امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"

امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"


05-09-2009, 10:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1254286517&rn=15


Post: #1
Title: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 10:29 AM
Parent: #0

حين بدات الكتابة فى هذا الكتاب كان فى مخيلتى ان من عنيته بتقديمى سيكون له حق الاطلاع عليه كأول قارئ ، فمن عنيته هو استاذى الذى علمنى فأحسن تعليمى ، هو استاذى عمر مودى استاذ التاريخ فى كلية المعلمات ، وهو من علمنى معان جمة لا تحصى ولا تعد، منها الحياتى ، ومنها العملى ، ومنها العلمى ، رسمنا معا دربا من المعرفة لن تمنحنى اياه كل الكتب المدرسية
كان بمثابة الاب الروحى للعديد منا نحن الطلاب الذين تتلمذنا على يديه ، لكل واحد منا علامة يحملها، كان من رسمها عمر مودى ، او عمر الصينى كما يحلو للبعض تسميته .
حين بدات الدراسة فى كلية المعلمات لم اكن اطمح ان اكون مدرسة همها ان ترسل لها وزارة التربية كل اول عام (ترقية) مقدارها
( جنيها واحدا ) كان همى ان اشتغل على المناهج واحاول اصلاحها ، لكنه قال لى
ـ دى سياسة الدولة ، ما فى زول بقدر يغيرا ، انتى لو عاوزة تغيرى فى وسايل كتيرة للتغيير منها المسرح ، خشى المعهد، معهد الموسيقى والمسرح وحتقدرى من خلال المسرح تغيرى ، هو حيكون تغيير بطئ لكن احسن من العنتريات البتحلمى بيها دى يا "مجروس "
كان ينادينى وزميلة لى بهذا اللقب الذى وجدت ان مغنية بعد اكثر من عقد من تخرجى يناديها الناس به ، لم اهتم كثيرا ، لان استاذ عمر كان هو الوحيد الذى يعرف ذلك الاسم
كنت افرح حين ينادينى ويحدثنى فى اى شأن سياسى او اجتماعى ، كثيرا ما كان يمدنى بالميدان السرية كنت ما ازال طالبة فى الكلية ،ففتح لى دربا الى السياسة والساسة هو ومجمو عة اخرى من الاصدقاء صديق الزيلعى عبد الرحيم بقادى،ميرغنى عبد الله مالك ، وغيرهم من الذين سقطت سهوا اسماؤهم عن ذاكرتى فلهم العذر والتجلة

Post: #2
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 10:33 AM
Parent: #1

كنت اذن قريبة منه الى درجة اننى صارحته ذات مرة باننى احبه ، ضحك منى ، وقال
ـ تعرفى انا برضو حسيت بالاحساس نفسه ، لكين الوقفنى انو الفرق بينى وبينك كبير ، يعنى لمن انتى تكونى فى الاربعين ، حاكون فى الستين من عمرى ، وفى حاجات انتى بتكونى عايزة تعمليها وفقا لسنك ، ومن هنا بتحصل الازمات عشان كده ، اسف، لكين اقول ليك عندى تلميذ من اولادى بنفع معاك ، طبعا لو اتقدمتى للمعهد ، انا متاكد انهم حياخدوك ، لانك بتحبى المسرح ، وتانيا "انتى زولة "كويسة" ، بتنفعى فى المعهد ، امشى قدمى ، وحاكون معاك فى كل خطوة ، وانا متأكد انوتلميذى الكلمتك عليهو دا ما حيلقى احسن منك، الزول دا اسمو جعفر نصر امشى المعهد وقولى ليهو انا تلميذة عمر مودى وقد كان
كنت قد تخرجت انذاك من كلية المعلمات والمعهد فيما بعد مع ذلك كان مهتما بشانى اذكر ان امى قالت لى ذات يوم :
ـ لاقيت استاذك عمر مودى وسال عنكن
لم نغب عن ذاكرة احدنا الآخر
وكما وعدنى فلم تفارق خطاه خطاى كنت اعوده بعد التخرج فى كلية المعلمات،
لكنى حزنت يوم علمت انه تم نقله الى مدرسة ما
لم نلتق بعدها الا لمرة او مرتين ، كان حين ذاك قد تم نقله الى الخرطوم ،
وحين عرفت المدرسة التى كان يدرس فيها ذهبت اليه ، لم يفاجأ بزيارتى ، بل على العكس ، رحب بى وقدمنى لزملائه من المدرسين

Post: #3
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 10:36 AM
Parent: #2

كان موقنا اننى ساكون ( شيئا) لذلك كان يتبنى كل ما كنت اكتبه من اول لحظة بدأت فيها الكتابة ، يطالع ما اكتبه فى صبر ، يغير معى الكلمات التى يحس انها متطرفة على حد رأيه ، كان يرانى متحمسة اكثر مما يجب ، ويرى اننى لابد ان اقرأ فى سياق المادة المكتوبة كتاب كذا وكذا لان من سبقونى بالضرورة اكثر معرفة منى ، وكنت افعل ، لم اخيب ظنه قط
كل مسرحية كتبتها كان هو اول المطلعين عليها ، نغير ما شاء ان يتغير ، الوحيد الذى ما كنت لاغضب منه ، حتى فى مشاكساته العنيفة احيانا، لم اكن لاغضب ، فلقد كان حريصا علىّ يخاف علىَ من كل عارض يسال عنى ان تاخرت ، كثيرا ما كنا نمارس هواية التعليق على
( البنات السمحات) وينادينى لاقول له ما اذا كان (جكس نضيف ولا اى كلام) ؟
كان يغيظنى بمشهد البنات ال(الممسحات ، المتمرات )كما كان يصفهن ،لذلك كان يبدو مهتما ببشرتى اكثر منى ، فكلما حل الشتاء يشترى لى علبة كبيرة من الكريم التى تستعمل للبشرة ، وينادينى :
ـ هاك امشى ابقى زى البنات ، هسي المعا ك ديل كلهن بتمسحن وبعملو حاجات البنات الا انتى رافضاها ما عيب انك تهتمى بنفسك شوية ، انتى قايلاهن اسمح منك ؟ ما تامنو مسوح وبدرة ، غايتوالزول البعرسك حيتعب معاك
وكنت اضحك فيقول لى :
ـ انا زيك بحب المكياج الداخلى اكتر من الخارجى ، لكين احيانا الخارجى بجيب (الجكس) واحيانا ما بعمل ، فى حالتك الميئوس منها دى الجكس مابكون عاوز كده عشان كدا اعملى حاجات البنات ولو مرة واحدة
فى ذات رحلة الى مدينة النهود ، كنا بصدد عرض مسرحية (زهرة النرجس ) كنت اؤدى دور الام دائما كان يسند الىّ دور الام لا اعرف لماذا؟ كان هو المشرف ، سافرنا سفرا طويلا بالباص ، كانت تلك اول مرة اسافرفيها بالباص وكان يعرف ولعى بالسفر بالقطار ، فكان كلما توقف الباص فى محطة ونزلنا لنستريح ، يسالنى :
ـ الرحلة كيف؟ طبعا ما زى القطر، القطر مريح بس الفرق هنا حيكون عندك تجربة جديدة يوم حتكتبى عنها
الى ان وصلنا ظل ذلك السؤال يؤرقه

Post: #4
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 10:47 AM
Parent: #3


حين وصلنا الى مدينة النهود ، كان من ا نزلونا ضيوفاعليهم من اهل المدينة غاية فى الكرم ، لكن ما ادهشنى هو رفض استاذ عمر لكل ما قدمه لنا اهل المدينة من حفاوة فلقد ذبحوا لنا ما يكفى لعشرة وفود جلسنا ذاك الصباح بعد وصولنا فى مساء متأخر ، لتناول الافطار ، لم يكن بين الماكولات ( الفول المصرى ) فاذا به يغادر المكان محتجا على عدم ما اسماه التمثيل الأسمى (للفول ) كيف يكون الاكل اصلا فى الصباح والفول غائب هكذا قدم احتجاجه ورفضه للافطار فى غياب (الملك )
، كان (يتخبى) خلف الستار ويدفع بى الى المواجهة ، فكم من مرة دعى الى الكلية اقطاب من الادباء ويجعلنى اقرأ لهم شعرى الذى كنت اراه فطيرا بعد ، لكنه لا يترك لى مجالا للنقاش ، فاتقدم يقصيدتى ، واقرأ ما تيسر لى قراءته .
فى ذات مرة دعانى للمكتب ، وحدثنى ان فى المدينة شاعر من ابناء كردفان وعلى ان اسعى لتقديمه فى ندوة بالمدرسة ، وكان ذلكم هو الاستاذ فضيلى جماع الذى التقيته لاول مرة وكنت طالبة بعد لكن ذلك اللقاء لم نشأ ان ندعه يفلت منا سواء فضيلى او شخصى وصرنا فى عدادالاصدقاء ، وكان لفضيلى فضل علىّ لن انساه حين قدمنى على ملأ من الناس لأقرا قصيدة من قصائدى كانت تلك اول مرة اقرأ فيها شعرا فى مكان عام غير المدرسة مع ذلك لم تصادف القصيدة هوى فى نفس الاستاذ صالح ابكر مقدم الندوة ، وحينها قامت الدنيا عليه ولم تقعد ، كان استاذ عمر اول المدافعين عنى ، لانه كان من تبنى الفكرة اصلا ، فكرة ان اكتب الشعر ، الذى (طلقته ) بعد أن تفتحت عيناى على شعر محمود درويش ، الذى اهدانى استاذ عمر اول ديوان شعرى له من مكتبته الخاصة وكان له الفضل ايضا فى لقائى الشاعر الفذ حدباى ، الذى ادرت معه حواراً لن انساه ، لانه كان قال لى ونحن نسرع الخطى باتجاهه مستقبلين :
ـ يا بنيه مالك مستعجلة امشى على مهلك ، البت لازم تكون رزينة
وغنى اثناء سيرنا معه اغنيته الشهيرة:
غصن الرياض فى غصونو ماح
واتراخى فى الساحة ام سماح
وشايق من طبعو الجماح
اجدنى ندمت كثيرا لان تلك التسجيلات لم اعد اعرف عنها شيئا ، وازعم انها اندثرت فلقد كانت بحق تراث لن يجود الزمان بمثله

Post: #30
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عبد الله الشيخ
Date: 05-09-2009, 03:10 PM
Parent: #4

هذه كتابة صادقة ..
وجريئة ..
الله يعدلا عليك شقيش ما تقبلى يا سلمى ..

Post: #49
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 00:10 AM
Parent: #30

عبد الله الشيخ
تجدنى متارجحة لغاية الان بين الصوت الثالث وصوتى الحقيقى
لكن اتمنى ان تفهمنى
4ـ كانت سلمى هى الثالثة بين اخوتها الكبار ، جاءت الى هذه الدنيا وهى عليلة ، كل يوم تزدادعلتها وثوقا الى نشاتها ، حتى كان ان قامت امها سكينة بالدفع بها الى والدتها وكلها امل ان تعيش فى كنفها ، او تموت وهذا كان كل الترجيح لفرط معاناتها ،
ولم تشا الجدة ان تدع حفيدتها لتموت ، فقامت بادخالها الى كل مستوصفات العاصمة وارضاعها كل انواع الالبان التى تشد العود ، وان تجعلها تاكل ما يمكن ان يفى بعودة صحتها المسلوبة
وحين بلغت الثانية عشر من عمرها فى كنف الجدة ، قدر الله ان ترحل تلك الجدة الى خالقها وهى فى عنفوانها رحلت وكانت فى الخامسة والخمسين من عمرها
كان ذلك الصباح يوم الرابع من عيد الاضحى ، صحت وصحت جدتها وهى فى كامل بهائها ، صحيتا معا ، وشربتا شايهما ، كانت جدتها ترى فيها ابنة راشدة وتركن اليها كثيرا من اعمال البيت ، حدثتها ذلك الصباح ان تفعل الكثير من اشياء لتعود هى لاستكمال ما نقص ، وخرجت باتجاه المستشفى

Post: #32
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: معتصم مكاوي
Date: 05-09-2009, 03:49 PM
Parent: #4

يديك العافية يا سلمى ..

بس مالك دايره تخوفيني ؟؟

أيه خلاص نبدأ نكتب مذكراتنا ؟؟

طبعاً عارفه الوصية باسمك .. مش ؟؟

بالجد ذكريات جميلة أيام الشهد والدموع ..

Post: #57
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 08:38 AM
Parent: #32

معتصم مكاوى
ما تخاف نحنا اهلنا بموتو صغار
عشان كدا احسن الزول من بدرى يعمل الحاجات ويخلص كان عاش يتم الباقى وان مشى
كمان بكون عمل العليهو
كنت بحكى عن حبوبة نفيسة وفكرة الموت لاول مرة اعرف انه زول حقك يمشى ومايرجع

قالت سلمى :ـ
ـ كان صباح مثل كل الصباحات ولم يكن مثلها قط ،قمت من نوم متقطع وكسول ،وبعد ان شربنا شاينا وجدتى ، وبعد ان خرجت ، وجدتنى اهيم بلا امل على وجهى ، ادخل الغرف كمن يبحث عن متاع تاه ، اجرب ان اجلس الى مكان واحد فلا استطيع ، بيتنا كان كبيرا به منزلة للضيوف الذين كانوا يتوافدون على دار جدتى من كل الانحاء من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال ، ولم تمل نزولهم يوما ، كانت تقوم بواجب ضيافتهم بلا تبرم مهما كانت اعدادهم كبيرة ، تقف على طلباتهم بنفسها ، اغلب الضيوف كانوا طلاب علم ، وهؤلاء يبقون لاعوام احيانا حتى يتخرجون ويعملون ، والبعض يجئ بغرض العلاج ويبقون لايام تظل فيه نار البيت موقدة من صباح اليوم الى مسائه بلا انقطاع
دخلت الى المضيفة ووجدتها خالية مع ذلك وقفت فيها متاملة كيف انها فارغة بلا احد ، خرجت الى الشارع بلا هدف محدد ، وقفت امام الدكان القائم فى ركن الشارع حيث كانت تحثنى جدتى ان لا اخرج اليه قط بعد ان بلغت مبلغ النساء ، لكنى وقفت امام الدكان وتاملت الارفف المليئة التى لم تغرينى بشراء اى شئ ، عدت الى البيت مهمومة بلا سبب واضح ، ثمة حديث فى القلب كنت اطرده ، لكن ما ينى يعلو (ماذا لو لم تعد جدتى الى البيت ؟) كنت احاول طرد تلك الفكرة ولكنها لا تغيب قط
فى الغرفة الوسيطة فى البيت الكبير الذى كان ماهولا بالغرف ، تلك الغرفة التى كانت محل اقامتنا وجدتى ، غرفة عادية فيها سريرين متقابلين فى وضع افقى ، مرصوفة ارضيتها بالبلاط الاسود والابيض ، فى جانب منها كانت تقف ثلاجة جاد بها علينا خالى الذى يعيش فى السعودية ، وفى جانب منها يقف دولاب اصفر كبير له مرآة تشوه الوجوه نقف امامها متضاحكين ، دخلت الى تلك الغرفة ووقفت اتامل فى المرآة المخيفة تلك ، وبغته رن جرس التلفون عاليا ، كان التلفون يقبع فى ركن من اركان الغرفة ، زحفت نحوه بتكاسل ، رفعت السماعة وشئ من خوف يتقمصنى ، احسست بانقباض فى قلبى لسبب ما ، رددت على المتحدث
ـ الو
ـ سلمى ؟
ـ نعم
ـ فى زول فى البيت ؟
ـ لا
كان صوت خالى حفيظ حزينا وهو من كان فى الطرف الاخر للتلفون ، الان استطيع ان اجزم انه كان يبكى ، قال بين دمع كان يغالبه
ـ امنا مشت
ـ وين ؟
ـ امنا ماتت
ـ ما ت ت ؟
لم اكن ادرك معنى الموت حتى تلك اللحظة وكيف يمكن ان يجعل واحدة مثل جدتى ان تمشى .؟ والى اين ؟
انفلتت السماعة من يدى وجلست انظر الى وجهى فى المرآة ، لم يكن وجها مضحكا او مخيفا ، لم يكن يحمل ملامحا ما ، لم اعرفنى ، هل كنت انا سلمى ؟هل كان المتحدث يسخر منى ؟ لكنه خالى على اية حال ، ولا احسب ان تلك امور يمكن ان تكون مثارا للسخرية اوالهزل ، كيف لى ان افهم ان امى كما كنت اناديها قد مشت ؟ الى اين ؟هل ستعود بعد الان ؟
كيف يقول انها مشت ؟
خرجت اركض اركض بلا توقف فى ارجاء البيت بلا هدف
تقاطرت افواج بشر من كل صوب لم اكن ادرك حتى تلك اللحظة معنى ان يكونوا قد جاءوا الى العزاء فى رحيل امى
ادخل الان الى مرسى جديد ، فلقد جاء الاسعاف حاملا جسدها المسجى الى نقالة ، ادخلوها الى تلك الغرفة غرفتنا المحببة ، ادخلوا (عنقريبا ) الى وسط الغرفة ، ومددوا جسدها اليه ، دخلت ، جلست فى هدوء باك
تحسست جسدها كانى اراه لاول مرة ، مررت بيدى على كل جسدها وبدات حديثى اليها ، سالتها ان ترد على ، ان تكلمنى ، ان تعود للحديث معى كما كانت تفعل ، وتقول لى ما كانت تقوله ، ان تعيد على حكايات المساء التى كانت ترويها لى ، ووجدتنى اسالها بصوت عال
ـ امى قومى ، امى لا تنامى ، ارجوك ، ارجوك يا امى
واحسست ان يدا تجرنى بعيدا عنها ، حاولت الى المقاومة بلا سبيل ولا جدوى
خرجت والف سؤال يرد على ذهنى ، كيف ؟لماذا ؟متى؟اين ؟
لماذا امى ؟
احسست ببرد رغم حرارة الطقس يومها ، دخلت الى جوفى وقبعت انظر الى الماساة التى تكونت الان ، ففى لحظة وبلا مقدمات مضت امى ،
الى اين ؟
بدات اسئلة فى تلك اللحظة بدت لى طفولية ، وبدات اتساءل عن جدوى الحياة ، كيف لى ان اعيش فى بيت يخلو من امى من سيرتب لى ضفائرى ؟ من سيحملنى الى مرقدى واتكئ عليه ؟ من سيربت على ظهرى لحظة ان نجلس الى سجادة الصلاة ؟ ونحكى ونضحك ؟ من سيضحك معى ومن اسئلتى الخرقاء احيانا ؟
ظللت لايام طويلة ابكى دون توقف حتى اشفق على اهلى
وما كانوا يعرفون سر بكائى رغم انهم كانوا مثلى حزانى ، لكنى حزنى كان يفوق حزنهم اجمعين ، فلقد فتح اعينى على جدتى وهى المثل الاعلى الذى احتذيه
كنا توائم مع فارق العمر ، ما من مناسبة الا وكنا صورتين احدنا للاخرى ، انام فى حضنها ، نسافر معا ايا كانت الوجهة ، والمناسبة
بعد اكثر من عشرين عاما جاءت الى بيتنا علم الهدى وزينب كردواى فى مناسبة اخرى لا تقل حزنا عن كل المناسبات التى حكيتها ، كانت زينب ما تزال بعينيها الواسعتين ، وقلبها الناصع وروحها المرحة، وعلم كانت لها كل المزايا السابقة التى حملتها (كجين) غير قابل للزوال، كان ذلك حين رحلت امى سكينة ويا له من رحيل

Post: #61
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: معتصم مكاوي
Date: 05-10-2009, 09:11 AM
Parent: #57

ياااااه يا سلمى الزمن الجميل ..

أنا بقت دموعي قريبة جداً يا سلمى


تفتكري بلوف القلب خفت ولا أنا الخفيت ؟؟

الله يرحمها بالتأكيد كان لها رنين في نفسك

لا يعرف كنه حقيقته وإحساسه إلا أنتي

ولا أحد سواك


على فكره أنتي طلقتي الدوحة خلاص ؟؟


ولا نعشم بجيه تاني ليك ؟؟

Post: #142
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-06-2009, 02:17 PM
Parent: #61

معتصم الزول السمح
ياخ ما تكبر لينا راسنا ساكت
بعدين يا حبيب الدوحة دى تانى كان اكلنى الطير
تم الباقى
لك المحبة دوما

Post: #62
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: معتصم مكاوي
Date: 05-10-2009, 09:15 AM
Parent: #57

تعرفي يا سلمى


فن السرد القصصي الواقعي عندك


يذكرني بأبو الرواية الروسية


تورجينيف ..

Post: #5
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: وليد الطيب قسم السيد
Date: 05-09-2009, 10:49 AM
Parent: #3

تحياتى

وين انتى ياخى لا موجوده فى الفارغه والمليانه ولا هنا...

عسى يكون خير؟؟؟؟؟؟؟

اظن اننا فعلا امام امراة من الزمن الجميل تلك التى لا تحب المسوح ولا التتمر


وليد 500 سابقا

Post: #6
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 11:29 AM
Parent: #5

Quote: وين انتى ياخى لا موجوده فى الفارغه والمليانه ولا هنا...

وليد ازيك
الفارغة ومليانه
بصراحة تعبت من الكتابة المجانية
قبل ما اسافر كلمت ناس جريدة الخرطوم
ياجماعة الخير مستعدة اكتب لكين ما مجانا
بصراحة تعبت من الكتابة البلوشى
اها ما تافقونى وخليتهم
وهسى بكتب لناس اجراس الحرية
يوميات من بلاد العم سام
شكرا ع السؤال
وتسلم

Post: #7
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 05-09-2009, 11:36 AM
Parent: #6

سلمى - سلام كتير .. كان بالخسم إن شاء الله
أكتبي ..

برجع ليك

Post: #11
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 12:11 PM
Parent: #7

محمد الجليل
سلام من الله عليك
ترددت كثيرا ان اكتب سيرتى الذاتية
خوف ما
لكنه بعون كثير من الاصدقاء منحونى ثقة ان اكتبها
وربما احساسى بالموت
ليس لانه خوف
لكن لاننا لانكتب سيرنا وتموت بموتنا
ربما
لذلك ساكتبها للتاريخ
قد استخدم الصوت الثالث احيانا
قد اكتبها مباشرة
لغاية الان لم
ارسى على بر"
بعونكم سافعل
محبتى

Post: #8
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 11:36 AM
Parent: #6


هل سالخص حياة كاملة كان فيها استاذى عمر كل ما كانه ؟
لاننى لو ظللت اكتب طوال عمرى لن اوفيه بعض ما وهبنى ، فلقد وهبنى الكثير الذى ليس من السهل ان يهبك اياه حتى اقرب الاقربين اليك ادبنى بروح الجماعة ، علمنى كيف يكون الحب للجميع ، لمن يستحقه ، علمنى الكرم فى التعامل مع الاخرين بحيث لا ابخل على من يسال فى المعرفة وان كانت كما كان يقول :

ـ ماعندها حدود
وهبنى الحماس للحياة ، والمعرفة ، وللاخرين مهما كانوا فهم (زينا عندهم نقاط ضعف ، وما فى زول ما عندو نقطة ضعف لما يكون الواحد عارف بتبقى نقطة الضعف هى المزيد من المعرفة ، كل ما تقدرى اطلعى ، نمى مواهبك مهما كانت صغيرة ، ما تستهونى بالاخرين ، لانهم برضو بستهينو بيك لمن يعرفو نقطة ضعفك ، وما تدى زول فرصة يكتشف نقاط ضعفك ، خليك دايما متماسكة حتى فى لحظات الغضب ، انتى ما زول ساكت ، حتكونى مدرسة والمدرس زي العمدة الناس بترجع ليهو ، هسي لو نقلوك اى حته ، ممكن تفيدى الناس بشنو؟ حتفيديهم بانك عارفة ، انا متأكد حيحترمو معرفتك ، لانهم كده ، الناس كده، بتعاين للاخطاء ما للحاجات الصاح ،ما تدى زول فرصة يكتشف ضعفك ولا جهلك ، حاولى اتعرفى على الناس ، تركيبة البنى آدم دى صعبة جدا ، من التاريخ طلعى اى شخصية تعجبك وادرسيها كويس حتلقى انها من نقاط ضعفها المعروفة للناس سقطت السقوط البنسميهو تاريخى ، وفتشى على حتمك التاريخى وين وكيف واقيفى عندو،ما فى زول كامل ، الكمال دا حاجة نسبية جدا ، حاولى ، ما تقفلى باب المحاولة ، تعرفى عندى صديق اتعلمت منه حاجات كتيرة ، مثلا كان لمن يزعل من زوجته البحبها جدا ، وما عاوز يسيبا ، تعرفى بقوم يرسلا بيت اهلا كم يوم ، وبعد كم يوم يتلاقو تانى كأنو مافى حاجة حصلت ، بتناقشو براحة بنفس هادى جدا ، وبتذوب كل الاحقاد بيناتن ، فكرة كويسة مش كده ؟ حاولى لو ارتبطتى بى زول نفذيها وعلى مسئوليتى

Post: #9
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Adil Osman
Date: 05-09-2009, 12:06 PM
Parent: #8




Post: #12
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 12:28 PM
Parent: #9

شكرا ليك ياعادل
عصام عبد الحفيظ
وتلك الصورة
كانت تلك الصورة ازعم انها فى تابين الخالدة صلحة الكارب فى بيتهم
فى مكان ما من الخرطوم
حيث معرفتى بالخرطوم كمعرفة اهل دنقلا بالابيض
ربما
عصام عبد الحفيظ احد الذين شكلوا واحدة من معارفى فى التشكيل
منذ ان التقينا العام 1984
وربما قبل ذلك
كنت وكان
كنا طلابا بعد
هو فى كلية الفنون وكنت فى معهد الموسيقى والمسرح
دائما كان بيننا وجهات متقاربة
فى المسرح حيث اشتغلت لاول مرة فى كلية الفنون رفقة الفنانين
صلاح ابليس و الراحل عادل تنقو
كانت تلك الدفعة من اقرب الدفعات الى نفسى
منهم اسماعيل عبد الحفيظ والنقر
كان عصام قد تخرج وكان مصورا الى جانب انه مصمم"جرافيك "
الهب تلك الفترة وجود استاذنا الراحل وصديقنا المشترك احمد الطيب زين العابدين رحمه الله
وكذا كان الفنان احمد عباس الطاهر والاستاذ صلاح الجرك والاستاذ العلامة موسى الخليفة
رافدين اياى جميعهم بمعارف ما كان لى ان اقف عليها
ظلت تلك الوشائج قائمة لم تنفصم عراها الى الان
ربما كان لكلية الفنون حتى قبل دخولى المعهد اثرها عندى
من خلال اساتذة اجلاء منهم النور حمد الترابى من خلال الدورات المدرسية
واستاذ محمود عمر محمود
وتلك قصة اخرى

Post: #41
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: الطيب شيقوق
Date: 05-09-2009, 07:41 PM
Parent: #12

نتابع يا حبة

Post: #58
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 08:49 AM
Parent: #41

الطيب شيقوق يا ايها المبروك
لولاك لما كنت اكتب الان فى هذا الجهاز الذى كنت احد من اعاننى على اقتنائه
شكرا لك

للمدرسة الثانوية طعم بنكهة مغايرة
كان التعليم ايامنا قائما على الاربعة منذ الابتدائية الى الجامعة ، لكنه فى اوائل سبعينات القرن الماضى تم تعديل ذلك من الاربعة الى (سته ، تلاته ، تلاته) وهى تشكل فى مجموعها ما كانته سوى اختلاف المنهج
كنا قد درسنا فى الابتدائى منهج الاربعة حتى اكلمنا السنوات الاربعة ثم انتقلنا الى مرحلة اخرى (الوسطى) كانت ستكون اربعة لكنها تم اختصارها الى ثلاث وكنا اول فئران اختبارها
ولكنا عدنا مرة اخرى الى حيز الاربعة فى المرحلة الثانوية (كلية المعلمات )
حين جلست لامتحان الشهادة المتوسطة (الثانوية العامة فيما بعد ) كان على ان اختار احد المدارس ، فاخترت ان اعود الى المدينة التى نشات فيها ، وجدتنى ادخل الى مدرسة كانت شبه حكومية ، مصاريفها لا تتعدى الجنيهات السبعة وهى عبارة عن تامين الكتب ، قضيت فيها ردحا من الايام ولى فيها قصة طريفة ساحكيها على اية حال اسميتها فضيحة لانها كانت كذلك

فضيحة
الزمان :
الصف الاول الثانوى العالى (انذاك )
المكان
امدرمان بيت الامانة الثانوية بنات
(زمكان) احن اليه كليا ، واستبقيه حتى الابد
رمضان ، اعتدنا صيامه فى مدينة الابيض باكرا ، رغم ان القوانين المنزلية لم تكن تلك الصارمة باتجاه الدين والتدين ، حيث يتركون لنا حرية الاختيار ، مع مراقبة لصيقة ايضا لسلوك المراهق فينا عملا بالقول الكريم (انك لن تهدى من احببت )لكننا نحب تلك الخصائل والشمائل فالتففنا حولها جميعا دون تطرف ، فى تسامح هو حصيلة اجتماعية اكتسبناها من تلك الفترة
كنت قد دخلت المدرسة الثانوية ذاك العام (1973) حيث كنا حينها (احرارا) فى اختيار المدرسة التى نشاء نتنقل فى الوطن كيفما شئنا اينما كانت الوجهة شرقا غربا شمال او جنوبا
انتقلت اذن من الابيض باتجاه امدرمان مرة اخرى ممنية النفس بما كنت احلم به طوال حياتى وبما كانت تحلم لى به جدتى ، حيث ارادتنى محامية ، وحملت تلك الفكرة منذ الطفولة الباكرة
دخلت اذن المدرسة الثانوية حيث لم يتسع مجموعى الذى خربته (الرياضيات ) لدخول مدرسة حكومية (الابيض الثانوية او امدرمان الثانوية )
كانت مصاريف المدرسة حينها (سبعة جنيهات ) لما كان يعرف بالمدارس المعانة ، ومجانا فى المدارس الحكومية !!!!!!!
ذاك العام كان غائظ الحر وفى اتون غيظه ذاك اذ يحل رمضان
حصة اللغة العربية كانت المحببة لدى ، لكن تلك الظهيرة لم اكن معنية حتى بالبلاغة ولا اللغة فى مجملها لوخز الحر على اللهاة والحلق الناشف ، كانت الملل بعينه ، والغيظ نفسه ، ورمضان وحرارة الصهد يومها
كنا قد اعتدنا الصيام فى الابيض حيث غالبا يحل رمضان فى الخريف امطار لاتنى تزداد حميتها وبرد احيانا بل انك لا ترى الشمس فى اغلب الاحيان
لكنه فى ذلك اليوم الرمضانى اجتمعت الشمس والحر والصيام وحصة البلاغة التى كانت قبل الاخيرة لتلهب فى الروح صياما غير عادى النكهة
لم اعد اذكر اسم الاستاذ لكنه كان نحيلا ، وسيما شعره ناعما يجتهد فى تسريحه ليبدو متناغما مع استاذ فى مدرسة البنات ؟؟؟
لفصل اجتمعت فيه حسان امدرمان حيث ا شتهر ذلك الفصل بجمال تلميذاته (لم تنطبق تلك الصفة على لانى لم اكن احمل مقاييس تلك الفترة ـ حيث لم يكن لونى اصفر مع ان شعرى كان طويلا )
قلت اذن كان ذلك واقع الحال يومها ، ناظر المدرسة كان استاذ الاجيال مصطفى ابو شرف ، نائبه الاستاذ ابرهيم السنوسى احد كوادر التعليم الثانوى
من عادته ان يجوس المدرسة باحثا عن ثغرة ما ، ووجد تلك الثغرة فى طالبة نائمة ومتكئة على حافة الشباك الذى كان مفرى من الحر ،
تبللت تماما بالماء وارتخيت على حافة الشباك ووضعت الطرحة المبللة على وجهى مغطية راسى المتصدع بفعل الصداع حيث اول يوم فى رمضان كان هذا شان راسى (انتهت هذه العادة تماما وبات الصيام اسهل ما يكون لدى )
ولبثت فى نوم عميق وكأن الحصة لم تكن
فجأة طرق اذنى همس خافت ،
ـ سلمى
صحوت مفزوعة ، كان جرس الحصة قد اعلن نهايتها (تنقص الحصة فى رمضان بمقدار ربع ساعة عن الحصة فى الايام العادية )
انتهت اذن نصف الساعة( نوم )
بغتة دخل الى الفصل فى توقيت منضبط مع خروج استاذ اللغة العربية الاستاذ مصطفى ابو شرف صحبته الاستاذ السنوسى
صاح استاذ ابو شرف فى وجهى مادا سبابته فى وجهى
ـ نايمة فى الحصة ؟
ـ عندى صداع
ـ ابلعى حبوب الصداع
ـ صايمة
ـ العيان بفطر
ـ اسفة يا استاذ
واحدة ماكرة فى تلك اللحظة اطلقت ضحكة مكتومة لكن لفرط الصمت الماكر سمعها الجميع ، كنا وقوفا كما هى عادتنا لحظة دخول الاستاذ الى الفصل ، ايا كانت الحصة ايا كان الاستاذ ، او الاستاذة
ـ هى هى هى ؟
هكذا كان رد الاستاذ ابو شرف مردفا قوله
ـ خمسة وتلاتين سنة تدريس وواحدة تقول لى هى هى ، منو الضحكت دى؟
فالفصل كانت طالباته وقوفا ومن الصعب تحديد من ضحكت ،
وظل يعيد قوله
ـ انا مصطفى ابو شرف خمسة وتلاتين سنه تدريس وواحدة تقول لى هى هى هى واثناء ما بتكلم ؟ الضحكت دى تورينى هى منو وبسرعة
لم يكن مسموحا (بجلد الطالبات فى المرحلة الثانوية ) وازعم ان من ضحكت تمترست خلف ذلك القرار
ـ وظل يردد لو ما قلتو لى الضحكت دى منو ؟ حتظلوا واقفين كده لغاية نهاية اليوم الدراسى ، مفهوم ؟
ولم تظهر قط من ضحكت ذلك اليوم الرمضانى ، لكنى اعزى تلك العقوبة الى نومة القيلولة التى اخذتها لننال جميعا تلك العقوبة الصارمة
التى كانت ان نقف حتى نهاية اليوم الدراسى
رحم الله استاذى مصطفى ابو شرف وله الانحناء والتجلة
بعد ان كتبت هذه الكلمات سمعت نبا رحيله وعز على وشق على انى لم اودعه ذلكم المربى الجليل
رحمة الله عليك شيخى مصطفى ابو شرف

Post: #10
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 12:06 PM
Parent: #8

والحديث لايزال عن استاذى عمر مودى
ذات مرة التقى امى فى حافلة للمواصلات كانت صحبتها عزة ابنتى ، سالها بعد السلام:
ـ يا حاجة دى بت سلمى الشيخ ؟
امى حين حكت لى ، قالت :
ـ البعرفو انه التلميذ بتذكر الاستاذ مش العكس
ـ قلت لها لكين دا استاذ عمر يا امى
كيف لى ان اقول للحياة الآن ان احد اعمدتها صار بعيدا عنى.... احتاجه ؟
كنت ما ازال التلميذة التى تجلس اليه متساءلة وحيرة تغطيها فينتشلها من وهدتها ، لم اكن لافكر يوما اننى ساعود الى امدرمان ولا اجد الاستاذ عمر مودى فى بيته الكائن فى بانت التى كثيرا ما كان يحدثنى عن الناس الذين احبهم فيها ، الشخصيات التى يود ان يكتب عنها لا اعرف ان كان قد فعل ام ان كسله هو الذى فعل نيابة عنه ؟ لم يكن كسولا بقدرما كان يحب الاماكن التى تتغلغل الى داخله ، لقد احب الابيض وحببنى فيها ، عرّفنى الى من صاروا اصدقائى فيما بعد يجمعنا ذلك الخيط الذى لم ينقطع خيط اسميه استاذ عمر مودى الذى اهديه هذا الكتاب فلقد علمنا الحب ، والتفانى فى الآخر
فى الخرطوم التقيته، يا لفرحى ، بعد طول غياب امتد لسنوات ، كنت فى ضيافة استاذى وصديقى نجيب نورالدين فى برنامجه الاذاعى (نجوم بعيدة )
تحدثت عن استاذى عمر مودى ، بعد عدد من الايام وفى احد مجالات اعادة الحلقة المحددة ، رن جرس تلفونى ، رفعت السماعة
كان صوتا باكيا ، عرفته على الفور ، كنت مريضة ، لكنى تعافيت حين سمعت صوته
ـ استاذ عمر ؟
كان يبكى كطفل ، قال لى
ـ يا سلمى ما عملت حاجة عشان تقولى عنى كل الكلام دا
ـ لكن يا استاذى انت من علمتنى ومن صيرتنى ما بته الان
كنت قد قلت فى تلك الحلقة انى لو كان بمكنتى لصنعت له تمثالا من اندر المعادن ولايفيه
وكان ان التقينا فى اليوم التالى ، تحاملت على مرضى ومضيت اليه فى مدرسته التى كان يعمل فيها ، تعانقنا لامد طويل ، دموع غطت الاعين ، وسحابات الماضى رفرفت ، قمنا من تلك الجلسة فى المدرسة متجهين الى بيت صديقتنا المشتركةاستاذتى هدية محمد حسين ، فى بيتها كنا على موعد مع مناحة اخرى ونحيب عظيم ، بكينا حتى ظن اهل بيتها ان احدا مات ، وقعدنا نتسامر ، حدثتنى عن علاقتى القديمة بالمسرح فى المدرسة الابتدائية (ميرغنى حمزة ) حيث كانت قبل دخولها المعهد العالى للموسيقى والمسرح، تشرف على ليالى السمر ، وكيف انى كنت ممثلة ، ضحكت تلك اللحظة لانى كنت قد نسيت تلك التواريخ لكنها ظلت شاهدة عليها ، فى مناسب اخرى فى يوم المسرح العالمى وفى مبنى قصر الشباب والاطفال العام 2006جاءنى فى تلك الصباحية حاملا كراسة حال لونها للاصفر ، كانت الكراسة تحمل بعضا من مخطوطات لمسرحية كنا نعد لها العام 1976 واسماء زميلاتى اللاتى كن نشتغل معا فى ذلك العرض ، خط يدى موشوم على تلك الاوراق ، مد لى بها ، سالنى
ـ متذكرة الكراسة دى ؟
رفت دموعى فاخذنى الى حضنه وبكيت لحظتها
كيف يمكن لشخص ان يظل محتفظا بكل هذه الاوراق طوال هذه الاعوام ؟ دون ان تضيع ؟يحتفظ بها طازجة كما نحن يحملنا بنفس تلك ال(.........)اجة الى قلبه ؟
حين رن جرس التلفون فى مساء احد الايام الاولى لعودتى للوطن بعد غياب طويل ، كانت المتحدثة زميلتى ليلى احمد خليل ابو اليمن، وتسالمنا شاهقات بالبكاء ، من بين ادمعى سالتها من الذى اعطاك رقمى ؟
قالت ـ استاذ عمر
هالله ، واوصلنى بزينب كردواى ، وعلم الهدى ، ومنى عثمان ، وفتحية ابكر ، وسكينة بنت الحسين
وجميعهن قلن لى انه لم ينقطع عنا قط ، يسال عنا ونسال عنه
الم اقل لكم انه نبى زمانه ؟
ولم ينقطع سامرنا الا بسفرى عائدة الى حيث اقيم
اساتذتى الاجلاء
عمر مودى، هدية احمد حسين ، محمود عمر محمود ، لكم ندى ما تبقى من العمر محبة تسرى الى الابد

الدوحة ـ مايو 2005
الخرطوم سبتمبر 2005




Post: #14
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: ابو جهينة
Date: 05-09-2009, 12:30 PM
Parent: #10

قرأتها
و سأعيد قراءتها

فهي من الزمن الجميل
تحياتي سلمى

Post: #23
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 02:52 PM
Parent: #14

ابو جهينة
هكذا كانت بداية هذه السيرة لكنى لا اعرف الى اين ستمضى ؟
امراة من زمن جميل
1ـ لم يكن الزمان كهذا الزمان ، كانت الايام غضة والرزق ميسور
كنا صبية بعد ، نعدو كالفراشات ، نحط على اغصان الزمن ونزهر ورودا لا تتمنى القطاف سريعا ، المكان رحب والزمان فسيح ، ما وجدناه كان القليل ، لكنا نتسارع لاقتنائه ،
زمان
تاوهت سلمى وتمطت فى رقدتها تلك ،
كانت سمراء بلون قطيفة جديدة ، كلما مرت عليها الايام ازدادت لمعانا ،
تزهو بلونها القطيفى ذاك وتتعالى على قريناتها ،
لكن لقريناتها رؤية جاسرة فى امر لونها ، فايزة صديقتها السمراء ذات السمرة الفاقعة
كانت دائما تعيب الزمان الذى لم يحظها بملامح سلمى التى كانت تراها جميلة سوى لون القطيفة ذاك ،
اه لو تغير
ـ لو كنتى بيضاء قليلا لما توقف الخطاب عن دق بابك ياسلمى
تلك ايام لن تعود يا صديقتى ، هكذا اسرت سلمى لصديقتها على الهاتف ، كنا يا زينب كرداوى وكان الزمان اخضرا ، ترى ماذا لوعادت الايام ؟ هل تعود الى ماكانته ؟

Post: #13
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: فتحي البحيري
Date: 05-09-2009, 12:29 PM
Parent: #8

سلمى

متابعون


بشغف!!

Post: #15
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: شمس الدين ساتى
Date: 05-09-2009, 12:48 PM
Parent: #13

نعم أستاذة سلمي (امرأة من الزمن الجميل)

ليت الزمن يعود للوراء .. واصلي مع كثير

شكري ومودتي

Post: #16
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-09-2009, 01:27 PM




هذه هي الروائية :
( سلمى الشيخ سلامة )

التي عرفناطرائقها كيف تُدخِلكَ عالمها القصصي بيسرٍ وسهولة ،
لغة تختلط فيها الفصيح بالعامية الفصيحة التي يُقطِر الدم من أحداثها الجسام .
كمٌ هائل من الحنين
كم هي تَكتُب من القلب ، وتَسرد وقائع تسير بيُسر بين الكائنات .
تفاصيل مُتمهلة ولكنها أليفة . تدخُل أنت
البيت الذي توصفه لكَ وتلمس بيديكَ شخوصه والأمكنة والشجر ،
وتختلط القراءة باللمس وبالرؤية الحسية .
ترُش الماء البارد على وجه الخيال النائم ليصحو
ويصحبكَ إلى مناراتها العالية .

لا أحد يوصف فرحتي كطفلٍ على أُرجوحة مُمتعة والطقس صحو
والأزاهير ترقب الزوار في الغدو وفي الرواح .. وأنا أقرأ لها ..

شكراً با سيدة من زمن فيه للجمال رونق و بهاء ...


Post: #17
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: حنين للبلد
Date: 05-09-2009, 01:30 PM
Parent: #16

سلمى الحبيبة



متابعة




وبإهتمام، لانود مقاطعة السرد..

Post: #46
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 08:28 PM
Parent: #17

حنونى يا حنين يا بلد
اقطعى اى حاجة
هو السرد دا كان ما انتو زاتو بجى من وين ؟
4 ـ حصص التدبير المنزلى كانت موضع سخريتها ، فكل ما تقدمه مدرسة الحصة لم يخرج عن دائرة ما تعلمته على يد امها فى البيت ، سوى ان الطبخ هنا بالغاز المصنوع من آبار الحمامات (البايوغاز ) وتلك كانت واحدة من الملامح التى لا تجدها فى البيت ، حيث الطبخ فى بيتها بالفحم وفى "كانون "له عدة (اعين )
تم تصنيعه فى ورشة السكة الحديد حيث يعمل والدها مديرا للمحطة (ناظر ا )
وحصص الخياطة لم تكن احد همومها تلك التى كانت الفتيات فى عمرها يتسابقن لتعلم فنونها لان زواجا ميمونا بانتظارهن ،وهى لم تكن ترمى الى الزواج بعد ، لم يعجبها احد بعد ، كانت ترى الى كل الشباب فى مثل سنها انهم بلا طموح ، كان لديها هم كبير ان تتخرج بسرعة وتجد لها مخرجا اخر ، لابد منه حتى استاذها فى مدرسة المتوسطة والذى بسببه كادت ان تتسبب فى فضيحة مدرسية لم ترها المدرسة من قبل لم تكن تعره ادنى اهتمام فلقد كانت تراه مراهقا رغم انه يكبرها فى السن ، كانت تضحك منه احيانا حين يخطئ فى نطق الاحرف ويدخل اسمها بلا ادنى تحرج فى مادة الرياضيات التى لم تكن تطيق وجودها فى الجدول ناهيك عن وجودها فى الفصل ، ولكم كان يغيظها بضربه لها عمدا امام التلميذات لينفى واقعة حبه لها ، ولكم آلمها مشهده وهويقدم لها اعتذاره المرتبك كلما فعل ذلك ويمضى للقول
ـ تعرفى يا سلمى انك جميلة وانك لابد ان تتعلمى شيئا من الرياضيات
ولم تكن تدرى ما سر العلاقة بين جمالها المزعوم ومادة الرياضيات ؟
عباس وكان هذا اسمه ، رآهااول مرة حين جاءت قادمة (محولةمن مدرسة فى العاصمة الى حيث تلك المدرسة فى شمال كردفان ) كانت مثل العديد من التلميذات ، تلبس الفستان الابيض والحذاء الاسود المصحوب بالشراب الابيض والطرحة البيضاء الناصعة ، تطلق العنان لضفيرتها الطويلة ، لتجرى خلف ظهرها كحصان جامح ، وجهها البرئ الملامح كان اكثر مايميزها ، ولونها الابنوسى القطيفى الناعم ، وضحكتها التى كانت تميزها ببريق اسنانها البيضاء ، تلك الاسنان التى كانت صديقتها اليونانية فيمابعد تسالها عن سر نصاعتها ، فتجيبها انها تلمعها باعواد شجر (النيم ) ولكنها لم تكن تفعل لكن اللون الاسود والابيض حين يتحدان فانهما يخرجان تلك النصاعة هكذا افادت فى محضر ردها على بعض المتسائلين عن تلك الخاصية التى بلاجدال ورثتها عن والدها الذى كانت له اسنان ناصعة ولون جرها اليه من خلال جيناته المثبتة بعنف فى ملامحها

Post: #36
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 05:56 PM
Parent: #16

عبد الله الشقلينى
يا ايها المغموس فى الندى الذى يشع كل ان
ليتنى استطيع ان اوفيك بعضا من القك ومحبتك تجاهى
لكننا نتسامى بالحروف علها تزين بعضا من قبح يحاصرنا
تعال معا نطالع ماذا هنا
2 ـ فى الداخلية لحظة ان يضرب جرس النوم
ينطفئ نور الداخلية فى تمام العاشرة وحيث الحديث لم يكتمل والاهات لم تخرج بعد
تجدهن يتحدثن همسا اعتدن تلك الهمسات حتى انهن يعانين فى الصباح من وهدة السهر لكن ذلك لا يمنع الحديث الهامس قط ، ففى الصباح من كل يوم كان عليهن ان ينظفن ( العنابر ) كلها يدعكن الارضية بمناشف تم تبليلها فى ماء يجلبنه من حنفيات بالكاد تصب لهن القدر المناسب ثم يحملنها فى طست كبير ، يجرين به مسرعات وضاحكات ، حيث تلك متعة لمن يجربها ، يتضاحكن ويبدان تنظيف الغرفة مسترجعات كل حديث الليلة الفائتة ، مستعذبات بعضه ، مما يجعل احسان تغنى ، وتشيل معها الباقيات ، كن يطربن لصوت احسان ويمتلئن بالشجن الذى يكفيهن لمدة يوم كامل حتى يعدن فى الامسيات ليطلبن اليها ان تغنى لهن تلك الاغنية التى كانت تجيدها وتجد فيها العزاء لهن ولها من ثم

اصلو حبى ، حبى اقوى واكبر من ارادتى

ويتناوبن فى الغناء خلفها ، اغنية تجرى لها الادمع ، وتسيل الانوف من امر بكاء محكم الصمت ، يدخل الصباح الان منتصفه الباهى ، يدخلن الى فصول المدرسة كل تحلم ، لم يكن من درس سوى الحلم ، الا سلمى
كل حلمها كان قد تبخر لحظة ان تم جرها من مدرسة كان حلمها كله ان تكملها لتدخل الجامعة محققة حلم جدتها ان تغدو محامية ، الحلم طار ، وبات مكانه صمت وتامل ، نهم للقراءة تعودته فى البيت والمدرسة ، لم تكن معنية بكتب المدرسة قط ، قلما تجدها تذاكر فى تلك المدرسة التى تتخرج فيها الطالبات مدرسات للمرحلة الابتدائية ، تقرا كل مايقع تحت يدها حتى اسمتها رفيقاتها فار الكتب ، لم تكن معنية سوى بحصص التاريخ والجغرافيا واللغة الانجليزية والعربية ، عدا ذلك لايدخل فى حساباتها قط

Post: #18
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محاسن أحمد محمد
Date: 05-09-2009, 02:13 PM

سلمى الحبيه الزوله الكتابه من غير شك
بفرح لمن القى ليك بوست بحب كتاباتك
لانك عندك قدره عاليه على الكتابه وعلى
التفاصيل والحكى
ولمن اقراء ليك بحس انك بتكتبى عننا
لانها كتابه بى صدق وبتحكى عن جيل كامل وعن زمن جميل
اكتبى واكتبى لانك خلقتى من اجل ذالك
اتحفيننا وادهشينا ياامراة من الزمن الجميل

و ولله مشتاقه لى ونسه معاك
واول زياره لى واشنطون
انا حاجزاك

Post: #19
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Ishraga Mustafa
Date: 05-09-2009, 02:23 PM
Parent: #18

والى الزمن الجميل تنتمى سلمى الشيخ سلامة..

Post: #20
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: ibrahim kojan
Date: 05-09-2009, 02:36 PM
Parent: #19

كم من الذين علمونا موجودين فينا..

انا قاعد هنا يا سلمي من الصباح وماقادر امرق تب .. يا زوله الحكي الزي دا بيخرب البيوت وبيقطع لقمة العيش

وتحياتي

لك كل الحب .. اي والله كلو !

Post: #73
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 10:19 AM
Parent: #20

كوجان او من اسميه توام الروح
المدرسين
ولا اقول برى منهم
لما جمعنى بهم من محبة واخاء ظللا حياتى الى الابد
صديقى خطاب يرانى اسيرة لتلك المرحلة "كلية المعلمات "
لكنها للتاريخ كانت عصرى الذهبى فى الحياة
رغم انى درست مراحل قبلها
بالقطع لم ترسخ فى الذاكرة كما رسخت كلية المعلمات
حيث كانت بداية تحول تاريخي لحياتى كلها فيما بعد
اعود الان الى المرحلة الابتدائية
او الاولية ان شئت الدقة حيث كانت هكذا تسمى
فى مدرسة العباسية الابتدائية كانت بداية حياتى
قبلها وللحقيقة كانت الخلوة
حيث درست خلوة الشيخ البدوى وهى خلوة كانت فى اخر شارع بيتنا ، مواجهة لبيت السيدة سعاد الفاتح
حيث مقام جدها الشيخ البدوى
كانت الخلوة حوشا يضيق بنا ، لكنه متسع ، ندخل اليه "كنت الصبية الوحيدة "
ربما كانت تلك النوازع الصبيانية احد دواعى دخولى للخلوة
نجئ اليها كل يوم العصر بعد الصلاة "رغم عامل الزمن فذاك امر تجاوز الاربعين عاما الان "
لكنى اذكره كما كالامس القريب
نجلس فى حلقات ، فى البداية كانت التلاوة شفاهية ، كل واحديحفظ ويجئ فى الغد للتسميع
يوم التسميع هذا كان يوما بالغ القسوة
حيث كل خطا ترتكبه معناه ضربة فى اى جزء من جسدك ، او "فلقة " لا تفرق بين صبى وفتاة
يوم ان مرت جدتى "امى نفيسة " ووجدتنى اخذ تلك "العلقة " سحبتنى من يدى موبخة الشيخ ولم اعد الى تلك الخلوة
رغم انها كانت المرة الاولى التى يتم ضربى فيها
حيث اليوم السابق كان على ان امشى مع جدتى الى عزاء فى القطينة وحين عدت تبخرت الايات التى اجتهدت فى حفظها
حولتنى بعدها الى روضة ست وهيبة
ووهيبة تلك كانت امراة جميلة فى تصورنا سمراء كما ليل جميل ولها شلوخ لامعة وهى قصيرة القامة مبتسمة تنم ابتسامتها عن نصاعة اسنان يفضحها اللون الاسمر الناعم، كنا نحبها
لانها لم تكن تضربنا ولم يكن من "فلقة " كنا صبيان وبنات فى فصل صغير
البيت كان جزءا من بيت عم جعفر محمد سليمان "اشهر دكان فى شارع الاربعين "والى الان بل ان محطة الباص كانت باسمه
شهدنا اول مرة فيها عالم سيحول خيالنا من الحكايات التى كانت تحكيها لنا امى نفيسة الى حكايات اخرى كنا نشهدها لاول مرة
تلك التى عرفنا بعد سنوات طوال انها "افلام الكارتون "
حيث كان اولاد محمد سليمان يعدون لنا ما اعد ملكياديس فى رواية مئة عام من العزلة لتلك القرية الجميلة التى ادخلنا اليها غابريل غارثيا ماركيز
حيث الصور لم تكن تجرى لكنها ثابتة لكننا نراها ونتهيبها لحظتئذ
عالم جميل اختفى من لائحة عالمى الخاص بعد ذلك حين دخلت الى المدرسة الابتدائية فى العباسية

Post: #71
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 09:54 AM
Parent: #19

اشراقة الحبيبة
زمن جميل عشناه
عشت ايام مجد السكة الحديد
تلك المؤسسة التى
كانت من اعظم المنجزات فى تاريخنا منذ دخولها الى البلاد مع كتيتشنر
الى ان اهترا نظامها
وهى واحدة من مكوناتى الاساسية دلقت الى روحى جنون الترحال والسفر
منذ ان كنت طفلة الى ان اموت

لكل رحلةمذاقها ، ولكل بلد خصوصيته ، فحين كنت طالبة بمعهد تدريب المعلمات كانت تلك أول رحلة طويلة لي ، ربما هي اطول رحلة في حياتي ، في ذلك الوقت، رحلة من الابيض غربا الي بورتسودان شرقا، رغم الملل الذي اعترانا من فرط طولها لكنها كانت الاكثر متعة ، كنا ممتلئين بمشاهد لم نرها في حياتنا ، وبمناخات وجغرافيا البعض منا كان يشهدها لاول مرة ، تحولات الطبيعة من المناخ شبه الصحراوي الي السافنا الغنية ، الي الصحراء مرة اخري ، لكم تلكأ بنا القطار ، وكثيرا
ذات ليلة وجدنا انفسنا حين صحونا في الصباح في نفس المكان الذي بتنا فيه ليلة أمس سألنا عن السبب ، فقالوا ان ثمة عطل استغرق اصلاحه ما يزيد على العشرة ساعات لم يكن في المدينة (درديب) ما يلفت سوي اشجار الدوم والسدر(النبق) اكلنا ثمارهما بشهية غريبة ، كانت الثمار تأتينا من الباعة الجائلين ومن اصدقاء تعرفنا اليهم ( كان في تلك الرحلة أيضا طلاب من المعاهد الاخري ، معهد تربية الخرطوم علي وجه الدقة) عرفناهم وعرفونا رغم (الشرطة ) المكونة من الاساتذة والمدرسات ، لكننا كنا ننتهز فرصة غياب الرقابة ونبدأ التعارف ، احيانا تجئ الاسئلة مكتوبة علي اوراق (مطبقة) بعناية واخري بالاقتراب من نافذة القطار ، دعاوي كثيرة كات يتم تحتها التعارف، كان من نصيبي انني تعرفت الي احدهم ، رمي الي بورقة مطبقة بعناية مستخدما (نبلة من البلاستيك) مخترقا الرقابة ، وكذا فعلت ، وظللنا ، حتي بعد نهاية الرحلة متواصلين ، حتي زعمنا اننا سنتزوج، بعد تخرجنا ، لكن ، لم يحدث ذلك بطبيعة الحال ، لا لسبب سوي ان اهلي زعموا انني (صغيرة علي الزواج)
كنا قد وصلنا كسلا ذات مساء اغبر ، هاجت فيه رياح الهبباي بكل جبروتها وخلناها(صرصر)لقوتها العاتية، لونها أسود ورمال مدينتنا الابيض (حمراء) فهذه لا تري من هو الي جوارك ، بل انها اصابت العديدات بالتهابات الشعب الهوائية ،ونقل بعضهن الي المستشفي، لكن الريح ما اوقفت عزمنا علي (اجتياح ) كسلا ، التي لم يبادلنا اهلها حبا بحب ، فلقد جئناها محتشدين باغنيات الشجن والحب التي كانت تغنيها إحسان ومني وغناها قبلهما التاج مكي والكابلي ، ربما لان عددنا كان كبيرا ، او لانهم اول مرة يشهدون أهل كردفان ودار فور( الغرابة) في لحظة واحدة ، مهما يكن ، فلقد أساء الينا اهل كسلا ، مطلقين بخورهم (خوف العين من بنات الغرابة) ، هكذا قالوها ، كانت الابخرة هي التي تتلقي دخولنا ، لحظة ان نهم بدخول مكان ما !!!
حتي في بورتسودان كان لهم نفس السلوك تجاهنا ، مما حدا بالبعض ان يقسم باستحالة عودته لهذه المدن !!!!
اكثر ما اثار حفيظتنا عدا عن الاستقبال (المبخر) ما حدث من احد الصبيان في ( الجنينة ) التي جمعتنا في رحلة من الرحلات الداخلية في مدينة كسلا ، فلقد جاء هذا الصبي الي حيث كنا قاعدات ، لاحظنا حذره وخوفه الشديد من التقدم باتجاهنا ، ، حين اقترب منا ، كان يرتعش باكمله، قال :
ـ ممكن أسال سؤال ؟
قلنا له تفضل
ـ صحي ناس الغرب ( سحاحير) بياكلوا الناس ؟
ضحكنا بصوت واحد ، واستدركت زميلتنا زينب بقولها
ـ آي صحي ، اسل ليك ضنبي؟
ولم تكمل الجملة فلقد (طاروتبخر) ، ولم نره قط...
طوال الرحلة كنا نقترح البرامج الترفيهية ، والحفلات الغنائية ، نرتجلها أحيانا ونعدها احيانا اخري ، كانت ثمة تخصصات فمني واحسان كانتا تغنيان وكنت اقدم البرنامج، وازعم ان ذلك التقديم هو ما حفزني لدراسة المعهد ، (كان استاذي عمر مودي دائما ما يدفعني باتجاه الفعل الابداعي ، مهما كان لونه ، صحبته استاذي محمود عمر ، لم يتوانيا كلاهما عن دفعي في ذلك الاتجاه ، منحاني من وقتهما ، وكتبهما ، فتحا لي قنوات التواصل وعديدأ من الكتب والمعارف ، التي لولا وجودهما في حياتي لما كنت ادركتها قط، وحده استاذي عمر مودي ، او عرابي ، كما يحلو لي تسميته،كان من دفعني الي الكتابة بكل اشكالها من الشعر الي القصة الي المسرحية ، كتبت اول مسرحية ( وربما آخر) مسرحية ، حينما كنت في السنة الثانية بالثانوي ( كلية معلمات الابيض) وقام هو باخراجها ، وهو أيضا من قدمني في عروض مسرحية اخري
( زهرة النرجس) واسكتشات كنا نكتبها معا ، سافرنا بمسرحية زهرة النرجس الي عدة مدن في كردفان ( النهود، الدلنج)وفي مدينة الدلنج ، حدث موقف حري بي سرده
كان المسرح مكتظا بالحضور ، مع ذلك فانت امام جمهور جدير بالاحترام ، صمت وادب استماع نادر ، حتي انني سمعت صوت صراخ طفل وكنت علي خشبة المسرح ، لكن ما ادهشني ما باحت به مشاهدة لام ذلك الطفل ، قالت لها :
ـ امشي بره الناس دايرة تسمع ،
وقد كان
لاول مرة كان لي شرف السفر باللوري الي تلك الاماكن التي اسلفت ذكرها ، سافرنا عبر وهاد وجبال وكثبان رمال ، كانت تستغرق بعض الوقت (لرمي الصاجات ) حتي يخرج الباص من ( الوحل) حللنا في مدينة النهود اولا
حين تدخل المدينة اول ما يلفت النظر ، هو تلك (النهود) التي يبين شكلها علي الجبل ، فلا مجال للتخمين من اين جاءت التسمية ، تري من ناحية اخري الغابات الموسمية ، التي حدثوني عنها فقال اهل النهود :
أنها تمتلئ بالحيوانات الوحشية في موسم المطر وتهاجر هذه الحيوانات اذا ما حل الجفاف باتجاه مدن اخري !
في مدينة الدلنج كان للماء حكاية معي فهو ماء عذب رغم انه ماء بئر حين تستحم ، ترجو لو يصحبك ذلك الماء الي الابيض لوفرته وقوة اندفاعه .
في النصف الثاني للثمانينات بات السفر لدي عادة من الابيض الي امدرمان وبالعكس ، كان وسيطي اليه الباص الذي كنت اسميه
(اللوري المحسّن)واول رحلاتي كانت صحبة العم كباشي الذي كانت تتغني للوريه ( بائعة الشاي ) التي ترجوه ان يرضي:

كباشي كان برضي يالليموني
وصلني ود بنده يالليموني


والقصة تقول ، والعهدة علي الصديق تبارك شيخ الدين ، ان كمساري اللوري وقع في غرام الليموني ست الشاي في ودبنده واراد الزواج منها ، وكان كلما اقترب اللوري من تلك البقعة هاجت اشجانه وصدح مغنيا ، ولأن بذرة الحب بينهما كانت حقيقية ، ختماها كما نختم الحكايات لاطفالنا ، فلقد تزوجا وعاشا في ثبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات، وكما يقول تبارك انهما يعيشان الآن في امدرمان .
مع كل ذلك الجمال الذي تعرفت اليه عبر اللوري لكن يظل القطار هو معشوقي الاول ، بلا منازع،
لم تتح لي فرصة في ارتياده في امريكا ، لانه اغلي من الطائرة ، وتركته ولسان حالي يردد( الغالي متروك) كما تقول امي .فالقطار لي به شجن خاص وله في نفسي مودة خاصة به ،وذكريات غير قابلة للمحو او النسيان ، فهو من كنا نصحو علي هزيم صوته وصافرته معلنة وصوله ، أو مغادرته الابيض وفي زعمي الخاص انه من ألهم ود القرشي رائعته (القطار المّر)وتلك كانت الاغنية المفضلة للصديقة مني ، تشدو بها كلما تحرك القطار من المحطة ، في رحلاتنا المدرسية ،وتحوّر المقطع الذي يقول ( السلامه سلامه) فتقول:

الشيخ سلامه سلامه
يا شيخ سلامه سلامة

وحين نصل محطة الرهد فلها قول آخر :

يالرهد صباحك نور
في العين يخسر البابور
ابكن ياعيوني الدم
الله اللى شقاي قسم

خلال العام الدراسي كان حلمنا الاصيل ان ينصرم العام الدراسي سريعا لاننا علي موعد مع السفر ، حتام سنسافر الي امدرمان كنت واخوتي منذ بدء العام الدراسي ، تعترينا خفة الفراشات ( علي نار الهوي ) فراشات منذورة لخريف (مفرهد) نصبغ العالم بالوان الورد ، وكل زهر العالم هو محطتنا فلم نكن لنرد طلبا لمن سال حادينا السفر بنهاية العام الدراسي ، الي وجهة نحبها وقبلة ستجمعنا بمن نحب ، تجدنا نلبي كل ما طلبوه في سرعة البرق ، ونزيد علي كل ذلك عبئا نحبه ، ذلك انه يكفينا شر السؤال ، فنقوم بزراعة المنتوجات التي ستدر علينا (ثروة ) خاصة بنا من شأنها تخفيف الأعباء علي اهلنا ، كنا نزرع الطماطم ،والبصل الاخضر ، والباذنجان ، والبامية ، الجرجير ، ونبيع ما حصدنا في (سوق اب جهل ) القريب من بيتنا ، بيتنا الزي كان محاطا( بجنينة) غير مزروع فيها سوي اشجار النيم ، وفي الحوش الخلفي كنا ايضا نزرع مستغلين المساحة الخالية ، رغم انتشار آفة(الارضة)
النمل الابيض ، كنا محل نزاع مع الاغنام التي كانت عدونا اللدود ، مستخدمين كل آليات المحاربة للابقاء علي منتوجاتنا ، كنا لذلك الغرض نستخدم
( السلك الناعم) لتغطيتها
ينتهي موسم الإمتحانات ، فتبدأ الأعين رحلة السؤال عن السفر وامكانية تحققه، وحقيقة ذلك ، ان سفرنا كان مرتبطا بمزاج الوالد ، فإن عاد وهو مبتسم ، ( منشرح) البال ذاك الظهر ، فالسفر مؤكد ، وعدا ذلك ، فلا محالة اننا سنقضي الاجازة في الابيض ، بعض الاحيان كان لا يمنحنا حق التخمين ، فيباغتنا بالامر ، فإن كان لن يسافر معنا ، فهذا يعني اننا غير مطالبين بتقسيم العمل ، من نظافة ل(بيت الغنم ، والجداد ,والحمام ) ولا علينا ان نسدل الملاءات علي الدواليب وزجاج البترينات درءا للرعد والبرق الذي تقول أمي انه بيكسر المرايات) بل ولا علينا ان نضع افرع النيم داخل الدواليب ، لالهاء الصراصير والحشرات عن التكاثر في غيابنا
مع ذلك ففي يوم السفر علينا الصحو الباكر ، رغم اننا ( عندنا حجز لقمرتين ) واحدة للبنات وامي ، والاخري للعيال وابوي ، وبطبيعة الحال كنا نعرف متي يغادر القطار ( اولاد الناظر ) يتحتم علينا اذن إعداد الملابس ،التي سنلبسها في الصباح باتجاه المحطة ، والاخري التي (سنغير ) بها لحظة الوصول إلي الخرطوم ، القطار نفسه في تلك الفترة كان غاية الانضباط والدقة في المواعيد ،فالمشترك يغادر عند الثامنة والاكسبريس يغادر عند السابعة صباحا
علينا التأكد من أن كل شئ جاهز وكامل الاعداد ،
( الزوادة ) الزي سهرنا علي إعدادها منذ الليلة السابقة ، وكنا اذا ما تخلف والدي ، حفظنا له بعض الطعام ، وان كان معنا ، فإن علينا( غسيل) الثلاجة وفصل الكهرباء عنها محتفظين فيها ببعض الثلج للرحلة مستعينين به علي ماء القطار الحار ، لحظة سماعنا لهذه الكلمة ( جاهزين؟) يسري مفعولها السحري بيننا ، فسنبدأ مشوارنا الحميم من البيت باتجاه المحطة نعدو كالطيور خفافا خشية ان يجف الغدير ، كل يحمل داخله قنبلة موقوتة ، لابد لكل واحد ان ( يحجز الشباك) لان هناك ( خيانات ) تحاك من قبل الاولاد،علي وجه الدقة ، فكل واحد يحلم بالجلوس الي الكرسي المجاور للنافذة ليبدأ فاصله الغنائي ، كان والدي لذلك الغرض يحجز لنا ( قمرتين ) كان الاولاد يركضون ناحية القطار ، ركضا، بغرض الدخول اولا ، وحجز الشبابيك الزي كانت تلفزيونا خاصا بكل واحد ، وحين نصل الي تلك النقطة تنفجر القنبلة :
ـ يا امي انا جيت قبالا
ـ لا، انا الاول ، انا جيت قبالا
فيجئ صوت امي حاسما في تلك اللحظة :
ـ هسي نحنا متين جينا ؟
ـ بس هي يا امي
ـ هي صغيرة خليها تقعد شوية ، حتنوم بعد شوية إنت اقعد محلها
ـ أبيت ما بقوم
ـ انت دي ذاتا ما اوضتكم ، بيتكم بي هناك
ـ هناك كلهن قاعدين جمب الشباك لكين ،
ـ امي كلمي بتك دي ياخي
ـ خلاص مرة انت ومرة هي
ويبدا الفاصل الغنائي ( البرئ )، مغموس في زيت المشاحنات

حاجة كرب ماسكا الجرب

ويتوافق اللحن مع ايقاع العجلات الدائرة للقطار ، والمعنية كانت خنساء اختي ، فهي نحيلة ، وكنا نسميها بذاك الاسم امعانا في اغاظتها ، لانها ان أنشبت فيك اظفارها ( يحلك الجليل الرحيم ) لذلك اسميناها (الكربة)وما كان لذلك الإسم ان يخرج لولا ارتداد صوت العجلات ، او حين تلح علي الجلوس الي الشباك ، تنتهي المناكفة بامر من امي ، ليبدأ آخر وحيه ايضا عجلات (القطر)

شاي بي لبن ،فاصوليا كباب

وفي زعمي لا يعرف احد سر الكلمات ، او كيف يلتقي الشاي واللبن والفاصوليا والكباب ؟ سوي ان العجلات هي الحافز الاصيل والاوركسترا الخفية .
نحن الكبار ( بين البنات والاولاد ) كنا من محبي سكني الممر ، لاننا نترفع عن الدخول في ( ملاوات الشفع ) فإن كان الحجز في (النوم) أو (الاولي) فهذا الموقع (عز الطلب ) فهو موقع استراتيجي للمشاهدة ، نافذتك لك وحدك ، بلا شريك ، ما تحتاجه فقط هو( صفيحة مجّوز)عليها مخدة ومن ثم ، لا مناوشات او ما يعكر الصفو
من اخوتك أو العابرين ، فالممرات خاوية ، الا حين يمر الكمساري ، وهذا بدوره لا يمر الا في اوقات متباعدة ،أو لحظة دخول القطار محطة كبيرة يتم خلالها التغيير ليحل محله كمساري آخر ، عدا ذلك فيمكنك ان تنام مسترخيا ، فراشك بطانية او ملاءة ، متوسدا مخدتك ، واحلم ما تشاء
لكن ،إن تصادف وكان الحجز( درجة تانية ) فإن صوت أمي حتام سيرتفع ناهيا :
-لا مافي اي واحد يقعد بره لا في صفيحة ولا بنبر ، يلا خشوا جوه ، الكنبات راقدات ، وفاضيات ، بلا كلام فارغ معاكم ، اليوم كلو نجرررررر بلا الجريوات ؟ يلا جوه

ندخل و ( البوز ممدود شبرين و الوش محنوف ) يخرج صاحبه او صاحبته بدعاوى انه
( ماشي الحمام ) او
( ماشي اجيب مويه من المزيره) الزي كان
( زيرها مغسول) و نظيف مغطى بغطاء من المعدن الثقيل او الخشب .. نظيف و معتنى به هو الآخر يتوفر على نظافته و ملئه عمال المحطة يمدون خرطوم المياه الطويل الملفوف بالسلك المعدني باتجاه المزيره من( الحنفية )الرئيسية عبر فتحة في سقف المزيره.. سقيا القطار كانت دائما من المحطات الكبيرة و الابيض ، ام راوية ، التي حكت لنا امي ان
: الحاكم العام في الخرطوم كان يفضل ماء
ام راوبة ، فيرسل الحاويات الكبيرة لاجل هذا الغرض ... و هي كما زعم (صحية) ، كما روت امي... يملأ العمال اذن المزيرة من المحطات اللاحقة لام راوبة تندلتي ثم كوستي و سنار و مدني اخر المحطات لسقيا القطار )...
القطار نفسه كان نظيفا ،الارضية لامعة تصر اقدامك حين تطأها، المقاعد ممسوحة( بالاسطبة) و هي خيوط ثخينة من الصوف الى جانب كونها وسيلة للنظافة فهي و سيلة من وسائل التدفئة شتاء اً منسوجة بايدي العمال المهرة في ذلك يصنعون منها بلوفرات و شالات و جوربات لهم و لا طفالهم و نسائهم ، اضافة لنظافة القطار من الغرف الى الممرات الى الحمامات .. كان غاية في الانضباط
و لم يكن حتي منتصف السبعينات يطلقون عليه الالقاب ، بل كان مثالا للدقة في المواعيد والانتظام يحل في محطة الابيض في موعده
و يغادرها في موعده المحدد ايضا ..
ربما لانحدار الشان الاقتصادي عقب دخول البنك الدولي الى الحياة بذلك الثقل و ماحدث من تضخم ادى الى ارتفاع اسعار العملات الصعبة قبالة الجنيه المحلي مما ادى الى ارتفاع قيمة قطع الغيار
و الوقود من ناحية اخرى فلقد كان حتى ايام عمله بالبخار ( الفحم الحجري ) منضبطاً ...
قبل دخول الديزل في النصف الاخير من السبعينات كان الفحم الحجري هو وقوده امي كانت لحظة سماع صافرة القطار تهرول و نحن في اثرها رافعين كل ماهو ابيض من مفارش و ملابس حتى لا يطالها دخانه الاسود الذي كان ينزل كمطر غير قابل للزوال ... لايجدي معها غسيل
والدي من جانبه كان له شان اخر لحظة سماع الصافرة من السيما فور الخارجي ينظر بصورة الية في ميناء ساعته مرددا في رضى :
ـ ولد ممتاز في الميعاد تمام
و يحدثنا بعد ذلك عن الحافز الذي يناله السائق وقتما وصل في ميعاده
لكنه .. بعد عدة سنوات اختفت تلك اللهجة عن حديثه ، فلقد تغير كل شيء و عاد حديثه ممتلئا بالاسى و الشفقة:
ـ الزمن دا .. مافي قطر بيجي في ميعاده الحافز بقى يرجع للخزينة
و ازعم ان تلك الفترة هي التي صارلقب القطار فيها ( قطر الهم ).

المشاحنات للجلوس الى الشبابيك كانت فاكهة الرحلة التي لابد منها رغم ان العيشة (مفروزة) الاولاد لهم غرفة و كذا نحن البنات إلا ان ذلك كان امرا لابد منه ، محبب لدينا خاصة ان كان الخريف قد حل باكرا فالمشاهد تخلب الالباب ، الارض الزي البساط مبثوثة فيها الالوان الزي كانت تشبه الزرابي المفروشة مد البصر تعلو التلال المخضرة و المصفرة بالزهور واعواد الذرة التي بدات تتطاول شجيراتها من الابيض الى الجزيرة المروية يهزك المشهد فتنادي الباقي من اخوتك ليقفوا معك على روعة ماترى تبدو لك لحظة من الوئام المؤقت كان لم يسبقها خصام على النوافذ او عناد ..
-عاين/ عايني .. اللون .. اللون الاخضر اخضر نعسان ،الضو زي عامل لون فضي مع الاخضر ياخ دي حاجة ماحصلت سمحة مش ؟
يعيدنا صوت معاوية الى داخل القمرة .. كان يتميز بصوت دافىء حين يردد اغنيات الحقيية وسيد خليفة و كلاهما يشجينا صوته خلالهما يحفظ كثيرا من الاغاني و يهدهده القطار فيبدأ فاصله مترنما بخفوت ثم لا يلبث حين نبدي اهتمامنا به ان يرفع عقيرته بالغناء الشجي يتحول الغناء الى جدل لذيذ بينه و بين امي التي كانت مرجعه ان نسى او مزج كلمة باخرى في اغاني الحقيية تحديدا يحرك ساكنها بحوار انيق سرعان ما ينجذب ناحيته والدي مضيفا او مصححا مرجعا كل اغنية لشاعرها و مغنيها ومناسبتها ...
احيانا يسرقنا صوت المشاحنات من الغرف الاخرى الى فضائه فانت حين يتحرك القطارلابد من سماع اصوات مشاحنات فيما خص الحجز ذات مرة ضحكنا ضحكا مكتوما و حين لم نستطع الى كتمه اغلقنا الباب لكن النوافذ المفتوحة لم تشا إلا ادخال صوت الشجار الى موقعنا.
ـ دا حجزنا بتعرفي تقري مدي راسك و اقري
ـ و الله ياختي انت الما بتعرفي الناظر حجز لينا ... الناظر ذاتو
ـ و انت شن عرفك ... قراية ما بتعرفي ... ختي ياختي ختو ناس حبه
ـ و انت حبه شن عرفتك بيهن؟
ـ اها النوريك حبه دا ود خالتي لزم..
ـ سجمي انت بت ........؟ فضيحتي فضيحتي ياختي و الله متاسفة النعمنو حبه دا عمي اخو ابوي العفو و العافية انت هسى ماشه و ين و جيتي من وين ؟
و كنا نستمع الى تلك الاصوات الباكية و يقطعها صوت امي محذرا ايانا
ـ احسن حاجة تعملوها لي دنيتكم و زمانكم قدموا الكلمة الطيبة هسى النسوان ديل كان من الاول قالن ليهن كلام حلو ماكان دا كلو حصل .. النو صيكم ادوا بعض الريق الحلو

يحين وقت الوجبة مواقيت عشوائية حسب حالات الجوع لدينا و التي كثيرا ماتراودنا اثناء السفر لكننا لا نستطيع الى كبحها مهما حاولنا ذلك وفي كل الاحوال الرد جاهز
ـ يا امي ياخ نحن ما في البيت ...
تبدا اذن بسحب الكرتونة التي سهرنا عليها اعدادا و طهوا و تعد الساندوتشات لماكولات معظمها ( نواشف ) لحم محمر ، بيض مسلوق طعمية كفتة، جبنة بيضاء ،و لابد من علبتي المربى و الطحنية و الفطائر المحشوة لحما وجبنا ..
تبدا باطعام الصغار ، حتى تصل الى اكبرنا ثم يحين دور والدي الذي كانت لا تستهويه السندوتشات فكانت حاضرة له بالصحون ...
تنتهي نوبة الطعام و حمى الاكل ، ونعود للاسترخاء مستعينين علي ذلك بادوات يجلبها والدي من مجلات و كتب نتبادلها"المصور، اخر ساعة، صباح الخير، روزاليوسف او تجدنا متحلقين حول الراديو الذي كان فاكهة من فواكه رحلتنا لا تكون الرحلة الا به ومعه ، كنت الاكثر حميمية معه اشترى حجارته اضبط مؤشره حسبما اهوى .
فيما عدا ساعة الاخبار التي كان والدي يطلب الينا ان نوجه المؤشر باتجاه اذاعة القسم العربي في لندن ...
يتهادى القطار و تتهادى معه احلامنا متفتقة عشقا و هياما بالسفر نحفظ عن ظهر قلب اسماء المحطات وماذا ستشتري امي من هنا ومن هناك ؟
يضيق احيانا المكان بمشترياتها ، و لكن لايهم فهذا لفلان وذاك لعلان و هذا لنا ..
اعبر شريط الذكرى الان الى هناك يحدثني البعض عن اختفاء القطار من بعض الاماكن خاصة الابيض ، واتحسر علي ماآل إليه الحال كنت و ما زلت احس غبنا و عبرة تسد حلقي بدأت منذ امد طويل في التكون حين كنت اعبر باتجاه المحطة في طريقي للمطار في الابيض او محطة الباصات ، يراودني احساس ان المحطة فقدت كثيرا من روعتها و اناقتها لم يعد جرس المحطة يوقظ تلك المشاعر المرتبطة برجفة تعتريك و القطار يتهادى مودعا المحطة والمدينة من ثم ...
فلم يعد يمر الان و لا عادت له تلك المهابة التي اكتسبهالامد طويل و والمحطة و الناس البيوت عادت جرداء انوار مطفأة و مبان خاوية لكم يؤلمني ذلك خاصة حين اذكر اغنيات كتبها شعراؤنا في محاسن القطارات ، بل ازعم انها ستجعل الدكتور عبدالله علي ابراهيم يبحث عن عنوان جديد لمسرحيته ( السكة حديد قربت المسافات) والكاتب هاشم صديق ليعيد النظر في مسلسله الناجح ، النائم في قلب كل منا ممن استمعوا إليه ( قطر الهم) وهو (هم لذيذ) بكل المقاييس في ذلك الوقت حيث ما يزال بعض منا يترنمون بكلماته:

وزي ما الدنيا سكة طويلة
مرة تعدي مرة تهدي
مرة تجور
عمي الزين
محكر في قطار الهم
حفظنا السكة
محطة محطة
جبل موية
جبل عطشان ود الحوري
ود النيل ود سجمان
وحتي الناظر
وجرسو النايم
ولون المكتب
وعفش الناس
الماشي يناهد بالكيمان

أو يشعل ذاك الحب صوت الفنان أبو عركي البخيت مرددا :

قطر ماش
وعمي الزين وكيل سنطور
يشرق يوم
يغرب يوم شهور
ودهور

وازعم ان الفنان زنقار لو كان بيننا لمات حنقا للمرة الثانية ، لان ما تغني به ، وله صار تاريخا ، فكيف سيقول :

من بف نفسك يالقطار
من رزيم صدرك قلبي طار
وين يالحبيب ؟
انت شلتو جيبو يالقطار
وسيملا الحزن نفس المطربة زينب الحويرص ، حين تغني :

قطار الشوق متين ترحل تودينا
نزور بلدا حنان اهلا
ترسي هناك ترسينا
نسايم عطبرة الحلوة
تهدينا وتنسينا
نقابل فيها ناس طيبين
فراقن كان ببكينا

ولعمري سيتململ الشاعر الكبير ود القرشي في منامه الابدي حزنا علي ما كتبه :

القطار المرٌ فيهو مر حبيبي
في الرصيف مستني
ولي الثواني بهاتي يالقطار تتدشدش
يالشلت محبوبي

وهاهي السكة الحديد بكاملها ( تتدشدش ) بلا وجيع ، سوي ما كتبه التاريخ عن تلك الفترة ، وما حظي به القطار من حب بين أفراد المجتمع السوداني

Post: #63
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 09:19 AM
Parent: #18

محاسن الحبيبة
سلامات
مشتاقين كتير
لكين بلدكم البعيدة دى الزول يصلها كيف؟
اب نجوكم كان الله هون



اعود الى حيث كلية المعلمات ، حيث القانون السارى بين الطالبات وهو قانون (عرفى ) مفاده (الاولى مدرسة والطيش مدرسة )
كنت غالبا فى عداد (الطيش ) فالفصل قوامه من الطلبات خمسة وثلاثين طالية ، كنت دائما فى ذيل القائمة بسبب تلك
المقولة ، لكنى كنت مع ذلك احوز على الدرجات الكاملة فى اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا واللغة الانجليزية ، فقط ما كان يفسد على هو الرياضيات والعلوم وما تبعهم من تدبير وخياطة ولم اك مكترثة لتلك الانزلاقات فى التقييم حيث لم تك تعنينى كثيرا ولانى كنت اثق فى مقدراتى العقلية والفكرية
ليس من قبيل الغرور ، بقدرما بواعز الطموح
تعلمت من تلك المدرسة معنى الانتماء الى جهات اخرى جغرافية وتاريخية بنفس القدر
كنا مجموعة من الطالبات جئن من كل فج فى تلك البلاد شمالا وجنوبا شرقا وغربا ، فيها وقفت على لغات لم تتح لى معرفتها الا فى حيز تلك المدرسة ، تعلمت طبخ ما جادت به بنات دارفور وبنات مدينة بارا وكذا من بنات مدينة النهود، تعرفت الى رقصات والعاب من كل فج من الجنوب الى الشرق الى الغرب واغنيات ما تزال ترف على الذاكرة تغنيها بنات جبل الجن من بنات جبال النوبة
قوم من جمبى خميسة جاية
رسل وقال لى خميسة جاية
حفظت اغنيات بنات دارفور
جنزير التقيلة
البقلها ياتو
بولع نارا وبطفيها ياتو
دا ود الدرقات المأصل
ورقصت المردوم والكمبلا والجرارى ورقصات من الجنوب مفصلها القفز فى الهواء فى رشاقة العصافير

كان الاستديو الصغير مقرا لنومنا وحياتنا ، اجترحناه لبث اغنيات الفواصل بين الحصص ، ندلف اليه ونظل فيه حتى موعد العودة الى حصة المذاكرة فى الفصل ، نذيع من خلال تلك الاذاعة التى قوامها ماكيرفون وسماعات لم تكن كالتى نشهدها الان ، بل عادية وفق تطور التكنولوجيا آنئذ
ومن تلك الاذاعة تعلمت معنى ان انتمى اكثر الى الاذاعة (الام فيما بعد حين عملت في الاذاعة القومية ) وتلك قصة اخرى
فيما كانت الاذاعة احد همومى ، كان المسرح له اليد الطولى فى حياتى منذ تلك اللحظة فى المدرسة حتى تخرجى فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح بعد عدة اعوام من تخرجى هناك
كان استاذ عمر مودى احد علامات التحول فى حياتى ، حين تم اخراجى من حياة كنت اتمناها عدت اذن مقهورة الى تلك البقعة التى منحتنى الكثير بطبيعة الحال
بدات منذ العام الاول فى ظهار مواهب الكتابة للمسرح ، وكذا كتابة الشعر ، والقصة ، لكن المسرح كان له اليد الطولى حينها
مد لى استاذ عمر يده الطويلة واعاننى على اكمال اول مسرحية لى كتبتها من وحى ما اطلقته الامم المتحدة حينها عن المساواة للمراة وحقوقها الانسانية ، اشهدنى على الوثيقة التى عادت مرجعى ، فكتبت ذلك النص المسرحى الذى ضاع منى الان
ولم يتوقف دفق المسرح قط
كان علينا كل اسبوعين ان نخرج( ليلة مسرحية كاملة ، تحتوى على الغناء والرقص والمسرحية طويلة او قصيرة )
تدخل فى اطار المنافسة بين الداخليات لتفوز واحدة منها بكاس تقدمه ادارة المدرسة
وكان نصيبى دائما اداء دور الام ، غالبا ما كان دور الام هو الذى يسنده استاذ عمر استاذ التاريخ ومشرف المسرح بالتالى
فى السنة الثالثة فى المدرسة كان على ان اكون بطلة مسرحية تزامن عرضها فى المسرح القومى (زهرة النرجس)
عاد الينا استاذ عمر من تلك الاجازة حاملا النص راجيا ان نكون افضل من ممثلات المسرح القومى (تحية زروق ، امينة عبد الرحيم ) وهى من قمت باداء دورها فى تلك المسرحية
سافرنا بتلك المسرحية لمدينتى النهود والدلنج
اكملت اذن تلك المرحلة الثانوية "كلية المعلمات " وتخرجت مدرسة للمرحلة الابتدائية ، وكنت بدات حياتى العملية فى مدرسة الامل التابعة لكلية المعلمات "مدرسة التدريب للطالبات فى الصفين الثالث والرابع" فيما كنت اشرف على المكتبة مساءا والانشطة المسرحية من ثم
بدات فى تلك المرحلة العملية فى حياتى بالتدريس للصف السادس مادة اللغة العربية
منذ اول العام كنت قد بدات حصصا اضافية من وقتى الخاص
حصة صباحية اخرى بعد نهاية اليوم الدراسى ، بداتها من الصف الاول حتى وصلت بالتلميذات الصف السادس
كان حماس التلميذات هو حافزى ، يجئن من اماكن بعيدة حافيات الا من حبهن للمدرسة وكنت لذلك ابذل مابوسعى
فى نهاية العام وكان امتحان اللجنة قد تبقت له ايام قليلة وجدت ان اسماء بنات الفصل الذى كنت ادرسه معلقة فى الفصل الاخر ، فصلى كان اسمه عفراء ، والفصل الآخر كان اسمه خنساء
وجدت اذن اسماء التلميذات معلق باسم زميلتى التى كانت تشرف على الفصل خنساء
جن جنونى ،وتساءلت كيف يحدث كل ذلك ؟ ولماذا ؟
فجاءت اجابة المديرة "حرم " حاسمة لكنها غير منصفة
ـ المصلحة العامة تقتضى ذلك
ضربت الطاولة بقبضة يدى خرجت باتجاه مدير التدريب وهو الاعلى سلطة ، حدثته بما قالت الست حرم مديرة المدرسة
فجاءت الاجابة ايضا صادمة ، بل قاتلة
لحظتها تقدمت باستقالتى من المدرسة وكنت اذ ذاك فى اول سنة فى التدريس ، غضة العود وليس لى من سند سوى نجاح تلميذاتى الذى جاء كما توقعت فلقد نجحت كل تلميذاتى بدرجات عالية بلغت ما اسميته انتخابات "نميرى " 99% من تلميذاتى اللاتى افخر الان اننى درستهن
فى العام الجديد وجدت اننى تم نقلى الى مدرسة كانت قريبة من محل سكنى "مدرسة امير الابتدائية "
ونقلت تجربتى الاولى الى هنا ايضا ، وتم لى ما اردت اذ حققت التلميذات نفس الدرجة السابقة ، بل باتت العديدات منهن فى مواقع هامة فى الدولة والمنظمات الدولية ومنهن من غدين طبيبات ، ما ازال اكن لهن الود ويبادلننى اياها
لكنى فى العام التالى رفضت ان اعود الى تدريس اللغة العربية للصف السادس ، وما ذلك الا لاننى انشغلت بالمسرح وكثيرا
بدانا فى تكوين جماعة مسرحية فى مدينة الابيض ، كان قوامها من الشباب فى عمرى ، الانور محمد صالح ، بابكر الدقونى ، عصام داؤود ، موسى بشير ، عبد الله الباهى ، وشقيقته عائشة الباهى ، وكمال حنفى
بدانا بمسرحية الكاتب الراحل يوسف خليل محمد"الخضر "، واعقبناها بمسرحية "ليالى الحصاد" للكاتب المصرى محمود دياب
وبدانا عرضا جديدا لمسرحية "كيف تصعد دون ان تقع " للكاتب السورى وليد اخلاصى ، لكن هذا العرض هو الذى سيغير مجرى حياتى الى الابد
العام 1979حل على المدينة احد ابنائها من خريجى معهد الموسيقى والمسرح المخرج صديق محمد نور ، وبدا معنا بروفات المسرحية ، كانت حينها مجموعتنا قد تباعدت خطوطها بسبب الاعتقالات التى طالت الانور وغيره من الشباب ، فكان ان بدانا العمل مع المخرج صديق محمد نور
وتصادف تلك الايام انعقاد مهرجان الثقافة الثانى فى الخرطوم فتم ترشيح العرض لنقدمه فى المسرح القومى
وهذا ما حدث ، وقدمنا العرض صحبة مجموعة جديدة هذه المرة "قمر عمر الامين ، فيصل احمد سعد ،عمر موسى ، وصديق محمد نور المخرج الذى كان قد تخرج بالعرض نفسه فى المعهد ، ووجدت المسرحية قبولا "، بل ان البعض سارع الى حملى على تقديم اوراقى للمعهد
وهذا ما حدث ، لكن كان ثمة عقبة تحول دون ذلك وهى اننى لم احز على الشهادة السودانية ، كشرط قبول ، لكن ادارة التعليم العالى اشترطت ان نجتاز الامتحانات بنسبة 65%
ولكنى لم استطع فى المرة الاولى من اجتياز الامتحان وقمت من ثم بتجميد العام الدراسى على امل العودة فى العام القادم وهذا ما حدث
فى هذه الفترة كنت قد تمت خطوبتى لمن سيكون والد ابنتى
وتزوجنا ايامها فى العام 1980 يوليو منه ، وكان لابد ان اسافر وزوجى الى امدرمان بحكم ارتباطه بعمله فى الخرطوم ،
وسافرنا باتجاه سنار اولا فى رحلة شهر العسل ، ثم الى موطنه المسلمية ، وعدنا الى حيث تم تاثيث بيتنا فى حوش جدى فى امدرمان
لكن فترة زواجى لم تتعد الشهرين ، عدت بعدها الى الابيض بجة من زوجى "حينها " اننى لابد ان انال منحة من الوزارة ، ولكن كان ذلك السفر على حساب زواجى ، هو امر كنت ارفضه منذ البداية ، لكن هذا ماحدث ، حيث تقوضت كل اركان سعيت الى بنائها ، وخرجت بابنتى عزة على اى حال
ولم يدم زواجى شهرين لاتقل ولاتزيد
لكنى عدت بعد مولد عزة الى المعهد ، واكملت دراستى وتخرجت بتقدير جيد ، وذلك بسبب استاذ مادة دراسة وتحليل
حيث قام بمنحى درجة مقبول فقط فيما حزت على تقدير ممتاز من مادتى النقد التطبيقى والنقد النظرى ، وكان ذلك مثار تساؤل لم اجد له اجابة حتى هذه اللحظة
كانت بى رغبة اصيلة ان ارد لمدينة الابيض بعض جمائلها باتجاهى حيث تكفل مكتب التعليم بالابيض بنفقة دراستى كاملة
فكان لزاما على ان ارد الجميل وما ذلك بالامر المستعصى ، فحللت فى كلية المعلمات مدرسة لمادة المسرح ، حيث كانت المناشط احد اعصاب التعليم "منتصف الثمانينات "
لكنها لم تعد الان

Post: #35
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 05:51 PM

شمس الدين ساتى
ازيك
نواصل معك الى تلك الايام
3ـ المدرسة ، وليالى سمر المدرسة
كانت البنات فى تلك الايام يجربن كل انواع الموضة التى يشهدنها فى المجلات القادمة من لبنان ومصر ، كن يتخاطفنها اويجرين بها ايام الخميس والجمعة حين يخرجن من الداخلية باتجاه ابراهيم الترزى ليفصل لهن تماما ما كانت ممثلات تلك الايام يلبسن ، كانت نجمتهن المفضلة وباجماع غريب سعاد حسنى ، والى حين قريب دخلت فى المنافسة شمس البارودى بفستاينها القصيرة ووجهها الجميل الذى لا يخلو من قسوة فى ملامحه رسمنها من مجرد النظر ،
كن يتسابقن ايام الخميس لمشاهدة الافلام فى سينما عروس الرمال فى المدينة "الابيض" التى تظهر فيها شمس البارودى دون سواها ،
بمرور الايام اكتشفن ان هناك نجمةجديدة جديرة ان تحاكى فى الملبس والمشى وطريقة الكلام كانت لها ضحكة تمنين جميعا ان يمتلكنها ، تلك كانت نجلاء فتحى ، الوحيدة التى علقن صورها على ابواب الدواليب ، وجسن بها من مدينة لاخرى فى ترحالهن من المدرسة الى بيوت ذويهن فى الاجازات حيث لا سينما ولا مجلات ، فقط تلك الصورة مارشفة على نحو يجعلها سليمة ولائقة ان تعلق على جدران الغرفة المشتركة كما هى عادة كل بيوت تلك القرى والمدن
كانت الفساتين بين المينى جيب والماكيرو جيب حتى دخل ما اسمينه الماكس وهو الاطول عن غيره


Post: #21
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-09-2009, 02:44 PM
Parent: #13

فتحى البحيرى
تحايا لك
احيانا اظل اكتب عن تاريخى وابتعد عنه
لان التاريخ امانة
وحين اطالع ما كتبه الاولون والاخرون عن سيرتهم
اجدنى ازداد خوفا
لا لسبب الا بالاحساس اننى ساظلم بشرا ما
او نفسى ان شئنا الدقة
اطالع الان الخبز الحافى والسوق الداخلى
لكننى على رغم محبتى لمحمد الشكرى كما يحب ان يردد اسمه
لكنه يخيفنى
لا تنقصنى الجراة لكنى احيانا اتوقف عن السرد
لانى احس ثمة رقيب داخلى ينهينى
اذكر انى مرة قرات للممثل مارلون براندو وكان فى خضم ان يكتب سيرته الذاتية انه
ارسل الى صوفيا لورين متسائلا ان كان قداحبها مرة ؟لانه نسى ذلك
لكنى مع حالتى هذه والامراض تتناهبنى من كل ناحية عزمت ان انهى هذا الجدل داخلى
وان اكتبنى للتاريخ
وعلى ذكر محمد شكرى
كنا اصدقاء
رغم اننا التقينا مرة واحدة فى القاهرة فى منتصف التسعينات
كان يهاتفنى حين"يفيق" من طنجة
تلك المدينة التى احبها
كان حين يرن التلفون وابدا فى السؤال يرد
ـ محمد الشكرى من طنجة بلغة لا اقدر ان اصفها سوى انها لغة محمد الشكرى تلك المخلوطة بالعربية والغير عربية
حقيقة لا اعرف كيف اصفها
لكنها حلوة
كان يحكى ، يظل يحكى منذ اول المحادثة الى اخرها كانه كان يعزى نفسه انه وجد من يستمع اليه
كانت تلك المحادثات تروقنى لانها من القلب
يحكى لى عن صداقته لجان جينيه
وعن صديقنا المشترك عراب معرفتنا دكتور محمد برادة
كان محمد برادة يجئ الى القاهرة كثيرا فى المؤتمرات والندوات التى كانت تحفل بها القاهرة
جاء فى العام 1993
وكانت تلك اول دروبى لمعرفته
كنت بصدد اجراء حوار مع الكاتب المصرى صنع الله ابراهيم
لكنه اعتذر منى لانه تلك الايام كان يحضر لروايته"ذات " وقال لى
ـ روحى فندق شيراتون تلاقى واحد جميل اسمه محمد برادة هو من النقاد المهمين فى العالم العربى
مشيت اليه كما اوعز لى صنع الله وهو نفسه لى معه حكايات ربما اشرنا اليها لاحقا
المهم
من مدخل الفندق اتصلت بمحمد برادة
جاءنى الصوت اليفا
ـ انتى سودانية ؟اتفضل تعالى
ودخلت الى غرفته كانت اول مرة ادخل الى فندق بتلك الفخامة
اجريت معه الحوار وحين وقفت اودعه وجدته يركض الى حقيبته ركضا
جاءنى حاملا علبة شاى "كان لونها احمرا قانيا " مدها لى وهو يقول
ـ عندنا بالمغرب عيب يجيك زائر اول مرة وما تقدملو شى
وظل يقدم لى الهدايا كلما عبر الى القاهرة
ذات مؤتمر ربما مؤتمر الرواية العربية 1998
كنا وقوفا بعد جلسة من جلسات اليوم ذاك
نحكى عن اخر المستجدات من هنا او هناك
فجاءة نادانى محمد برادة
ـ تعرفى انك مجنونة ؟
قلت
ـ اعرف
ـ خلاص عندى صديق متلك ينفع معاك
ـ محمد شكرى ؟
ـ كيف عرفتى ؟
ـ فى واحد اجمل منه او اكثر جنونا منه ؟
وكانت تلك بداية تعارفى ومحمد الشكرى عليه الرحمة


Post: #22
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Ishraga Mustafa
Date: 05-09-2009, 02:47 PM
Parent: #21

Quote: لانى احس ثمة رقيب داخلى ينهينى




اهزميه

سوف ينهزم حين توهطك فى طقس الكتابة
او توهطها فيك غصبا عنك... او برغبتك

Post: #24
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: فيصل عباس
Date: 05-09-2009, 02:55 PM
Parent: #22

اشراقة

عليك النبي امرقي من هنا وما
تلوثي للزول دي احلامها
فانها ما زالت تكتب في سيرتها وتلون في شوارعها






اها يا سلمى

Post: #75
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 11:29 AM
Parent: #24

فيصل عباس

للشوارع التى عشت فيها قصص لا تنتهى
كان شارع بيتنا محلا للعب كما قلت
لكننا كنا نخشى من حاجة حنينة ست الصحة ، كعادة بنات تلك الحقبة
كنا نتسكع فى الشارع قبل دخولنا للبيت نرمى شنط المدرسة الى قعر شجرة اللالوب فى قدام بيتنا
ونبدا لعبنا للبلى رفقة صلاح ود النصرى الذى كان كلما "غلبناه" اخذ كل البلى وجرى باتجاه بيتهم الكان قريب من بيتنا
وحينها نبدا الصياح عليه باسم يغيظه
"اب راسين " كان يخرج الينا حاملا وابلا من الحجارة لاتخرجنا من متونه الا حاجة حنينة ست الصحة
حنينة كانت عاملة فى البلدية ، تلبس ملابس الرجال عراقى وسروال ، مركوب من الجلد ، وطرحة ، لديها عجلة ، و"حقة تمباك"
وعلبة سيجاير فى جيبها ، كانت تبدو لنا رجلا ,وليس رجلا ،حيث صوتها انثوى رخيم "باص"
تجئ من حيث لانحتسب لحظة تلك الحرب التى يشعلها صلاح اب راسين
تبدا من بعيد مناداتنا
ـ بنات الماذون ادخلن دخلتن فى النار
ونحمل ما اتفق من شنطنا واحذيتنا ونهرع باتجاه البيت
كانت تجئ الى امى نفيسة يوم "المشاط " رغم انها لم تكن حسبما اذكر تمشط شعرها
لكنها تجئ الى الونسة والحكايات
كنا صباح ذاك اليوم الذى غالبا ما يصادف الجمعة نقوم باكرا رغم ان خالى فتحى كان يتذمر من تلك القومة
حيث امى نفيسة ترجونا ان نمشى الى الموردة و"نجيب السمك والعيش البلدى "
وتكون هى قد اعدت طعاما يقع تحت طائلة التحذير مدسوسا فى "النملية "
ـ مافى زول يهبش حاجة دا حق المشاطة
ونمضى الى الموردة متدحرجين فى جزل
لان ذلك يوم محبب حيث نلتقى خالى محمد كلول صاحب القهوة وهو من يشترى لنا السمك من عم السكى
ولمحمد كلول قصص طريفة ، كان رجلا طويل القامة ضخم الجثة ، مع ذلك تحسه ودودا
عنيف الطبع مع من يستحق
حكت لى امى انه ذات يوم دخل الى قهوته احد المشاغبين
فما كان منه الا ان حمله كما يحمل الطفل نملة ورمى به الى الخور المواجه للقهوة
ولم يعد الى هناك مرة اخرى
اذن حملنا ما اشتراه لنا خالى محمد واعود غالبا وحدى
حيث يتعثر خالى فتحى فى الدافورى الصباحى فى شارع السرايا"سرايا عبد الرحمن المهدى "
ولاجل هذا الغرض كنا نجئ بديم السروجية وسوق ام سيوقو وهى مسافة بعيدة نسبيا من الطريق الذى مشينا به فى البداية
يكون الان كل شئ معد للمشاطة ، القهوة التى تجئ الى حضورها كل اخوات امى ، عرفة وفاطمة والعازة
يجلسن متحلقات فى بنابرهن وتجلس المشاطة فى العنقريب الى جوارها حنينة ست الصحة
بعد كل تلك الضحكات العالية الصاخبة تبدا رحلة التدخين
تنادينا امى نفيسة ان "اجرو جيبو سيجاير" وتلتفت الى المشاطة "اسمو ياتو؟
وتفيدنا بالاسم فنعود به من دكان عم على الكان فاتح فى بيت ناس الامير محمود ود احمد الملاصق لبيتنا
تجلس بعد ذلك المشاطة الى بنبر تعتلى به صهوة العنقريب ، وتجلس امى نفيسة الى ارضية العنقريب
المفروش بملاءة تم استخراجها خصيصا لتلك الجلسة
كنا نتلصص على تلك الجلسات المصحوبة بضحكات عالية نسمعها ونحن مامورات "سمية عليها الرحمة وفاطمة عبد الرحيم وشخصى " ان "ندق الحيمور ـ الطوب الاحمر " نسحنه لعملية "شيل الوش " نجلبه لامى ناعما لتقوم المشاطة بما عرفنا بعد ذلك انه "الحفوف"
ولا اعرف من اين جاءت الكلمة
تصبغ لهن به الوجه بمعاونة خيط غليظ تجره فى انحاء الوجه
تسمع له صريرا خفيفا
وحين تنتهى تلك المراسم تبدا فى عملية "ترميم " لمن كانت "مسيرتها تحتاج لكسرة " او تطايرت بعض الشعرات تعيد ترتيبها لها
وتمضى اخر اليوم بمحفظة مليئة منهن ومن اخوالى حين يدخلون الى حيث تجلسن يصحن فى الداخل "مشعوقة "
فيخرج ما تجود به يده
ممتلئ كيسها ايضا بفحم او عيش ذرة او ما شاءت جدتى الكريمة ان يكون






Post: #28
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: munswor almophtah
Date: 05-09-2009, 03:03 PM
Parent: #22

سلمى سلامه سلمى كل اللعندك للناس تسلمى




منصور

Post: #78
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 07:07 PM
Parent: #28

منصور الفيتورى
لا اعرف لماذا ورد الى خاطرى الان محمد مفتاح الفيتورى ؟
كان العام 1994 فى فندق الماريوت بالقاهرة
ومنتدى الشعر ملتهبا يومها
جاء شعراء عظام من كل انحاء الوطن العربى لاحياء امسيات فى معرض القاهرة الدولى للكتاب
جاء سميح القاسم
وعبد الوهاب البياتى
توفيق زياد
فى بهو الفندق كان الفيتورى يجلس محاطا بهم
محاطين به
لمحنى ادخل فنادانى
لم نكن نعرف بعضنا او هكذا خيل الى
نادانى باسمى كاملا حتى وجفت ، قدمنى بزهو لرفاقه الذين ذكرتهم
قال لى
ـ روحى حاورى توفيق ، توفيق ، دى بنتنا ولازم تعمل معاك حوار لجريدة الاتحادى
كانت اول مرة اجلس فيها للشاعر توفيق زياد
حبانى بديوان يحمل توقيعه ، واخذنا الحديث بين مدارج الشعر الذى كان عمادا فى تلك الصباحية
توكانا على عصيه وفتحنا مغاليق الكلام
وتحدثنا عن شعراء الداخل وكيف يقاومون عنت الدولة العبرية
عدت الى محمد الفيتورى الشاعر القامة
حبانى ايضا بعدد من دواوينه التى كانت صادرة حينها مهرها باسمه
وبقينا حتى حان موعد الليلة الشعرية فى معرض الكتاب وكان احد شعرائها
لوهلة خلت اننى فى عالم اخر
حين رايت اكتظاظ الصالةبالناس الذين جاءوا خصيصا لسماع شعره
لم اكن ادرك حجم الشعبية التى يتمتع بها فى القاهرة بل مصر بحالها
فلقد التقيت شبابا جاء من اقصى الصعيد فى اسوان واخرون جاءوا من الاسكندرية لسماع شعره
افتتنت بتلك الجموع وزهوت ايما زهو فمن يلقى الشعر الان ابن دمى وروحى محمد مفتاح الفيتورى
كان قد وعدنى ان يتهيا للقائى فى اليوم التالى
مضيت اليه والف سؤال يدور فى راسى
حين دخلت الغرفة كان رفقته عدد من الصحفيين سبقونى الى هناك
لكنه لم يرفض طلبى وبدانا حوارا لم ينته الا فى العاشرة مساءا
بداناه عند السابعة
كان من امتع الحوارارت حيث اختلطت فيه التجارب والاسفار والشعر والوطن
ساعة كان يبكى واخرى يتحسر انه لم يعد قادرا على السفر رغم عشقه للترحال

Post: #74
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 10:57 AM
Parent: #22

Quote: اهزميه

سوف ينهزم حين توهطك فى طقس الكتابة
او توهطها فيك غصبا عنك... او برغبتك


الحبيبة اشراقة
احاول الى ذلك حاولت الى حد كبير
الان لا اود ان اقفز الى الحاضر واعنى به العشرين سنة الاخيرة
فهى سنوات عظيمة فى تاريخى حدثت لى فيها تحولات كبيرة
تعلمت الكثير فيها ربما لو اننى بدات رصدها لما اتسعت كل صفحات الكتابة لدنى
لكنى اعود الى سن الطفولة
تلك الطفولة الماكرة التى كانت فى بيئات مختلفة
من القضارف الى امدرمان
فى امدرمان تحديدا حيث كان الحوش بيتنا الوسيع
يحوى عددا من الاسر ، بنفاجاته المتداخلة من بيتنا الفاتح على زقاق الشيخ اسحق حمد النيل
لينتهى فى الشارع المسمى شارع البدوى
فى الحى وشوارعه لعبنا الدافورى والبلى ، والحجلة كل ذلك متواز لا تفصله فاصلة
فى الحوش ايضا كان ثمة متسع للعب بنات ام لعاب رفقة سمية ورشيدة مكى وحياة الطيب وفاطمة عبد الرحيم
كانت حبوبة فاطمة بت محمود عليها الرحمة لاتحب ان نلعب لها فى الحوش تقف على تنظيفه كنسه كل عصر ، ترشه بموية البلاعة
ونجئ نحن لنلعب ، كانت تهيج وتشكونا لجدى شيخ الدين عليه الرحمة
جدى شيخ الدين كان قد تربى فى وسط المصريين كلامه مخلوط باللهجة المصرية
حين تشكونا له يجئ شاهرا سبابته
ـ بس يا بت انتى وهى خبر ايه . وها ؟
تضحكنا تلك اللهجة التى لم نكن قد سمعناها الا منه ، فالتلفزيون لم يكن قد ارخى سدوله بمسلسلاته بعد
ونتضاحك جاريات من امامه رغم ان جدى شيخ الدين لم يكن يضربنا
لكنه يعنفنا كثيرا
كان رجلا طويل القامة ، وسيم الملامح بشلوخ على وجهه
اول عمل له كان فى الجنوب
كان شابا حين سافر الى ملكال وتعلم النحت على يد مصرى هناك فى الرى المصرى
وعاد بزوجته "نصرة " وابنه احمد ، حدثونا انهما رحلا قبل ان نولد كانت نصرة من نساء الدينكا فى ملكال
احبها اعظم الحب وظل وفيا لها حتى رحيله
لم يتزوج من اخرى قط
لكنه ظل حزينا واتخذ الخمر وسيطا لنسيان احمد ونصرة
مع كل سكره ذاك كان يبدع فى فن النجارة ، وحدثنا بفخر انه اهدى الامبراطور هيلاسى لاسى امبراطور اثيوبيا
حين جاء الى السودان شطرنجا كبيرا نحته بعبقرية كبيرة
تشهد على تلك العبقرية ايضا فونغرافا كان ماثلا فى البيت
يدير لنااسطواناته التى يحفظ اغنياتها عن ظهر قلب
ومتى تم تسجيل كل واحدة منها
اكثر مااحزننى الان ان منحوتاته تلك تاكلتها الايام منها تماثيل كانت من الجنوب مصنوعة من التيك
تم احراقها جميعا فى العواسة ليس بدعاوى حرام او حلال بقدرما بدعاوى الحطب متعثر
حيث كان الحطب يباع فى الدكان نجلبه لامى نفيسة بحزمة مترابطة اليها عدد من الاعواد ملفوفة بشريط من اللعوت
او حين يمر البائع صائحا
ـ الحطب
كان البائع يمط الحروف فنقتفى اثره محدسين انه فى اللفة التانية حيث نغمات صوته تصلنا
كنت اقول اننا رهينى توبيخ خالى شيخ الدين
وكنت انادى اخوان جدتى "امى نفيسة " كما تناديهم امى لم اقل لاحدهم جدى فلان سواء الطيب او بشير او شيخ الدين او العاقب
وللعاقب قصص اخرى
كان رجلا مهابا طويل القامة وسيم الملامح متعلما تخرج فى كلية غردون لم يكن يزورنا الا فى الاجازات قادما من مدنى او طوكر
لكننا كنا نخافه ايما خوف
على عكسه تماما كان جدى بشير وجدى الطيب فهذان مرحان يلفهما حب باتجاهنا حين نراهما نرتمى الى حضنيهما

الان يا صديقتى اعترى ذاك المكان الصمت حيث رحل كل من كان فيه الى الدار العامرة
رحمة الله عليهم اجمعين




Post: #25
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: EMU إيمو
Date: 05-09-2009, 02:55 PM
Parent: #21

إمرأة في الزمن الجميل
إمرأة في صفحات التاريخ الماضي والحاضر

تحياتي ومودتي

Post: #79
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-10-2009, 07:13 PM
Parent: #25

Quote: إمرأة في صفحات التاريخ الماضي والحاضر

ايمو
اعتز بماضى عشته
واتوق لغد اجمل
رغم تقدم العمر الان
لكنى ازعم ان الغد سيكون احلى دائما كنت اقول ذلك
فى الاذاعة كان لى برنامج اسمه "مساء الخير يا وطنى"
اتوفر على اعداده واخراجه
غالبا ما كنت استخدم جملة " باكر احلى ، باكر اجمل "
وازعم انه كذلك
ربما لانى مازلت متفائلة
ربما

Post: #166
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: فتحي البحيري
Date: 11-17-2009, 04:44 PM
Parent: #13

~

Post: #26
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: abubakr
Date: 05-09-2009, 02:59 PM
Parent: #1

Quote: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"


ياصحبي الجميل اكيد انتي ...

Post: #27
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Ishraga Mustafa
Date: 05-09-2009, 03:02 PM
Parent: #26

Quote: تلوثي للزول دي احلامها




كيف يافيصل؟

كيف الوثها؟!!!!!!

Post: #29
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 05-09-2009, 03:09 PM
Parent: #27

يازولة اتبلبلتي
يلا الغرق بعد ده
ماتخلي حاجة شوتي ضفاري
ماتخلي حاجة ملبدة هنا ولا هناك
طلعي كل الذكريات من لعبة الدسوسسية
وخلينا نلغب معاك
محبتي الأبدية

Post: #31
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Ishraga Mustafa
Date: 05-09-2009, 03:46 PM
Parent: #29

Quote: ماتخلي حاجة شوتي ضفاري
ماتخلي حاجة ملبدة هنا ولا هناك
طلعي كل الذكريات من لعبة الدسوسسية




ياسلااام عليك ياسنى ياخ...

Post: #33
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: زهير عثمان حمد
Date: 05-09-2009, 04:41 PM
Parent: #31

أستاذتي الرائغة سلمي
لك كل الود
مدادك معجون بالدهشة أني أستمتع لا تتوقفي عن الكتاية وأنت الزمن الجميل سلمي الشيخ سلامة

Post: #34
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 05-09-2009, 04:51 PM
Parent: #33

مداد من ذهب
والزمن جميل
وسلمى هي المرأة الجميلة
تكتب لنا من الذاكرة...
أكتبي بمداد الذهب ايضا
عن زمن جميل قادم...

وبشغف كبير نتابع يا جميل...

Post: #37
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: حبيب نورة
Date: 05-09-2009, 06:02 PM
Parent: #34

سملي
أوسلمي
كيفنك؟

Post: #38
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد على طه الملك
Date: 05-09-2009, 06:25 PM
Parent: #37

ياااااااااااه..
حمد الله على السلامة يا سلمي..
كنت عارف بعد زياراتك بقت ( خبا ) .. لسودانيز ..
ما ح تجينا إلا وفي ايدك فرح جيل..
اوع تسمعي كلام السني دا..
عارفه زول نجيض يكون قانص ليه لسناريو قوي..
متعكما الله بالعافية..
واصلي ..

Post: #102
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 00:22 AM
Parent: #38

محمد على طه الملك
وجدتنى اتساءل مثلما تساءل كاتب هذا المقال
Quote: ما الذي يجعل كاتبا يتعرّى أمام قرائه ويكتب سيرته الذاتيّة؟



محمّد صالح مجيّد: إلى أيّ مدى يمكن أن يطمئنّ الدارس إلى اعتبار "السيرة الذاتيّة" جنسا أدبيّا استقلّ عن غيره من الأجناس؟ ‏أنّى السبيل إلى ذلك في زمن تتعالى فيه أصوات المبدعين والمنظّرين نافية رسم الحدود بين الأجناس وتشكّك ‏في مشروعيته؟

ما هي الإشكاليات الفنّيّة التي يطرحها هذا المولود الجديد في العائلة الأجناسيّة؟ كيف السبيل ‏إلى تلمّس إنشائية هذا الجنس الأدبيّ ومقوّماته الفنّيّة المميّزة؟ أسئلة متعدّدة ومتشعّبة يقترح الدكتور محمّد ‏الباردي في هذا الكتاب أن يساهم في الإجابة عنها عبر استنطاق المتن "السير ذاتي" بحثا عن رسم علامات ‏في الطريق توضّح ما يطرحه هذا الجنس الأدبيّ من إشكاليات تتجاوز "هويّته" إلى أساليبه الفنّيّة وقضاياه.‏

والمتأمّل في المدوّنة السّرديّة التي انتقاها الكاتب متنا لبحثه، وورشة للعمل اشتغل فيها على هذا الجنس ‏الأدبي، منهجا وقضايا، يلاحظ أنها تتكوّن من نصوص أبدعها كتاب من أجيال مختلفة. ولو أردنا أن نحدّد ‏زمن كتابة هذه النصوص ونشرها لاكتشفنا أنّها تمتدّ على قرابة سبعين عاما. من كتاب "الأيام" الذي صدر ‏جزءه الأوّل سنة 1929 إلى "تربية عبد القادر الجنابي" الذي صدر سنة 1995، وإلى ذلك يتكوّن الكتاب من ‏ستّة فصول.‏

في المنهج
إنّ وشائج القربى بين "السيرة الذاتيّة" واليوميات والمذكّرات تجعل التمييز بين هذا الجنس الأدبيّ وبينها أمرا ‏لا يخلو أحيانا من لبس. في بداية هذا القسم سعى الكاتب إلى البحث فيما يميّز "السيرة الذاتيّة" عن المذكّرات ‏فأشار إلى أنّ السيرة الذاتيّة تروي أحداثا شخصيّة وتهمل الأحداث العامّة في حين تقوم المذكّرات على رسم ‏الأحداث دون التعليق على الحياة الشخصيّة لكاتب المذكّرات.‏

أمّا اليوميات فإنّها تتّصل بالماضي القريب في حين ترتبط السيرة الذاتيّة في أحيان كثيرة بفترة محدودة. وعلى ‏هذا النحو فإنّ المساحة الزمنيّة التي تفصل بين زمن الكتابة وزمن التجربة تكون في السيرة الذاتيّة أوسع منها ‏في اليوميات.‏

ولئن سهل-نسبيّا- الفصل والتمييز بين السيرة الذاتيّة وبين المذكّرات واليوميات ،فإنّ علاقة هذا الجنس ‏الأدبي بالرواية تبدو أكثر التباسا إذ كثيرا ما اعتبرت الرواية سيرة ذاتيّة. وقد ظهرت أجناس وسيطة بين ‏الجنسين مثل رواية السيرة الذاتيّة‎ ‎والسيرة الذاتيّة الروائيّة.

ولكن يظلّ ميثاق القراءة معيارا أساسيّا للتمييز بين ‏الرواية والسيرة الذاتيّة. ولئن بات واضحا أنّ هذا الجنس الأدبيّ قد استفاد من تقنيات الرواية فإنّ الأستاذ ‏الباردي يشير أنّ ما يثيره جنس "السيرة الذاتيّة" من إشكاليات وقضايا يعود إلى حداثة هذا الجنس في الأدب ‏العالمي عموما.‏

إشكاليّة جنس السيرة الذاتيّة ‏
قسّم الدكتور محمّد الباردي المدوّنة التّي اختارها إلى نصوص اعتبرها" نصوص التأسيس" وهي كتاب الأيام ‏لطه حسين الذي عدّه النّصّ التأسيسيّ الأول للسيرة الذاتيّة في الأدب العربيّ. وكتاب "أنا" لعبّاس محمود العقّاد ‏و"قصّة حياة" لإبراهيم عبد القادر المازني و"حياتي" لأحمد أمين و"سبعون" لميخائيل نعيمة. وقد انتهى الباحث ‏إلى أنّ النصوص التأسيسيّة هذه اختلفت من حيث الأساليب والطرق لكنّ الجامع بينها هو الإحساس بوطأة ‏العمر وبالرغبة في تسجيل مرحلة من مراحل العمر تأكيدا للذات. ‏

ووضع الأستاذ محمّد الباردي ما كتبه العروسي المطوي وحنّا مينه ومحمّد شكري في خانة ما أطلق عليه ‏‏"نصوص التجاوز" وخلص منها إلى أنّ "أنجح هذه السير الذاتيّة هي تلك التي كتبها روائيون وجعلوا منها ‏كتابة روائيّة" ذلك أنّ أصحابها قد أبدعوها في زمن تطوّر الرواية والقصّة فارتقوا بها إلى أعمال فنّيّة كبرى ‏جلبت انتباه القرّاء والنقّاد على حدّ السواء. وأفضى به التحليل إلى أنّ السيرة الذاتيّة تحوّلت مع حنّا مينه ‏ومحمّد شكري وعبد القادر الجنابي وعبد الرحمان بدوي إلى فنّ أدبيّ أسّس تقاليده الفنّيّة ورسم صوره ‏البلاغيّة.‏

في شروط الكتابة
إنّ الكتابة "السير ذاتيّة" كتابة غير عاديّة. فالنصّ الذي يبدعه صاحبه يكتسي في مسيرته الإبداعيّة أهميّة ‏قصوى لأنه مُنجَز لا يكتب إلا مرّة واحدة. وهو غير قابل للإعادة أو التنقيح أو الإضافة. وقد وصل الباحث ‏بعد استنطاق المدوّنة السير ذاتيّة التي اشتغل عليها إلى جملة من النتائج:‏

‏-أغلب السير الذاتيّة ألّفها أصحابها عندما بلغوا بداية الشيخوخة. ولم يشذّ عن هذه القاعدة إلا طه حسين الذي ‏كتب سيرته الذاتيّة في الأربعين من عمره.على أنّ هناك مجموعة من الكتاب وضعوا سيرهم الذاتيّة في ‏أواسط العمر. وهذا ما يؤكّد أنّ الهاجس الأساسيّ الذي يدفع إلى كتابة السيرة الذاتيّة هو الإحساس بوطأة ‏الزمن، واقتراب شبح الموت.

وقد صرّح بذلك محمّد شكري ونوال سعداوي وخاصّة إدوارد سعيد الذّي انكبّ ‏على كتابة سيرته عندما داهمه المرض العضال الذي أودى بحياته فيما بعد.يقول إدوارد سعيد في كتابه ‏‏"خارج المكان": "تلقّيت تشخيصا طبّيّا بدا مبرما فشعرت بأهمّيّة أن أخلّف سيرة ذاتيّة عن حياتي".‏

ما الذي يجعل كاتبا يتعرّى أمام قرائه ويكتب سيرته الذاتيّة؟ ما الذي يدفعه إلى البوح؟

يبدو أنّ الدافع إلى تجربة الكتابة في هذا الجنس الأدبيّ هو –في الغالب- الرغبة في قول حاسم يتعلّق بمسيرة ‏حياة أو الردّ على آراء جداليّة أثرت في حياة الكاتب الخاصّة، أو السعي إلى اتخاذ موقف من قضايا متعدّدة ‏تشمل الوجود والمجتمع.

وعلى هذا النحو تستحيل السيرة الذاتيّة أحيانا أجوبة نهائية وحاسمة من الكاتب عن ‏أسئلة طرحت عليه أثناء مسيرة حياته. وتتأرجح السيرة الذاتيّة، في نظر الباحث، بين الاعتراف والتبرير، إذ ‏كثيرا ما تقترب بعض السير من البوح، وخاصّة في الخبز الحافي لمحمّد شكري حيث يتعرّى الكاتب ‏ويصوّر تفاصيل من حياته يستنكف غيره عن الخوض فيها أو مجرّد الاقتراب منها.

أمّا "نوال السعداوي" مثلا ‏فقد كانت تسعى-في سياق تبريريّ- إلى إبراز نضالها من أجل تحرير ذاتها، وتخليص بنات جنسها مما ‏فرضه المجتمع عليهنّ من قيود وعراقيل.‏
أين يتجلّى صوت السارد في السيرة الذاتيّة؟

لقد بيّن الأستاذ محمّد الباردي أنّ أغلب النصوص التي شملتها دراسته يظهر فيها السارد بواسطة ضمير ‏المتكلّم "أنا" باستثناء كتاب"الأيام" لطه حسين و"رجع الصدى" لمحمّد العروسي المطوي.‏

والساّرد في هذا الجنس الأدبيّ يعلن انّه يروي معتمدا ذاكرته ولا يتخيّل. فمحمّد شكري يروي أحداثا عاشها ‏ولا ينقل حكايات استمع إليها لذلك تغيب الحكايات الفرعيّة الثانويّة على عكس نوال السعداوي التي تنقل ‏حكايات عن أمّها وجدّتها.وعلى هذا النحو يخلص الأستاذ محمّد الباردي إلى أنّ السيرة الذاتيّة يمكن أن ‏تتضمّن مقامات سرديّة متعدّدة.‏

وإلى ذلك فإنّه لا يوجد اتفاق بين كامل بين كتاّب السيرة الذاتيّة على كيفيّة ترتيب المرويات وأسلوبها.كما أنّ ‏السيرة الذاتيّة لا تخلو ،شأنها في ذلك شأن الرواية، من حوار منقول بيّن الباحث من خلاله أنّه من الصعب ‏أن يحفظ الكاتب حوارا جرى بينه وبين جدّته أو والده في سنواته الأولى ويردّده كما هو. فالحوار في "السيرة ‏الذاتيّة " يكون في الغالب متخيّلا.‏

ولا تخلو السيرة الذاتيّة من مواقف إيديولوجيّة يعبّر عنها الكاتب، وقد خبر الواقع وعايشه.وتكون لاحقة لزمن ‏التجربة التي يتحدّث عنها.كأن يقدّم موقفا من حدث معيّن تُشتم منه إيديولوجيا معيّنة والحال أن الشّخصيّة في ‏مرحلة الطفولة وغير واعية بحقيقة ما يروى. ويختم الباحث هذا القسم بالإشارة إلى أنّ للسيرة الذاتيّة إنشائيتها ‏الخاصّة التي جعلتها تنتصب جنسا أدبيّا قائما بذاته..‏

أشكال السيرة الذاتيّة
رغم الظواهر الإنشائيّة المشتركة، فإنّ السيرة الذاتيّة لا تكتب بأسلوب واحد. إذ يمكن الحديث بإزاء هذا ‏الجنس الأدبيّ عن مجموعة من أشكال الكتابة. وقد حصرها الأستاذ محمّد الباردي في خمسة أشكال هي ‏اليوميات وتتجلّى خاصّة في كتاب "الخبز الحافي" لمحمّد شكري و"رحلة جبليّة رحلة صعبة" لفدوى طوقان، ‏والمذكّرات كما جاءت في كتاب "رجع الصدى" لمحمّد العروسي المطوي، وأدب الوقائع من خلال وشكل ‏الرسم الذاتي "ذكريات الأدب والحب" لسهيل إدريس و"مجرّد ذكريات" لرفعت السعيد، والشكل الروائي ‏المتمثّل في ثلاثيّة حنّا مينه"بقايا صور"و"المستنقع" و"القطاف".‏

ينهي المؤلف كتابه النقديّ بتقديم تعريف للسيرة الذاتيّة يراه شاملا وكأنّه يقدّمه بديلا عما سبقه من ‏تعريفات"السيرة الذاتيّة حكي استعاديّ نثريّ بأشكال سرديّة متنوّعة يقوم به شخص واقعيّ عن وجوده الخاصّ ‏والعام وذلك عندما يركّز على حياته الفرديّة والجماعيّة وعلى تاريخ شخصيته الجزئيّ أو الكلّيّ".‏

إنّ هذا الكتاب بما تضمّنه من صرامة أكاديميّة ووضوح المنهج، وما قاربه من إشكاليات تطرحها "السيرة ‏الذاتيّة" يمثّل خير زاد للمختصّين في مجالي الأدب والنقد، وفرصة للطلبة والقرّاء عامّة لتمثّل "إنشائيّة" هذا ‏الجنس الأدبي وما يطرحه من قضايا تتعلّق بهويّته وأساليبه الفنّيّة.‏

اخشى اننى متورطة

Post: #39
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Elham abdelkhalig
Date: 05-09-2009, 06:38 PM
Parent: #37

ياسلمي اذيك ..استمتع بقراءتك...

سلمي تجربة نسائية سودانيه ثرة ومتنوعة وحافلة ...يمكن ان اقول وانا شبه متاكدة انكي من جيل .بدا يتلمس طريقه في الحياة باسلوب تشرب الهامه من انفتاح عقل المثقف السوداني علي بوابات مزجت بين الايمان بالمبادئ ايا كانت والتطلع لرؤية ما خلف الحدود والحيطان ...وهذا الما خلف الحدود ليس فقط في التمرد علي المؤسسسات المجتمعية بل حتي السياسية ...التمرد علي التمنيط والتحنيط ...اتمني ان تكوني قد التقطي ما اعني ....

كتابة السيرة الذاتية فخ يفلت منه الحريف وانتي حريفة ...وزي ما قالت اشراقة انت لها...

تدفقي وما تخلي نقطة ..ربما فتحت ابوابا دونما مواربة ...هذه الابواب قد تدخل منها اخريات للكتابة بوضوح ودونما خوف

لكي كل الود

Post: #107
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 11:14 AM
Parent: #39

الهام عبد الخالق
يا امراة بطعم الغناء الجميل الذى يغسل الروح

طلعت من عدة تجارب حياتية
لا اعتبر نفسى فيها ظالمة او مظلومة
لان فيها محاسنها التى اعتز بها ومساوئها التى لم اتعلم منها قط
احاول ان اتعلم من تجاربى لكنى غبية
هل قال احد انى غبية؟
اقول انى غبية ، حيث لم تصلحنى كل تجاربى السابقة لم تجعلنى اتعلم منها
تزوجت لعدد من المرات
فى المرة الاولى كانت التجربة حامضة
لها طعم غرير ولها لزوجة مخاتلة
حيث لم اكن قد وقفت الى معنى ان اكون زوجة وصديقة وحبيبة
لم تعدنى امى لتلك التجربة مثلما احاول ان اجتهد فى ذلك الامر الان مع ابنتى
كانت النساء فى تلك الفترة لا يتحدثون الى بناتهن عن تاجرب الحياة الزوجية
ربما لان امى كانت لم تمر بالتعقيدات التى جعلت امها تصف لها كيف ان الحياة معقدة
ذلك جيل كان يعتمد على مقولات "السترة " واجبة و"القدح " والزوج مثل "الابريق " يرى عورة صاحبه فقط
دخلت تلك التجربة رغم ان اهلى كانوا يرفضونها
وكان ان اعلنت ان "يا انت يا اغرق "
وغرقت فى شبر حزن ما زلت فيه حتى هذه اللحظة
كنت اوعز لنفسى ربما لان تلك الحادثة التى تعرضت لها فى طفولتى لها اثر
وهى حادثة اغتصاب انقذتنى منها جدتى
لكن ملامحها تنسرب الى روحى كل يوم
حاولت الى التداوى عنها بالركون الى طبيب نفسى
لكنى لم افلح
باءت كل محاولاتى بالفشل
كان الزواج بالنسبة لى ليس حلما بل كان حالة
حيث كل زميلاتى فى الدراسة تزوجن وخفت ان امر بمران ال"بورة " الخاسر
لكنى ما كنت محقة
احمد الله كثيراانى خرجت الى هذه الدنيا بزهرة عمرى
ثم كان زواجى الثانى لا يقل سوءا عن سابقه
وكذا الثالث
لكنى لست نادمة على كل حال
فالحياة ما تزال تجرى والانسانية ما تزال اجمل مناخات العالم
ربما انى كنت اخاف وساظل اخاف الرجل
ايا كانت ملامحه فهو بعبع بالنسبة لى
اكون صديقة له ، نعم / زوجة / لا
لن اعود الى تلك الحياة ثانية ، ربما انى وجدت فى كتابتى زوجا يسعدنى
ووجدت فى الناس من حولى علامات تضئ طريقى
خرجت من مجمل تجاربى مع الرجل انه شخص بثنائية خطيرة
اجده فى الزوج "المك نمر " يحمل فى داخله سكينا وفى مظهره احدث موديل
يتحدث بلسان ويعيش حياته بلسان اخر
وجدته لا يحتمل تفوق المراة ليس هذا حكما عاما، بل اعنى من كانوا ضمن زخم حياتى
لهم وجه امام الناس واخر معى
كرهت الفصامية تلك والثنايئة تلك وانكفات على ذاتى فهى ارحم

Post: #40
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-09-2009, 06:54 PM
Parent: #37









باقة لتتفتح لفائفها عندما يخُط بنانَكِ خُبزاً طرياً لطعام القص .





Post: #42
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Amira Elsheikh
Date: 05-09-2009, 07:42 PM
Parent: #40

سلمى يارسولة الانسانية...

اكتبى ياسلمى عشان نحن جينا فى زمن جاااف

لا شفنا تحية زروق ولا استمتعنا بحكاوى سلمى الشيخ..



والفجوة كبيرة ياسلمى ...

احكى واحكى كان يتردم جزء منها

Post: #43
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: خضر عطا المنان
Date: 05-09-2009, 07:49 PM
Parent: #42

أشهد بأنك حقاامرأة من ذلك الزمن الجميل ياسلمى .. وأنا شاهد حق لا رياء .

تحياتي لك بلاحدود وسلامي للأبنة العزيزة ( عزة السودان ) بفتح العين ..

وليست بكسر العين بالطبع !!!.

خضر

Post: #109
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 09:19 PM
Parent: #43

خضر عطا المنان

تحياتى


هنا القاهرة

السبت لم يكن اخضرا او اخدرا، لاى سبب من الاسباب كان رماديا غالبا
وحدى دائما ، موزعة بين مشاهدةالتلفزيون لكسر الرتابة او الكتابة ان مللت المشاهدة ، او القراءة فى افضل الحالات ، المشهد الحياتى كمن هو ثابت ، يتكرر كل يوم تقريبا ،
كنت اعمل فى المستشفى فى المدينة الجامعية (ايوا )
كثيرا ما شهدت نساء يمتن امام عينى ، او من يتالمون بسبب اورام السرطان الخبيث ، رجالا تجدهم يتلوون ونساء عصف الالم بارواحهن ، كم بكيت معهم ، كنت احس براحة بعد كل تلك الدموع ، كمن تطهر او تمت ولادته من جديد
كنت كلما عبرت بالغرف الخاصة بمرضى السرطان ترد الى ذاكرتى هدى شقيقتى عليها كل الرحمة ولها كل المفغرة ، اتذكر كم انها كانت تتلوى من الالم واحيانا تصرخ من فرطه
كانت قد جاءتنى فى القاهرة العام 1994كانت قد تخرجت فى كلية الزراعة جامعة الخرطوم ، لم اكن ادرك فداحة الالم الذى تعانى منه الا لحظة ان عاشت معى لبضعة اسابيع ، كنت اسمع صرخاتها حين اعود الى البيت من مسافة بعيدة ، وكانت مع ذلك متماسكة الى حد كبير
فى البداية كان الالم الذى تعانى منه يدخلنى فى نوبات بكاء عظيمة ، لكنى كنت احاول ان ابدو متماسكة حتى لا اهز تماسكها ، اعينها بالضحك على تخفيف حدة الالم ، لم اكن ادرك فداحة ما تعانى
حتى كان ان سالتنى ذات يوم
ـ سلمى اختى
ـ نعم حبيبة
ـ خلينى امشى اموت بين اهلى وما فى داعى تتعبى نفسك بصندوق وتلتله
ـ داريت دمعة خبيئة
ـ لكن انتى هسى بديتى تتحسنى
ـ ما تغشى على نفسك ولاعلى ، انا خلاص ، انتى ما شايفة الرجال ديل جايين يشيلونى؟
ـ هدى ، انتى ما مؤمنة ؟
ـ عشان كده خلينى اموت مع ناس امى واخوانى وابوى
وكان لها ما ارادت ، حملناها على اكتافنا باتجاه المطار
لم تكن تقوى على المشى حتى لان السرطان كان قد امتلك كل العظام خرج عن مدا ر الثدى الى كل الجسد الواهى
هناك وبعد اقل من اسبوع من مغادرتها لى اسلمت الروح الى بارئها، كانها جاءت تودعنى وتمضى
قالت لهم
ـ لبسونى هدوم العيد الجابتهم لى سلمى اختى تمددت فى السرير بكل هيبتها وزيها الجديد ، بطولها الفارع ووجها البرئ شعرها الذى كان طويلاغدا بضعة شعيرات ، وجهها عاد وسيما قالت امى من بين ادمعها
ـ تلت الشهادة وراحت فى سباتها الابدى
كنت ابكى وحدتى دائما ، وعناءها وثقلها على قلبى ، اعتدت ان اكون محاطة بالاخرين ، هنا ، لا احد ، لاشئ سوى الوحدة ، حتى ابنتى لها عالمها الخاص ، لها صديقاتها اللاتى تحادثهن وتضحك معهن ، كنت غالبا مستبعدة من ذلك الفضاء واجد لها العذر حيث تقول امى(السن بتضاحك نديدها )
صدرالحكم بوحدتى كانى به الهى المقام والمورد ، لكننى اتعايش مع تلك الوحدة
غالبا ما كنت انظرالى ابنتى تلك الصبية او الطفلة التى كانتها ، لعله احساس كل الامهات ، لكنى تعودت تلك الحياة ،تعودت ان اطوى الجرح بين الداخل فينى ، واندب حظى وكثيرا فلقد عبرت الحياة بى الجسر الكبير ، جسر اوقفنى فى مستشفى ادفع فيه عربات الاغذية الى المرضى ، ولكم يحزننى ما وصل اليه حالى ، لكنى اتعزى اننى اعمل ولا اجد بدا من ذلك حيث لا احد يقوم عنك بسدادفواتيرك اوايجارك ، اواحتياجاتك اليومية
هناك لم اكن بحاجة الى دفع سوى القليل
كنت اعمل فى الاذاعة ، واكتب للصحف ، حياة كانى بى خلقت لها وخلقت لى
حين كنت هناك ، كانت هى صغيرة ، كنت الراعى الوحيد لها ، رهنت حياتى لاجلها ، لمدى عشرة اعوام (بنيتنى ) اكملت دراستى ، وبدات حياة جديدة ، واقفة فى متنها على صلب من الكسب ، لا تغشاه الاعاصير ، اوهكذا زعمت
حتى كان ان اختل كل ذلك التوازن، وتم فصلى عن العمل ، سافرت بعد ذلك الى القاهرة ، ومنها فى رحلة زواج (ثان) لكنه لم يدم ، خرجت منه باقل الجراح ، عدت الى القاهرة التى سافرت منها الى اليونان ، ظللت فى القاهرة لعدد من الاعوام ، ثمانية اعوام حسوما ، هى الاجمل فى تاريخى

Post: #108
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 12:26 PM
Parent: #42

اميرة الشيخ
يا اخت روحى
بدات علاقتى بالفنون المسرحية منذ الطفولة فى المدرسة الابتدائية
فى مدرسة ميرغنى حمزة الابتدائية
وذلك تاريخ نبهتنى اليه استاذتى هدية احمد حسين وهى بعد من اول دفعة تخرجت فى معهد
الموسيقى والمسرح
التقينا مرة اخرى وكنت طالبة فى كلية المعلمات وكانت تدرس المسرح حين كان ذاك الصرح قلعة تعليمية خبت اضواؤها الان
لكنى لتوق فى نفسى كنت اعمد الى تلك الزاوية "المسرح" واتشرنق داخلها
ابقى طويلا بين الكتب المسرحية اطالع بنهم كل ما كتب عن المسرح فى تلك المكتبة الخاصة بالكلية
وعملت عدة مسرحيات منها ماكتبته ومنها ما كان مكتوبا
حتى كان ان دخلت المعهد
وتخرجت فيه 1985 لكن تخريجنا الفعلى كان فى العام التالى لعدة اسباب منها انتقال المعهد من قصر الشباب والاطفال الى المقرن
وقبلها من العمارات الى القصر
قبل ان ادخل الى باحة الاذاعة كنت اشتغلت بالصحافة منذ العام 1983 وماتزال علاقتى قائمة بها
لكنى
دخلت العام 1988 الى الاذاعة
كنت مساء احد الايام من شهر يونيو اجلس الى صديقى عبد الواحد كمبال
كنا مطرودين من صحيفة الجريدة
كان رفقتى العديد من الصحافيين الذين تعلمت مهم الكثير
نجيب نورالدين ، سامى سالم ، احمد الطيب عبد المكرم ، عمر محجوب كرار ، عثمان عابدين وهاشم كرار
تعلمت من سامى سالم سالم عليه الرحمة خاصية كتابة المقال الطويل "بنفس واحد"
والسرد من عبد الواحد كمبال ، والمقال القصير من عثمان عابدين والكلمة الموحية من مرتضى الغالى
كنا اذن مطرودين من تلك الصحيفة التى كانت توزع اكثر من مئة الف نسخة
يومها
كان صاحب الصحيفة هو احد ابناء جحا ، وحدثه احد الذين كان لايعجبه سير الجريدة الجاد
ان العاملين فى تلك الصحيفة كلهم
"شيوعيون "
وتم طردنا لاننا سالنا عن تحسين اوضاعنا طرديا ودخل الجريدة الذى تحدثت عن مبيعاتها
قال لى كمبال بالحرف الواحد
ـ بت الشيخ ، شامى لى ريحة انقلاب ، امشى لصالح محمد صالح وخليهو يشغلك فى الاذاعة
وكان ان مشيت
لم اقل لصالح اننى جئت من طرف كمبال كما اتفقنا
لكننى لحسن حظى كانت امامه عدد من الصحف وكنت فى ذاك اليوم قد كتبت فى ثلاثة منها
الايام ، الميدان ، الهدف
قد يلاحظ القارئ اننى ابدو متناقضة بين كل تلك الاصوات الصحفية
حيث لم انتمى الى حزب منذ ان فارقت الحزب الشيوى السودانى العام 1981
لاسباب لم اعرفها حتى اللحظة ولست نادمة بطبيعة الحال
حيث احتفظ لهم بحب وصداقة جارية مجرى الدم
سالنى الاستاذ صالح
ـ انتى منو ؟
ـ اسمى سلمى
لمح صورتى فى احد الصحف ، او ربما كان قد طالع ما كتبت فى الصحف التى امامه
قال
ـ انتى كاتبة فى كل الجرايد دى ؟
ـ قلت له "زى ما شايف "
قال
ـ جيبى واحدة من الورق القدامك دا
ومددت له بالورقة البيضاء امسك بقلمه ، كتب للاستاذ السر محمد عوض
ـ ارجو الاعتماد للاخت سلمى
مهرها بتوقيعه ومد الى بها
حملتها لاستاذ السر محمد عوض
وهو كان جارنا فى الحى "العباسية " رحب بى ودعانى للجلوس فى المكتب
لم افعل سوى حل الكلمات المتقاطعة كل يوم وال"ونسة " رفقة الاستاذة سعاد ابوعاقلة والاستاذة امال عثمان
كان يجئ الى المكتب الراحل النور موسى يحكى مغامراته كل يوم ويمضى الى تسجيل احد برامجه
ولعل اميز برنامج له كان "اغنيات من الشرق "
مللت من القعاد وحل الكلمات المتقاطعة
بدات اكتب مجلة المساء ، ثم كان ان قلت للاخ شاذلى عبد القادر عن رغبتى
فى معاونته مساعد مخرج فى برنامج "صباح الخير ياوطنى "
وبدات اكتب مجلة المساء واعمل مع شاذلى كمساعد مخرج

وهلّ صلاح فى الساعة الثالثة بعد الظهر ، وضع امامي اوراقا متنوعة من التي لم اكن اعرف كيف تدار وقال :
ـ نايلة حتجيك الساعة سته
ـ نايلة العمرابي ؟
ـ في غيرا ؟
ـ عشان؟
ـ عشان حتشتغلو المفكرة ، سلام عليكم
ـ لكين يا
ـ انتي قريتي خياطة؟ مش اتخرجتي في معهد الموسيقي والمسرح ؟وبتعرفي يعني شنو اذاعة ؟
ـ ما حصل اشتغلت المفكرة
ـ خلاص الليلة حيحصل
الساعة كانت تشير الي الثالثة بعد الظهر ، هالني الموقف ، لكن لا مفر ، نزلت باتجاه الاستديو ، كنت لحظتهااتساءل
( برنامج يومي يعني اعداد ، اخراج ، ، قلت في نفسي ، ما بطال ، برضو فكرة)
دخلت الاستديو
ادرت الشريط ، المسجل عليه المفكرة ، ادركت ماذا اريد ، وماذا عليّ ان افعل ، عدت لمكتب التنسيق ، طلبت من عم خفاجة ( روزنامة ) للتاريخ الهجري والميلادي ، ومواقيت الصلاة ، عدت للمكتب ، بدأت اكتب المفكرة ارتب المواد حسبما هو مطلوب ، وفقا للاهمية ، نظرت في ساعة يدي ، كانت نايلة امامي تماما ، نزلنا الاستديو ، خوف يطويني الي جانبه ، رعشة سرت فيّ رفت لها كل اعضائي ، اعانني الفني علي تخطي العقبة الاولي ، سجلت اولي الحلقات ، من برنامج كنت اعده للمرة الاولي ، استيقظت صباح اليوم التالي باكرا ، ادرت مؤشرالراديو بانتظار اول برامجي ، لم أفرح بما قدمت ، لكني ثابرت في لاحق الايام حتي جعلت لها مذاقي الخاص وايقاعي الخاص ، وعاد برنامجا له مستمعيه الذين ينتظرون طلعته .
بدات الان رحلة اخرى فى متون ذلك المكان الذى عشقته اعنى الاذاعة
لم تفاجئنى الاذاعة بزخم ما فلقد كنت كمن يدخل بيته بعد سفر قصير
حيث اقتنيت راديو لاول مرة فى حياتى وكان عمرى سته سنوات
اهدانى اياه خالى محى الدين ، تعرفت الى الاذاعة منذ تلك السن
فلم اتفاجا
بدا صلاح الفاضل فى دفعى باتجاهات اخرى اوكل الى عدة برامج منها رحلة "حنظلة "
وكان يكتبه عثمان جمال الدين
كانت تلك اول مرة اقف الى جوار الفنانة تحية زروق فى مايكرفون واحد
كنت مخرجة البرنامج
لكن الممثلة المفترضة للدور الذى لعبته لم تحضر وكان على اتقاذ الموقف حتى لا يتاخر التسجيل لارتباط الفنانة تحية
بعمل اخر
هو دور صغير لكنه كوميدى
اجترحت له صوتا مغايرا
ولذلك توقف التسجيل
ليس للاداء الردئ لكن لضحك تحية المتواصل من طريقتى فى الاداء
كنت كلما بدات الاداء تنفجر تحية بالضحك ويتوقف التسجيل
نضحك من ضحكها كان الفنى على ابراهيم عليه الرحمة صديقا ودودا لنا جميعا فلم يتنرفز او يتضايق
بل جعل يضحك ويسالنا ان كانت موجة الضحك قد انتهت ؟
كنا ننتظر تحية كل مرة ان تكف عن الضحك يومها
كان يسجل معنا الاساتذة عثمان محمد صالح ، عثمان جمال الدين
للتاريخ كنت اتهيب ان اقف فى ماياكرفون واحد والاستاذة تحية زروق
لانها لم تكن الا قامة شامخة فى خيالى شخصيا
كيف لى ان اقف معها فى مكان واحد؟بكل تاريخها ؟ولم اكن الا حديثة عهد بالاذاعة لم يتعد حضورى فيها اياما؟
وجدتها غير الانسانة التى تصورتها
اقل ماتوصف به انها اشمخ من كل جيل واعمق من كل بحار الدنيا وانقى من سريرة طفل
احببتها ولم اتوقف عن ذلك حتى هذه اللحظة
زاملت العديدات والعديدين من المخرجات والمخرجين الفنيين والفنيات ، المذيعين والمذيعات ممثلين وممثلات
تحاببنا فى العمل ولولا ذلك الحب لما بقينا الى تاريخ هذه اللحظ على تواصل حميم
اول من هنانى على مسلسل اخرجته كان الراحل عم على حسب الدايم والفنى الرائع موسى ابراهيم
كان مسلسلا من عشرين حلقة كتبه الاستاذ الانور محمد صالح وقام ببطولته الفنانون والفنانات
سمية عبد اللطيف ، مريم محمد الطيب ، حاكم سلمان ، عثمان جمال الدين
كتبه الاستاذ الانور محمد صالح
جاءانى عقب اول حلقة اذيعت هاشان باشان رددا معا
ـ ذكرتينا ايام المسلسلات البحضنو ليها الراديو
ولم اخرج مسلسلا بعد ذلك الا حلقات من سلسلة كانت تكتبها فرقة الاصدقاء "شخصيات غريبة"
كنا نضحك كثيرا من الفنان محمد نعيم سعد
حيث كان لا يستطيع ان يقف امام الماكيرفون لارتباطه بحركة الكاميرا او المسرح
من اكثر الشخصيات التى احببتها شخصية "ستنا " فى سلسلة كان يكتبها الشاعر الجميل سعد الدين ابراهيم
ويخرجها الاخ شاذلى عبد القادر
وهى شخصية كانت تؤديها الزميلة فايزة عمسيب ، لكنها لم تحضر لعدة حلقات ، كنا ننتظرها "باعتبارى مساعد المخرج لشاذلى "
وفى اليوم الثالث قال لى شاذلى
ـ بت الشيخ حتشتغلى الدور
ـ ياتو دور ؟
ـ ستنا
ـ لكين دى فايزة عمسيب انت عارف حتختنى فى مقارنة صعبة لانها مدرسة فى التمثيل
ـ وانتى كنتى ترزى ؟ مش زيك وزيها قريتى المعهد ؟
ـ اجرب
كان زوجى فى المسلسل الاستاذ عثمان محمد صالح
ونجحت الى حد ما
اذكر انى فى نفس تلك الايام سافرت الى عزاء ابنى عمى فى عطبرة
وصلنا فى الليل ، فى الصباح والنساء مجتمعات فى راكوبة الطبيخ فى بيت عمنا عبد الرسول عليه الرحمة
اخذتنى عمتى من يدى باتجاه الراكوبة وصاحت
ـ هوى يا نسوان بربر والدامر واتبرا ، تراها دى حاجة ستنا ، سلمى بت الشيخ اخوى
وهربت من ذلك المازق الى الاذاعة حيث كان الزميل كمال عبادى مديرا لمحطة عطبرة
ولعلى كتبت تحت الحاحه "برنامج من نافذة القطار ـ الصباحى "
وسجله زميلى اللدود احمد النيل
اثارت تلك الحلقة اهلى فى عطبرة والدامر وبربر شجونا وظنوا اننى جئت اهلى والعمل بينهم
لكنى خذلتهم بالقطع ولم اعد الى تلك النواحى الى الان للاسف










Post: #44
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد عبداللطيف إدريس
Date: 05-09-2009, 07:52 PM
Parent: #40

تسلمي من كل شر
واصلي

Post: #45
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: الطيب شيقوق
Date: 05-09-2009, 08:08 PM
Parent: #44

ده الزمن الجميل يا سلمى

تبنت حفرتها جابت الكليت والصندل
اوقدت الطلح قلبى الرهيف اتجندل
ونادت صاحبتا ناير جسيما ممندل
طبقو البوخة صنقور راسى وقف اتسندل

وقال ود البطانة

تبنت حفرتها السمحة جات تتدخّن
اوقدت الطلح جاب بوخوعكلت وسخّن
ونادت صاحبتها قعدن يمين ما نخّن
وبعد البوخة عجنن دلكتهن واتلخّن


وواحد تاني اتجنن وشنق وقال :-

تبنت حفرتها زيراً قديم وممتّن
اوقدت الطلح بوخاتو للحيل بتّن
ونادت صاحبتها ملصن دهوبن وختّن
وبعد البوخة جرن للتياب إتغتّن


هيييييييييييع كع

Post: #47
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: الطيب شيقوق
Date: 05-09-2009, 09:04 PM
Parent: #45

دخان ام رشيم عاقباهو خُمَرُو وطيبو
جنب الحفرة جيت راجيها تقضي تسيبو
الخلّى العشوق من بوخها دارو طبيبو
توب القرمصيص في جوفي سوي دبيبو

Post: #48
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد على طه الملك
Date: 05-09-2009, 11:12 PM
Parent: #47

هووووي يا ود شيقوق..
بطل دعاية لفحمكم دا..
قال (اوقدت الطلح )..
لكن بيني وبين عجبتني كلمة( تبنت )..
لإنها الوحيده الفهمتها.

Post: #50
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: معاوية المدير
Date: 05-10-2009, 01:08 AM
Parent: #48

سلمى بت الشيخ, نعلك طيبة...

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت:رحم الله لبيد
كان يقول:
ذهب اللذين يعاش فى أكنافهم وبقيت فى خلف كجلد الأجرب

قال عروة: ونحن نقول, رحم الله عائشة, فكيف لو أدركت زماننا هذا?
وقال حبيب الطائى:
لم أبك فى زمن لم أرض خلته إلا بكيت عليه حين ينصرم...

تسلمى أختى سلمى. والله معذتى ليك ليس لها حدود...

Post: #51
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: د.نجاة محمود
Date: 05-10-2009, 03:44 AM
Parent: #50

سلمى دوني تأريخك وتأريخنا وكسر القمقم
فقد كنت من اوائل حملة الفؤوس

حياة جديرة بالمشاركة لالهام الاجيال الجديدة
ليعرفن كيف وصلن الى ما وصلن اليه
دون مجهود يذكر ثم بددن الفرص,,,

محبتي التي تعرفينها واعجابي الكامل بك..

Post: #52
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: نجوان
Date: 05-10-2009, 05:01 AM
Parent: #51

سلمى دائما.. حضور طيّب ومتسامح..
لها بحر من القصص والسرد الجميل..


(ومن الزمن الجميل يأتي صنّاع الجمال..)

____
حليوة يا بسّامه
رايق نسّامه
ريدها في قلوبنا الله علاّمه..
____
-والشكر للأستاذ عبد القادر سالم-

Post: #54
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: خضر حسين خليل
Date: 05-10-2009, 05:34 AM
Parent: #52

Quote: وهبنى الحماس للحياة ، والمعرفة ، وللاخرين مهما كانوا فهم (زينا عندهم نقاط ضعف ، وما فى زول ما عندو نقطة ضعف لما يكون الواحد عارف بتبقى نقطة الضعف هى المزيد من المعرفة ، كل ما تقدرى اطلعى ، نمى مواهبك مهما كانت صغيرة ، ما تستهونى بالاخرين ، لانهم برضو بستهينو بيك لمن يعرفو نقطة ضعفك ، وما تدى زول فرصة يكتشف نقاط ضعفك ، خليك دايما متماسكة حتى فى لحظات الغضب ، انتى ما زول ساكت ، حتكونى مدرسة والمدرس زي العمدة الناس بترجع ليهو ، هسي لو نقلوك اى حته ، ممكن تفيدى الناس بشنو؟ حتفيديهم بانك عارفة ، انا متأكد حيحترمو معرفتك ، لانهم كده ، الناس كده، بتعاين للاخطاء ما للحاجات الصاح ،ما تدى زول فرصة يكتشف ضعفك ولا جهلك ، حاولى اتعرفى على الناس ، تركيبة البنى آدم دى صعبة جدا ، من التاريخ طلعى اى شخصية تعجبك وادرسيها كويس حتلقى انها من نقاط ضعفها المعروفة للناس سقطت السقوط البنسميهو تاريخى ، وفتشى على حتمك التاريخى وين وكيف واقيفى عندو،ما فى زول كامل ، الكمال دا حاجة نسبية جدا ، حاولى ، ما تقفلى باب المحاولة ، تعرفى عندى صديق اتعلمت منه حاجات كتي%D

Post: #114
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 09:51 PM
Parent: #52

نجوان
هنا القاهرة


لكن الكتابة لاذاعة وادى النيل ( كنت قد تم اعتمادى كما يسمون التعيين المؤقت )كانت نوع آخر من الكتابة ، فى بعض الاحيان كان يهاتفنى استاذى فاروق الجوهرى
ــ تعالى يا سلمى وهاتى معاك كم حلقة من مساء الخير وصباح الخير وادى النيل ، عشان فى واحد بلدياتك جا مصر وعايزين نكرمه
واجئ حاملة معى ما طلبه ، وقبل اذاعته يكون (بلدياتى ) قد صرف مالا وذهب احيانا دون ان يقول شكرا ، وفى اغلبهم فنانون معروفون
كنت ذات يوم فى الاذاعة (وادى النيل ، لاننى بعد ذلك اشتغلت فى اذاعة التجمع الوطنى التى كانت تبث من اسمرا ) رفقة الاستاذ فاروق الجوهرى ، حين سالنى أن اشارك فى مسابقة للدراما (ضمن المتسابقين كان الاستاذ السر قدور ، والفنان ابراهيم خان عليه الرحمة )وغيرهما ، طلب منى اذن ان اكتب مسلسلا (سباعية )وفعلت ، كنت قد نسيت امرها ، فالروتين فى مصرقاتل ، بعد مدة هاتفنى الاستاذ فاروق الجوهرى معلنا فوز النص (وردة لاتموت بفعل الريح) طلب الى ّ ان نسجله دون مقابل لاذاعة وادى النيل ، لم يكن ذلك قرار سهل حيث انى كنت احتاج لكل مليم ، مع ذلك قمنا بتسجيل المسلسل (السباعية) صحبة بعض الشباب الذين كانوا موجودين فى القاهرة فى ذلك الحين (الفنان احمد البكرى )وعدد من الممثلين الهواة الذين جاءوا بغرض السفر الى جهات اخرى وكانوا يعملون فى ورشة دراما لدن احمد البكرى فى منظمة كانت ملء السمع فى القاهرة ، كانت تلك من اميز محطاتى فى مجال الكتابة الدرامية التى ما توقفت حتى مغادرتى القاهرة آخرها مسلسل تم تسجيله فى اذاعة امدرمان لاذاعة وادى النيل، اخراج الاستاذ احمد صالح .

Post: #113
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 09:47 PM
Parent: #51

نجاة محمود
هنا القاهرة


العمل الاذاعى :ـ

للمقداد شيخ الدين فضل كبير علىّ ان اذكره فيما خصّ العمل فى الاذاعة(وادى النيل ) ، ذات صباح بارد من يناير العام (1991) سالنى ان امشى معه (مشوار) للاذاعة حتى ذلك الحين لم اكن اعرف سوى بعض العاملين فى الاذاعة الاساتذة (احمد صالح المخرج،وفاروق الجوهرى) الذى سافرد له حيزا خاصا به ، ذهبنا اذن الى الاذاعة (ماسبيرو ــ التى يقع داخلها مبنى اذاعة وادى النيل) والعديد من محطات تفوق تصوراتى المرتبطة باذاعة واحدة ومبنى واحد له طابق واحد ، وهنا فى ماسبيرو حيث تصل الطوابق الى عشرة ، تحوى ما يزيد على ربع مليون مواطن يجوسون فى داخلها بلا انقطاع ).
دخلنا اذن لنجد ان الاستاذ فاروق فى انتظارنا ، تعرفت اليه من جديد كنت قد التقيته فى اذاعة امدرمان فى وقت مضى ،طلب الىّ ان احضر اوراقى ليتم تقديمها لجهات الاختصاص وقد كان ، لكنى بعد وقت قصير سافرت اليونان ، ولم ابقى فيها سوى بضعة اسابيع ، وعدت الى حيث بدأت العمل فى الاذاعة ، كان يقف خلفى وبقوة استاذى فاروق الجوهرى كنت اكتب برامج للاذاعة (صباح الخير وادى النيل ، مساء الخير وادى النيل)
استمرت علاقتى بالاذاعة لامد طويل ، منذ العام (1991)الى لحظة مغادرتى القاهرة (1999) بت اكتب الدراما الاذاعية فى اول تجربة لى فى الكتابة لذلك النوع ، وبلهجة مصرية صميمة كانت مسار تعجب من بعض الاصدقاء .
لكنى قبل ذلك كنت قد كتبت مسلسلا (ثلاثون حلقة ) وله قصة ، ففى يوم كنت فى الاكاديمية المصرية للفنون ، اعتدت ان اذهب الى هناك رفقة استاذىّ مامون زروق والسنى دفع الله ، حتى اذا اشتغلت مساعد مخرج للاستاذ مامون زروق فى مشروعه الخاص بتخرجه ، فى ذاك اليوم جئت على غير العادة وكنت حزينة ، ربما بسبب الفقر ، (فى بعض الاحيان كنت اذا ما اشتدت الآم الفقر فاننى اتوجه للمقاهى حيث ابيت ليلتى ، لاننى بلا سكن ، وكنت احس فى بعض الاحيان ان وجودى فى بيت السنى يضيف عبئا جديدا عليه ، فكنت ابيت فى المقاهى ، رفقة كتاب او كتابة كنت اقوم بها ، هنا لا احد ينام فى هذه المدينة باكرا ، واعود فى الصباح مشيا او بباص رخيص الى الجيزة حين يكون السنى قد غادر الى الكلية ، استوى نائمة الى لحظة عودته ثم اخرج هائمة على وجهى)
فى ذلك اليوم التقيت صديقا للسنى من دولة الامارات ، الفنان المخرج المسرحى حبيب غلوم ، حين رآنى تهلل وجهه ، لكنه لم يلبث ان سالنى عن علتى
ــ ايه مالك مش زى العادة بتضحكى وبشوشة
قلت له اننى امر بظرف مالى سيئ ، فقال :
ــ انتى درست فنون ؟
ــ بالضبط
ــ عندك فكرة عن الدراما ؟
ــ نعم
ــ اكتبى لى مسلسل وحاشتريه منك
تهللت اساريرى ، وتوجهت الى منزل صديقنا هاشم ودراوى ، قلت له :
ــ محتاجة اكون براى فى البيت
(لم تكن جريدة الاتحادى قد صدرت بعد ، ولا كانت الاذاعة قد اجازتنى بعد ) وافق وخرج الى اصدقائه ، اشترى لى اوراقا واقلاما ، وكان يحل علىّ فى مواقيت الطعام مادا اياى بما يقيم اودى ، بدأت اذن كتابة المسلسل ، استغرق منى بضعة ايام ، سلمته لحبيب غلوم الذى اشتراه منى بمبلغ خمسمئة دولار، كان مبلغا ضخما فى ذلك الحين ، وكذا فعل صديقى حسن محمد دوكة الذى جاء عابرا القاهرة من السودان متجها الى ماليزيا مقتسما معى ما تبقى له من مال ، وبعده جاء اسماعيل يس الذى كنت قد تعرفت اليه فى اليونان قادما من الولايات المتحدة، جاء لاستقبال زوجته القادمة من السودان، وعقب سفرها الى السودان ، قرر ان يعود الى الولايات المتحدة ومنحنى ما تبقى له من مال ، ولم يالو زهاء الطاهر الصديق الذى قدم لى من محل اقامته فى الدوحة الكثير ، دعما ماليا ومعنويا حتى وقفت على اقدام راسخة فى العمل الصحفى من القاهرة كنت ارسل اعمالى (حوارات، قصص، وموضوعات مختلفة لمجلة اسبوعية كنت مراسلها فى القاهرة )

Post: #53
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Elbagir Osman
Date: 05-10-2009, 05:13 AM
Parent: #50

سلمى

أول أمرأة سودانية تبلغ الخمسين

أما كتابة المذكرات

فشهدت كبار الرجال يتزاوغون منها


سأقرأها على مهل

وأنتظر ذكرك لأشخاص جميلين

ذكرت منهم حتى الآن نفيسة

وعمر مودي

وأنتظر أسماء أخرى



بالمناسبة

كنت أفكر في كتابة مذكرات جماعية

-مع جيلنا طبعا مش مع الشفع زيكم -


مع خالص الود

والإفتخار بك


الباقر

Post: #55
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: BitAlhana
Date: 05-10-2009, 05:49 AM
Parent: #53

شبكتينا يا سلمى معانا في شباك شبك شبكة شبايكه معانا لبس التوب شبك في شبايكا وشباكانا والداير الشبك يشبك شبكته معانا


انا كنت قاعده في خيمتي و بي مزاااااااااااج .... أكان أسمع ليك الهرجي!!!

لفحت توبي و جري عليكم .... لقيت الناس مشبوكه


سلمى أقول ليك شنو ؟؟؟

الله يديك العافيه

سلمى فطيتي باقي القصه عن حبوبه ... أرجعي

Post: #56
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: ALZOLZATOO
Date: 05-10-2009, 06:46 AM
Parent: #55

يا استاذة سلمي

انتي لو مازولة متواضعة كنتي كتبتي امراة جميلة من الزمن لانو الزمن ياهو الزمن بس الناس هي البتخليهو جميل او قبيح .

بعدين ياحبذا لو بديتي لينا سيرتك العطرة من قدومك لهذه الدنيا الفانية شايفك اكلتي حقوقنا في كم سنة كده

بعدين يعجبني فيك حرصك الشديد من العم قوقل والشاهد على ذلك ال( .....)اجة لانو لو واحد عمل سيرش لي الكلمة بين القوسين ماعايزة الزمن الجميل يكون من ضمن نتائج البحث .

تحياتي الاكيدة وزي ماقال زاتوو في تعديل بسيط للاغنية لو جارت عليك ايام ولا ماجارت تعالي لي عيونا بتشيلك

زاتوووو

Post: #59
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عصام دهب
Date: 05-10-2009, 08:51 AM
Parent: #56

تأسرني يا أستاذة / سلمى كتاباتك خاصة تلك التي مسرحها مدينتنا ( الأبيض ) في زمانها الجميل ..

فأكتبي يا سلمى عن الزمن الجميل ..

و عن أمراة جميلة حقاً ..

ـ
تسلمي و من معك

Post: #60
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: الشيخ صالح محمد
Date: 05-10-2009, 09:05 AM
Parent: #59

يديكي العافية ياسلمى
تسلمي..

Post: #65
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: فتحي الصديق
Date: 05-10-2009, 09:26 AM
Parent: #60

بالله خلوها تكمل هذه الكتابة الرائعة يا شباب..

Post: #124
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-24-2009, 01:56 AM
Parent: #65

العزيز فتحى الصديق
اسفة ان تاخرت عليك
لكنى كنت مريضة اظنها انفلونزا القرود
وهذه على مسؤوليتى
لاننى اتقافز بدون هدف
الله يهون
نرجع لموضوعنا
القاهرة 12
الى جانب الكتابة لاذاعة وادى النيل ، الى جانب العمل الطوعى فى بعض المنظمات لكن كل ذلك لم يكن يمنعنى من العمل فى اذاعة التجمع الوطنى الديمقراطى لايمانى فى ذلك الحين ان الحياة لابد ان تتغير والركود لابد ان ينبعث بركانا ، لكنى آمنت الان ان الحياة لا يصنعها مايكرفون او صحيفة او قوة مناهضة فقط بل انها تحتاج لكل الايدى والتنظير الذى لابد ان يسبق اى عمل فنى او سياسى ، فهو قيمة ان لم يمتلكها الناس كمعرفة لا جدوى منها ، ونحن بلد الامية فيه تجاوزت الرقم القياسى للاسف ، فلا تجدى سوى المعرفة وذلك يتطلب وقتا ، ولاباس فنحن لسنا فى عجلة من امرنا ، لتكن خطواتنا محسوبة وراسخة ، دائما اتمثل الجنرال اورتيجا لانه ثابر فى ثورته حتى اوجدها كواقع من خلال الانتخابات ، فلتكن ثورتنا متانية وواثقة معلمة ومتعلمة فنحن لم نتعلم بعد من اخطائنا السابقة مانزال نتفاعل مع مقولات (عفى الله عما سلف) ولا نحاسب احدا على مجمل اخطائه وكانها مجرد افعال لم تجر خلفها جيوش من التخلف والحرمان ، جيوش من الاخطاء لم تترك اخضرا ولا يابس ، واخطاء لم نتعلم منها قط ، سوى التمطى كقطط مهجورة نسيت معنى الظل والضوء فى حياتها واعتادت الظلام
القاهرة معنى للحضارة اتمنى ان نلحق بها ، ليس لانى فقط اكتسبت فيها حضارة جديدة ومعنى جديد للمقاومة ، بل لانها مدينة تحفزك ان تصير ندا لنفسك بل احيانا تتصارع مع ذاتك كيما تبلغ قمة ما ، قمة بلغها اهلها ، فى الفنون على وجه الدقة ، والمعرفة فى تعبير ادق
كنت اطالع فى الاسبوع ما لايقل عن العشرة كتب دفعة واحدة ، رغم كل ما ذكرت من تعب لكننى اطالع ، فهناك حافز ، اول الحوافز كان عم مدبولى ، رجل بلغ القمة صاعدا ، بل انه احد اهم الناشرين العرب فى السنوات الاخيرة كنت اقف الى مكتبة مدبولى فى ميدان التحرير تلهبنى الكتب بعناوين لا اعرف كيف اتعاطاها ؟ لكنه حين بت وجها مالوفا بات ينادينى الدكتورة وحين اشترى منه كتابا يمنحنى كتابين مجانا مهما كان سعر الكتاب ، بل ان الشباب الذين كانوا يبيعون فى المكتبة باتوا من اصدقائى ما ازال الى يومنا هذا اتواصل معهم ( اشرف وحمدى ) كانا حين ترد كتب جديدة يهاتفانى ( اسمعى انزلى دلوقت حالا فى كتب جديدة ) وانزل ، حاملة حقيبة فارغة ، حقيبة يمكنها ان تسع عشرات الكتب ويتحايلا على الواقع بغية انهما ساعدانى فى ايجاد بعض الكتب من المخزن ، كنت اتوله شغفا ، احمل ما اردت من الكتب ، ولنموّه على عم مدبولى اذا كان موجودا ، كنت اشترى كتابا او كتابين ، لكنى فى بعض الاحيان كنت مدعوة من هؤلاء الشباب لبعض الاغراض الاخرى كان اعيرهم بعض كتب ماركيز حتى يعيدوا طباعة احدها ، باتوا مراجعى وبت مرجعهم ، بتنا اسرة تحب افرادها دون ان يكون ثمة رابط سوى الحب الذى ثبت دعائمه عم مدبولى ، فكم من صاحب دار يفعل هذا فى بلادنا ؟ وفى البال ان الكتب غدت اغلى من ثمن الخبز حتى الحاف ، الكتاب بات فى السودان مشكلة من طباعته الى تجارته ، والويل لك ان شئت طباعة او نشرا ، لكننى فى مصر قمت بطباعة كتابين والثالث طبعه على نفقته صديقى العزيز هاشم ودراوى ،لم اره حتى تاريخ هذه اللحظة ، لكنه موجود فى مكان ما ساعثر عليه ذات يوم من الايام ، ومن عثر عليه فليكلمنى اسم الكتاب ( حديث القلب )
هى القاهرة التى لا تعرف الكلل من كل شئ ، ندوة مفتوحة على مدى العام ، منذ الفجر حتى المغيب ، شهدت عشرات المدن فى العالم لكنى لم اعثر على مدينة تضاهى حيوية القاهرة

Post: #66
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: وصال عالم
Date: 05-10-2009, 09:32 AM
Parent: #60



أختلس وأختزن بعض كلمات ِ وأهديها لكِ :

والله ما طلعت شمس ولا غربت
إلا وذكرك مقرون بأنفاسي ..

ولا شربت لذيذ الماء من ظمأ
إلا وجدت خيالا منك في الكاس ..

ولا جلست إلى قوم أحدثهم
إلا وكنت حديثي بين جلاسي !!

تسلمي أستاذة سلمي وروائع الحكي والتسلسل الشيق ،، وربنا يحقظك يارب !



محبتي ....
وصال عالم

Post: #126
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-24-2009, 04:53 PM
Parent: #66

وصال عالم
نواصل ماانقطع من حديث
هنا القاهرة 13


المقهى القاهرى:ــ
للحياة فى المقاهى نكهة خاصة واقول الحياة حيث لا تكاد تخلو زاوية من مقهى ، فى اول ايام حضورى القاهرة ، كنت استغرب المقهى حيث لم نتربى على تلك القيمة ، لكنها فى القاهرة حدث لا بد من ان تعيشه ، دخلت المقهى لاول مرة فى القاهرة ( المقهى فى اثينا مختلف عن القاهرة ، رغم الحميمية التى تشوب داخله ، فانت حين تدخل المقهى فى اليونان ــ كريت خاصة ــ يدعونك لتاكل وتشرب كل ما تشتهى دون ان تدفع دراخمة واحدة ان كنت غريبا، وفى اول مرة دخلت مقهى فى جزيرة كريت كنت فى حضرة شيخ جليل هو والد صديقتى ماريا مانا تاكى التى تزوجت من شاب سودانى وعاشا فى جزيرة كريت ، دخلنا اذن المقهى وحين شهدنا اهل المدينة ندخل ، اقسموا ان لن ندفع دراخمة واحدة ، نفس الامر تكرر قبل ذلك فى بغداد ، حيث لحظة دخولى الى ذلك المقهى ، اقسم الحاضرون ان لن ندفع درهما، فى السودان كنا نمشى احيانا الى مقهى زهرة افريقيا فى الابيض ، لكن ذلك ليس امرا راتبا كما فى القاهرة او اثينا او امريكا، وهنا المقهى عربى فى كل المدن التى زرتها وتحديدا مصرى امشى اليه بغرض ان اشتم عبق الشيشة التى لا احب تدخينها بقدرما رائحة التبغ ) اذن بت احد الذين يرتادون المقاهى بغرض الكتابة احيانا ، غالبا حين اكون فى مؤتمر ما واكون فى حالة من الضيق الذى يسببه الوقت فاننى انزل الى مقهى البستان ، حيث عم احمد (بسنته الوحيدة) وابتسامته الرائعة مع ذلك ،يستقبلنى كواحدة من اهم زبائنه ، احيانا لا يكون لدى ثمن فنجان القهوة ، فيلبى طلبى ، وامضى لحال سبيلى على امل اللقاء به فى اقرب فرصة لارد له بعض جمائله
حين تدخل القهوة (البستان )فانت فى حال من الوهج ، خاصة ان كان حاضرا الاستاذ محمد مستجاب والشاعر محمد الحسينى ، فهذا يعنى انك بعد قليل بخاصة ان كان اليوم ثلاثاء فانت ستذهب الى الاتيليه ، وستكون ليلتك اجمل ليلة ، ستستمع الى سخريات مستجاب وضحكاته التى تخرج صافية نضحك لها جميعنا فهى سخرية حاضرة كمن نقول هنا عن الرباطاب وبديهتهم الحاضرة ذاك هو مستجاب ، او تجدنا انتقلنا الى بيته فى العمرانية ،صحبة محمد الباجس الزراعى الذى ضل طريقه الى المسرح ، لتستضيفنا سوسن ابنته الاثيرة لديه ، يستمع مستجاب الى قصصنا وحكاياتنا ويحكى لنا بدوره عن ديروط الشريف مكانه الاثير فى هذا العالم ، وكيف انه جاء تاليا لعدد من البنات (كمال وجمال ) وهو الابن الذى كانت تنتظره الاسرة الصعيدية والذى ترك المدرسة فى عام من منتصف الثلاثينات بسبب الحمى الملاريا التى دهمت الصعيد فى ذلك العام ليكمل تعليمه فى الستينات فى مدارس ليلية فى القاهرة عقب نهاية خدمته فى السد العالى تلك التى تعرف فيها الى رفيقه الابدى صنع الله ابراهيم لتنشأ بينهما تلك الصداقة التى لم تنفصم عراها حتى رحيله فى شهر يونيو من العام 2005 تدرج فى تلك المدرسة حتى غدا احد اعلام اللغة فى مصر حيث عمل فى المجمع اللغوى حتى بلغ سن المعاش .

Post: #68
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: الفاتح شلبي
Date: 05-10-2009, 09:34 AM
Parent: #59

الأستاذة سلمى

تسجيل حضور وحجز مقعد ولو ما لقيت مقعد غير فى الصف الوراني فأرفعي صوتك عشان نسمعك


Quote: رحم الله استاذى مصطفى ابو شرف وله الانحناء والتجلة


أيضاً لم أسمع بوفاة أستاذ الاجيال مصطفى ابو شرف, رحمه الله

Post: #127
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-24-2009, 05:03 PM
Parent: #68

الفاتح شلبى
صوتى عالى مش؟
كان العام 1979
ثمة مظاهرة سيرها الاتحاد النسائى
كنت ضمن المتظاهرات
المظاهرة كانت ضد ارتفاع سعر السكر
خرجنا ذلك الصباح باتجاه بلدية امدرمان حيث مكتب السيد المحافظ
حينها كان السيد مهدى ممصطفى الهادى هو محافظ الخرطوم
ثمة عريضة لابد ان تقراها احد النسوة
قراتها قبلى الاخت العزيزة هند بابكر النور
لكن الصوت ما كان عاليا كفاية
طلبت منى الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم ان اقراها مرة اخرى
اول مافعلته ان صعدت الى ظهر "عربية" السيد المحافظ
وقرات العريضة كاملة
بعد انتهائى من قراءتها جاءنى زميل من الحزب الشيوعى وصديق فى المقام الاول
قال لى
ـ مكرفون السرور انا كنت فى الطابق السادس وسامعك بوضوح
بعدها لم اخرج فى تظاهرات الا فى العام 1985

Post: #119
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-18-2009, 00:04 AM
Parent: #59

عصام دهب
اعدك ان اكتب عن تلك البقعة الساحرة
لكن
هنا القاهرة

تلك هى مصرالتى منحتنى حب (عم احمد ) جرسون القهوة الذى كل ما حللت بها وكان مزاجى معتكرا مضى الى امتصاص حزنى او ما يعكر مزاجى ، حين احل على قهوة البستان يجئ الىّ:
ــ تشرب ايه ياحلو ياجميل ؟
واكون فى تلك اللحظة خالية الوفاض ، لا املك مليما ، لكنه يلح على ّ فى قبول قهوة وساندوتش يحضره بنفسه ،يوم ان قلت له اننى ساغادر مصر رايت دموعا تتساقط ووجدا وشجنا ، كتبته اليه فى رسالة قالوا انه يحملها اينما حل
مصر ، يا لذلك المكان الذى فتح شهيتى للحياة والكتابة والقراءة التى ساعدنى فيها عم محمد مدبولى وابناءه اشرف وحمدى ، كانوا كلما جئت الى المكتبة اخذونى الى المخزن وامرونى ان احشو حقيبتى الضخمة بما اشتهى وبآخر الاصدارات ، بل انهم فى بعض الاحيان يتصلون محذرين ان اسرع قبل ان تنفد بعض الكتب التى باتوا يعرفون مزاجى عنها ، ومع ذلك كان عم مدبولى لا يتوانى عن اهدائى كتابا او كتابين كلما اشتريت كتابا ، لم تنقطع صلتى بهم حتى الان
فى القاهرة المدينة التى لا تنتهى مهرجاناتها ولا منتدياتها ولا مؤتمراتها كان لى شرف ان التقى بقامات مسرحية عربية وافريقية ومصرية ، فالصورة من قريب الان ، كنت فى كل مناسبة احرص على الحضور والمشاركة والحوار ، كانت حوارات رصينة مع مفكرين بقامة محمود امين العالم ، وفالح عبد الجبار من العراق (يعيش فى انجلترا )وزوجته الكاتبة المسرحية فاطمة المحسن، وعصام الخفاجى من ا لعراق ويعيش فى هولندا، صحبته دائما يسن النصير العراقى الهولندى ، برهان غليون من سوريا ، محمود درويش ،وغيرهم العديد ،من المغرب محمد برادة ،فى اول مرة التقيه كان طريقى اليه عبر صنع الله الذى كان فى ذلك الحين يحضر لروايته (ذات ) فاعتذر عن اللقاء الصحفى لكنه دلنى على محمد برادة الذى كان ينزل فى فندق سميراميس كلمته من الاستقبال فرد علىّ متسائلا :
ــ انتى سودانية
ــ قلت نعم
قال تعالى فى الغرفة وتحاورنا طويلا فى الشان الثقافى العربى والمغربى ، فى ذلك اليوم بعد ان اكملنا حوارنا ، اهدانى علبة شاى مادا بها الى قائللا :
ــ فى المغرب اذا زارك احد اول مرة فلابد من هدية له مهما كانت
وبات كلما جاء الى القاهرة يحمل لى معه هدية ، لكن اجمل هداياه كانت تعريفى بالكاتب محمد شكرى :
ــ تعرفى انك مجنونة وعندى صديق بنفع معاك مجنون هو ايضا
قلت دون تردد :
ــ محمد شكرى ؟
ــ قال :هو نفسه
وصار محمد شكرى يهاتفنى من مكان اقامته فى طنجة
ذات مرة وكنا فى احد مؤتمرات القاهرة ، ازعم انه مؤتمر الرواية العربية ، كنا وقوفا ـ شخصى ودكتور محمد برادة ، الدكتور فالح عبد الجبارمن العراق ، ودكتور عبد السلام بن عبد العال من المغرب ، وتصادف ان كان معظم الوقوف فى تلك اللحظة عراقيين ومغاربة، كنت بطبيعة الحال من السودان ، مر ّ فى تلك اللحظة الدكتور برهان غليون الذى ضحك قائلا :
ــ نفسى افهم ما هو سر العلاقة بين السودانيين والمغاربة والعراقيين ؟
فلم اجد اجابة باحسن من قولى :
ــ ما يربطنا هو الشيخ عبد القادر الجيلانى
ودار حديث طويل عن دخول الاسلام السودان عبرالطرق الصوفية ، نفس الحوار دار بينى وبين المسرحى المغربى عبد الحق الزروالى فى مرة من مرات زياراته للقاهرة حيث يقدم عروضه المتفردة (مونودراما )
القاهرة تعلمك ان تحترم الاخر الذى يختلف عنك ايا كان نوع الاختلاف فلكم راينا معارك ادبية تنشأ بين اهل الشعر الحديث والشعر العامى ، لكنها معارك فيها ادب الحوار الذى لا تدرسك اياه اعظم اكاديميات الدنيا ، لكنك تكتسب معرفته فى الاتيليه حيث الفنان والكاتب والصحفى يشاركون فى تلك الامسيات كل يوم ثلاثاء ،كنت اذا ما تغيبت لاى سبب يتصلون بالتلفون ويسالون ماذا حدث لى ؟ لذلك كنت احرص ان اكون بينهم فهم اسرتى التى لا تكف عن حبى .

Post: #121
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-18-2009, 01:05 PM
Parent: #119

الشيخ صالح

هنا القاهرة


فاروق الجوهرى

هو استاذ من اساتذتى الذين علمونى كيف اكون اذاعية متكاملة فهو من علمنى ان اكتب بصبر للاذاعة كل انواع الكتاية ، من البرنامج الى السلسلة الى السباعية الى المسلسل ، البرامج كمثال ، كانت تختص بصباح الخير وادى النيل ، مساء الخير وادى النيل بدأت العمل معه قبل ان يتقلد منصبه كمدير لاذاعة وادى النيل ، كان فنانا ولعمرى سيظل ذلك الفنان الذى القى الىّ بعصى الاحترام للعمل ، شخص يحب عمله لدرجة العشق ، فى اى وقت تجده ، فى كل لحظة لا يتوانى عن فعل الخير للجميع (كنت اسميه مجنون السودان ) فهو مهووس بحب هذا البلد ، يحفظ تاريخه واغنياته ويعرف فنانيه واحدا واحد ا
فى مرة كنا بصدد التسجيل للفنانين ابو عركى البخيت وزيدان ابراهيم فى واحدة من زيارتهما للقاهرة ، لم اكن اعرف ان الاستاذ فاروق الجوهرى يعرف كل تلك الخبايا فاذا به يحدثنا عن اغنية (جبل مرة) والمناسبة التى كتبت فيها ومن غناها اولا ، ثم كانت المفاجاة الاخرى اغنية فى (الليلة ديك) والجدل حولها بين زيدان والفنان الراحل عبد العظيم حركة ولحسن حظنا تم تسجيل هاتين الاغنيتين فى تلك الامسية لبرنامج يتم بثه فى احد الاعياد من العام 1996
ازعم ان البعض يرى اننى متعصبة فى حبى ومغالية فى حبى لمصر واهل مصر لكنهم من تعلمت منهم ان الفن ليس مجرد موهبة بل هو فى احد درجاته جد وشقاء وعمل لا يتنهى يتواصل فى مسيرك كما الماء والهواء ، حين ادخل احد الاستديوهات فى ماسبيرو كنت اتمنى ان تغدو استديوهاتنا بتلك الصرامة والجدية والاعتداد ، ففى الاستديو انت شخص مسؤول عن كل ما تقول ، فى ذات مرة تمت استضافتى ضمن برنامج فى المحطة الثقافية كان الكلام عن الثقافة السودانية، احسست كم انى خائفة ليس لانى لا اعرف عنها ، بل لاننى سانقل صورة لمجتمع عشته والان جاء دورى لاروى عنه ، لطالما كانت تلك لحظة مرعبة لكنى تجاوزتها بما امتلكت من معارف جعلتنى بعد ذلك اعيد قراءة التاريخ من جديد ، بل والجغرافيا لحظة ان بدات المشاحنات الحدودية حول حلايب وشلاتين ( كانت امامى فى التلفزيون مذيعة مصرية لعلها سامية الاتربى وبرنامجها ــ حكاوى القهاوى ــ كانت تسال الضيف عن سوط العنج ، ومن جانبه حيث اختلط عليه الزمان والمكان كان يقول (بنجيب الجلد من عندنا من الجنوب ، هو جلد فرس النهر ، القرنتيه ) لكنها لم تفهم ، فتملص الضيف من شقاء اللحظة واجابها متماهيا مع اللحظة الكائنة ــ اقصد بنجيبو من جنوب السودان ) فى تلك اللحظة احسست ان المنطقة ثقافيا سودانية ، وليس غير ذلك ، لكن الاخوة فى مصر مكابرين ، يزعمون انها لهم ، فلتكن لكن اين سيدرجون ثقافة مواطنى تلك المناطق ؟
نفس الامر ينطبق على اهل النوبة ، فمجمل ثقافتهم اليومية منبعها السودان ، الغناء ، طريقة الاكل، الشرب ،الحديث ، بل انهم يصفون الناس البيّض بقولهم (الحلب )وهو ما نستخدمه لتوصيف اولئك البشر دون الغبن اللونى بقدرما للتوصيف
فاروق الجوهرى لشدة ما بات يتحدث السودانية اعنى اللغة العامية كان ينادى بعض اصدقائه من المصريين بقوله ( الحلبى )
وحين نزل للمعاش لم يكن لديه من مانع فى العمل فى احد جامعات السودان ، كان يهاتفنى من مصر وحين جاء الى السودان وكنت حينها فى الولايات المتحدة كان لا يتهيب نفقات الاتصال الباهظة ، عن حب حقيقى ليس باتجاهى وحسب بل باتجاه كل ما هو سودانى ، وحين قلت له اننى ساعود الى الولايات المتحدة ، بدا لى اشد حزنا لانه كان يحلم ان ابقى (قليلا)

Post: #122
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-18-2009, 01:25 PM
Parent: #121

فتحى صديق
هنا القاهرة 10ـ

الاذاعة السودانية من اسمرا
حين بدانا ذلك المشروع القومى كنت فى عامى الثانى فى القاهرة وكان من حسن حظى ان اعمل رفقة الاستاذ الذى رحل العام 2005 الاستاذ الفنان عبد الرحمن عبدالله ، كنا نلتقى فى بيت السيد الهادى بشرى الذى بعد فترة وجيزة اعلن عن تنصله عن كل ما بدا وغادر الى الخرطوم ، لكن العمل تواصل مع الاستاذ عبد الرحمن عبدالله (اب نضارات ) كان الاستديو عبارة عن غرفة حاولنا تهيئتها بقدر المستطاع كيما تحمل سمة الاستديو ، مسجل كبير ومايك خارجى ، عادى ان شئنا الدقة ، كنا نشترى الاشرطة الاجود ، لان الاشرطة تسافر الى اسمرا حيث البث من هناك ، استمر العمل فى تلك الاذاعة لامد قصير ، اعنى بتلك الطريقة البدائية ، ثم كان ان اشترت المعارضة اجهزة تسجيل ركنت الى بعض المختصين امر تشغيلها ( خطاب حسن احمد ، يحيى فضل الله ، احمد البكرى ، بدر الدين حسن على ، الراحل محمد رضا حسين ، والراحلة حورية حاكم ، والمخرج السينمائى ابراهيم شداد ، وشخصى ) بدانا بتسجيل البرامج التى كان يتوفر على تسجيلها الفنان خطاب حسن احمد ، ثم بعد فترة كان ان سافر فى مهمة الى اسمرا ، وبدا التسجيل استاذنا الكبير محمود يس ، المخرج الاذاعى المعروف الذى يعيش فى القاهرة ، وشهدت تلك المرحلة حضور الفنان الفرجونى الى استديوهات الاذاعة قبل ان يغادر الى الولايات المتحدة ، وكذا الاستاذة ثريا فرح التى غادرت بعد فترة الى استراليا ، لكن العمل استمر فى الاستديو حيث يتم تسجيل المواد وارسالها الى اسمرا للبث ، غالبا لم نكن نستمع الى الاذاعة فى القاهرة ربما بفعل ضعف الارسال ، ولم نكن نعلم كيف يصل الارسال الى مستهدفيه الاساسيين فى السودان ، حيث لم تجر اى استفتاءات من قبل اهل الاذاعة فى اسمرا ولم يكتب عنها احد ليمدنا بالصورة السمعية والصورة الاخراجية التى كانت تتم ، لا سلبا ولا ايجابا حتى هذا اليوم
بعد رحيل الكثير من اهل العمل الاذاعى سواء بالموت او السفر فى المهجر البعيد ، كانت الاعباء تقع على بعض العاملين ، لكننا كنا نحبه ولا نالوا جهدا فى الايفاء به مهما كلفنا
على صعيد خاص كنت اعمل فى صحيفة الاتحادى الدولية فى القاهرة التى شابها ما شاب الاذاعة فلقد تم ايقافها هى الاخرى دون ان تتم دراسة لها، او لايقافها...رغم حزنى على توقفها لكن لم يكتب احد عن ادائها

Post: #117
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-17-2009, 11:45 AM
Parent: #56

Quote: بعدين يعجبني فيك حرصك الشديد من العم قوقل والشاهد على ذلك ال( .....)اجة لانو لو واحد عمل سيرش لي الكلمة بين القوسين ماعايزة الزمن الجميل يكون من ضمن نتائج البحث .

يازاتو
الله يكتلنى مافهمتك
تسلم

وبمناسبة الميلاد كنت قبل سنتين عملت عيد ميلادى الخمسين فى المنبر دا
تلاقيهو قاعد فى المكتبة حقت بت الشيخ
عشان مااكرر نفسى مش؟
تسلم

Post: #118
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-17-2009, 12:00 PM
Parent: #55

يابت الهنا
مافطيت كيف؟
مش الزول مرات بحصل انه "يفط سطر "
اعتبريه سطر مفطوط
ولا يهمك نكملو فى الكتاب

يسلم عمرك

Post: #115
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 10:02 PM
Parent: #53

الباقر موسى الصلحى


القاهرة مدينة تجعلك تتماهى معها فلا تحس غربة وانت فى متنها، فى بداية حياتى فيها كنت اخرج كثيرا فى النهارات بحثا عن (قارة مفقودة ) تعلمت فيها ان اكتب ما يعن لى ، واناقشه ، بعد تعرفى الى الاستاذ محمد مستجاب الروائى والقاص المصرى ، تحولت الكتابة لدىّ الى شكل جديد ، تخليت عن الغموض فى متن نصوصى ، كنت امضى اليه ، وكان احيانا يدعونى لاقابل بعض اصدقائه من الكتاب ، عرفنى الى الدكتور محمد الباجس الكاتب المسرحى ، و والروائى صنع الله ابراهيم ، وصنع الله بدوره عرفنى الى محمد برادة ومحمد برادة القى الى حياتى بظل رائع للكاتب محمد شكرى الذى كان يهاتفنى من طنجة حتى خروجى من القاهرة ، تعرفت الى عديد مفكرين فى مصر، من مصر وخارجها كتاب عرب وافارقة ، من المغرب العربى الى اقصى المشرق ، سودانيون اتعرف اليهم لاول مرة ، لكن محمد مستجاب كان حالة خاصة ، قلت انه كان يدعونى الى بيته، اقرأ عليه ما كتبت ، فيمضى مستمعا ، يقول ( قولى تانى يا سلمى ) واعيد عليه ما قرات ، فيقول :
ــ شيلى ، من هنا ، ايوه بس كده حلو خالص ، يلا قولى تانى
بل انه فى بعض الايام يطلب ان اجئ ( بسرعة عندى فلوس تعالى خدى نصيبك قبل ما تخلص )
علمنى كيف يكون الاستاذ امام تلميذه والعكس ، افخر اننى تتلمذت على يديه فى امر الكتابة فلقد منحنى درجات من الشفافية اعتد بها فى تناولى لامر الكتابة ، وهو ابن ديروط الشريف، الصعيدى الانسان ، يغزوك بسحر بيانه وعظيم معرفته،وهو العامل الذى كان يعمل فى السد العالى ليتحول الى احد قامات الكتابة الروائية والقصصية والصحفية فى العالم العربى
وكان رؤوف مسعد خير دليل لى ايضا ،عرفنى الى الصبر على العمل الادبى كان يعودنى كلما حلّ فى القاهرة، نتسكع ونقرا ما كتبت ، يستمع الى ما اقول ويعترض على بعض تراكيب فى الجمل ، يصحح ما يراه مفيدا للنص ، كنت استمتع بتلك الرفقة ،خاصة ايام معرض الكتاب الدولى ، تعلمت منه كيف ان الوطن ليس حيث تمت ولادتك ، لكنه المكان الذى ياويك ، وقد اوتنى القاهرة فباتت وطن لى ، فى اول يوم التقيته لم اكن اعرفه الا من خلال روايته ذائعة الصيت ( بيضة النعام )وكنت قد قرأتها بنهم ، ربما لان كاتبها كان قد تمت ولادته فى السودان ويحمل مقدارا كبيرا من الحب لذلك البلد
كان صباح بارد من صباحات ايام معرض الكتاب للعام 1994 ، كنت فى ذلك الحين قد صنعت علاقات متعددة مع الكتاب والمثقفين المصريين ،حتى انتفى شرط اننى سودانية لدى العديد منهم كانوا يرون اننى مصرية اكثر من بعض المصريين ، كنا اذن نتدفأ فى ذلك الصباح باكواب القهوة والشاى فى المقهى الثقافى ، صاح احد الحضور مبتهجا :
ــ فينك انت يا رؤوف ، امتى جيت ؟
سالت من كان معى ( حمدى عابدين صديقى اللدود كما كنا نتنادى، ينادينى صديقتى اللدودة وكذا افعل ) :
ــ دا الكاتب رؤوف مسعد ؟
لم انتظره ان يكمل الاجابة ، مضيت اليه ، عانقته كاننى اعرفه منذ الازل ، جلست الى جواره غير مصدقة ، دون ان استاذنه فى الجلوس ، اندلقت احدثه عن اعجابى ببيضة النعام مشيرة الى بعض الاخطاء المكانية ولكنه لم يدعنى استرسل :
ــ كنت بكتب من الذاكرة، ذاكرة طفل ثم صبى
فى حوار اجريته معه طلبت اليه ان يعرف لى ماهو الوطن ؟وجدته يقول لى :
ــ الوطن المكان البديلك تاكل من غير ماتتسول لقمتك ، وهو المكان البتحس فيهو بامان ودفء ، بس يا ستى هو دا الوطن ،
منذ تلك اللحظة بتنا اكثر الاصدقاء حميمية وكلما عاد الى القاهرة من هولندا بالكاد نفترق ، صحبتنا غالبا الكاتب صنع الله ابراهيم
و استاذى محمد مستجاب ،و الاستاذ محمد عودة ، والمهندس عم على والراحل الاستاذ كمال القلش، وغيرهم،كنا نجتمع كل مرة فى بيت من بيوت احدنا فى ندوات ننظمها لنقرا احدث ما كتبنا واخر المستجدات السياسية ، فى بعض الاحيان كنا نقضى الليالى فى (الحسين) لكن هذه الليالى كانت صحبتى فيها مع جيل آخر ايضا كتاب وشعراء واساتذة فى الجامعات ــ دكتور محمد ابو دومة ، ودكتور مدحت الجيار ، ودكتور مدحت طه ، والشاعر محمد الحسينى، وعم سامح الديكورست ، نجئ الى الحسين ليلا ونغادره فى بكور الصباح ، خاصة فى ليالى رمضان ، ومرات اخرى تكون الرفقة مع الصحفية نادية المسلمانى وزوجها محمد العيدروسى عليه الرحمة صحبتنا صديقهم الفنان التشكيلى محمد رمضان
ولهذه المجموعة قصة (كانت نادية مراسلة لصحيفة الوطن الكويتية ، وكالمت صديقى السنى على امل ان تجرى معه حوارا ، لكنه لم يشأ الى ذلك الحوار فابلغ نادية ان الحوار سيكون معى لانه مشغول ، جاءت اذن نادية ولم نكن نتعارف من قبل ، مضينا الى قهوة فى وسط البلد ، وكان ذلك الحوار مبتدأ لاواصر امتدت حتى الان ، وانسحب على ذلك اننى دخلت الى اول بيت مصرى ، وتعرفت الى اهله ، كانت نادية خير اخت لم تلدها امى ، وبتنا نتبادل الزيارات ، بل ان اهلها حين رحل زوجها محمد العيدروسى كانوا يواسوننى كما يواسون بعضهم البعض )
كنت فى كل عيد ميلاد لابنهم شادى حلقة الوصل فى تلك المناسبة لا تبدأ الا بحضورى وكنت فى غاية السعادة اذ اننى بت وسط اهل لى ، احببتهم كما احب اهلى ، وحزنت يوم ان فارقتهم
وكذا كان فتحى عامر الشاعر الجميل الذى رحل ايضا ماسوفا على شبابه ففتحى عامر كان ناقدا وشاعرا جميلا قارئا نهما كل ما يجئ الى بيتنا كان يجئ محملا بجديد الطبعات وكثيرا ما اهدانى طبعات نادرة لبعض الروايات
منها على سبيل المثال (المسيح يصلب من جديد )او مجلات سودانية قديمة من مكتبة الكاملابى فى باب اللوق ، تلك المكتبة التى تعد مرجعا فى الكتب السودانية القديمة التى صدرت فى ستينات القرن الماضى ، معفرة تزدريها ، لكنك تفاجأ حين تدخلها وتجد تلك الكنوز بداخلها

Post: #112
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 09:40 PM
Parent: #50

معاوية المدير
هنا القاهرة



قلت اننى قبل العمل فى صحيفة الاتحادى لم اكن فى وظيفة لمدة طويلة،
كنت قبل ذلك فى اذاعة امدرمان ،بدات العمل فيها فى العام (1988)وتم فصلى فى مطلع العام (1991) حيث جاءنى احد المشتغلين فى جهاز امن الدولة يحذرنى من مغبة العمل فى الاذاعة ذلك اننى كنت قد تم تصنيفى (كمتخابرة مع دكتور جون قرنق) وخرجت عبر وثيقة زواج سارية المفعول ، كان بطلها احد اقربائى الذى يعيش فى اليونان ، وما يزال ،المهم اننى تزوجت وسافرت الى القاهرة على امل ان الحق به فى اليونان ، وتم ذلك بعد عدة اشهر من الانتظار ، عشتها مع الصديق الابدى استاذى السنى دفع الله فى بيت حوى العديد من المغامرات والحيوات التى لها بريق غير قابل للانطفاء
كان سيف الجامعة احد تلك العلامات الفارقة فى حياتنا ، يجئ احيانا فى غير ميعاد لكنه يجلب لنا السعادة عبر الغناء فهو لا يمل الغناء،ولديه استعداد ان يغنى اليوم بحاله خاصة فى تلك الايام التى كان يرابط فيها الصديق المقداد شيخ الدين بانتظار ان يغادر الى الولايات المتحدة الامريكية والباقرموسى الفنان التشكيلى ،كان يجئ حين يغيب سيف الجامعة يؤدى لنا ما شاء له ان يؤدى من اغنيات لا تلتزم سوى الفكاهة والمرح ضاربا اوتار العود المهجور لسيف الجامعة، يهل استاذنا العلامة محمد حامد شداد الذى يحفظ القرآن عن ظهر قلب يماحك به الاسلاميين والمتأسلمين يدحرهم دون وجل الا من العلم نفسه .
ومحمد حامد شداد احد ابرز العلامات المعرفية فى حياتنا من خلال تاريخ الفن الذى كان يدرسه لنا فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح ، لكنه فى القاهرة بدا لنا كشيخ من شيوخ الطرق الصوفية ، يقيم الليل عبادة فى ضريح السيد الحسين ، وسحابة يومه بين السيدة عائشة والسيدة زينب ، وغيرهن من اولياء الله فى مصر ، حيث اشترى له بيتا فى القاهرة ، ممهورا باللون الابيض والكريستال ، وفى هذا الشان مرجعه انه (كريستالى ) من قامات الحركة الكريستالية التشكيلية فى السودان صحبة السيدة نايلة الطيب التى غدت زوجة له .والحديث يطول عن شداد ، فهو عاشق للجمال لا يستخف بعشقه قط,سالت شقيقه الفنان السينمائى ابراهيم شداد عنه ذات مرة كيف هو الان ؟ فقال
ــ لسه فى الحالة الصوفية ، لكنه سيخرج .
محمد حامد شداد كان يؤمن بالجمال الى ابعد الحدود ، ولعمرى سيظل حيث مسكون هو بذلك الفيض الالهى ، يجئ الىّ فى بيت السنى لابسا اجمل مالديه (سلاسل من الذهب الجميل المصقول جيدا ،او الفضة ،وحين يكون بدون نظارته الطبية اعرف ان فى الامر سر نسوى ، اغواء على طريقته ، لكم احب ذلك الرجل ،ويفصج عن سره ، يحدثنى بامرها ، لكنها فكرة مجنونة طلعت عليه وكفى)
قلت له ذات مرة :انت ياشداد شنو كل مرة تجينى وتكلمنى عن حبيباتك ؟ ما عاجباك ولا مالى يعنى ؟
ــ عاجبانى وسارة بالى لكين انتى بتقولى افتكر ، وانا ما دايرزولة بتقتكر داير النوع الهادى وانتى بتفتكرى ، ما اكون زعلتك؟
ولم اكن لاغضب منه فهو الشفافية تمشى على قدمين ...

Post: #111
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 09:32 PM
Parent: #45

لكن لى عطرى الخاص
ايها الطيب الجميل
هنا القاهرة


صحيفة الاتحادى
بدات العمل في صحيفة الاتحادى الدولية منذ ان بدات تصدر فى العام (1993 ) فى القاهرة ، لم اكن قد عملت قبل الان في صحيفة بصورة منتظمة كصحفية فقبل الان كنت اكتب فى بعض الصحف السودا نية والعربية كقاصة او كاتبة لكنى لم ادخل باحة التحرير والوظيفة فى الصحافة.
هنا فى صحيفة الاتحادى بدات العمل ككاتبة لكنهم وجدوا فىّ ما لم اكن احسب له حسابا ، وجدونى (نافعة) فبدات اكتب فى الملحق الثقافى الذى اشرفت عليه لعدد من الاعوام امتدت بين (1993ـ1999) كاطول امد وظيفى، عملت كمحرر رياضى كذلك ، واحيانا فى المنوعات ، كنت اجئ فى الصباح الباكر قبل ان يهل المحررون معى ، لم نكن اكثر من خمسة (عم ابراهيم عبد القيوم ، جهاد الفكى ، محمد الحسن داؤود ، سامى سالم ،فى اهم الاقسام ( المالى) كان المحاسب الكبير حامد الدعاك من اهم شخصيات الجريدة شخص دائم الابتسام والترحاب ، فى بعض المرات كان صديقنا محمد محمد خير يهل علينا فى الجريدة ويملا المكان صخبا خاصة حين يدخل حامد الدعاك ، كان يردد دائما ( ياحامد الدعاك ياحى الشعور ) على راس كل ذلك وكرئيس لمجلس الادارة كان يقف الرجل الاصيل النبيل حاتم تاج السر ،لكنه كان دائم التسفار ، اما فى التصحيح والقسم الفنى كان معنا من السودانيين محمد عبدالرحمن ، يوسف ابراهيم ـالعشوائى ـ عليه الرحمة ، ومن الفنيين هاشم ودراوى ، مصمم الصحيفة ، وجميل مدبولى وحنان صلاح المصرية ،هكذا كنا نناديها ، كان هناك فى الاستقبال عزة عبد القادر سكرتيرة الصحيفة وحجاج وشقيقه عماد من العمال الذين ظلوا معنا منذ البداية حتى سفرى على الاقل ،كانوا من الصعيد لكنهم لم يكونوا سوى احب الاخوة والاصدقاء الينا بل اننا تعرفنا الى اسرهم وباتوا كاخوة لم تلدهم امهاتنا ، نذهب الى افراحهم ويشاركوننا افراحنا واحزاننا ، لا اعرف فى اعقاب اغلاق الصحيفة ما هم فاعلين ؟ لكن الجريدة كانت الهواء الذى يتنفسون
كنت اجئ باكرا اذن اشرب قهوتى واكتب عمودى الاسبوعى او اليومى فى حال ان كانت الصحيفة تصدر يوميا فاحيانا كانت تصدر اسبوعية
فى مرة كنت فى زيارة الى صحيفة الاهالى لم اكن اعرف سوى بعض المحررين منهم استاذى حلمى سالم ، وكنت بصدد ان اسلمه صورا كان قد طلبها القسم الثقافى ، فى المصعد كنا ثلاثة امراة مصرية وشخصى ورجل لم اكن اعرفه ، سالتنى المرأة :
ــ حضرتك بتدرسى فى مصر ؟
ــ لا ابدا بعمل محررة فى صحيفة الاتحادى
لم يتبادر الى ذهنى انها حتى يمكن ان تعرفنى ، ناهيك عن كل ما باحت به حينها
ــ انتى سلمى الشيخ سلامة
مع العلم اننى لم اكن اضع صورة لى اطلاقا لكنى كنت المراة الوحيدة التى تكتب فى تلك الصحيفة ،قبل ان تبدأ الاستاذة سعدية عبد الرحيم فى الكتابة للجريدة
ــ قلت نعم
فاخذتنى من يدى ونزلنا عن المصعد قادتنى الى كل المكاتب معرفة بى فوجدتنى معروفة لدى الكثيرين ، غضبت انهم لم يعرفونى عليها
ولم تترك السانحة تمر قالت لى :
ــ الجريدة بتاعتكم حلوة وجميلة تصميم كويس خالص ، بس ليه بتعملوها يومية ؟ اسبوعية ممتازة كلميهم على لسانى ، وكمان ازيدلك انتى فى بيتك لو عايزة تكتبى فى الصحيفة بتاعة الحزب(الاهالى) او غيرها تعالى ، الله ، انا سعيدة اوى انى شفتك ، ابقى زورينا
وخرجت ذلك اليوم وكنت امتلئ وجدانا بتلك المقابلة غير المرتبة مع صحفية وانسانة كان الهم السودانى يؤرقها ربما اكثر من بعض السوداننين انفسهم ، فهى كانت تشرف على صفحة اسبوعية فى صحيفة الاهالى تستكتب السياسيين والصحافيين تلكم هى السيدة النبيلة امينة النقاش
الى ذلك كنت اكتب قصصى بعدكل حين فى ذلك الهدوء الذى شجعنى بعد فترة الى كتابة مجموعتين قصصيتين و اصدارهما كاول مجموعتين قصصيتين ،الاولى والثانية كان فضل نشرهما يعود الى صديقى وزميلى هاشم ودراوى ، حملت الاولى اسم ( مطر على جسد الرحيل ، والثانية ابن النخيل)
فى تلك الصباحات النديات فى الصحيفة كنت اكتب( موادى عمود ـ مساحة حب للوطن ـ ومواد الصفحة الاخرى) وابدأ فى اعداد الصفحة ، لكنى انتظر حتى ياتى جميل مدبولى ليقوم بجمع مادة الصفحة الثقافية وانتظره كيما اصححها بنفسى ويتم تصميمها، واحيانا كنت اجمع المادة الرياضية بصورة كنت اضحك منها واستمر ذلك الحال طويلا ذلك لاننى كنت جديدة على استعمال الطابعة فى الكومبيتر ، كنت احيانا الجأ لاذاعة لندن لالتقاط الاخبار بخاصة ( المجلة الرياضية ) او الى الصحف العربية استخرج منها مواد سودانية او عالم الرياضة متى ما كان الصوت واضحا فى راديو ام درمان حيث يقل مدى الوضوح فى الاذاعة ، او كنت انتظر القادمين فى بعض الاحيان يحملون معهم الصحف السودانية لاجرى بعض التحليل الذى كنت اعتمد عليه فى المادة، او انزل الى سوق العتبة حيث كل ماهو سودانى متوفر ، كنت احيانا ادخل المباريات فى الاستاد، او اسافر صحبة الفريق(غالبا الهلال) حتى ان جاء زميلى فايز ديدى العام 1997 ليتسلم مهام الصفحة الرياضية ، وتلاه محمد كامل حيث غادر ديدى الى صحيفة الخرطوم ، لاتفرغ بعد ذلك للصفحة الثقافية كامل التفرغ

Post: #110
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-16-2009, 09:24 PM
Parent: #44

محمد عبد اللطيف

هنا القاهرة


القاهرة محطة فى حياتى

يضج المطار(مطار القاهرة) بالقادمين من كل حدب وصوب تحس انك وسط غابة تمتد سيقانها الى كل جهة فى هذا العالم ، لكنك تحس رهبة فالمطار من اكبر مطارات الدنيا التى شهدتها حتى ذلك الحين (1991) اذ شهدت بعد ذلك ما جعل مطار القاهرة يتضاءل (مطار اثينا،وزيورخ، اوهير فى مدينة شيكاغو ، ومطار سان فرانسيسكو فى كاليفورنيا,وابوظبى ،جون كيندى،هيثرو )، وغيرها من مطارات العالم...
كنت مثل ورقة رمتها الريح ذلك الصباح البارد من يناير ، لم يكن من احد فى انتظارى ، لكن معى ارقام تلفونات لعدد من الناس فى القاهرة اولهم السنى دفع الله صديقى الابدى ، هاتفته ، فاوحى الىّ ان اركب تاكسيا ينقلنى الى بيته فى الجيزة ـ عمارة النصر ـ وفعلت،نزلت هناك فى تلك الشقة التى ستشهد حضورا تاريخيا لعدد من فنانى السودان منذ العام 1991 الى العام 1993 حيث غادر السنى الى السودان
بيت السنى
حين بدأت علاقتى الابدية بمصر بدأت من بيت ا لسنى
فى اليوم الاول وحتى الاسبوع الثانى، كنت اخشى ان انزل الى الشارع وحدى ممتلئة بخوف غير مرئى من بشر صورتهم السينما المصرية على نحو مغاير فهم ابناء (العصابات ،وبائعى المخدرات ، المومسات ، القوادات ، والقوادين( مجتمع يمتلئ بالرعب من خلال السينما والمسلسلات التى تنتجها المؤسسة المصرية للسينما والتلفزيون شخوص كنا نراهم فى مسلسلات وافلام استوردوها لنا واصبحنا نؤمن جراها ان تلك هى مصر ، نمتلئ بالرعب لمجرد ان نراها ( فى مرة طلبوا الى ان اسافر الى مصر لتلقى كورس تدريبى لكنى رفضت حيث امتثلت تلك الصور المخيفة فى راسى)
فى الاسبوع الاول كنت لا اتوانى فى سؤال السنى ان يمشى معى الى حيثما اريد ، سالنى بفضول:
ــ : انتى بتخافى من شنو ؟
فاوضحت له سرى ، ضحك منى وقال:
ــ هنا فى امان اكتر من اى حته فى الدنيا
واكتشفت السر ، سر المدينة، بت اعود الى السكن فى وقت متأخر من الليل ، كنت اجوس المدينة من اقصاها الى ادناها انزل حيث موقف الباصات ، اختار باصا فى غير ما تحديد ، اجول عبره فى الانحاء ، اتعرف على المدينة التى ستغدو صديقتى الحميمة ، اكتشف ان اللغة اليومية تختلف من هنا الى هناك ، فى الاسواق وفى المقاهى حيث المناداة للنادل تختلف وتبدو لك غريبة من (المطرية شمالا، الى حلوان جنوبا ) هنا فى حلوان ينادون القاهرة ( مصر ) يقول لك احدهم (نازل مصر ) ويعنى القاهرة ، كما يفعل اهل اسكندرية وشبين الكوم والمنصورة شمالا ، واسوان فى الجنوب ، اللغة فى الاسواق الفخيمة غيرها بالقطع عن تلك المتداولة فى وسط البلد والعتبة وسوق غزة
فى الايام الاولى كنت احاول التعرف والتعارف مع كل ما كنت اجهل فى تلك المدينة وما اكثر ما كنت اجهل ، فلاول مرة اكون فى قلب مدينة بحجم القاهرة فلقد اعتدت المدن فى بلادى تلك الصغيرة التى لا تصل الى حجم القاهرة بالتاكيد فاكبر مدينة لا يتجاوز عدد سكانها المليونين فى ذلك الحين ، فيما كانت القاهرة مسكونة فى كل يوم بعدد يتراوح بين خمسة وعشرين وسبعة وعشرين مليونا فى الصباح وحتى منتصف اليوم او ما بعد الظهيرة حيث يفد اليها اعداد من اهل الاقاليم تساوى سكان بلادى اجمعهم .
فى بداية حياتى فى القاهرة كان كل يوم يعنى اكتشاف جديد ، ففى اسفل العمارة (عمارة النصر)كان ثمة (كشك ) حدثنى صاحبه انه لم يغلق منذ افتتاحه قبل اكثر من عشرين عاما ، وظل مفتوحا حتى غادرت القاهرة فى العام (1999) يبيع الكشك كل شئ يخطر على البال من الاوانى الى الاحذية الى الصحف اليومية الى العاب الاطفال الى الملابس لاتفوت صاحب الكشك فائتة
فى الايام الاولى كنت احس ان ثمة شئ مفقود ، لم اكن اعرف ماهو التلوث السمعى او التلوث البصرى او التلوث الذى يصيبك فى مقتل
خرجت ذات يوم من (ساستخدم دوما تعبير بيت السنى ) بيت السنى باتجاه امر ما فى السفارة اليونانية حيث كنت قد جئت للقاهرة كيما اسافر الي اليونان ولكن حالت ظروف ( حرب الخليج الاولى دون ان انال التاشيرة من القاهرة فبعثت جوازى الى الخرطوم مرة اخرى وحزتها من هناك)المهم كنت قد عدت يملؤنى الاحباط ، وكان ذلك اول مشوار لى خارج البيت فيما اذكر ، دخلت الى الحمام وحين غسلت يدىّ بدا لى اننى مثل ارشميدس الذى ادهشه قانون الطفو خرجت وكنت احس ان لونى بدا يزوى فلقد نزل ماء اسود منهما ، فاتحت السنى فى ذلك الامر الارشميدسى فاجابنى ضاحكا
ــ دا تلوث بيئى لونك ما عندو اى مشكلة
كانت تلك اول مرة اسمع فيها عن التلوث ، فلم تطرق اذنى تلك الكلمة الا فى القاهرة وعلمت فيما بعد ان هناك اختناقات يسببها التلوث والبعض يموت جراءه وان بعض المدن الكبرى كانت تحارب التلوث بعدد من الطرق حيث تسمح للسيارات التى تحمل الارقام الزوجية المرور فى يوم والفردية فى اليوم التالى الى ان تم القضاء على التلوث حسبما ذكرت تلك المصادر الصحفية.
الصحافة ، والاذاعة فى مصر ، لهما طعم مختلف وماهية مختلفة فان تعمل فى احد الصحف فى مصر فانك تحتاج الى طاقة مضاعفة حيث العمل لم يكن بالسهل فى تلك الفترة ، فالمعلومة ناقصة ان لم تحرص على ايجادها وبنفسك ، والمصادر كانت ضعيفة ان لم تكن منعدمة فكيف يستقيم ان تكتب فى ظل غياب المصدر ؟

Post: #98
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-15-2009, 02:23 PM
Parent: #37

حبيب نورة
سلام

ما زلت فى طفولتى
احلم بها ان تعود
كنا فى القضارف
كان السيرك الهندى احد الامكنة التى نحب ان نمشى اليها
ما ان تحل تلك الجماعة فى المدينة حتى يجئ جدى بشير عليه الرحمة وكان فى القضارف منذ ان وعينا الدنيا ، لااعرف ماهى علاقته بها وكيف تمت ؟ تزوج من حبوبة امنة بت جار السيد وولد ابنته شامة"عليهم الرحمة اجمعين " ابنته تزوجت من الراحل بابكر عبد الله بكر ، شقيق الطاهر بكر ، لكنها لم تنجب منه
كان السيرك يحل فى المدينة ، لكن والدى غالبا ما يكون مسافرا حيث كان كمساريا فى السكة الحديد يسافر بين المدن ، فلم يكن من احد سوى جدى بشير لياخذنا الى السيرك ، نمضى الى هناك واخوتى ، نشاهد الفتيات الصغيرات وهن يتشعلقن فى الفضاء لينزلن على اعمدة زاحفات منها وفيها ، كنت اشهق خوفا ، لكنى اتمنى ان اكون مثلهن ، وانقل رغبتى لجدى بشير ، والذى كان يضحك ويشهدنى على الرجال الذين يلعبون مع الاسد او على ظهور الافيال كنت غالبا اعاند ان نعود الى البيت حيث تاسرنى تلك الالعاب
لم اشهد ذلك السيرك مرة اخرى فى حياتى القادمة
ولا اعرف لماذا كان يجئ الى مدينة القضارف تحديدا ؟هل كان يجوب المدن الاخرى؟ لا اعرف

Post: #97
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-15-2009, 02:01 PM
Parent: #34

عبد الاله زمراوى
يا ايها الانسان البديع لولاك ما استطعت الى كتابة حرف واحد
فلك الشكر اجزله على ماقدمت لى واتمنى ان اتمكن من رد بعض جمائلك

عافى منك وراضى عليك
هكذا ختم والدى سيرته معى فى اخر خطاب بعثه الى ايام كنت اعيش فى القاهرة وذلك كان اخر خطا ب له فى حياته التى لم تمتد طويلا بعدها ، ربما رحل بعد ذلك الخطاب بشهور قلائل
لكنه كان كمن يعتذر لى عن مجمل ما عشته معه من عذاب
اعنى الكلمة التى باتت مصدر عذاب لى حتى الان
تلك حياة لم نكن على وفاق ابانها
وهى المدة من العام 1969 الى العام 1991
لما يزيد عن العشرين عاما عشت حياة لم تكن كما حياة البنات العاديات ، انتجتنى تلك الايام السنوات ، نتاجا غريبا ، معظمه اسى وبكاء ومحاولات فاشلة للانتحار تعدت الاربعة محاولات جادة ، لكنها تنتهى ببداية عذاب جديد لى
لم اعرف معنى الابوة فى حياتى ، فانسحب ذلك على علاقاتى العاطفية وجلها كانت مع رجال يكبروننى فى السن ، ربما كنت اشتهى ان اجد الاب ، حتى من كانوافى سنى لم افرح بهم ، كنت اعد الامر مزحة او لهوا ، او ماشابه ، حتى حين تزوجت ، اغلقت بابا للنجاح ، حيث انى كنت اراه فى كل علاقة ، كنت ارى وجهه العابس ناحيتى ، ولاجل ذلك العبوس كرهت ودائما العيد ، لكم كنت وما زلت اكره احتفاء الناس بالعيد ، فلقد ظللت ابقى فى الحمام حتى تنتهى مراسم الاحتفال ، لا يوقظنى من بكائى الا صوت امى حين تاخذنى الى حضنها مباركة العيد ، تعودت ان اجرى بعيدا من المعايدة ، اركض باتجاه الحمام متعذرة بغسيل ما ، او حماما ما ، وما كنت افعل سوى البكاء على حياتى التى طالما تمنيت ان انهيها وكثيرا ، باقراص او ماشابه ، لكنهم يحملون جثتى الى المستشفى ليعيدوا الى الحياة التى ما كنت اودها وحتى الان
كنت اهرب من البيت كثيرا ، اعدو الى حيث اشاء او لا اشاء ، المهم انى كنت اخرج
العام 1969 كان عاما حاسما فى حياتى ، ذلك العام الذى بلغت فيه مبلغ النساء ، وكانت جدتى هى من اوقفنى على شان النساء ذلك رافعة سبابتها بوجهى
ـ الان بتى امراة، ضعى هذه الحفاضات موضعها صحيحة حتى لاتتسخ ملابسك ، ثم ادخلتنى الحمام وعلمتنى الغسل ، ووضعت فى يدى صرة مليئة بالحبوب والغلال ، قبل ذلك ادخلت كلتا يداى الى جوال العيش ، ثم جوال القمح ، ثم باركتنى كالاهة لامثيل لها ، وحذرتنى ان لا العب مع الصبيان بعد الان ، ولا امشى الى الدكان حاسرة الراس ، ولا اخرج من البيت الا لامر هام وبرفقتها
بعد عدة اشهر من ذلك الحدث رحلت
كان اليوم هو خامس ايام عيد الاضحى ،صحوت باكرا على وقع خطواتها فى البيت ، عملت لنا شاى الصباح وشربت شايها وخرجت بعد ان لبست ثوبها الابيض ومركوبها الفاشرى الجميل الاخضر الموشى بحرير وزهور لونها ازرق ، خرجت خروجها الابدى بعد ان لقنتنى عدة اوامر عى تنفيذها قبل عودتها من المستشفى
كنت حفيدتها الاولى بين البنات والثالثة بين الصبيان ، قدمتنى لها امى عربونا للعرفان
ـ ان عاشت فهى لك وان ماتت الحمد لله
كنت عليلة ، هكذا اسرت لى امى بعد سنوات من ذلك الحدث فى صفاء مساء يوم ما ، حكت لى كيف انى كنت مريضة وغلبتها الحيلة فى علاجى ، وحين وفود جدتى "امى نفيسة " فى احد الزيارات اليها مدت اليها بى عسى ان تجد لى مخرجا فى امدرمان حيث كنت تلك الايام فى مدينة عطبرة ملازمة لزوجها واطفالها الاثنين اللذان يكبرانى فى السن
بدات حياتى فى امدرمان ، حيث الحوش الكبير المتوج ببابين وعدة اسر تعيش بين جدرانه وبواباته العريقة
بيت يمتاز بالدفء والالفة ، بجداتى الخمسة "نفيسة ، عازة ، عرفة ، امنة ، فاطمة " وازواجهن وبناتهن واحفادهن
تربيت وسط تلك الاسرة الكبيرة رجالا ونساء ، تعلمت العيش فى جماعة ، الحياة فى جماعة ، تقمصتنى روح الجماعة الى اقصى الدرجات
فالبيت كبير ، ممتد ، والناس كثر ، عدا عن اخوة جدتى غير الساكنين فى البيت معنا
يجيئون من حيث كانوا ، يجئ جدى بشير من القضارف ، وكذا جدى شيخ الدين والطيب الذى سكن معنا فى الحوش لبضعة سنوات ثم كبر العيال واشتروا له بيتا خاصا به ، ثم جدى العاقب كان يجئ من مدنى لكنه لم يعش معنا فى الحوش قط ، كان يجئ فى الاجازات المدرسية رفقة بناته واولاده
يلتم الشمل فى الاجازات الصيفية ، من بورتسودان كان يجئ خالى احمد الدرديرى وبناته الاربعة ، وزوجته ، من كسلا كانت تجئ خالتى سعاد وبناتها واولادها
تدخل كل تلك الجماعات وغيرها الى الحوش الكبير ، من ناحية الزقاق كان مدخل البيت لاخاص بجدتى ، ومن شارع القبة "قبة الشيخ البدوى المدخل الثانى
فى هذا الجزء كانت بدايات الاحلام تراودنا ، كنا صبية وصبيات ، رحل من رحل منهم "سامى مرتضى احمد ابراهيم ، وسمية مكى ، الهام احمد ، حمدى العبادى ، عبده العبادى "كلهم رحلوا رحمهم الله
كنا نجتمع فى تلك البقعة من الناحية الاخرى للحوش ، منذ الصغر كنا نلعب هناك حيث بنات خالتى اسيا ، سمية ورشيدة ، ورفقتنا فاطمة عبد الرحيم هكذا كنا نناديها ، نلعب معا فى تلك البقعة امام الديوان الخاص بجدى وما زلنا نناديه "ديوان يابا " رغم اننا لم نره فى حياتنا لكنها عادة تلك الايام فى التسميات والتوقيرات ، كان الديوان غرفة عادية ، مفروشة بعدد من الاسرة ، ارضيته ترابية ، نرشها فى الصيف بالماء لترطب ، ونغلقها حتى نتاكد من طراوة الماء جارية ندى كنا نتخيله ، ونبدا مرحنا ، الراديو كان سميرنا الازلى ، يظل مفتوحا طوال الوقت لايهم ماذا كان يقدم ، لكنه موجود معنا
فى العصر وبعد الغدا كنا نلجا الى حيل عديدة للخروج ، خاصة اوان الاجازات ، نخرج باتجاه النيل ، كان عزاءا لكل واحد وواحدة منا ، كانت احيانا تصحبنا الكاميرا
ولنا فى تلك الوسيلة ومعها طرافة وحكايات ، اذ ما ان نلتقى باحد النجوم خارجا من المسرح الا ورصدناه واستحلفناه ان يتصور معنا ، لكنهم كانوا يتابون احيانا كثيرة ، الا اسماعيل خورشيد الذى كانت له معنا عدد من اللقطات ماتزال حتى الان بين مجموعتى من الصور
لم اكن مغرمة بالتصوير ، لكننى احتفظ بالصور
بيت عجيب "سيمترى المبنى " من كل ناحية فيه ديوان للضيوف ، ومن الناحيتين عدد الغرف كان متساويا ، ولها نفس الرائحة ولمطبخها نفس النكهة ، ونفس نوع الطبيخ فى كل بيت من تلك البيوت الساكنة فى النهار الضاجة بالليل ، كانما الحياة تكون فى الامسيات ، حيث يجتمع الخلق امام التلفزيون ، جميعا كما قبيلة لها نفس المواصفات ، يجلسون فى نفس الاماكن التى كانوا فيها بالامس ، ويحكون بنفس الطريقة ، الخلاف الوحيد كنا نحن جماعة "اسكيز" هكذا بدانا الاختلاف بتلك التسمية ، نخرج فى جماعات ونعود فى جماعات ، نتمشى بين البيوت من هنا الى هناك من بحرى الى امدرمان ، نودع هذه او تلك ، ننزل الى النيل ، نمشى الى كشك عم قرشى بائع الليمون ، او عم الصافى "سيد الفول " او فى ايام العزوة نمشى الى الموردة بغرض شراء السمك من عم السكى
بغتة انهار كل ذلك يوم رحلت جدتى






Post: #95
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-14-2009, 11:44 PM
Parent: #33

زهير عثمان
ازيك ود امى
دى حالة من حالاتى العشتها
الدافوري
في حلتنا ،العباسيه في امدرمان ....اتذكر اقلب دفاتر الذكريات ...ملاعب الصبا .. لون الغبار (الزي) كان يعلق باجسادنا ووجوهنا وشعرنا (الزي) كان قد تم غسله وتسريحه قبل وصولنا للملعب ...كنانجلس متحلقين حول ميدان الكورة بانتظار اخوتنا لحين الانتهاء من الدافوري (الزي) كان غالبا بين اولاد الحله في العباسية آملين ان يكون النصر حليفهم حتي لأ تطالهم التقريعات والاصوات الساخره...مهمتنا كانت ان نلملم الجزم والقمصان والجلأليب حتي لأ تتم مصادرتها في حمية الهزيمة ...نجلس عليها بعد تكويرها حتي يسهل حملها والجري بها ان كانوا مهزومين ,و تبعا لأشارة نتفق عليها متدحرجين من ميدان السرايا ....سرايا عبد الرحمن المهدي ...متابعين جرينا لنمر من بيت سعاد الفاتح هكذا كنا نسميه...نتابع الجري باتجاه خور ام سيوقو الذي يمر اوله من شارع الأربعين من نقطة لأ اعرفها؟؟؟ لكنه يمر من قبة الشيخ البدوي ..من ناحية كشك عم سعيد الأخضر ذلك الكشك (الزي) كان محطتنا في الغاشية والماشية من بيتنا في اول شارع الأربعين ..[شارع الفيل] في منتصف طريقنا الي شارع الموردة ..كشك حزين في الليل ’مبتسم في النهار ... في الصباحات المدرسية كان قبلتنا نشتري منه ما نقص لدينا من اقلأم وحلاوه ؟؟؟ لا شي يميز ذلك الكشك سوي انه كشك عم سعيد.!!!! ينتهي الدافوري , ان كان بالنصر فالحلأوة من كشك عم سعيد .... وان كانت الهزيمة فالمخبأ هو كشك عم سعيد ...بعد ان [نغبي الأتر] ناخد طريقنا من خلأل زقاق وحوش اسحق حمد النيل ’ اشهر المعالم في ذلك الزقاق حوش يحوي الجامع , وعدد من الأسر التي لأ يستهان بها ....رحل البعض وبقي من بقي ..وهو حوش ازعم انه من اكبر حيشان امدرمان ؟ لأ يجاوره ألأ حوش ناس خالتي العازه بت شيخ السوق ...ثم يقابلك حوش ناس عم النصري ...ثم ناس عم دقيل فريد ....ثم حوشنا [حوش المازون] المقابل بيت صديق مخير ...تنتهي موجة الجري ,نرمي بحمولتنا الي اول سرير او عنقريب يقابلك فهنا الحوش الأمامي نتسارع لدخول الحمام ...اتحسر كلما دخلته لأنه تسبب في قطع شجرة الألوب المجاورة للباب .. مبرر من قطعوها [انها بتنخر الساس] وكانوا بصدد حفر بير للسيفون !!! ليكون من ثم حمام للرجال !!! تدخل البيت،اذن تقابلك العناقريب المفروشه العصرية ، مشدودة الملأيات ،التي كان اهلنا ينهروننا لحظة دخولنا معفرين مانعينا من اي احتمال للرقاد، فهذا هو حوش الرجال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ المطل عليه [ الصالون] الذي حين تمت توسعته تمت علي حساب الجنينه الصغيرة الكانت محفوفة بالشجر ..وشهدت صبانا الباكر ؟؟؟ بدعوي ان الضيوف كتار ...فحولوه الي صالون مفروش بالكراسي والعناقريب الكبيرة المخروطة ..الي جانب تربيزة السفرة المفروش فيها دايما مفرش بلاستيك ..مع كل تلك الكراسي حول السفرة اعداد اخري لمقابلة احتمال ضيوف [زياده] وهم لا ينقطع سيلهم من كل مكان يهلون ...كان واجبي ان اقدم لهم الشاى في الصباحات مصحوبا باللقيمات والكعك ان كان متوفرا ... تتوفر علي صنعه امي نفيسة [حبوبتي] وتلك امراة كنت لا تراها غاضبة إلآ لأمر خارج عن ارادتها .... علمتني ان الحياة حلوة ..فهي كانت امراة جميلة تعني بالجمال ...كانت تلبس طقم....!!فساتينها باكمام طويلة وطرحها ملونة تيابها بيضا زي اللبن ..تحب المراكيب الرقيقة الصنع .... نخرج كنا معا .... نسافر معا , القضارف -الكاملين -القطينة -كسلا ...في القضارف كانت امي وابوي واخواني ...لكني كنت احسب انهم اولأد اختي الكبيرة ..لم اقف علي حقيقة الأمر الا حين وفاة جدتي...حين تقرر سفري الي الأبيض ؟؟؟ فالأمر انني سافارق الحوش حيث ملاعب [البلي.,والكورة الشراب ..ونط الحبل ] وغيرها من الألعاب . هل ؟ بل كيف افارق الحوش؟ ناس خالتي أسيا وبناتا ... حبوبة فاطنة بت محمود، حبوبة عازه .الحوش الورا؟ هناك حيث سور العوير تمر تحته موية الحنفية ..كيف افارق نادي [اسكيز]؟؟؟ تلك الراكوبه الزنكيه الحاره ؟؟ رغم كل الحر كانت المكان الاثير ؟؟النادى كان مكون من كل الناس الساكنة الحوش والبجو من الاجازات من ناس الاقاليم...نخرج معا الي بيت عم الصافي بدعاوي [الفول للعشا] او باتجاه كشك عم قرشي لليمون الماخمج او للموردة [للسمك ] من عم السوكي ...للمسرح كنا نتمشي [نقعد قدام البحر لمن المسرح يفتح]............. السينما كانت العرضه لانها مادايره مواصلات ..او سينما امدرمان ...زمن .. لم تتغير عاداتنا كمجموعة اصدقاء ، خاصة المغربيه ساعة يبدأ الارسال التلفزيوني ...التسالي النبق اللالوب البيت ببقي كوشه والهرجه تبدا .. اكتر حاجة كانت محل زعل الناس الكبار ...الرادي... واول حاجه النهره : هي.. واحد في اللتنين يا التفزيون ولا الرادي؟ نحن اعضاء نادى اسكيز كان الرادي صاحبنا ..ناخدو للحوش الورا وهاك يا برامج ويا رقيص ... لكن حبوبه فاطنه كانت مهمومه باخبار الساعه تمانيه تسمع اخبار الوفيات فان تصادف وكان هناك من تعرفه فعلينا اعلان الحداد ... بعد الفاصل الحزين نعود الي ما كنا فيه ..الأ من [هرجة] اخيرة حول الكهربا البقت غاليه ولازم نطفي النور بعد نشرة تمانية..الطريف لمن ناس البيت دخلوا التلفون حبوبه فاطنه احتجت , لمن قلنا ليها ما بشتغل بالكهربا قالت لينا انضمو لي بكره؟؟؟الان وقد دارت الايام... انظر حولي معظم اصحابي رحلوا!! سميه مكي ،الهام احمد، حمدي العبادي، عبدالاله، سامي مرتضي ،عادل محمود، هدي الشيخ .. رحمة عليهم اجمعين ...لكن الايام التي عشناها..!!!!
لعمري مايزال عبقها باقيا فيني [وقمح]
كمان شفتو كيف الدنيا اخضر من زمان .؟؟ دي قصيدة للعميري بتقول :
شوفي كيف الدنيا اخضر من زمان ؟
وعايني كيف الأفق اوسع مما كان...
هلّ فجرك يامصابيح إنطفي
تاني وين ضيق المحل
لو إنت في..
واي صوت راجيه صوتك
و اي شريان فيك وريدي
يا نديدي

وليت الزمان يعود !!!
ليته

(

Post: #81
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-11-2009, 11:37 AM
Parent: #29

السنى ود امى ستونة
سابدا من المعهد هنا
معهد الموسيقى والمسرح
ربما عرضت لذلك فى بعض الانحاء هنا وهناك خلال هذه السيرة
الا اننى ازعم ان المعهد كان نقطة تحول باهرة فى حياتى
كان والدى عليه كل الرحمة احد معاونى لدخوله
ربما لاحساس بالذنب من ناحيته
حيث ذكرت انى كان من المفترض ان ادرس الجامعة واتخرج وفقا رغبة امى نفيسة محامية
كنت قد دخلت مدرسة ثانوية اشرت اليها فى موقع سابق
لكنه ارادنى مدرسة تعينه على العيش وتربية العيال فى مرحلة كان له فيها قراءته الخاصة
فى ذلك الحين كانت الكلية "كلية المعلمات "تدفع للطالبة مقدارا من المال "تسعة جنيهات" اعانة
ففى تلك الفترة كانت الجنيهات التسعة هذه ثروة لا تقدر
دخلت الى تلك القلعة وتخرجت فيها ، وجدتنى ى مسؤولية مباشرة عن اطفال من لحمى ودمى
وكان لابد من تلك التضحية لاجل اطفال غدوا الان امهات واباء
وحين جاءت فرصة ان اغير وضعى بالدراسة فى المعهد كان اول الداعمين لى
لم يترك بابا الا وطرقه لاجل ذلك
وبطبيعة الحال لم اخذله
الا لحظة واحدة حين اخفقت فى زواجى الاول واحمد الله ان كانت نتيجته تلك التى تملا حياتى الان
ابنتى عزة
حين دخلت المعهد كانت ثمة مشكلة اننى متخرجة فى كلية المعلمات ، واستطاعت ادارة المعهد حينها الى حل تلك المعضلة
حين طلبوا منا ان ننجح بتقدير جيد
لم استطع فى السنة الاولى الى ذلك وكان ان تزوجت وجمدت الدراسة على ان اعاودها فى السنة التالية
فى السنة الاولى كان من ابناء دفعتى من ظلوا اصدقاء لى الى الان
حاتم محمد صالح، يحى فضل الله ، جلال بلال ، منى عثمان ،النجاشى صلاح الدين ، مريم على التوم،الهام بابكر الرشيد، عباس الزبير
عبد الحميد حسن،شادية مغازى ،احمد مصطفى شريف، عائشة مبارك ،عادل السعيد ، طارق فريجون ،محجوب محمد احمد ، احسان محمود
ثم انتقلت بعد عودتى للسنة الاولى مرة اخرى لاكون ضمن دفعة لمحمد محى الدين ، سيف صالح ، عبد الله فضل السيد عليه الرحمة
فتحية عوض عليها الرحمة ، امير عبد الله ، احمد طه امفريب، مصطفى احمد الخليفة ، عباس احمد الخليفة ، الرشيد احمد عيسى، محمد سليمان دخيل الله ، محمد مصطفى كردش، جمال عبد الرحمن ،الفاضل كباشى ، عبد الوهاب عثمان ، خالد عبدالله، محمد ابو سوار ، سوسن دفع الله ، جمال سوزى ،ماجورى الينانا، انجيلا الامين ماسيمو ،ايفا، عصام الصايغ،سهير ابراهيم ، امينة النور ، غالية حسن رزق الله ،الانور محمد صالح،
كان اساتذتى فى تلك الدفعة الاستاذ هاشم صديق، السنى دفع الله، فتح الرحمن عبد العزيز ، ناصر الشيخ، احمد عباس الطاهر،
عبد الرحمن الخانجى ،عايدة "مكياج" كمال عبد الله "ديكور" عبد الحيم الطاهر ، سعاد العتبانى علم نفس، عزالدين هلالى
تخرجت فى قسم النقد والدراسات المسرحية
ولدخولى فى تلك الشعبة قصة
كنت قد قمت بتقديم مسرحية "ترويض النمرة" لشكسبير ، وكانت مسرحية كوميدية ، شاركنى الاداء محمد سليمان دخيل الله
نادانى بعد الامتحان استاذى فتح الرحمن عبد العزيز وحدثنى عن ضرورة ان امضى فى سكة التمثيل لانى حسبما يرى
ممثلة كوميدية من الطراز الاول
لكن فى نفس الوقت نادانى عزالدين هلالى واشار الى انى ناقدة ممتازة كما راى
وبين هذا وذاك كنت حائرة
فى ذلك الحين كانت سينما قصر الشباب والاطفال تقدم عروضا سينمائية
وتصادف ان دخلت الى الصالة ، كان العرض لفيلم "بيكيت، او شرف الله "تمثيل "بيتر اوتول "ريتشارد بيرتون
لكنى بعد نهاية الفيلم مضيت الى استاذ عزالدين هلالى وطلبت اليه ان بسجلنى فى قسم النقد
وغضب منى استاذى فتح الرحمن عبد العزيز يومها ، وكان ردى اننى اما ان اكون فى ذاك المستوى او لا
لكنى ما تركت التمثيل وقدمت مع زميلى محمد مصطفى كردش عرض التخرج وبعد التخرج اشتغلت بالتمثيل فى الاذاعة والتلفزيون لمرة واحدة
فى عروض الدبلوم كان الطلاب من الخريجين يقدمون عروضهم ، ولكنا لم يكن لنا عرض نقدمه
فقمنا فى الدفعة التى سبقتناوكان من ضمن خريجيها الاستاذ مجذوب عيدروس والراحل حسبو ابوذكرى
حملنا البحوث و"عملنا سيرة " نردد فيها
الليل العديل والزين الليلة العديلة ويارسول الله
حتى نوصلهم لقاعة الامتحان
وتمنينا ان يظل ميراثا
يوم نقاشى فى الامتحان "البحث"
وكان دراسة تطبيقية لمسرحيتين ـ سوط سالم حمدوك ، للمخرج الانور محمد صالح وهى كولاج من مسرحيات الكاتب عبدالله على ابراهيم
ومسرحية الخضر اخراج غالية حسن رزق الله تاليف يوسف الخليل محمد رحمه الله"
كان الممتحن الخارجى هو دكتور خالد المبارك
حين دخلت للمناقشة ، فتح لى ملفا كان يحوى مقالاتى التى كنت اكتبها حينذاك فى الصحف من السنة الثانية حتى الرابعة
اشهدنى عليه وقال
ـ اهو دا دبلومك ، تهانينا
وابتدات مرحلة جديدة فى حياتى حيث باتت الصحافة واحدة من مصادر عيشى وباتت حياتى الى الان

Post: #89
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-12-2009, 01:27 AM
Parent: #26

صحبى الجميل
الله على الصداقة حين تكون حقيقية
لعمرى كل من تصادقت معه ظلت علاقتى به قائمة منذ عشرات السنين
كنت فى بدء حياتى اتوخى الصداقة والذكور
كانت حياتى كلها ذكورية من خيلانى واشقائى واقربائى
لكن استاذ عمر فتح لى مفاجا من الاصدقاء لم ينغلق الى هذه اللحظة
اول صديق يدخل بيتى كان استاذ عمر ، ثم تعرفت الى فضيلى جماع فى المرحلة الثانوية
فى المتوسطة او الثانوية العامة لم يكن لى اصدقاء بطبيعة الحال
كانوا كلهم معارفى واقربائى
اقربهم الى نفسى كان مهدى مادبو ابن الناظر مادبو وابن خالتى فى الان نفسه
كان وسيما حين يضحك يغور جزءا من وجهه فى نوناته وتبدو ابتسامته رقيقة وصوته كان من الاصوات التى احبها
فيه رقة ومودة عالية
كان يجئ الى الابيض ويبقى فيها لامد ليس بالطويل
يجئ من بابنوسة او الضعين
كان ينزل عند اختنا وهى ابنة خالته كما ابنة خالتى
زوجها كان يعمل فى بنك فى الابيض
وهى كانت صديقة لامال الصادق حمد النيل شقيقة عفاف الصادق حمد النيل
جميعهم تربطهم نيالا الى وثاقها نلتقى ويتدفق الحديث عن نيالا والضعين
كنت احفظ الاحاديث عن ظهر قلب تلك المقرونة بنيالا تحديدا
حيث انى حين زرتها بعد ذلك باعوام طويلة وجدتها كما رسموها مهدى مادبو واعتماد العبادى عليهما كل الرحمة
كان مهدى صديقى لعله اول صديق لى ،وحينها كنت فى الصف الاول الثانوى العام
لم تكن الكشاكل كبيرة لمنها لطيفة ميسورة ومقدور على حلها
لا تتعدى توصيلنا الى بيتنا فى السكة الحديد من الربع التانى حيث كانت تسكن اعتماد
حين دخلت المرحلة الثانوية كانت بدايات علاقات الصداقة بين البنات والاولاد لكنها كانت مبنية على اسس غريبة اتصور
كنا نتبادل الكتب والمعارف لم تتعد تلك الحدود ،
ولم اكن لافكر باحد لان لى احلام غير الاحلام الخائبة ان صحت التسمية
تلك التى يسرح فيها الاحبة
وحين اشتغلت بعد تخرجى فى كلية المعلمات كان لدى اصدقاء يزورننى وازورهم
وامتدت العلاقات لتصير بين افراد اسرنا
فما تزال اسرتى لها ارتباط باسرة الدقونى ومن كان ابنها بابكر الدقونى صديقا لنا
وكذا الانور محمد صالح
كنا فى الامسيات نلتقى فى البروفات المسرحية عقب تخرجنا هما تخرجا فى المدرسة الصناعية فى الابيض
وكنت تخرجت فى كلية المعلمات
انشانا معا فرقة مسرحيةظلت تعمل بالدفع الذاتى من جيوبنا الخاصة ونقدم عروضنا فى المدارس فى مديمة الابيض
كانوا من اقطاب حزب البعث ولم اكن سوى صديقة لهم
واستمرت تلك الفرقة تعمل حتى كان العام 1979
حين انشا صديق محمد نور فرقة مسرحية عقب تخرجه فى معهد الموسيقى والمسرح
كان فى تلك الاثناء معظم اعضاء فرقتنا الاولى فى المعتقل ايام مايو
وسافرنا بمسرحية "كيف تصعد دون ان تقع "للمشاركة فى مهرجان الثقافة الثانى فى الخرطوم
الا ان الصداقة القائمة بيننا لم تنفصم عراها الى هذه اللحظة
ثم كانت صداقات اخرى تاسست بعد ذلك وتلك قصة اخرى



Post: #64
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: أبوذر بابكر
Date: 05-10-2009, 09:24 AM
Parent: #1

أو

سيرة المرأة الحديقة

باب للأشجار وآخر للأزهار

فصل للندى وفصل للرحيق

نبع من كوثر العذوبة
ومنهل من سلسبيل الجمال

أو

من جنان رضوان أصلك
لقى كل ربيع فصلك

يا زولة يا سمحة

Post: #67
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: salah awad allah
Date: 05-10-2009, 09:33 AM
Parent: #64

حلوة الصراحة يا سلمى نفتقد كتاباتك الرائعه
Quote: كنت اذن قريبة منه الى درجة اننى صارحته ذات مرة باننى احبه ، ضحك منى ، وقال

Post: #69
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: omer abdelsalam
Date: 05-10-2009, 09:47 AM
Parent: #67

سلمى
الجميلة في كل زمان ومكان
متعة من غير حدود ومتابعة لسيرة امرأة من زمن جميل

Post: #134
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-25-2009, 04:04 PM
Parent: #69

عمر عبد السلام
وجودك الان اعادنى الى العام 1987
تلك السنة الاولى التى التقى فيها برفيق لطالما حببنا فيه
هو عبد الواحد كمبال
احد فطناء الصحافة السودانية
كان صديقا لخالى صلاح احمد ابراهيم
وشقيقى طارق الشيخ
جئنا الى دار اتحاد الصحفيين صباح ذلك اليوم من ذلك العام
لا اذكر الشهر تحديدا
حملتنى قدماى الى هناك بعد مشوار بين ازقة الحياة الصحفية
جلست الى احد الكراسى
لم اكن اعرفه قط
رجل انيق الملبس قميصه مكوى وبنطاله مشدود من اثر المكوة عليه
القميص محشو باناقة فائقة ولون الحزام يجعل تناسقا بين الحذاء الاسود اللامع والقامة
طويل ونحيل وسيم المحيا بنظارته الطبيه وشعره المسرح بعناية ولونه الاسود الجميل
جر كرسيه الى حيث اجلس
سالنى بود
ـ الاخت صحفية وين ؟
ـ فى مجلة البلد
ـ الاسم ؟ اول مرة اشوفك فى المحل التعيس دا
نطقت اسمى ، وكانى فتحت مغارة كان ينتظر بوابتها لتنفتح
ـ تعالى هنا جنبى انتى بت العزاز ، حبيبتنا ، يا ناس القاعدين كلمو الجايين ، دى بتى من هنا وماشى
الداير ينضم معاها الا ياخد اذن منى
اندهشت لتلك الصراحة ، حين حدثنى عن صداقته لصلاح احمد ابراهيم وطارق ،
انفرجت اساريرى ومن حينها لم نفترق الا بمقدار ما يجعل النوم امرا حيويا على امل اللقاء فى الغد
وتحولت بعدها للعمل فى صحيفة الجريدة ، وبات عرابى فى الكتابة
هو وسامى سالم واحمد الطيب عبد المكرم
كانت الايام التالية محل اللقاءات حين تم افتتاح دار اتحاد الكتاب السودانيين
نتحول اما راجلين حين لا نستطيع الى توفير اجرة التاكسى او بالتاكسى فى بعض الاحيان او عبر من يحن قلبه من "ناس ياعم"
طوال هذه المدة توثقت عرى محبتنا
كان بين الحب والصداقة بيننا شعرة
لكنى اوقفتها لدن شعرة معاوية بين الحب والصداقة
حيث كان ذات يوم ان جاءنى فى منتصف مايو للعام 1988
وحدثنى حديث الخبير
ـ سلمى اخيتى شامى لى ريحة انقلاب ، قومى امشى على صالح صاحبى فى الاذاعة وقولى ليهو من طرف كمبال
وكان ان حدث
لكنا ما توقفنا عن اللقاء قط
تعرفت حينها ومن خلاله الى كثير من اعمدة الصحافة حينها
كان يجئ الى الاذاعة وكثيرا رفقته الشاعر الراحل عثمان خالد
يوم رحل الشاعر عبد الرحيم ابو ذكرى
جاءنى من يقول لى
ـ فى ناس دايرنك
مشيت الى حيث المدخل فى البوابة الرئيسة للاذاعة
وجدتهما يبكيان كطفلين
ادخلتهما مكتب الاستاذ صالح محمد صالح
حدثانى برحيل الشاعر عبد الرحيم ابوذكرى وحكيا لى كيف انه مات بتلك التراجيدية
كنت اعرف انه يمت لعبد الواحد بصلة القرابة
وتتالت زياراته حتى كان ان حدثنى صالح محمد صالح
ـ سلمى ياخ ما تعرسى الزول دا وتريحينا ، والله بحبك
ضحكت من صالح وقلت له
ـ عبد الواحد دا صاحبى وبس ، مستحيل
ـ ليه ؟ ما راجل ؟
ـ وسيد الرجال كمان ، لكن الحب والقفة ما بتلاقوا
ـ كيف يعنى ؟
ـ يعنى لو دخل الزواج من النافذة خرج الحب من الباب
ولم يحدثنى فى ذلك الامر لا صالح ولاهو ، حيث كانت العلاقة من المحتمل ان تصل بنا الى الزواج ، لكنى رفضته
اخشى ان اتزوج من اصدقائى حتى لا افقدهم
وهذا ما كان من امر عميرى ايضا وتلك قصة اخرى
ظل كمبال امينا على صداقتى مفاخرا بها
حتى سفره العام 1989 من السودان
لكن اواصرنا لم تنقطع قط
كان يكتب الى فى السودان من المغرب ، وحين سافرت الى القاهرة ظل يراسلنى ويهاتفنى
يوم ان رحل ابنه اتصل فى ليل بهيم
كان الصوت الطالع من السماعة حزينا
ـ سلمى الحقينى يا سلمى وليدى فات
بكيت ليلتها كام مكلومة
فى الصباح كلمنى الفنان محمد وردى وهو صديق لدود لكمبال حدثنى برحيل ابن كمبال
قلت له
ـ كلمنى امس فى الليل
وعلى ذكر الليل
كان فى مرة فى زيارة لاهله فى كسلا
قال الزميل ابراهيم البزعى
ـ بتعرفى كمبال ؟
ـ هون الله ؟ كيف ما بعرف حبيب الكل ؟
ـ احكى ليك قصة
ـ قول
ـ قبل كم يوم كنت فى مامورية لكسلا ، كنا فى الميز بتاع الموظفين ، جاء كمبال وسهر معانا
كان مفروض نسافر صباح اليوم التالى ، سالنا ، انتو شغالين وين ؟
قلنا له فى الاذاعة
ـ بتعرفو بتى ؟ سلمى الشيخ؟
ـ زميلتنا واختنا
ـ اها امشو نوموا بصحيكم ماعشانكم عشان سلمى
وهذا ما كان
بعد ان تم فصلنا الجماعى فى جريدة الجريدة ، كان حالنا واقفا
والدنيا قبايل عيد ، لن انسى ما حدث قط
جاء الى الدار "نقابة الصحفيين " فى تلك اللحظة من الصباح صديقنا المشترك عبد المنعم عوض الريح
كان موظفا فى الامم المتحدة "وزولا ضكران تب ،" هذه مفرداته على فكرة
ناداه كمبال
ـ العشا اب لبن ، مغرود فيك ، اختى وانا معلمين الله من حق السيجاير "كنت بدات حينها التدخين "وتلك قصة اخرى
دحين العيد داخل وما عندها التشترى بيهو حق الفستان لبنيتها ، قلت كيف ؟
فما كان من نعم الا ان مد له ما طلب
اودعها كمبال بعد ان اخذ "نصيبه " فى حقيبتى ونهرنى بمحبة
ـ يلا شيلى اهلك واشترى فستان لبنيتك ، كل سنه وانت طيبة
ودعته وخرجت باكية وفرحة
هو كمبال اسد المدينة التى يصارع كل قوائم التزلف فيها
وحلال الصريمة وشيال التقيلة
لكم احببته





Post: #158
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: جعفر خضر
Date: 06-28-2009, 06:22 AM
Parent: #134

الرائعة سلمى
صدق وقدرة عاليةعلى السرد
لم أكمل ماتكتبينه بعد
قطعا سأجد القضارف التي تحتفين بها دوما

يحفظك الله

Post: #160
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: جعفر خضر
Date: 06-28-2009, 05:57 PM
Parent: #134

الرائعة سلمى
صدق نادر وقدرة مذهلة على السرد
لم أكمل ما كتبته بعد
حتما سأجد القضارف
الله يحفظك

Post: #162
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: جعفر خضر
Date: 06-28-2009, 10:07 PM
Parent: #134

الرائعة سلمى
كم حاولت أن أتشرف برضع مداخلتي هنادون جدوى
هنا حيث الصدق النادر والسرد المدهش
يحفظك الله

Post: #70
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: خضر حسين خليل
Date: 05-10-2009, 09:50 AM
Parent: #67

سلوم


أخبرك انو البوست بتاعك دة مهكر
كتبت مداخلة طويلة عريضة وما لميت غير في جزء من الاقتباس
وعليه سأعيد ما كتبت والأمر من قبل ومن بعد لله سبحانه وتعالي

كتابتك دي يا سلمي وكما ترين (فشت) غباين ناس كتار وناسات
كتيرات لصدقها وعفويتها ووضوحها وهي محفزة بلا شك ليمشي
في هذا الدرب آخرون من خلفك .
أكتر شئ بسطني وعجبني هو يقين أستاذ عمر وشوفتوا العجيبة
فيكي ولكأنه وحي يوحي يا سلمي والله لكأنه كذلك .
حاسدك جملةً وتفصيلاً علي رفقتك ليهو وعلي الزمن الجميل البنقرأ
في تفاصيلوا هسي . أتاريهو السودان كان بلد عديل

ياخ مبدئياً ما تشتغلي بالردود واصلي في الكتابة السمحة دي
طولنا ما قرينا كلاماً يبل الريق .


يبل الريق من جدي الريل
شفتي كيف ؟

Post: #72
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: الوليد محمد الامين
Date: 05-10-2009, 10:06 AM
Parent: #70

السلام يا سلمي الشيخ سلامة

نبهني الصديق الجميل خضر حسين الي هذه الكتابة الجميلة ...

وللان لم أكمل قراءتها ولكنني استمتعت ،


يا سلمي اتلاقينا زماااااااااااااااااااااااان : لو تتذكري ولد صغير كده كان ود اخت عمر وعلي ابوراس اسمو وليد كان قاعد معاهم في

بيتهم في نمرة 3 ؟

يا زمان الوصل بالاندلس !

Post: #76
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: الطيب شيقوق
Date: 05-10-2009, 12:36 PM
Parent: #72

الملك

Quote: هووووي يا ود شيقوق..
بطل دعاية لفحمكم دا..
قال (اوقدت الطلح )..
لكن بيني وبين عجبتني كلمة( تبنت )..
لإنها الوحيده الفهمتها.


والله اخوك ذاتو ما عارف تبنت تعني شنو عليك الله احكيها لينا يا المناجل .

Post: #77
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: خالد علي محجوب المنسي
Date: 05-10-2009, 02:42 PM
Parent: #76

يا سلمى تسلمي من كل شر
التحية الطيبة سلاااام
كتاباتك تشعل النار في الأحاسيس مذيبة
تنفض غُبار الذكرى القديم ويتوهج ينعش روح خربة من جور زمان
متابعين معك يا رائعة والروعة والورع سيان ( صومي تصحي )

تحياتي أحي المنبر الذي يعاني

Post: #80
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Egbal Elmardi
Date: 05-11-2009, 00:12 AM
Parent: #77

الله يا سلمى
الله يا خلاسيه
يا حانةً مفروشةً بالرملِ
يا مكحولة العينين
يا مجدولةً من شعر أغنيه
يا ورده باللون مسقيه

بعض الرحيق (( أنت ))
والبرتقاله أنت
يا مملؤة الساقين أطفلاً خلاسيين
يا بعض عربيه
وبعض زنجيه

سرقتينى يا سلمى بهذا البوح السلسبيل..
تدفقى يا شقيقة الأنهار...واملئ الكون عذوبه


إقبال

Post: #82
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محي الدين جبريل
Date: 05-11-2009, 11:45 AM
Parent: #80

متابعين ياسلومة



وعندى كلام كتييييييييير داير أقولو هنا ... لكن خلينى أجيك بروااااقة




محي الدين

Post: #83
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: ودقاسم
Date: 05-11-2009, 01:10 PM
Parent: #82

سلمى الشيخ
تحية واحتراما
أنت شريكتي في عمر مودي ، فهو أستاذي أيضا ، وهو رجل جميل بحق ، عاصرناه بمدرسة حنتوب الثانوية في السبعينات ، وقد ازدهر مسرح حنتوب في تلك الفترة وبلغ ذروته ، وكانت تحربة طلائع الهدهد ( شعار حنتوب ) ، وكان عمر مودي أحد أهم من دفعوا بهذا العمل إلى الأمام ، وكانت علاقته بكثير من الطلاب علاقة رائعة ..
المفاجأة يا سلمى أنني التقيت عمر مودي قبل فترة قصيرة ، وجلست معه جلسة مطولة ، وكانت المناسبة احتفاء برفيقه الأستاذ محمد عبد العال ( أستاذ الفنون بحنتوب ) وهو عائد من الدوحة ، وقد رافقت عمر مودي حتى منزله بعد الجلسة ، ووعدته بالزيارة ، لكني لم أفعل ، وأعتقد أنني سأزوره قريبا ...
وأنا من زمان أقول ياربي شنو المشترك بيني وبين سلمي دي ؟؟!!

Post: #84
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 05-11-2009, 02:09 PM
Parent: #83

سلام ويا سلام يا بت الشيخ سلامة
الزمن الجميل عندما كانت الدنيا بخيرها وخيلها . "وكت" كنا صغار نخرج "قدام البيوت" ونأكل من صيد نصطاده بكلابنا: الأرانب ، أو بنبالنا "وقلاباتنا": الطيور والعصافير ، أو من خيرات الطبيعة البرية "القايمة بروس": التبش والبطيخ والعجور والنبق واللالوب والحنبك والصمغ والموليته. أيام كنا ننام مطمئنين تحت شجرة في الخلاء، أو في ضل نيمة أو في "حوش" البيت والقمر نجمة نجمة نعده، زمن الأمن والأمان والإطمئنان، لا خوف ولا وجل. تلك أيام خلت ليتها تعود وما أظنها تاني ستعود .

تسلمي يا سلمى : يا رائحة الزمن الجميل.

Post: #146
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-08-2009, 06:28 PM
Parent: #83

Quote: وأنا من زمان أقول ياربي شنو المشترك بيني وبين سلمي دي ؟؟!!

ما اجمل ان نتشارك حب هذا القامة الفذ ياودقاسم
فهو من عرفنى الى والد ابنتى
لم يكن يقصد ان نتزوج او كان ؟ لااعرف
اما حكاية زوجى السابق فهى واحدة من حوافزى الى التعلم الجديد فى امر المسرح
كان حين التقينا على ابواب التخرج
ركن الى ببحثه افرغه له من الاشرطة التى تم تسجيلها
كان فيما اذكر عن المسرح الجامعى فى السودان
ومنه تعلمت الكثير حتى انى وجدتنى اتشوق لدراسة المسرح
وهذا ما كان فتح لى دون ان يقصد او بقصد دربا جديدا فى الحياة
ساعدنى كثيرا على تعلم خبرات جديدة فى الحياة فله منى كل التقدير على ما فعله
ولاستاذ عمر كان كما قلت القدح المعلى فى الدرب الذى سرت فيه حتى الان

Post: #140
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-31-2009, 07:02 PM
Parent: #82

محى الدين جبريل
مازلت انتظر اوبتك
ففى الجراب الكثير

اول مرة دخلت التلفزيون كان مع الصديق الباقى فى الروح عميرى
كان ذلك العام 1979
ومحطة التلفزيون الاهلية كانت شغل الناس الشاغل
كانت محط اهتمام كل بيت فى تلك الفترة
ربما كان البعض من ابناءنا لم يشهدها
فى تلك الجلسة لتلك الحلقة كان حاضرا الراحل الفنان صلاح ابايزيد
وهو من الموسيقيين النادرين فى السودان والى جانب الموسيقى "كان قد تخصص فى التاليف والبيانو "
ظل يرسم الكاريكاتير فى صحيفة الايام
للصدفة كان دخولى مع تلك الجماعة الى التلفزيون اذن
رفقته الفنان قاسم ابوزيد
اول مرة اشهده يغنى
غنى من الحان صلاح اغنية حلمنتيشية ، ففى تلك الايام كان للشعر الحلمنتيشى سطوة لاتدانى
"عشان ليه تبوزى فينى يا شيشة ؟
عشان ليه تقولى على زول كيشه؟
وانا الكيشة وشايل حبى تكويشة ؟
كتب كلماتها الزميل والصديق عباس الزبير الذى اشتهر فى المعهد باسم "عباس كمونية "
ورافقتهم اوركسترا من الطلاب فى المعهد ايامئذ
احرقتنى الاضواء الجاهرة فتلك اول مرة لفتاة اقليمية تدخل الاستديوهات فى التلفزيون
ولكنها لم تكن الاخيرة
حيث دخلت بعد ذلك فى مسلسل من اخراج الاستاذ بدر الدين حسنى وكان مساعده فى الاخراج الاستاذ عزالدين هلالى
حيث كان له الفضل الى ادخالى عالم التمثيل التلفزيونى لاول واخر مرة
يبدو اننى لم اكن متاهبة نفسيا لتلك الانواع الفنية
فلم اسع الى التمثيل التلفزيونى
اضافة الى كل ذلك الدراما التلفزيوينة رغم انها كما درسونا لها كانت اول دراما فى المنطقة العربية
حيث كانت سابقة لمصر وسوريا ولكنها لم تتطور منذ الستينات
وهنا تتداخل عدة عوامل ربما الانتاج كان اولها
وجبن راس المال السودانى باتجاهها
بعدها انقطعت صلتى بتلك الاجهزة الى حين دخلتها مرة اخرى العام 2005 و2006
واتمنى ان لاادخلها
لاسباب ذاتية

Post: #139
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-31-2009, 02:15 PM
Parent: #80

اقبال المرضى
النساء وعذاب الكتابة
حين بدات الكتابة كان ذلك فى المرحلة الثانوية العامة
لم اكن متراضية مع الرياضيات البته
كان استاذ الرياضيات يوعز لى انه يحبنى لكنى ما اشتغلت بتلك الايعازات
الا انه فتح شهيتى لامر الكتابة فى حصة الرياضيات
كنت حين تعز القراءة اندفع الى الكتابة بحميمية غريبة
اطلع امى على ما كتبته
كاول ناقد
كنت كعادة بنات تلك الفترة اتابع المجلات والكتب الطالعة من مصر او بيروت
وحين وصلت الى المرحلة الثانوية كان نصيبى ان ادرس كلية المعلمات
وهى مرحلة اضافت لحياتى الكثير من المعارف
فبعد تخرجى اصبحت امينة للمكتبة فى الفترة المسائية
مما وفر لى الحق فى القراءة لاكبر عدد من الدراسات خاصة النفسية والاجتماعية
الى كل ذلك انتمائى للحزب الشيوعى فى تلك الفترة الباكرة من العمر احاطنى بهالة من الصداقات
من الذين كرسوا جهدهم لاجل ان اطالع اكبر عدد من المطبوعات القادمة هذه المرة من المكتبة الروسية فى شكل ترجمات
من تشيكوف الى بوشكين
هذا الى راس المال وما كتبه هيجل ولينين
فى تلك الفترة ايضا تعرفت الى مجموعة من البعثيين فى اطار المسرح
وكان ان رفدونى بعديد كتابات من مجلة اقلام التى كانت تصدر فى العراق
وروايات عربية وكتابات لها طعم مميز
وما لبثت ان دخلت بعد ذلك فى عالم جديد
اسمه معهد الموسيقى والمسرح
كانت له ايضا بصماته الخاصة
وطابعه المميز فى شان القراءة التى تحولت بعد عام او اثنين من دخولى اليه
الى الكتابة فى الصحافة السودانية
حيث بدات ذلك المشوار فى العام 1983
كنت فى صحيفة الايام اعمل كمتدربة بدات اتلمس خطاى باتجاه الصحافة
وتلك قصة اخرى
لكنى ما انقطعت عن تلك الام الى تاريخ هذه اللحظة
بل اننى اكتسبت خاصية جديدة حيث بت اكتب باللغة الانجليزية لمجلة "اتحاد الكتاب الامريكيين " فى ايوا
كان لاستاذ الرياضيات فضل على لن انساه رغم كراهيتى للمادة لكنه حبب الى الشاعر ادريس جماع
حيث اهدانى ديوانه "لحظات باقية "
وكانت اول مرة اطالع فيها لشاعر سودانى حيث طوال حياتى كنت اسيرة للمتنبى لماذا ؟ لا اعرف وحتى الان
ولاستاذى محمود عمر محمود او "محمود فنون " كان الفضل لمعرفتى للكاتب الفذ ادونيس
ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد فى تلك المرحلة الباكرة من حياتى




Post: #137
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-30-2009, 12:18 PM
Parent: #77

خالد المحجوب
ساحكى عن علاقتى بالتصوف
ربما يقول قائل ومن اين لى هذا التصوف ؟
انه كنز اهدتنا اياها امى وابى وجدى وجدتى "والدا امى "عليهم جميعا الرحمة
ولا اعنى تصوف ابن عربى او غيره من علماء التصوف
لكنه تصوف وتدين شعبى واعنى الكلمة
فهم لم يكن واحد منهم من الفقهاء الا بالدرجة التى تجعلنا تابعين لهم
كان بيتنا فى العباسية مجاورا لحوش الشيخ اسحق حمد النيل
كل جمعة كان هناك ذكرى تفوح باريجها من خلال تلك البوابة
تنتقل احيانا الى بيتنا حيث يحل شيوخ الصوفية يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجئ الشيخ يوسف حمد النيل وهو احد العلامات فى حياتى دون ان يقصد
كان شيخا وقورا وسيم المحيامهندم دائما
حين كنت انظر اليه ارى فيه وقارا لا يدانيه سوى وقار جدى عبد الرحيم الحاج
وكانت له "حضرات " يجئ اليه الشيخ الحضرى
كان مادحا حفظنا منه القصائد التى تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت احيانا حين تخرج "النوبة "باتجاه الضريح اعلى امدرمان كنا نتابع تلك الايقاعات حتى تختفى فى المتون
لضرباتها احساس غريب لدنى
ولايقاعاتها اثر فى نفسى ما يزال الى هذه اللحظة
لا اعرف لماذا ؟
كنت حين مرة فى مؤتمر فى القاهرة وكان اللقاء بينى وبين عدد من العراقيين والمغاربة
سالنا احد الحضور من سوريا
لعله دكتور برهان غليون عن سر العلاقة بين السودانيين والمغاربة والعراقيين ؟
فجاءت اجابتى انه الشيخ عبد القادر الجيلانى
وبالحق حين الرجوع للتاريخ وحين تحصى كيفية دخول الاسلام الى السودان
ستجدان احد بنوده هو الشيخ عبد القادر الجيلانى وهو احد الذين حفظ اشعارهم العركيين
من ابناء الشيخ حمد النيل رضوان الله عليه
العلاقة التى كانت تحيل التدين لدنا الى امر يسير التعاطى معه فى غير ما تشدد
وهذا ما لمسناه طوال حياتنا
فكنا نرى ابن الشيخ "يسكر" لكنه يؤدى فروضه فى تراتب وانضباط محير
كل ما اوتى من علم تجده رهن شارة من طلب واسع المدراك حين يقارعك الحجة
وحين "تاب " الله عليه سافر الى الحجاز ومات هناك مدفونا بالبقيع
اذن النشاة التى ارتبطت بالتدين وليس التشدد هى احد مكونات جيلى بكامله
خاصة اولئك الذين عاشوا فى الحوشين "الماذون ، شيخ اسحق حمد النيل"
هى علاقات متشابكة ومعقدة وان كانت بسيطة فى الان نفسه
لان التدين لم يكن مرتبط بحزب سوى محبة الله
الكل يعنى الفرد تجدهم فى سرائهم وضرائهم كاليد الواحدة بنيان مرصوص
تعلمنا الصلاة منذ الطفولة ليست كامر ونهى لكن كاحساس ذاتى الدفق
يؤذن الشيخ "على الله " بصوته المشروخ ونقوم الى صلاتنا
لم يكن من مكيرفونات حين ذاك فى تلك المرحلة من حياتنا
لكنها دخلت لاحقا
الحوش نفسه كان كبيرا بحيث لاتدرى من هم ساكنيه بالفعل
من اول الزقاق حيث يفتح على قبة الشيخ البدوى وينتهى بالحائط الفاصل بينه وبين حوش "حبوبة العازة "
وتلك قصة اخرى
من ناحية اخرى كان لجدى الشيخ احمد ابراهيم ابلغ الاثر فى تكوينى
فهو والد السادة مرتضى احمد ابراهيم وصلاح والرشيد والهادى والسيدة فاطمة احمد ابراهيم
كان جدى احمد ابراهيم اكثر الناس ورعا من كل الذين عرفتهم
كنت تراه وجيوبه محشوة بالورق
ورق كان مرميا الى الارض ، يلتقطه ويعود به الى البيت
يشعل فيه النار وحين نساله لماذا فعل ؟تجئ الاجابة انها اوراق تحمل اسم الله فليس جائزا ان نرمى بها الى الارض
من حينها والى اليوم احمل ما حمله جدى من اوراق
كان مدرسا منذ ان وعينا على هذه الدنيا
حاملا صخرته الابدية معرفة وعلما



Post: #133
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد عثمان محمود
Date: 05-25-2009, 03:05 PM
Parent: #72

سلمى

كتاباتك صادقة، أعجبتني كثيراً

إمرأة من الزمن الجميل إسم صادف أهله.

محبتي

Post: #145
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-06-2009, 07:26 PM
Parent: #133

محمد عثمان محمود
والزمن الجميل عشته وهاانى اروى عنه الان
كانت مدينة الابيض من اجمل المدن التى عرفت صباى وشبابى
امى كانت من مدينة امدرمان
كل اهلها كانوا هناك
فاذا ما حل مكروه لاحد منهم كانت تسافر
تترك لى زوجها "والدى " واخوتى
كان والدى يعمل ناظرا لمحطة الابيض السكة الحديد
مرتبه بالكاد يفى بالحياة المستورة
كنت اكبر البنات لدى اسرتى
حين تسافر امى كنت الجا الى حيل تعلمتها منها
غالبا وللصدفة وحدها يكون سفرها فى الخريف ايام تكون المدارس فى اجازتها السنوية
يصرف والدى مرتبه ويقوم الى مادا بعشرين جنيها
هذا الكلام كان فى منتصف السبعنيات
عشرون جنيها على ان اصرفها طوال هذا الشهر
وكيف يمكن لاسرة كبيرةكاسرتنا ان تعيش بعشرين جنيها فقط ؟
كلما عدت الان الى تلك الفترة من حياتى احس بزهو كبير
لانى استطعت ان اتعلم كيف يمكن ان تدار الحياة ببساطة
يوم الجمعة كان هو يوم التسوق الكبير
يخرج والدى رفقة الاولاد الى سوق ابو جهل او السوق الكبير
"تعلمت من والدى ان لا استدين من احد قط "
كان لا يستدين من اى تاجر لانه كان يرى ان الموت اقرب اليه من حبل الوريد
ويخشى ان يموت وفى رقبته دين من احد
يجيئون باكرا من السوق افرد امامى محتويات تلك " القفة"
اجدها لحما وخضارا ورغيفا
اقوم الى المطبخ وقلبى يسالنى ماذا ساصنع ؟
كنت الجا الى حيل تعلمتها من امى
حيث كانت تطبخ احيانا بدون لحم فاستعيد ما كانت تفعله
اذكر ان تلك الايام كان سعر الكيلو من اللحم البقرى "اربعة قروش" بل ان الخروف بكامله كان 10 جنيها
احيانا كان ابى يتشارك مع الجيران ويذبحون خروفا ونعيش منه لمدة اسبوع كامل
وكان سعر صفيحة السمن ما لايزيد عن الجنيهين فى كل الاحوال
الزيت كذلك كانت صفيحته لاتزيد عن الجنيه ونصف الجنيه
كانت الجمعية التعاونية تحل مشكلات العاملين فى السكة الحديد
لانهاتبيع لهم بارخص من الاسواق "كل شئ"
حتى اذا مادخل التلفزيون حياة الناس سهلوا امر شرائه لهم
وكنا نعين والدى بالزراعة حول البيت ونربى الاغنام والدجاج والحمام نبيع الحمام والدجاج كيما نشترى اللحم
ونزرع الخضار كيما نختصر فى المنصرفات
تصنع امى الطواقى والمناديل والطباقة الصغيرة الموشاة بالفل حولها ونبيعها فى محطة القطار
كان بيتنا محتشدا مع ذلك بالضيوف والراغبين فى العلاج يجئيون من المحطات الصغيرة
ولانه الناظر ينزلون فى بيته
يحدث ذلك واحيانا تكون الحالة يعلمها الله
لكننا جبلتنا امى على البشر ولو بالبليلة نقوم طائعين الى بيت ال"جداد" "نغتال" احداها كيما نطعم الضيف
تعلمت من امى صناعة الرغيق فى البيت حتى اقتصد فى امر شرائه من السوق
وبنينا لاجل ذلك فرنا فى البيت وصنع لنا احد عمال المحطة فى مرحلة تالية فرن من الحديد
تعلمت من امى ان اطبخ البطاطس بدون لحم والاسود كذلك بل كل انواع الخضار
كنت اشترى اللبن الذى كان سعر رطله قرش ونص فقط بكميات كبيرة اصنع منه روبا واخش السمن والزيد
ثم امشى الى السوق لاحضار المادة التى تصنع منها الجبن
فنعيش ملوكا على تلك المنتوجات
حتى اذا عادت امى اشهدتها انه تبقت لى بعض المصاريف من تلك العشرين التى تعرف انها كل مصروف البيت لشهر كامل
نتزاور واهلنا الذيت تعرفنا اليهم فى الابيض
كان التاكسى يجئ حسب الطلب نسعى فى طلبه بالتلفون
يوصلنا الى حيث نشاء
ولم تكن الباصات تمر من بيتنا الا فى نهاية السبعينات طوال تلك المدة منذ العام 1970 الى العام 1975
كان هذا حالنا نتوصل بالتاكسى وفى الاجازات قطعا سفرنا بالقطار
الى الخرطوم ومنها الى بربر
اجمل مافى مدينة الابيض اننا عقب نزول الامطار ان كانت قد نزلت فى العصريات
نخرج الى كوبرى يقرب من المطار
نجلس الى الارض حاملين معنا شايا ولقيمات ونفترش الارض او الملاءات
ونقعد الى تلك الربوة حتى يسدل الليل استاره
يا لسحر تلك المدينة ويا لروعتها





Post: #136
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-25-2009, 11:58 PM
Parent: #72

الوليد محمد الامين
كان عبد العزيز العميرى عليه رضوان الله ورحمته هو مدخلى لمعرفة
ال ابوراس عمر وعلى
ومعهم مامون العجيمى ومهلب على مالك
ودكتور محمد عبد الله واحمد عبدالوهاب ودكتور سعيد الاقرع
وعلى نور الدين ونجيب نورالدين ومهدى نور الدين
ايمان محمد الحسن وتماضر شيخ الدين
ندخل الى دار كل واحد من هؤلاء كمن ندخل بيتا لنا
كانت الايام لها نكهة الحياة والعالم ملك لنا
كانما ولدنا لنتعارف او نلتقى كجسد واحد
نهل على بعضنا كما تهل الاهلة فى ليالى المظلمة فتنير
ما تزال تلك الاواصر منعقدة بوشيجة العميرى
رغم اختلاف امكنتنا الان لكننا نمتلك تلك الحاسة التى تلتقط احدنا الاخر
يعرفون مرضك وموت احد من افراد اسرتك
فيهاتفونك او يصلونك
كان يوم رحيله
وانفرط عقدنا
مضى عمر الى السعودية جاءنى حين كنت فى القاهرة
والتقيت على فى السودان كانما لم تفرق بيننا الايام بدانا من نفس النقطة التى توقفنا عندها
وكذا كان مامون العجيمى
كل الذين ذكرتهم
نجيب نورالدين كانت لى معه حوارات اذاعية مداها ستة ساعات "نجوم بعيدة "

ساحكى عن رحيل عميرى ومافعله فينا
كان عم ابوراس فى اخر لحظاته فى المستشفى
ولم ندرك خبر وفاته الا فى اليوم التالى
حكى لى مهلب انه بعد رحيل عميرى فليس من حزن ولا للحزن مقدار
جاء الى بيت ال ابوراس ووجد صيوان العزاء منصوبا
كان ثمة اطفال يلعبون الدافورى خلف ذاك الصيوان
توجس ان يكون احد من اصدقائه عمر او على قد حدث لهما مكروه ولم يكن يعرف من الذى رحل
نادى احد الفتية لاعبى الدافورى
ـ ياولد المات هنا منو ؟
ـ ابوراس
ـ منو فيهم عمر ولاعلى
ـ لا ابوهم
ـ الحمد لله ، رغم انه فقد لكنى خفت من تكرار الماساة

رحم الله العميرى وابقى اللهم على خيط التواصل بيننا ابدا

Post: #138
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-31-2009, 01:44 PM
Parent: #72

اسحاق بلة الجميل
الثمانينات
او الزمن الجميل كما اراه الان
ترى ابنتى اننى اسيرة "صندوق " اسمه الزمن الجميل
واجد ان تلك خاصية لذلك الزمن فهو جميل حقا
رغم العسف الذى لقيناه خلالهاايام حكومة النميرى
وتجليات العسف عديدة
اولها قوانين سبتمبر
وكيف انها حاولت الى رسفنا الى اغلال موغلة فى الغباء
رغم انها لم تكن فى حدة الراهن من التسعينات والالفية الجديدة
كانت الصداقات بين الاولاد والبنات تتصل لتكون صداقات اسرية فيما بعد
لايراها الاهل منقصة او خروج عن التقاليد
بل انها باتت تقليدا اجترحه ابناء تلك الحقبة
مرهونين الى النفاذ الى عوالم جديدة
حيث المكتبات هى المدخل
واقول المكتبات تحديدا ولى معها شان
ففى الابيض كان محجوب عوض الكريم عليه الرحمة والمغفرة اول نافذة اطل منها على تلك العوالم
كنت اشترى منه الكتب كل اسبوع فى مكتبته جوار مستشفى الابيض القريبة من بيتنا
مدخرة "شلن الفطور"
وحين بلغت الاسابيع مبلغا طويلا بحساب الزمن بات يسلفنى الكتب على ان اعيدها له "صاغ سليم"
وتوفرت لدى تلك العادة الى الان
حين انتقلت الى الخرطوم "اوائل الثمانينات"
كانت تلك العادة منتقلة معى
حينها التقيت العميرى ووجدته نهما للقراءة
وبدانا تعارفنا الى اولاد ابوراس "عمر وعلى "
وكانا يرفدانى بكتابات كاتنزاكس ، حيث درس على فى اليونان مهبط تلك العبقرية الروائية
وكان له ان مدنى بالمطبوعات التى تحمل روايات كاتنزاكس واشهدنا على رائعته السينمائية لاول مرة فى تلك الحقبة
زوربا ، التى لاتذكر الا ويذكر الفنان انتونى كوين
كنا نشهد الفيديو لاول مرة فى حياتنا على الاقل بالنسبة لى كواحدة من الاقاليم
وما زلت احتفظ بتلك الدرة السينمائية
وكان لى شرف ان التقى مؤلف موسيقاها فى اثينا العام 1991
رغم انه عاد عجوزا وكما اسماه اليونايين "وزير بلا وزارة " حيث تم تعيينه فى تلك الحكومة اليمنية
وكان لى شرف ان التقى بطلة تلك الدرة ايضا "ميلينا ميركورى "والتى كانت وزيرة للثقافة فى اليونان تلك الفترة ايضا
اقول ان الصداقات تلك الفترة كانت امرا حيويا
لم تكن وراءها اطماع او شهوات صغيرة
بل كانت شهوة القراءة هى اعظم ما تتحفك به تلك الصداقات
تطالع بنهم كما تطالع الحياة
من خلال روايات كان يوفرها معرض الكتاب المصرى ايامها
وكانت المكتبات تتبارى فى رفع اسهم القراءة لدى كل واحد منا
وانعقدت لنا صداقات بمن يكبروننا سنا ولكنهم مهمومين بالادب والكتاب
فكنت تجد ابن رشد لصاحبها محمد مصطفى يسن وهو عمى ابن خال ابى عليه الرحمة ، والمعرفة لصاحبها محمد سعيد القدال
وكنت تجد بانوراما لاولاد القاضى ،والنسق لصاحبها او اصحابها "دكتور عبد السلام نور الدين واحمد الطيب زين العابدين"
ومروى ، وعشرات لاتحصى من الاسماء ظللها النسيان وطواها الزمان
نجتمع فى تلك الدور متجاذبين الكتب من هنا الى هناك
تعلمنا ان نرمى الى احدنا بقنابل الكتب
يرفدنى على صعيد خاص اشقائى المتواجدين فى انحاء من العالم حينها
وكان لمعاوية شقيقى الاكبر شرف ان اتعلم قراءة محمد عبد الولى ، والجيلى عبد الرحمن ، ومبارك حسن خليفة
وكان لحذيفة شقيقى ايضا شرف ان اطالع كل ما نتجته سوريا حين كان طالبا بدمشق
وحين التقيت عميرى تفتحت اعينى على ابراهيم اصلان الكاتب المصرى المعروف خلال روايته مالك الحزين
وهكذا تجد ان الصداقة بين الناس فى تلك الحقبة الجميلة
وهى ليست قاصرة على السودانيين فقط
فلقد تبين لى انها تشمل كل الذين تعرفت اليهم
تجدها متجلية فى رواية "بيضة النعام" كاجمل ما يكون التجلى
تلك الرواية المغموسة فى الحنين لكاتبها المصرى السودانى رؤوف مسعد

Post: #135
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-25-2009, 05:11 PM
Parent: #70

Quote: ياخ مبدئياً ما تشتغلي بالردود واصلي في الكتابة السمحة دي
طولنا ما قرينا كلاماً يبل الريق .


يا اجمل زول اول حرفه خضر
تعرف الناس السمحين ديل هم جزء من الحاسة بتاعة الكاتب للالتقاط
هسى عاين لعمر عبد السلام دا ما خلانى اكتب عن كمبال؟
ولا فيتورى ولا منو ومنو؟
احبكم كلكلم ياخ
اها يلا حا احكى تفصيلة امكن تجيب لى "الحد"
والحد هنا من حدود تعرفها
وهى قصتى مع التدخين

العام 1985كان عام لبست فيه البلاد زيا بهيا على الصعيد السياسى ،كانت الشوارع فى كامل زينتها للتحول والنهر كان يصدح بالنشيد
قصر الشباب والاطفال احد البنايات فى مدخل مدينة امدرمان يقابله فى الاحياء الاخرى للنيل مبنى مجلس الشعب برلمان النميرى حينها
كان المعهد العالى للوسيقى والمسرح يحتل موقعا فى تلك البناية المكونة من خمس طوابق بعد تسكينه فى ذلك المكان
يموج القصر بالاطفال الرياضيين الموسيقيين المسرحيين
وكذا الشباب من نفس الفصيلة الابداعية
المسرح الكبير بصالته المكيفة يغط بالحاضرين كل مساء وكذا كان مسرح ” ماكيت بوب " وماكيت بوب هذا كان مواز للمسرح المكيف
حيث تلك الخشبات انتجتها عبقرية الطلاب لان بوب هذا كان احد علامات المعهد
سمين واحمر اللون لطيف المعشر وحلوه كان دفعتى
ثم هناك خلف المبنى حيث تقف باصات المعهد تلك المعدلة من "الدافات "بلونها الازرق وكنباتها الزرقاء ايضا
من الناحيتين يمكنك ان تجلس حيث المقاعد مثنى فى ناحية وثلاث فى ناحية اخرى
ثمة "فسحة " ثم تعود الى مدخل القصر من الناحية الخلفية حيث "كانت "ثمة خضرة تمتد على طول السور فى ذلك المبنى ،ثم انك تمر الان الى المدخل مرة اخرى حيث تجلس النافورة متوسطة صحن المكان يواجهها المبنى العالى المكون من خمسة طوابق تتوسط ارضية المبنى صالة تعبرها الى مداخل القصر
كانت الايام تشهد احتفالات المعهد بيوم المسرح العالمى
بدانا التجهيز لتلك العروض
كنت اشتغل بالتمثيل ايامها رغم انى كنت طالبة فى قسم النقد
معى كان من منظومة"الشباب التقدميين" محمد سليمان دخيل الله ومحمد مصطفى كردش والهادى ابراهيم الفلسطينى
كان اول فلسطينى يدرس المعهد وتعرفنا من خلاله على صديقنا الفلسطينى الراحل سعد
ذلكم الذى كان يعشق شعر الدوبيت ويحفظه عن ظهر قلب
مات بالحمى الصفراء او اليرقان
لم اكن حتى تاريخ تلك اللحظة اعرف التدخين قط
لم اجربه فى حياتى
كان عميرى رحمه الله قد عرفنى الى صديق له هو كمال عبدالله
الذى استقال من وظيفته كضابط فى سجن كوبر احتجاجا على اغتيال الاستاذ محمود محمد طه وهو لم يكن جمهوريا قط
لكنه كان له الفضل على فى كثير من الاشياء
اولها تعريفى بالفنانة الاثيوبية استر
وثانيها وان لم يكن خيرا فهو من حيث لا يحتسب التدخين
شهدت تلك الايام ندرة فى السيجاير ، فكان رغم اريحيته فى العطاء لمن سال
لكنه احيانا وفى ظل الندرة يخبئ علبته فى شنطتى وياخذه حين يكون اليوم قد انتهى
كان لشدة حضوره فى المعهد ظنه الكثيرين طالبا فيه
جاء يوم وكان العمل فيه فيه كثيفا ، بروفات لاتنتهى وحال غير الطبيعى
فلقد بدات ارهاصات الانتفاضة
مساء ذاك اليوم نسى علبته فى الشنطة بعد ان اوصلنى الى البيت
كان اليوم القبل الاخير للعروض ، وشهد حفلا كبيرا كان كل طلاب قسم الموسيقى مغنيين فيه
خرجنا مساء ذلك اليوم باتجاه بيتى بعد انتهاء الحفل
حيث كنا نمشى من قصر الشباب و الاطفال الى العباسية عبر طريق يعرفه لطول سكناه فى حى العباسية
حين وصلنا الى الخور الفاصل بين العباسية وفريق ريد
هناك اوقفتنا دورية حيث الامن لم يكن مستتبا
اخذوه الى جانب واخذونى الى جانب
سالونا نفس الاسئلة وجاءت اجوبتنا للغرابة متطايقة
ـ بتقرب ليك شنو؟
ـ خطيبتى
ـ بقرب ليك شنو ؟
ـ خطيبى
لم نكن متفقان على تلك الاجابة قط
لكن هذا ماحدث
حين ركبوا سيارتهم قال لنا كبيرهم من نافذة البوكس
ـ خلوا بالكم من الكلاب
فكان ردى
ـ الكلاب ام اربعة مقدور عليها
ضحك كمال بقهقهة ابانت تفاحة ادم بوضوح فى تلك الظلمة وقال
ـ يا بت الشيخ هسى كان كلامك دا وقع ليهم ما بلحقونا امات طه
وصلنا الى بيتى فى شارع الاربعين ودعنى وانصرف
كنت عادة حين اعود الى البيت افرغ شنطتى من محتوياتها فى السرير
وابدا بالمذاكرة او الكتابة ان كان لدى بحث او مقال او اى شكل
من اشكال القراءة
عثرت على علبة البرنجى فى حقيبتى
لم اكن ادخن قط ، قلت
ـ حاجرب يعنى شنو ؟
وبدات انفث الدخان وتطل اشكال لحيوانات وهمية واخرى لمزارع بدوت اقرب للمخدرة
كانت اخر واحدة فى العلبة
ونمت
صحوت فى الصباح وكان شيئا لم يكن
فى المساء واثناء البروفة النهائية احسست بصداع ماكر
وكانى لم اعد ما كنته
جاء لحضور البروفة اصدقائى محمد المهدى عبد الوهاب وصالح عركى
جريت باتجاه محمد المهدى وكنت اعرف انه يدخن
ادخلت يدى فى جيب قميصه واخرجت العلبة
جريت بعيدا الى ماكيت بوب حيث لاتمر اقدام من هناك وكانت تلك بداية الادمان






Post: #129
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-24-2009, 10:12 PM
Parent: #67

صلاح ود كوستى
او صلاح عوض الله
تلك ايام مازالت ترسخ فى الذاكرة تلتصق بها التصاق الطفل بالحبل السرى فى احشاء امه
وهبتنى زادا اعتز به
ومنحتنى قوة ما زالت تسرى فى اعضائى
سريانا لذيذا
اغمض عينى فتنفتح على تلك البقعة الساحرة
كلية المعلمات
فلذلك المبنى والمعنى اهب كل لحطة عشتها
كنا فى تلك الايام صبايا بعد
نحمل الوجدان شعلة ويشعلنا الوجد لحظة ان نبدا رحلة ما
كل يوم خميس كان له طعم اخر
فالخميس الذى نبارح فيه الداخلية كان رغم التفاف الاهل حولنا
يبدو ماسخا بلا طعم
حيث لا سمر فى نهاية اليوم ، لا احد يحدثك عن الفاشر
كما كانت تحدثنا فتحية ايكر
ولا مليط حيث كانت تفعل حواء الفضل
او غبيش حيث تفعل حسنى بت غبيش
او بارا حيث احسان اسماعيل وزينب كرداوى وعلم الهدى
او النهود حيث تحكى زينب حسن الخير وعائشة ابوبكر
ومن ملكال تترى الاحاديث من زينب مركز وعائشة العبيد وزينب عبد العزيز
او الجنينة وحديث لا ينقطع لحواء التعيشى
ولحواء التعيشى قصة
كانت من بنات الجنينة وحين تخرجنا انقطعت اخبارها
لكننا نلتقى عبر البريد
حين كان للبريد اوار لا يخبو
وظللنا نتراسل حتى بعد تخرجنا ، عصب كل هذا يجلس متحكرا استاذنا عمر مودى
جاءنى ذات نهار حار نبا زواج حواء التعيشى
التى تزوجت من وزير خارجية تشاد ايام كان حسين هبرى رئيسا
وكان ان بعث لها زوجها طائرة خاصة حملتها واهلها الى انجمينا
فى "سيرة " كانت الاولى مثلها فى الجنينة قاطبة
وظلت تلك الالفة تظللنا حتى الان
يوم ان التقيت سكينة بنت الحسين زوجة خميس جبدقون لاعب الباسكت ايام العز فى السبعينات
وهى من بنات جبال النوبة
كنت فى طريقى الى الخرطوم من الابيض العام 2005
لمحتنى فى الباص
وظلت تتابع حركتى وحين توقف الباص فى احد المحطات
جاءتنى مسرعة
ـ سلمى ؟
ـ سكينة ؟
وتعانقنا وبكينا
بعد غياب مر عليه اكثر من ربع قرن
لكننا ما زلنا نتذاكر احدانا الاخرى
حكينا وتساءلنا عن بنات دفعتنا
حدثتنى بمن ماتت ومن ترملت ومن باتت جدة
واوسيتها ان لاتنقطع بيننا الاواصر
لكنها مشاغل الدنيا
فى نفس ذاك العام التقيت ليلى احمد خليل ابو اليمن
ولليلى قصة اخرى
كنا متفقتان على "كجنة " الرياضيات
اتفاقا غير معلن فى البداية لكنه بات محل معرفة كل استاذ لرياضيات عبر الى فصلنا
بدءا من استاذ وهيب الى بهاء المصريان
نجلس فى الصف الاخير باتفاق مفضوح مع طالبات يجلسن فى المقاعد الخلفية
نتبادل المقاعد ريثما تمر العاصفة
نلبس نظارات سوداء ونتكئ على الجدار نائمتان
حتى اذا ما انتهت الحصة عادت كل الاشياء الى مواقعها الحقيقية
حين وصلنا الى السنة النهائية "كان هذا حالنا طوال اربعة اعوام دراسية كاملة "
وجدنا انفسنا امام امر واقع لابد من الاستذكار
لكن استاذ بهاء للتاريخ ساعدنا للغاية
كان يحمل كراسة الاجابة منى الى احد "العارفات بالعلم الرياضياتى " ويسالها
ـ والنبى خدمة ، حرام دى برضك اختكو ولا ايه ؟
تشتغل لنا تلك العارفة ماشاء الله لها او ما توفر لديها من زمن عقب انتهائها من الامتحان لنفسها
ولولا تلك المحاولة لاستاذنا بهاء المصرى لما تخرجنا حتى تاريخ اللحظة
عدت بعد غياب امتد لخمسة عشر عاما من السودان
وكما اسلفت التقيت استاذ عمر فاذا به يجمعنى وزينب كرداوى وفتحية ابكر وعلم الهدى وليلى احمد
جاءتنى ليلى وكنت فى طريقى الى كسلا حيث تعيش شقيقتى
كان العيد "الاضحى "وكنت لحظتها عائدة من حنتوب فى عزاء الراحلة صلحة الكارب
فى محطة الباصات وجدت من تكلمنى
نفس الصوت قبل الازل
والتقينا
لقاء المجانين الذى ما كان ممكنا لولا عمر مودى
لهم محبتى


Post: #128
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-24-2009, 05:11 PM
Parent: #64

الشاعر النبيل الحرف
ابوذر ابوبكر
نواصل الحديث عن تجربتى فى القاهرة
هنا القاهرة 14

مهرجانات ومؤتمرات

لمصر نكهتها فى المهرجانات التى لا ينقطع وصلها منذ اول العام حتى نهايته تبدأ بمهرجان السينما الدولى وتمر بمهرجان الاذاعة والتلفزيون ، لتعبر الى مؤتمرات الرواية ، الى معرض الكتاب الدولى ، هنا سنقف قليلا حيث لذلك المعرض مذاق خاص لدى المصريون وكل العالم من حول مصر ، فانت منذ بداية المعرض موعود بحضور دولى على كل الا صعدة الثقافية من كتاب ومعارض كتب وتشكيل ومقاهى ومخيمات ابداع يجئ الشعراء الى مخيم عكاظ الذى يشرف عليه الدكتور محمد ابو دومة ، ولابد للاشارة الى زعمى باننى كنت احد الذين حاولوا الى خلق وشيجة معرفة بين الشعر السودانى والمستمع والقارئ المصرى كنت اذن قد قدمت الشاعر يحيى فضل الله والشاعر محمد محمد خير ، خلال معرفتى بالشاعر محمد ابو دومة ، وهيأت للقاء سودانى بالكاتب دكتور حيدر ابراهيم والناقد بشير سهل فى احد اعوام معرض القاهرة ، وحاولت بحكم التحامى بالمجتمع الثقافى المصرى الى ذلك دون ان اكون واضحة فى الصورة حيث لا داعى لذلك كما زعمت ، وما ازال ازعم ، لكنى فعلت ما كان يجب ان اقوم به حيال (ناسى ) من شعراء ومثقفين واتصور اننى الى حد ما نجحت فى ذلك لكن العيب الاساسى لدى الكاتب السودانى باتجاه المثقف المصرى ان المصرى ( يتعاطى مع السودانى بتعال ) وهو امر موجود ،
لكن عن جهل من الجانبين ، فانت كيما توصل صوتك فى مجتمع ثقافى يفوقك عدة وعتادا ان صحت الكلمة عليك ان تكون متمكنا من ادواتك ، كما يتسلح هو بمعرفته الدقيقة لمجتمعه وثقافته وادواته بالتالى ، ما كان ينقصنا هو خبرات لم نكن نحملها فى البدء حين لجأنا الى مصر ، فنحن جئنا من بنية اجتماعية تخلو من المؤسسية ، على عكس مصر التى كانت تصدر الكتاب ، السينما ، المسلسل اتلفزيونى ، الاذاعى ، باختصار بنية ثقافية كاملة ، لم نكن نملك منها ادنى مستوى ، اذا حسبنا حساب ان مصر لها باع جعلها تحمل لقب ( هوليوود العرب ) بل ان معظم التسجيلات كانت تتم فيها منذ امد بعيد خاصة التسجيلات الصوتية ، وحين نقول ان مصر او مثقف مصر يتعاطى معنا بتعال فذلك قول مردود ، يمكن ان تجد البعض يفعل ذلك ولكن المثقف الحقيقى موجود ، لكن بالمقابل تجد الذى يجهل وازعم انه جهل متعمد ، والسؤال هل نعرف كل شئ عن مصر لنسال السؤال معكوسا ؟
فى مرة كلمنى استاذ جامعى سودانى طالبا منى بعض الكتب لبعض الشعراء السودانيين لان الناقدة عبلة الروينى تريد ان تطالعها لكنى رفضت بحجة اننا كسودانيين نعرف الشاعر امل دنقل زوجها عن ظهر قلب ،
واعتبرت الامر لا يخلو من تعال مقصود ،
ووصفت لها بعض المكتبات فى القاهرة التى تنشر الكتاب السودانى سواء فى مكتبة مدبولى او فى شارع الملك فيصل ، لكنك بالمقابل تجد من يعرف تاريخ السودان منذ حقب تاريخية سحيقة وبعض المؤرخين (نسيم مقار ) الذى اشهدنا على عشرات المؤلفات الخاصة به فى شان التاريخ السودانى
اذن نحن فى محصلة هذا الحديث من يتعاطى بتعال مع الجانب الاخر ، ليس دفاعا عن المصريين ، لكن الاصل هو ان نجعل من ثقافتنا امرا محتوما بوجوده فى تلك الجهات ولنطالب بعد ذلك بالمقابل










Post: #85
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Elmosley
Date: 05-11-2009, 02:18 PM
Parent: #1

واصلي الاندياح ياسلمى
ونحن كلنا سماع
الى ان تكملي الحكي
أحسدك على ذاكرتك الصاحية

Post: #86
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: مدثر محمد ادم
Date: 05-11-2009, 03:11 PM
Parent: #85

الرائعة سلمي سلامات

متابع

Post: #147
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-08-2009, 06:46 PM
Parent: #86

مدثر محمد ادم
هذا ماكان من امر بيت نشات فيه

رسالة
لم اكن اقصد بهذه الرسالة سوى امى
فلقد عجزت ان اكتب اليها لاقول لها
اننى اشتقت الى شاى الصباح المققن باللبن الذى كانت تحلبه من تلك العنزة المشاكسة التى كانت كثيرا ما تدلق اللبن الى الارض "برفسة منها "
لم اكتب اليها لاقول لها اننى اشتهيت "وريق الخدار فى ضل الضحى " ايام اجازاتى ، او مراقبتها وهى "تعوس " الكسرة فى الراكوبة كل صباح ، وكيف انها كانت تمسح بيديها المخضبتان بالعجين وبتلك الطريقة التى اعتادتها وتحكى لى وهى تفعل "المرة البتمسح وشها بالاول دى المرة السمحة ، والبتمسح كرعينا بالاول دى الحوامة "
لم اكتب لها هذه الرسالة الا لاقول لها ـ
ـ انى اشتقت لفطور الجمعة الذى نعده لانها تحس بتوافد اخوتها الاشقاء ذك التوافد الشهى المعجون بالمحبة والاشواق لها
وكذا انى اشتاق غداء الجمعة الذى كان الجمع فيه كبيرا لدرجة كنا نقسم الموائد الى عدد ممزوجة بيننا اولادا وبناتا ، رجالا ونساءا لياكل الجميع كتبت اليها لاقول لها
لكم اشتقت اليك يا امى

لكم اشتقت لفطور الجمعة الذى كنا نعده لحين يفدخيلانى ذلك الوفود المتوقع محملين بالاشواق والحب لنا
وكذا غداء الجمعة
حيث الجمع كبير لدرجة اننا نتقسم الى مجموعات ممزوجة بيننا صغارا وكبارا ، نساءا ورجالا
يا لتلك الازمان



كانت العمات والخالات فى السابق يتوافدون على حوش جدى الكبير فى العباسية
وحين رحلنا الى بيتنا فى امبدة
تحولت الجموع الى بيتنا او حوشنا الجديد
هناك
كان الناس يفدون من كسلا ونيالا والقضارف الكاملين ، القطينة ملكال، ونفد نحن من الابيض
لتلك البقعة الساحرة حوش الماذون
جمع مهيب كنت ،حين تتخطى الباب داخلا تحس ان هناك ثمة مناسبة تنعقد اواصرها
لكنهم اهلى جاءوا فى الاجازة الصيفية
كان للجمعة مذاقها، حيث كل الناس موجودة ، خاصة الافندية كما كان يسميهم جدى بابكر
تدخل امهاتنا الى المطبخ وكنا نتحاشى تلك المهنة او يجعلننا بعيدات عنها فى كثير احيان حين كنا صغارا
يخفن علينا صهد النار
ويتلقفنه بمهارة
تجد الراكوبة تعج بالضحكات ، الحلل الكبيرة تعج بها الكوانين وتندلق رائحة الطعام الينا فنتشهى
كن يعلمننا الطبخ دون ان يقلن ذلك
ـ بت تفيسة تعالى اقعدى لى جمب الحلة دى بجى هسى
اجد نفسى انظر الى الى محتوى الحلة فافهم ما بها واقوم فى مرة قادمة بالتحدى واعلن انى اعرف كيف اطبخ
فتتفاجا النسوة من فعلى
ولا اقول لهن انى تعلمت الطبخ منذ المدرسة حيث كنا نطلع رحلات مدرسية
جمع الطالبات كن من مدن متفرقة واصقاع شتى
لكنى تعلمت الطبخ على يد بنات دارفور اجمل من يعرف كيف يطبخ
لاكلهن مذاق الجنة ولحديثهن حلاوة الفردوس
حواء التعيشى وفتحية ابكر كانتا متخصصتان فى ملاح التقلية والعصيدة
اتقنت منهن تلك الخاصية
وحين سافرت خالتى اسيا للحجاز قمت بصنع العصيدة وملاح التقلية
مما فاجا الجميع يوم كرامة انعقدت لعودتها من بلاد الحجاز
يا امى
كان للجمعة مذاقها
لحظة ان نشرع فى "خت الغدا"
يجلس الجميع الى التربيزة الكبيرة الم"ختوتة " فى الصالة الطويلة
تلك الصالة التى شهدت معارك لعبةالطاولة بينك امى وهدى ووالدى عليكم رحمة واسعة
ولكم شهدت ايضا معارك ال"ضمنة" بين اللاعبين حين يجئ معاوية فى اجازاته وكذا طارق
تحل هدى من الداخلية فى الجامعة لتشعل البيت حراكا
وتحتد الالعاب
لكنى كنت اجيد لعبة واحدة هى المطبخ
ادخله من الصباح لاخرج فى المساء
كنت اقول
ان المائدة الان جاهزة ، امى تجلس الى كرسى جانبى والدى يتصدر المائدة
يتبسمل ويدعونا لذات الشئ
تبدا امى بالصغار موقنة انها تعلمهم كيفية التعاطى مع الاكل
ـ الزول بياكل قدامو ما قدام الناس سمح حبيبى؟
ـ اللقمة ما تبقى كبيرة بتخنقك ايوا حلاتو حبيبى
كانت كلمة حبيبى هى المفتاح
ترمى به الينا فنتلقفه ونبدا معه مسيرنا
وتظل ترمى الينا بمفاتيح المعرفة صغارا وكبارا
ـ ياحبيبى ما تاكل وخشمك فاتح ما سمح كدى ، ولا تمضغ الاكل بصوت عالى دى حاجة ما حضارية
كان خالى فتحى لا ياكل فى مكان تعلو فيه اصوات الطعام الممضوغ
بل انه يمضى لحال سبيله حتى ان تعمد احد بدعوى ان يغيظه

يا امى
اكتب اليك وفى قلبى الان صوتك يصيح فى لدونته المعهودة تلك
وتنصب منه وصاياك ايام الخريف، لكم اشتهى وصاياك
كل مانزل مطر يظل ذاك الصوت مارقا من بينى مجدولا الى روحى
ـ ما تمشو جمب الحيط لانها بتكون شربانة ودايما بكون فى سلك عريان خطر عليكم، حاسبو منه حبايبى
كان لزاما علينا لحظتها ان نمشى "مسارقة " فى بالنا وصاياها
نمشى كما يكون احرف لاعب سيرك
من ناحيتى كنت الجا ايام المطر الى حذاء فريد اسميته"كبك الجن "
ارسله شقيقى طارق لاحد الاولاد من اشقائى الصغار، لكن غيابه طال فلم يعرف ان العيال كبرت
واستطالت اقدامهم ولم يعد يناسب احدا منهم ، فعاد من نصيبى
حيث بت امتطى صهوته من البيت الى العمل فى الاذاعة مشيا
ضجت امى بالضحك يوم حكيت لها بامر صاحب طلمبة البنزين الكانت الى جوار استاد الهلال فى امدرمان
ذاك يوم عجيب
كنت عائدة من الاذاعة كعادتى مشيا، يبدو ان صاحبنا كان يراقبنى كل يوم
ذاك اليوم "غلبو الصبر والسكات "وجاءنى يسعى خلفى سالنى بادب جم
ـ يا بت العم
ـ اهلا وسهلا
ـ انتى بتجى من وين كل يوم زى الوكت دا؟
ـ من الاذاعة
ـ شغالة هناك ؟
ـ صاح
ـ طيب مافى عندكم مواصلات ، ترحيل يعنى ؟
ـ لا ماعندنا
ـ قلت لى بتجى من الاذاعة ؟ انى امنت بالله ، وبتمشى وين ؟
ـ امبدة ، الجميعاب
ـ لاحول لله ، كل يوم ؟
ـ كل يوم
ـ ليه فى حاجة ؟
ـ اى فى ، دا مشوار يكتل الله واحد ، على الطلاق الليلة ما بتمشى ، ارجينى فى محلك دا اجيب العربية واجى
وكان يهمهم "انى امنت بالله ، البلد دى مالا ؟ دا مشوار يهد الجبل
واوصلنى مساء ذلك اليوم الى البيت
وقبل ان يفارقنى مد الى يده بورقة مكتوب عليها رقم تلفونه واسمه وان على الاتصال به فى اى مكان واى زمان احتجت اليه
لم تفارقنى تلك الابتسامة والود الذى انعقد على محياه حتى هذه اللحظة فلم التقيه قط
حيث تم فى اليوم التالى اجراء اضافتى لترحيل الاذاعة

العام 1988 كان قد شهد خريفا غير مسبوق لم تشهد البلاد مثلا له
خريف اوقف كل حياة
حتى عاد الى السطح المثل الشائع يتردد بطلاقة "بجى الخريف واللوارى بتقيف"
ولعمرى فلقد توقفت الحياة واللوارى وكل شئ
لكن كبكى لم يتوقف عن مشيه
وكنت على يقين من انه لن يخذلنى
فكلما غسلته عاد له لون جديد
لكنى يا امى الان بتنا بعيدات احدانا عن الاخرى
هنا القاهرة
هذه المدينة بمكنتها ان تبتلعك وتقطع انفاسك من فرط "المناهدة "
والجرى غير المسبوق ، صعود السلالم التى ما تعودتها جموعنا قبل الان
هناك نمشى من اقصى الى ادنى مكان دون ان تحس بالتعب او رهق يعتريك
ولا تحس بوطاة المسافة يبدو لك لطيفا وومتعا
وهنا حيث التلوث فى اعلى معدلاته تحس الاجهاد من اول خطوتين
والتلوث السمعى الذى لا قبل لك به
حيث تصم اصوات السيارات وابواقها الاذان
بابواقها العالية الدائمة النواح التى احيانا يطلقها اصحابها بدون مناسبة
بل انك تظل خائفا طوال مشيك فى الشارع
لاتستطيع عبور ضفتى الشارع حيث تمور العربات كموج البحر فى اقصى درجات مده
لا يعنيها ان كنت عابرا والاشارة حمراء او خضراء المهم انه يعبرك انه حتما سيسحقك
تماما كما وجدت الحال فى السودان
نفس الفوضى يا امى
كل ماعليك "هنا او هناك "ان تقف مصلوبا الى حافة الرعب
كنت اقف حتى يفرغ الشارع شحنته الغاضبة من العربات
وفى البال حين اركض عابرة ان هناك من سيلاحقنى بالبورى محتدا
ظللت حتى ذلك الوقت ثقافنى فى البورى لاتتعدى استخدامها حالات محددة
اما نصر كروى"هلال مريخ" او زفة عرس وسط تشجيع المغنيات للسائق
دور بينا البلد دا نحرق الجازولين يا الوابور جاز

يا امى
اكتب اليك لاقول لكم انى سئمت السكنى فى هذه الاقفاص الذى لا بديل عنه الان
لكم اشتقت الى سرير" مجدوع" وسط الحوش
وذلك البيت الكبير والحوش الذى تمتد مساحته لالف متر مربع
الذى رغم اقتطاع اجزاء منه لسكن العيال لكنه ما يزال فى خاطرى ذلكم الكبير
اشتقت للسعات الشمس فى الصباح ونحن "نجرجر " السراير منها باتجاه الضل
الكانت حيطته مجاورة لبيت ناس ابو سامية والشام صديقة عزة
حدثونى انها تزوجت وباتت ام لعدد من الاطفال
يا لى الان اعتلى "سقالة الشوق "
هاهو صوتك الرائق يطوف باذنى
ـ يا بنات يلا قومو كفاكن نوم
يهل صوت عميرى وامتطى صهوته مغنية
ـ عزة قومى كفاك نومك
انام ياامى على حصير المنى وشوك الشوق الذى يطعن جنباتى الان
ها نحن الان نصحو متكاسلات باتجاه الشروق الصباحى
وانتى باتجاه المطبخ
تشعلين نار التمنى والحب والشاى
وتقوم عفراء باتجاه "سرايا عابدين " كما كان يحلو لها تسيتها
لكبر اعترى الصالةالتى كانت تمتد بطول البيت وصوتها مغتاظا
ـ ياامى ياخ كلمى اولادك ديل يعنى الواحد لو صلح سريرو بعد مايقوم مالوياخ ؟
وكانوا يتعمدون تلك الفوضى بدعاوى كثيرة
وتجدها تحث الخطى باتجاه تعديل الفوضى ولملمة اطرافها
هنا قميص ، وهنا بنطلون ، وهناك حذاء وتحته يرقد شراب متهالك
واحيانا تصيح غير عابئة حتى بابى الذى كان احد المتعاطين للسعوط
ـ ياخ كلمى الاولاد ديل ، دى حاجات حتى الجداد ما بياكلا ، ديل شنو ديل ياخى ، قرف؟
لكنها مع كل تلك الشكاوى كنت تسمعها تردد كل صباح منذ ان تم اختراع تلك الاغنية بلهفة حميمة
ـ وبقيت اغنى عليك غناوى الحسرة والاسف الطويل
لاتبدا النظافة الا وهذه الاغنية ملازمة لها
وتظل الاغنية دائرة بلا نهاية حتى اثناء نظافة العيد
حيث "مقيل العتاد والعدة فى واحة البيت المغروسة فيه اشجار الليمون واللارنج "
تلك الاشجار الكانت مثار جدل لا ينتهى بين هدى شقيقتى الراحلة ووالدى عليهما كل الرحمة
وهى الزراعية المتخرجة فى كلية الزراعة ووالدى الذى كان يحب الخضرة مستبيحا ارض لبيت لاجلها
والدى كان يضع السماد من مخفات "بيت الغنم والجداد والحمام "
وهى كانت تعود فى اعقاب ان يضعه وتنكته بمعاول اصلها الحب وفرعها الخوف على موت الشجر


لكم افتقد السماء الصافى والليل ولحظة "تهضلم " فى اغسطس ويبدأ رزاز المطر ليقطع حبل النوم وتبدا رحلة الدخول الى الغرف
البعض يدخل متبرما والاخر متكئا على حواف الاسرة فى انتظار انتهاء نوبة الرزاز ، وبصره يرنو الى عنقريب متكول الى حائط خارج مكانه ذاك فيما البعض احلوت له اللعبة واستطابها وبدا فى ونسة حميمة وصوت امى المتلهف يتساءل حينذاك
ـ فصلتو نور التلاجة ؟ كان الكهربا قطعت بتبوظ ، واحد يجرى يغتى الصاج ، غتيهو بالطشت الكبير ، وماتنسى شوال الفحم ، والحطب حق العواسة ، انت حبيبى امشى بيت الغنم والجداد ، اقفل معاك شباك بيت الحمام ، محمد حبيبى انا ما قلت ليك من النهار نضف السبلوقات ؟ نضفتهن
وتجئ الاجابة نعسانة
ـ معليش يمة والله نسيت
ـ ينساك الموت ، انشا الله المطرة ما تكون كتيرة ، باكر من الصباح تنضفن الله يرضى عليك حبيبى ، هسى عليك الله اجرى جرى الازيار ختيت الخرطوش فيهن لو اتملو ختو فى البرميل وما تخليهو فاتح الله يستر وما تقطع الموية كمان كان قطعت الا نشترى من ناس الكارو ، ومعاك كمان الازيار غتيهن ، الله يغتى عليك
الكل راكض تلبية لما طلبته امى ، البعض متغطى بالبطاطين والاخر حاسر الراس ، ويعود الجميع ليطمئن قلب امى
يا لك ياامى
تخفت الاصوات وتبدا هى بالهم الذى لا يجعلها تسكت تبدا بحديث سردى عن السباليق ، فى الاوضة ، السنة الفاتت كبينا الرقيطة ، والسنة دى كمان بتبقى تقيلة على العرش ، الله يهون ويقدرنا نعرش البيت بالزنكى ونلقمه من جوه ، لانه السباليق دى مشكلة كل سنة ، هسى عاينو السبلوقة التانية دى حبة الرشاش دا خلاها تسيل ، اجرى يامحمد اجرى ود امى جيب جردل للموية دى ، الله يهون

لكم احزننى رحيلك ايتها القديسة
لكم المنى انكى رحلتى لتلحقى باليف روحك الذى ترافقتى معه لخمسين عاما
اعرف ان هذه ارسالة لن تستطيعى قط الى قراءتها
لكنى اكتبها لك وحدك
اتمنى ان اعود الى هناك ، حين ينزل المطر واراه ينقر الجدران فتتساقط اغطيتها
ونبدا لعبة طالما احببناها جميعا تلك القائمة على رؤية الحيوانات والبشر الذين يكونهم الفراغ الذى يتركه طرف هذا الحائط او ذاك لحظة يتهدم ، هنا غزال ، وتضحكين قائلة
ـ اها داك راجل ، وجنبو ولد صغير
نرى معا غطاء السماء مكشوفا بلونه الازرق مرصعا بالنجوم تراه عزة "زى المرتبة الجديدة " ننام الى حضنها وتضحكين من خيالها
رحمة الله عليك ياامى




Post: #144
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-06-2009, 06:42 PM
Parent: #85

يوسف محمد عثمان بلال
او يوسف الموصلى
لعلى لن انسى السجال الذى كان قائما بينك والراحل جمعة جابر على صفحات مجلة الاذاعة والتلفزيون
لم اعد اذكر التفاصيل
لكنى اذكر انه موقع حب وعافية ذاك الكان بينك وبين جمعة جابر
اتمنى ان تكون محتفظا بتلك المقالات وان تنشرها لان هذا الجيل لا يعرف سر التواصل بين الاجيال
وهنا لابد ان احكى عن تلك القصة التى كانت رانت بينى وبينك
حين بدات تكتب تلك الكتيبات الخاصة بسيرتك وسيرة المقيم فينا مصطفى سيد احمد
ومحمد وردى
كنا فى القاهرة لعله العام 1992
حين قلت لى انكم بصدد ان تنشروا كتيبات لكل الفنانين حاملة سيرهم الذاتية ومسيرهم الفنى
تذكرت الان ملامح تلك اللحظات وكيف انى "احتجيت " يومها وقلت لكما انت ومصطفى
ـ انتو لسه صغار وقدامكم مشوار طويل
قلت لى
ـ يا بت الشيخ الزمن ما معروف
هكذا اذن غدت تلك الكتيبات مشروعا لمعرفة مصطفى على وجه الدقة
فهى الان المرجع الوحيد المتاح لمعرفة سيرته
لكن المشروع "مات " برحيل "شركة حصاد "
وحصاد هذه كانت شركة فنية تعنى بالتسجيل للفنانين من كل حدب وصوب فى السودان
قامت بتسجيل العديد من الاعمال لفنانين منهم على سبيل المثال
"محمد وردى ، مصطفى سيد احمد ، على السقيد ، يوسف الموصلى ، محمد الامين ، صلاح ابن البادية ، عركى البخيت
عثمان مصطفى ، هادية طلسم ، زيدان ابراهيم ، احمد الجابرى ابراهيم عوض "
على الاقل هذا ما جادت على به ذاكرتى الان
لكنى اقف فى موقف المتسائل حيث بعض تلك التسجيلات لم تر النور الى هذه اللحظة ، منها
تسجيل استمعت اليه من الفنانة زينب الحويرص
اود لو اعرف تلك الاحتجابة ومسوغاتها ان كانت موجودة ؟
اعرف ان تلك الايام جمعت كثير من الفنانين والعازفين الى داخلها
واشهدتنا على عظيم فن استطاع ان يخلد فينا
رغم انى كنت من المحتجين على التسجيل بنظام التراكات ، وما زلت استمع الى تلك الاغنيات ولا اجد فيها مذاق الاوركسترا الذى اعرفه
مذاق الحيوية الخافت النبض رغم اجتهاد اعضاء الاوركسترا
"ماهر تاج السر ، ميرغنى الزين ، نادر السودانى ، بهاء هاشم ،عثمان باص وغيرهم"
وما زلت اقف عند التسجيلات تلك واعدها محاولات للتجديد
لكنها لاتروى ظما عطشى لماء الاوركسترا الحية المصاحبة للمغنين
وكتبت ذلك فى مرة واقام على يوسف الموصلى وابوعركى حد التخلف واننى لست مواكبة
لكنى كنت اعرف فى تلك الازمان ان ستيف ووندر يغنى فى لندن وتصحبه الاوركسترا على الهواء من الولايات المتحدة
ولتلك الاغنيات ما يزال طعم اجده عالقا فى ذاكرتى ما لسبب سوى ان الحيوية هى ما كنت اصبو اليه ووجدته لدن ستيف ووندر
وافتقدته فى كثير من الاغنيات التى تم تسجيلها فى شركة حصاد
لكنها تجربة لها وقعها وسحرها وابهارها الملازم رغم كل شئ
واشهد ان تلك الفترة جاءت بالفنان محمود عبد العزيز كفنان شاب
لكن حيوية الموسيقى كانت اقل من قدراته
وانعكس ذلك فى اخفاق تلك الاشرطة الخاصة بمحمود تحديدا من الوقوف امام ما انتجه لاحقا من اغنيات من تلك الموقعة باالايقاع والعود فقط
التجديد مطلوب لكن ان نرهن كل موسيقانا للالة فذلك "وهذه وجهة نظر" تميت فيها زخم ما
تحيلها من موسيقى الى خمود ما
لان وقع الالة الحية على النفس اعظم من وقع الاليكترونية مهما بلغت جمالياتها
وما زلنا نستمع الى اغنيات الكاشف بنفس تسجيلاتها فى الخمسينات والستينات
وحين نقارنها بما هو راهن من موسيقى ماتحة من الاليكترونيات نجد الفرق متجليا
رغم ان هذه لغة العصر
لمن ماتزال الاوركسترا هى الاوركسترا والغناء هو الغناء





Post: #87
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: احمد العمار
Date: 05-11-2009, 03:17 PM
Parent: #1

اختى الحبيبة / سلمى

نشكرك لك هذا التوثيق الجميل

فأنت امراة جميل من الزمن الجميل






متعك الله بالصحة والعافية

أحمد العمار

Post: #88
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: امال حسين
Date: 05-11-2009, 07:46 PM
Parent: #87

كل امراة من ذلك الزمان نسيج متفرد لايحتكم الا لفرادته لكل واحدة معاركها ونهرها وشوارعها وقوة لا نراها الا عندما تخبزنا التجارب علي نارها حين لمحت قدرتك علي التجاوز طالت قامتي ولامست نجمة حاورناها معا حين كانت الخرطوم سماء نفردها اني شئنا ونطويها (هل تذكرى تجاوز للثقافة وكيف كنا نخبيء القصائد والقصص تحت اشجار كلية الطب من عيون العسس )اواه ياسلمي ايقظت في العتمة فانوسي المخبؤ
يا ريح ويا ذكريات ويا شجون علاما جئت

Post: #90
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عبد الله الشيخ
Date: 05-12-2009, 09:06 AM
Parent: #88

امرأة من زمن جميل..
قول للزمان ارجع يازمان!...............

Post: #91
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سمية الحسن طلحة
Date: 05-12-2009, 10:16 PM
Parent: #90

Quote: امراة من الزمن الجميل

وإلى الجمال تسوقنا تلك الأنامل
عصفت حروف ... ضجت أروقة الخمائل
فعلا ياسلمى
أنتِ هي
اكتبي لنا السيرة الحكاية
بالحديث عن النفس أو إليها
أو بأي صورة
ننتظر نسجك بردتك كيفما شئتي

Post: #92
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمود بكر
Date: 05-13-2009, 06:10 AM
Parent: #91

الفاضلة/ سلمى


اتابع بشغف هذا السرد الرائع

واصلي الكتابة لكن عبر السرد المباشر وليس البعد الثالث


لان السرد المباشر يقرب القاريء منك ويجعله يندمج يعيش معك تلك اللحظات
اما البعد الثالث فالقاريء بيكون محايدوينظر للصورة من بعيد

Post: #93
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 05-13-2009, 10:29 AM
Parent: #92

قال سلمى:

ترددت كثيرا ان اكتب سيرتى الذاتية
خوف ما
لكنه بعون كثير من الاصدقاء منحونى ثقة ان اكتبها
وربما احساسى بالموت
ليس لانه خوف
لكن لاننا لانكتب سيرنا وتموت بموتنا
ربما
لذلك ساكتبها للتاريخ
قد استخدم الصوت الثالث احيانا
قد اكتبها مباشرة
لغاية الان لم
ارسى على بر"
بعونكم سافعل
انتهى كلام سلمى


سلمى .. كلما أتذكر كلام بدر الشنا لما قال ليك:

(والله يا سلمى إنتي كتابة كتب) بكسر الكاف والتأء

واستعيرها لأقول:

والله إنتي سراده سرد

وقبل كده قلتي لي لو حكيت سيرتك ما تتردد قول
أي حاجة والرهيفة الـ تنقد، مالك هسع جيبتي
فيها (صوت تالت) نحنا قبيل شن قلنا؟

كتابتك دي ما عندها تمن .. أكتبي وبس لوجة
الثقافة والاستنارة والواعي ما بوصو

Post: #94
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: ودقاسم
Date: 05-14-2009, 01:34 PM
Parent: #93

إلى أن تعود سلمى وتواصل ..

Post: #96
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 05-15-2009, 06:43 AM
Parent: #94

دواخلِك بيضا يا سلمى
وبالعه حبوب الصراحه
ودي مواصفات الزول النقي
الصادق مع نفْسو ومع الآخرين.






نأسف لقطع التيار!

Post: #99
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: الق هاشم
Date: 05-15-2009, 04:19 PM
Parent: #96

سلمي امراة الزمن الجميل واصلي لنرتع في شواطئ المحبه ..
لكي عمقي وبعض ورق علي جدار مسافه مقدارها حبي العميق ..
سلامي لعزة اخبارها مقطوعه مني زمن..

Post: #159
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-28-2009, 01:33 PM
Parent: #99

الق هاشم
لاسمك وقع الماء على بدن يقاسى العطش
فيرتوى

الموضة
لم تكن الموضة ايامنا مثار اهتمام كما هى الان
لم نكن نتابع الا نجوم السينما خاصة العربية
كنا نحب على نحو خاص كما كل بنات جيلنا سعاد حسنى
ثم انتقلنا الى محبة نجلاء فتحى ، ثم شمس البارودى
لكن اكثر العلامات كانت لسعاد حسنى
ربما لاننا عرفنا انها نشات فىالسودان مع والدها الكان يشتغل بالخطوط فى المعهد الفنى
ربما كان هذا هو سر التعلق
لكننا بنفس القدر كنا نتعلق بشقيقتها نجاة الصغيرة
ونحفظ اغنياتها
وعلى ذكر الاغنيات العربية ـ المصرية تحديدا
كان خالى مامون يعيش بين اهل زوجته وتصادف ان عشت بينهم فترة قصيرة تلك التى كانت جدتى امى نفيسة قد سافرت للحجاز
كان عبد الله شقيق زوجة خالى ، رحمه الله فلقد رحل وهو فى عز الشباب
لكن ، كان له الفضل ان جعلنى طواعية او قسرا ، احفظ اغنيات ام كلثوم
فلقد كان طالبه فى مصر واحب ام كلثوم وجعلنى احفظ اغنياتها
فى ذلك الحين كانت الاسطوانات والبيك اب هم الوسائط الوحيدة للاستماع
ومنذ الصباح الباكر تجده ادار اسطوانة ما لام كلثوم وجعل يغنى معها
كنت اجلس الى تلك الالة العجيبة التى تدور وتدور وتخرج تلك الاصوات
وبعد كل اغنية "اذا علمنا ان اغنيات ام كلثوم تمتاز بالطول "اجدنى اقرا له القصيدة عن ظهر قلب
مما جعله يحتفى بتلك الخاصية
لكنى بعد فترة لم اعد احب اغنياتها التى كانت تصيبنى بالملل
وحين زارت امكلثوم السودان ، كنت ما ازال تحت ذلك التاثير الذى ادخله الى روحى عبد الله البخيت
اذكر انه لم يكن عندنا تلفزيون بالبيت حينها
فكنا نمشى الى بيت الجيران ونظل نتابع الحفلات التى كانت تذاع حينها
اعود الى الموضات
كانت ايام طفولتنا قد انتشرت موضة المينى جيب ، فتجد الفتيات يتسارعن الى محاكاتها
وظلت الفتيات من بنات اهلى يرتدينها
لكنهن سرعان ما تجد انهن غيرن الى الماكسى وهو فستان طويل "لايزال على عرش السهرات والمناسبات الخاصة "
كانت الثياب هى الاصل فى الملبس لدى البنات والنساء على حد سواء
الثياب تاخذ لها اسماء من الاغنيات احيانا كما حدثتنى امى
"عشرة الايام ، شجن ، الحمام طار "الى غير ذلك
تجد ان الاسماء نفسها مرتبطة كما اسلقت بالاغنيات فشجن اغنية للفنان عثمان حسين ، وكذا عشرة الايام
ايضا ارتبطت الثياب فى اوقات بتلك التى تجئ بها الدلاليات من لندن
وكان للدلالية اثر كبير فى تسليط الاضواء على الموضات
بحس فنى عال الجودة
يجئن "برسالة لندن "من منابعها
وكانت الاغنيات ايضا عاملا فى انتشار الموضة تلك الايام
الى جانب السينما ولاحقا التلفزيون
بل ان الرقصات والاغنيات كانت ترتبط ارتباطا حميما بالموضة ومسميات الثياب والفساتين
حتى بين الشباب "الصبيان " لكنها لم تكن بالدرجة نفسها بين الفتيات
فتجد حين تغنى الفنان عبد العزيز المبارك باغنيته الشهيرة "تحرمنى منك" وكان يرتدى قميصا شاع ايامئذ
ان صار اسم القميص مرتبطا بالاغنية
الى ذلك بين الشباب كانت الموضات تتنازع بين الشارلستون و"جيب البندقية " من انواع البناطلين الضيقة
والتى كانت تساهم بها الى حد كبير السينما
ولعل انتشار الهيبز فى تلك الفترة كان له اثره فى ملابس الصبيان
بل ان البيتلز والجاكسون فايف اثروا كثيرا فى توجهات الصبيان فى الملبس وحلاقة الشعر ايضا
بل ان الفتيات ايضا لم يفوتن تلك الفرصة فظهرت تسريحات مثل "فرح ديبا"
و"دردقنى فى النجيلة " و"انجيلا ديفز" كناية عن حبهن لتلك الفتاة السوداء التى كانت من جماعة الفهود السود
فى الستينات والسبعينات ، وماتزال انجيلا تعمل فى احد المؤسسات الاكاديمية فى ولاية كاليفورنيا
وظل الى جانب كل تلك الازياء الجانب الاخر الذى يمكن تعريفه بالافرنجى كما كان بسمسه البعض المتمثل فى الجينز الذى غزا الحياة اليومية عقب دخول اعداد كبيرة من المهاجرين من الارتيريين والاثيوبيين
حتى ان الازياء الخاصة بهؤلاء دخلت الى متن ازياء العامة فى كثير من الاحيان
لم يدخل ما عرف بالحجاب الى سماوات موضات الفتيات حتى التسعينات حين بدا ماييسمى بالمشروع الحضارى
الذى جاءت ازياؤه مغايرة لكل ازياء عرفناها
تحول الزى السودانى الى عدة ازياء لا تستطيع معه تحديد هوية السودانية التى كانت موسومة بثوبها
ودخلت كثير من التعقيدات على الازياء
لكن ما يهمنا ان تلك الفترة شهدت تنافسا كبيرا فى تطوير الازياء بين الترزية
وهم فئة كان لها اليد الطولى فى تنفيذ الازياء وتحويلها من الورق الى القماش
ولعل ابرز الترزية فى امدرمان "ابراهيم افريكانو " الذى كان يفتح له محلا امام الاذاعة
ثم علمت انه هاجر وصار الترزى الخاص بعدد من نجوم السينما المصرية
لكنى لن انسى خالى بشرى عبد الله الشيخ عليه الرحمة
كان ترزيا باهر الاداء فى التفصيل يفتح دكانه فى العباسية ، تحل عليه جيوش من الحسان يبتغين فضل حياكة اشتهر بها
ثم كانت الفنانة سعدية الصلحى لها ايضا باع فى خلق وتطوير الازياء بافتتاحها محلا فى العباسية
الى كل هذا وذاك حاولت ازياء "سلوى بوتيك "ان تجذب زبائن لها
اما فى الاحذية فكان لباتا وتوموشيك وسلامة باع طويل
لكنم لا ينافسون تلك الاحذية المصنوعة يدويا كما كان لدينا فى العباسية "احذية عشرة الايام "

بالمقابل فى مدينة الابيض اشتهر الفنان موسى ابا فى تفصيلاته الراقية
اما الثياب فكانت تتعدد مصادر مبيعاتها من الخرطوم الى امدرمان ولاننى لم اكن منتمية حتى تلك اللحظة الى المشترين فاننى كنت البس كل ما تجود به على اسرتى
ربما فات على الكثير الان بسبب الغربة من متابعة الازياء وبيوتها
فلكم العذر



Post: #100
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد مكى محمد
Date: 05-15-2009, 04:48 PM
Parent: #96

Quote: يا ود امى
اسمك دا غايتو بذكرنى اهلنا ناس فريق المكى فى امدرمان
وطيبتك وسماحتك دى منهم بتكون


تعرفى ياسلمى عمر أحمد مودى برضو جمعنا,الاستاذ المربى الفاضل درسنى فى المؤتمر الثانوية.كان يحمل كل السودان فى قلبه,برغم من أن واجبه تدريس التاريخ,ألا أنه أضاف إلى ذلك الأدب السودانى,فحببنا فيه,علمنا سيرة جمال محمد أحمد وسرد لنا سالى فو حمر وطلب تلخيصها منا.كنا نترقب حصة الادب بفارق الصبر.له أجمل التحايا.
ولك مثلها
معزتى



Post: #101
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: osman righeem
Date: 05-15-2009, 08:18 PM
Parent: #100


اختنا الاستاذة سلمي


استدعاء الجمال و مشاركة الاخرين فيه
استمرار لمكونات الجمال وليس اختزال للجمال في رقعة
زمنية بين هلالين


متابعين باقي الحكي

Post: #103
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: Tumadir
Date: 05-16-2009, 00:34 AM
Parent: #101

تعرفى يا سلمى الشيخ

البتعملى فيه ده صاح مية فى المية

السودانيين ذاكرتهم ضعيفة تجاه اداء النساء


حسة يتكلموا عن الشعر ولا المسرح ولا الكتابة ..اسامى ناس كتار بتسقط سهوا ...

مفروض كل واحدة ساهمت فى مجال ابداعى أو أكتر من مجال زى ما بحصل دايما تمسك الورقة الوالقلم ..او الكيبور والاسكرين زى ما عملتى انتى ....وتتكلم ...وتعتمد على ذاكرة الانترنيت والارشيف ..فهى الاكثر وفاءا ...


متعك الله بالصحة وأسعد صباحاتك وأماسيك بالفن والابداع

Post: #104
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: مزن ابوعبيدة النيل
Date: 05-16-2009, 02:02 AM
Parent: #103

استاذة سلمى

الساعة عندي عملت 5 صباحا
عيوني شايفة طشاش طشاش
و بفتش في حروف الكيبورد فتيش متمنية ما اكون جوطت الدنيا و كتبت لي حاجة ما ياها
بس المتأكدة منو انو انتي انسانة كتتتتتتابة جدا جدا
و انا بحبك جدا جدا

Post: #105
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 05-16-2009, 07:24 AM
Parent: #104

ما احلاها معاك
رحلة فى الزمن الجميل




بوحى اكثر
جميل جدا
ان تعيدى سيرة
ذاك الزمن

Post: #167
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 11-18-2009, 02:05 AM
Parent: #103

تماضر ومزن
اهديكن بعضا من الق الماضى
محبتى الابدية

الحصة معاينة
الى اساتذتى الاجلاء فى تلك الحقبة جميعا
المكان : كلية الملعمات الابيض
الزمان :منتصف السبعينات القرن المنصرم
كانت كلية المعلمات الابيض تعج بالمعلمات والمعلمين لكل العلوم الانسانية "اللغة العربية ، التربية الاسلامية ، الجغرافيا،التاريخ،الرياضيات، التربية البدنية،اللغة الانجليزية،الاحياء، الفيزياء، الكيمياء، الفنون ،اضافة لطرق التدريس التى ينضاف اليها علم النفس التربوى "
تحوى المدرسة المعامل ، غرف الطبخ ، غرف الخياطة والتطريز ، غرفة الفنون
الى كل ذلك ملاعب كرة السلة ، الطائرة ، استديو اذاعى ، المسرح بطبيعة الحال ، مكتبة ضخمة ، السفرة والمطبخ المرادف لها
كل هذا ساهم فى انتاج معلمات مؤهلات لتدريس الاجيال
كانت الدراسة تبدأ كما فى المدارس الاكاديمية بنفس المنهج تقريبا ، لكل طالبة مقعد ودرج خاص كما لها سرير ودولاب فى الداخلية ، الفارق الوحيد ان الطالبات يجلسن للامتحانات فى نهاية العام لامتحان يتم تصحيحه فى بخت الرضا
وتنتقل من ثم الى الصف الرابع
بنهاية الدراسة فى الصف الثالث تقوم ادارة التدريب بارسال الطالبات فى رحلة طويلة تمتد من الابيض فى الوسط الغربى وتنهى فى الشرق تمر بمعظم اقاليم الوسط والشمال فى السودان
عام دراسى ملئ بالزخم المعرفى على كافة الاصعدة ،
ففى غضون الايام الدراسية ثمة ليال مسرحية تقوم كل اسبوعين تتنافس فيها الطالبات "فى الاعداد والاخراج والتمثيل والغناء والرقص حيث تشتمل المدرسة على كافة التركيبة القبلية والسكانية للوطن فى عمومه من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب والشرق والغرب "
الى كل ذلك فنهاية العام الدراسى تشهد تخريج طالبات الصف الرابع ويصحب هذا التخرج احتفالات بلا حصر للمعارض من الاعمال التى انتجتها الطالبات ، من تطريز وتفصيل الى صناعات يدوية ، ويتم ايضا اختيار انظف داخلية طوال العام ، احسن ممثلة ، احسن راقصة "
بعد الانتقال الى الصف الرابع تبدأ دراسة من نوع آخر ، حيث يبدأ تطبيق الطرق فى التدريس بعد ان تكون الطالبات قد درسنها فى الجزء الاول من العام
وهذا يتطلب ان تبدا الطالبات بتحضير انفسهن للتدريس وقيادة فصل دراسى كامل ـ عادة لاتتجاوز عدد التلميذات فيه العشرين ـ من الصف الاول وحتى الصف الرابع ، ثم لاحقا يقمن بتدريس الصفوف الكبرى ـ الخامس والسادس ـ
هنا تبدأ مرحلة اخرى وهى مرحلة حصص المعاينات ، وهى حصص تؤديها مدرسات امضين عدد من السنوات فى التدريس ، وتكون بمثابة معارف جديدة للطالبات فى السنة الرابعة فى الكلية
بطلة هذه الحصة تقوم بتدريس المادة المحددة ايا كانت ـ تاريخ ، جغرافيا ، علوم ، لغة عربية ، تربية اسلامية ـ وتقوم هذه الحصة فى قاعة كبيرة تعرف بقاعة "المعاينة " وهى قاعة تتسع لاكثر من مئتى طالبة ، مثلها مثل قاعات المحاضرات فى الجامعات ، تتدرج من الاعلى الى الاسفل ، حيث تجلس الطالبات المتخرجات فى الصفوف الخلفية للقاعة ، يليهن المدرسات والمدرسين المشرفين على النقاش الذى يعقب الحصة ، ثم فى ادنى مستوى للقاعة هناك ، تجلس التلميذات اللاتى تم اختيارهن لاجراء المعاينة عليهن ، واما القاعة تقف المدرسة فى مستوى اعلى قليلا من مستوى المقاعد حيث تقف الى مصطبة والى ظهرها تقف السبورة ، وبطبيعة الحال تستخدم "وسائل الايضاح التى تعدها قبل الحصة بايام ليقف المشرف عليها "وهى مواد تجلبها ادارة المدرسة او ادارة التدريب ، حسب المادة وحسب الوسائل
وفى الحصة نلاحظ ان المدرسة تبذل اقصى ما لديها حتى تخرج هذه الحصة على نحو متكامل تستفيد منها الخريجات ـ طالبات الصف الرابع ـ
تبدا الحصة لاتى عادة ما يكون توقيتها مطابقا لتوقيت الحصة لاعادية ـ 45دقيقة ، وبعد انتهاء الحصة تخرج التلميذات الى مدرستهن ، لتبدأ بعد ذلك حلقة نقاش لسلبيات وايجابيات الحصة
بالتفصيل القاسى ، ولان الطالبات المتدربات ـ الخريجات ـ هن اللاتى اقيمت هذه الحصة لاجلهن فالمطلوب ان يقمن بتسجيل النقاط ومناقشتها والمشرفين سواء السلبيات او الايجابيات
هذا ماكان من امر الكلية بمعارفهاالتى كانت لاتعد ولاتحصى

Post: #156
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-21-2009, 01:10 PM
Parent: #96

محمد فضل الله مكى
الان ادخل الى عمق اسمه الابيض
العام 1969كان عاما فارقا فى حياتى
حين وصلت ذاك اليوم من رحلة طال امدها ليومين بالقطار من الخرطوم الى الابيض
كانت الايام خريفا ، لذلك يظل القطار متارجحا بين المشى البطئ وخفة ان يحاول ايصال حمولته الى حيث يجب
تلكا القطار كثيرا فى تلك الرحلة
كنا ، كل واحد يحاول ان يرسم فى خياله صورة للمدينة التى لم نرها قط
حين توقف القطار لم نكن نعرف ان تلك المحطة هى الابيض
حتى واجهتنا لافتة كتب عليها باللغتين العربية والانجليزية اسم المدينة
شهقنا باجمعنا
فتلك اول رحلة لنا فى اتجاه الغرب الاوسط ان صحت التسمية
دفعنا برؤوسنا باتجاه المدينة
اول ما يصادفك ناحية اليمين مبانى القيادة الوسطى ويسارها السجن العمومى
وتدخل الى المحطة
يتهادى القطار الان ، ننزل باتجاه البيت
المسافة ليست بعيدة بين المحطة والبيت
حملنا امتعتنا وتوجهنا صوب البيت
البيت كان يبدو غريبا على
فغالبا ما اعتدت بيوت من الطين المتراصة فى حميمية فى العباسية
هنا بيت كبير من الخارج يبدو كقلعة لمن يراه من بعيد
مبنى بالقرميد الاحمر سقفه منحدر لتندلق منه المياه فى الخريف
صالة او برندة مسقوفة بالزنك ، مطبخ صغير ، فى ركن من الصالة ، الى جانبه مزيرة عليها زيرين كبيرين
ابيضين من النوع المسمى قناوى
يفتح الصالون على الصالة الزنكية ، ثم الغرفة التى احتوتنا باكملنا ،الى جانبها غرفة حوت امى وابى
اذن بيت فيه ثلاث غرف لعدد كبير من الاطفال والمراهقين
رغم صغره كنا نراه جنتنا
فى الركن البعيد من الغرف تقبع الراكوبة حيث الحياة كلها كانت تجرى هناك
امامها تمتد نيمة تظلل البيت باريجها فى الخريف وزهورها الصغيرة الصفراء
حوش كبير يستطيل امام البيت وفى الخلفية ايضا حوش صغير يقطعه زقاق خلف الصالون
ثلاجة ظلت تدور منذ العام 1969 الى يومنا هذا
انتقلت معنا الى امبدة حين انتقل والدى بعد ان نزل المعاش
منذ ان دخلت الى ذلك البيت بدات العمل كام ثانية لاخوتى
كنت الثالثة بين الاولاد الكبار
والاولى فى البنات ، فمنذ تلك اللحظة التى نزلت فيها السقاطة فى الباب الخارجى
تحتم على ان اظل الام فى غياب وحضور امى عليها رضوان الله ورحمته
تعلمت الطبخ فى تلك السن الباكرة
وان اقوم مقامها لحظة ان تسافر الى اهلها فى امدرمان
لم اكن فى السابق سوى دلوعة حبوبتها
حتى تخرجت فى كلية المعلمات واشتغلت وتزوجت فى هذا البيت
يوم نزل والدى المعاش كان يوما تقرر فيه ان نعود الى امدرمان
لعمرى بكيت بل بكينا باجمعنا
مرتع صبانا وشبابنا
جاءنا اهلنا من ناس المحطة وشيعونا كمن رحل لا كمن غادر
ففى هذا البيت انعقدت اولى محطاتى الحياتية من ندوات كنا نقيمها
ايامها شاركنى فيها الانور محمد صالح وبابكر الدقونى وعصام يعقوب
كان يجئ الينا فيه الشاعر فضيلى جماع
شهدت مكتبته الصغيرة اول عتبات القراءة لتفسير ابن كثير والعقد الفريد ومجلة الرسالة
نسافر منه فى الاجازات ونعود اليه ملؤنا الفرح ان عدنا الى بيتنا
كان والدى يدفع ايجارا له ستة جنيهات فى الشهر
فيه وضعت ابنتى فى تلك الغرفة حيث رفضت ان امشى الى المستشفى
وكان مولدها على يد خالتى فاطمة الداية
مازلت اذكر "عطستها " وهى تخرج الى الدنيا مخالفة كل نواميس العالم
فيه تعرفت الى الميدان السرية ادسها تحت مخدتى فى السرير
واطوى معها "الهدف " لسان حال البعث العربى الاشتراكى
ادمنت فيه الراديو الذى كان نديمى وحتى الان
تعرفت الى معنى ان اكون صديقة لسعاد ابراهيم التى ما بارحتنى قط منذ المدرسة الثانوية العامة والى الان
كنا نخرج معا ونحل ونرحل حتى زعم الناس اننا شقيقات
وكانت الشقيقة واهلها اهلى الى هذا اليوم
فى ذلك البيت قرات اول رسائل المراهقة من نوعية كان يقذف بها اصحابها الى موقفى حيث انتظر الباص
يوم ان رمى لى احد الشبان الكان موظفا وكنت انتظر الباص فى الصباحية تلك
شاهده احد العمال فى المحطة وهب خلفه ناهرا
ـ دى بت الناظر يا عديم الادب
وما رايت ذاك الشاب مرة اخرى
حيث كان مجتمع السكة حديد يقوم على العشيرة التى تحمى افرادها البعض
تعلمت فى ذلك البيت ان الكل هم اهل لافرق بين من جاء من الشمال او الغرب
وما زالت تلك الاواصر تنعقد بيننا
ما زلنا كما الاهل
منه كنا نخرج الى الزرية فى ظهر البيت ونسرق ماشاء الله لنا من صمغ نلصق به روح المدينة الينا
من ذاك البيت تعلمت معنى ان تكون روح للاخر
يا لتلك المدينة ويا لذاك البيت

Post: #155
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-20-2009, 10:59 PM
Parent: #93

محمد الجليل
ساحكى عن قصتى مع "القروش"
وكراهيتى لها الى يومنا هذا
فلست من الذين يكنزونها لاليوم ابيض ولا احمر
كل الايام عندى سواسية
ولسان حالى يتحد ومقولة جدى بابكر عليه الرحمة "اصرف مافى الجيب ياتيك مافى الغيب"
كنت فى تلك السن الصغيرة لم ادخل المدرسة بعد ،
يسكن الى جوارنا رجل عرفته ال"حلة "انه احد ندماء الطيب ود ضحوية
هكذا حكت لى امى بعد سنوات حين حكيت لها مشهد ذاك اليوم
قالت امى نفيسة "امشى بيت ناس حاجة العازة وجيبى لى منهم ..."
لااذكر ماذا كانت تطلب ؟لكنى اذكر انى دخلت ذاك البيت
مدخله اذكره تماما كان عبارة عن زقاق ليس بالضيق لكنه فى عرف اهل امدرمان زقاق
دخلت بعد ان دفعت الباب دفعة خفيقة اعتدنا ان نفعلها فنحن ندخل بيوت الجيران
كما يفعلون ، لم تشهد بيوتنا مفاتيحا قط ، فالباب اما مسنود بحجر او عود او عتلة فى اغلب الاحيان
دفعت الباب وجدت ما اهالنى
كان جارنا يجلس الى طرف العنقريب ،العنقريب كان كبيرا مثل تلك التى يسموها "مخرته"
امامه رايت مالم اره فى حياتى ، كان يجلس وامامه رزم من الاوراق المالية تمتد صفوفا
وتقعد مسترخية الى بطن العنقريب
جريت وقد اصابتنى حمى لا اعرف ماذا قلت لامى نفيسة
ولا كيف وصلت البيت الذى لم يكن بعيدا
دثرتنى امى نفيسة بعدد من البطاطين وجلبت لى كل ما يمكن لانزال مالم بى من حمى
ومنذ تلك اللحظة قام جدار ثقيل بينى وبين القروش
لا احسبها قط ولا اكترث لها البتة
ذات يوم وبعد عدة اعوام طلب الى المحاسب فى الاذاعة ان اعد اول مرتب لى
لكنى ما عددته ومضيت قائلة
ـ انت بدوك ماهية شان تسوى شنو؟
لحقنى بعد دقائق قائلا
ـ يا بت الشيخ مرتبك ناقص مية جنيه
مدها باتجاهى اخذتها وحشرتها مع الباقى من النقد الذى نقدنى اياه
كنت عقب تخرجى فى كلية المعلمات قد تم رصد راتب شهرى لى ، يبدا من يوم التخرج
لكنى لم اذهب قط لاحضاره كان والدى عليه الرحمة يفعل ويمنحنى خمسة جنيهات فقط
وحين بت امشى الى المديرية لصرف راتبى يكون ذلك على مضض
فى مرة كنت فى معسكر فى ولاية لويزيانا وكان الراتب يومها قد وصل الى خمسة الف دولار كاملة
لكنى لم اجروء ان اعدها تركت لابنتى ان تفعل ، ارسلت ما ارسلت الى اهلى فى السودان
مع ذلك لم افرح بها قط
تكونت لدى عقدة من المسمى "قروش "منذ تلك اللحظة وازعم انها لن تبارحنى

Post: #153
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-15-2009, 09:06 PM
Parent: #92

Quote: واصلي الكتابة لكن عبر السرد المباشر وليس البعد الثالث


محمود بكر
ايها العزيز
يبدو انى قرات ما كتبت بعين واسعة
لذلك وافقت عليه مباشرة
لاننى وجدتنى اتموه واتوه فى البعد الثالث

لا اعرف لماذا خطر لى الشاعر محمد مدنى فى هذه اللحظة تحديدا
تعرفت اليه العام 1979
رفقته تعرفت الى عادل سليمان عليه الرحمة وكذا عادل عبدالرحمن
ذلك ما كان تعارفا بل يمكن ان تسميه انسجام حيوى بين كائنات ما فى زمان ما ومكان ما التقوا
كانت الدوائر متسعة حينها اعنى دوائر التلاقح المعرفى
اول مرة قرات "النزعات المادية ـ لحسين مروة ـ كان من اوقفنى عليها هو محمد مدنى
ذلكم الشاب الطويل النحيل الذى يمشى شعرا ، وياكل شعرا ويتحدث شعرا
رغم انه كان مهجوسا بالقتال الفكرى الى جانب الثورة الارتيرية
لكنه بالنسبة لى كان كنزا وجدته فى مرحلة ما من حياتى
من خلاله دخلت الى باحة معرفة جديدة هى "الثورة الارتيرية "
رفقته الراحلين ـ عمار وحكيم ـ عليهما رضوان الله ورحمته
كانت مكاتب الثورة الارتيرية هى ماوانا فى احيان كثيرة تقينا من صهد
الحر وتلقم الينا كل يوم ببسالة جديدة
لم تكن هى الوحيدة التى نلتقى فيها ، كان ابو السرة ايضا ماوى عليه الرحمة فلقد كان يعمل فى المركز الامريكى
ومن هناك كتب الشاعر القدال قصيدته "مسدار ابو السرة "
تلك القصيدة التى كنا حين نخرج فيما بعد فى الليالى الشعرية تكون خاتمة الليلة
وباتت نشيدا فى تلك الفترة من مقاومة نظام النميرى
اذن انسجمت كيميائى ومدنى ، ذلكم الفتى الذى لا يمل القراءة كدودة ،
ولا يمل المشى والشعر والسائل المزيل للكابة كما كان يسميه
كان يدخلنى الى بيوت اهله من "الختمية " يضحك وهو يقودنى الى تلك الاماكن يقول
ـ هوى يا بت الشيخ هنا الناس ديل تملصى جزمتك وتسلمى عليهم فى ايدهن ، مافى لعب
لكنى لم افعل قط
تعرفت الى اعداد كبيرة من المقاتلين الارتيريين فى تلك الايام ومازالت اواصرنا منعقدة حتى الان
كان محمود كدان الذى عمل لاحقا فى سفارة ارتيريا فى القاهرة يجئ الى مكتبى فى جريدة الاتحادى
يقعد الى مكتبى المتواضع فى ادب ويحكى عن ايام كنا نعيش اللحظات المريعة حين يرحل احد اصدقاءنا من المقاتلين
ويقول لى "نحنا تعلمنا منكم النضال والقتال ـ احببنا السودانيون واحببناهم وسنظل نحبهم الى الابد"
ثم كانت تلك النسوة من المقاتلات اللاتى تشرفت بمعرفتهن والتقينا وكثيرا مناقشات احوال بلادنا
مهمومات كن بالتعليم والنهضة الشاملة لشعبهن
ولولا محمد مدنى لما عرفت احدا منهم
لكم اهدانى معنى جميلا للحياة ذلكم الولد النحيل الجميل




Post: #152
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-14-2009, 05:35 PM
Parent: #91

سمية الحسن طلحة
بت العزاز
كانت العباسية مهبطا لعدد من المبدعين
حباهم الله علما من عنده فلم يقفوا الا لبذله للاخرين
كان الحوش يضم عددا من الادباء والفنانين
يسكن فيه الكاتب الروائى خليل عبد الله الحاج وهو ابن خالة امى
امه امنة بت محمود وامى سكينة بت نفيسة بت محمود
كان يهل ايضا الرسام البارع عمر خيرى او جورج ادوراد
وهو يمت لامى بنفس الدرجة التى لخليل عليه الرحمة
يجئ فى الاجازات الخال صلاح احمد ابراهيم
تجدين المنتدى منعقدة اواصره بذلك الزخم
الى جانب كل هؤلاء كان يحل الكاتب عيسى الحلو
لم اكن اعرف انه ليس قريبا لنا لفرط وجوده فى بيتنا
لكنى علمت انه صديق الخيلان
حين اصدر كتابه "ريش الببغاء " لعله فى اواخر الستينات "
كان بيتنا موقعا اختاره لتخزين تلك المجموعة
يلتقى كل هؤلاء وغيرهم من الفنانين خاصة حين يهل صلاح احمد ابراهيم
تعرفنا فى ذلك الزمن الباكر الى الراحل على المك والفنان محمد الامين
كان لجدى العاقب خال امى بيت فى العباسية
ولانه يعيش فى مدنى فان هذا البيت يكون مفتوحا للفنون اسميناه "الفيلا"
يجتمع فيه الشعراء والفنانين فى ندوة مفتوحة بلا اخر
يجاور ذلك البيت نادى العباسية
وهو اول خشبة مسرح اصعد الى متنها
حيث كان يتوفر على تدريبنا للمسرحيات القصيرة الراحل عم اسماعيل خورشيد
ومنه خرج الكثير من الفنانين "زيدان ابراهيم ، ابراهيم حسين ، محمود تاور فى مرحلة لاحقة "
لم ينقطع سيل الفنانين فهناك الفنان المصور الراحل سيد احمد محجوب
كان يجئ الى الحوش فى اوقات الظهيرة يطلب الى ان اقف الى المراة فى الدولاب فى الغرفة ويبدا بتصويرى
رحل سيد احمد فى قمة الشباب
كنت اتعجب من ضحكته التى حين يرسلها تخرج تفاحة ادم الى العيان فهو كان نحيفا ولونه اسمر فاقع ، نحيل
تراه فتقول انه سيموت من الضحك لوهن جسده
لكنه رحل وترك الحياة باكرا
الى كل هذا وذاك كان يجئ الى خالى حميد صديقه الاعمى هاشم عبد القادر
وكان يجلب معه الكتب من مكتبة امدرمان المركزية ، ازعم انه كان يدرس فى المعهد العلمى
يجئ فى الصباحات الباكرة من يوم الجمعة ويقعد الى سرير خالى حميد الذى لم يكن قد فاق بعد من نومه
لكنه كان يقرا له
كنت اتلصص لسماع تلك القراءات
ادخل احيانا تحت السرير لاستمع الى الروايات مقروءة بصوت حميد خالى
وحين يخرجا ، كنت اسرق كتابا كان متداولا قبل قليل بينهما
فى تلك المرحلة الباكرة قرات كل ما طالته يدى "كنت فى الصف الثالث الابتدائى "حين طالعت الام لمكسيم جوركى
ولمن تقرع الاجراس لارنست هيمنجواى ، وجسر على نهر الدرينا لكاتب يوغسلافى
علمت مؤخرا انه حاز على جائزة نوبل عن تلك الرواية التى ما زلت اسيرتها
لعل كل هذا وذاك اسهم فى فتح مغاليق ما كان لها ان تنفتح لولا وجود ذلك الزخم فى حياتى
اول رواية سودانية طالتها يدى كانت "انهم بشر "
لكاتبها خليل عبد الله الحاج حيث كانت مخزنة ايضا فى بيتنا
وفى تلك المرحلة من منتصف الستينات كان على ان اتاثر بالمناخ السائد فى البيت
حيث كانت اجتماعات اتحاد الشباب السودانى والحزب الشيوعى السودانى تنعقد فى البيت
يجئ الى البيت الشهيد عبد الخالق محجوب ، والشهيد الشفيع احمد الشيخ
وغيرهما من قيادات الحزب
كنت اتلصص لاستمع الى احاديث لم افهم منها انذاك الكثير
لكنى كنت اطالع ما يتركوه من مجلات وكتب حيث ما اكثر المطبوعات ايامئذ
وحين وصلت الى السنة الثانية من المرحلة المتوسطة كنت قد اكملت عدد من مطبوعات الحزب الشيوعى
لكنى وللتاريخ لم اطالع كتابات هيجيل حيث منعنى منها انها معتمدة على فهم عميق بالرياضيات
وتلك ازمة ما تزال الى الان عالقة بجوف حياتى

Post: #150
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-13-2009, 11:15 PM
Parent: #90

عبدالله الشيخ
هنا ساقف فى منحنى الصحافة وعلاقتى الممتدة بها
من العام 1983
وحتى هذه اللحظة
ربما كانت علاقتى مثلى مثل اى واحدة او اوحد بداتها فى المدرسة الابتدائية
حيث كنت اجمع ما تناثر من صور فى المجلات والصقها الى الجدار مستخدمة الصمغ واضعة اياها على جدار الفصل
حيث حافزى كان استاذة اللغة العربية فى الفصل "ست اسيا"
كانت تحتفى بكراستى فى الصف الرابع خاصة كراسة الانشاء
تعرضها على الفصل
وتحفزنى بالوعد ان اقرا كل ما تحمله لى من مجلات وكتب صغيرة
على ذكر الكتب
كنت امشى مع امى نفيسة احيانا الى مستوصف فى الشجرة يملكه طبيب سويسرى كما كانت تقول امى نفيسة
كنت كلما انتهت امى من الكشف الدورى تجئ ممرضة حاملة كتبا فى مجملها كانت تعاليم المسيحية
كنت احملها واقراها فى البيت
لكن ذلك لم يكن حافزا ان اتنصر قط
لكنى تعرفت فى تلك السن الباكرة الى دين جديد لم اكن اعرفه وبدات اسال اهلى فى البيت عنه
يجيبوننى بكل كياسة ان العلم ليس عيبا فمن حق الناس ان تعرف
ثم كان بعد ان دخلت المرحلة الثانوية ان بدات مرحلة اخرى اشرت اليها سابقا
فكانت هنا ثمرة جديدة من التعرف الى حيوات اكثر تعقيدا من تلك التى فى المرحلة الابتدائية او المتوسطة
هنا بدات اجرى الحوارات واكلم الناس الذين هم اكبر منى
بل انى تعرفت الى عالم جديد هو عالم الصحافة الممنوعة "السرية " ايام النميرى "
الهدف البعثية والميدان الشيوعية
واستطالت المعارف الصحفية بعد دخولى المعهد العالى للموسيقى والمسرح وهنا بيت القصيد
حيث بدات منذ العام الثانى فى الكتابة للصحافة وكنت قبلها اكتب فى احد الدوريات التى كانت تصدر فى الابيض " اصدقاء الكتاب"
التى كان يتوفر عليها الراحل زهاء الطاهر رحمه الله
ثم واحدة من الدوريات التى تصدر من رابطة ابناء سنار التى كان مدخلى اليها صديقى الراحل عبد الله فضل السيد عليه الرحمة
حين دخلت الى دار الايام كان فى تلك الايام يراس تحريرها الاستاذ حسن ساتى رحمه الله
لكن كان للاخ عثمان عابدين يد طولى فى التعلم السريع لمفردات الصحافة والية التعاطى مع لغتها
وكذا وقف الى جانبى مساندا اخى وزميلى نجيب نور الدين
وحين نشرت اول قصة قصيرة لى كان فى جريدة الصحافة للغرابة
رغم انى اكتب فى الايام
لكن الاستاذ عيسى الحلو ما كان يود ان ينشر لى قط
وانتظرت طويلا لينشر لى قصة واحدة ، لكنه لم يفعل
ولم المه ، حملت تلك القصة الى استاذى الراحل بروفيسور على المك
وكان الملحق الثقافى لجريدة الصحافة يصدر يوم الجمعة
وكنت سلمته القصة يوم الاربعاء فوجئت انها منشورة بعد يومين من تسليمها
فيما كنت قد سلمتها لعيسى الحلو قبل عدة اشهر
كان اسمها "قطع النار " تصف رحلتى فى اول مرة اغادر امدرمان باتجاه الابيض
بالمناسبة كانت الصفحة التالية لتلك القصة تحمل قوانين سبتمبر "العام 1983"
استمرت علاقتى بالصحافة حتى كان يوم ان قال لى صديقى عبد الواحد كمبال مقولته الشهيرة فى احد ايام يونيو من العام
1988
ـ شامى لى ريحة انقلاب امشى الاذاعة
وبدات مشوارا جديدا فى ذلك العام

Post: #148
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-08-2009, 07:30 PM
Parent: #88

امال حسين
زمان كنا بنشيل الود
وندى الود
وفى عينينا كان يخضر حنانا كان

العام 1982 كان عاما حاسما فى حياتى على صعيد شخصى
عام اختلت فيه موازينى عن اخرها
ففى ذلك العام كان نادى الخريجين بامدرمان اقام معرضا للكتاب
اول مرة اطالع رواية للكاتب جابريل غارثيا ماركيز
كانت مئة عام من العزلة ثم تتالت الروايات لهذا الكاتب الى جانب جورج امادو
ازعم ان تلك الروايات للكاتبين المذكورين اعلاه حولتا نظرى الى الهم اليومى
فلقد كنت اكتب
بالفعل بدات الكتابة القصصية منذ المرحلة الثانوية العامة
لكن كانت متاثرة بعوالم الف ليلة وليلة والعقد الفريد
وما تيسرمن كتابات يوسف السباعى واحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ
الان تحولت اللغة عندى الى عالم يومى رغم هلاميته فى بعض الاحيان ورمزيته التى كانت تقتضيها المرحلة
ففى تلك الايام كنا نخشى عسس النميرى نلجا الى مداراة الكلمات خلف الرمز
لكنى الان فتحت اعينى على عالم واقعى ساحر
رغم ان كتابات هربرت ريد المترجمة وكولن ويلسون بعوالمه الغرائبية ونوال السعداوى بطريقتها اللاذعة والطيب صالح
بشاعريته
الا ان تاثير امادو وغابريل غارثيا ماركيز ومن بعدهما الياخندرو كاسو ولاحقا ايزابيل الليندى اجدهم قد غيروا فى نهج الحياة من ثم على
وحين طالعت الخبز الحاف والشطار احدثت فى تلك الروايات هزة تضاف الى سابقاتها
الى كل ذلك كنت قد تعرفت الى الاستاذ الراحل احمد الطيب زين العابدين الذى فتح اعينى على المقامات
وفتحت لى ايضا دربا جديدا فى الحياة
ولكن فى لاحق الايام حين التقيت لاول مرة بالشاعر جيلى عبد الرحمن العام 1988 جرنى الى عالم جديد
عالم الدراسات النقدية عبر محمد مندور وجعلنى انفض غبار علق بمجلة الرسالة التى كان والدى عليه الرحمة يعبئ بها ارففا
نبهنى الراحل جيلى الى كتابات معاوية محمد نور وانور المعداوى
فبت اقرب الى الناس فى كلامى ومااكتبه
كل هذه العوالم خرجت منها بان الكاتب هو ابن قرائه ولا مفر له الا ان يركن الى ما يفهمون
وما يدخل القلب لدنهم
غاليا هو الكلام البسيط المقرون بعالم يعيشونه وانسانا يعرفونه
حين كتبت ذات مرة رسالة الى جون كليمنت ونشرتها فى العام 1986 فى جريدة الهدف التى كان يقف على تحريرملحقها الثقافى الصديق مجذوب عيدروس
جاء الى الجريدة شاب كان اسمه جون كليمنت
وكان طالبا فى جامعة القاهرة الفرع
ربما وجد من كتابة كتبتها ما وافق شيئا فى داخله فاعلن لمجذوب العيدروس "كيف سلمى بحينى وانا ما بعرف ؟"
فرحت يومها امتلات زهوا اننى اصبت ما نشدته رغم انى لم اعرف احدا بهذا الاسم لكنه كان موجودا اذن
فالكتابة لدنى باتت عن الناس الذين اعرفهم هم الذين ياكلون الطعام ويمشون فى الاسواق
بسطاء لا يودن ان اتعالى عليهم اتذكر دائما ما فعل جورج امادو فى خالدته "فرسان الرمال " تلك التى ابكت كل من طالعها
وهنا تكمن قيمة الكاتب الذى يرى الى القارئ بعين انه هو القارئ نفسه
فان لم تحس بما تكتب وتتعاطف معه فلا تفعل
اذكر انى كتبت مسلسلا لاذاعة وادى النيل كنت استمع اليها وابكى مع الاحداث فيها
رغم انى كاتبتها ولم اجد تفسيرا لتلك الحالة الى هذه اللحظة

Post: #149
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-13-2009, 10:51 PM
Parent: #87

احمد العمار
لعلى سابدا من نقطة متاخرة قليلا
كان ميلادى فى مدينة عطبرة
فى حى الفكى مدنى حيث كان والدى يعمل فى السكة الحديد
كنت المولود الثالث لامى وابى وابى
فكان لديهما طفلان قبلى "معاوية وطارق"
قالوا انى كنت من يومى وزمانى "حمقاء"
ومكابرة هكذا تصفنى امى بل انها تقول
"راسك ناشف من يومك ، عارفة لمن كنتى صغيرة ، ولمن تقولى لا ، معناها لا ، "
هكذا ظللت الى يومنا هذا
حكت لى عمتى حسنى التى كانت تعيش وامى فى البيت ، فى واحدة من نتائج تلك انواع قوة الراس
ـ يوم سوينا العشا ، وختيناهو فى الطبلية ، يا سلمى تعالى اكلى ، ما كنتى بتتكلمى ، لكين هزيتى راسك
بمعنى لا ، وبعد العشا ، حبيتى لمن وصلتى الطبلية ، وبديتى تلقطى فى الواقع من اكل اخيانك "
هكذا اذن ظللت تلك العنيدة ام راسا قوى
لا يعجبنى العجب ابدا ، لكنى الان بعد ان توج راسى الشيب ، بدات ربما ابدو اكثر مرونة مما كنت عليه
وربما حكيت عن انى كان اسمى بين زملائى فى الاذاعة "ابو الدقيق"
لا لسبب الا لاننى كنت ادئما احاول ان اوجد العالم المثالى الذى لا يعرف ميول الخطوط
ميل الخط يتعبنى والتداخلات فى الالوان ترهقنى كثيرا
لكنى ربما تعلمت ان اجد الالوان الاخرى الان
عامل السن
فى طفولتى "بعد انتقالى الى امدرمان " حيث دفعت بى امى الى والدتها ، وجدتنى محاطة بخيلان هم اشقاء امى
صنعوا طفولتى وشبابى والى الان اتمثلهم
احب كرمهم معى واخوتهم لى ، لم اعرف ان لى اما سوى جدتى الى حين رحلت امى نفيسة عن الدنيا
تعلمت منهم كل الاشياء التى اعيشها الان
معهم دخلت السينما لاول مرة ، ودار الرياضة امدرمان محمولة على كتف فخرى خالى
تعلمت ان اصفر كما يفعل الاولاد والبس ملابس الاولاد ، لم اكن مسترجلة بطبيعة الحال
لكنى لم اجد انثى فى حياتى سوى جدتى
وكانت لاترى ما يمانع ان اكون مااكون
ثم انها يوم ان بلغت مبلغ النساء ما ازال ارى سبابتها باتجاه وجهى محذرة
ـ مافى لعب مع الاولاد ومافى مشى للدكان سبب بلا سبب ، مافى مرقة ، مفهوم ؟
على ايامنا لم يكن الخروج امرا ممكنا الا لما هو ضرورى ، المسموح به فقط هو بيوت الاهل
لا صديقات ولازميلات مدرسة ، اضافة الى ان اسرتنا كانت كبيرة للحد الذى لا يستوجب اضافة معارف جديدة
فى المقابل كنا نمشى معا الى حيث كانت تدرس جدتى فى فصول محو الامية تلك الفصول التى انشاها الاتحاد النسائى فى الستينات
وكانت بطبيعة الحال تاخذنى معها الى السوق او الى اهلها المنتشرين من العرضة جنوبا حيث شقيقتها عرفة
الى شارع العرضة شمالا حيث بنات خالاتها بحيشانهم المعروفة
حوش اسحق اسرائيل حيث كان متزوجا من بنت خالتهااسماء محمد عبد الرحيم
وحوش بنات فضل محمد احمد وحوش محمد عبد العال زوج اختها بنت خالتها الحاجة زينب بنت حسنى شقيقة عائشة التى انجبت الاولى محاسن عبد العال والفاتح ويسن واحسان وانجبت الاخرى مرتضى احمد ابراهيم وصلاح وفاطمة ونفيسة والتومة والهادى والرشيد
تعلمت ان لا اردد اسم احدمن اخوانها واخواتها "حاف" لابد من القول "خالى فلان وخالتى فلانه"
لم اقل حبوبة او جدى لاى من والدى امى على وجه الدقة لانى تربيت فى كنفهم
جدى كان يغضب منى لحظة ان اناديه جدى لانه والدى الحق الذى احسن تربيتى عليهم جميعا رحمة ومغفرة

Post: #106
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد كابيلا
Date: 05-16-2009, 09:48 AM
Parent: #1

سلمى / سلامات
حكى لا مفر منه إلا أن نكمله للأخر
لأننا نستمتع ....!!!
مقدرة عاليه لسرد التفاصيل بشكل
يجعلنا نقرأ و نسمع ونشاهد ثم نندهش....!!!

كل الود
محمد كابيلا

Post: #116
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: كمال سالم
Date: 05-17-2009, 00:12 AM
Parent: #106



من زمن جميل حقا أنت ياسلمى ,,

يجلس معى ألان رجل هو أيضا من زمن جميل
وقد حكى لى عن ذكريات جميله ومدهشه كنت
أنت بطلتها من خلال سته حلقات من برنامجه
الإذاعى الشهير ( نجوم بعيده ) .
إنه صديقى وأخى نجيب نور الدين الصحفـى
والإذاعى المرموق , وهو يهديك باقات مـن
تحياته وأشواقه .



هلا تفضلت وتركت قلمك ينداح بإستدعاء جمال
ذلك الزمن وتلك الحلقات .

تحياتى ,,

Post: #120
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: فيصل عباس
Date: 05-18-2009, 06:59 AM
Parent: #116

.

Post: #123
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 05-19-2009, 05:39 AM
Parent: #120

حينما تدخل الريح
من بين فتحات الشبابيك
بصوتها العويل
تنوح ذكرياتي معها
لكم احبك

Post: #125
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: باسط المكي
Date: 05-24-2009, 02:04 AM
Parent: #123

Quote: السودانيين ذاكرتهم ضعيفة تجاه اداء النساء

سلمي احيك احييييييك
تحياتي
لك ونقبلي تحيات
كمال مكي حنفي ..
ازمان حي القبة البعيدة
ماذلت في ذاكرتك .كوني بخير

Post: #130
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عواطف ادريس اسماعيل
Date: 05-25-2009, 12:30 PM
Parent: #125

سيدة الزمن الجميل ..

من أي جنس أنت يا امرأة ؟

من قبعة أي ساحر خرجت ؟

من يدعي أنه سرق مكتوبا واحدا

من مكاتيب حبك .. يكذب

من يدعي أنه سرق مشاطا واحدا

من أمشاط العاج التي تتمشطين بها ..

يكذب ..

من يدعي أن اصطاد سمكة واحدة ..

من بحار عينيك.. يكذب .

من يدعي أنه اكتشف ..

نوع العطر الذي تستعملينه

وعنوان الرجل الذي تكاتبينه ..

يكذب ..

من يدعي ..أنه اصطحبك

إلى إي فندق من فنادق العالم ...

أو دعاك إلى أي مسرح من مسارح المدينة

أو اشترى لك طوقا من الياسمين ..

يكذب .. يكذب .. يكذب ..

فأنت متحف مغلق ..

يوم السبت , ويوم الأحد ..

يوم الثلاثاء,ويوم الأربعاء,

وفي كل أيام الأسبوع

متحف مغلق ..

في وجوه جميع الرجال ..

طوال أيام السنة ..

سلوم ..

نوم العافية ..

شكلك نايمة الساعة عندكم أربعة صباحا على ما أعتقد .. أحلام سعيدة ..

في الحقيقة أنا كنت كل يوم بقرا شوية وبأجل المداخلة.. ولكن حان الوقت للكتابة لك الشكر على

هذا السرد الجميل ..

Post: #131
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: عبدالله داش
Date: 05-25-2009, 12:51 PM
Parent: #125


تعرفي يا سلمي قريت كتابك الف مره ومره
كل يوم اطلع بمعرفه جديده
كل يوم اطلع مهزوم ...

وبصراحه كدا
ما لاقي لي حرفين ألمهم مع بعض عشان يكوّنو جمله مفيده
لعن الله الفقر باااخ
والله لو بمقدوري لنحت لك ثمثالاً يتلألا في قلب الكلمات
أو في وسط الشارع
أو في خصر الخرطوم

عشان اى زول يشوفك يعرفك
ويردد دي سلمي بت الناظر






أدام الله عليك الجمال



Post: #132
Title: Re: امراة من الزمن الجميل "سيرة ذاتية"
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 05-25-2009, 02:37 PM
Parent: #131

الكلمة الصادقة ما ليها مكان غير "
تتحكر وتتوكر" جوا القلب

Post: #141
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: عبد الدائم سيد أحمد
Date: 06-01-2009, 11:45 AM
Parent: #132

حتواصلى ولا انتهت لينا كم يوم منتظرين فى الصفحة التانية
نلقاك مشيتى الصفحة الاولى ... طبعا" المشى مفيد معاك الايام دى

اخبارك شنو .....

Post: #143
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-06-2009, 03:54 PM
Parent: #141





سيدة القص : الأستاذة / سلمى الشيخ سلامة
عُدنا من جديد ،

دع الريح تعصف بالشجر ، ودعينا نتلمس ورق الذاكرة بأيدينا . هذا الكتاب ليس له أول وليس له آخر .
لا تستمعي لمن يقول لكِ ننتظر البقية . من يُغريكِ بالحديث هو الذي يفتح بوابة جنتَكِ المورقة . وتأتي ثمارها لمن يشتهي . اتركي الذاكرة تندلق بما فيها من كنوز ، ولا تغتمي من الأتربة ، فعندما نُجلي الذاكرة يُطل البريق .




Post: #151
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: omer abdelsalam
Date: 06-14-2009, 09:29 AM
Parent: #143

العزيزة / سلمى
قمت بزيارة مؤخرا للصحافي المخضرم /عبدالواحد كمبال وهو يتعافى تدرجيا ولله الحمد من سقمه .... وحين اخبرته بماكتبت عن ذكريات
الزمن الجميل مع عبدالواحد سنوات الثمانينات ، قال لى انه يود قراءة ماكتبته لكنه مع ظروفه الصحية
وسخريته من تكنولوجيا الاسفير والنت , يصعب عليه الوصول الى الموضوع مباشرة
فطلب منى لو تكرمت الزميلة / سلمي مشكورة , باعادة نشر مقالك الجميل عن عبدالواحد
حتى يتثنى له متابعته بسهولة

Quote: عمر عبد السلام
وجودك الان اعادنى الى العام 1987
تلك السنة الاولى التى التقى فيها برفيق لطالما حببنا فيه
هو عبد الواحد كمبال
احد فطناء الصحافة السودانية
كان صديقا لخالى صلاح احمد ابراهيم
وشقيقى طارق الشيخ
جئنا الى دار اتحاد الصحفيين صباح ذلك اليوم من ذلك العام
لا اذكر الشهر تحديدا
حملتنى قدماى الى هناك بعد مشوار بين ازقة الحياة الصحفية
جلست الى احد الكراسى
لم اكن اعرفه قط
رجل انيق الملبس قميصه مكوى وبنطاله مشدود من اثر المكوة عليه
القميص محشو باناقة فائقة ولون الحزام يجعل تناسقا بين الحذاء الاسود اللامع والقامة
طويل ونحيل وسيم المحيا بنظارته الطبيه وشعره المسرح بعناية ولونه الاسود الجميل
جر كرسيه الى حيث اجلس
سالنى بود
ـ الاخت صحفية وين ؟
ـ فى مجلة البلد
ـ الاسم ؟ اول مرة اشوفك فى المحل التعيس دا
نطقت اسمى ، وكانى فتحت مغارة كان ينتظر بوابتها لتنفتح
ـ تعالى هنا جنبى انتى بت العزاز ، حبيبتنا ، يا ناس القاعدين كلمو الجايين ، دى بتى من هنا وماشى
الداير ينضم معاها الا ياخد اذن منى
اندهشت لتلك الصراحة ، حين حدثنى عن صداقته لصلاح احمد ابراهيم وطارق ،
انفرجت اساريرى ومن حينها لم نفترق الا بمقدار ما يجعل النوم امرا حيويا على امل اللقاء فى الغد
وتحولت بعدها للعمل فى صحيفة الجريدة ، وبات عرابى فى الكتابة
هو وسامى سالم واحمد الطيب عبد المكرم
كانت الايام التالية محل اللقاءات حين تم افتتاح دار اتحاد الكتاب السودانيين
نتحول اما راجلين حين لا نستطيع الى توفير اجرة التاكسى او بالتاكسى فى بعض الاحيان او عبر من يحن قلبه من "ناس ياعم"
طوال هذه المدة توثقت عرى محبتنا
كان بين الحب والصداقة بيننا شعرة
لكنى اوقفتها لدن شعرة معاوية بين الحب والصداقة
حيث كان ذات يوم ان جاءنى فى منتصف مايو للعام 1988
وحدثنى حديث الخبير
ـ سلمى اخيتى شامى لى ريحة انقلاب ، قومى امشى على صالح صاحبى فى الاذاعة وقولى ليهو من طرف كمبال
وكان ان حدث
لكنا ما توقفنا عن اللقاء قط
تعرفت حينها ومن خلاله الى كثير من اعمدة الصحافة حينها
كان يجئ الى الاذاعة وكثيرا رفقته الشاعر الراحل عثمان خالد
يوم رحل الشاعر عبد الرحيم ابو ذكرى
جاءنى من يقول لى
ـ فى ناس دايرنك
مشيت الى حيث المدخل فى البوابة الرئيسة للاذاعة
وجدتهما يبكيان كطفلين
ادخلتهما مكتب الاستاذ صالح محمد صالح
حدثانى برحيل الشاعر عبد الرحيم ابوذكرى وحكيا لى كيف انه مات بتلك التراجيدية
كنت اعرف انه يمت لعبد الواحد بصلة القرابة
وتتالت زياراته حتى كان ان حدثنى صالح محمد صالح
ـ سلمى ياخ ما تعرسى الزول دا وتريحينا ، والله بحبك
ضحكت من صالح وقلت له
ـ عبد الواحد دا صاحبى وبس ، مستحيل
ـ ليه ؟ ما راجل ؟
ـ وسيد الرجال كمان ، لكن الحب والقفة ما بتلاقوا
ـ كيف يعنى ؟
ـ يعنى لو دخل الزواج من النافذة خرج الحب من الباب
ولم يحدثنى فى ذلك الامر لا صالح ولاهو ، حيث كانت العلاقة من المحتمل ان تصل بنا الى الزواج ، لكنى رفضته
اخشى ان اتزوج من اصدقائى حتى لا افقدهم
وهذا ما كان من امر عميرى ايضا وتلك قصة اخرى
ظل كمبال امينا على صداقتى مفاخرا بها
حتى سفره العام 1989 من السودان
لكن اواصرنا لم تنقطع قط
كان يكتب الى فى السودان من المغرب ، وحين سافرت الى القاهرة ظل يراسلنى ويهاتفنى
يوم ان رحل ابنه اتصل فى ليل بهيم
كان الصوت الطالع من السماعة حزينا
ـ سلمى الحقينى يا سلمى وليدى فات
بكيت ليلتها كام مكلومة
فى الصباح كلمنى الفنان محمد وردى وهو صديق لدود لكمبال حدثنى برحيل ابن كمبال
قلت له
ـ كلمنى امس فى الليل
وعلى ذكر الليل
كان فى مرة فى زيارة لاهله فى كسلا
قال الزميل ابراهيم البزعى
ـ بتعرفى كمبال ؟
ـ هون الله ؟ كيف ما بعرف حبيب الكل ؟
ـ احكى ليك قصة
ـ قول
ـ قبل كم يوم كنت فى مامورية لكسلا ، كنا فى الميز بتاع الموظفين ، جاء كمبال وسهر معانا
كان مفروض نسافر صباح اليوم التالى ، سالنا ، انتو شغالين وين ؟
قلنا له فى الاذاعة
ـ بتعرفو بتى ؟ سلمى الشيخ؟
ـ زميلتنا واختنا
ـ اها امشو نوموا بصحيكم ماعشانكم عشان سلمى
وهذا ما كان
بعد ان تم فصلنا الجماعى فى جريدة الجريدة ، كان حالنا واقفا
والدنيا قبايل عيد ، لن انسى ما حدث قط
جاء الى الدار "نقابة الصحفيين " فى تلك اللحظة من الصباح صديقنا المشترك عبد المنعم عوض الريح
كان موظفا فى الامم المتحدة "وزولا ضكران تب ،" هذه مفرداته على فكرة
ناداه كمبال
ـ العشا اب لبن ، مغرود فيك ، اختى وانا معلمين الله من حق السيجاير "كنت بدات حينها التدخين "وتلك قصة اخرى
دحين العيد داخل وما عندها التشترى بيهو حق الفستان لبنيتها ، قلت كيف ؟
فما كان من نعم الا ان مد له ما طلب
اودعها كمبال بعد ان اخذ "نصيبه " فى حقيبتى ونهرنى بمحبة
ـ يلا شيلى اهلك واشترى فستان لبنيتك ، كل سنه وانت طيبة
ودعته وخرجت باكية وفرحة
هو كمبال اسد المدينة التى يصارع كل قوائم التزلف فيها
وحلال الصريمة وشيال التقيلة
لكم احببته



Post: #154
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: خالد المحرب
Date: 06-15-2009, 10:34 PM
Parent: #151

ياسلمى والله انا حبيت كلامك وحبيت الشفافيه الفيك 00 انت انت ياسلمى
ابقى عشرة على نفسك0 تقبلى تحيات ام اخمد

Post: #157
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 06-27-2009, 07:17 PM
Parent: #154

عذرا احبتى للغياب
ساعود
محبتى

Post: #161
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: يحي ابن عوف
Date: 06-28-2009, 09:16 PM
Parent: #157

وما اجمل الزمن الذى يجود بك أنت ياسلمى

Post: #163
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: عفاف أبو حريرة
Date: 07-04-2009, 11:27 PM
Parent: #161

حد الثمالة
درويشه انا في حلقة زكرك
الم اقل لك انتي جسمتي عزة السوان
فصارت انثي بيننا
نستمد منها كل الحياه
حلقي بنا
وغوصي في دواخلنا
وازرعي الزمن الجميل


كوني كما انتي
انتي منه من الله

Post: #164
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: عشة بت فاطنة
Date: 10-03-2009, 12:06 PM
Parent: #163

سلمى بت الشيخ
فرحانة ان اقراك من بين سطورك
سعيدة بهذا الحكي والتداعي الجميل
واصلي .. متابعين

Post: #165
Title: Re: امراة من الزمن الجميل
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 10-03-2009, 02:17 PM
Parent: #164

ارجو المعذرة يا كل الاحباء والحبيبات
لابسانى حالة كسل شديدة وعدم تركيز