امتع مسابقة خلال أحتفالية الالعاب الفرنكفونية بيروت

امتع مسابقة خلال أحتفالية الالعاب الفرنكفونية بيروت


10-05-2009, 04:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1254756729&rn=0


Post: #1
Title: امتع مسابقة خلال أحتفالية الالعاب الفرنكفونية بيروت
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-05-2009, 04:32 PM


كانت مسابقة فريدة لم أحضر مثلها في بقعة في العالم أو قل لانني لست فرنكفونيا وبها منافسة جادة لابراز أفضل حكواتي فرانكوفوني على مدى أربعة أيّام شاهدت على مسرح بيريت، حكواتيّين من أنحاء مختلفةمن الدينا والعالم الفرنكفوني أتوا ليشاركوا في هذا الحدث الذي لحدّ ما، شهد بعض المهتمّين، لكن يوم إعلان النتيجة، كان الحضور كثيفاً والحماس ملأ قاعة بيار أبي خاطر. خمسة متبارين وصلوا الى النهائيّات واختارتهم لجنة التحكيم، وهم جوليان توبير من فرنسا، مطر ضيوف من السنغال، جيرار كنتيغا من بوركينا فاسو، ماتيو من كيبيك وباتريسيا حبشي من لبنان يالها من عظيمة هذه الانثي عندما تروي حكاياتها.
خمسة تباروا بالكلام ولعلّها من أصعب المسابقات في مسالة التقيم ووضع العلامات فهي ليست رياضيّة للحكم على المهارات، وليست مسابقة رقص لعرض التقنيّة، بل مسابقة كلام وإلقاء وحضور وان تجعل من صوتك هو الحدث والحوار والصورة مسابقة أفضل حكواتي أو أفضل راوي للحكاية أو القصة هي مهمّة صعبة لإرضاء كمّ هذا الجمهور المشاكس صاحب الامزاجة التي سيطرت عليها الصورة منذ زمن الخمسة قدّموا لنا مزيجاً مختلف في الحكاية وطريقة السرد واداء الصوت، في الحكاية فقط نرى هذا الاختلاف الحميد الخلاق والمقبول فالمزيج حبك من خلفيّات عديدة، من الأساطير الشعبيّة، للواقع المؤلم، مروراً بالنقد السياسي الذكي، كلّها عــناصر أغنت سهرتي يوم الجمـعة الماضي، آخر يوم من المسـابقة. كلّ من الخمـسة حشد له أصدقاؤه زخماً معنوياً وتصفيقياً كبيراً، ما زاد من المنافسة، وجعل الخمسة يقدمون ولو للمرّة الثانية، قصّصهم بطريقة أكثر تمعناً وعمق وأناءة. ليس على صعيد الإيقاع فقط بل على العكس، كانوا يزنون الاموربالكيف الذي يجعلك تبحرمعهم في عوالم الحكايات بين الكلمة والنكتة والخلفيةالموسيقية للذين رافقتهم الموسيقى. فكانوا في مبارزة نبيلة ورائعةبالفعل.
والشيء الذي بهرني كم الحضور، وبرغم بعض التعليقات السمجة أحياناً، كان يلتزم الصمت، والأطفال خصوصاً عندما يبدأ الراوي حكايته يصمتون وهذا قلّما نراه في عروض أخرى. توالى الحكواتيّون في سباق محموم ليس بهدف الفوز، بل بهدف إسماع اكبر كمّ من الناس حكايتهم. وهنا اختلفت الأمور. فالحكايات هي التي كانت تقودهم الذي اختلف كان حبكة الحكاية. كان عملهم يصبّ في خانة صعبةومعقدة جدا حيث سعوا لربط الأحداث بطريقة نستطيع من خلالها المتابعة من دون التوهان في عموميّات غالباً ما تسخّف الحكايةوتقتل المضمون
الخمسة أدخلوني في متاهات حكاياتهم ببراعة، لكن إحساسي بهم هو ما كان يقودني للحكم عليهم. فشعرت بتعاطف كبير لقصّة باتريسيا، فلدى باتريسيا فطرة جميلة اثناء كلامها تطغى على مظهرها وانفعالات كل الكل يفعل معها. كما عشنا في أجواء القبيلة مع السنغال وهذا الصوت الرجولي الضخم وبوركينا فاسو، من ضحكاتهم ومشاكستهم وأهازيجهمالافريقية البديعة حيث تقودك الحكاية رغماً عنك، الى رمال دافئة وبحيرات مليئة بالتماسيح، الراوي الفرنسي، كان أكثر جديّة، كان الراوي منطقياً زيادة على اللزوم، الذي جنّد حكايته كشرح أمثولةخارج السرب أمّا ماتيو، الراوي من كيبيك، فهو تفرّد حقيقة وغرّد خارج السرب. ماتيو، في منظره المهذّب، حالما دخل، لم يحمل أي علامة مختلفة لدى بدء الحكاية بهياج كبير وفي تعابير مندهشة علت وجهه ووجهنا، تسارعت الأحداث والكاراكتيرات في حكايته، بطريقة مدهشة وبارعة، حين تداخلت سطور الحكاية مع نقد سياسي لماح وذكي من افغانستان لفلسطين حمّله لشخصيّته، حيث ابتكر بطل رواية آسر، سواء بالقصص التي تمرّ معه، أو بالتلعثم وطريقة الكلام الخفيفة الظلّ التي جسّدها ماتيو، والتي نالت من الجميع التصفيق عند كل نكتة. ماتيو كان دينامو السـهرة، وبالفعل امتلك قدرة على إدارة ليس فقط شخصيّاته، بل الجمهور المختلف الجنسيّات، حيث أجمع الكلّ على ذكاء قصّته ومتعة مشاهدته.
وبالنهاية، حلّت اللحظة المهمّة، انسحبت اللجنة، وبدأ الحماس، واختير الثلاثة: في المرتبة الثالثة حلت فرنسا، وفي الثانية فازت بوركينا فاسو، والمرتبة الأولى بالطبع كانت من نصيب ماتيو من كيبيك. لكن، بالرغم من أن المسابقة ليست هي الهدف، توقعت فوز باتريسيا حبشي بلا منازع بإحدى المراتب، لا لأنهاعربية ومن لبنان، بل لأنّها حملت إحساسا قويّاً خلال الحكاية بل جعلت الكل يسمع بعمق
انها أمتع مسابقة خلال هذه الاحتفالية علي الاطلاق.

Post: #2
Title: Re: امتع مسابقة خلال أحتفالية الالعاب الفرنكفونية بيروت
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-05-2009, 11:28 PM
Parent: #1

فوق
أمكن في ناس بحبوا الحكايات