رفع الرقابة عن الصحف .. هل يعنى حرية الصحافة .. محمد عبدالقادر .. بخارى مرئياتكم !!

جاء في إحدى الصحف السيارة بأنه وبقرار جمهوري قد أنتهي عهد الرقابة الأمنية القبلية التي كانت مفروضة على الصحف في السودان !!

هل هذا يعنى بأن رفع الرقابة عن الصحف معناه ( حرية الصحافة ).

من الممكن أن تكون هناك حرية صحافة ولكن من المستحيل أن توجد صحافة حرة .. ولذلك فإن من الخطأ أن يقول كائن من كان ( أن عنده صحافة حرة ) فالأصح أن يقول ( أن عنده مساحة من الحرية ) .

وفى يقيني أن الذي يقول أنه يملك الحرية الكاملة في صحافته .. هو الذي لا يملك منها شئ .. بينما الذي يعترف بأن صحافته لها المساحة المتاحة من الحرية .. فهو الصادق الأمين .

وصف رئيس الجمهورية الرقابة التي كانت مفروضة على الصحف بأنها كانت عملا استثنائيا ولم تكن إجراء أصليا .. ونوه فخامته إلى أن الحرية لديها حدود وإلا أصبحت فوضى !!


نعم فخامة الرئيس الحرية التامة .. فساد كامل ..ولديك صحافة بيروت التي امتلكت حريتها الكاملة في عز ازدهار لبنان .. ولكنها لم تكن حرة فيما تنشر ، لارتباطها بسياسة الذي يدفع .. أو السوق الذي يطلب مالا يعترف بدين ولأخلق ولا تقاليد .


وأكد الرئيس التزام الحكومة برفع الرقابة وقال نحن ملتزمون برفع الرقابة مادام الصحفيون ملتزمين بميثاق الشرف الصحفي .. وأضاف فخامة الرئيس أن رفع الرقابة يتيح فرصة كافية للآلية المتابعة ولسنا أحرص من الآخرين على السودان .. لكننا أكثر مسئولية بحكم مواقعنا .

فخامة الرئيس .. هناك عامل مهم لتقييد الحرية المطلقة للإنسان الذي يحمل بين جنبيه النفس الأمارة بالسوء .. هو الالتزام بدين الله القويم وما أمر به أو نهى عنه .. والتقاليد الاجتماعية وما أجمع الناس على الحسن منها أو القبيح.. والأخلاق الإنسانية وما تخص عليه أو تنفر منه والمصلحة العامة للوطن وما تفرضه من واجبات وتمنع ممارسته من سلبيات تضر الوطن والمواطن .. بمثل هذا تحد ( ضم التاء) حرية الصحافة في معظم دول العالم المتقدم .

[B]ودعا فخامة الرئيس للتفريق بين معارضة الحكومة ومعارضة الدولة محذرا الصحف من الترويج لإثارة النعرات وتضخيم المظالم .. وأشار فخامته إلى أهمية وجود هيكل قيادي في كل المؤسسات الصحفية للتمكين من الاطلاع على كل المواد الصحفية والتأكد من خلوها من المحاذير الواردة في ميثاق الشرف الصحفي .


بالتأكيد فخامة الرئيس الوطن يحكم ( ضم الياء) بشرع الله الذي كرم الإنسانية ( ولقد كرمنا بني آدم ) فإنه أي - الوطن – يمنح الصحافة حرية لا تقيدها منها التقاليد والأخلاق الإنسانية .. ومصلحة الوطن الذي هو أمانة في أعناق الجميع .. وفى ظلال هذه الحرية ستعيش صحافتنا على امتداد تاريخها الذي مكن الصحفيين المخلصين من أداء واجب الرسالة المناطه بهم والتي احتملوا أمانتها بإخلاص واقتدار .

أي - نعم - بإخلاص واقتدار الصحافيين المدركين لمسؤولياتهم .. وفى ظل الحرية المتاحة الآن ستستطيع صحافتنا الغالية أن تقدم الفكر المستنير والرأي الناضج لقرائها .. وأن تكون لهم عينا تنظر بها عمل العاملين .. فيقول للمحسن أحسنت وللمسي أسأت .. كى يتبين طريق الصواب فينتهجه .. والله من وراء القصد .. ودمتم ..

تاج السر

الأخ الزميل والصحفى الهمام الاستاذ /
عبدالسلام القراى ذكر فى عموده المقروء بأن
الرقابة الداخلية على الصحف أو الهيكل
القيادى للاطلاع على المواد الصحفية قد
يضعف العملية الصحفية خاصة فيما يتعلق بتجويد
العمل الصحفى بأشكاله المختلفة والسبب
أختلاف المعايير والمقاييس من شخص لاخر فى
كيفية تحديد المواد الصالحة للنشر من
عدمها وإذا ماوضعنا فى الاعتبار إلتزام
قادة العمل الصحفى أمام السيد/ الرئيس
البشير بالتقيد بميثاق العمل الصحفى وهذا
فى ذاته يمثل تحديا كبيرا لقيادات العمل
الصحفى بعد قرار رفع الرقابة الأمنية القبلية
على الصحف ..

فهل يستطيع قادة العمل الصحفى إخراج عملا صحفيا
متكاملا يساهم فى تبصير المواطن بما يجرى
حوله من أحداث ؟؟؟

الصحافة كانت ولاتزال منبرا لمن لامنبر له
فى عهد الديمقراطية الحقة التى لاتحتاج الى
نصاب قانونى لينطلق المرء بفكره وثورته
الأدبية سواء كانت موجهة أو غير موجهة
والصحافة هى البرلمان الحقيقى للشعوب
أليس كذلك ..

تاج