا تور ..... فيما يخص الترجمة والله بحاول قدر الإمكان

تسلم يا قير و شكراً علي المرور

Post: #7
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-05-2009, 09:22 PM
Parent: #6

تحرك اللوري بانين مكتوم , اطلق المتمرسون من الجنقو صراخ النشوة و الانتصار الوهمي.... لكن نشوة في ماذا؟ لم أدري.... تبادلنا انا و فيصل نظرات استفهام حول هذا الصراخ , ففيصل صديق طفولة و شقاء و في مرحلة المراهقة فصلتنا حرب الجنوب حيث صار جندياً بشريط علي كتفه بينما انا واصلت كطالب, فيصل مع أسرته أتوا من غرب السودان وهو علي ما أعتقد في السابعة من عمره ,,,أتوا من الغرب بواسطه عمهم الذي كان يمثل أحد أعيان القرية وتعبير العين (عين مفرده أعيان) هذا التعبير مجازي جداً ... في بداية سكنهم في القرية كانوا محل تندرنا و سخريتنا من الطريقة التي ينطقون بها الأحرف مما حدا بالكبار زجرنا و في أحياناً كثيراً معاقبتنا بدنياً, هذا الفيصل كان يستغل جهلنا بالغرب و ما يتمتع به من سرد , هذين الصفتين جعلته يروي لنا حكايات عن الغرب و دارفور لا يمكن تصديقها الا في سننا تلكم و عندما كبرنا قليلاً اكتشفنا ان تلكم الحكاوي لم تتعدي سوي أساطير للأولين.

يتبع

Post: #11
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: GeerTor Tong
Date: 10-05-2009, 10:30 PM
Parent: #7

Quote: ففيصل صديق طفولة و شقاء و في مرحلة المراهقة فصلتنا حرب الجنوب حيث صار جندياً بشريط علي كتفه بينما انا واصلت كطالب

شريط شنو على الكتف دا حافظ؟ زولك يكون ركب دبورة من المرحلة المتوسطة واللا شنو هو الكلية الحربية ديك اتدهورت كدا؟
مع تحياتي

Post: #8
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: GeerTor Tong
Date: 10-05-2009, 09:42 PM
Parent: #6

Quote: يا تور بالله بتعرف الحلة ام 400 كليقة و 100 تكل , التكل ب 4 كليقات؟

سؤالك بايخ...مالك داير تخرب علي قرايتي للقصة الجميلة دي؟...
بتخيلك وانت بتحوم وا لوري تيمس واللا اوستن...اها ابو لمبة كيف؟
مع تحياتيقير تور

Post: #9
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Omer Abdalla Omer
Date: 10-05-2009, 10:01 PM
Parent: #8

يازول انت متاكد ما من ام روابة

Post: #10
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 10-05-2009, 10:16 PM
Parent: #9

يا لجمالك يا ولد
ياخ انت عبقرى الرواية الجديد
الله يغتى عليك[
بس لو سمحت
خلينا نراجع معاك العربى
سمح؟/B]

Post: #12
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Elawad
Date: 10-05-2009, 11:19 PM
Parent: #10

Quote: (يا أستاذه إن أهل هذه المنطقة ليست لديهم أهتمام بالتعليم إطلاقاً وهذه الشهور التي زكرتيها شهر اكتوبر و نوفمبر هي شهور ..... وهنا طار موسم الحصاد و معه ايضاً طار إنتهاء الخريف كما ان لغة الجسد لم تسعفه ... و في النهاية رجع الي أصله الأول مردفاً: هذه الشهور هذه الشهور هي الدرت)

والله زولك دا ذكرني قصة حكاها واحد صاحبنا قرا في الهند. قال عندهم شيخ هندي زي زولك دا ما عندو قشة مرة كان بفسر للناس في القرآن فمر بقول الله تعالى (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين) فصاحبنا راحت ليهو حتى حين دي معناها شنو قام قبل كدا قبل كدا قال ليهم يعني لغاية ما تصب المطرة.
واصل يا حافظ... متابعين معاك.

Post: #13
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Baha Elhadi
Date: 10-06-2009, 02:35 AM
Parent: #12

حافظ يا مريسة
يا صديق
ما أروع مواسم الحصاد
والبليلة والفريك
وقعور قصب العيش
والعصيدة على الشوال مباشرة
والكجيك وما أروعه
خاصة إذا خالطه شيء من لحم حمام الشقوق
مداوة لدغة العقرب
صيد الأرانب البرية
النوم في الفضاء الرحب
لا يحدك إلا أحلامك وذكرياتك
صديقي الحكاي :
أرجعتني لسنوات خلت
كأنما هي أحلام

حافظ يا مطوفش
أمسك في كلام سلمى دا كويس
وشكلك نسيت اتفاقنافي المسألة ي
أنا جاهز انت بس رسل الدرافت

يا الله كن بعافية الروح في أنحاء
المهندسين
بالله دي كيف : جنقاوي في المهندسين؟؟؟!!!
بهاء ذات حصاد زاهي

Post: #14
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Abdalla aidros
Date: 10-06-2009, 06:13 AM
Parent: #13

up

كتابة جميلة

Post: #15
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 10-06-2009, 07:22 AM
Parent: #14

***

Post: #16
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: هواري نمر
Date: 10-06-2009, 07:40 AM
Parent: #15

يا جنقو ...
هوي انت!!!!
قلته لي شنو؟؟
عضلات و تغيير بائن في الجسم و صوت أجش!!!!
التغيير بائن بينونة صغري و لا كبري؟؟؟؟




وانت ماشي (سعودية منجل)
ما تنسي .. الكجيك و والدقيف و المرس والكول والشرموط...
وشان تجيه (البني كربو)...

هيييييييييييه دنيا
ابقي ظاهر منتظرين منك جواب في البوستة...!!
بعدين كلام بهاء الهادي ,ده
امسك فيه قوي
هو قال شنو انا ماعارف؟؟
بس اعمل البقولو ليك!!!!!!
__\\
احنا لسه ما جيهنا المريسة ...تمرق لينا في المشاريع و السمسم و الدرت
غايتو؟؟
اها مشيت وين
القربين و لا الدالي و لا الصهباء و المزموم....
وفي ياتو مشروع....؟؟




امرق تعال ....
سريع تم النضمي دي....
ياخي مالك مقوم علينا المواجع...
تسلم يا (سالي)...

Post: #21
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 08:23 AM
Parent: #16

هواري نمر ... يا اولاد نمر تجار المحلبية, الصندل, السجائر, و تياب التوتل و الشفون , أولاد نمر يكسرون الأسرة و يعيدون إنتاجها مره أخري ... كيفك يا ود بلدي ... جاييك لمشاريع الصهباء , و التجار و القراص بس اقعد عافية و خليك قريب

سهام المجمر سلام يا أختي و كيفنك
Quote: íÇ ÌäÞæبلاهى لمن يرسل ليك الدرافت
نكل لى بى تلكم و ذلكم حتى لا تقوم لهم قائمة
اها لو ما رسل ليك الدرافت
ادينى ماسنجر وانا بمشى ليهو بالسكة
اخليهو يتمنى يطلع فى كتيبة الجنقو
مرة اخرى


الله ينعل ابو التلكم و هذين و اللاتي و العزة دي ... يا خي ديل انا اتجلدت فيهن جلد بس ربنا يرحم مدير المدرسة

Post: #17
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Siham Elmugammar
Date: 10-06-2009, 07:50 AM
Parent: #15

الاخ بكرى الهادى سلام
Quote: حافظ يا مطوفش
أمسك في كلام سلمى دا كويس
وشكلك نسيت اتفاقنافي المسألة ي
أنا جاهز انت بس رسل الدرافت


بلاهى لمن يرسل ليك الدرافت
نكل لى بى تلكم و ذلكم حتى لا تقوم لهم قائمة
اها لو ما رسل ليك الدرافت
ادينى ماسنجر وانا بمشى ليهو بالسكة
اخليهو يتمنى يطلع فى كتيبة الجنقو
مرة اخرى


حافظ اذيك ياخ

Post: #18
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 08:04 AM
Parent: #17

العزيز تور والله سعيد جداً أنك هنا

Quote: سؤالك بايخ...مالك داير تخرب علي قرايتي للقصة الجميلة دي؟...
بتخيلك وانت بتحوم وا لوري تيمس واللا اوستن...اها ابو لمبة كيف؟


يا خي انت شكلك خشيت الفيلم دا كتير من لوري التيمس دا ... لكن جاييك للبني كربو و الكجيك, رفاية بنت البرون أجمل من رأيت, اب لمبة فتاشة مولد العقارات و مودر الحكما...تسلم يا قور

عمر عبدالله يا ناس الموية الزلال , الموية البتودر الشقايق ... إنت عارف يا عمر أم روابة دي فيها بير زمزمة بالكرباوي كدا

Post: #19
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 08:10 AM
Parent: #17

Quote: يا لجمالك يا ولد
ياخ انت عبقرى الرواية الجديد
الله يغتى عليك[
بس لو سمحت
خلينا نراجع معاك العربى
سمح؟/B]


سلمي الشيخ سلامة و الله دي شهادة أمي تقدل بيها باقي عمرها ... و تعالي لي هنا دا شنو دعوات أمي دي (الله يغتي عليك) لكن يا سلمي امي مع الله يغتي عليك دي طوال بتضيف ليها من أولاد الحرام ... أول مره اجي الخرطوم كان للجامعة المهم شلت كل المستلزمات الضرورية الممكنة , أمي قالت الدعاء بتاعها دي ( الله يغتي عليك من اولاد الحرام)... يا خي أخوي الصغير مات من الضحك و قال ليها:
يا أمي انتي قايلا أولاد الحرام ديل كيف ما زي ولدك دا....

Quote: خلينا نراجع معاك العربى

جداً يا سلمي والله دي تكون خدمة العمر

تشكر كتير يا سلمي علي المرور و التشجيع

Post: #20
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 08:15 AM
Parent: #17

العوض يا صديق سلام

يعني زولنا الشمشرجي كثير الحركة و الكلام دا طلع هندي؟

تشكر يا عوض و سعيد انت هنا

بهاء الدين ابو شلوخ مقاومة الرمد ... كيفك يا مان و كيف طوكيو والله يا حنين داير أرسل ليك كم موضوع للقلم الاحمر لكن الكرت الاديتني ليهو محل طار عليمك الله عليك الله لو أمكن ترسل لي إميلك علي الخاص.
بالله سلم كثير علي حيدر عليك الله

عبدالله العيدروس سلام يا خي و تشكر علي المرور

حيدر الزين مر أيضاً من هنا و تركة بصمة تشكر يا صديقي الاحمق النبيل و منتظرك

Post: #22
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-06-2009, 08:23 AM
Parent: #20

أكتب يا حافظ قبل أن تفقد تدفق الطفولة
ولا تؤجل كتابة اليوم إلى الغد

سلام من صبا بردى أرق

Post: #23
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: طلال جبير جابر
Date: 10-06-2009, 08:31 AM
Parent: #22

حافظ ازيك ...
والله يا حافظ لقد عدت بنا لزمان ااااااااه منه زمان


تحياتي واشواقي يازول يا سمح .....

بجيك راجع ،،،،،،

Post: #24
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 08:42 AM
Parent: #23

محمد عبدالجليل أستاذي الجليل سلامات و تشكر علي المرور

طلال يا صديق الشقاء و السواد كيفنك و جميل انت هنا

حأواصل

Post: #26
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: الطيب رحمه قريمان
Date: 10-06-2009, 08:56 AM
Parent: #24

أخى الفاضل حافظ

لك التحية


أسمع يا اخوى كمل بروفايك عشان نعرف عنك بعض الشئ و ان كان هذه القصة و تفاصيلها قد اوضحت أشياء كثير و مهمة و لكن دعنى ان أقول لك ان الذين أتو من تلك المناطق التى ذكرت هم الذين يشكلون سو دان الغبش أتمنى ان تكون لا زلت من قبيلة و انصار الجنقو.

لك الود



القيقر ........................... قمة .... 2

Post: #25
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 08:44 AM
Parent: #23

بعد عودتنا مباشرة من حصاد السمسم و بتعبير دقيق سعودية منجل, بعد عودتنا مباشرة التحق فيصل بالجيش بصمت و دون إعتراض أحد و ربما كانت هنالك بعض الإعتراضات ولكنها غير مرئية و حتي الان أتذكر الحوار الحزين الذي دار بيننا:
فيصل: يا صالح أنا والله ماشي الجيش, و سمعت فتحوا باب تجنيد في سنجة.
أنا بدهشة غير مخفية سألت : و المدرسة يا فيصل؟
بغضب رد فيصل: يا خي مدرسة و لا دين , بس عليك دينك و أيمانك قول لي الواحد يقرأ كيف ذاتو... يا خي ابوي دي ما شغال بي الشغله.
أنا: يا فيصل يا خي انا برضو ابوي ما شغال بي شديد لكن قاعد أقرا... يا خي مفروض نقرأ
فيصل: كنين ( وكنين هذا لقب قديم انتهي منذ المرحلة المتوسطة و لا يحي الا عندما أعود الي مسقط رأسي) : كنين شوف انا بكره ماشي سنجة و لو لقيت تسجيل خلاص و لو ما لقيت بمشي الدمازين طوالي...
بكل هذه البساطة الجميلة انتهت رحلة فيصل الدراسية و فعلاً قد التحق بالجيش و هز قناعاتي بالمدرسة وجدوي التعليم بشكل عام, عندما يأتي القرية ايام الإذن و في الغالب تكون ايام الخميس و الجمع يأتي الي القرية و هو محمل بالدقيق الاسترالي (دقيق الفيني او القمح), بعض أرطال السكر , اضافة الي ذاكرة انتقائية تمجد حياة المعسكر, و هذه الذاكرة الإنتقائية كانت من نصيبي أنا غير منقوصة , فيصل دوماً يحكي عن تمارين اللياقة, عن الجزاءات ببطولة و كيف انه يستطع تحملها ... و اثناء هذا الحكي كان يرسل إشارات مرئية تدور حول اني لا أستطع تحمل تلكم التمارين و الجزاءات العسكرية , و دوماً يختتم حديثه بمغامراته مع الممرضات و بعض البائسات من نساء الهوي ...هذه الحكاوي و بمهارة ذاكم الراوي اللعين قد فعلت في فعلها غير منقوص... و بدأت اقارن ذاتي به, و كيف انه أضحي قوي البنية والعضلات إضافة الي التهافت و الإهتمام السافر الذي يجده من فتيات الحلة...كل هذه الاسباب جعلتني أتخذ قرار الانضمام للجيش ... تأكدت من تاريخ أقرب تجنيد قادم و بدأت في إعداد العدة لذاكم الفعلي الثوري.... أمي كالعادة رفضت الجيش بإيمان قاطع و تبعها في ذلك أبي.. حتي الان لم ادري ما الذي حدث هل كان نتيجة خطة مرسومة أم أنه محض صدفة و لكن في الارجح الأعم هي صدفة لا أكثر ... قبل حلول تاريخ التجنيد الجديد أتي شقيقي الأكبر من الجامعة و بعد الغداء في خلوة غير مفتعلة جمعتني بذاكم الأخ فتح موضوع الجيش حيث تساءل قائلاً:
قالوا لي داير تمشي الجيش يا صالح صح؟
أنا: بوقاحتي المعهودة و أنا متنمر للدفاع عن فكرتي رديت بجفاء واضح (أيوا ماشي بس التجنيد الجديد باقي ليهو إسبوع) , و الرسالة التي وصلت ذاك الشقيق المحتال كانت (أنا من ناحية ماشي الجيش ماشي و ما في قوة في الارض ممكن تمنعني)
شقيقي: كويس يا صالح ما عندي أي إعتراض لكن قل لي ماشي الجيش لشنو؟
لم أكون بنفس الوضوح النظري الذي ساقه فيصل كمبررات لدخوله الجيش و لذا إعتصمت بجملة واحدة (بس ماشي الجيش)
شقيقي: بتهكم واضح رد (تمام يا زول شكلك ماشي لحب الوطن و الزود عن ترابه صح)
مفردات حب الوطن , الزود عن ترابه, وطن الجدود , الخ القائمة من الكلمات الممجوجة ... هذه العبارات تم نقاشها مع أحمد أخي بعد أن تخرجت من الجامعة, حيث أورد أحمد ان تلكم العبارات لا تتعدي أيدلوجيات محكمة وضعها الساسة في الخرطوم حباً في كراسيهم و ليس هنالك أي حب وطن أو ما شاكله.
أنا: يا خي انا ما ماشي الجيش لا حب وطن لا حاجة بس ماشي و خلاص.
هكذا كان ردي علي تهكم شقيقي أحمد
إعتدل أحمد في جلسته حيث صار أكثر جدية و صرامة و اردف قائلاً: طيب يا صالح وقت إنت ما عارف ماشي الجيش ليه انا بقول ليك:
أولاً: إنت عاجبنك زملانك ناس فيصل و هلال ديل , اولاد خشوا الجيش و بقوا ناس الحلة بعاينوا ليهم بإحترام و كل يوم خميس بجوا يحكوا ليك عن الجيش عشان كدا إنت داير تبقي زيهم صح؟
و لم ينتظر مني إجابة و إنما أردف مواصلاً:
تانياً: ياخي انت ما تتضايق علي الجيش دا بس انت تم الثانوي و بعدين خش الكلية الحربية ... بتتخرج ضابط و ديل يداب حيكون عندهم شريطين... يعني بعدين حتجي تأمرهم كلهم.
راقت لي كثيراً فكرة ان أكون ضابط في الجيش حتي اتمتع بكل صفات الإله الصغير... أعجبت أيما اعجاب بفكرة الضباط هذه و قررت ان تكن أحد أسراري العليا و في النهاية كل ما حدث لم أصير ضابطاً و لكن في المقابل لم اصير فرد في جيش الدولة.
القرية رويداً رويداً اضحت تتواري عن الأنظار و معها أيضاً تواري الصراخ وزعيق الجنقو إحتفاء بشئ ما, و بعد هذا بدأت الملاسنة بالمواويل ,,, و معظمها مواويل تسخر من الجنقو كمهنة و الإنسان من ذاته ان يكون جنقاوياً ... افترع الموال بواسطة عمي سعيدو ... هذا السعيدو كل القرية تناديه عم سعيدو بالرغم من أنه لم يكن عم اي أحد دمياً ,,, فحتي الذين في سنه ينادونه بهذا اللقب فهذا العم عندما عرفت الحياة وجدته في الخمسين من عمره و حتي الان لم يتجاوز تلكم الخمسين بيلوجياً.... عمي سعيدو كان مؤذن القرية أضافة الي تخصصه في كتابة المحاية و البخرات و أعمال اخري سرية تخص نساء عجزن عن الإنجاب بالطرق التقليدية ... فكما كل القرية عمي سعيدو يشرب المريسة و لكن من بنات دجله غير الضار اضاف اليها العرقي و السجاير ... الأخيران لا يتماشيان مع مهنته ككاهن محلي أو معالج بلدي و لا مع أخلاق القرية... و لكن في الحال وجد المبرر من قبل النسوه لهذا السعيدو حيث أخذن يرددن ان (سعيدو بشرب حار و بكتب حار), و علي ما أعتقد هنا يكمن سر نجاحه .... بدأ عمي سعيدو مواويله التي تسخر من الجنقاوي كإنسان و كان الموال الاول:
جنقو ابو مفيريكة
الدقيق و البصل مقصر فيكا
خرم الصعود في الغيب راميكا
وبعد انتهاء عمي سعيدو من اي مقطع من الموال السابق ... تردد الجوقه (ياهو ... وينو).... مواويل كانت اقرب الي جلالات العساكر... اضافة الي موال أخر اتذكر بعض مقاطعه
فكي الجبون يا بنية
الجنقو فات يا بنية
وبقية المقاطع عبارة عن بذاءات غير ذات جدوي.....فجأة سالني فيصل قائلاً:
يا صالح انت الناس ديل بنبذوا في نفسهم مش؟
انا: ايو يا فيصل صح لكن نبز معاهم عشان ما تزهج ....
و فعلاً قد كان فبدأ فيصل في الشتم الذاتي و ساعده اكثر صوته الجميل أما أنا لحرماني من أي مؤهلات صوتية كانت أساعد و أشجع ذاكم الفيصل بالصفافير أحياناً و أحيان اخري إطلاق بعض صرخات الإعجاب و التشجيع ,,, فهذا الفيصل اضافة لما يمتلكه من صفات حسنة كثيرة فهو يمتلك صوت جرسي ... في البداية بدأت مواله بصوت خفيض لكن بعد اصغاء و تراجع الأصوات الناشذه الأخري هذا حفز صديقي في اطلاق العنان لصوته و انطلق ب:
(السنة دي سنة تروي هوي يا وليد ارجع ورا.... الخ أخر المقطع البذي من هذه الجلاله ... و الذي يريد ان يتباذأ عليه ان يرسل ايمله و سوف اقوم بايراد النص كاملاً)


يتبع

Post: #27
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 09:32 AM
Parent: #25

الطيب قريمان

Quote: أسمع يا اخوى كمل بروفايك عشان نعرف عنك بعض الشئ و ان كان هذه القصة و تفاصيلها قد اوضحت أشياء كثير و مهمة و لكن دعنى ان أقول لك ان الذين أتو من تلك المناطق التى ذكرت هم الذين يشكلون سو دان الغبش أتمنى ان تكون لا زلت من قبيلة و انصار الجنقو.


سلام و تحية في البداية شكراً علي مرورك و شكر كثير علي بوست القيقر هنا...و إنشاء الله يكون بينا تواصل أكثر

لكن بجيك برواقة يا قريمان لأسئلتك

Post: #28
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 12:34 PM
Parent: #27

بعد مغيب الشمس بساعة أو أكثر وصلنا المشروع الذي يجب ان نحصده , في الحال تم تقسيمنا الي 4 مجموعات , كل مجموعة تضم من 8-12 عامل و المجموعة تسمي تاية و لكل تاية رئيس ... و رئيس التايه مهامه تنحصر في التفاوض في السعر و الوصول لاتفاق مع رب العمل اضافة الي فتح حساب بإسم مجموعته... كان في إستقبالنا رجع مربوع القامة في اربعينياته الأخيره, دائم الحركة و الكلام و هذا الكلام والحركة تزداد كل ما ظهر مالك المشروع الرسمي في الأفق و مالك المشروع دوماً يسمي الحاج في حضرته, وكلمة حاج مردوفة بإسمه في حالة الغياب... هذا الرجل ذو الحركة الدائبة كان ناظر المشروع ووظيفته الأساسية تكمن في إستغلال الجنقو لابعد حد ممكن حتي اذا وصل ذاك الي حد العمل بسعر الدقيق أي ان يوزع فقط دقيق الذرة مجاناً مقابل الحصاد ...هذا الرجل الأربعيني ذو المسمي الوظيفي بناظر المشروع كما أسلفت كان كثير الحركة و التملق للمالك , يرتدي قفطان ليس أطول من الفساتين التي ترتديها السودانيان حتي نهاية السبعينات من القرن الماضي , اضاف الي سروال صغير يظهره أكثر العراقي الشفاف, عكس صاحب المشروع فهو دوماً متسربل بكم لا نهائي من الملابس , تلكم الملابس غير متأثرة بأي من فصول السنة , فهؤلاء الثنائي المتناقض (الناظر و المالك) يعبرون بوضوح صارخ عن أحد مقاطع حميد في قصيدته الشهيرة ست الدار حين يقول ( توب الفلهمة يجرجر .... و توب الدين شفاف و قصير)
ناظر المشروع الدائم الحركة و كثير القول بدأ في ترتيبنا بحذر حتي لا نسرق أي من ممتلكاته , فهذا الرجل الماكوكي صورته كانت تتقافز بين السطور حين قرأت أحد مقاطع لينين التي فيها يصف البرجوازي الصغير علي أنه كلب و عبد سيده و الخ القائمة من الأوصاف البذيئة و لكن حزنت جداً حين لم يكن من بين تلكم الأوصاف عبارة ال(.........). تم إستقبالنا بواسطة هذا البرجوازي ال(.........) حيث صرف لنا موؤنة غذائية تكفي لإستمرارنا في العمل ...و كإستضافة أولية قد قضينا ليلتنا الأولي في الكمبو , و الكمبو عبارة عن قطاطي اصغر حجماً من تلكم التي يستخدمها الفلاحون في المناطق شديدة الامطار كمأوي و أكبر من خيام الرحل أي عوان بين ذلك,,, هذه القطاطي في رصتها لا تشبه الا المصفوفة الرياضية ... وهي مقسمة حسب الترتيب الوظيفي أو الطبقي , فقطية صاحب المشروع دوماً تكون الأفخم و الأكبر, و الفخامه هنا لا دليل عليها سوي الحجم إضافة الي الفراش الوثير نسبياً مقارنة بقطية الناظر و التي تليها قطاطي سائقي الوابورات و اللوري و أخيراً قطية الخفير التي تستغل كمخزن للموؤن و سكن للخفير في أن واحد. فخفر المشاريع الزراعية عبارة عن جنقو ملوا المسير او تقاعدوا لأي سبب أخري ... فهذا الخفير أياً كان و دون أي إستثناء دوماً في حالة حرب تناحرية مع الجنقو و لكن هي حرب كلامية لا أكثر و عندما تصل ذروتها تنتهي ببذاءة من الطرفين... و لكن حربه الحقيقة و غير المتكافئة مع الرحل, فهؤلاء البدو لا يطيقون الخفراء دون أي أسباب مرئية و في كثير من الأحيان تكلف تلكم الكراهية الخفير او الحارس حياته ... فهؤلاء الخفراء كائنات منبته لا أحد يسأل عليهم و بالمقابل لا يسألون عن أحد ودوما يمكثون في المشاريع الي مماتهم و أحياناً كثيرة تعفنهم في أوقات الصيف حين يخلو المشروع الزراعي الا منهم...و في هذه الحالة يوجدون كعظام في بداية الموسم الزراعي و دون أي ضوضاء يدفنون كيفما شاء و كيفما أتفق دون صلاة أو عويل.


يتبع

Post: #29
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: طارق عبد اللطيف نقد
Date: 10-06-2009, 01:16 PM
Parent: #25

العزبز حافظ
كيفك والخرطوم كل الناس والحالة عموم

راقت لي كثيراً فكرة ان أكون ضابط في الجيش حتي اتمتع بكل صفات الإله الصغير...

العبارة دي كيفتني في حناني

وضح جليا من الروايه00انه عندك اسماء والقاب عدة

واصل السرد الجميل شوقتنا

Post: #30
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Hadeer Alzain
Date: 10-06-2009, 01:35 PM
Parent: #29

Quote: ياخ انت عبقرى الرواية الجديد

Post: #31
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: noon
Date: 10-06-2009, 02:43 PM
Parent: #29

Thank you Hafiz, you made my day

Post: #32
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 06:46 PM
Parent: #31

طارق نقد .... سلام و كيفك يا حنين طولة شديدة.... تشكر يا منقة علي المرور

هدير الزين كم سعيد انك هنا تسلمي و كثيرا تشكرين

نون صحبتي بدون رؤية كيفك يا خي و انشاء الله كويسة

جاي مواصل يا جميلين

Post: #33
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: ياسر بيناوي
Date: 10-06-2009, 06:54 PM
Parent: #32

لك الدهشة يافردة

واصل واصل ياخ




خالص الود

Post: #34
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 07:40 PM
Parent: #33

تشكر بيناوي علي المورو و حاواصل في اقرب صباح

Post: #35
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: عمر عشاري
Date: 10-06-2009, 07:58 PM
Parent: #34

حافظ الله يحفظك
انا عمر عشاري عضو جديد بالبورد وقديم في صحبتي لكتاباتك
لا أدري ماهي معايير رفع البوستات أعلي الصفحة في البورد
ولكن هذه كتابة تهذب الوجدان وتلمس شغاف القلب
حنينة وقاسية في آن
من اين لك هذا التواضع وانت بقامة اديب محترف
كتاباتك مدعاة لقبول الآخر بثقافته وخصوصياته الإجتماعية
المواضيع تقرأفي هذا البورد بعناوينهافي الغالب
وانأأقرأك كيفما إتفق
المتعة الذهنية لديك دوما مضمونة
كن بخير

Post: #36
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: عمر عشاري
Date: 10-06-2009, 07:58 PM
Parent: #34

حافظ الله يحفظك
انا عمر عشاري عضو جديد بالبورد وقديم في صحبتي لكتاباتك
لا أدري ماهي معايير رفع البوستات أعلي الصفحة في البورد
ولكن هذه كتابة تهذب الوجدان وتلمس شغاف القلب
حنينة وقاسية في آن
من اين لك هذا التواضع وانت بقامة اديب محترف
كتاباتك مدعاة لقبول الآخر بثقافته وخصوصياته الإجتماعية
المواضيع تقرأفي هذا البورد بعناوينهافي الغالب
وانأأقرأك كيفما إتفق
المتعة الذهنية لديك دوما مضمونة
كن بخير

Post: #37
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: عمر عشاري
Date: 10-06-2009, 07:58 PM
Parent: #34

حافظ الله يحفظك
انا عمر عشاري عضو جديد بالبورد وقديم في صحبتي لكتاباتك
لا أدري ماهي معايير رفع البوستات أعلي الصفحة في البورد
ولكن هذه كتابة تهذب الوجدان وتلمس شغاف القلب
حنينة وقاسية في آن
من اين لك هذا التواضع وانت بقامة اديب محترف
كتاباتك مدعاة لقبول الآخر بثقافته وخصوصياته الإجتماعية
المواضيع تقرأفي هذا البورد بعناوينهافي الغالب
وانأأقرأك كيفما إتفق
المتعة الذهنية لديك دوما مضمونة
كن بخير

Post: #38
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-06-2009, 07:58 PM
Parent: #34

حافظ
برجاء حافظ على هذه الروح المشاكسة الخلاقة..
ففي الكتابة إضافة إلى التقيد المرن بأدواتها المهمة
{وبخاصة في كتابة القصص والروايات تحديدا}
تضفي النزعة الساخرة جمالا لا يضاهيه جمال

وأنتبه جيداً لما يُقال من الأصدقاء/الصديقات هنا
تغنم



محبتي

Post: #39
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: عمر عشاري
Date: 10-06-2009, 07:58 PM
Parent: #34

حافظ الله يحفظك
انا عمر عشاري عضو جديد بالبورد وقديم في صحبتي لكتاباتك
لا أدري ماهي معايير رفع البوستات أعلي الصفحة في البورد
ولكن هذه كتابة تهذب الوجدان وتلمس شغاف القلب
حنينة وقاسية في آن
من اين لك هذا التواضع وانت بقامة اديب محترف
كتاباتك مدعاة لقبول الآخر بثقافته وخصوصياته الإجتماعية
المواضيع تقرأفي هذا البورد بعناوينهافي الغالب
وانأأقرأك كيفما إتفق
المتعة الذهنية لديك دوما مضمونة
كن بخير

Post: #40
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 08:10 PM
Parent: #39

عمر عشاري .... سلامات و علك طيب يا أبن أمي , سعيد حد السكر بكلماتك , تشكر يا أصيل و أنشاء الله أكون عند حسن الظن

Post: #41
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-06-2009, 08:15 PM
Parent: #40

سلام بله و كيفك

Quote: برجاء حافظ على هذه الروح المشاكسة الخلاقة..
ففي الكتابة إضافة إلى التقيد المرن بأدواتها المهمة
{وبخاصة في كتابة القصص والروايات تحديدا}
تضفي النزعة الساخرة جمالا لا يضاهيه جمال

وأنتبه جيداً لما يُقال من الأصدقاء/الصديقات هنا
تغنم


غنمت انا يا بله فمن حيث المنتهي كان ابتداءك الاصدقاء و الصديقات في هذا البورد قبل ان يكونوا علي عيني فهم في قلبي و بالتأكيد انا دونهم صفر كبير علي الشمال و سأخذ برأيهم لانهم مرأتي و ثوبي الذي به اتدثر ... تسلم بله و عليك الله خليك قريب في كتير جاي و رأيك يهمني

Post: #42
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: الطيب رحمه قريمان
Date: 10-07-2009, 11:04 AM
Parent: #41

أعتقد ان هذا البوست يجب ان يكون فى الصفحة الاولى

بوست جيد جدا


شكرا يا حافظ

Post: #43
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-07-2009, 01:42 PM
Parent: #42

الطيب رحمة سلام و إحترام و نواصل

جرف علي حد البصر من نبتته السمسم المصفره إستعداداً للحصاد , أصطف العمال بما يشبه طابور الجيش , و يفصل بين أي عامل و الاخر خمسة او ستة أمتار ....و علي كل ان يلتزم بامتاره المحجوزة و هذا يسمي المشهاد ...فمن أين اتت كلمة المشهاد حتي بعض عتاة العمال لا يعرفون..... بدأ المنجل فعله مصحوباً بالأغاني البذئية التي تمجد العاهرات و أكثر تمجد ذكورتنا,,, فهي صنف من الأغاني عندما تغني في الحمام علي من بالداخل ان يتأكد من الأبواب محكمة الاغلاق و أكثر يتأكد من إخلاص الحيطان.... رغم هذا فان تلكم الأغاني البذيئة تغني في الهواء الطلق غير محكومة بأي تعقيدات زمانية أو عمرية,,, فيرددها المؤذن عمي سعيدو الرجل الذي ظل خمسينياً للأبد, كما نرددها نحن و لم نتجاوز السادسة عشر بعد , أغاني من النوع الخفيف تحتمل الحذف و الإضافة و التحريف , كما أن تعديلها لا يحتاج أي موهبة بدليل ان العساكر استخدموها كجلالات تعين علي تحمل المشاق,,,, و مع هذه الاغاني تطلق بعض الصرخات من هنا و هنالك إضافة الي كلمات بذيئة تسب كائن غير مرئي..... جرف السمسم المصفر كان ملك لاحد الجنرلات المتقاعدين ... فهذه المشاريع يوماً ما كانت غابات تصلح لسكن الدجاج المتوحش, الغزلان, و عندما يشتد المطر و الذباب تحتمي بها بعض الضواري مثل الأسود , إضافة الي ذلك فانها سكن الجن المفضل. و يحكي عن هذه المشاريع أو طريقة تمليكها حكاوي أقرب الي الأساطير و الخيال , فأفقر المزارعين يمتلك مساحة الف فدان يفعل فيها ما يشاء و كيفما شاء, وزعت هذه الغابات لضباط الجيش , كبار الموظفين, و الساسة, وزعت تلكم الأراضي في جلسات الخمر , الميسر و العهر بكافة اشكاله... فأحد ملاك الأراضي الزراعية الذي يمتلك أكثر من 50 مشروع بمعدل الف فدان لكل مشروع يحكي عن هذا المالك حكاوي متابينة و مضحكة في أن واحد...... فأبي يحكي عنه انه كيف كان عامل زراعي فقير مثلهم فقط بفارغ انه يمتلك صهر في حكومة نميري, مما حدا بهذا الصهر ان يمنحه خمسين مشروع زراعي بكل متطلباتها كمكأفة لسيقان أخته حسنة الصقل...... و أخر يحكي إن مالك الخمسين مشروعاً لم يكن عامل زراعي في يوم من الأيام و إنما كان صاحب كنتين و لكن أتاه النبي الخضر يوم ما فاكرم ذاكم الاقطاعي المستقبلي مثوي الخضر مما حدا بهذا الأخير ان يسخر له صهراً وزيراً يكأفئه علي ذاكم الكرم ... يأتي ثالث و ينفي القولان السابقان قائلاً بان هذا الإقطاعي لم يكن عامل زراعي أو صاحب كنتين و انما تاجر متجول يبيع و يشتري و لكن اتته ليلة القدر يوماً ما و نتيجة لبركات هذه الليله تم تعيين صهره وزيراً في حكومة نميري .... هذه كانت قصص الغني المفأجي لهذا الثري الطيب , علي العموم انا رفضت مقولة أبي التي تربط بين عامل زراعي , صهر وزير و هذا الغني الفاحش حيث أنها لم تتعدي الحسد و ربما بقليل من التأدب تعني الأمل, أمل أبي أن يكون ثرياً يوم ما, رفضت هذا الإدعاء و أكتفيت بقصة الصهر الوزير, النبي الخضر أو ليلة القدر فقط... فملاك هذه الاراضي عبارة عن أفاعي طيبة في مواسم الحصاد و لكن سامة جداً في غير تلكم الأيام ...أول صدمة حقيقة حدثت لي من قبل هذه الأفاعي الطيبة عندما أتيت الخرطوم لغرض الدراسة حيث صدمتني يافطة كبيرة مكتوب عليها ( مستشفي أبو علوان الخيري)....
يا الهي فهل الخير دالة في المكان؟
أي هل بمقدور الانسان ان يكون أفعي في مكان ما و حمامة سلام في مكان أخر؟
هل ثاب ذاكم الرجل الي رشده و تحول الي خير عند تغير المكان؟
يا الهي و يا دريد لحام أين الغلط؟......


يتبع بعد الإذن

Post: #44
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 10-07-2009, 05:36 PM
Parent: #43

مجنون الكتابة الجنن الكتابة وجننا(2)

Post: #45
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Ahmed Abdallah
Date: 10-07-2009, 05:37 PM
Parent: #43

***

Post: #46
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: abdalla osman
Date: 10-07-2009, 06:50 PM
Parent: #45

###

Post: #47
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-07-2009, 07:54 PM
Parent: #46

حيدر الزين صديقي الجميل هنا قد حزفت لفظ الاحمق كويس معاك ... بالله يا حيدرا ’ بالله حيدرا دي كيف معاك

(انا الذي سمتني امي حيدرا
أسد غابات كريه المنظرا
اكيلكم بالسيف كيل المنظرا)

و يلا للراكة يا حيدر.... تشكر يا صديقي و خليك قريب بعد ما الشمس تشرق

أخي عبدالله عثمان سلامات و تشكر كثير علي مرورك من هنا كما قلة بوعناب (كل الثوار مروا من هنا) ... تشكر أخي و حبيبي و لنا لقاء عما قريب

Post: #48
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: مدثر محمد ادم
Date: 10-07-2009, 08:06 PM
Parent: #46

الصديق الرائع حافظ سلامات

حروفك جميلة ومعبرة عن الناس التحت بس بصوت انوثي مستحي

ولانثى هي اصل الحياة والهة والوجود

واصل الانسان افريقي ويمكن يكون كان قرد

ياصديق حرر حرفك واحساسك صديق

وتسلم لسان الهامش حقيقة

Post: #49
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-08-2009, 09:02 AM
Parent: #48

صديقنا مدثر سلامات و انشاء الله كل الأمور تمام

تشكر علي المرور و سعيد بتعليقاتك ...

------------------------------------------------

يا مان خلينا نتقابل في اليومين الجايات ديل

Post: #50
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-08-2009, 12:51 PM
Parent: #49

Quote: ... و لكن حربه الحقيقة و غير المتكافئة مع الرحل, فهؤلاء البدو لا يطيقون الخفراء دون أي أسباب مرئية و في كثير من الأحيان تكلف تلكم الكراهية الخفير او الحارس حياته ... فهؤلاء الخفراء كائنات منبته لا أحد يسأل عليهم و بالمقابل لا يسألون عن أحد ودوما يمكثون في المشاريع الي مماتهم و أحياناً كثيرة تعفنهم في أوقات الصيف حين يخلو المشروع الزراعي الا منهم...و في هذه الحالة يوجدون كعظام في بداية الموسم الزراعي و دون أي ضوضاء يدفنون كيفما شاء و كيفما أتفق دون صلاة أو عويل.

حافظ المجنون .. تحياتي


أوغل دون رفق .. فالابداع طفل متدفق
أو مجنون لا يبالى

ونزار يقول .. قالت لي حبيبتي
ما الفرق ما بيني وما بين السما

ياريت لو عندنا تلاث حيوات أو تلاتة
أعمار .. واحد للقراية وواحد للشغل
البايخ ده .. والتالت أسكت خلو

ولولا بنيات كزغب القطا
رددن من بعض على بعض
لكان لي متسع في الأرض
واسع ذا الطول والعرض

بالطول والعرض هلالنا يهز الأرض
أو كما يقول مجانين الكورة

Post: #51
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: مدثر محمد ادم
Date: 10-08-2009, 07:34 PM
Parent: #50

الرائع حافظ سلامات

Quote: يا مان خلينا نتقابل في اليومين الجايات ديل


اوكي ومنتظر منك تلفون

Post: #52
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: rosemen osman
Date: 10-08-2009, 08:20 PM
Parent: #49

+

Post: #53
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-09-2009, 06:29 AM
Parent: #52

Quote: ياريت لو عندنا تلاث حيوات أو تلاتة
أعمار .. واحد للقراية وواحد للشغل
البايخ ده .. والتالت أسكت خلو


حقيقة يا أستاذي محمد عبدالجليل يا ريت .... تشكر علي المرور و سعيد بكلماتك

مدثر صديقي سلامات انشاء الله عما قريب نتقابل بس خلي الصداع اللئيم دا يتخارج مني

روزمين عثمان , الكاتبة الجميلة سلامي و تشكرين كتير علي المرور من هنا

بجي راجع بعد الصداع يخف شوية

Post: #54
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: هواري نمر
Date: 10-09-2009, 07:30 AM
Parent: #53

صدااااااااااااع
شنو يا زول يا جميل؟؟؟؟
ياخي و الله ادوووك عين ساي!!
كدي امشي 14 وارجع..
شوف لو ما الصداع ده ...راح!!







اجمل مكالمة من زمن بعيـــــــــــــد جــــــــدا !!
تسلم علي النضمي الجميل..
(عمر الشوية) بسلم عليك كتير كتير!!

Post: #55
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Hadeer Alzain
Date: 10-09-2009, 07:28 PM
Parent: #54

هذا البوست مكانه ليس فوق فقط .. بل في أعلى واجهة للمنبر

Post: #56
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: محمد الطيب يوسف
Date: 10-10-2009, 00:03 AM
Parent: #55

جاييك يا جميل

Post: #57
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: عمر عشاري
Date: 10-10-2009, 03:03 AM
Parent: #56

يرفع ...لكي تسود الكتابة الخلاقة

Post: #58
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: خضر حسين خليل
Date: 10-10-2009, 08:06 AM
Parent: #57

ازيك ياجيش
كل سنة وانت كويس
عندي مشكلة بتاعت كهرباء يا حافظ كل العملتو هسي اني عملت القصة دي في ويرد
لاعجابي اللامتناهي بمدخل النص . شكراً للقراية المجانية دي وللرفقة السمحة

Post: #59
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: أبوالزفت
Date: 10-10-2009, 08:12 AM
Parent: #1


حافظ

حفظك الله

كلمات سردك تعاويز سحر سحرت العقول

في انتظار القادم من سحرك الجميل

Post: #60
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-10-2009, 08:41 AM
Parent: #59

هواري ود عمي
الهم شواني ...
كيفك يا مان و الله الواحد سعيدك بمداخلتك و أسعد بتلفونك ... الصداع راح و جاي شايل قوقو يا مان خليك قريب.... سلم علي عمر الشوية

Quote: هذا البوست مكانه ليس فوق فقط .. بل في أعلى واجهة للمنبر


لكن هدير الزين في غنية قريبة من كدا يا هدير ... انت عارفة يا هدير بكري استجاب لدعائك و أها البوست فوق تسلمي يا هدير و إنشاء الله اكون عند حسن الظن

محمد الطيب سلامات يا أديبناالجميل و نتلاقي فيس تو فيس في الكاسح

عمر العشاري الكردافي الجميل سلام و تشكر علي المرور و الكلمات الطيبة

خضر الشين سلامات يا خي انتي لمتين الكهرباء دي حتواصل قطوع كدا... تسلم يا خضر و بالله وقت تجي الخرطوم ادينا سلك و بالمره رسل لي تلفونك في الخاص

ابو الزفت يا خي ابو الزفت ... دا اجمل اسم هنا تشكر يا ابو الزفت علي المرور و الكلام الطيب..

جايكم شايل قوقو

Post: #61
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-10-2009, 09:08 AM
Parent: #60

أكثر ما يخافه و يحذره الجنقاوي في أن واحد هو السنجل و الميز, فالسنجل عبارة عن الوتد الذي يتبقي في الأرض بعد قطع الجزء الأعلي من نبته السمسم و هذا الوتد الذي لا يتجاوز طوله 15 سم يتيبس بعد ثلاثة أيام و يضحي قاسياً و ساماً و أي طعنة منه قد تخرج صاحبها من موسم الحصاد الذي لا يتعدي شهر في أجمل الأحيان , فلذا هنالك عدد من التدابير وضعت لتفادي هذا السنجل و تبدأ من الخف المصنوع من لساتك اللواري ذاك الخف الخشن الذي يسمي تموت تخلي أو حاجة كافرة, و تنتهي تلكم التدابير بالمشي علي الامشاط حذراً و تفادياً ذاكم السنجل اللعين. أما النوع الاخر من الحذر فهو الميز , فهنا يستوجب التقطير حتي لا يكون العامل الزراعي عبد لبطنه. عندما قرأت أحد كتابات صدقي كبلو وجدت هنالك شبه عميق بين حياة المعتقلين و الجنقو في تعاملهم مع الميز , ففقط تختلف التسمية حيث يسميه المعتقلون الكميونا اما الجنقو فيطلقون عليه عبارة ميز حاف, كثيراً قارنت بين المسئول عن الكميونة في كتابات كبلو و عمي سعيدو مسئول المميز في تايتنا ووجه الشبه كان التقطير و الصرامة في كل من الاثنين, فقط هنالك إختلاف طفيف ففي حالة المعتقلون السياسيون ينتهي التقطير في الميز بإنتهاء الحكومات الباطشة أو تغير طيبعتها, أما في حالة الجنقو فهذا التقطير لا يستمر للأبد فقط و إنما يورث أب عن إبن. فاي تراخي في الميز نتيجته يخرج الجنقاوي صفر كبير علي الشمال, و للتقطير أشكال و أنواع عدة تبدأ ب الشاي نص الطعام, الزيت بمقدار ينبي أن بهذا الطعام زيت أضافة الي الويكة و الفسيخ و في حالات الرفاهية يكون هنالك كجيك (و الكجيك عبارة عن سمك مجفف صنع خصيصاً لعمال المشاريع), هذه الوجبات البائسة دوماً تحين في الصبح , منتصف النهار, و بعد استسلام الشمس مباشرة......في أول يوم عندما رجعنا الي التاية حتي الان أتذكر كحة عمي صالح المصحوبة بالبلغم , هذا العم يكح كثيراً و أكثرمن الكحة يتف ما يكحه, نحيف أكثر ما تستوجب المهنة , كل قدره في هذه الدنيا انه أب لعدد لا متناهي من الإناث اللائي لا حولن لهن سوي حصاد مزرعة العائلة,,,, فقط في حالة عمي صالح أعطيت العذر للفلاحين فيما يخص تمجيدهم إنجاب الذكور .... فهذا الرجل رغم أن أبي لم يتركني عهدة لديه و لكنه قد تبنانا وجدانيا أنا و فيصل و علمنا معني و أهمية السيداب , فالسيداب سرير دائم ينتهي بإنتهاء عيدانه فهو عبارة عن سرير مصنوع من 4 عيدان لها خاصية تحمل الرصاص (المروق او الشعب , ففي الشعب الشين مكسورة), , مهمة السيداب الاساسية يجنب السباحة في مطر البخات, فمطر البخات تشكل ثنائية الأضداد, فهذه المطره غير مرغوبة فيها لجزء غير يسير من المزارعين لانها قد تتلف جزء من محصولهم و في نفس الوقت يسيل لها لعاب أخرون و في مطر البخات هذه غنت نساء قريتنا مردادات
(أولاد الحلة شرامة ما بجيبو الغريب..... مطر البخات كب و فات), فمطر االبخات هو للمحظوظين الذين ينتظرون مطرة واحدة لحصادهم و لكن في المقابل فهو مطر شؤم حيث يطلق علي الفصل من الخريف الذي يصب فيه ذاكم النوع من المطر (عينة عريج)..... فعريج تقول إني عريج عارجة الخريف, أي محولة الخريف لعسكه و بتعبير مخالف محولة الخريف عن هدفه الأساسي , فإذا كان ذاكم الخريف جيداً تحول الي سيئ و العكس صحيح... فكما ذكرت عمي صالح المصاب بالكحة الأبدية أو المزمنة كان له فضل تنبيهنا الي تلكم العريج الحقيرة , فبذلك السيداب الذي صنعه لنا كانت المياة تمر من تحتنا بسلام..... فالسيداب كما ذكرت يفصل بين الجنقاوي والأرض و هو مفروش بعيدان سمكها يتناسب طردياً مع وزن صاحب السيداب و هذه العيدان تفرش بالحشائش و تغطي ببطانية أو أي قماش اخر , فهذا ما علمنا إياه هذا الرجل الصالح.... فعمي صالح قرر أن يفارق هذه الحياة قبل نهاية مدته الإفتراضية, رحل عن هذه الدنيا و غالب الظن نتيجة الكحة المصحوبة باللغم ذو اللون البرتقالي.. رحل عمي صالح ووقتها كنت طالب بالجامعة فأبكاني كثيراً مما أثار حفيظة المجتمع الذكوري..... كما ذكرت فقد عشنا لأكثر من خمسة عشر يوما علي تلكم الوجبات التافهة المصحوبة بكثير من البذاءات و طيب المعشر.
في أول يوم في هذا العمل عمي صالح إضافة الي كحته الأليمة كان دائم الأنين و هذا الانين لم تنفع معه كل العمليات التي قام بها هذا البائس.
في اليوم الأول كافة اجزاء جسمك تجاهد خارجة من محيطها و متمردة عليه, ولكن عند عجز تلكم الأعضاء عن النجاح في هذا الخروج العظيم تتركز كل هذه الألام في الظهر, فيصبح ظهر الجنقاوي كالذبي به قضيب من النار....تفادياً لهذا الألم عمي صالح وضع حجر من الصلب علي النار وحتي وصلت حرارته درجة معينه أخرجه و بكل ألم الدنيا وضع الجزء الذي يفصل بين ظهره و موخرته في هذا الحجر الحامي وهو يأن بألم رحيم, كرر هذه العملية ثلاث مرات و بعدها نام بعد عدد من التعاويذ المنطوقة باللغة المحلية.
مقامرة عمي صالح مع الغيب أتت لصالحه و صب مطر البخات كما لم يصب من قبل و هنا عريج قد عرجت الخريف,,,, السيداب كان مفيداً أكثر من التصور فالماء تحتنا جري هادئاً من غير التوقع و لكن أفسد تلكم الليله أن فيصل ليس بحوذته مشمع واقي للمطر مما حدا بي مشاركته في مشمع يخصني وهذا منعنا النوم حتي اوائل أشعة الشمس.....
بعد هذه الليله الأليمة أعد عمي سعيدو بعد صلاته الفجرية و دندنته المعتادة علي الراتب التي يحلو النوم علي إثرها , بعد هذا و بمجهود جبار إستطاع ان يوقد النار و يصنع الوجبة رقم واحد.


يتبع بعد الإذن

Post: #62
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: معز عبد الوهاب الشيخ
Date: 10-10-2009, 10:11 AM
Parent: #61



اذنك معاك يا صاحب

تابع ...

اجمل ما يكون منذ ان نفضت ريمديوس الجميلة الملاية وطارت

Post: #63
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-10-2009, 10:39 AM
Parent: #62

معز عبدالوهاب شخصياً سلامات يا مغترب و كيفنك هناك طبعا يا معز ما في اي كتمة الله اداك
Quote: اجمل ما يكون منذ ان نفضت ريمديوس الجميلة الملاية وطارت


بالله دي ريمديوس البقت فراشات و لا التانية الشتت مع تجار الموز

تسلم يا مان و أمشي يا مغترب

Post: #64
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: هواري نمر
Date: 10-10-2009, 10:39 AM
Parent: #62

Quote: [ جايكم شايل قوقو



يا جنقو..
يا بن امي..

تحياتي و مرحب بالعودة...
واسعدني (تعليق) البوست ..مصنقعا
في جبهة المنبر...



اكتب يا حافظ..
اكتب بالله عليك...



يا عسكري الكتيبة!!
لو ممكن تعمل هامش و تترجم بعض الكلمات ,لبعض
الاخوة و الاخوات...
فاختلاف البيئات و المناطق ..قد يجعل البعض مستفهما لبعض الكلمات؟؟


وصدقني مشتاق ليك كتير..
لك الحب

Post: #65
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: كمال علي الزين
Date: 10-10-2009, 10:44 AM
Parent: #64

(*)

والله لقيتو ليكم حاجة فيها فايدة ولبتو بيها ..
ياخي أدونا خبر ..

الأخ / حافظ
عذراً على الإكتشاف متأخراً , ..

كتابة تحسها تمشي على جسدك كالنمل ..

محبتي ..

Post: #66
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-10-2009, 10:54 AM
Parent: #65

Quote: يا عسكري الكتيبة!!
لو ممكن تعمل هامش و تترجم بعض الكلمات ,لبعض
الاخوة و الاخوات...
فاختلاف البيئات و المناطق ..قد يجعل البعض مستفهما لبعض الكلمات؟؟


والله يا هواري حاولت اعمل هامش لكن ما عرفت غايتو ربك كريم ... تسلم يا هواري بومدين علي المرور

هواري (والله يا هواري امس لقيت ركشة كاتبين فيها ورا هواري),,, يا خي قدر ما طاردتها ما لحقتها بس هو انزغم ليهو بزقاق قاتل كدا و رجعت قلت بلا هواري بلا ....... تم النقاط دي خيال (سؤال انت غير السجاير بقيتو تتاجروا في الركشات)

كمال الزين كيمو و بين قوسين اوكامبو... أوكامبو دا ما إسمك بس ذات سرحةً و في أحد البوستات بدل كيمو قريتها أوكامبو ... تسلم يا كمال علي المرور و شكراً علي الكلام الطيب يا اديبنا الجميل..

Post: #67
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: هواري نمر
Date: 10-10-2009, 11:12 AM
Parent: #66

Quote: [ (سؤال انت غير السجاير بقيتو تتاجروا في الركشات)


يا حبة..
انت شفنة سجارة البرنجي الكبيرة و المولعة ديك.قدام الدكان
و طوالي عملتنا تجار سجائر؟؟؟
خليت الريحة و الصندل و الريفدور و سواردي باريس و القرمصيص
و الساعات و الصندلية و الضفرة و الحرير..
وعملتنا بتاعين سجائر..
قادر الله..شكلك خرمــــــــــــــــــان ساي(ههههههههههههه)




اسمع معليش الهامش ضروري..
اعمل لي كلمة غريبة رقم معين..و في اخر المداخلة..
اكتب الارقام و قدامها الشرح..
دي اسهل طريقة ممكن تعمل تشرح بيها!!!!!
و ممكن كمان تجمع كل المفردات و الكلمات و تنزلها في مداخلها لوحدها مع الشرح..


لك الود..
******
بعدين بتاع الرقشة كان تلحقو, وتشيل منو حق الاسم..ملكية فكرية و كده!!!
تقول ليه ده اسم اخوي...

Post: #68
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: خالد احمد محمد
Date: 10-10-2009, 11:57 AM
Parent: #67

حافظ الزول الجميل .... يااخى ماتنزل الكتابات المدهشة دى فى حتة واحدة وتريحنا من شحتفة الروح دى !!!! راجينك بى فارغ الصبر ....

Post: #69
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-10-2009, 01:02 PM
Parent: #68

خالد أحمد محمد سلامات

إنت عارف أجمل ما في الموضوع الشحتفة دي ... تسلم يا جميل علي المرور و جاي راجع هسي

Post: #70
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-10-2009, 01:05 PM
Parent: #69

فيصل, جمال, و أنا كنا اصغر المجموعة ولذا أوكلت الينا مهمة السعاة ما بين الكنبو و التاية, جمال هذا أنتهي به المطاف شهيداً و ربما فطيساً في رواية متأخرة لاحد الائمة الجدد في حرب ضد و مع ذاته في أن واحد , و لكني بدافع وجداني بحت سوف أقول إنتهي به المطاف شهيداً في أحد الاميال و لم أعد اتذكر رقم ذاكم الميل, هل هو أربعين أم اكثر. جمال كان برفقة أبيه كما العادة هنا, فالخروج الأول للطفل في كتيبة الجنقو او التدشين, فهذا الخروج الاول للطفل يكون بصحبة والده حتي يتسني له تعلم بعض المهارات الإدارية و كل هذه المهارات تنصب حول كيفية تفادي غش و إحتيال ناظر المشروع , إضافة الي بعض الغش و التحايل من جانبك انت كعامل زراعي, و غش العامل ينحصر في تصغير حزمة السمسم باصغر ما يمكن إضافة الي التحايل و التفنن في رص السمسم فبدلاً ان ترص كل السمسم أربعة حزم حتي تكون تكل و بالتالي مائة تكل كي تشكل الحلة موضوع الحساب و العقاب معاً. فهنا التحايل يكمن في الاتي ففي بداية الحلة و نهايتها كما بالجانبين العامل يلتزم بالقاعدة كما هي (4 في 1) و لكن يجب ان تخترق هذه القاعدة في منتصف الحلة و ذلك برص التكل في ثلاثة حزم بدلاً عن أربعة .
هذه المهارات ضرورية جداً و الحذر فيها أكثر ضرورة فاي خديعة فاشلة من جانبك قد تكلفك فقدان نصف مجهودك, فجمال كان برفقة والده لتعلم تلكم الحيل أما أنا و فيصل فقد كنا عهدة لهذا السعيدو و لكن سريعاً ما تمردنا عليه جراء قصة ساوردها لاحقاً. قدرنا كان متشابهاً فكما ذكرت فوالدي كان مصاب بدودة الفرنديد و لم يستطع الحراك, أما فيصل فوالده مسجون بجريمة سرقة خروف مما إستوجب عليه قضاء ثلاثة أشهر في السجن مصحوباً بالعمل الشاق في مزارع أم أرضة التي تتبع لأدارة السجن . جمال كان هادئ اكثر مما يجب, ملتزم حد الفوبيا بصلواته الخمس و يلحقها أحياناً ببعض الركعات الاضافية , و بتعبير مخالف فجمال يعتبر شاب نشأ في عبادة الله ,,, فحتي عنف , شك , و شقاوة المراهقة لم تخلان بصرامة إلتزامه الديني , فجمال لم يكن صديقي رغم أنه أطيب من التصور أو أنه من السذاجة بقدر أن لا يكون صديق لأي أحد , فدوماً ما أحس ان هنالك حلقة مفقودة بيننا و حتي وفاته كنت في بحث مستمر عن هذه الحلقة و في النهاية لم أجدها و أكتفيت بطيب المعشر فقط ... فبيني وهذا الجمال الأنس سريعاً ما يتوقف عندما ننتهي من بعض الذكريات التافهة ,,, و لكن بالممارسة و المصاقرة اليومية صار أحد أصدقائي ... عندما أمتحنا الثانوي درجاته لم تسعفه لدخول مدرسة أكاديمية و أكتفي بأحد المدارس الزراعية....ففي أحدي الإجازات تقابلنا و ذلكم الجنقاوي سابقاً,,, تقابلنا في القرية و كان شاحباً هزيل مصفر يحمل قائمة من المحرمات تبدأ بالخمر أم الكبائر و بها تنتهي... كان يحدثني كثيراً عن الإسلام الجديد و كيف هو معبر عنه , وقتها كان غير مؤهل ان يقنعني بهذا الإسلام الجديد و ايضاً كنت من الضعف كي أهز قناعاته أو افند دفوعاته , ففي النهاية اكتفينا بأن يكون هو أسلامي و انا ضال الي حين إشعار أخر . هذا الإتفاق لم يقال صراحة و إنما ضمنياً و احترمه و التزم به الطرفان كعقد غير مكتوب....في الوقت الذي فيه صورة د. جون قرنق ذو القرنين التي كانت بمخيلتي قد بدأت تضمحل الي أن تلاشت تماماً و حل محلها صورة مخلص ليس اقل شأناً من جيفارا أو مانديلا و لولا بعض القناعات الدينية المتبقية لدي لربطته بأحد الرسل ... عندما تغيرت تلكم الصورة في ذهني في ذهن جمال تبشعت و تشعبت أكثر, حيث إضافة الي القرون كانت الصورة في مخيلته ان قرنق شيطان بدايته دخان منبعث من جره و نهايته رأس بقرنين معقوفين...كل منا سار في طريق يخصه, فبينما هو صمم شطره صوب اليمين فانا قد ملت يساراً نازف.... رغم هذا الإستقطاب الحاد لحظتها فدوماً لا أري في جمال انسان يجب سحقه من الكرة الأرضية و بتعبيرأخر انني لم أعاديه كفرد و إنما عاديته و حاربته كفكرة ,, اذكر في أحد أحداث العنف الطلابية المتوالية في التسعينات تلكم الأحداث التي لا تنتهي و الا كي تبدأ بأخري أشد عنفاً و دموية ... في أحد تلكم الاحداث أتي جمال الي جامعتنا و الغرض من هذه الزيارة غير المرغوب فيها كان معروفاً أقلها بالنسبة لي ,,,, جمال ليس له أدني علاقة بجامعة الخرطوم فهو يدرس في أحد الجامعات التي تبيض نوعين من البيض , الاول يفقس ائمة و دعاة و النوع الاخر يفرخ قتلة سذج طيبون و للأسف جمال كان من النوع الأخير ... أتي الجامعة في مهمة محددة.... لم نتبادل السلام أو أي شئ يدل علي معرفتنا السابقة و كل منا يمتلك مبرراته لذلك الفعل ,,, فقط نظرت اليه بعين غاضبة ... نظرة تقول كل شئ و في النهاية فهم الرسالة و إنصرف ....هذا التباين النظري لم يمنعنا ان نتبادل كثيراً من الاسرار العليا ,,, ففي وليمة في بيت أحد المعارف المشتركين بيننا قابلت جمالاً فكان أكثر ذهولاً و أصفراراً .. تبادلنا كثير من الذكريات التي تخصنا قبل المفاصلة, ضحكنا ببيروقراطية و دجل , و فجاءة و دون أي مقدمات بدأ جمال حوار حتي الان أتذكر كلماته و بترتيبها حرف حرف رغم عامل الزمن و السن الحالي.
جمال: أنا ماشي الجهاد
أنا بدهشة رديت : كيف يعني؟
بدأ جمال الهتاف و بلغة فصيحة لا تناسب صديقان يتجاذبان بعض اطراف الحديث البائس, هتف هذا الصديق صائحاً: منادي الحق قد نادي يا صالح.
أنا: جمال بطل حركات فارغة....
انت ماشي الجهاد لشنو داير أجر يعني؟.....
ما تجاهد هنا جاهد أبني اوضة الجالوص بتاعتكم دي طوب...
جاهد خلي أخواتك و أخوانك الصغار ديل يقروا....
جاهد ريح عمي مانو دا شوية (عمي مانو هذا والد جمال و أسمه الحقيقي عثمان و لكن هذا العثمان قد إختفي من الوجود تماماً الا في دفاتر جمال المدرسية و أوراقه الثبوتية)... جاهد هنا عشان عمي مانو دا بدل يمشي بركعينو ركبوا حمار....
هم قاعدين هنا يركب في عرباتهم و يغيروا في نسوانهم انت تمشي تجاهد ليهم؟.....
كنت منفعلاً و غاضباً جداً و أنا أعدد كل أوجه الجهاد محلياً لهذا الجمال, و لكن لدهشتي هو لم يرد سوي بإبتسامة يصعب تفسيرها أو التكهن بمقصدها و هنا كفيت عن الحديث بعد أن ادركت أن جمال قد سار بعيداً و أي كلام حول إثنائه عن فكرة الجهاد يكون رغاء زائد خاصة بعد إبتسامته الغير مفصحة عن شئ,,, فرأيت في وجه جمال أن الجهاد أضحي قدره الذي لا فكاك منه , في النهاية إستسلمت لهذا الواقع و سالته قائلاً:
أها كلمت ناس بيتكم؟
جمال: لا ما حاكلمهم لانو ما حيقدروا يتفهموا الحاصل.....
أنا: كويس يا جمال يعني دايرهم يعرفوا بموتكم بسيرة عرس الشهيد...
جمال: والله يا صالح انا مناي إستشهد .... وهنا عاد مخاطباً نفسه : يا خي انا لاقي اكتب عند الله شهيد
أنا: يا جمال إستشهد يا خي ما قلنا حاجة لكن قول لناس بيتكم ديل انك ماشي تستشهد...
جمال: صالح يا خي دي بطاقتي حقت الجامعة,,,, نتيجتنا بتظهر بعد 3 أسابيع بالله أمشي الجامعة شوفها و كلم أبوي لو كانت النتيجة نضيفة ....أنا عموماً بقول ليهم أنا ماشي مأمورية.

لم يعد هذا البائس و لكن عادت العربات محملة بالصابون, السكر, الدقيق, الزيت و كل أدوات سد الرمق الأخري, إضافة الي نساء يطلقن زغاريد مجروحة و رجال يتصايحون بعبارات (الله أكبر) و يطلقون أعيرة نارية في الهواء... مع كل هذا هنالك صوت منطلق من ميكرفون لأحد الفنانين الجدد و حتي الان اذكر تلكم المقاطع
(النار بدارك شبت فتقدم يا حاميها
و رياح الجنة هبت فهنيئاً لباقيها
من يطفئ تلك النار من يسهر ليل نهار
و الغاشم يرتع فيها)
هذه المقاطع الركيكة حفرت في ذاكرة كل القرية و الي الأبد و هنا عرف الكل أن جمال لم يعد من سكان الأرض , و أن هذه الجوقة لم تعد إلا شكل جديد من أشكال الإحتفاء بالموت.
انا و فيصل و جمال كنا سعاة القافلة كما اسلفت و لزم علينا ان نذهب بشكل شبه يومي الي الكنبو بغرض التبضع ببعض المواد المنقذه للحياة و كافية لتسيير العمل, و كانت هذه المواد سكر, شاي , تباكو فلت, دقيق, زيت الخ .. هذه المهمة أوكلت الينا بإعتبار اننا الاصغر في تلكم التوايا, إضافة الي اجادتنا القراءة و الكتابة حتي لا نقع فرائس إحتيال لناظر المشروع.... في إحدي تلكم الهرولات بين الكنبو و التاية قابنا ابن صاحب المشروع , و كان إسمه أحمد, هذا الأحمد رقيق أكثر مما يليق بطباع الذكور, في عينيه حزن عميق, لا أدري من أين أتيت بهذا الوصف , قصة هذا الحزن العميق و لكن لا علينا, اضافة الي حزنه االعميق و رقته المتناهية كان جماله أقرب الي جمال النساء مما حدا بنا أن نتجنبه كثيراً... أحمد علي ما أعتقد أتي لهنا بغرض الإخشوشان إستعداداً لإحتمال زوال نعمة والده... أصبحنا محط إهتمامه و خاصة عندما عرف أن ثلاثتنا طلاب و لكن دوماً هذا الإهتمام يقابل بصد لا يسنده أي منطق من قبلنا (الزول دا داير شنو ... الزول دا طبعاً عبارة بذيئة جداً). أحمد نحيف بما لا يتناسب ان يكون إبن مالك مشروع, عروق عنقه متطايره و يكشفها أكثر القفطان ذو الاكمام القصيرة و المفتوح عند العنق الذي يرتديه دوماً... يحمل كتاباً علي طول حتي صار الكتاب جزء منه , أحمد يمشي متلصصاً يقظاً كالذئب و دوماً يفأجنا بعبارته الوحيدة لإفتتاح حوار لا طائل منه و كانت العبارة:
(كيف الشغل يا شباب)...
و الرد من جانباً محفوظ (و الله تمام ماشي الحال و انت كيف؟)....
أحمد نتجنبه لا لشئ سوي لشكله الذي رسمه خوفنا و تجربتنا الضحلة و دوماً هذا الأحمد وليمة دسمة للإغتياب من و الي التاية , لم يشاركنا جمال كالعادة في وليمة شواء أحمد و نعته بأبذأ الالفاظ و إنما يكتفي بضحكة أقرب الي الكحة أو أطلاق كم هائل من النفس المحبوس.


يتبع

Post: #74
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: طارق عبد اللطيف نقد
Date: 10-10-2009, 04:44 PM
Parent: #70

اللدود حافظ
Quote: في الوقت الذي فيه صورة د. جون قرنق ذو القرنين التي كانت بمخيلتي قد بدأت تضمحل الي أن تلاشت تماماً و حل محلها صورة مخلص ليس اقل شأناً من جيفارا أو مانديلا و لولا بعض القناعات الدينية المتبقية لدي لربطته بأحد الرسل ...


يسلم يراعك يا رائع

Quote: رغم هذا الإستقطاب الحاد لحظتها فدوماً لا أري في جمال انسان يجب سحقه من الكرة الأرضية و بتعبيرأخر انني لم أعاديه كفرد و إنما عاديته و حاربته كفكرة ,,


دي الفكرة السياسيه الواعيه

الله يحفظك يا حافظ

Post: #88
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-12-2009, 11:58 AM
Parent: #74

تشكر يا طارق نقد علي المرور

Post: #71
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: doma
Date: 10-10-2009, 01:42 PM
Parent: #69

Quote:
إنت عارف أجمل ما في الموضوع الشحتفة دي

طلعت جنقو اي كلام ( وش زعلان جدا ومخاصماك )

Post: #72
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: فيصل محمد خليل
Date: 10-10-2009, 02:11 PM
Parent: #71

صديقي حافظ حسن ابراهيم


سردك جميل


عاوز ليهو رقدة كدا و بمزاج نسرح بين السطور

Post: #73
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-10-2009, 02:13 PM
Parent: #71

ماما دوما سلامات

Quote: ( وش زعلان جدا ومخاصماك )


الله يكتلني في غنية زي دي ما بنقدر علي خصامك ... عشان كدا يا ماما ما بنقدر علي خصامك
و حاواصل

Post: #75
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: سيف الدولة كامل
Date: 10-10-2009, 07:37 PM
Parent: #73

يا حافظ والله انت زول رائع وبث.

Post: #76
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حنين للبلد
Date: 10-10-2009, 07:45 PM
Parent: #75

حافظ حسن ابراهيم


..........................

غلبني الأقوله....




بس الإسم ده حيتردد كثير جدا في الاوساط الادبية في المستقبل...والمستقبل القريب كمان..

Post: #77
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: سيف الدولة كامل
Date: 10-10-2009, 07:47 PM
Parent: #73

يا حافظ انت والله زول روعة وبث.

Post: #78
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: خالد المحرب
Date: 10-10-2009, 08:40 PM
Parent: #77

انشاء يحصل الكلام الامس قتو لى ياحافظ تحيه كبيره يالورد

Post: #79
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-11-2009, 06:53 AM
Parent: #78

صديقي و استاذي فيصل كيفنك يا مان ...و تشكر علي المرور و الكلام الجميل

سيف الدولة سعيد انت هنا و تسلم يا منقة و الروعة دي من ذوقك (مش بيقولوا كدا)

حنين للبلد, حنين للألم ... كيفنك أختي و انشاء الله انتي و العقاب طيبين , تسلمي يا إبنة أمي علي المرور و الكلام الجميل (لكن تحت تحت كدا يا حنين ما كترت المحلبية)

صديقي اب شنب كيفك يا مان و كيف الوليدات ... تشكر يا خالد علي المرور
يا خالد وقت تمشي الحله البهناك ديك ادوني سلك

Post: #80
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Amjed
Date: 10-11-2009, 08:30 AM
Parent: #79



و نمشي طوالي

Post: #81
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: عبدالله احيمر
Date: 10-11-2009, 08:54 AM
Parent: #80

Quote: أما النوع الاخر من الحذر فهو الميز , فهنا يستوجب التقطير حتي لا يكون العامل الزراعي عبد لبطنه.

حافـظ لك السـلام
يا خـوي بالتقطير دي عاوز تعـمل لينا عـرقي ســمســم ولا شــنو ؟
أفـرز الكيمان هنـا جنقــو وبس , وهناك مريســة ســاكت
مشــيت المكسـيك ولا المديـره غيرت رايها؟


Post: #82
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: doma
Date: 10-11-2009, 09:27 AM
Parent: #80

Quote: جمال: صالح يا خي دي بطاقتي حقت الجامعة,,,, نتيجتنا بتظهر بعد 3 أسابيع بالله أمشي الجامعة شوفها و كلم أبوي لو كانت النتيجة نضيفة ....أنا عموماً بقول ليهم أنا ماشي مأمورية.

لم يعد هذا البائس و لكن عادت العربات محملة بالصابون, السكر, الدقيق, الزيت و كل أدوات سد الرمق الأخري, إضافة الي نساء يطلقن زغاريد مجروحة و رجال يتصايحون بعبارات (الله أكبر) و يطلقون أعيرة نارية في الهواء... مع كل هذا هنالك صوت منطلق من ميكرفون لأحد الفنانين الجدد و حتي الان اذكر تلكم المقاطع
(النار بدارك شبت فتقدم يا حاميها
و رياح الجنة هبت فهنيئاً لباغيها
من يطفئ تلك النار من يسهر ليل نهار
و الغاشم يرتع فيها)
هذه المقاطع الركيكة حفرت في ذاكرة كل القرية و الي الأبد و هنا عرف الكل أن جمال لم يعد من سكان الأرض , و أن هذه الجوقة لم تعد إلا شكل جديد من أشكال الإحتفاء بالموت.


Post: #83
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-11-2009, 11:44 AM
Parent: #82

أمجد سلام و مشكور علي المرور بس الشباك البطلع منه الداهي دا شنو؟

عبدالله الاحيمر سلامات

Quote: يا خـوي بالتقطير دي عاوز تعـمل لينا عـرقي ســمســم ولا شــنو ؟
أفـرز الكيمان هنـا جنقــو وبس , وهناك مريســة ســاكت
مشــيت المكسـيك ولا المديـره غيرت رايها؟


يا عبدالله ما اسمه عرقي سمسم أسمه كاجي ( بس الجيم دي خليط بين الجيم و النون , بس النون مخففة جداً), و بعدين مافي حرف زي دا مثبت في اللغة العربية...

تسلم عبدالله علي المرور و شكراً ليك يا مان

ماما دوما سلامات و أشواق و سعيد انك هنا

راجع بهملة

Post: #84
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: طلال جبير جابر
Date: 10-11-2009, 11:49 AM
Parent: #82

Quote: جمال: صالح يا خي دي بطاقتي حقت الجامعة,,,, نتيجتنا بتظهر بعد 3 أسابيع بالله أمشي الجامعة شوفها و كلم أبوي لو كانت النتيجة نضيفة ....أنا عموماً بقول ليهم أنا ماشي مأمورية.

لم يعد هذا البائس و لكن عادت العربات محملة بالصابون, السكر, الدقيق, الزيت و كل أدوات سد الرمق الأخري, إضافة الي نساء يطلقن زغاريد مجروحة و رجال يتصايحون بعبارات (الله أكبر) و يطلقون أعيرة نارية في الهواء... مع كل هذا هنالك صوت منطلق من ميكرفون لأحد الفنانين الجدد و حتي الان اذكر تلكم المقاطع
(النار بدارك شبت فتقدم يا حاميها
و رياح الجنة هبت فهنيئاً لباقيها
من يطفئ تلك النار من يسهر ليل نهار
و الغاشم يرتع فيها)
هذه المقاطع الركيكة حفرت في ذاكرة كل القرية و الي الأبد و هنا عرف الكل أن جمال لم يعد من سكان الأرض , و أن هذه الجوقة لم تعد إلا شكل جديد من أشكال الإحتفاء بالموت.


والله يا حافظ ابكيتني كما لم ابك من قبل....
لقد حركت في دواخلي اشياء كنت قد وآدتها وزكريات تناسيتها ،،،،،
---------------------------------------

ليس همّك الطريق نفسه،
لكنما بداية الطريق.
ولا الوصول، بل كيفية الوصول!
والطريق ليس غاية،
لكِنْ معالم الطريق!
والنصر،
ليس نصرك الشخصي،
بل لمن معك.
والنصر يتبعك!
فالمجد لك!!

اهديها الي العزيز .(جمال) وهو بين يدي الله .....

Post: #85
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-11-2009, 11:51 AM
Parent: #82

تحولت الحياة و معها العمل الشاق الي روتين يومي رتيب, حيث تبدأ الحياة بترانيم عمي سعيدو المعتادة بعد صلاة الصبح وهذه الترانيم كانت عبارة عن قراءة راتب المهدي و تتبع ببعض الادعية لجمهور المسلمين كافة و لا تستثني حتي ناظر المشروع و مالكه...كما لا ينسي ذاكم العم ان يذكر الله بأن يفعل فعله كاملاً غير منقوص في المشركين و اليهود و النصاري....بعد إنتهائه من هذه الترانيم الدينية تبدأ رحلة الإقتياد علي عصيدة بنية اللون نتنة الرائحة تسمي (البني كربو) و ملاح فسيخ , فالفسيخ بأي حال من الأحوال لا يشبه الفسيخ الذي يأكله البشر كنوع من التغيير أو الرفاهية ... فالوحيد الذي يجمع بين هذين النوعين من الفسيخ هو ان مصدرهما الأول كان البحر... فهنا يغلي الفسيخ و تستخلص عصارته , و الي تلكم العصارة يضاف قليل من الزيت و البصل و تترك علي لهب شرس لدقائق معدودة , يضاف الي هذا الخليط قليل جداً من مسحوق الويكة.... المهم في النهاية هنالك محلول لزج اشبه بريالة الديك يسمي ملاح.... عندما توضع تلكم العصيدة البنية علي جوال الخيش بعد نثر كمية قليلة من الدقيق كي تمنع التصاق العصيدة بالجوال, و مجاوراً للعصيدة يصب محلول الفسيخ في صحن من الالمنيوم في الغالب عمره الإفتراضي ينتهي بإنتهاء الحصاد... بعد تجهيز هذه الوجبة يصيح أقوانا حنجرة و أقلنا تحملاً للجوع فهذا الرجل كان هو حتي انتهاء فترة الحصاد .... يصيح بأعلي صوته حتي إذا كانت كل التاية مجتمعة يصيح ثلاث مرات منادياً (قرنت .... قرنت ...قرننننننننننننننننننننننت)... وهذه القرنت بلغة الجنقو تعني ان الطعام صار جاهزاً و علي الجميع الحضور و بتعبير اكثر تهذيباً تعني (إتفضلوا)..... تتبع هذه الوجبة التعيسة بكوب من الشاي لا يقل عنها تعاسة .... و من راديو عمي سعيدو الذي لا يفارقه أبداً كنا نسمع حديث الصباح أو صباح الخير السودان علي وزن صباح الخير أميركا....فحديث الصباح كان عبارة عن شتائم يطلقها رجل تقسم بأغلظ الإيمان أن أول ما تذوقه في هذه الحياة من حليب بأي حال من الأحوال لا يمكن أن يكون حليب أم ,,, تبدأ هذه الشتائم ب
(أيها الشعب السوداني البطل ... إن هذا الفهد المروض , امريكا الجبانة و ما عارف روسيا مالها,,, العمالة و الإرتزاق و الذين رهنوا أنفسهم و أوطانهم في موائد الصهيونية اللئيمة , و إن هذه الطائفية البغيضة مصيرها الي زول,,, و الله متمم نوره و لو كره الطائفيون و أذيالهم و الخ القائمة من العبارات التي تعج بها قاموس المتقاعدات عن أول مهنة عرفتها البشرية)
حديث الصباح هذا أو صباح الخير السودان هو وسيلة الرفاهية الوحيدة ... فهذا الحديث يربطنا بالعالم و يخبرنا أننا لم نزل بخير و حربنا الكلامية مع الدنيا و ما فيها لم تضع اوزارها بعد....
بعد فطور و حديث الصباح تبدأ رحلة الألم مرة أخري حتي الساعة الثانية عشرة ظهراً , و تستأنف تلكم الرحلة الإجبارية بعد الثالثة ظهراً و بنفس ممارسات الصباح فقط في غياب صباح الخير السودان و الذهاب الي الكنبو لشراء ضروريات البطن و الرأس....في هذا اليوم ذهبت وحيداً الي الكنبو في غياب جمال و فيصل, فالأخير كان مصاب بالملاريا أم جمال فلم أعد أذكر سبب تخلفه.... فالشئ الذي عملت له الف حساب قد حدث بشكل غير منقوص و بدأت علاقتي بأحمد إبن مالك المشروع تأخذ منحي خطير و ربما كان له بعض الأثر علي حياتي الباقية.
أحمد: إزيك يا صالح..........
أنا رديت بإغتضاب ماداً يدي ناطقاً نطاقاً بكلمة (أهلاً) فقط لا غير........
أحمد: الليله وين فيصل و جمال؟........
أنا: فيصل دا عيان عندو ملاريا و جمال ما عارفو والله مالو.......
أحمد: ياخي سلامته ( و للامانة فقد نطق هذا الأحمد عبارة (ياخي سلامته) هذه بكل صدق و تأثر و لكن حسب خيالي المريض أولتها الي أسوء و أبذأ ما يكون)...
ياخي سلامته خلاص عليك الله يا صالح انتظرني امشي معاك أسلم علي فيصل.... هكذا أردف أحمد.
أنا: كويس....لكن خليها هسي الوطا سخنة و التاية بعيدة (محاولاً اثنائه)
أحمد: ضحك ساخراً: يا صالح انت قايلني انا حنكوش و لا شنو؟
رديت بطريقة مكانيكية (لا ما كدا) و أنا ممسكاً بكلمة حنكوش هذه بين أسناني ... و بدأت أرددها سراً حنكوش , حنكوش, حنكوش... معناها شنو يا رب؟
هل معناها ......؟
لا ما في زول بيقول عن نفسو كدا حتي لو كان...... هكذا رددت في سري.....
طيب معناها شنو يا صالح؟.......
تمسكت بهذه العبارة حتي أتي شقيقي من الجامعة و سألته عنها ... ضحك و أعطاني المعني ... حزنت جداً اني أسئت الظن بناطق هذه الكلمة ..... المهم في النهاية قد زاد قاموسي اللغوي بمفردة جديدة.
بينما انا في حواري الداخلي حول المقصود بكلمة حنكوش خرج أحمد حاملاً كيساً انيق لا أدري محتوياته و أكثر منه محملاً بأماني صادقة تخص شفاء فيصل....سار كل مسافة السكة معي دون أي تأفف و إنما بإستمتاع ...في السكة القي خطبة تقليدية عن التعليم , من نوعية تلكم الخطب التي فقدت سعرها مثل:
(العلم يرفع بيتاً لا عماد له و الجهل يهدم بيت العزة و الشرف,
العلم نور و الجهل ظلاماً)....
للأمانة لم تكن خطبته بهذه الوقاحة كلامياً و لكن المضمون واحد.... عندما حدثني عن أنه طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة فرع الخرطوم حينها و في السنة الرابعة و النهائية ... وددت أن أفتخر أمامه و أقول له:
(أنا برضوا أخوي طالب في الجامعة و كمان جامعة الخرطوم)
وددت أن أفعل هذا و لكن تراجعت خوفاً من أن يعتبرني كاذب و فعلاً قد يكتشف أني كاذب عندما يسألني عن الكلية ....فهذا الشقيق عندما أزيع اسمه في الراديو كان قد تم قبوله بكلية العلوم قسم الأحياء , جامعة الخرطوم فقط ,,,, و لكنه شوشني و علي ما أعتقد شوش كل أسرتي في تلكم الخطابات التي يرسلها لأبي بإنتظام ,,, هذا الشقيق علي ما أعتقد يعاني من التزام أسري حاد عكسي تماماً, و ربما كان مصاب بلعنة الأبن الأكبر تلك اللعنة التي لم ينجي منها الكثيرون, فهنا الأبن الأكبر يفقد أجمل فترات حياته و هي المراهقة, ففي سن المراهقة بدلاً أن يجلس في الشارع و يتأمل جمال السيقان, فعليه ان يمثل دور الأب, الأم و الابن الأكبر في أن واحد كما قال مريد البرغوثي واصفاً الابن الأكبر الفلسطيني .... فهذا الإبن الأكبر يرسل خطابات منتظمة لذاكم الأب شبه الأمي ... تلكم الرسائل كانت نوعياً مختلفة عن القوالب الجاهزة للخطابات الريفية التي تبدأ بالسلام و السؤال عن الأحوال مثل (و إذا سألتم عني فانا بخير و لم افقد شئ سوي عدم رؤياكم الغالية , و تنتهي بابنكم المخلص) ....... خطابات أخي كانت مختلفة نوعياً بمقدار ما, فهي تحكي عن تفاصيل دقيقة في الجامعة .... تحكي عن كيف وكم أن الجامعة جميلة و متسعة, الميادين المخضرة, الشوارع المسفتلة, بنات من كل اقاليم السودان و كيف انهن محترمات مهذبات .... في كل خطابات أخي المرسلة الي ذاكم الشيخ اللعين كان هنالك تركيز علي الطالبات في الجامعة و كيف انهن مهذبات محترمات , و لكن علي ما أعتقد أن هذه الرسالة لم تصل أبي أو أنه كان محصن ضدها ....فالرسالة كانت واضحة لهذا الشيخ ,,, فشقيقتي التي تكبرني مباشرة أمي تعدها أن تكون محامية و أبي يعدها أن تكون ربة منزل و بأسرع ما يكون و فعلاً قد كان الأخير, فالغلبة هنا فقط للذكور.
وودت أن أحكي لذاكم الأحمد أن أخي زميله في الجامعة و كيف انه في جامعة الخرطوم بدلاً عن الفرع,,,, كما ذكرت كنت خائفاً ان يتهمني بالكذب و يحتقرني أكثر عندما يكتشف أني كاذب... فكما أسلفت هذا الأخ قد تم قبوله بجامعة الخرطوم كلية العلوم و لكن في أحد خطاباته الاسرية أعلن انه التحق بقسم الجلوجيا,,, و في خطاب أخر بعد كم عام , و مرة أخري أعلن لأبي أنه رشح لدرجة الشرف في الكيمياء.... وقتها لم أكن أعرف العلاقة بين الجلوجيا , و العلوم , هذه الكيمياء الشوم أو ذاكم الشرف المفقود.... لهذه التفاصيل لم أحدثه عن كليات أخي الكثيرة التي لا أستطع الجمع بينها و فقط أكتفيت بأن أهز رأسي دليل الموافقة و المتابعة...أسترسل أحمد كثيرا في الحكي عن أهمية التعليم و بعدها ولج الي العمل ... وفجأة سألني إن كنت مدخن أم لا, و لكنه أستدرك مجيباً عن نفسه قائلاً :
(سوري يا خي انت صغير)......
و بعدها أشعل سجارته و أخذ يلوث البيئة بكامل الرضا..... كنت مندهشاً جداً من سلوك هذا الأحمد بدء باهتمامه باجلاف مثلنا الي هذا الحد , ووصل به الأمر ان شاركنا عصيدتنا البنية في ذلك اليوم رغم اصرار عمي سعيدو علي منعه من تناول تلكم العصيده و لكن هذا الإصرار لم يقابله سوي إصرار أشد شراسة من الطرف الاخر حتي ينفي عن نفسه تهمة حنكوش ....


يتبع

Post: #86
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Ahmed Yousif Abu Harira
Date: 10-11-2009, 12:31 PM
Parent: #85

Quote: (سوري يا خي انت صغير).



قالك كده ؟؟!!

مسكين فعلا والله ابوحميد




ـــــــــــــ
كمل

Post: #87
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-11-2009, 02:33 PM
Parent: #86

Quote: والله يا حافظ ابكيتني كما لم ابك من قبل....
لقد حركت في دواخلي اشياء كنت قد وآدتها وزكريات تناسيتها ،،،،،


معليش يالورد علي الألم و لكن هي الحياة دوما تعلمنا (تعلمن دي من ألم)

Quote: قالك كده ؟؟!!

مسكين فعلا والله ابوحميد



ابوحميد إزيك و قصدك شنو بعبارة مسكين أحمد دي؟ , و يا ربي دي مش اسمها اغتيال شخصية؟
المهم بشوف رأي القانونيين و بعدين بقرر

تسلم يا أحمد و شكراً علي المرور و التعليق حمال الأوجه ههههههه...حمال الاوجه دي جميلة صح؟

عموماً دي خستكة خارج النص يافردة


مستني تلفونك

Post: #89
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: طلال جبير جابر
Date: 10-14-2009, 09:51 AM
Parent: #87

لي فووووووووووق عشان المتعة والامتاع

Post: #90
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-14-2009, 01:07 PM
Parent: #89

العزيز طلال تشكر كثير علي المرور و الشكر لكل من مر من هنا, نواصل
-------------------------------------------------------
بأمر من عمي سعيدو أوصلنا أحمد رغم إعتراض الأخير الشكلي بعبارات مثل
(لا انا بعرف السكة......
و بعدين الدنيا ما ضلمت شديد......)
رغم هذه الإعتراضات الشكلية من قبل أحمد فقد أوصلناه انا و جمال الي الكنبو و عدت بكثير من الاسئلة التي تحصلت علي بعض إجابتها بعد سنين عدداً و البعض الأخر تبقت كأسئلة حاف أي أسئلة ليست للإجابة حتي الان..... فجمال كما ذكرت قد إستشهد في حربه مع و ضد ذاته, و قد تميز كثيراً بعد وفاته , و للدقة و الأمانة فاكثر ما ميز جمال مأتم يختلف عن كل المأتم التي شهدتها القرية من قبل و ربما من بعد.... تم ذلك العزاء في حضرة الغناء و الزغاريد مما حرم النسوة المحليات من ممارسة عاداتهم المحببة في العويل و الردحي ,,, فنساء القرية كنا مندهشات فاغرات أفواههن في بلاهة لا تخفي علي العيان و بعيون مندهشة و مستغربة يبحلقن في الغريبات اللائي أتين بمنكر أو بدعة جديدة , فبدلاً عن الثكلي و الترميد أخذت تلكم النسوة الوافدات يطلقن زغاريد من حلوق تجرحت بفعل الهتاف الجنائزي ذاكم اليوم, و مع الزغاريد كانت هنالك هتافات متقطعة, و لم يقفن عند هذا الحد بل طلبن من المحليات المشاركة في هذا المنكر الجديد و ذلك بهتافات علي شاكلة:
(زغردي أم الشهيد ....
جمال ما مات....
جمال حي يرزق عند الله....)
كما اسلفت فإن النساء المحليات في البدء كن مندهشات و لكن سرعان تحولت تلكم الدهشة الي غضب ممزوج بالخوف,,, الغضب من ان هنالك موت ما, قد حدث في مكان ما,,, وتم دون ممارسة عاداتهن البدائية أو الجاهلية في العويل و الترمد....و الخوف كان علي ابنائهن من نفس المصير...
في الصيوان الرجالي الممارسات لا تختلف كثيراً عن ما يحدث في حوش الحريم.....ثلاثة شباب جاهزون للموت في أي لحظة,,, برفقة شيخ يعلو وجهه دمل أسود عدائي إضافة الي لحية دائرية شذبت بعناية فائقة لهذه المناسبة, فهذه المجموعة بدأت بمدح الرسول و إنتهت بمدح نفسها بموالات داعية للموت مثل:
(أماه لا تجزعي و الخالق الله
أماه إنا سلكنا طريقاً قد خبرناه) و الي نهاية المقاطع الممجدة للموت....
أكثر ما أثار حيرتي بين الحضور عمي مانو (مانو هذا لقب أشتق من إسم عثمان و أخفي الأخير للأبد),,, في وجه عمي مانو في اللحظة الواحده تتناوب أعداد لا نهائية من الأمواج, فمرة تكسي وجهه موجة من التعاسة و الشقاء يصعب تحملها مهما كانت قساوة الناظر اليه,,, تتراجع هذه الموجة ببطء مفسحة المجال لموجة أخري من الإستجداء الغير مبرر , و فجأة و دون أي مقدمات تختفي تلكم الأخيرة لتحل محلها سحابة سوداء من سحابات الهموم الواعدة ... الملاحظ أن كل تلكم االسحب و الأمواج قد خلت من أي قطرة دمع.... فجأة تتجمع تلكم الأمواج المذكورة علي وجه عمي مانو في لحظة واحدة, مشكلة قوس قزح من الشقاء الأبدي ,,, ففي قوس قزح هذا هنالك لون ضعيف و يحتاج لتركيز عالي من قبل الناظر حتي يبين كنه اللون الأخير,,, فهذه الموجة الغير مرئية و التي سرعان ما تختفي كانت موجة العزاء , العزاء كان أن سوف يكون مصير جمال الجنة بإعتبار انه مات شهيداً, و لكن سرعان ما يكذب هذا الإدعاء الشيخ المنعم ذو الدمل العدائي.
فعمي مانو لم يبكي و أنما راح في صمت داخلي كريه, ذاكم الصمت الداخلي لعمي مانو يكسر شكلياً عندما يأتي أحدهم فارداً يديه و مطلقاً عبارة (الفاتحة), و قوة تلكم العبارة تحدد الوضع الإجتماعي لمطلقها, هذه الفاتحة تكسر هذا الصمت شكلياً عندما يهب عمي مانو واقفاً مدمدماً ببعض العبارات الغير مسموعة فارداً يديه علامة الفاتحة... و بعد الانتهاء من هذه المسرحية الدينية المكرورة يتحصن عمي مانو في سجن الصمت و السكون الذي شيد بعد بعد نبأ وفاة إبنه مباشرة... في هذا اليوم صليت المغرب بكل اخلاص و تجرد و دعوت الله بكامل وجداني, دعوته بدراجية ركيكة ان يهب جمال ما مات من أجله صرف النظر عن طريقة و فكرة موته.....
قفلنا راجعين الي التايا انا و جمال بأسرع ما يكون ... و كانت سرعتي مبررة بإعتبار انني في سباق مع الزمن يختص برؤية محتويات الكيس الذي جلبه أحمد,, أما جمال فلم أعد متذكراً لماذا جاراني في هذه الهرولة....في منتصف السكة بين التايا و الكمبو كان النور... يا الهي ... يا الهي انه هو و ليس غير:
(اب لمبة مولد الحمل في شهر و مودر قصاصين الاتر)....
نسيت وصية ابي التي تختص بالتعامل مع أب لمبة, تلكم الوصية القائلة عندما يري الانسان هذا الأب لمبة عليه ان يجلس في مكانه حتي الصبح لأن أي تصرف قد يقود صاحبه الي الهلاك.. عن أب لمبة تحاك و تحكي عدد من الحكاوي و الاساطير.... فيحكي أن إمراة لم تدري حتي أنها حامل في شهرها الأول و عندما رأت أب لمبة شعرت بسائل حار بين فخذيها و لم تسير خطوتين حتي سمعت صوت طفل حديث الولادة يبكي,,,, و عندما التفت الي الخلف و بالنور المنبعث من أب لمبة رأت طفل بطبول أصبع اليد الصغير...و لكنه مكتمل النمو و عندما رأته يبكي فقدت عقلها للابد و أخذت تجمع قمامة لا فائدة منها,,, و أيضاً يحكي كيف ان هنالك عامل قد خدع بهذا أب لمبة و سار الليل كله وراء نوره و عندما أشرقت الشمس وجد نفسه في قريته التي فارقها قبل 7 أيام فقط و هنا فاته موسم حصاد السمسم و أيضاً صار جامعاً للقمامة الغير ذات فائدة و مقتات علي الأكياس و المهملات الأخري.
قد نسيت وصيتي أبي التي تختص بالتعامل مع هذا أب لمبة, الوصية التي ملخصها لا حراك أو كلام حتي يختفي نور هذا أب لمبه, نسيت تلكم الوصية و بخوف ظاهر صحت:
جمال دا اب لمبة صح؟
خرج صوت جمال من بين أسنانه هامساً ...ياهو ذاتو يا صالح....
و علي ما أعتقد كان أكثر خوفاً مني و في الحال بدأ يتلو أيات من القرأن , المعوذتين, الفاتحة, أية الكرسي. حتي أية الكرسي كنت أجاريه في التلاوه, و نحن نستمد قوتنا من أيادي بعضنا, و لكن بعد أية الكرسي عرج الي سور لم أستطع مجاراته فيها و أنما أكتفيت بالتوسلً الي الله ان يتقبل هذه السور القرأنية من جمال و ينقذنا الأثنين,,, لدهشتنا في الختام إكتشفنا ان ذاكم النور لم يكن سوي نور تركتر قادم نحو الكمبو....
الروتين هو الروتين و لا جديد يحدث و لكن دوماً هنالك جديد مفاجئ, في الصبح نصحو علي ترانيم عمي سعيدو التي تدعو بالحياة فقط لجمهور المسلمين , حديث الصباح أو صباح الخير السودان, الوجبات الثلاثة الغير متنوعة, في المساء صوت قرأني رخيم و أخر أكثر رخامة يفسر ما تلاه الصوت الاول منبعثان من راديو عمي سعيدو , إضافة الي بعض التفاهات التي يحكيها الجنقو عن الجن وتفاصيل حياته المخيفة... في لحظات الصمت أرجع بحنين حزين الي القرية و بالتحديد الي بيتنا, فماذا تفعل أمي الأن؟
لابد انها تحلب بقرتنا التي عجزنا ان نجلب لها أخري توانس وحدتها, أختي التي تكبري تجهز عصيدة الدخن وهي في انتظار الحليب الذي سوف تجلبه أمي قريباً.
ماذا حل برجل أبي المصابة بدودة الفرنديد اللعينة؟
هل بترت رجله؟
و لكن سرعان ما أتف علي إتجاه يساري علامة إني تراجعت عن هذا الكلام كما لقنونا يوماً ما و في زمن ما, فربما الملك المسئول عن تقبل الأدعية و الخواطر قد يكون حاضر, و لذا أتف ذاكم التشاؤم من فمي و أدعو الله أن يشفي والدي....أسرح كثيراً و أعجز عن الوصول لأي إجابة.... في تلكم الأيام إكتشفت كم عظيم أبي هذا.... و العظمة مردها:
لماذا يتحمل إبي كل هذا الألم؟
العمل المتواصل كجنقو علي مدار العام؟
من أجل ماذا يفعل كل هذا؟
من أجل من يتحمل السنجل, توهان أب لمبة, سخف و تفاهة ناظر المشروع, الالام الظهر, و العصيدة بنية اللون؟
من أجل من؟
من أجل أبنائي؟!!!
هل كل هذه الألام نابعة من غريزة الأبوة, أم فقط تعاسة و بؤس تلكم الحياة لا غير؟
فكم إكتشفت أني حقير لاني لم أكافي هذا الأب البائس حقه و إنما أطالبه بالمزيد.....
كما ذكرت لاشئ جديد بات يحدث فكل الحياة تحولت الي روتين سوي من أنين فيصل بسبب الملاريا , و إستفراغة لما يأكله.... نتيجة الملاريا فيصل لم يعد قادراً علي العمل ففي الثلاثة أيام التي قضاها مريضاً, يومياً و قبل إنتهاء الدوام بساعة كل التاية تتجمع في مشهاد فيصل حتي تجعله في محاذاة أو قريباً من مشاهيد الأخيرين,,, إكتشفت أن هذا التضامن الإجباري المختص بمساعدة المرضي هو عرف موجود عند كل الجنقو حتي أضحي جزء من القانون الغير قابل للإختراق.....


يتبع

Post: #91
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: بشري الطيب
Date: 10-14-2009, 03:55 PM
Parent: #90


حافظ كيفنك ...
وكتابتك دي عاملة متل عرقي القرنفل لا تربط لا تفك تخليك دايما معلق بين ...

واصل يا كائن ...

*****
جرب الليل القرنفل ده

Post: #92
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: doma
Date: 10-14-2009, 05:42 PM
Parent: #91

الجنقو عظماء السودان

Post: #93
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: الشفيع محمد صادق
Date: 10-14-2009, 08:33 PM

لزم علينا ان نذهب بشكل شبه يومي الي الكنبو بغرض التبضع ببعض المواد المنقذه للحياة و كافية لتسيير العمل, و كانت هذه المواد سكر, شاي , تباكو فلت, دقيق, زيت الخ


-------------------
سلام ياحافظ ياجميل....
قرايتك تنعنش ..
الله يخليك في ضلالك .. لحين إشعار آخر

Post: #94
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: محمد الطيب يوسف
Date: 10-14-2009, 09:05 PM
Parent: #93

كتيبة الجنقو سحر مصفي

Post: #95
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: طلال جبير جابر
Date: 10-15-2009, 07:02 AM
Parent: #94

Quote: فجمال كما ذكرت قد إستشهد في حربه مع و ضد ذاته, و قد تميز كثيراً بعد وفاته , و للدقة و الأمانة فاكثر ما ميز جمال مأتم يختلف عن كل المأتم التي شهدتها القرية من قبل و ربما من بعد.... تم ذلك العزاء في حضرة الغناء و الزغاريد مما حرم النسوة المحليات من ممارسة عاداتهم المحببة في العويل و الردحي ,,, فنساء القرية كنا مندهشات فاغرات أفواههن في بلاهة لا تخفي علي العيان و بعيون مندهشة و مستغربة يبحلقن في الغريبات اللائي أتين بمنكر أو بدعة جديدة , فبدلاً عن الثكلي و الترميد أخذت تلكم النسوة الوافدات يطلقن زغاريد من حلوق تجرحت بفعل الهتاف الجنائزي ذاكم اليوم, و مع الزغاريد كانت هنالك هتافات متقطعة, و لم يقفن عند هذا الحد بل طلبن من المحليات المشاركة في هذا المنكر الجديد و ذلك بهتافات علي شاكلة:
(زغردي أم الشهيد ....
جمال ما مات....
جمال حي يرزق عند الله....)
كما اسلفت فإن النساء المحليات في البدء كن مندهشات و لكن سرعان تحولت تلكم الدهشة الي غضب ممزوج بالخوف,,, الغضب من ان هنالك موت ما, قد حدث في مكان ما,,, وتم دون ممارسة عاداتهن البدائية أو الجاهلية في العويل و الترمد....و الخوف كان علي ابنائهن من نفس المصير...
في الصيوان الرجالي الممارسات لا تختلف كثيراً عن ما يحدث في حوش الحريم.....ثلاثة شباب جاهزون للموت في أي لحظة,,, برفقة شيخ يعلو وجهه دمل أسود عدائي إضافة الي لحية دائرية شذبت بعناية فائقة لهذه المناسبة, فهذه المجموعة بدأت بمدح الرسول و إنتهت بمدح نفسها بموالات داعية للموت مثل:
(أماه لا تجزعي و الخالق الله
أماه إنا سلكنا طريقاً قد خبرناه) و الي نهاية المقاطع الممجدة للموت....


ايام الله لا عادا

واصل يا مسكون متابعييييييييييييييييييييييين

Post: #96
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Emad Abdulla
Date: 10-15-2009, 07:42 AM
Parent: #95


لا إله إلا الله ..
و تاني لا إله إلا الله .



......
ياخي أحب أي شي .


Post: #97
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: هواري نمر
Date: 10-15-2009, 08:05 AM
Parent: #96

Quote: ماذا حل برجل أبي المصابة بدودة الفرنديد اللعينة؟
هل بترت رجله؟
و لكن سرعان ما أتف علي إتجاه يساري علامة إني تراجعت عن هذا الكلام كما لقنونا يوماً ما و في زمن ما, فربما الملك المسئول عن تقبل الأدعية و الخواطر قد يكون حاضر, و لذا أتف ذاكم التشاؤم من فمي و أدعو الله أن يشفي والدي....أسرح كثيراً و أعجز عن الوصول لأي إجابة.... في تلكم الأيام إكتشفت كم عظيم أبي هذا.... و العظمة مردها:
لماذا يتحمل إبي كل هذا الألم؟
العمل المتواصل كجنقو علي مدار العام؟
من أجل ماذا يفعل كل هذا؟
من أجل من يتحمل السنجل, توهان أب لمبة, سخف و تفاهة ناظر المشروع, الالام الظهر, و العصيدة بنية اللون؟
من أجل من؟
من أجل أبنائي؟!!!
هل كل هذه الألام نابعة من غريزة الأبوة, أم فقط تعاسة و بؤس تلكم الحياة لا غير؟
فكم إكتشفت أني حقير لاني لم أكافي هذا الأب البائس حقه و إنما أطالبه بالمزيد.....



أبوي يا فارس الحـــــــــــــوبة..





شكرا يا صديقي..
بيني و بينك الويك اند..
وكلام طويل ح نقوله أخر الليل سوا...






لك الحب...
يا نبيل

Post: #98
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: معتصم دفع الله
Date: 10-15-2009, 10:00 AM
Parent: #97

إبداع حتى الإشباع يا حافظ ..

أجمل الكتابات التي يعيش فيها القارئ شخوصها ..



قاعد متحكر هنا ..

Post: #99
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-15-2009, 11:12 AM
Parent: #98

الطيب بشري سلام
Quote: وكتابتك دي عاملة متل عرقي القرنفل لا تربط لا تفك تخليك دايما معلق بين ...

واصل يا كائن ...

*****
جرب الليل القرنفل ده


والله يا الطيب القرنفل دا كان زمان بستخدموها كفكاكة او مزيل لريحة العرقي, هسي عليك النبي قلت لي زاتو بقي عرقي و بخت سيدو بين المنزلتين لا ربطة لا فكة .... هذا أمره عجيب

اها فرضنا قلنا الليله دايرين نجرب بتاع القرنفل يلقوهو وين؟
بالله رسل العنوان كامل في الخاص

تشكر يا الطيب علي المرور

ماما دوما كيفك
Quote: الجنقو عظماء السودان

قلتي كدا يا دوما؟ سمح

الشفيع سلام و إحترام
Quote: سلام ياحافظ ياجميل....
قرايتك تنعنش ..
الله يخليك في ضلالك .. لحين إشعار آخر


إشعار أخر دا قريب بس انت خليك قريب يا حبة... سعيد بمرورك

أديبنا الجميل محمد الطيب يوسف سلام و أشواق تشكر علي المرور و خليك قريب بجاي

Post: #100
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-15-2009, 11:20 AM
Parent: #98

صديقي طلال كيفك يا مان و كيف المبكر

Quote: ايام الله لا عادا



أمين يا طلال و يسمع منك رب الكون أيام الله لا عادا

عماد عبدالله شخصياً سلامات يا خي.... و عليك الله قول لحليمة معزوم عندها تاني صحن ملوخية...
Quote: لا إله إلا الله ..
و تاني لا إله إلا الله .


يا عماد بالله ما تبتر الشهادة (محمد رسول الله)... تشكر يا عماد علي المرور و سلامي للجميع

هواري سلام يا أخوي (عفواً هواري ان كلمة أخي هي الكلمة الوحيدة التي تنفي الأخوة كما قال مريد البرغوثي) لكن ما في غيرها هسي ... المهم مستني تلفونك في الوكند و معه لعنة الأباء

الهلالابي الجميل معتصم سلام كتير و كيفك و الوليدات تسلم يا مان علي المرور و الكلام الجميل و خليك قريب عشان تحضر رقيص رفاية

Post: #101
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: وليد محمد المبارك
Date: 10-15-2009, 11:26 AM
Parent: #100

حافظ يا حلو

Post: #102
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-15-2009, 12:47 PM
Parent: #101

وليد الشفت شكراً علي المرور و الكلام الحلو ... نواصل
-------------------------------------------------
(الزينة مالكي أبيتي كلام كباركي
كان الله خلاني بسكن جواركي
يا بت عمي الهم شواني
بشتن بحالي
بقول يا الزينة....
قسمتنا شينة.....
من البقت علينا....)**
المقاطع أعلاها كانت رشوتنا لفرقة المبان للغناء هذه الرشوة أتاحت لنا أن نكون بينهم.... تعافي فيصل من الملاريا بفعل الكلوركين الذي يباع في الكنبو مع الزيت و الفسيخ, كيس أحمد إبن مالك المشروع ذاكم الكيس الذي يحتوي علي عصير البرتقال المجفف, التين, و معلبات أخري طال علي الزمن كي أتذكر أسمائها, واضافة الي كل ذلك كانت هنالك تعاويذ و دعوات عمي سعيدو اليومية للشفاء لكافة المسلمين. كل هذا عجل بشفاء فيصل و أعفانا من خصم ساعة مجهود بدني يومية من حصادنا لان فيصل مريض.....
الصفقة حارة قوية, اصوات موسيقية منبعثة من الأواني التي تستخدم لشرب المياه, و صوت رفاية الرخيم. رفاية من بنات قبيلة المبان, فارعة الطول منتصبة كالرمح ليس بها اي نتواءات او انثناءات غير ذات فائدة , فهذه الرفاية بقليل من الإجتهاد و كثير من الحظ يمكن أن تعمل كعارضة ازياء في بعض بيوت الموضة المتواضعة, رفاية مستيقظة و يقظة كالقطة. ترتدي فستان يناسب طبيعتها كعمالوفلاحية (عمالوفلاحية دي علي وزن أسلاموعربية ), فستان قصير و واسع من الأسفل كي يسهل الحركة, كما انه مخصر محذق عند المنتصف , عاري عند الكتفين كي يظهر العضلات, لونه داكن يتحمل العرق و الأوساخ الأخري....رفاية و أخرون يغنون بلغتهم المحلية و لكن عالمية الموسيقي اجبرتنا ان نكون ضمن هذه المجموعة , رغم عدم الترحيب بنا كضهب في البداية الذي وصل الي مرحلة تقطيب الوجوه و التأفف الواضح خاصة من قبل الذكور لم نبارح ذلك المكان و ذلك لمرض وراثي يعرف بجنون الطبول لم ينجو منه أحد من عائلتي. فقبيلة المبان كما كل قبائل الانقسنا الأخري النساء تشارك في كافة الأعمال الذكورية و منها السفر لحصاد السمسم , فقبيلة المبان مقسمة بين اغلبية مسيحية و اقلية مسلمة و وثنية. لا أدري هل هي سخرية أم جمال القدر ان تكون عائلة رفاية من ضمن الأقلية الوثنية.... فرع رفاية الوثني جمع كل ما هو خير في الدينين السابقين.... حيث يحكي عن قبيلتها و بعض قبائل الإنقسنا الاخري حكايات اقرب للسذاجة, حيث يذكر أبي أن قبيلة المبان تتعاقد مع أحد أصحاب المشاريع تعاقد شبه أبدي, و يشمل قلع الأشجار, حرق المتبقي من عيدان السمسم و الذرة إستعداداً للخريف, نظافة الزراعة من الحشائش الطفيلية الخ من الأعمال اليدوية الأخري ,,, ففي موسم نظافة المشاريع يعمل هؤلاء المبان بنظام اليومية, فاليومية عبارة عن الجهد العضلي الذي يقوم به العامل من الساعة السابعة صباحاً حتي الخامسة عصراً , ففي الصبح علي ناظر المشروع ان يمنح أي من أفراد القبيلة الأجر المحدد لليومية,,,, يمنح ناظر المشروع هؤلاء أجر اليوم مقدماً عند الصبح ,,, فاذا أصيب أحد العمال بملاريا في أي جزء من اليوم و لم يستطع إكمال اليومية كما هو متفق عليه, يأتي نهاية اليوم الي ناظر المشروع و يرجع الأجرة قائلاً:
الليلة مبان اشتغل بالبلاش (أي دون فلوس).......
فجمال القدر أو سخريته أن تكون رفاية منحدرة من تلكم الأثنية.
كما ذكرت سابقاً أن فيصل له عدة مواهب و منها الصوت الجميل وسهولة ضبط ايقاعة علي أي موسيقي مسموعة و في أقل زمن ممكن مهما كانت صعوبة تلكم الموسيقي أو حداثتها ,,,, دخل فيصل في الجو الإحتفالي سريعاً و دون أي عناء و ذلك بالتصفيق المضبوط و ضرب الرجل اليسري برفق كما يفعل البقية , أما انا كجنقاوي خالي من أي موهبة ففقط إكتفيت بالتبحلق الأبله في جسد رفاية المنتظم و المتناسق... مشاركة فيصل في التصفيق و ضرب الرجل اليسري كما يفعل الأخرون أذاب كل الجليد الذكوري و لم تمر نصف ساعة حتي صرنا جزء من الكورال الغنائي الراقص , عندما صدح فيصل بصوته الجميل نسبياً و مع نفس ايقاع المبان صدح باغنية تماسية بين كردفان و دارفور حيث انشد قائلاً:
(الزينة مالكي ابيت كلامك كباركي).... الخ الاغنية. و لغرض في نفسي أشرت لفيصل ان بدل الزينة يجب ان يضع أسم رفاية.... و لكن هذه الإشارة كلفت فيصل المغني و العازفين أكثر من نصف دقيقة للرجوع بالايقاع الي حالته الأولي و ذلك نتيجة الفوضي الموسيقية التي أحدثتها عندما حاولت أن أرافق فيصل في الغناء, هي لم تكن أي رفقة ففقط اجترحت النغم فبدل الزينة وضعت رفاية لكن فيصل سريعاً ما فهم هذه الرسالة المكلفة و أخذ يردد مطلبي......ففي رطانتنا التي لم يجيدها الطرف الأخر و خاصة بعد أن رجعنا لأصولنا الأولي في تبديل و بعثرة بعض الكلمات مثل (كباركي بدل كبارك, مالكي بدل مالك و الخ) و لكن الطرف الأخر أحتفي كثيراً بمشاركتنا وخاصة عندما عرف اننا نحتفي الان برفاية... و اصبحت المقاطع كما يلي:
(رفاية مالكي ابيت كلامك كباركي) الخ....
ظهور اسم رفاية بدل الزينة كان له أكثر من رد فعل من قبل الحضور , فرد فعل رفاية كان الدخول الي منتصف الحلقة راقصة دون إذن أحد أو دعوته و لم يقف الأمر هنا و إنما تعداه ان تدعوني للرقص بدلاً عن فيصل باعتبار الأخير مشغول بارتجال كلمات الأغنية .... الرقصة كانت صعبة جداً و لكن قد تغلبت علي تلكم الصعوبات بالدعوة النسوية الصريحة للمراقصة اضافة الي النشوة التي إنطلقت من حنجرة فيصل إحتفاء بقبولنا ,,, حيث يعلو صوته يعانق السماء في مقطع
(رفاية مالكي ابيتي كلامك كباري)
و رويداً رويداً ينخفض الصوت في المقطع القائل:
(بقول رفاية قسمتنا شينة.... من البقت علينا.....)
ففي الرقصة علي الرجل ان يبادر بحمشنة ذكورية واضحة و بالمقابل تتراجع الانثي الي الخلف بغنج سافر,,, يضرب الاثنان الرجل اليسري ثلاثة ضربات غير مثيرة للغبار,,و يقدم الرجل يمناه الي الأمام فارداً زراعيه مناجياً عناق تخيلي و لكن دوماً تنتهي الرقصة و الاغنية دون أي عناق حقيقي. أما المرأة المراقصة فأيضا تضرب يسراه ثلاث مرات و لكن برفق مقارنة بالرجل و تتراجع الي الوراء بالقدم الأخري , كما أنها ترجع يديها الي الوراء قليلاً في تراخي واضح كاشفة عن ثديان لا يحتمل رؤيتهما أي شيخ ناهيك عن مراهق في تلكم السن....كما ذكرت أن هنالك رد فعل لأغنية رفاية , فبقية البنات في حلقة الرقص كن منتشيات علي أمل ورود اسمائهن في الاغاني القادمة و لكن علي ما اعتقد أحبطن أو احسسن بالغيرة تجاه رفاية عندما لم يرد إسم أخري , اما الشباب فقد إستمتعوا بالأغنية كثيراً عدا شاب واحد و مؤخراً اكتشفت انه و رفاية ملتزمان تجاه بعضهما الي الأبد. جمال كان غائباً حاضرا ًفي تلكم الحفلة المرتجلة حيث انه لم يشارك بأي شئ , و فقط أكتفي بالنظر و تأمل ذاته ,,, فصورة جمال في تلكم الحفلة لا تذكرني الا بالعروسات صغيرات السن اللائي اتين الخرطوم أول مره بغرض الذبح الإختياري و ذلك بقضاء الايام الزوجية الأولي و التي تسمي بموسم العسل , فتيات لابسات من لون واحد (كل الدنيا أحمر و حتي الرموش و ما فوق العيون),,, هؤلاء التعيسات عندما يمل ازواجهن الحيطان الاربعة و أفعالها,, يقرر هؤلاء الأزواج رحلة ترفيهية تتناسب مع امزجتهم و في الغالب الأعم تكون هذه الرفاهية حضور أي حفلة لفنان لا يجمع بينه و تلكم الطفلة اي جامع , و لذا تجدها متثائبة و ضجرة الي نهاية الحفل.... هذا كان حال جمال ففقط والده أمره ان يرافقنا للحفلة حتي لا يصيب بالضجر أو يستمع الي تفاهات الكبار...
فيصل حارب في نفس الحرب التي مات فيها جمال بفارق أن فيصل كان ببندقيته يحرس نفسه و مرتبه الي نهاية الشهر, أما جمال فقد إستخدم بندقيته مطية للوصول الي حورية ما... و بين فيصل و جمال كنت أنا...مهرولاً لاهثاً في هذه المسافة التي تفصل بينهما, و لم أكن من الشجاعة بمكان ان أحمل أي بندقية , و فقط إكتفيت بالهرولة و ربما حتي الأن.... و لكن المحصلة النهائية ثلاثتنا اصبحنا في عداد الموتي و كل بطريقته الخاصة في الموت. كنت دوماً حلقة الوصل بين فيصل و جمال,,, ففيصل كان لا يطيق جمال في الله و رسوله و ليس هنالك أي مبرر لشعور فيصل العدائي فقط انها غياب لحمة الريدة,,, كنت أحتك كثيراً بهذا الفيصل ودوماً كان هذا الإحتكاك بسبب جمال,, فاذكر بعد إنتهاء حفلة المبان المرتجلة علق فيصل ساخراً من جمال هازاً كتفه:
هسي إنت جاي تسوي شنو؟
ما كان أحسن ليك تنوم في التاية ساي؟
لم يرد جمال و فقط أكتفي بإبتسامته التي لا تفصح سوي عن أسنانه, و لكن رديت بالوكالة علي جلافة فيصل.
إنت يا فيصل (ل.....) و لا شنو؟
يعني أي زول يجي الحفلة لازم يغني أو يرقص؟
فصيل: شوف يا صالح انا ما سألتك انت جمال دا (ن......)؟, و مع هذه النقاط كان هنالك فرد للسبابة التي تساعد في إستجلاب الشتائم و إخافة الخصم في أن واحد.
تدخل جمال بهدؤه المعتاد و فض إحتكاك الذي كان قد يقود الي أسوأ حسب تقديره الخاطئ....إنتهت الحفلة و رجعنا الي التاية علي أمل ان نكرر ذاتنا غداً كما في السابق.

-------------
** أغنية تراثية تماسية بين دارفور و كردفان يؤديها الان الفنان حسن عائش من دارفور

يتبع.....

Post: #103
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: طلال جبير جابر
Date: 10-15-2009, 03:18 PM
Parent: #102

Quote: بقى اكتب للوسامه

ولى حلاوة الابتسامه

وادعو يا الله السلامه

تبقى ما الرحله الاخيره

Post: #104
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: معتصم ود الجمام
Date: 10-15-2009, 03:41 PM
Parent: #103

صديقي حافظ
اسكت كب او اكتب او غني فمازال في الافق متسع لحكايات لا يعلمها الا انت واصدقائك الجنقو
الخرطوم بسخفها ودمها الفاير منعتني من العودة اليك في ذلك الجخنون الذي تسكنه ويسكنك
فاعذرني يا صديقي ....

Post: #105
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حنين للبلد
Date: 10-15-2009, 08:02 PM
Parent: #104

Quote: حافظ يا حلو




التوقيع: وليد الشفت.

Post: #106
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-17-2009, 08:24 AM
Parent: #105

تشكر يا طلال صديقي علي المرور و انشاء انت كويس

Quote: صديقي حافظ
اسكت كب او اكتب او غني فمازال في الافق متسع لحكايات لا يعلمها الا انت واصدقائك الجنقو
الخرطوم بسخفها ودمها الفاير منعتني من العودة اليك في ذلك الجخنون الذي تسكنه ويسكنك
فاعذرني يا صديقي ....


ود الجمام سلامات و أنشاء الله طيب سعيد بمرورك و تعليقك و جاي مواصل

Quote: Quote: حافظ يا حلو





التوقيع: وليد الشفت.


تسلمي يا حنين و يسلم الشفت

Post: #107
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: مريم عبد الله
Date: 10-17-2009, 12:09 PM
Parent: #106

استاذي حافظ حسن ابراهيم

كميه من الابداع والفن الجميل

خليتنا نكون معاكم من دقه وجمال الوصف

عليك الله ما تتوقف وتم لينا بقية القصه

في انتظار الاجزاء القادمه



Post: #108
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-17-2009, 08:06 PM
Parent: #107

Quote: استاذي حافظ حسن ابراهيم

كميه من الابداع والفن الجميل

خليتنا نكون معاكم من دقه وجمال الوصف

عليك الله ما تتوقف وتم لينا بقية القصه

في انتظار الاجزاء القادمه


مريم عبدالله إنتي أخت رابحة بت عبدالله؟ رابحة و مريم بنات عبدالله محمد ديل جيرانا في البلد, ماتت مريم بالولادة و رابحة ما إتزوجت كلو كلو بس فضلت تربي في أولاد مريم....

يا مريم والله مداخلتك كوم

و بروفايلك كوم تاني

و إسمك كيمان يا بت عبدالله يا رباية اليتامي.... و متورة الاوجاع

كوني بعافية و جاي قريب مواصل كل الاجزاء الممكنة و الغير ممكنة

سعيد أنت هنا

Post: #109
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-20-2009, 10:57 AM
Parent: #108

توالت الحفلات الراقصه و معها توطت علاقتنا برفاية و صحبها حتي وصلت لمبادلة الزيارات في التوايا (جمع تاية) ...رفايا تزورنا بإنتظام في صحبة الرجل الذي التزمت تجاهه جنسياً للابد, شاب نحيل, خجول, عيونة تحدق تائهةً في اللاشئ, كما انه عديم الثقة في نفسه فهكذا أحرزت انا, و بتعبير أخر انه يعاني من داء عضال وهو خليط من الغيرة و الغباء,,,, فإبتسامة الاطفال التي تتمتع بها رفاية , تلكم الإبتسامة التي تكشف عن أسنان بيضاء إجتهدت أيادي الغيب كثيراً في نضارتها وتنضديها, فأكثر ما أظهر جمال الأسنان البيضاء لرفايا سواد جسدها الحالك , تلكم الإبتسامة التي تحسس أي ذكر أنها صممت خصيصاً له, في حين أنها لم توجه لأحد , فهي إبتسامة لا تختلف عن أي إبتسامة مضيفة فقط في غياب الدجل المدروس في إبتسامة الأولي. رغم أن هذا الشاب صار قدر رفايا و قد عايشها سنين عدداً إلا انه لم يزل معانياً من تلكم الأسنان القاتلة ... مصدر غيرة رجل رفايا كان إبتسامتها, و عندما فشل في قمعنا نحن أو هي, مارس ذاكم التعيس علينا غباء غير مبرر, فكان يتودد الينا بشكل مكشوف و يرشينا ببعض العزومات البائسة علي أمل أن لا نخونه مع رفايا, الجميل أو التعيس في الأمر أن تلكم الولائم الوهمية لم تقف حاجز بيننا و الخيانة و إنما الحاجز قد كان رفايا نفسها,,,, فرفضت أي تودد من قبلنا بصرامة و في النهاية إنتهت رحلة الألام و لم ننال تلكم القطة. تضخمت الحفلات المرتجلة بزيادة مرتاديها و كل قبيلة جديدة في الحفلة تأتي ببضاعتها, فإضافة الي المبان كان البرون, القمز, الوطاويط, إضافة الي قبائل أخري.... المبان كما ذكرت قبيلة صغيرة مقسمة علي ذاتها , فهي عبارة عن مسيحيين يشكلون الأغلبية و مسلمين و وثنين كأقليات عددياً فقط, فهذا القبيلة إنضمت الي حرب التحرير باكراً, تلكم الحرب التي سرق ثمارها سماسرة ثورات و هبات الشعوب كما في أي بلد عالم ثالثي. إنضم الي تلكم الحفلة أحمد إبن مالك المشروع, علاقتنا نحن الثلاثة (جمال, فيصل , و أنا) نحن الثلاثة أضحت علاقتنا علي ما يرام و بعيدة عن أي شك و ريبة تجاه هذا الأحمد , أحمد لم يزل مرتدياً قفطانه قصير الأكمام الكاشف عن عنقه المعرورق, كما انه لم يزل حزيناً شارداً في الافق البعيد ,,,و بنظرة يملؤها العطف و الحزن من خلف نظارته السميكة ينظر الينا أحمد كأوباش طيبون أتوا لهذه الدنيا وفق معادلة ربانية بحته و بنفس تلكم المعادلة سيذهبون دون ضجيج أو صخب. في تلكم الليله التي شاركنا فيها أحمد ضلالنا البرئي, في عينيه رأيت سائل بلوري لامع , سائل شفاف بكثافة الزئبق, إقتربت من هذا الأحمد لان ليس هنالك من دعتني للمرقص, إضافة الي إني عديم موهبة في ما يختص بالغناء, إقتربت من أحمد و بجلافتي المعهودة سألته قائلاً:
أحمد مالك بتبكي؟
لم يرد و إنما جرني بعيداً حتي لا يفسد متعة الأخرين أو يكشف عن ذكورته المتهاوية, جلسنا علي الأرض السوداء التي بدأت تتنفس بأخاديد صغيرة بعد توقف الأمطار معلنة أن الأخاديد الأعظم في التشقق الأرضي قادمة, بكي أحمد كثيراً و أكثر منه كنت متحيراً و سألت نفسي:
هل يبكي الرجال؟
و متي و لماذا يبكي هؤلاء السادة الرجال؟
لم أعد الي الفاظي البدائية النابئة في وصف أحمد لان هذا الرجل الطيب قد صار جزء منا و لو الي حين... إحترمت حزن أحمد و لم انطق بأي كلمة,,,, بكي كثيراً و بعدها نطق عبارة (إستغفر الله العظيم),,, فهذا الرجل لم يفعل أي شيئ سئ لله كي يستغرفه, و لكن علي كل قد قال تلكم العبارة الإستغفارية كفاتحة لجرح قديم متقيح و متجدد و بدأ كالذي يحادث نفسه قائلاً :
يا خي السودان دا جميل يا صالح و جماله يكمن في تنوعه....
السودان جميل إذا كان بدون ساسة أو تجار حروب و سماسرة دين,....
جمال هذا السودان إذا فقط كل ناسو زي ناس رفاية ديل.....
لم أفهم شئ و رفعت حاجبي الدهشة متسائلاً عن أي شياطين يتكلم هذا الرجل؟
بدأ يرغي و يزبد عن التنوع الثقافي , العرقي و كميات من التنوعات التافه التي فهمت بعض منها وفاتني الكثير..... كنت في قرارة نفسي و رغم حداثة تجربتي في الحياة أن تكلم التنوعات غير مبكية وأقلها لإنسان مثل أحمد ,,, و لدهشتي قد كنت مصيباً عندما عرج أحمد لحياته الخاصة , و كيف بكي عندما توفيت أمه ولم يبلغ السابعة بعد, و كيف أنه ربي بواسطة زوجة أبيه و كيف طال في سرد أوجاعه و الأمه معها و لكن يختتم أي وجع ب (لكن هي زولة طيبة),,,, و مع هذه اللكن إكتشفت أنها لم تكن طيبة علي الإطلاق فمهما حدث ففي ختام الأمر هي زوجة أب ليس أكثر , هكذا أحرزت أنا. عرج أحمد بعد زوجة ابيه الي الحكومة كزوجة أب أخري, عرج الي الحكومة و صب جام غضبه و شتائمه عليها, بدأ بالصالح العام, مصادرة ممتلكات الغير, قتل المعارضين السياسيين و القائمة تطول وتتعرج من الإنتهاكات الحكومية التي يسردها أحمد... فقد كان هذا الرجل حزين بما يكفي أجيال و أمم من الحزن, عيونه تحولت الي شرر, أنفه صار أكثر إستقامة و حده مع جبين مقطب ينضح غضباً و عرقاً ,,,, في كل حكي أحمد عن فساد الحكومة و إجرامها لم يستوقني الا تيتمه وهو لم يتجاوز السابعة بعد, اصيبت بعدوي الوجوم و السرحان تضامناً مع أحمد, تلكم العادة التي لا تتناسب مع ذكر عمد بأذان كاهن القرية و زغاريد النسوة و فرحة و تباهي والديه و محبو الخير من أهله... أصيبت بتلكم العادة النسوية عندما تخيلت أن أمي ماتت و تزوج أبي بإمراة أخري...وهذه المرأة الاخري لم تكن سوي جارتنا المطلقة تلكم المرأة التي كانت مصدر إزعاج و قلق معظم المتزوجات من القرية ,,,فعندما تزوجت هذه المرأة أنا علي يقين ان أمي كان فرحها لا يعادله سوي فرح تلكم المتزوجة بعد طلاق طويل, ,,, و أكثر يقيناً إن أبي لم يمنعه الزواج من تلكم المرأة أي واعز أخلاقي أو أسري إنما واعز الفقر و الإملاق فقط,,,,, فهذه المطلقة المزمنة تمارس كل عادتها من دخان, حناء, و غنج نسوي , تمارس كل تلكم العادات و غير خائفة من أحد أو أبه لأحد.... تخيلت و سرح بي خيالي كيف أن هذه الزوجة اللعينة و بإتفاق مع السحرة حولتنا الي طيور بيضاء أنا و إخوتي التسعة كما قرأت في أحد قصص الأطفال , تلكم القصص التي تمنحنا إياها ست فتحية, كم تقتلني هذه الست .... عندما أتيت الي هذه الحياة إكتشفت أن ست فتحية و فتحي أخاها الأستاذ أيضاً , إكتشفت أن هذه الثنائي يشكل شيوعي. و كثيراً انتظرنا اللحظة التي تزف فيها فتحية عروساً لشقيقها كما هو متفق عليه.
ست فتحية ماتت بالسل بعد عراك طويل مع الكحة المصحوبة بالدم , أما فتحي فقد إبتلعته الغربة للابد...ست فتحية كنت أحبها كبني أدم و كثيراً اتجنبها و أكرهها كشيوعية كما يقال عنها, أتذكر حتي الان ووقتها كنت في السنة الرابعة أبتدائي, أتذكر كيف أتت الي بيتنا تحمل بقجة اصغر حجماً من أن تكون ملابس بغرض الغسيل و أكبر من أن تكون كتب لنا كصغار قدرها ان تتبنانا معرفياً,,, القت ست فتحية السلام في عجل موتور علي أمي ومعه القت البقجة برفق. بعد إنتهاء عبارات المجاملة قالت:
يا خالتي حليمة تعالي انا دايركي برا....
تبعت أمي تلكم الفتحية ....و كمتلصص جيد كنت وراء هؤلاء النسوة حتي أكتشفت ماذا يفعلن دون أن يشعرن بوجودي.....
همست ست فتحية الي أمي قائلة: خالتي حليمة الدنيا مقلوبة و بكره الناس طالعين مظاهرة في المدينة ضد زيادة السكر, أها يا أمي جابوا لي الورق دا مفروض الموا هنا في البيت لكن البوليس بعرف بيتنا عشان كدا انا دايراكي تلمي لي الورق دا عندك لحد ما الدنيا تبرد شوية؟
أمي: لكن يا فتحية بتي... أمي كانت خائفة لتجاربها السابقة مع البوليس....
و قبل أن تكمل أمي كلامها قاطعتها ست فتحية قائلة: والله يا خالتي حليمة أنا جبت الورق دا لبيتكم لانو البوليس ما بشك فيكم ... والله يا خالتي حليمة لو البوليس عرف والله أنا براي أجي و أقول ليهو الورق دا حقي أنا و أنتو ما عندكم بيهو أي دخل.....
أمي: ليه يا فتحية بتي تقول كدا ما شينتكم شينتا.... لكن يا بتي الدنيا ما معروفة , الموت فوقي و فوقك ... بس بكرة الوليدات يمشوا المدرسة أنا الورق دا بحفر ليهو في سدر البيت و بدفنو و لو حصلت أي حاجة تلقي ورقك في سدر البيت مدفون.
عانقت ست فتحية أمي و علي ما أعتقد كانت تبكي و هذا ما أحرزته من مخارج حروفها عندما رددت قائلة: شكراً خالتي حليمة كتير خيرك....
غضبت الي أبعد حدود الغضب , عن ماذا تفعل أمي مع الشيوعيين؟
لماذا تتأمر مع ست فتحية لإخفاء هذا الورق؟
في النهاية قررت أن أفعل شيئ ما.... في رأسي دارت كمية من الأشياء مثل:
أخبر البوليس ؟ سريعاً ما تراجعت عن هذه الفكرة لأني أعي جيداً ماذا يعني البوليس....
أخبر أبي ؟ و هنا فضلت البوليس علي أبي,,,,
أخبر خالتي حمرة؟ ... خالتي حمرة إحتلت مرتبة أم ثانية دون أي منازع أو منافس, فكثيراً ما أحتمي بها باكياً عندما تعاقبني أمي, و بعد إنتهائها من كل أغراضها الحياتية تمسك بيدي و ترجعني الي البيت,, و تبدأ العراك اللفظي مع أمي:
خالتي حمرة: حليمة أنتي مالك رزيلة كدا.... هسي الولد دا سوا شنو لمن تدقي ذي دا؟
أمي: حمرة إنت الولد ما تعرفي ترا... وليد قليل أدب و حلاق كراعو في السماء دا مافي...
خالتي حمرة: ما ياهو حال الجهلة يا حليمة.... صالح وليدي تاني ما تحلق.
دوماً تنتهي هذه المشاجرة المصطنعة بين أمي و خالتي حمرة بشأني بالعبارة الصادرة من خالتي حمرة (صالح وليدي تاني ما تحلق أقعد في بيتكم)... تنتهي المشاجرة بالعبارة الأخيرة و بعدها تبدأن في همس يخص الكبار....صرفت نظر عن اللجوء لخالتي حمرة بإعتبار أني فقط سأكون ذريعة لتهامسها و تكرار تلكم المسرحية السخيفة.
في الختام وصلت الي فكرة أن أحرق هذا الورق و إذا قررت أمي معاقبتي سألجأ الي أبي بدلاً عن خالتي حمرة, سألجأ الي أبي بناء علي قانون قديم يسمي (علي و علي أعدائي)... راقتني هذه الفكرة كثيراً و تركت أمي و ست فتحية تمارسان العادات النسوية القديمة و هي التحدث عند باب الدار.... رجعت الي القطية وعلي الفور بدأت أبحث عن كنه ومعني هذه الأوراق التي يبحث عنها البوليس ,,, عندما سمعت خطو أمي علي مقربة مني أخذت كمية من الاوراق و رحت الي سريري متظاهراً بالنوم....علي ضوء لمبة الجازولين أخذت أقرا في تلكم الأوراق و بين السطور أبحث عن السطر الذي يدعو أن يتزوج الأخ أخته.....
بشغف أبحث عن السطر الداعي الي تكسير الجوامع....
لدهشتي لم أجد شئ من كل هذا و فقط وجدت أشياء تافهة لا يمكن أن يعاقب صاحبها علي الإطلاق ... تساءلت بيني و ذاتي:
الحكومة دي مجنونة؟
حزنت و سرحت بأثر رجعي علي دوزنة الكتب التي تهبها الينا ست فتحية قبل7 اعوام..سرحت ووجمت علي إعتبار ما يكون و ذلك بموت أمي و مواصلة تربيتنا بواسطة جارتنا التي عانت كثيراً من طلاق مزمن حتي فقدت الأمل في ذكر يخصها, و كيف تحولنا بواسطة تلكم الجارة التي إحتلت خانة أمي بعد وفاتها الي طيور بيضاء كما في قصة (زوجة الأب) وجمت كثيراً دون سبب ظاهر أقلها لهذا الأحمد و عندما فشل في مواساتي أخذ يبلحق في كجلف مجنون.
عدنا الي ذاك الحفل المرتجل أنا و أحمد ساكنين حزينين , لم تحركني حتي النغمة التي تحرك الحجر, تلكم النغمة التي تتكون من مقطع واحد وهو:
(فايزة سيب الرمتله..... فايزة أمشي المدرسة)
لما تحركني هذه الاغنية أو ما صحبها من تحريك عنيف للارداف مصحوباً بعبارات:
عندك قدر دا ... باشارة واضحة الي الفردة اليمين أو الشمال المكونة للردف حسب وضعية الراقصة, لم يحركني النغم و فقط إكتفيت بالتمعن داخل سوداويتي و صرت ساكناً كأبواب الأغنياء.
فكما هو متفق أوصلنا أحمد الي الكنبو أنا , فيصل , و جمال, أربعتنا لذنا بالصمت مثل ما كان هنالك إتفاق ضمني أن لا نخوض في أي كلام هذه الليلة بالتحديد.....في سكتنا الي التاية كنا صامتون أيضاً و كل يغاذل ذاته و لكن في ماذا لا أحد يعرف....
شبحان علي ضوء القمر واقفين, نتيجة لخفوت الضوء لم نستطع تمييز أي منهما في البدء, و لكن بعد ان ارخينا السمع للحوار الهمسي تبين لنا أن أحد هولاء الشبحين لم يكن سوي عمي سعيدو و ذلك بلكنته التي لا تخفي علي أحد,,, برغم حداثة سننا ادركنا أن هؤلاء الشبحين لم يزالا في طور الاتفاق الأولي عندما همس عمي سعيدو في أذن مرافقته قائلاً:
والله ما في زول بجي يا أخيتي ما تخافي.(أخيتي تعني أختي)
المرافقه: لا ناس اللعب لسا ما فروا....
ضحك عمي سعيدو ضحكة الإنتصار و رد علي مرافقته قائلاً: يا بينة ناس اللعب ديل بساهروا لفجر.
في النهاية ردخت تلكم المرافقة فقط لان ليس هنالك خيار أخر سوي الرضوخ, و بدأ الفعل الأرضي, عمي سعيدو يخور غير أبه بشئ أما التي تحته فكانت تئن بالم و فجيعة.... فالي لحظة كتابة هذه السطور لم أدري من هي مرافقة عمي سعيدو و لكن في مخيلتي و قد تكون مخيلة جمال و فيصل أيضاً, في مخيلتي ثلاث نساء فقط لا غير.
الي التايا بعد حكاية سعيدو وصلت حزيناً شبقاً, فتقلبت علي شبقي بيدي أم حزني فقد كبر معي و تحول الي تناقض و خوف في لحظة قيام عمي سعيدو بافعاله الدينية الروتينية كل صباح, صلاة الصبح, قراءة الراتب, و الدعاء لكافة المسلمين و حتي الأن لم أدري أين و كيف أذال عن نفسه المن و الأذي.... منذ تلكم اللحظة كرهت هذا العم و بدأ شكي الذي لم يزل معي, الشك في كل شئ.

Post: #110
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: مريم عبد الله
Date: 10-23-2009, 04:08 PM
Parent: #109

حافظ حسن ابراهيم يا مبدع

كان بيشرفني اكون مريم بت عبدالله اخت رابحه بت عبدالله واكون بت منطقتكم

والتحيه لرابحه بت عبدالله لكل رابحه بت عبدالله في بلدي وربنا يطرح البركه في عيال المرحومة مريم

التحيه لكل اهلي منطقتكم

البروفايل جاب لي الكفوة قمتا مشيت خليتو خلا بس الاسم يعني بقيت جنقاويه لو صحت التسميه

واصل لينا في قصتك وما تطول الغيبة


Post: #111
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-24-2009, 08:08 AM
Parent: #110

مريم اخت رابحة إزيك وكيفك يا هتامة رباية اليتامي

Quote: البروفايل جاب لي الكفوة قمتا مشيت خليتو خلا بس الاسم يعني بقيت جنقاويه لو صحت التسميه


والله أحبطينا يا مريم بالبروفايل الخليتيهو جنقة علي الطبيعة ساي دا ... يا خي انا قلت بس قبلك يا حافظ خلاص لقينا دكتورة و كمان لقيت ليك كترة زباين

شكراً مريم علي المرور و ابقي عافية

Post: #112
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: طلال جبير جابر
Date: 10-24-2009, 09:31 AM
Parent: #111

Quote: واصل لينا في قصتك وما تطول الغيبة


.الصديق حافظ طولت علينا مشتااااااااااقين لكلماتك الرائعة فلا تبخل علينا بها ....

Post: #113
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-24-2009, 02:46 PM
Parent: #112

صديقي طلال ... سلام يا مان و تشكر علي المرور و مواصل بأذن الله

Post: #114
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-29-2009, 12:19 PM
Parent: #113

حافظ وين يا اخوانا؟!!!!

Post: #115
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: ياسر بيناوي
Date: 11-10-2009, 12:32 PM
Parent: #114

فوق

Post: #116
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: د.نجاة محمود
Date: 11-10-2009, 01:35 PM
Parent: #115

ليييييييييه
يا حافظ انا ماشوفتا البوست ا؟؟؟؟!!!

Post: #117
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 12-09-2009, 02:35 PM
Parent: #116

****

Post: #118
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: زينب المهدي
Date: 12-11-2009, 04:59 AM
Parent: #117

حافظ
دا سرد مُسكر , شهي , انيق وكل العبارات البتشبه كدة
تلتاشر سنة ياحافظ انا بعرفك ولا يوم ماتورينا السر الكامن دا بيكون لواحد من اتنين
خجلك من ماتكتبت وكدة بتكون ظلمت نفسك كتير
او شكك في تجاوبنا وكدة حرمتنا سنينا عددا
وفي الحالتين ما اجمل انا اكون حضوراً في كتيبة الجنقو (جنقو صناع الحياة ....نحبكم) حافظ اخرجكم من الظلمات الى النور دمت صديقي
مايليني من هذا العالم الحي المصنوع بحرفنة نادرة منك
اني مسحت صورة حافظ المعروفة في مخيلتي ( المعروفة دي خليها مغطية كدة)
واستبدلتها باخرى تشبه فيها عمرو دياب (ابسط ياعم)
في انتظار المزيد

Post: #119
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: حبيب نورة
Date: 12-13-2009, 07:13 AM
Parent: #118

up

حتي تعود حافظاً

Post: #120
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Ahmed Alim
Date: 12-21-2009, 03:37 AM
Parent: #119

جنقو حافظ يحفظك ربنا..

ساعود بعد إكمال هذا السفر الراقي..

Post: #121
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: Tragie Mustafa
Date: 12-21-2009, 03:45 AM
Parent: #120

وكسر الشرطي يد حافظ المبدع!!

في مظاهرات ديسمبر/2009 من اجل تغير القوانين المقيده للحريات.



حافظ سيعود لنا قريبا رغم اوجاعه.

وامثال حافظ ايها الشرطي لن تسكتهم.

فرجلا بمثل قلبه ومقدرات قلمه وصلابة روحه لن يهزم

ولن تهزم القيم الجميله التي وهب نفسه اليها.

ننتظرك يا حافظ وكتيبة الجنقو...الذين وهبتهم الحياه

بعقول الكثيرين من ابناء شعبك ومخيلاتهم...شكرا لهذه الكتابه الجميله.

Post: #122
Title: Re: كتيبة الجنقو
Author: فضل الصادق
Date: 12-21-2009, 08:02 AM
Parent: #121

رواية بشخوص متحركة حية متفاعلة تكاد تلمسها
إبداع وفن حكى يصل إلى درجة أبعد من العبقرية
هكذا الكلام عندما يرتبط بالواقع المعاش والناس البسطاء .
كن بخير دائماً .